Stained glass - Visitation - Dorothée Quennesson - dodo71 - Pixabay - CC0

أنت أخذت حبًّا….يجب أن تردَّ بالحبّ

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنت أخذت حبًّا….يجب أن تردَّ بالحبّ…

                                     أبونا يعقوب الكبّوشيّ

     وحده حبّ الربّ في داخلنا يجعلنا نحيا الفرح، ونخطّ السّلام ، ونبتسم الدّهشة عند روعة اللّقاء…

وحده حبّ الربّ يُحيِي لحظاتنا خيرًا، ونعماً، وسعادة…

يعتبر أبونا يعقوب أنّ محبّة الله لا يجب أن تكون في زاوية القلب، بل في وسطه…

كما يجب أن تكون بلا قياس كمحبّته هو. دعا الجميع إلى أفعال الحبّ. فبأفعال الحبّ نزيد فينا محبّتنا لله، كالنفخ في النّار، يزيدها اضطرامًا، واشتعالًا…

هكذا عاشت مريم الحبّ… نبَضَ داخلها بالكلمة – الحبّ، فردّت بلغة الحبّ…

هكذا أجابت مريم على المحبّة التي ملأها بها الربّ.                                

حملت بالإله، إنّها أمّ الإله. لم تعرف التّكبّر أوالتّباهي، بل أسرعت  بتواضعها إلى  الخدمة…

نبض الرّبّ في داخلها ملأها بالحبّ، والخير. فمَن سكن المسيح في قلبه، عاش الخدمة والفرح.

تلك كانت عقيدة الطّوباويّ… عاش حياته على نبض حبّ الربّ، فبات بلسم حبّ، بالنّسبة إلى الآخرين. كان على ثقة أنّ المحبّة تبدأ بنا، لكنّها لا تنتهي فينا، بل تمتدّ إلى القريب، وهدفها هو شفاء النفوس وتقديسها…

ذهبت مريم قويّة، ومسرعة، مستمدّة قوّتها من الروح القدس، ومن قدرة المشيئة الإلهيّة… من سرّ الخلاص الذي سيتحقّق بسرّ التجسّد… ذهبت تتوق إلى ابتسامة حبّ تفرغها من داخلها، من نبض يسوع، في قلب نسيبتها…

مريم المتواضعة لم تمدح عظمتها، لم تتباهَ بنفسها كونها أمّ الربّ “من أين لي أن تأتيني أمّ ربّي” (لو1: 43)

اعتبرت أنّ النّعم التي عاشتها هي هدايا حبّ وفرح من العناية الإلهيّة “سوف تهنّئني جميع الأجيال لأنّ القدير صنع إليّ أمورًا عظيمة” ( لو1: 48)

مريم المتواضعة، حملت يسوع في أحشائها لأنّها آمنت بمشروع الإله الخلاصيّ…

مريم المتواضعة، حملت عظمة الكلمة، التي بدأت معها بالانتشار…

إنّها أهميّة نشر الكلمة، والبشرى للآخرين. ومع يوحنّا الذي ارتكض في أحشاء أمّه، نشعر بتجاوب الإنسان مع سرّ الكلمة…

لقاء رائع جمع بين مريم، وإليصابات، بين الربّ يسوع، ويوحنّا الجنين، الذي عبّر عن إيمانه بالعمل، فارتكض في أحشاء أمّه، ممّا دفعها إلى الإيمان بأنّ ما في حشا مريم هو الربّ المخلّص…

يا لروعة تلك الزّيارة!!!! يا لقداسة ذلك اللّقاء!!

مدّنا يا ربّ بزاد النّعم، أضرم فينا روحك القدّوس، لنسرعَ إلى نشر سرّ كلمتك، ونحيا على مثال “أبونا يعقوب” فرح الكلمة، فتنبت أرضنا زرع خير وقداسة…

ساعدنا كي تتفوّه ألسنتنا فقط، بما يعظّم اسمك القدّوس، لعلّ أرواحنا تبتهج بخلاصٍ تعدّه أنت لنا…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير