Angélus, capture @ Vatican Media

لا تُحزنوا روحَ الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء

النص الكامل لصلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 11 آب 2018

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

أيها الشباب الإيطاليين الحبيب، صباح الخير!

في القراءة الثانية لهذا الأحد، يوجّه القديس بولس دعوة ملحة “لا تُحزنوا روحَ الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء” (أف 4، 30).

لكني أتسأل: كيف نُحزن الروح القدس؟  لقد نلناه جميعًا في سر المعمودية والتثبيت، وبالتالي، كي لا نحزنه، ينبغي أن نعيش بطريقة متلائمة مع وعود المعمودية التي يتم تجديدها في سر التثبيت. نعيش بطريقة أمينة وليس بنفاق: لا تنسوا هذا. لا يمكن للمسيحي أن يكون منافقًا: بل عليه أن يعيش بطريقة تتوافق مع إيمانه. ولوعود المعمودية جانبان: نبذ الشر والانخراط في الخير.

أن ننبذ الشر يعني أن نقول “لا” للتجارب والخطيئة والشيطان. أي أن نقول “لا” لثقافة الموت التي تتجلى في الهرب من الواقع باتجاه سعادة زائفة تظهر في الكذب والاحتيال والظلم وازدراء الآخر. أن نقول “لا” لكل هذا. فالحياة الجديدة التي أُعطيت لنا في المعمودية والتي ينبوعها هو الروح القدس، تنبذ سلوكًا تسيطر عليه مشاعر الانقسام والخلاف. ولهذا يحث بولس الرسول على أن نزيل من قلبنا “كل شراسةٍ وسُخط وغضبٍ وصخبٍ وشتيمةٍ وكلَّ ما كان سوءًا” (آية 31). هذا ما يقوله بولس، متكلما عن هذه العناصر الستة أو الرذائل، التي تزعج فرح الروح القدس، وتسمم القلب وتؤدي إلى التعنّت ضد الله وضد القريب.

غير أنه لا يكفي ألاَّ أفعلَ الشر لأكون مسيحيًا صالحًا؛ إذ ينبغي أن أفعل الخير. ولهذا يواصل القديس بولس قائلا: “ليكُنْ بعضُكم لبعضٍ ملاطفًا مشفقًا، وليصفحْ بعضُكم عن بعضٍ كما صفحَ اللهُ عنكم في المسيح” (آية 32). مرات عديدة نسمع البعض يقول: “أنا لا أفعل الشر لأحد”. ولهذا يعتقد أنه قديس. حسنًا، ولكن أتفعل الخير؟ كم من الأشخاص لا يفعلون الشر، ولكنهم لا يفعلون حتى الخير، وتسير حياتهم في اللامبالاة والخمول والفتور. إن هذا التصرف يتعارض مع الإنجيل، ويتعارض مع طبيعة الشباب لأنهم بطبيعتهم ديناميكيون وشجعان. تذكروا هذا – بل دعونا نكرره معا: “من الجيد ألا نفعل الشر، ولكن من الشر ألا نفعل الخير”. هذا ما قاله القديس ألبرت هورتادو.

أحثكم اليوم على أن تكونوا روادًا في فعل الخير. ينبغي ألا تشعروا بالراحة عندما لا تقوموا بفعل الخير؛ فكل منّا مذنب عندما لا يتمم الخير الذي كان بإمكانه إتمامه. فلا يكفي ألاّ نكره، ينبغي أن نصفح؛ لا يكفي ألاّ نحقد، ينبغي أن نصلي لأجل أعدائنا؛ لا يكفي ألاّ نكون سبب انقسام، ينبغي أن نحمل السلام حيث لا يوجد؛ لا يكفي ألاَّ نتكلم بالسوء عن الآخرين، ينبغي أن نقاطع عندما نسمع الكلام بالسوء عن أحد ما: إنه هذا هو فعل الخير. فإذا لم نعارض الشر، فإننا نغذّيه بشكل ضمني. ينبغي التدخّل حيث ينتشر الشر؛ لأن الشر ينتشر حيث لا يوجد مسيحيون شجعان يعارضونه بالخير، “سائرين في المحبة” (را. أف 5، 2)، بحسب تحفيز القديس بولس.

أعزائي الشباب، لقد سرتم كثيرًا خلال هذه الأيام! وبالتالي لقد تمرّنتم وأستطيع أن أقول لكم: سيروا في المحبة! سيروا في المحبة! لنسر معا نحو سينودس الأساقفة القادم. لتعضدنا مريم العذراء بشفاعتها الوالدية لكي يتمكن كل واحد منا، كل يوم، وبالأفعال، من أن يقول “لا” للشر و”نعم” للخير.

صلاة التبشير الملائكي

بعد صلاة التبشير الملائكي

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أتوجه بالتحية لجميع الحاضرين من روما والحجاج القادمين من أنحاء عديدة من العالم.

أخص بالذكر الشباب القادمين من الإيبارشيات الإيطالية، برفقة أساقفتهم وكهنتهم ومعلميهم. لقد سكبتم في شوارع روما حماسكم إيمانكم. أشكركم على حضوركم وشهادتكم المسيحية! …

 كما أشكر مجلس أساقفة إيطاليا – برئاسة الكاردينال غوالتييرو باسيتي – الذي نظم هذا اللقاء، لقاء الشباب في ضوء سينودس الأساقفة القادم.

الشباب الأعزاء، لدى عودتكم إلى جماعاتكم، أدعوكم لأن تشهدوا، لأقرانكم ولكل من ستقابلونه، لفرح الأخوة والشركة اللتين اختبرتموهما خلال هذه الأيام في مسيرة الحج والصلاة.

أتمنّى للجميع يوم أحد مبارك. وعودة سعيد للبيت. من فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي! غداء هنيئًا وإلى اللقاء!

 

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2018

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير