مقتطفات من تعليق الأب رانييرو كانتالامسا على قراءات الأحد الأول من زمن الصوم

روما، 23 فبراير 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي قراءات الأحد الأول من زمن الصوم، يليها مقتطفات من تعليق الأب رانييرو كانتالامسا الكبوشي، واعظ الدار الرسولية.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

القراءات:

 تثنية الاشتراع 26، 4- 10

4 فيأخُذ الكاهِنُ السَّلَّةَ مِن يَدِكَ فيَضعُها أَمامَ مَذبَح الرَّبِّ إِلهِكَ. 5 ثُمَّ تَتَكَلَّمُ فتَقولُ أَمامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: إِنَّ أَبي كانَ آراميُّا تائِهًا، فنَزَلَ إلى مِصرَ وأَقامَ هُناكَ مع رِجالٍ قَلائِل، فصارَ هُناكَ أُمَّةً عَظيمة قَوِّيةً كَثيرة. 6 فأَساءَ إِلَينا المِصرِيونَ وأَذلُونا وفَرَضوا عَلَينا عَمَلاً شاقًّا. 7 فصَرَخْنا إِلى الرَّبِّ إِلهِ آبائِنا، فسَمِعَ الرَّبُّ صَوتَنا ورأَى ذُلَّنا وعَناءَنا وظُلْمَنا، 8 فأَخرَجَنا الرَّبُّ مِن مِصرَ بيَدٍ قَوِّيةٍ وذِراعٍ مَبْسوطةٍ وخَوفٍ عَظيم وآياتٍ وخَوارِق. 9 وأَوصَلَنا إِلى هذا المكانِ وأَعْطانا هذه الأَرضَ، أَرضًا تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلاً. 10 والآن هاءَنَذا آتٍ بِبَواكيرِ ثَمَرِ الأَرضِ الَّتي أَعْطَيتَي إِيَّاها يا ربّ. ثُمَّ ضَعْها أَمامَ الرَّبِّ إِلهِكَ، واسجُدْ أَمامَ الرَّبِّ إِلهِكَ.

 روما 10، 8- 13

8 فماذا يَقولُ إِذًا؟ (( إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ )). وهذا الكَلامُ هو كَلامُ الإِيمانِ الَّذي نُبَشِّرُ بِه.9 فإذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ يسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللّهَ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ الخَلاص. 10فالإِيمانُ بِالقَلبِ يُؤَدِّي إِلى البِرّ، والشَّهادةُ بِالفمِ تُؤَدِّي إِلى الخَلاص، 11 فَقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( مَن آمَنَ بِه لا يُخْزى)) . 12فَلا فَرْقَ بَينَ اليَهودِيِّ واليُونانِيّ، فالرَّبُّ رَبُّهم جَميعًا يَجودُ على جَميعِ الَّذينَ يَدعونَه. 13 (( فكُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص )).

 إنجيل لوقا 4، 1- 13

ورَجَعَ يسوعُ مِنَ الأُردُنّ، وهو مُمتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فكانَ يَقودُه الرُّوحُ في البرِّيَّةِ 2أَربَعينَ يوماً، وإِبليسُ يُجَرِّبُه، ولَم يأكُلْ شَيئاً في تِلكَ الأَيَّام. فلَمَّا انقَضَت أَحَسَّ بِالجوع.3فقالَ له إِبليس: (( إِن كُنتَ ابنَ الله، فَمُر هذا الحَجَرَ أَن يَصيرَ رَغيفاً)). 4فأَجابَه يسوع: (( مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان)). 5فصَعِدَ بِهِ إِبليس، وأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ الأَرضِ في لَحظَةٍ مِنَ الزَّمَن،6وقالَ له: (( أُوليكَ هذا السُّلطانَ كُلَّه ومَجدَ هذهِ الـمَمالِك، لِأَنَّه سُلِّمَ إِليَّ وأَنا أُولِيه مَن أَشاء.7فَإِن سَجَدتَ لي، يَعودُ إِلَيكَ ذلكَ كُلُّه )).8فَأَجابَه يسوع: (( مَكتوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد، وإِيَّاه وَحدَه تَعبُد)). 9فمَضى بِه إِلى أُورَشَليم، وأَقامَه على شُرفَةِ الـهَيكلِ وقالَ له: (( إِن كُنتَ ابنَ الله، فأَلْقِ بِنَفْسِكَ مِن ههُنا إِلى الأَسفَل، 10لِأَنَّهُ مَكتوبٌ: يُوصي مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ))، 11ومكتوبٌ أَيضاً: ((على أَيديهِم يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجَرِ رِجلَكَ)). 12فأَجابَه يسوع: (( لقَد قيل: لا تُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ إِلـهَكَ)). 13فلَمَّا أَنْهى إِبليسُ جمَيعَ مَا عِندَه مِن تَجرِبَة، اِنصَرَفَ عَنه إِلى أَن يَحينَ الوَقْت.

* * *

مقتطفات من تعليق الأب رانييرو كانتالامسا:

جربه إبليس

لقد كُتب إنجيل لوقا الذي نقرأه في هذه السنة الليتورجية لكي “يتحقق [المؤمن] من صلابة التعليم الذي تلقاه”، بحسب ما يقول لوقا نفسه في المقدمة. أمام التهجمات على حقيقة الإنجيل التاريخية، يبدو لنا الإفصاح عن هذا المقصد وراء كتابة الإنجيل هامًا وآنيًا.

وسنحاول في زمن الصوم هذا أن نتأمل في شخصية يسوع وفي تعليمه لكي نكتشف من كان يسوع بالحقيقة. هل كان نبيًا بسيطًا، أو رجلاً عظيمًا، أو كان أكثر من ذلك.

إن ظاهرة مثل ظاهرة دان براون، مع كل أشكال التقليد والنقاش التي تولدت منها، بينت لنا حالة الجهل الديني الخطرة التي تسيطر على الناس والتي تصبح أرضًا ملائمة لكل عملية استهلاكية.

إنجيل الغد يتحدث عن تجارب يسوع في الصحراء. أغتنم الفرصة لأتوسع في دراسة موقف يسوع من القوى الشيطانية بشكل عام.

إنه لأمر أكيد أن يسوع حرر الكثير من الأشخاص من سلطان الشيطان المدمر أثناء حياته الأرضية. يضيق بنا الوقت إذا ما أردنا أن نراجع كل المراجع. لذا أود أن أركز على موضوعين: الأول هو التفسير الذي يعطيه يسوع حول سلطان الشرير؛ الثاني، ماذا يقول لنا هذا السلطان عنه وعن شخصه.

أمام أعمال التحرير التي كان يقوم بها يسوع، لم يتمالك خصومه أنفسهم من التعليق بأنه “يطرد الشياطين باسم بعلزبول، رئيس الشياطين” (لو 11، 15).

يبين يسوع أن هذا الشرح هو سخيف (لو انقسم الشيطان على نفسه، لانتهى ملكه، وها إنه على عكس ذلك يزدهر). والشرح هو آخر: إنه يطرد الشياطين بإصبع الله، أي بالروح القدس، وهذا يبين أن ملكوت الله قد وصل إلى الأرض.

الشيطان كان “الرجل القوي” المسيطر على البشرية، ولكن أتى الآن “من هو أقوى منه” وجرده من سلطانه.

هذا الأمر يعلمنا بشيء هام حول يسوع وشخصيته. فبمجيئه دخلت البشرية في عصر جديد. الأمر الذي لا يستطيع أن يقوم به رجل عادي، ولا حتى نبي عظيم.

من المهم أن نلاحظ الاسم والقدرة التي يستعملها يسوع في طرد الأرواح النجسة. فالصيغة المعتادة التي يستعملها المقسم هي: “باسم… آمرك أن تخرج من هذا الشخص”. هذا يعني أن المقسم يلجأ إلى قوة مختلفة عنه، وهي عادة الله، وعند المسيحيين هي يسوع.

أما مع يسوع فالحال ليست كذلك. فيسوع يتو
جه إلى الشيطان قائلاً: “آمرك”. أنا آمرك! يسوع ليس بحاجة أن يتوجه إلى سلطة أعلى منه؛ فهو السلطة العليا.

وكانت هزيمة الشيطان تعتبر جزءًا من الخلاص النهائي (الأخيري أو الاسكاتولوجي) الذي أعلنه الأنبياء. ولذا يدعو يسوع خصومه إلى الوصول إلى النتائج من خلال ما تراه أعينهم؛ الخلاص وملكوت الله قد حل في وسطهم.

والتجديف على الروح القدس يكمن في هذا: أن يُنسب إلى روح الشر، بعلزبول، أو إلى الحر، ما هو عمل روح الله بشكل واضح. هذا إغلاق عنيد للعيون أمام الحقيقة، ورفض لله نفسه، وبالتالي رفض خياري لإمكانية الغفران.

الشر قوي، حتى في أيامنا هذه. نشهد أشكالاً عديدة من الخبث والشر، وغالبًا لا نستطيع فهمها، ونبقى مراتٍ فاغري الأفواه أمام الأخبار التي تأتي من مختلف أنحاء العالم.

إن العبرة المعزية التي نستخلصها من هذا التأمل هي أن في وسطنا “من هو أقوى” من الشر.

الإيمان لا يعزلنا عن الشر والألم، ولكنه يؤكد لنا أنه مع المسيح نستطيع أن نحول الشر خيرًا، وأن نستخدمه لخلاصنا ولخلاص العالم.

ما ينبغي علينا القيام به هو الاتحاد بيسوع المسيح عبر الإيمان، دعاء اسمه ومزاولة الأسرار.

أنجيل الغد يقول لنا، أن يسوع لم يذهب إلى الصحراء ليُجرّب، بل أن مقصده الرئيسي كان الانعزال للصلاة وللإصغاء إلى كلمة الله. علينا أن نقتدي بالمسيح الذي يذهب إلى الصحراء. فاتباع يسوع إلى الصحراء ليس نداءً موجهًا إلى الرهبان والنساك وحسب. هو نداء موجه بشكل مختلف إلى الجميع. لقد اختار الرهبان والنساك “مساحات” صحراء، أمّا نحن فعلينا أن نختار أقله “أوقات” صحراء.

قضاء بعض الوقت في الصحراء يعني خلق جو من العزلة والصمت من حولنا لنجد الدرب إلى قلبنا، أن ننسحب من الضجيج ومن الهموم الخارجية، لكي نتصل بينابيع كياننا وإيماننا العميقة.

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير