أريد ابنتي

أريدُ ابنتي!! 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

صرخةٌ مليئةٌ بالمرار أطلقها أبٌ مُسن،

صرخةٌ يغلبُ عليها طابِعَ اليأسِ والاحتراق،

صرخةٌ يتوحدُ بها كُلَّ آبائِنا في العراق!!!

أريدُ إبنتي… لقد أخذوها مني!!!

أريدُ إبنتي… أعيدوها لي!!!!

أريدُ إبنتي… ليس لي سواها أملُ لاعيش به!!!!

أريدُ إبنتي… فلا كرامة لي، ولا قيمة لحياتي بعدها!!!!

أريدُ إبنتي!!!!

هذا حالُ أبٍ منكوبٍ في حالِهِ،

 عاجِزٌ مُسن،

مجروحٌ في أبوتهِ،

مطعونٌ في أعماقهِ،

مذبوحٌ في فؤادهِ، 

فقد سلب المتوحشون ابنته منه أمامَ ناظريهِ،

اخذتها الذِئاب كما لو انها حملٌ للافتراس،

سحبتها أيادٍ بربريةٍ عنوةً من احضانِ ابيها لِتَنهشَ لحمها!!!

أعيدو لي إبنتي!!!!

أليست صرخةَ العراق اليوم هي ذاتها؟!!!

أليست دموعُ هذا الاب المنكوب هي نارُنا جميعاً؟!!

أليست تلك المصيبة قضيتنا الكُبرى؟!!

أليس انتهاكُ اعراضِنا،

 والتطاول على شرفِنا،

 والطعن في معتقداتِنا،

 وتنجيسِ مقدساتِنا،

 وإباحةِ الفواحشِ بحقِ ابنائِنا وبناتِنا،

 هي عارُ البشريةِ الأعظم على مدى التاريخ؟!!!

أنَهُ لمن الخزي ان نرى العالم كُلُهُ عاجزٌ عن حمايةِ شعب السلام…

انها لوصمةٌ قاتمةِ السوادِ في صفحة الإنجازات التي يكتبها المنادون بحقوق الانسان…

اين هي نخوةُ العرب، إن وُجِدَت؟!!

اين هي غيرةُ الرجالِ، ان كان لهم منها شيئا؟!!

اين هي مسؤولية الروساءِ ورعاة الشعوب؟

اين هي رسالة الانسان في خدمةِ وحمايةِ أخيه؟

كيف يُمْكِنُ ان تنحدر أخلاقيات البشر الى أوطأِ مداها في زمنٍ تبلغُ المعرفةَ الذُرى؟!!

كيف يُمْكِنُ ان تتراجع العقول الى أسوأ انواع التخلف، في عهدٍ بلغ التطورُ أقصاه؟!!!

كيف يُمْكِنُ ان يوتحشَ البشر، في زمنٍ صارت فِيهِ  العولمة نهجُ حياة؟!!!

كيف يُمْكِنُ ان تُغتصبَ نسائُنا وتُسبى وتُباع، في زمنٍ ارتفعت فيه حقوق المرأة فوق كل الحقوق؟!!! 

ايُّ تناقضٍ ونفاقٍ وزيفٍ نحنُ فيه اليوم؟

العالمُ يهرعُ لحماية حقوقِ الحيوان ، بينما الأباءُ يطلبون الموت قبل رؤية بناتهم سبايا ومغتصبات!!!!!

نشاركك ايها الاب المنكوب في وجعِكَ ومرارك،

نُشاركُك صرختك واستنجادك،

نشاركك طلبك، وتوسلك وسؤالك،

اين إبنتي؟

اعيدوها،

ارحموها،

انصفوها،

ومن موت الروحِ اغيثوها!!!!!

رُحماك ربنا، رحماك فينا،

رحماك ولطفك علينا، وعلى اهالينا،

رحماك يا ملجأنا الوحيد، يا خلاصنا وحامينا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Wasan Setto

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير