مسيحيون ولاجئون من سوريا والشرق الأوسط يكتبون درب الصليب

لندخل في سر آلام المسيح، فلنتأمل الحال التي يعيش فيها كل المسيحيين في الشرق وبخاصة في سوريا والعراق ومصر وأماكن أخرى، وهم بذلك يعيشون التطويبة التاسعة في إنجيل متى: “طوبى للمضطهدين على البر، فإن لهم ملكوت السمّوات.” (متى 5، 10).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ننشر في ما يلي المراحل ال14 لدرب الصليب لنتأمل بها بروح من الأخوة والشراكة معهم.

المرحلة الأولى: الحكم على يسوع بالموت

“بيلاطس يسلم يسوع ليصلب” (مرقس 15، 12-13)

بريء يحكم عليه بالموت. يا للعدالة! يا رب، إن كل الضحايا الأبرياء يشعرون بمعاناتهم بقربهم منك، بشكل خاص عائلاتنا التي اجبرت على الرحيل بسبب العنف والاضطهادات وتركت منازلها، ومدارسها، ورعاياها، وبلداتها، وجيرانها، وأصدقائها، ومقابرها لتعيش في مخيمات للاجئين في الفقر واللامبالاة.

بيلاطس هو دائما هنا ليغذي الظلم. يا رب، أنر عقول هؤلاء “القضاة” واجعل منا رسل عدالة. آمين.

المرحلة الثانية: يسوع يحمل صليبه

“ثم أخذوه ليصلبوه.” (مرقس 15، 20)

سلّم يسوع الى الجنود، وهو من قيل عنه: “به كان كل شيء، وبدونه ما كان شيء مما كان” (يوحنا 1، 3) أحنى رأسه ومشى مذلولا حاملا صليبه عاجزًا عن الدفاع عن نفسه.

أيها الرب يسوع، تستمر قوى الشر بالتفشي والتدمير. أظهرت نفسك كربّ للأكثر ضعفًا، أنظر الى العائلات الضعيفة والمهانة التي يمزقها العنف. هي ضحية للظلم مثلك. أعطها القوة لتحمل صليبها وتحافظ على إيمانها ورجائها بك. آمين.

المرحلة الثالثة: يسوع يسقط للمرة الأولى

“وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل أثامنا.” (أشعيا 53، 5)

ذاك الذي جلب السلام الى العالم، جرح من خطايانا، ووقع تحت وطأة أخطائنا.

نحن يا رب يسحقنا ثقل الصليب والخراب الكبير من حولنا. عديدة هي نقاط ضعفنا وأنانيتنا لا محدودة وهي تشدنا نحو القعر.

انشلنا يا رب من سقطتنا، ووجه أذهاننا نحو الحق. آمين.

المرحلة الرابعة: يسوع يلتقي أمه

“وأنت أيضًا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة.” (لوقا 2، 35).

التقى يسوع بأمه وهو مجروح يحمل صليبه وعلى وجهه البشرية جمعاء. من هذه المعاناة المتبادلة بين الابن والأم ولدت بشرية جديدة.

يا مريم، يا والدة الله، لقد استطعت أن تشاهدي ابنك وحتى هو يعاني، ساعدي الأمهات المحرومات من رؤية أولادهن الذين يعانون ويموتون وحيدين بعيدًا عنهن.

في حياتنا اليومية، يمكن أن يعاني الأطفال والأهل معًا. ساعدنا يا رب لنحوّل عائلاتنا وأوطاننا الى مساحات محبة وصفاء على صورة العائلة المقدسة. آمين.

المرحلة الخامسة: سمعان القيرواني يساعد يسوع في حمل صليبه

“وضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع” (لوقا 23، 26).

هذا اللقاء الصامت بين يسوع وسمعان القيرواني هو درس للحياة…التقت العينان…والمعاناة الكامنة في الإيمان ترسم طريق الخلاص.

نعهد اليك يا رب بالأشخاص والعائلات الوحيدة في معاناتها. كن لهم يدًا، قلبًا، “سمعانًا قيروانيًّا” لمساعدتهم على عبور الصحراء. ساعدنا لنكون بأنفسنا كسمعان القيرواني أمام إخوتنا الذين يعانون. آمين.

المرحلة السادسة: فيرونيكا تمسح وجه يسوع

“وجهك يا رب أطلب لا تحجب وجهك عني.” (مزمور 27، 8-9)

تقوم فيرونيكا بحركة رمزية قوية. اقتربت لتمسح آلام وجهك. فعل إيمان يعبّر عن حبها لك.

بقي وجهك مطبوعًا على منديلها، كما في تقليدنا المسيحي. من سيمسح وجه إخوتنا المجروح، وجه أمهاتنا اللواتي يبكين أولادهن ومعاناتهن؟

أعطنا يا رب أن نرى وجهك في وجه الفقراء المضطهدين وضحايا المعاناة والظلم الأبرياء. آمين.

المرحلة السابعة: يسوع يسقط للمرة الثانية

“لا تتباعد عني لأن الضيق قريب، لأنه لا معين” (مزمور 22، 8- 12)

هذه السقطة الثانية تحت الصليب هي علامة على الوحدة في المعاناة. الظلم والعنف يدفنان العالم في الهاوية. يا رب، إن معاناتكم تنضم الى عزلة الضحايا الأكثر فقرًا للأنانية العالمية. تعال أيها الروح القدس لتعزي قلوب المظلومين وتقويهم وتزرع فيها الرجاء لكي يصبحوا باتحادهم بالمسيح شهودًا لمحبته العالمية. آمين.

(تابع)

***

 نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير