Children at school

Pixabay CC0

مدرسة الحياة

يرتبط مفهوم المهارات الحياتية عادةً مع فكرة السعي للحصول على حياة أفضل، من خلال توظيف هذه المهارات في تحقيق الطموحات، واستغلال كامل الطاقات، ولعل المهارة الأكثر أهميةً والأبرز هنا هي القدرة والرغبة في التعلم، فالمعرفة هي المصدر الأساسي للحياة، ولا حدود لها، […]

Share this Entry

يرتبط مفهوم المهارات الحياتية عادةً مع فكرة السعي للحصول على حياة أفضل، من خلال توظيف هذه المهارات في تحقيق الطموحات، واستغلال كامل الطاقات، ولعل المهارة الأكثر أهميةً والأبرز هنا هي القدرة والرغبة في التعلم، فالمعرفة هي المصدر الأساسي للحياة، ولا حدود لها، لذلك ابحث عنها دائماً واكتسب منها قدر استطاعتك، اخلق المعرفة من الحياة في كل يوم من أيام حياتك.
هل تسعى باستمرار لتحسين نفسك وتطوير ذاتك؟ لا تكن محبطاً في الحياة، فما دمت حياً فأنت قادر على التغير والنمو، يمكنك أن تقوم بما تود القيام به، وأن تكون الشخص الذي تود أن تكونه، إذا استطعت مواصلة تطوير ذاتك، وإذا حاولت العمل على تعلم شيء جديد ومعرفة جديدة، وكي تكون المعرفة ذات معنى فعليك أن تتقبل التغيير.
هنالك قصة يمكن أن نتطرق لها هنا حول رؤية العالم ألبرت أينشتاين للأمور بمنظار مختلف قليلاً، حين قام بعقد امتحان لتلاميذه، وبعد الانتهاء من الامتحان تبعه مساعدة ليلفت انتباهه وبخجلٍ شديد أخبره بأن أسئلة الامتحان مكررة وهي ذاتها أسئلة امتحان العام الماضي، فأجابه اينشتاين نعم هو نفس الامتحان، فسأله مساعده ماذا علينا أن نفعل إذاً يا سيدي ؟ فما كان من أينشتاين إلا أن ابتسم وأجابه لا داعي لأن نفعل شيئاً لقد تغيرت الإجابات.
وكما تتغير الإجابات في الفيزياء، هكذا هي في حياتك فربما تتعرض لاختبارات وتواجه مشاكل، لكن استجابتك لهذه المشاكل سيكون مختلفاً نتيجةً لخبرات الشخص الجديد الذي أصبحت عليه، ولأنك تعلمت الكثير مع مرور الزمن.
أبقِ عقلك منفتحاً لكل ما هو جديد فلا حدود للتفكير، قد تكون الاختبارات نفسها، ولكن الإجابات قد تغيرت، فبدلاً من الاستمرار في محاولة فرض الحلول القديمة التي لم تنجح من قبل، قد يكون قد حان الوقت لمحاولة شيء آخر، كما يقول ( أينشتاين ) “إذا لم تلائم الحقائق النظرية، فلنغّير الحقائق”.
فكر في المستقبل وانظر من حولك ملياً، فهناك المزيد من التغيرات التي تحدث اليوم، وأي من هذه التغيرات قد يكون مؤشراً على الاتجاه الذي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النجاح بالنسبة لك، عليك أن تبقى متيقظاً، وعلى استعداد للتكيف مع هذه التغيرات، لا شيء يبقى على حاله مدى الحياة، فحافظ على مرونتك وابتكر أفكاراً جديدة، والأهم أن تكون مبدعاً في القمة، تعلّم كل يوم، تعلم كل ما هو جديد، معرفة جديدة، مقارنة جديدة، والأهم أن لا تتوقف عن السؤال (النظرية نسبية).
ولكي تتعلم أكثر، عليك أن تبقى دائماً على استعداد للتعلم من جديد، فالمعرفة قوّة، ولحسن الحظ هنالك ثلاثة مفاتيح بسيطة في التنمية الشخصية والمهنية وهي: القراءة المستمرة، الإصغاء المستمر والتدريب المستمر.
وفقاً لدراسة أجرتها جمعية الإدارة الأمريكية فإن 70% من قرارات القائد الناجح تكون خاطئة، ومع ذلك هو لا يتوقف عندها، وإنما يتعلم منها لإدارة حياته ومسيرته الذاتية، فكن مستعداً للتخلي عن قراراتك الخاطئة وتبني حلول وقرارات جديدة، وانظر دائماً إلى المستقبل.
الحياة مدرسة لا تتوقف، والعالم كالمرآة الضخمة التي تعكس لك صورة لواقعك،لم يفت الأوان بعد للبدء من جديد، إذا لم تكن راضياً عن الأمس، فحاول شيئا مختلفاً اليوم، لا تبقى عالقاً، طور من ذاتك وكن أفضل، وتذكر أن الحياة مدرسة مستمرة.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير