السينودس حول كلمة الله: المقترحات 26 – 30

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – عقب اختتام السينودس حول كلمة الله، وضعت الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة سلسلة من المقترحات، تسلم البابا النص الأصلي الذي يشملها باللغة اللاتينية إلا أنه أذن للأمانة العامة للسينودس بنشر نسخة مؤقتة وغير رسمية عن هذه المقترحات بالإيطالية.

ننشر في ما يلي ترجمة المقترحات 26 – 30.

المقترح السادس والعشرون

توسيع آفاق الدراسة التفسيرية الحالية

لا شيء يساوي الثمار التي ينتجها استخدام البحث التاريخي النقدي المعاصر. في الوقت عينه، لا يمكننا التدقيق في الدراسات التفسيرية الحالية من غير النظر ملياً إلى المصاعب أيضاً. فالتفسير الأكاديمي الحالي، والكاثوليكي أيضاً، يعمل على مستوى عالٍ في موضوع المنهجية التاريخية النقدية، بما في ذلك الأجزاء التي أضيفت إليها مؤخراً (اللجنة الحبرية البيبلية، تفسير الكتاب المقدس في الكنيسة)، ولكن لا يسعنا قول ذلك عن دراسة البعد اللاهوتي في نصوص الكتاب المقدس لأنه ومع الأسف كثيراً ما يكون هذا البعد المشار إليه من خلال العناصر الثلاثة في الدستور العقائدي كلمة الله 12، شبه غائب.

والنتجة الأولى التي تتأتى من هذا الغياب هي أن الكتاب المقدس يصبح لقراء اليوم مجرد كتاب من الماضي غير قادر بعد الآن على التكلم مع عالمنا الحالي. في هذه الحالة، يكاد التفسير البيبلي يصبح تأريخاً صرفاً وتاريخ الأدب.

أما النتيجة الثانية التي ربما تكون الأخطر، فهي تلاشي تفسير الإيمان المشار إليه في “كلمة الله”. فالتفسير الوضعي والعلماني الذي ينكر إمكانية وجود الله والوصول إلى الله في تاريخ الإنسان، يميل إذاً إلى الحلول مكان التفسير المفعم بالإيمان.

إن الآباء السينودسيين يوجهون خالص الشكر إلى المفسرين واللاهوتيين الذين قدموا المساعدة الأساسية وما يزالون يقدمونها في اكتشاف المعنى العميق للكتاب المقدس، ولكنهم يدعون الجميع إلى الالتزام أكثر للتوصل إلى المستوى اللاهوتي للتفسير البيبلي بمزيد من القوة والوضوح.

بغية النجاح فعلاً في تنمية هذه المحبة للكتاب المقدس، كما يرجو المجمع، لا بد من تطبيق المبادئ المشار إليها بشمول ووضوح في “كلمة الله” بعناية أكبر.

المقترح السابع والعشرون

تذليل الازدواجية بين التفسير واللاهوت

من أجل حياة الكنيسة ورسالتها، ومن أجل مصير الإيمان وسط الثقافات المعاصرة، لا بد من تذليل الازدواجية بين التفسير واللاهوت. ومع الأسف كثيراً ما يتم الفصل بين التفسير واللاهوت بطريقة عقيمة حتى على أعلى المستويات الأكاديمية.

من هنا، ينشأ الشك والضعف اللذان يميزان مسار الإعداد الفكري، بخاصة لدى بعض المرشحين المستقبليين في الخدمات الكنسية. فاللاهوت البيبلي واللاهوت المنهجي ليسا سوى بُعدين لهذه الحقيقة الواحدة التي نطلق عليها اسم اللاهوت.

لذا وبكل احترام يوجه الآباء السينودسيون الدعوة إلى اللاهوتيين والمفسرين معاً إلى تعاون أكثر وضوحاً وتناغماً، لئلا يحرموا اللاهوت المعاصر من قدرة الكتاب المقدس، ويقلصوا دراسة الكتاب المقدس إلى مجرد الإعلان عن البعد التاريخي للنصوص الموحاة. “عندما لا يكون التفسير لاهوتاً، لا يستطيع الكتاب المقدس أن يكون روح اللاهوت، والعكس بالعكس، عندما لا يكون اللاهوت بشكل أساسي تفسيراً للكتاب المقدس في الكنيسة، يفقد هذا اللاهوت حقيقته” (بندكتس السادس عشر، 14 أكتوبر 2008).

المقترح الثامن والعشرون

الحوار بين المفسرين واللاهوتيين والرعاة

نطلب إلى المؤتمرات الأسقفية تشجيع لقاءات منتظمة بين الرعاة واللاهوتيين والمفسرين من أجل تعزيز اتحاد أكبر في خدمة كلمة الله. كما يرجو الآباء السينودسيون أن يتمكن المفسرون واللاهوتيون دوماً من مشاركة ثمار علمهم بطريقة أفضل من أجل تنمية الإيمان وتنوير شعب الله، محافظين دوماً على الأبعاد التي تميز التفسير الكاثوليكي للكتاب المقدس (اللجنة الحبرية البيبلية، تفسير الكتاب المقدس في الكنيسة III).

المقترح التاسع والعشرون

الصعوبة في قراءة العهد القديم

تبرز أحياناً صعوبات معينة في قراءة العهد القديم بسبب النصوص التي تتضمن عناصر عنف وظلم وفسق صادرة عن شخصيات بيبلية هامة ولكن غير مثالية تماماً.

لذا، لا بد من إعداد المؤمنين على قراءة هذه الصفحات إعداداً مناسباً يسمح بقراءة النصوص في سياقها التاريخي والأدبي لتشجيع القراءة المسيحية. والمفتاح التفسيري الأساسي في هذه القراءة المسيحية هو الإنجيل ووصية يسوع المسيح الجديدة التي تحققت في السر الفصحي. بناءً عليه، نوصي بعدم إهمال قراءة العهد القديم الذي يؤدي على الرغم من بعض الصعوبات، دوراً أساسياً في فهم تاريخ الخلاص بالكامل (كلمة الله 15).

المقترح الثلاثون

الراعوية البيبلية

يدعو الدستور العقائدي “كلمة الله” إلى جعل كلمة الله ليس فقط روح اللاهوت، بل أيضاً روح كل الراعوية، وحياة الكنيسة ورسالتها (كلمة الله 24). ينبغي على الأساقفة أن يكونوا أول رعاة هذه الديناميكية في أبرشياتهم. لأنه من أجل إعلان الكلمة، وإعلانها بطريقة معقولة، يجب على الأسقف أن يتغذى هو أولاً من كلمة الله ليدعم خدمته الأسقفية ويغنيها. هذا ويوصي السينودس بتكثيف “الراعوية البيبلية” ليس من خلال إضافتها إلى أشكال أخرى من الراعوية بل تكثيفها كنشاط بيبلي لجميع الراعوية.

يشارك جميع المعمدين في رسا
لة الكنيسة تحت إشراف الرعاة. هنا، يعبر الآباء السينودسيون عن تقديرهم العميق، وشكرهم، وتشجيعهم لخدمة التبشير بالإنجيل التي يقدمها الكثير من العلمانيين، وبخاصة النساء منهم، بسخاء والتزام في الجماعات المشتتة حول العالم، على مثال مريم المجدلية، الشاهدة الأولى على فرح الفصح.

ترجمة وكالة زينيت العالمية  (Zenit.org)  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير