Canonisations, 13 octobre 2019, capture © Vatican Media

هل باستهتار “طبخة العدس” فرصة الحياة نبيع؟

جون هنري نيومان رُفع قديسًا على مذابح الكنيسة في 13 تشرين الأول

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في قصة عيسو ويعقوب توأمي إسحق إبن إبراهيم أبو المؤمنين، ما يشبه الإنسان في كل عصر وأوان.
كان عيسو رجل صيد يقضي وقتاً طويلاً خارج “البيت”، فيما كان يعقوب يساعد في تدبير أمور البيت ولهذا السبب كان مرتبطاً بأُمه رفقا التي كانت تفضله على عيسو.
إلاَّ أن يعقوب كان ذا حس روحي إفتقر له عيسو الذي جنح لملذات الجسد أكثر من أي إعتبارٍ آخر؛ لذلك، لم يأبه بموهبة البكورية التي تُصيِّره بمكانة الأول في بيت أبيه يعقوب وأهمل ما يرافقها من مميزات ومسؤوليات أيضاً، واحتقر هذه الموهبة حتى أنه باعها لأخيه يعقوب مقابل طبخة عدس.
من المحزن أنه كثيراً ما نبيع الأغلى في سبيل نزوات عابرة… بعضنا يبيع مبادئ من أجل حفنة مادة… وبعضنا يذهب أبعد فيبيع ميراثه الروحي من أجل راحةٍ آنية. كم يحصل أن نضحي بشركتنا مع الله من أجل شركة مع ما أو من لا يُقارن به… ننسى أن فيه خيرنا الأعظم وأننا بالتخلي عنه نحن الخاسرين أبدا.
لقد أعطانا الله كلّنا أن نرث “الملكوت المُعد لكل منا منذ إنشاء العالم” (متى25: 34-35) . كل منا يحمل مصباح الإيمان. الفرق يكمن في الرغبة الحكيمة بالإحتفاظ به مضيئاً… فهل كالعذارى الحكيمات نحمل زيت الأعمال الصالحة، أم كالجاهلات المُهملات نسقط الإستعداد في حمل تلك الميزات؟!

في 13 تشرين الأول، رُفع قديساً على مذابح الكنيسة الكاردينال جون هنري نيومن الذي حمل لقب “ملفان الكنيسة ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني” .عاش هذا القديس في القرن التاسع عشر، في عصر برزت فيه العقلانية وكأنها تبارز الإيمان ولكن الحقيقة أنهما لا يتعارضان… فهِم نيومان جيداً هذه المقاربة فأتى الكثير من كتاباته جواباً لهذه المسائل ودعوةً متجددة صوب الإيمان، في وقت بدا أنه يصعب فيه الإيمان.
ولكن طبعاً تبقى مقدسة حرية كل إنسان، فكتب يوماً الملفان:
“وأقول، أليست قضية شائعة بالنسبة للرجال والنساء إهمال إيمانهم في أفضل أيامهم؟
لقد تم تعميدهم، وقد تم تنوير ضميرهم، وقد تم تعليمهم الصلاة، وهم يعرفون عقيدتهم …. هذا هو حقهم الطبيعي، امتيازات ميلادهم من الماء والروح؛
ولكن الكثيرون، كما عيسو الذي باع بكوريته، يبيعون!!”
و فيما الله يقدم لنا نعمة البنوة والإتحاد به و الإيمان …. يبقى الجواب لدى كل منا هل بإستهتار “طبخة العدس” فرصة الحياة نبيع أم نحافظ عليها بأمانة ونعيش بنعمة القلب الواعي المطيع؟؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير