بندكتس السادس عشر: "لقد أخذ المسيح في ذاته طبيعة كل جسد، وصار من خلال الجسد الكرمة الحقة، وفيه باتت جذور كل غصن"

البابا يتحدث عن لاهوت القديس إيلاريوس الثالوثي والكريستولوجي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، 10 أكتوبر 2007 (ZENIT.org). – ركز البابا بندكتس السادس عشر في إطار كلامه عن القديس إيلاريوس  دي بواتيه، خلال مقابلة الأربعاء العامة في ساحة القديس بطرس، على لاهوت القديس الثالوثي.

بعد أن نفي إلى فريجية، في تركيا الحالية، وجد إيلاريوس نفسه في بيئة تسيطر عليها الأريوسية بالتمام. وهناك انكب على صياغة كتابه العقائدي الأهم والأكثر شهرة: “في الثالوث”.

وقال البابا في كلامه عن الكتاب: “يعرض إيلاريوس في هذا الكتاب مسيرته الشخصية نحو معرفة الله، ويهتم بتبيان كيف أن الكتاب المقدس يشهد بوضوح لألوهية ابن الله، ومساواته مع الآب، ليس فقط في العهد الجديد، بل في صفحات كثيرة من العهد القديم، حيث يظهر سر المسيح”.

هذا ولخص بندكتس السادس عشر تعليم القديس الثالوثي قائلاً: ” يجد إيلاريوس نقطة انطلاق تفكيره اللاهوتي في إيمان المعمودية” حيث يكتب: “لقد أمر يسوع بمنح المعمودية باسم الآب والابن والروح القدس (راجع متى 18، 19)، أي من خلال الاعتراف بالمبدأ، والابن الوحيد والعطية. فمبدأ كل شيء هو واحد، لأنه “واحد هو الله الذي منه كل شيء”، و “واحد هو الرب يسوع الذي به كان كل شيء” (1 كور 8، 6) “وواحد هو الروح” (أف 4، 4) الهبة في الجميع… إن ملأً كهذا لا يمكن أن يكون فيه نقص من أي نوع كان، ففي هذا الملء يجتمع في الآب والابن والروح القدس اتساع الأزلي، اعتلان الصورة، وفرح العطية” (De Trinitate 2,1).

وتابع: “يستطيع الله الآب، كونه محبة، أن يشرك الابن بملء ألوهيته. تعجبني يشكل خاص هذه العبارة من إيلاريوس: “الله لا يعرف أن يكون إلا محبة، لا يعرف أن يكون إلا آبًا. ومن يحب ليس حسودًا، ومن كان أبًا كان كذلك بكلية كيانه. هذا الاسم لا يقبل المراوغة، كما لو أن الله كان آبًا في بعض النواحي، ولم يكن كذلك في بعضها الآخر” (ivi 9,61) ” لهذا، الابن هو الله بالكلية، دون نقص أو انتقاص: “من يأتي من الكامل، هو كامل، لأن من يملك كل شيء قد منحه كل شيء””.

وبالحديث عن لاهوته الكريستولوجي والسوتيريولوجي (الخلاصي) قال: “في المسيح فقط، ابن الله وابن الإنسان، تجد البشرية الخلاص.  من خلال أخذ طبيعتنا البشرية، ضم المسيح إلى ذاته كل إنسان، وصار “جسد كلٍ منا” (Tractatus in Psalmos 54,9). “لقد أخذ في ذاته طبيعة كل جسد، وصار من خلال الجسد الكرمة الحقة، وفيه باتت جذور كل غصن”.

وأخيرًا أشار البابا إلى أن إحدى خصائص كتاب “في الثالوث” هي أن “التفكير يتحول صلاةً والصلاة تعود فتصير تفكيرًا. كل الكتاب عبارة عن حوار مع الله”، وختم التعليم بالصلاة التالية المأخوذة من الكتاب المذكور: “أهلني يا رب أن أبقى أمينًا دومًا لما جاهرت به في قانون إيمان ولادتي الجديدة، عندما تعمدت في الآب والابن والروح القدس. فلأعبدك أنت يا أبانا، ومعك أعبد ابنك؛ فلأستحق روحك القدوس، الذي ينبثق منك بواسطة ابنك الوحيد… آمين” (De Trinitate 12,57).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير