Pinturricchio - The Visitation of the Virgin Mary to Elisabeth with saint Joseph - Affresco from the Vatican Museums

Robert Cheaib - flickr.com/theologhia - Robert Cheaib - flickr.com/theologhia

…وسنتنا تبدأ بالاحتفال بمريم "أم الله"

لقب “أم الله” هو أحد أقدم وأكبر الألقاب المريمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في اليوم الأوّل من السنة الجديدة، يوم السلام العالمي أي اليوم الثامن بعد عيد الميلاد المجيد، تحتفل الكنيسة بعيد إجلال مريم والدة الإله القدّيسة، أو ما يُعرف بالأمومة الإلهيّة والبتوليّة للعذراء.

وبحسب ما أورده موقع marypages.com الإلكتروني الذي يعزّز التكرّس لأمّنا مريم، إنّ “والدة الإله” أو “أمّ الله” هو أسمى لقب للعذراء مريم، وقد منحها إيّاه مجمع أفسس الذي انعقد سنة 431. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ مجمع أفسس هو المجمع المسكوني الثالث، وأحد المجامع المسكونية السبعة وفقاً للكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة. وفيما تمحورت تعاليمه حول طبيعة تجسّد يسوع المسيح، علّمنا هذا المجمع أنّه لا يمكن الفصل بين إنسانيّة يسوع وألوهيّته، بما أنّهما موجودتان في شخص واحد، مع التضمين الذي يُعتبر بغاية الأهمية، والذي مفاده أنّه يمكننا – وبكلّ عدل – أن نمنح مريم لقب “أمّ الله”. فالأمّهات يُدخلن إلى العالم الحياة التي هي بدورها هبة من الله. لذا، نسمع أحياناً أنّ البعض يشيرون إلى الكنيسة على أنّها “الأمّ”.

وفيما يصف لوقا الإنجيلي مريم بالعذراء الصامتة التي تصغي باستمرار إلى الكلمة الأزليّة المُقيمة في كلمة الله، يُعتبر هذا العيد إجلالاً لأمومة مريم ليسوع، وهو أقدم عيد لمريم تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية، بما أنّ دورها في تجسّد الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس مهمّ جداً، بعد قبولها دعوة الرب التي نقلها إليها الملاك جبرائيل.

وبالعودة إلى أحداث الميلاد بحسب إنجيل القدّيس لوقا، فقد هتفت أليصابات عندما زارتها مريم قائلة: “مباركة أنت في النساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك. من أين لي أن تأتي إليّ أمّ ربّي؟ ما إن سمعتُ صوت سلامك حتى ارتكض الجنين في بطني. هنيئاً لك، يا من آمنت بأنّ ما جاءها من عند الرب سيتمّ”. وبهذا، تكون أليصابات قد نطقت بتلك التسمية حتّى قبل ولادة يسوع!

وفي هذا السياق، يمكن لكلّ مؤمن يرغب في تكريم أمّنا “والدة الله” أن يتلو الصلاة التالية:

يا أبانا السماوي، يا مَن باركتَ العذراء مريم بالنعمة، ها أنا أضع بين يديها سنتي الجديدة، وأسلّم حاجاتي لحبّها، وأطلب شفاعتها. فبمساعدتها، أرغب في ألّا أفقد الأمل عندما تواجهني التجارب وأشعر باليأس.

أبتي، يا مصدر النور في كلّ عصر، يا من حملت العذراء بابنك أمير السلام، اجعل صلاتها، وهي هبة حبّ الأمّ، أن تكون الفرح لشعبك عبر الأجيال. وليقرّب جوابها النابع من قلب متواضع روحك القدّوس لشعبك.

أرشدني ربّي لأفهم حبّك اللامتناهي وضمّ قلبي لقلب أمّي لأحبّ الجميع بلا قيد وشرط كما فعل مخلّصنا. أسألك هذا باسم ربّنا يسوع المسيح، آمين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير