كلمات البابا شكّلت مصدر تعزية للكاثوليك في الصين

مقابلة مع مرسَل أوروبي سري

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الاثنين 19 مارس 2012 (ZENIT.org). –  برغم القيود المفروضة على الإنترنت في الصين، والتي تمنع الوصول إلى بعض المواقع، تمكّنت كلمة البابا من بلوغ القارة الصينية، مما شكّل تعزية كبيرة بالنسبة إلى الصينيين الكاثوليك. هذا ما أشار إليه يوم الخميس 15 مارس مرسَل أوروبي سري يبشّر ويمنح الأسرار سراً في الصين، في إطار مقابلة أجرتها معه وكالة زينيت، حدّثنا فيها عن بعض التفاصيل الشيقة، إلّا أننا نمتنع ولأسباب واضحة عن ذكر اسم الكاهن.
أشار مُحدّثنا إلى أنّ الوضع معقّد في الصين، لأنّه وكما قال الكاردينال جون تونغ هون، ترغب السلطات الصينية بتطويق الأساقفة والرهبان ضمن الرابطة الوطنية، من أجل فصلهم عن روما، ما يتعارض مع العقدية الكاثوليكية. وأخبرنا أنّ تأشيرة المرور إلى الصين يجب أن تكون سياحية ويُمنح إعطاؤها بهدف النشاط التبشيري. وفي الحالات النادرة التي تُمنح فيها التأشيرة لهذه الأسباب، يجب أن تكون تحت إشراف السلطات. ووفيما يُسمح للمجموعات الغربية الاحتفال بالذبيحة الإلهية، يُحظر ذلك على السكان المحليين.

الثورة الثقافية والرابطة الوطنية
أشار الكاهن إلى أنّ بكين، بعد طرد المرسلين والكهنة في العام 1953، فرضت على الرابطة الوطنية أن تنكر الطابع العالمي للكنيسة وأي رابط يجمعها بروما، ممّا أجبر المؤمنين الأوفياء للبابا أن ينضموا إلى الكنيسة السرية.

الكنيسة غير الرسمية والسرية
أوضح المرسَل أنّ الصين تشهد اليوم نوعاً من الحرية العقائدية ولكن غير الدينية. وبرغم ذلك، يفضّل الكاثوليك عيش إيمانهم كلّ في منزله”. وأضاف: “هناك أيضاً الكنيسة غير الرسمية التي لا تخضع لسلطة الحكومة أو إشرافها. وفي بعض الحالات، نشهد تعاوناً بين الكنائس الثلاث. في المدن الكبرى، تمرّ الأمور بشكل غير ملحوظ، وليس كما في القرى حيث كلٌّ يعرف كلَّ شيء عن الآخر، وحيث يسهُل رصد الأفراد والوشي بهم من قبل مواطنيهم”.

نوع من الحرية العقائدية وإنّما غير الدينية
بحسب المرسل، “يمكن المشاركة في القداس الإلهي والاعتراف في كاتدرائية شانغهاي، إذا إنّها الكنيسة الرسمية. ولكنّ المشكلة تكمن في “المنطقة الرمادية” إذ تكون المناولة مرئية. فلا يمكن مزاولة العقائد الدينية بملءها إلا إذا كان المرء مستعداً للاستشهاد. على أي حال، عاجلاً أم آجلاً، ثمة تنازلات تكشف ماهية الإنسان. وثمة حرية عقائدية نسبية ولكنّها ليست حرية دينية”.
في الوقت نفسه، اعتبر الكاهن أنّه “بديهياً، لا يمكن إدانة أولئك الذين يترددون إلى الكنيسة الوطنية، والذين يرغب قسم كبير منهم بالتواصل مع روما”. وأشار إلى أنّ بعض الأساقفة وأعضاء الرابطة الوطنية قد تحدثوا عن التواصل مع روما، على الرغم من أنهم لا يستطيعون إظهار ذلك للعلن؛ فلا اختلافات مع الكنيسة الكاثوليكية إن كان على صعيد العقيدة أم على صعيد الإيمان. وأضاف: “أعرف أساقفة وكهنة ذوي معتقدات روحية صادقة، ولكن ذلك قد يشكل وسيلة تجذب الانتهازيين”. “من الواضح أنّ كلا الكنيستين الوطنية وغير الرسمية “مكمّمتَين” إذ يمنَعُ عليهما على سبيل المثال الكلام ضد سياسة الطفل الوحيد المرادفة لكلّ من الإجهاض وقتل الأطفال”.
وبرغم عدم توافر أي إحصاءات، يُقدَّر عدد الصينيين الكاثوليك بـ 21 مليون كاثوليكي، وهو عدد مهمّ جداً حتّى ولو شكّل النسبة الأدنى من عدد السكان البالغ مليار و300 مليون نسمة. “فتزايد عدد المؤمنين في ظلّ حالة الاضطهاد التي يعيشونها هو دليل على كونهم مؤمنين صادقين وأوفياء”.

النظام
ويقول الكاهن إنّ النظام يحتاج إلى أن يمسك بزمام الأمور ليس فقط في السياسة، بل على المستوى الديني أيضاً. “يخاف النظام من الكنيسة لأنّها تنادي بالحق والكرامة، ما يعتبره النظام رسائل خطيرة موجّهة إليه. فالفرد لا قيمة ولا أهمية له في الحشود الشيوعية. وبضع قطرات الماء المتدفقة والمنعشة تأتي من الكنيسة الكاثوليكية التي تأوي الأطفال المشردين، في بلدٍ بات فيه الإجهاض ليس شرعياً فحسب، بل طبيعياً أيضاً”.

خلوة سرية
تحدّث الكاهن أيضاً عن إحدى الخلوات السرية: “في تلك الخلوة، أخبرتني إحدى السيدات العاملات في مجال الصحة بأنّها حامل، فقلت لها إن ذلك خبر يدعو إلى الفرح، ولكنّها أجهشت بالبكاء، وأخبرته بأنّ المستشفى يضبط الحمل، وأنّها إن لم تجهض جنينها، فستفقد عملها، ولكنّها كانت مصممة على الدفاع عن طفلها”.
وأفصح لنا المرسل أيضاً أنّ القيام بخلوة روحية أو باجتماع ديني يمكن أن يؤدي إلى السَجن، كما حصل مع جوزيف وانغهو، وهو طالب سابق في جامعة الصليب المقدس الحبرية، والذي تم توقيفه لعقده اجتماعاً دينياً مع بعض الأشخاص، قبل أن يتمّ إطلاق سراحه بعد أيام قليلة. “جوزيف يتمتّع اليوم بحرية محدودة إذ يجب عليه المشاركة في صفوف غرس العقائد السياسية، كما يُمنع عليه استخدام الجوال. وثمة كاهنين آخرين معتقلَين أيضاً”.
واختتم الكاهن مذكّراً بأنّ “التحدي يبدأ بالابتعاد عن السطحية. لا يمكنني قول الكثير لأنّ قلائل هم الذين يتمكّنون من معرفة الحقيقة العميقة عن الصين”.

* * *
نقلته من الإسبانية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير