Pixabay CC0

هل نخفض المعايير في السنة الجديدة؟

عبر معيار إله المحبة والنور نحصد التباشير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بعضنا يجتهد في كتابة مقالات أكاديمية. و الإحصاءات العالمية تقدّر أن هناك حوالي 200000 مجلة أكاديمية منشورة باللغة الإنكليزية ولكن متوسط عدد القراء لكل مقالة منها هو 5…. هذا في الدول التي إعتادت القراءة الأكاديمية، فكيف حالنا، نحن الذين نتباهى بأن كتب الأبراج هي الأعلى مبيعاً لدينا؟!
سنة بعد سنة، يتضح أننا نحب الحياكة حول الحقيقة ولا نحب أن نتعامل مع هذه الأخيرة.
نعرف أن “التبصير” في المصير، هو مجرد خرافة أو تحليل وهو يلتف حول الحقيقة ولا يتقاطع مع الإيمان… غير أننا نصّر على إهدائه منابرنا وإنتباهنا والإعلام…
حذّر أحد الحكماء يوماً من المجتمع الذي يزدري التميّز في السباكة (السمكرية) لأنه عمل متواضع ويمرر الأخطاء في الإعلام والفلسفة لأن عمل تلك “رفيع” : فإنه ينتهي بأن يكون مجتمعاً مفتقراً للسباكة الجيدة والإعلام، أو الفلسفة الجيدة معاً. و هذه حالنا… لا أنابيبنا ولا نظرياتنا تمسك “ماءنا”.
مجتمعنا يغرق في الإشاعة… وعبثاً تحاول إستثارة العقل والإدراك والروية!
حتى أنك إذا كنت ممن يفكرون، تصبح ممن لا يجب أن يتحدثون أو يكتبون…
و إذا كنت تفكر وتتحدث وتكتب، فلا توقع اسمك.
أما إذا فكرت وتحدثت ووقعّت، فلا تتفاجأ….
النسبية الأخلاقية هي الموضة: لا يجب أن ترد كلمة “يجب”، إلا في مضمار وحيد ربما :
أنه “يجب” عليك أن تتقبل “المعيار الشخصي” للأشخاص في ميزان الأحداث على أنها “معيار عالمي” يندرج تحت ” الأقداس”…البارحة أطلت علينا ذات الوجه الفني المعروف تحاضر بحرية “الشتيمة” على أنها تعبير عن الغضب وأنه يجب إحترامه كوجهٍ من الحرية دون أقنعة… و ركض صوبها أبنها الصغيرعلى وقع تصفيق الجماهير، فتساءلت إذا شتمها يوماً وهو غاضب هل يا ترى تتغير ما أطلقته من المعايير؟
قيل سابقاً أنك إذا شاهدت لعبة، فهذا أمر ممتع. وإذا كنت تلعبها الى حين، فهذا ترفيه. أما إذا كنت تعمل فيها، فعليك أن تعيد التفكير… لأنها لم تعد لعبة بل أصبحت في الحياة طرازٌ و مسار فيه مصير!!
إذا و لأننا دخلنا “لعبة” الحياة، لا يجب علينا الإستهتار بالمعايير…
نعم، قد تتوجب صعوبة جني الأموال إخفاض معايير الصرف و إلغاء التبذير
و لكن الويل لنا حين – عن معايير الحق و الإيمان و الإنسان – نستدير
بما أننا أعتدنا سماع ” الويلات” عند مفترق السنوات …
فلندرك أن الويل الحقيقي يقع حين يصبح أخانا موضع ” التصغير”
أو حين نضع البر في موقع ” الغير قابل للتطبيق”
فنصيّره أميراً جميلاً و لكن بعيداً في الأثير!
نعم، الويل ثم الويل لنا حين نجعل الله لطائفتنا أسير
فعندئذ نكون من الله إتخذنا موقف التهجير
هجرناه و هجّرناه … و منه لم نستمد الثابت من الخير أو عن الشرور التغيير
فهل نلقى حينها سوى الويل و الأسود من المصير؟!
اليوم، على مفرق من مفترقات الزمان، تجدد المحبة والحكمة لنا التحذير…
فهل نصر على ويلاتنا أم نجعل من شريعة المحبة مصدر المعايير!؟
اليوم، علّنا ندرك أنه فقط عبر معيار إله المحبة والنور نحصد التباشير!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير