في ظل نظرة مريم الوالدية نصبح إخوة بالمسيح

عظة البابا فرنسيس في مزار بوناريا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ننشر في ما يلي العظة التي ألقاها البابا فرنسيس يوم الأحد 22 أيلول في جزيرة سردينيا وبالتحديد في مزار عذراء بوناريا حيث حث على المحافظة على نظرة مريم الوالدية في حياتنا لكي ننظر الى الآخرين نظرة أخوة.

***

تتحقق اليوم هذه الرغبة التي أعلنت عنها سايقًا في ساحة القديس بطرس، قبل الصيف، وهي أن أتمكن من زيارة مزار سيدة بوناريا.

1- جئت لكي أتشارك معكم فرح جزيرتكم ورجاءها، ألمها والتزاماتها، مثلها العليا وتطلعاتها، ولكي أثبتكم في الإيمان. هنا في كالياري، كما في كل أنحاء سردينيا، يوجد الكثير من الصعوبات، والمشاكل والانشغالات: أنا أفكر بشكل خاص، بنقص فرص العمل، وعدم الاستقرار والخوف من المستقبل. إن سردينيا، بلدكم الجميل، يعاني منذ زمن من حالات فقر كثيرة تتفاقم بسبب مكان الجزيرة. إن التعاون المخلص ضروري جدًّا، وكذلك إشراك رؤساء المؤسسات- بما في ذلك الكنيسة- لتأمين الحقوق الأساسية للأشخاص والعائلات لتنمية مجتمع أكثر أخوة وتضامنًا. ضمان حق العمل، وحق الحصول على الخبز في المنزل، الخبز المجني من عرق الجبين! أنا قريب منكم! أصلي من أجلكم، وأشجعكم على المثابرة في الشهادة للقيم البشرية والمسيحية المتجذرة في إيمان هذه الأرض وفي تاريخ شعبها. حافظوا دائما على شعلة الرجاء!

2- لقد جئت بينكم لأضع نفسي معكم على أقدام العذراء التي أعطتنا ابنها. أنا أعلم جيدًا أن مريم، أمنا، هي في قلوبكم، ويشهد هذا المزار على ذلك، حيث توافدت أجيال من ساردس وستظل تتوافد! لتسأل حماية سيدة بوناريا، أول شفيعة لهذه الجزيرة. أنتم تجلبون الى هنا أفراح ومعاناة هذه الأرض وعائلاتها، وأطفالها الذين يعيشون بعيدًا، وغالبًا ما قد غابوا بألم وشوق للبحث عن فرص عمل ومستقبل لهم وللذين يحبونهم. اليوم، نحن المجتمعين هنا، نريد أن نشكر مريم لأنها قريبة منا دائما، نريد أن نجدد ثقتنا بها ومحبتنا لها.

القراءة الأولى التي سمعنا تظهر لنا مريم تصلي في العلية مع الرسل، بانتظار حلول الروح القدس (راجع أعمال الرسل 1، 12-14). مريم تصلي مع جماعة التلاميذ، وتعلمنا أن نتحلى بثقة بالله، وبرحمته. إنها قوة الصلاة! دعونا لا نمل من القرع على باب الله. فلنضع في قلب الله من خلال مريم كل حياتنا كل يوم! اقرعوا باب الله!

نرى في الإنجيل النظرة الأخيرة بين يسوع وأمه (راجع يو 19، 25-27). على الصليب ينظر يسوع الى مريم ويسلمها يوحنا الرسول، فيقول: هذا هو ابنك. يوحنا يمثل كل واحد منا ونظرة يسوع المحبة يسلمنا بها الى حماية مريم الوالدية. ستتذكر مريم نظرة محبة أخرى في شبابها: نظرة الله الآب، الذي نظر الى تواضعها، وصغرها. تعلمنا مريم أن الله لا يتركنا أبدًا، يمكنه أن يفعل أشياء عظيمة من ضعفنا. فلنثق به! فلنقرع باب قلبه!

3- الفكرة الثالثة: أتيت اليوم بينكم، أو بالأحرى جئنا جميعًا لنلتقي بنظرة مريم، لأنه يعكس نظرة الأب، الذي جعلتها أم الله، ونظرة الابن على الصليب، التي جعلتها أمنا. تنظر الينا مريم اليوم بهذه النظرة. نحن بحاجة الى نظرة الحنان هذه، الى نظرتها الوالدية هي التي تعرفنا أكثر من أي شخص آخر، من نظرتها المملوءة تعاطف واهتمام. يا مريم نريد أن نقول لك اليوم: يا أمنا أعطفي نظرك علينا! فنظرتك تقودنا الى الله، هي عطية من الآب المحب، الذي ينتظرنا عند كل منعطف في حياتنا، هي عطية من يسوع المسيح على الصليب، الذي يحمل معاناتنا، وآلامنا، وخطيئتنا. ولكي نلتقي هذا الآب المملوء محبة نقول اليوم: يا أمنا، اعطفي نظرك علينا! فلنقل معًا: ” يا أمنا، اعطفي نظرك علينا!”، ” يا أمنا، اعطفي نظرك علينا!”

على الطريق الذي غالبًا ما يكون صعبًا، لسنا بمفردنا، نحن شعب ونظرة العذراء تساعدنا لننظر أحدنا الى الآخر نطرة أخوة. فلننظر الى بعضنا بنظرة أخوية أكثر. فلتعلمنا مريم أن نمتلك هذه النظرة التي تسعى الى الاستقبال، والمرافقة، والحماية. فلنتعلم أن ينظر أحدنا الى الآخر في ظل نظرة مريم الوالدية! نحن نولي لبعض الاشخاص اهتماما أقل في حين أنهم بحاجة أكثر الينا كالمرضى، والمتروكين، والذين لا يملكون ما يكفي للعيش، وأولئك الذين لا يعرفون يسوع، والشباب الذين هم في ضيق، والذين لا يجدون أي عمل. لا تخافوا من الخروج ومن النظر الى إخوتنا وأخواتنا بنظرة العذراء، هي تدعونا لنكون إخوة حقيقيين. دعونا لا نسمح لأي شيء ولا لأي أحد أن يقف بيننا وبين نظرة العذراء. يا أمنا أعطفي نظرك علينا! لا يجب أن يخفيه أحد! فليعرف قلبنا كيف يدافع عنه أمام كلام الذين يزرعون الأوهام؛ أولئك الذين ينظرون الى الحياة نظرة سهلة، وعود لا يمكن تتميمها. لا تدعوهم يسرقون منكم نظرة مريم، المملوءة حنانًا، التي تعطينا القوة، وتجعلنا متضامنين بين بعضنا. فلنقل جميعًا: “يا أمنا أعطفي نظرك علينا! يا أمنا أعطفي نظرك علينا! يا أمنا أعطفي نظرك علينا!”

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير