CC0 - Pixabay

"فرح الحب" في قلب يوبيل الرحمة

“جمال الحبّ الزوجي والحياة العائلية”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مع صدور الإرشاد الرسولي “فرح الحب” الخاص بالبابا فرنسيس، والذي “يفتح آفاق النعمة غير المستحقّة والرحمة غير المحدودة لكلّ إنسان”، شرح الكاردينال لورنزو بالديسيري، أمين عام سينودس الأساقفة، أبرز ما ورد فيه بتاريخ 8 نيسان الماضي في الفاتيكان. وسنعرض عليكم تلك التفسيرات التي سنقسمها إلى مقالين، يتضمّن المقال الأوّل منها شرحاً عن العنوان والفصول والبنية، على أن يتضمّن المقال الثاني أبرز النقاط التي شدّد عليها الحبر الأعظم.

بدأ الكاردينال بالديسيري شرحه بالتعبير عن فرحته لتقديم الإرشاد الرسولي الذي وقّعه البابا فرنسيس والذي صدر في عيد القدّيس يوسف، مشيراً إلى أنّ الفضل يعود للحبر الأعظم لتقديمه للكنيسة هذه الوثيقة المهمّة بشأن الحبّ في كنف العائلة. وأشار إلى أنّ الإرشاد نُشر في قلب يوبيل الرحمة الإلهية، بعد سنتين من العمل السينودسي الذي تطرّق إلى جميع أوجه العائلة “التي تمرّ في أزمة”، بما أنّها تخضع لضغوطات المجتمع. لذا، يُعتبر يوبيل الرحمة خبراً ساراً لجميع العائلات، خاصّة المجروحة منها أو المذلولة.

إنّ عنوان “فرح الحب” يقع في أثر الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” الصادر سنة 2013، والذي ينقلنا من فرح التبشير بالإنجيل إلى فرح الحب الذي نعيشه في كنف العائلة. وقد قدّم البابا فرنسيس إرشادات رعويّة ملموسة لفهم إنجيل الزواج والعائلة، كنتيجة للأعمال التي جمعت اختبارات مختلفة ضمن وجهات نظر كنائس وآباء مختلفين عبّروا عن آرائهم بكلّ حرّية. أمّا المبدأ الأساسي فيقتضي الاعتماد على الوقت اللازم للتوصّل إلى الحلول المعتمدة في حالات الاستعداد للزواج وتربية الأولاد والحِداد العائلي.

مفتاح القراءة

من ناحية أخرى، وبالتزامن مع اليوبيل الذي تعيشه الكنيسة، فإنّ مفتاح القراءة المعمّقة للإرشاد الرسولي يقتضي اعتماد منطق الرحمة الرعوية. ويؤكّد البابا على أنّ عقيدة الزواج والعائلة تُعتبر المثال، مشيراً إلى أنّه لا يمكن للكنيسة أن تعدل عن اقتراح هذا المثال الكامل كمشروع إلهي. ولم ينسَ الأب الأقدس ذكر الهشاشة التي تؤدّي إلى فشل في الزيجات، مشيراً إلى وجوب مرافقة نموّ الأشخاص بصبر ورحمة.

البُنية

يضمّ الإرشاد الرسولي “فرح الحب” 9 فصول، مقسّمة إلى 325 فقرة مع 391 ملاحظة، بالإضافة إلى صلاة ختاميّة للعائلة المقدّسة. وقد عرض البابا فيها أوضاع العائلة في نظر تعليم الكنيسة، مع تخصيصه الموقع الأساسي في الوثيقة لحبّ الأمّ الذي يصبح خصباً ضمن العائلة. ثمّ تطرّق الحبر الأعظم إلى إرشادات رعويّة تهدف إلى بناء عائلات صلبة وخصبة بناء على مشروع الله، وإلى تعزيز تعليم الأولاد، للوصول إلى دعوة لتمييز الحالات التي لا تتماشى والمثال الذي يطرحه علينا الرب، مع ذكر بعض الروحانيّات العائلية.

المصادر

ارتكز الإرشاد الرسولي على الوثائق النهائيّة للجمعيّتين الخاصّتين بالسينودس، بما أنّ الحبر الأعظم كرّس جزءاً مهمّاً منه لحصيلة أعمال السينودس، وشكر الأساقفة على عملهم الذي أنجزوه طوال سنتين. ولم ينسَ الرجوع إلى بعض تعاليم القدّيسين والبابوات السابقين واللاهوتيّين والكتبة المعاصرين، إضافة إلى التعاليم الخاصّة بالعائلة وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية ووثائق خاصّة بالكرسي الرسولي وبالمؤتمرات الأسقفيّة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير