الخوف لا يخلو من حكمته

الحكمة لا تناقض نفسها

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوف لا يخلو من حكمته. من الحكمة ألا تكون ساذجاً.
يذكرنا الأب رولهايزر أننا منذ قرون، نخبر أطفالنا بروايات خيالية مخيفة حول الأشياء الشريرة الكامنة في الغابات المظلمة، التي تتطلع إلى التهام الأطفال الصغار. لم نخبر بهذه القصص لنسبب لأولادنا الكوابيس بل لنحذرهم من ألّا يكونوا ساذجين حول من أو بماذا يلتقون. لا يمكن الوثوق بالجميع ومن الحكمة، لا سيما عندما تكون صغيراً، غير محصن، أن تبقى بعيدًا عن الأماكن المظلمة وأن تبقى بقرب والديك – من بهم تكون آمناً!
ومع ذلك، فإنّ إيماننا المسيحي يدعونا للذهاب إلى تلك الأماكن، ومواجهة الوحوش البرية التي تعيش هناك، وتحويل تلك الغابة الخطرة إلى أراض مزروعة إلى حدائق آمنة.
وبالتحديد هذا ما فعله يسوع: ذهب إلى كل مكان مظلم، حتى إلى الموت والجحيم نفسه، وأخذ نور الله ونعمته الى هناك. لكنه لم يكن ساذجًا. بخطٍ موازن للنصائح الحكيمة للقصص القديمة لم يغامر بمفرده. دخل تلك العوالم بأمان أبيه، بوحدة الثالوث.

الإيمان يخلّصنا من الخوف، بما في ذلك الخوف من الوحوش البرية والشياطين التي تكمن داخل براري أذهاننا وقلوبنا. من المميت أن ننغلق في علياتنا وأشباحها: لذا يدخل رب السلام، يعطينا الأمان ويدعونا أن نحوّل برارينا المظلمة إلى جنات آمنة.
وفي الدعوة، الحكمة لا تناقض نفسها لذا علّنا لا ننسى حكمة قصصنا القديمة –
وعلّنا لا نغامر أبدًا في غاباتنا الداكنة بسذاجة: وحيدين!
فلنتسلّح بإيمان قوي ولنخرج جنبًا إلى جنب أبينا الأمين…
حينها في عوالمنا المتخبطة ننعم بسلامه لا بل أكثر … نكون بدورنا سلام القلقين!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير