Pope Francis Confession Zenit

"أنا لا أؤمن بسرّ الإعتراف، بل أعترف أمام الله مباشرة؛ لأن هناك كهنةُ خطأة وأعمالهم سيئة!"

جواب عالطاير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أقدّر معاناتك أمام هكذا موضوع . لكن لا بدّ من توضيح الموضوع وما هو سرّ الإعتراف .

يسمّى هذا السرّ أيضا سرّ الهداية لانه يحقّق سرّيا دعوة يسوع إلى الارتداد أي العودة إلى الاب الذي ابتعدنا عنه بالخطيئة، ويسمّى سر التوبة لانه يكرّس مسعى اهتداء وتوبة وتكفير يقوم به المسيحيّ الخاطئ (تعليم الكنيسة 1423)

يقول البابا فرنسيس : الاعتراف لكاهن يعني أن نسلّم حياتنا بين يدي وقلب شخص ما يتصرّف باسم يسوع المسيح ومكانه . إنها طريقة نعبّر فيها عن حقيقتنا وأصالتنا : أن نضع أنفسنا أمام الحقيقة من خلال النظر إلى آخر وليس إلى ذاتنا، منعكس في المرآة .

صرّح الأسقف بابلو غاليمبرتي، أنّ قلة من الناس يتقربون من سر المصالحة بسبب تفشي الميل إلى  ” خصخصة الإيمان ” . وقال أيضا: أن سبب تدني نسبة الاعترافات يعود إلى أن العديد من الكاثوليك يتركون جانبا دور الكاهن ويختارون الشعائر الدينية التي تتناسب مع أهوائهم الشخصية.

هذه الظاهرة هي ظاهرة عالميّة وتعاني منها مختلف الدول مع التركيز على أبعاد مختلفة انطلاقا من التقاليد المحلية ” موضحًا أن المشكلة الكبرى هي أننا نتقاسم جميعنا اليوم نزعة إلى “خصخصة” الخبرة الدينية.

ما هي هذه ” خصخصة الإيمان “؟

شرح الأسقف، تعني أن ” أتعامل مع الله واستعمل الشعائر الدينيّة الكنسيّة تبعاً لحاجاتي الخاصة “.

الكنيسة لم تخترع الأسرار، والأسرار ليست عائقا أمام النعمة. سر الاعتراف ليس عبئا على المؤمنين بل هو ضمانة. ولكي توضح الفكرة،  أذكر بهرطقة تعود إلى القرون المسيحية الأولى (وبشكل خاص القرن الرابع) كانت تعرف باسم المساليّة” (messalianesimo). كانت هذه الهرطقة نوعًا من المواهبيّة (كاريزماتيك) المتطرّفة، وكان اتباعها يؤمنون بأن الغفران يتم إذا شعرت في داخلك أن الله غفر لك . فالشعور هو ضمانة.

وأخيرًا،  وليس آخرًا،  لا علاقة سرّ الإعتراف بسلوكيّات وأخلاقيات الكاهن الفلانيّ السيّئة !،  أرى الكثيرين يقولون : هذا الكاهن سمعته وصلت للصحف اليوميّة،  وتعاملاته مع الشعب ليست جيّدة،  وله علاقات غراميّة،  ووو الخ . إنه كائن بشريّ وليس ” إله ” ! فحتى القدّيسين هم خطأة وليسوا كاملين،  ليست المشكلة في أنّ هذا الكاهن سلوكياته سلبية فكيف أعترف له وأقول له ما بداخلي،  القضيّة ؛ هي أنّ المسيح ونعمته تعملُ من خلاله،  والمسيح هو ذاته أعطى السلطة للكاهن بغضّ النظر عن أخلاقيّاته السلبيّة !  إنه يعطي الحلّة والغفران بإسم المسيح لا بإسمه الشخصيّ . هذا ما يجبُ فهمه . وتعليمُ الكنيسة يقولُ،  بأنّ أيّ كاهن يفشي سرّا من المُعترف أمامه للعلن،  يُحرم من عمله وخدمته.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير