Saint Joseph - San Giuseppe

Robert Cheaib - www.flickr.com/photos/theologhia

تأمّل في مسبحة القديس يوسف الكليّ الطوبى…

كلمة حول قديس الصمت

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

القديس يوسف، إسم ارتبط بالإيمان الصامت، وعشقه ليسوع ومريم العذراء، يوسف هو القديس الظل الذي رافق يسوع في سنوات طفولته والإنجيل يخفل عن ذكره إلا وقت الفعل. مريم هي أوّل من آمنت بكلام الله عبر نعمها والقديس يوسف أوّل من آمن بها أيضًا ولكن عبر الصمت فكان صامتًا في الحلم ولم يقل كلمة واحدة وكذلك في الهرب إلى مصر.

أولاً من هو القديس يوسف؛ تأتينا حياته مختصرة جدًا إذ أننا لا نعلم عنه إلاّ اليسير سوى ما ذكره الكتاب المقدس العهد الجديد. ذكره كالتالي: ولد في بيت لحم وينتمي إلى سلالة ملكية تعود به إلى الملك داوود. امتهن النجارة وعلّمها ليسوع. أرسل الرب الملاك جبرائيل إلى مدينة الناصرة ليبشر مريم بمولود وقد كانت مخطوبة ليوسف هذا وقتها. و تعجبت من كلام الملاك قائلة :” كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلًا”. فكر يوسف في فسخ الخطوبة من مريم وأخذها وهي حبلى من الناصرة إلى بيت لحم حيث عشيرته وأهله حماية لها من الإشاعات التي تتهمها بالزنى. بعد ولادة يسوع، أخذ يوسف عائلته إلى مصر هرباً من هيرودوس الذي كان يريد قتل المولود الجديد بعد أن حقق مع المجوس الثلاثة الذين سجدوا وقدموا الهدايا ليسوع الرضيع كان يوسف يأخذ عائلته كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. وأشار يسوع إلى يوسف بكلمة “أبي” وكذلك فعلت أمه مريم. ولا يوجد ذكر ليوسف عند صلب يسوع ولم يكن موجوداً حينها، لأنه حسب المعتقد المسيحي كان قد انتقل إلى ديار الآب. يعلل شرّاح الكتاب المقدّس عدم ذكر سيرته كاملاً بالقول إن الإنجيليين لم يرتكزوا بكتابتهم للإنجيل على المعالم التاريخية فهو ليس بكتاب تاريخ بل إنه خلاصة عمل الله الخلاصي بين البشر بكلمته المتجسدة يسوع والخلاص هو الأساس وليس التاريخ.

يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنة 1989 “ومنذ القرون الأولى بيَّن آباء الكنيسة بوضوح، مستلهمين في لك الإنجيل، أنّ القديس يوسف، كما مريم بعناية ودودة، وانقطع بفرح لتربية يسوع المسيح، كذلك هو أيضًا حارسي وحامي جسده السرّي أي الكنيسة، التي العذراء صورتها ومثالها”. تقول القديسة تريزيا الأفيلية حولالعبادة للقديس يوسف: “العبادة لماريوسف اختبرتُ أنا فائدتها العظمى في حياتي… تقول فحبًا بالله استحلف من لا يصدّقني أن يجرّب ذلك بنفسه… وأنا لا أذكر مرّة طلبت فيها نعمة من ماريوسف إلاّ ونلتها على الفور”.

كيف تدلى مسبحة القديس يوسف؛ أولاً بإسم الآب + والأبن + والروح القدس. آمين.

+ (على حبّات السلام)

يا ماريوسف يا حنون، إشفع بنا على الدوام.

+ (على حبّات الأبانا)

إليك نلتجئ بالحياة،فلا تهملنا وقت الممات.

+المجد للآب + والإبن + والروح القدس، كما كان في البدء، والآن وكل أوانه، وإلى أبد الآبدن. آمين.

سننظر نظرة تأمليّة في طلبة القديس يوسف، يا قديسة مريم تضرعي لأجلنا كما تضرّعت للآب من أجل القديس يوسف ليفهم سرّ التجسّد ويا ماريوسف تضرّع لأجلنا لنفهم سرّ الخلاص كما فهمته فأنت من نسل داوود الشريف إبن إبراهيم الخليل الذي هو جدّنا في الإيمان. يا ماريوسف كن نورًا للآباء كما كنت مثال الأب ليسوع المسيح. يا عروسًا لوالدة الإله مريم العذراء أعطنا أن نكون في جسدنا هيكلاً للروح القدس.

يا مربيأ للإبن الله إجعلنا نربيه في قلوبنا عبر سماعنا لكلمته الإلهية، يا واقي المسيح المتفاني تضرّع لأجلي لأحمي المسيح في قلبي وعدم خسارته في الخطايا التي ليس لها من فائدة لي. يا أبا العائلة المقدّسة قدّس عائلاتنا. يا ماريوسف الكليّ الإستقامة والنقاوة، نقّي حياتنا لنسير باستقامة.

أيّها الكلّي الفطنة، إجعلنا نفطن معرفة السرّ الإلهي، وأيهّا الكليّ الشجاعة والطاعة والأمانة هبنا أن نسير بشجاعة لنطيع الآب بأمانة. يا مرآة الصبر هبنا الصبر لنتحّمل مصاعب هذه الحياة. يا محبًّا للفقر ومثال العمالة هبنا أن نفهم بأن الفقر هو أقرب إلى الله ونقصد هنا التواضع، وهبنا ان نعمل للمسيح بأمانة في حياتنا عبر الشهادة اليوميّة له. يا زينة الحياة العائلية وحارس العذارى كما سند العائلات هبنا أن نشهد للمسيح في عائلاتنا وأن نحرس عائلاتنا بعفتنّا الروحية والجسديّة ونسندهم بصلاتنا وأعمالنا.

يا تعزية البؤساء ورجاء المرضى وشفيع المنازعين هبنا أن نكون بأعمالنا رجاءًا لكلّ بائس ورجاء لكل مريض من خلال خدمتهم بكل أمانة وإشفع لكل إنسان على وشك مفارقة الحياة. يا مخيف الشاطين، إحمنا من تجارب الشرير ومكائده. يا محامي الكنسة المقدّسة إحمينا كما حميت الكنيسة الأولى مريم ويسوع عبر سماعك لكلمة الآب بهروبك لمصر وعزّيت مريم.

نصليّ أيها الذي تنازل بعناية لا توصف واختار القديس يوسف عروسًا لأمه الكليّة القداسة نسألك نحن الذين نكرّم على الأرض شفيعنا هذا، أن نستحقه شفيعًا لنا في السماء. آمين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير