Family

Pixabay CC0

ما هي أبرز النقاط التي تناولها الإرشاد الرسولي فرح الحب؟

قراءة للكاردينال بالديسيري

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كنّا قد بدأنا بعرض محتوى الإرشاد الرسولي بناء على تفسيرات الكاردينال بالديسيري في مقال سابق، وسنستكمل في هذا المقال أبرز النقاط التي أشار إليها الأب الأقدس في “فرح الحب”، ونفصّلها ضمن الفقرات المتتالية.

أوّلاً: شدّدت الوثيقة على جمال الحبّ الزوجي وحياة العائلة على الرغم من الأزمات التي تعصف بها. وقد طوّر البابا بشكل مميّز الجانب الخصب للحبّال، كما وتشكّل مراجع الحبّ تأمّلاً روحياً ووجدانياً لحياة الزوجين ونموّهما في الحبّ نظراً إلى عمقها.

ثانياً: بناء على كون الراعي يعرف خرافه، وبما أنّه على كلّ أسقف أن يرعى شعب الله على مثال الراعي، أراد البابا أن يُفهمنا أنّ كلّ أسقف مسؤول في كنيسته، وعن طريق الكهنة والوكلاء الرعويين الآخرين، عن إعداد الأساليب المناسبة لصالح الأزواج الذين يواجهون المحن.

ثالثاً: ككلّ راعٍ، يرغب البابا في أن يطبّق اهتمامه الأبويّ على عدد غير محدّد من الحالات. وقد كتب أنّه لا يمكن أن ننتظر من السينودس كما من الإرشاد الرسولي قانوناً كنسياً جديداً يُطبّق على معظم الحالات. لذا، يجب الأخذ بعين الاعتبار الدرجات المختلفة من المسؤوليّة، والتصرّف بناء على تمييز كلّ حالة على حدة.

أمّا بالنسبة إلى المطلّقين والمتزوّجين ثانية فالإرشاد الرسولي واضح: يجب أن يتمّ إشراكهم في تلك الحالات، على أن يتابع الكهنة أولئك الأشخاص بناء على تعاليم الكنيسة وإرشادات الأسقف. وهنا، يكون فحص الضمير بغاية الأهمية، إذ على المطلّقين والمتزوّجين ثانية أن يتساءلوا عن تصرّفاتهم حيال أولادهم والزوج أو الزوجة السابقة، وعن حالة الأخيرين، وعن تأثيرات العلاقة الجديدة عليهم. وهذا التمييز يبصر النور بفضل الحوار مع الكاهن الذي ليس عليه بدوره أن يضع عائقاً أمام مشاركة المؤمن في الحياة الكنسيّة.

رابعاً: بهدف التوصّل إلى المثال في الزواج، يشدّد الإرشاد الرسولي على أهميّة إعداد المخطوبين لهذا السرّ، بشكل يتيح لهم تقبّل تلقّيه بأفضل الظروف، وبهدف التأسيس لحياة عائلية راسخة. كما ويصرّ البابا على التركيز على القناعات العقائديّة والموارد الروحيّة التي تملكها الكنيسة، وعلى الاتّكال على النصائح والاستراتيجيّات التي يتمّ اقتصاصها من الخبرات. ويذكّر الأب الأقدس الأزواج أنّه ليس عليهم اعتبار الزواج من المسلّمات.

خامساً: يذكّر الإرشاد الرسولي أنّ آباء السينودس نظروا في الحالة الوحيدة للزواج المدني، والتي فيها يتوفّر استقرار الرابط مع المشاعر العميقة والمسؤولية حيال الأولاد كما القدرة على مواجهة مصاعب الحياة، على أن تتمّ رؤية هذا كفرصة لمرافقة الثنائي نحو سرّ الزواج.

سادساً: خلال تولّي الحالات الحساسة، على المبدأ الرعوي أن يعكس التربية الإلهيّة، وعلى الكنيسة أن تشهد على حبّها حيال جميع أبنائها، على ألّا تتمّ إدانة أحد للأبد. إذاً إنّ آفاق النعمة غير المستحقّة والرحمة غير المشروطة مفتوحة لكلّ إنسان، مهما كان وضعه. وهكذا، نكتشف عظمة الرب وحبّه للإنسان الذي يكون بحاجة إلى التطبيب من قبل “السامريّ الصالح” في البشريّة.

إنّ الله يقدّم رحمته للبشريّة لأنّه لا يمكن إدارة المجتمع بناء على رابط الحقوق والواجبات فحسب. فالأولويّة تعود لبُعد المجّانيّة والرحمة والمشاركة، من هنا ضرورة تخطّي الرؤية البشرية للعدالة عبر وثبة إلى الأمام لا يمكن أن تتحقّق إلّا بواسطة الحب الرحوم بوجه الهشاشة الإنسانيّة. إنّ “فرح الحبّ” يهدف إلى لمس قلب الإنجيل والإحسان إلى الإنسان المجروح، لأنّ “الرحمة هي كمال العدالة والصورة الأكثر وضوحاً عن حقيقة الله”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير