البابا: سنُحاكَم على علاقتنا مع الفقراء

وصلاة للسلطات لتتفادى “مصيبة” في السجون، ضمن عظة الاثنين 6 نيسان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

صباح الاثنين 6 نيسان 2020، قدّم البابا فرنسيس قدّاسه الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا على نيّة معرفة السلطات كيفيّة تفادي “مُصيبة” في العديد من مناطق العالم: مُتطرِّقاً إلى مشكلة اكتظاظ السجون، دعا إلى الصلاة “على نيّة المسؤولين كي يجدوا حلولاً عادلة وخلّاقة لحلّ هذه المشكلة”، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

نُشير هنا إلى أنّ موضوع السجناء والسجون يلقى اهتماماً لدى البابا، خاصّة وأنّه في 19 آذار 2020، قدّم قدّاسه الصباحيّ “على نيّة الإخوة والأخوات في السجون، فهُم يُعانون من القلق حيال المجهول وما سيحصل داخل السجن، فيما يفكّرون في عائلاتهم. فلنكُن قريبين منهم”.

ولا بدّ من الذكر هنا أيضاً أنّ الأب الأقدس عهد بتأمّلات درب الصليب الخاصّة بيوم الجمعة المقبل في 10 نيسان إلى مجموعة من المساجين والمراقبين والمتطوّعين في سجن Due Palazzi في بادوفا، بحيث أنّ مراحل درب الصليب ستتداخل مع 14 قصّة من حياة أفراد المجموعة المذكورة، مع الإشارة إلى “تأثّره لدى قراءته التأمّلات التي كتبوها”، وشعوره بأنّه “أخ لِمَن ارتكبوا أخطاء”، مؤكِّداً على إدراكه أنّه “ليس من السهل التوفيق بين العدل والرحمة، لكن إن نجح الأمر، فسيكون ذلك ربحاً للمجتمع برمّته”.

من ناحية أخرى، وفيما يتعلّق بالعظة التي ألقاها البارحة، كما نقلتها لنا الزميلة إيلين جينابا، فقد علّق الأب الأقدس على مقطع من إنجيل القدّيس يوحنا حيث يزور يسوع منزل صديقه لعازر وتسكب مريم الطّيب الغالي الثمن على رِجلَيه، ممّا أغضب يهوذا لأنّها كانت تستطيع بيع الطيب لصالح الفقراء.

وتأمّل الأب الأقدس بجملة يسوع “الفقراء عندكم في كلّ حين”، شارِحاً أنّه عندما يقولها يسوع، إنّما يعني “أنا سأكون عندكم دائماً في الفقراء. سأكون موجوداً هنا”. وأضاف البابا: “سنُحاكَم على علاقتنا مع الفقراء. اليوم، إن تجاهلتُ الفقراء، وإن تركتهم جانباً، واعتقدتُ أنّهم غير موجودين، سيتجاهلني يسوع يوم الدّينونة”.

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ “ما يقوله يسوع صحيح. “الفقراء عندكم في كلّ حين”. لكن هل أرى أنا هذا؟؟ هل أُدرك هذا الواقع؟ والأهمّ، هل أُدرك الواقع المخفيّ للّذين يشعرون بالخجل حيال القول إنّهم يعجزون عن الاكتفاء حتّى نهاية الشهر؟”

ثمّ شجب البابا مرّة أخرى “الظُلم البُنيويّ في الاقتصاد العالميّ، لكن أيضاً ثقافة اللامبالاة المُنكرة التي تجعلنا لا نرى الفقراء، أو تجعلنا نعتقد أنّه من الاعتياديّ أن نرى الفقراء كجزء من معالِم المدينة!”

ثمّ توقّف البابا عند حادثة جرت عندما كان في بوينس أيريس، حيث قيل له إنّ حوالى 15 عائلة تسكن في مبنى يعود لمصنع مهجور. فذهب لزيارة تلك العائلات، ولاحظ أنّ كلّ واحدة منها اتّخذت لها جزءاً من المصنع ملأته بالأثاث الجيّد مع جهاز تلفزيون، إلّا أنّ تلك العائلات لجأت إلى هذا المكان لأنّها لم تتمكّن من دفع الإيجار! “ها هم الفقراء الجدد الذين يُجبَرون على ترك منازلهم لأنّهم يعجزون عن دفع إيجارها. والظُلم في التنظيم الاقتصاديّ أو الماليّ هو ما يؤدّي إلى هذا. هؤلاء الفقراء كثر، إلى درجة أنّنا سنلتقي بهم يوم الدينونة، عندما سيسألنا يسوع: كيف حالك مع الفقراء؟ هل أعطيتهم ما يؤكَل؟ هل زرتهم عندما كانوا في السجن؟ هل زرتهم في المستشفى؟ هل ساعدتَ اليتيم والأرملة؟ لأنّني أنا كنتُ فيهم”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير