البابا فرنسيس: "لا يجب أن نخاف من الطيبة، من الحنان!"

واجب حراسة الخليقة ليس مهمة المسيحيين وحدهم، بل مهمة كل البشر

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“لا يجب أن نخاف من الطيبة، من الحنان!” هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته اليوم بمناسبة البدء الرسمي لخدمته البابوية في القداس الاحتفالي الذي ترأسه في ساحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

جاء كلام البابا خلال تعليقه على شخصية القديس يوسف الذي يحمل في طيات شخصيته خصائص القوة والرجولة، دون أن يكون ذلك متعارضًا مع الحنان، فالحنان هو فضيلة الأقوياء.

وقد كانت الكلمة المحور لتأمل البابا “الحراسة” التي قدمها القديس يوسف لمريم ويسوع ومن ثَمّ للكنيسة. وبعد أن شرح أن الحراسة هي واجب في حياة المسيحي تجاه الآخرين وتجاه الخليقة والبيئة قال: “دعوة الحراسة لا تتعلق بالمسيحيين وحسب، بل لها أيضًا بعدٌ أسبق وهو إنساني ببساطة ويتعلق  بالجميع. واجب حراسة كل الخليقة، جمال الخليقة، كما نقرا في سفر التكوين وكما بين لنا القديس فرنسيس الأسيزي: احترام كل خلائق الله والبيئة التي نعيش فيها. حراسة الأشخاص، العناية بالجميع، بكل شخص، بحب، وبشكل خاص بالأطفال، العجائز، وجميع المستضعفين والذين غالبًا ما يتواجدون على هامش قلبنا. العناية بعضنا ببعض في العائلة: حراسة الأزواج الواحد للآخر ومن ثمّ كأهل العناية بالأولاد، ومع الوقت يضحي الأولاد حراس أهلهم.  إنه عيش الصداقات بصدق، كعضد متبادل من خلال حراسة الآخر بالثقة، الاحترام والخير. بالعمق، إن كل شيء موكل إلى حراسة الإنسان، وهذه مسؤولية تتعلق بالجميع. كونوا حراس مواهب الله!”.

وأضاف قداسة البابا: “عندما يخون الإنسان هذه المسؤولية، وعندما لا نعتني بالخلائق والإخوة، نفسح المجال للدمار ويجف القلب. في كل عصر من التاريخ، وللأسف، هناك “هيرودس” أي أشخاص يخططون مشاريع موت، يدمرون ويعكرون وجه الرجل والمرأة”.

وطلب البابا فرنسيس إلى كل الذين يحملون مسؤوليات في الحقل الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي، إلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة: “فلنكن حراس الخليقة، مشروع الله المرسوم في الطبيعة، حراس الآخر، حراس البيئة: لا نتركنّ لعلامات الدمار والموت أن ترافق مسيرة عالمنا”!

ثم وأوضح أنه “لكي نحرس يجب علينا أن نحرص على ذواتنا! فلنذكر أن الكره، الحسد، الكبرياء هي رذائل تدنس الحياة! الحراسة تعني إذًا السهر على مشاعرنا، على قلبنا، لأنه من هناك تنبع النوايا الخيّرة والشريرة: البنّاءة والمدمّرة! وأضيف هنا ملاحظة أخرى: العناية، الحراسة تتطلب الطيبة، تتطلب أن تعاش بحنان. في الأناجيل، يظهر القديس يوسف كرجل قوي، شجاع، عامل، ولكن ينبع من نفسه فيض من الحنان، الذي ليس فضيلة الضعفاء، بل على العكس، يبين عن قوة النفس، قدرة الانتباه، الرحمة، الانفتاح الحق على الآخر، الحب”

وقال مشددًا: “لا يجب أن نخاف من الطيبة، من الحنان!”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير