Good and bad - Ramdlon - Pixabay - CC0

ما هو الصلاح وماذا يحمل إلينا؟

اعمل الصلاح تنل البركة والخير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
في عالم فقد إلى حد كبير، أهمية منطق وعمل الصلاح، أو حتى البحث عن إتيان أفعال صالحة لخير المجتمعات والبيئة… في ظلّ تنامي ثقافة التعدي على الخير العام بالترويج لصلاحات خداعة تتناقض شكلاً ومضمونًا عن الصلاح الذي ينادي به الوحي الالهي… تأتي فصول الكتاب المقدس، فتحثّنا من جديد على أهمية عيش نعمة الصلاح والتعرّف على الفوائد الجمة التي تنتج عنه،  وايجابياته البناءة على صعيد الإنسان والمجتمع  والوطن والبيئة.
اذًا ما الفائدة من التحدّث عن الصلاح في مجتمعات صارت ترفض فكرة الصلاح لا بل مناهضته علنًا؟  ما الذي يحمله لنا الصلاح على صعيد حياتنا والجديد الذي ينقله إلى كل واحد منا؟
فعل الصلاح  “في عيني الرب” يجلب للفاعل بركة وخيرا له وللمجتمع . وأينما حلّ الصالح، تحل معه البركة (راجع اي ٦: ١٨). ولا يرتبط فعل الصلاح، في وقت محدد من السنة مثلا “الصوم والاعياد” ، بل عليه أن يتحوّل الى عادة في حياة المؤمن ويعمل بمقتضاها. اما مصدر عمل الصلاح، هو في “حفظ وسماع” كلمة الرب الحيّ (راجع تث١٢: ٢٨). وبقدر ما يتأمل المؤمن في هذه الكلمة، بالقدر عينه يتبارك هو وعائلته لا بل ذريته من بعده، فيصير كالخمير الصالح في العجين (راجع مت١٣: ٢٣؛ غل٥: ٩) يحوّله إلى فطير مقدّس، الى اعمال صالحة، تدرّ عليه وعلى عائلته والمجتمع البركة والخير(راجع ١قور٥: ٧).
الخير الذي ينتج عن فعل الصلاح هو “خير إلى الأبد”(اي ١٢: ٢٨) عمل الصلاح كما يقول المثل “بيفك مشانق” انه ينزع” الدَّمَ الْبَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ” (التثنية ٢١ : ٩) . وعندما تصاب الأرض بالجفاف وتشح البركة من “جيوب الناس” و”تنقص الغلال” يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ” (التثنية ٢٨ : ١٢).
اما التعدي على مصدر البركة أي برفض الله مصدر كل صلاح، والسير خلف آلهة هذا العالم الزائل “السلطة والمال والجاه، والتحزّب” والسجود للزعيم ” يَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ فَتَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمْ”.(يسوع ٢٣: ١٦).
اما عندما يغرق الشخص في الخطايا الواحدة تلو الأخرى، على المؤمنين، ان يتنبوا موقف النبي صموئيل القائل:” وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ” (١صم: ١٢ : ٢٣). الصلاة خير لكل عمل صلاح. رفض المشورة الصالحة القادرة ان تخلّص الإنسان من الموت، يغرق هذا الاخير في اوحال الشرور، على غرار ما فعله ابشالوم عندما لجأ الى مشورة خوشاي بعدما رفض مشورة أخيتوفل” فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ، لِكَيْ يُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ” (٢صم : ١٧ : ١٤) فيُحجب عن الإنسان النعمة، وبالتالي يخسره كل شيء بما فيه أرضه وماؤه وبيته ورزقه وبلده(راجع ١مل ٨: ٣٦؛ ١٤: ١٥؛٢اخ ٦: ٢٧).
اما في المقابل الرب هو دوما مع الإنسان الصالح (٢اخ ١٩: ١١)؛ وعندما تصبح خطيئة الاهمال منطق حياة، يلجأ المؤمن إلى الصلاة، طالبا من الرب بأن يكفّر عن المخطئين(راجع ٢اخ ٣٠: ١٨) ليعيدهم إلى طريق والصلاح ومستقيمي القلوب (راجع مز ٩٧: ١١)
يعلّمنا الكتاب المقدس، بان يد الله الصالحة هي التي ترسل الصالحين ليعملوا باسمه الصلاح (راجع عز٨؛ ٨)؛ اما مصداقية هذا الارسال، هو ان الإنسان الصالح كل ما يطلبه من الله يناله (راجع نحم ٢: ٨) فالرب يحسن إلى الصالحين ومستقيمي القلوب (راجع من ١٢٥: ٤).
في الختام
ان اردت ان تكون صالحًا، اتخذ الحكمة قرينة (زوجة/شريكة) لحياتك، لأنها تؤتيك بالصالحات وتفرّج عن همومك وكربتك، وتجعلك تعمل الصلاح في وقته وفي غير وقته (راجع حك ٨: ٩).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير