"في الباكستان … الخطأ هو دائما خطأ النساء"

شكوى الأخت نازرين دانيالس راهبة في أبرشيّة فيصلأباد

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الأربعاء 18 يناير 2012 (ZENIT.org). – تعمل الأخت نازرين  في مركز الأبرشيّة في فيصلأباد   – يدعم هذا المركز بشكل جزئي “عون الكنيسة المتألمة”- كمساعدة للفتيات، والنساء وحتى البنات ضحايا العنف. لذلك فقد قالت بأن: “النساء في الباكستان تتعلم منذ سن الصغر أن للرجال الحق بضربهن وسوء معاملتهن. واعتبارهن  سلعًا. وإذا سمح الرجل لزوجته بالشرب فليكن. وإلا تموت عطشا”.  
أخبرت الراهبة، التي هي عضو في معهد مريم العذراء، “المؤسسة الجبرية” عن شهادات لبعض الشابات التي تعرضت لعنف. ككيدن فتاة لها من العمر 13 عاما، أصبحت حاملا من إبن العائلة التي تعمل لديها كخادمة بعد أن اعتدى عليها مرّات عدّة –”عمل الأطفال هو مرض آخر علينا مواجهته”.
وشهادة طفلة لها من العمر ثماني سنوات، اغتصبت، وتقوم الراهبة بالعناية بها منذ وقت قصير. وتؤكد الأخت بأن “طريقها قد انقطعت قبل البدء بها.فهنا لا مستقبل لفتاة تعرضت للاغتصاب، ولن يرغب أحد بها”. في مجتمع إسلامي تام مثل باكستان لا يتم الاقتران بفتات قد تمّ انتهاك حرمتها. وتقول الأخت نازرين “فالكثيرون حتى الآن يعرضون بياضات السرير بعد ليلة الزفاف. ودون دليل على عذريّة الفتاة يرفضها الزوج ويعيدها إلى عائلتها”.
ليس هناك عدالة لضحايا العنف في الباكستان. يطلب الكثير من شهود العيان لرفع شكوى ضد عمل اغتصاب: وهو طلب من المستحيل تلبيته. وغالباً يجبر المعتدين النساء الضحايا على الصمت مهددين إياهم بقانون التجديف. وهو قانون أدخل عام 1986 وينص على السجن المؤبد لمن يدنس القرآن والإعدام لمن يهين محمد.  ولذلك فإن التهمة بإهانة النبي –على عكس الاغتصاب لا تحتاج للكثير من شهود العيان- هي سبب وجيه للسكوت.
وأضافت الراهبة قائلة: “الحق على النساء في كل شيء يحصل. إذا تعرضت للاغتصاب فالحق عليها، وإذا فشل زواجها فالحق عليها”. وعندما يكون الزواج بلا أطفال يحق للرجل بالزواج مرّة ثانية وزوجته الأولى “تعامل كعبد، وأحيانا تجبر على النوم في الحظيرة مع الماشيّة”. وكثيرة هي حالات سوء المعاملة، القتل والبتر بسبب الشرف: للكثير من الصبايا تم قطع أنفها أو حرق وجهها بسائل الحمض لأنها رفضت الزواج. “والعنف المنزلي ليست استثناء، بل هو القاعدة”. شرحت الأخت نازرين بأن النساء في الباكستان قد رضخت للإذلال  ولسوء المعاملة. “أحاول أحيانا معرفة ما تفكر به الفتيات فتجبن: ’’أيتها الأخت، نحن لا نفكر’’”.
يسبب تزايد الأسلمة في  المجتمع الباكستاني في هدم الإنجازات القليلة الحاصلة حتى اليوم. كتعليم النساء كما شرح أسقف فيصلأباد، المونسينيور جوزيف كوتس لجمعيّة “عون الكنيسة المتألمة” قائلا بأنه “بالنسبة للمتطرفين ’شوكة حقيقيّة في الخاصرة’. ولهذا السبب دمروا عشرات المدارس النسائيّة في شمال غرب البلاد”.
تدافع الكنيسة الكاثوليكيّة بشدّة عن كرامة المرأة الباكستانيّة، عبر المدارس، ودورات لتعليم الحياكة ومساعدات ملموسة لضحايا الاغتصاب. وتؤكد الأخت نازرين على أنهم “قبل كل شيء، نحاول التوعيّة على كوننا جميعا مخلوقات الله، وحقوقنا متساوية”.
ثم روت الراهبة عن خطر التجول في الشوارع: “لأن حتى السنتيمترات القليلة من الجسد الحي هو دعوة للاغتصاب”. فالباكستانيات لا تتجولن لوحدهن وتتلتم كثيرا. ففي بعض المناطق على الراهبات إخفاء الوجه لكي لا تلفت الانتباه. ولذلك فإن مؤسسة ’عون الكنيسة المتألمة’ تقدم العديد من السيارات للراهبات العاملات في الباكستان: لتجنب التنقل على الأقدام أو استخدام وسائل النقل العامة، والتعرض لخطر التحرش، والخطف والاغتصاب.

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير