الرئيس العام الفرنسيسكاني يستقبل بندكتس السادس عشر على جبل نيبو

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كلمة الأب خوسيه رودريغيز كاربالو

روما، الأحد 10 مايو 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها الرئيس العام للرهبانية الفرنسيسكانية، الأب خوسيه رودريغز كاربالو، لدى وصول بندكتس السادس عشر إلى بازيليك النبي موسى على جبل نيبو.

***

قداسة البابا، باسم جميع الإخوة الأصاغر المقيمين في الأراضي المقدسة وباسم كل الرهبانية، تفضلوا بقبول تحية القديس فرنسيس: ليعطكم الرب سلامه!

هنا على جبل نيبو، عند مشارف أرض الميعاد، نرحب بكم في بداية رحلة حجكم إلى الأراضي المقدسة. هنا، في نهاية الخروج، نال موسى نعمة التأمل في الأرض التي وعد بها الرب شعبه. في النهاية، أصبح وعد الله حقيقة وأرشد موسى إسرائيل خلال أربعين سنة. خلال هذه السنوات الأربعين، كان موسى صوت الله لدى الشعب وصوت الشعب لدى الله. فقد نال الشريعة من الرب ونقلها إلى إسرائيل لتعمل بموجبها. وساعد الشعب على النمو في الإيمان، وحثهم ودعمهم خلال لحظات الوهن إلا أنه أنبهم ووبخهم عندما كثرت التجارب.  بفضل موسى، تعلمت إسرائيل أن تتعرف أكثر إلى ربها: الله الحكيم الذي لا يتخلى أبداً عن شعبه. الله الذي ينير الظلمات ويريح من التعب. الله الذي يأخذ بالاعتبار احتياجات أبنائه من خلال سفط السماء ومياه الصخرة. الله الذي ينزل في خيمة ليقيم وسطهم ويكون حاجاً معهم. وهكذا فإن موسى لم يرشد شعب العهد فقط إلى هذه الأرض ولكنه أرشدهم بخاصة إلى ربهم ومخلصهم.

قداسة البابا، لقد أردتم المجيء في زيارة حج لتذكيرنا بأن هذه هي حالة شعب الله أجمع. أنتم لستم وحدكم خلال هذه الرحلة. نتمنى مرافقتكم أو بالأحرى اتباعكم مثلما تبع شعب إسرائيل موسى وتلقى إرشاداته. إننا نشعر اليوم بأننا أيضاً سائرون في الصحراء وأننا بحاجة إلى من يرشدنا إلى الرب، إلى من يساعدنا على التعرف عليه أكثر كأب حكيم ورحيم، كما أوحاه لنا ربنا يسوع المسيح. ففي الواقع أننا كثيراً ما نشعر بالوهن والخوف عندما تصبح الدرب وعرة وصعبة. وأحياناً كثيرة، يبدو وكأن الشر مسيطر، إذ نرى الحروب وأعمال العنف في كل مكان، ونرى أن الفقر المهيمن يسحق شريحة كبيرة من البشرية فيما يتم احتقار حقوق الإنسان الأساسية. إن العطش إلى الثروة والسلطة يدفع الإنسان إلى الإقدام على القضاء على البشرية التي عهدت إليه لرعايتها. والإيمان بوعد الأرض التي تدر لبناً وعسلاً، في المملكة التي تنمو من دون ضجيج كحبة خردل صغيرة، يكاد يضمحل في قلوبنا ونكاد نضل ونتراجع.

هنا على هذا الجبل، كرس حياته أخونا الأب ميكيلي بيتشيريللو الذي انتقل إلى فردوس الرب مؤخراً، من أجل السماح لنا بتذوق جمال هذه الأماكن معيداً إلينا الروائع الضائعة التي دفنتها الأزمنة. إن عمله إلى جانب قيمته العلمية الكبيرة يعلمنا أن الإنسان بطبيعته يسعى إلى إيجاد الجمال الحقيقي. قداسة البابا، إننا نوكل أنفسنا إليكم خلال رحلة الحج هذه. انقلوا ابتهالاتنا إلى الرب ووجهوا لنا مجدداً هذه الكلمة القادرة وحدها على منحنا الخلاص. ساعدونا على إعادة اكتشاف جمال دعوتنا، جمال أن نكون تلاميذ القائم من بين الأموات، فنتشجع كالتلاميذ على مغادرة عليتنا المريحة والآمنة لنسير مجدداً على دروب العالم ونظهر للجميع فرح الفصح.

الأخ خوسيه رودريغز كاربالو

الرئيس العام

         

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير