هب الرب فرح أن يلتقي بك! تعليق على قراءات قداس اليوم بحسب الطقس اللاتيني

لعل إحدى تناقضات الكائن البشري هي هذه: قلبه يبقى مضطربًا إلى أن ينفتح على المُطلق، مُطلق الله. ولكن، سرعان ما يتعب من عظمة دعوته، فينطوي على خيارات تُحجم زخمه المطلق، ويعود يفكر بشكل مُصغّر لا يطابق توقه اللامتناهي.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

هذا الأمر يحدث أيضًا عندما ننغلق على الممارسات الدينية وعلى الرتب والطقوس فنظن أن خلاصنا يأتي منها. وبهذا، بدل أن تكون سبلاً، تضحي غايات. نتوقف بالتالي في وسط الطريق دون أن ندرك أننا نخسر بذلك أجمل ما في مغامرة الإيمان: لقاء وجه الرب الفرح للقائنا!

كلمة الرب اليوم في الليتورجيا تدعونا لكي نكتشف فرحنا بالرب، وليس في دفاتر حساباتنا وفي سجلات بطولات فضائلنا. “كونوا بِٱسمِهِ ٱلقُدّوسِ مُفتَخِرين وَلتَفرَح قُلوبُ مَن يَلتَمِسونَ الرب”.

البشرى السارة هي أنه عندما تبدأ بالبحث عن الرب، يفاجئك أنك تجده يبحث عنك، بل تراه واققًا على الباب يقرع، بحب وصبر. تمامًا مثل الراعي الذي يبحث عن الخروف الضال، ومثل المرأة التي تبحث عن الدرهم الضائع.

لا تقم بحسابات، فالحب يداه مثقوبتان. لا تضيع في فيض من سجلات الفضائل، لأن الحب أحبك عندما كنت لا تزال خاطئًا. “هذا هو الإيمان هو الذي يبحث عنك حتى عندما تتخفى لكي لا تسمح له بإيجادك” (الشاعرة ألدا مريني).

اختن قلبك بفرح الإنجيل هذا. سيكون لك فضل أنك فرّحت قلب الله: “أُطلُب ٱلرَّبَّ وَعِزَّتَهُ   وَٱبتَغ وَجهَهُ في كُلِّ حين أُذكر ٱلأَعاجيبَ ٱلَّتي صنَعَها   وَمُعجِزاتِهِ وَٱلأَحكامَ ٱلَّتي نَطَقَ بِها”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير