الأب أنطونيوس مقار ابراهيم, Author at ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/author/arabenew/ The World Seen From Rome Tue, 04 Jun 2024 18:12:32 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png الأب أنطونيوس مقار ابراهيم, Author at ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/author/arabenew/ 32 32 ما معنى أن نكون مدعوّين للقداسة؟ https://ar.zenit.org/2024/06/04/%d9%85%d8%af%d8%b9%d9%88%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9/ Tue, 04 Jun 2024 18:12:00 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72817 الاستعداد الدائم لعمل الله

The post ما معنى أن نكون مدعوّين للقداسة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
القداسة هى أن نكون في إستعداد دائم لأن نقبل عمل الله في حياتنا . وبقدر ما نبتعد عن الخطيئة والشر بقدر ما نلتصق بالله نزداد نموًا فى القداسة ، بمجيء الرب يسوع وبعمل الروح القدس وتقديسه لنا نشترك فى قداسة الله ونبلغ كمالها فى المجد.

الدعوة إلى القداسة مُوجّهة للجميع بدون استثناء:”كونوا قديسين، لأنّي أنا الربّ إلهكم قدّوس”(أحبار19\2). إنها عطية مجّانية توهب لنا من الله، يفيضها في قلوب الجميع ” الكنيسة ” وهي جسد المسيح، وهو رأسها. الكلّ فيها مدعو ليعمل إرادة الرأس، يسوع المسيح ليكون قدّيسًا على مثال القدّوس. كلّنا قدّيسون لأنّه ينادينا في كل مرة نشترك في سر الأفخارستيا  “القدسات للقدّيسين، تُعطي بالكمال والنقاوة والقداسة”.لذا علينا أن نبتعبد عن العالم وشهواته وملازاته وأيضاً عن كلّ مجد عالميّ أى أن لانبحث عن ألقاب ومكانة ومركز إنما أن نعيش في سلام وهدوء نُصلي ، نخدم، نعمل مشيئة الله ونحبه والأخرين.

بالنظر الى الكتاب المقدس نجد دائماً أنّ الله هو القدوس وحده. ولفظ “قدوس”تعني “الذي ليس كمثله شيء”.

قد أُعطىّ شعب الله أن يعاينوا مجد الله في ظهوراته المتعددة، كما لموسى ” العليقة المشتعلة : “إخلع حذاءك من رجليك فإن المكان الذي أنت قائم فيه ارض مقدسة”.والأنبياء فقد شاهد اشعيا النبي الملائكة الذين ينشدون: ” قدوس قدوس قدوس رب الجنود، الارض كلها مملوءة من مجده “والكنيسة اليوم تُنشد  في صلواتها كافة نشيد القدوس “تباهوا باسمه القدوس”(مز 104: 3)…

إذاً نحن مدعوون لعيش الحكمة والقداسة ومخافة الله لنكون قديسين فيه. ” أنا الرب إلهكم، فتقدسوا وكونوا قديسين فاني أنا قدوس.

المسيح بالروح القدس  الذي يعمل فينا بأنات لا توصف هو الذي يحقّق فينا عيشنا للقداسة ، “لأن الله اختاركم منذ البدء ليخلّصكم بالروح الذي يقدِّسكم والإيمان بالحق” (2 ت 2: 13).

الروحَ القدسَ هو “منبع التقديس الذي لا ينضب”، ثمرته القداسة “أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الأخلاق والإيمان والوداعة والعفاف” (غلا 5: 22).لذا علينا أن نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله فإن أرادته قداستنا

 نحيا القداسة ونسلك في دربها

  • بوجودنا الدائم فى حضرة الله وشركتنا بالروح القدس كي نتمكن أن نكون نظير القدوس الذي دعانا
  • بتكريس ذواتنا وأعمالنا وأفكارنا وإستعدادنا الدائم لأن يعمل الله فينا

The post ما معنى أن نكون مدعوّين للقداسة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا https://ar.zenit.org/2024/05/30/%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a%d9%87-%d8%aa%d8%b4%d8%aa%d8%b9%d9%84-%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%ad%d9%8f%d8%a8%d9%8b%d8%a7-%d9%88%d8%b4/ Thu, 30 May 2024 18:11:58 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72765 تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد خميس الجسد بعد عيد الثالوث الأقدس أي الخميس الثاني من العنصرة

The post خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
تحتفل الكنيسة بهذا العيد، وهي ترفع آيات الشكر، ونحن نشترك معها بهذا الفرح العظيم، بلقاء مصدر الحياة أيّ خبز الحياة الأبديّة، ونحن نعيد إحياء ذكرى العشاء الأخير وموت المسيح.

كما ان الكنيسة تهدف في إحتفالها بهذا العيد أن تغرس فينا بذرة الإيمان با إبن الله الكلمة المتجسد، الذي أخذ صورة عبد وظهر بالجسد مثلنا كإنسان، تألّم ومات لأجلنا في تجسده حلَ فينا وسكن بيننا وفي سر القربان باقي معنا يرافقنا في دربنا ومسيرتنا نحوه  .

عندما نتناوله تحت شكلي الخبز والخمر نؤمن ونعترف اننا نحتفل بذبيحة الصليب الإلهيّة  الذبيحة الخلاصيّة، فغاية الكنيسة أيضًا هي أن تُشعل في قلوبنا الشوق إلى تناول جسد الرب بحرارة الذي يوصلنا إلى السعادة الروحيّة.

 معنى العيد:  يستمد العيد معناه من عمل المسيح نفسه في عشية خميس الأسرار حيث قد أسس هو سري القربان والكهنوت وبالتالي يتجلي معنى عيد القربان في كل مرة تحتفل الكنيسة بالذبيحة الإلهية “لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز،وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى أن أجيْ ” الليتورجيا القبطية  يسوع في سر القربان يُعطى لمغفرة الخطايا ونوال الحياة الأبدية.

 كما أنّ خميس الأسرار هو العيد الرئيس للقربان المقدّس، أيّ ليلة العشاء السرِّيّ وتأسيس سرّ الكهنوت، وهي الليلة التي أعطى فيها

مفاعيل القربان في حياتنا:

القربان المقدس “سر الشكر-الإفخارستيا  هو مصدر جميع الثمار الروحيّة

“في كلّ مرّة نتقدم ونتناول (يسوع)  في سرّ القربان الأقدس، يعودُ ويولَدُ الله فينا من جديدولا سيما في الأنفس البارّة التي تخدمهُ من قلبها، وتقبله بطهارة الفكر ، إستقامة ضمير”لذا نقول ” القداسات للقديسين بالكمال والنقاوة والقداسة.

يمنحنا الإشتراك في التناول ثمرة الحياة النابعة من

  • إتحادنا بالمسيح والقرب منه.
  • إتحادنا بالآخر أو القريب ومحبته لأن المحبة علامة حياة.
  • إتحادنا بالكنيسة التي جسد المسيح وجماعة المؤمنين
  • إدراكنا بفهمٍ ووعي أنه “القربان” هو سرّ حياة الكنيسة

       ورسالتها الجوهريّة.

عند الإقتراب من التناول علينا أن نكون:

  • متسامحين لبعضنا البعض:

نقرأ في إنجيل القديس متى ما قاله يسوع وأيضًا ماذكره القديس يوحنا في رسالته الأولى “فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ أَنَّ هُناكَ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك” (مت 5: 23). “إِذا قالَ أَحَد: إِنِّي أُحِبُّ الله وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا” (1 يوحنا 4: 20).

لذا في الصلاة الليتورجيا حسب الطقوس الشرقية رتبة المصالحلة والمسامحة في بدء صلوات الأنافوا “التقدمة” قبلوا بعضكم بعضاً أو تبادلوا السلام “لِيُعْطِ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا السَلامَ قَرِيبَهُ بِمَحَبَّةِ وأمانَةٍ تُرْضي الله.

أمّا في الليتورجيا اللاتينية تتم المصالحة وتبادل السلام قبل التناول  حول فعل المصافحة هذا يقول  القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم “إنّ الرّب يسوع المسيح جاء ليبحث عنك، أنت يا من كان بعيدًا عنه، وهو يريد أن يتّحد بك، وأنت، ألا تريد أن تتّحد مع أخيك؟ “.

  • الإقتراب بخشوع وسجود:

تخصص الكنيسة اوقات للمؤمنين للسجود لامام القربان الأقدس في خشوع وصمت وهذا يُسمي حوار روحيّ مع المسيح الحاضر في القربان المقدّس.

نرفع صلاتنا:

 ندعو المسيح الذي وضع لنا هذا السر العظيم،سر التقوى، سر الخلاص في عشيّة آلامه، ونقول: “ربّ هبنا نعمة عيش حبّك في سرّ القربان الأقدس، نسجد لك بكلّ نقاء وخشوع لتصبح حياتنا بنعمة روحك القدّوس قربانة بيضاء تنير ظلمة قلوبنا، ولنولد معك كلّ يوم من جديد، أن نحيا بك وتحيا بنا قربانًا حيًّا مدى الحياة، أضئ بنور الإيمان قلوبنا، وأشعل فيها نار المحبّة”.

الأب انطونيوس مقار إبراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

The post خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
المرأةُ وإعترافها الشجاع https://ar.zenit.org/2024/04/18/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9%d9%8f-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ac%d8%a7%d8%b9/ Thu, 18 Apr 2024 11:45:45 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72192 تأمّل في نص المرأة الزانية (يو(8/1-12)

The post المرأةُ وإعترافها الشجاع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
 مقدمة :

امام هذا الحدث العجيب نرى شخص يسوع المسيح فاتحاً باب الرجاء أمام هذه المرأة التي أمسكت في ذات الفعل وحولها الاشخاص حاملين الحجارة كي يرجموها بها حسب ما تنص عليه شريعتهم . هؤلاء النس يلتفون حولها ويقدموها ليسوع علهمّ يصطدوه بكلمة أو موقف يحرجوه فيه ولكن لم يقدورا عليه لأنه ربٌ حنونٌ ورؤفٌ طويل الأناة يحب الصديقين ويرحم الخاطئين وهو الرجاء لكل نفس خاطئة، نعم فهو رجاء لمن ليس لهم رجاء وهو نور للسالكين في ظلام الخطيئة ، ومن يتبعه لايمشي في الظلام.ودائماً هو يدعونا الى السير في النور ” سيروا في النور مادام لكم النور”

 كتبة وفريسيون والمواجهة الصعبة:

يأتي الكتبة والفريسون الى يسوع بامرأة أمسكت في ذات الفعل، في حالة زنى جاءوا بها اليه يطلبون رجمها متوقعين من يسوع بأن يمسك معهم حجراَ ليرجمها ولكنهم لمسوا فيه الرأفة واللطف والحنان تجاه كل الناس وبالاكثر تجاه الخطأة والمحزونين ومنكسرى القلوب.

اظهر يسوع ايضاً في هذا الموقف بأنه محرر النفس من عبودية الخطية والذل والهوان فحرر المرأة من عبوديتها لإبليس وزرع فيها روح الحب والفرح والانتصار وصارت قصة هذه المرأة هي قصة كل نفس اغلق في وجهها باب الحب والرحمة والحنان ارتمت عند اقدام يسوع عريس الحب الالهي  تجد عنده التنعم بسماع صوته العذب

 إمرأةٌ زانية واعتراف الشجاعة:*

أنا امرأة كأي إمرأة أخرى تعيش في هذا العالم المليء بالمتناقضات الكثيرة جارت علىّ الايام وضاقت بي المعيشة وهذا ليس معناها الفقر المادي وما دفعني لمثل هذا العمل  لم يكن فقط  احتياج للمادة وما ينتج عنها وكي اكون صريحة اكثر هذه ليست المشكلة بحد ذاتها انما الجزء الرئيسي في المشكلة نشأت في بيت فقد انتمائه للشريعه ومعها تناسى عبادة الاله الواحد وتفككت عائلتي  صار كلاٍ منا يبحث عن مصلحته فشعرت بالوحدة والانعزال فنظرت الى ذاتي ورأيت فيها جسدٍ جميل يميل له قلب الرجل وعينان جميلتان بهما اجذب الناس وعن حالتي النفيسة انحطت وانكسرت فجسلت مجدداً لأكتشف من جديد نفسي واسلوبي ومعاملتي وشاركني هنا التفكير عدو الخير وقد ساهم في طريقة تغيير مسلكي وأنتفضت على هويتي وكياني واشق طريقي نحو الارتماء في احضان من يستهوني أو يستهواه قلبي وخيل لي أنه بهذه الطريقة يمكني الخروج من حالتي دفعتني الرغبة أن اهجر البيت والمسكن الواحد مركز الاستقرار والامان الى أن اجد في كل يوم مسكن جديد ومركز جديد وبالرغم من هذا لم أشعر بالطمانينة الى أن جاء علىّ نهار وأمسكت في ذات الفعل التف حولي الجمهور وامسكني انا وترك من كان معي والسبب في ذلك حكم الشريعة القاسي الذي يحاسب المرأة على فعلها.

ولكي يثبت الجمهور صحة ما يدعيه على دفعني بالايادي والآرجل والصوت العالي القاضي بحكم الناموس يريدون أن يطبقو ما جاء فيه ونص عليه من عقاب لمن يمسك في ذات الفعل أي جريمة الزني وهو الرجم بالحجارة حتى الموت .كان هؤلاء الناس كالذئاب المفترسة والشرسة  لابل الجائعة التي تنتظر فريستها حتى تشبع رغبتها.

جاءوا بي  الى يسوع وكانوا ينون الوقوع به في فخ التعدي على الشريعة وعندما كنا نسير في الطريق باتجاهه خفت وارتبكت كثيراً لملاقاته بسبب ما قاله بعض الكتبة والفريسين عنه بأنه رجل متكبر  لايهمه احد يتخطى كل قوانين الناموس كل هذه التصورات والافكار جعلتني ارتعب من لقائه ولاسيما وهو من قال عن نفسه أنا والآب واحد وهنا انفتح امامي باب اخر للتفكير بأنه هو رب الشريعة  كان الإرتياح والقناعة باديين على ملامحهم . لم أراقبهم كثيراً على أي حال ، ربما لأني كنت خائفة ، ولم أكن راغبة في ان ينتبهوا الى وجودي ، وكلما كنا نتقرب منه كنت اشعر اكثر وأكثر بالارتباك والخوف والفزع .  لكن في الحقيقية لم يكن يهمني  ما يقوله هؤلاء عنه  وما أمره ومن هو ؟.

لقد كنت مستعبدة مكبلة بالسلاسل والقيود لسنوات عديدة ادت بي لحياة  النجاسة و الشعور الشديد بالحاجة إلى الحب.كنت أشتري رضا الناس و قبولهم لي بجسدى كان الثمن غالي جدا  وكنت أشعر بأنني أسير في طريق خاطئ لا  نهاية له ولا هداية فيه هذا من ناحية الجسد أما من ناحية النفس  فامتلكني شعور بالفراغ والوحدة علي مر السنين .

لقد أدانني الناس بسبب أعمالي وانا ايضاَ أدنت نفسي أكثر منهم .صرخوا في وجهي ولطموني  ودفعوني، وتعالت أصواتهم القوية  لدرجة لم اعد فيها قادرة على سماع أي شيء، وملأني شعور بأني واقعه في حالة الغم والحزن العميق .  وها أننا قد وصلنا الى يسوع  الذي ينتظر منه الناس ان يصدر حكم في أمري،عنده وتحت قدمية شتان الفرق بين حالتي وانا على الطريق مكبلة بالقيود والهتافات وحالة الهدوء التي سادت بشكل غير متوقع حتى تقدم احد الاشخاص منه وتكلم معه واصفاً حالتي وقائلاً ” هذه المرأة امسكت في ذات الفعل ” ويسوع بكل هدوء وكأن في هدوءه سلطان النصر والكرامة والحكم العادل والسلام سائلاً عمّا يجب أن يُفعل بي . ويظهر انه كان متأكدا من جوابهم المنطلق من حكم الشريعة الرجم بالحجارة فقد سمع ما كان متوقع  سماعه . وأنا  في هذه اللحظات كنت منكسة الرأس ووجهي الى الأرض مرتعبة ومتعبة منهكة القوى، ولكن سرعان ما انتشر الصمت و الهدوء الرهيب وخصوصاً على من جاءوا بي متشكين علىّ  ومعظمهم كان من الصدوقيين والفريسيين وقلة من عامة الشعب  الذين ساقوني بعجرفة واحتقار الى هذا المأزق وهذه المحكمة .

 المرأة أمام يسوع وموقف الأطمئنان:

أمام يسوع عاد إلىّ الهدوء وأطمئن قلبي وتملكت أعصابي وتشجعت نفسي وامتلأت جرأة حتى أرفع وجهي  قليلاً لأنظر اليه وفيه لم أرى التكبر ولا البر الذاتي ولا الى ما قالوه عنه انما رأيت فيه  الحنان والقوة والتواضع وخصوصاً لحظة إنحنائه على الارض وأخذ يكتب عليها  للحظاتٍ اتصفت بالصمت والهدوء الى وافقاً ونظر الى كل الموجودين موجهاً نظره اليهم متكلماً بتواضع وهدوء عجيبين ، حتى تردد صدى كلماته في ذهني وفي كياني : من منكم بلا خطية ، فليرمها أولاً بحجر. وبعد ان نطق بهذا انحنى ثانية وتابع الكتابة ، وكان يعلم ماذا سيحدث بعدئذٍ تجمّدت وتهت في زحمة الأفكار التي هاجمتني فجأة ، كنت غير مصدّقة لما أرى ولما يحدث أمامي وحولي عندما رأيتهم جميعاً يلقون بحجارتهم على الأرض وينسحبون  الواحد تلو الاخر ، من الكبار الى الصغار الى أن  توقف يسوع عن الكتابة وانتصب قائماً ونظر اليَّ ، انطبعت في أعماقي وفي قلبي، بتعابير واضحة  المعالم في ملامح وجهه الحنون وهذه النظرة لم ولن أنساها وسألني : “أين هم المشتكون عليك ؟ ألم يدينك أحد ؟ “كلا يا رب ! لم يبقّ أحد منهم ليدينني .

 يسوع يمنح المرأة الغفران والسلام:

“ولا انا أدينك قال يسوع ، اذهبي بسلام  ولا تخطئي فيما بعد ”  هذا هو الفرق بين حكم الشريعة القاضي بالرجم وحكم يسوع القاضي بالرحمة والحنان فيسوع هو ابن الله الحي من ملئه نلنا نعمة فوق كل كل نعمة . نظر الى اعماق النفس كم هي غالية جداً وثمنية لديه ولها قيمة لاتقدر بثمن  فهو اشتراه بدمه الثمين . نظرّ يسوع الى أفق أبعد بكثير من قوانين الشريعة التي أرغمت الانسان على خدمتها وحولت منه عبداً خاضعاً لها أما هو جعل من الشريعة ناموس حياه  بكلامه الذي هو روح وحياة . انطلق بنا يسوع من آفاق الظلمة والخطية التي كبلت روحنا واستعبدتنا جعلت منا عبيداً نعيش في الجهل وعدم والمعرفة ،الى افاق النعمة والقداسة وشريعة المحبة التي جعلتنا احراراً  لقد أحبنا وتحنن علينا .

 صلاة شكر :

شكراً لك يا  يسوع ،  فأنت بغنى نعمتك ، صالحتنا مع الآب واعدتنا الى ذاتنا ، ولمستنا  برأفتك لأنك اله الرحمة الرأفة والتعزية. ومنذ أن نظرت الى وجهك يا إلهي إطمئن قلبي وبغفرانك تجددت حياتي وسيرتي وأعدك بأني لن ولا أعود الى الخطيئة مرة اخرى فهوذا كل شيء عندي قد صار جديداً  قد  نلت الحياة الجديدة التي هي فيك يا أبو المراحم. لك المجد والشكر والعزة والتسبيح الى الابد أمين.

The post المرأةُ وإعترافها الشجاع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة https://ar.zenit.org/2024/04/08/%d8%a8%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%aa%d9%87-%d8%a3%d9%82%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%88%d9%87%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7/ Mon, 08 Apr 2024 09:55:49 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72007 القيامة إشراقة العهد الجديد

The post بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
نردد في الاحتفال بالقداس الالهي.بالاعتراف والإيمان ،فنقول ” آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة نعترف

تألم السيد المسيح  من جراء خطايانا، قد حملها بطاعة كاملة، ومحبة فائقة، مات كي يحيينا في الحق والقداسة والبر ويرفع عنا الظلم وينقض حاجز العدواة القديمة الذي كان يفصل بين الله والإنسان.نذكر في القداس الغريغوري ” والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها وأصلحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الاثنين واحدًا وأكملت التدبير بالجسد”.

قام بقدرة فائقة وباإمكانيات جديدة يستطيع أن يهبَ ذاته لنا، ويتحد بنا ” الكلمة صار جسدا وسكن بيننا“.

نحن بقيامة المسيح نلنا عربون الحياة والاتحاد به وصار لنا  فيه كل شيء وبالتالي كل مَن يَقبل قيامته ينال شركة الحياة فهو يصير عضوًا فيه. هذه هي الحياة الجديدة والقيامة التي أنشأت في الإنسان كياناً وقدرات ورؤية أعظم بكثير مما هو عليه الآن، فالإيمان بالمسيح والقيامة والحياة الأبدية تحتاج الى عين طاهرة ونقية، وإلى أُذن تسمع وتصغي وإلى قلب يحب ويرحم والى فكر متجدد دائماً ” تغيروا عن شكلكم، بتجديد أذهانكم رو12/2″ قلبًا نقيًا أخلق فيّ يالله مز50/10″.

المسيح القائم من الأموات الآن، هو مركز التاريخ الثابت والدائم والحقيقي وحوله تدور حوادث الإنسان كلّها. أما الحوادث التي لا تمتّ بصلة للمسيح فهي خارج التاريخ وهي تتقلص وتتلاشى وتضمحل.

كتب غبطة ابينا البطريرك ابراهيم إسحق بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية للاقباط الكاثوليك قائلاً “العام يتساءل الكثيرون في أنحاء العالم اليوم، إلى أين يمضي هذا العالم، والكوارث والمحن تحيط به في جنبات الأرض، حروب ودماء تسفك، ودموع تسيل، لاجئون هاربون وقد عجز العالم عن حلّ معضلتهم، بدع وتطرّف هنا وهناك، إنحسار واضح للقيم الروحيّة وانفلات في الأخلاق حتى ظنّ الكثيرون أن ليس للعالم غد أفضل أو مستقبل أكثر أمنًا ورقيًّا. وتأتي قيامة المسيح لتعلّمنا أن نقول لا لليأس والإحباط وانّ العالم في يد أمينة هي يد الخالق، وكم مر على هذا العالم من مآسٍ لا تحصى لكن الغلبة كانت دومًا للإيمان والرجاء والمحبة لأن المسيح داس الموت وظلامه، ومزق الخوف والشك وقام من الموت. وبقيامته أقام الإنسانية من سقطتها .

“بما أنّ الموت بإنسان، بإنسان أيضًا قيامة الأموات، فكما أنه في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع” (1كور 15 : 21 – 22 ).

قال الملاك  للنسوة “إنه ليس ههنا، لقد قام من الموت”، فلم يكن للموت سلطان على المسيح ليبقى مع الراقدين وهو القائل أنا الطريق والحق والحياة ( يو 14 : 6 ) قام وعاد ليملأ حياة الناس بالنور والنعمة، الإنسانية كافّة مدعوّة من المسيح، كأسرة واحدة، لتعيش في أمنٍ وسلام.

 ينبغي أن تسقط العداوة والكراهية والتطرّف، ويحلّ محلّ ذلك التضامن والمحبة والتسامح. أسّست قيامة المسيح بشريّة جديدة، وأكدت أن الحياةَ بعد الحياة، وإنسانيةَ الانسان الحقيقية في ات حاده بخالقه، مصدرِه ومصيرِه، وكل إنسانٍ مؤمنٍ عليه أن يقوم من ضعفه ومن سقطاته بعد أن قام المسيح من الموت ليأخذ بيد كل محتاج أو ضعيف، ووضع قيمًا روحيّة تقود الفرد والأسرة والمجتمع في طريق النور والخلاص، قيامة المسيح علّمتِ البشريةَ أنّ الحياة أقوى من الموت، وأن الإنسان يحمل رسالة من الله وأمانة، وأن كل إنسان مسؤول عن أخيه الإنسان.

إن عيد القيامة هو عيد لقيامة ضمير كل إنسان ويقظته، لنترك الأكفان جانباً، ولا نُستعبد لذكريات الألم ولا نستسلم لليأس بل لنر في قيامة المسيح الرجاء الأكيد، والأمل الحقيقي والتجديد المتّصل لشؤون الحياة كلّها. نقوم من كل حدث مؤلم، أو خبرات الفشل، وننظر إلى من تحمّل الألم والموت ثم قام لتقوم معه البشرية وتتفاءل في المستقبل وعملِ الواجب والخير. قام المسيح، دحرج الحجر، سقطت القوى الغاشمة التي كانت تظن أنها تحرس القبر.

الروح لا تُحبس، والحقّ مهما ضاق عليه الخناق سينتصر، قام المسيح فليفرح كل من يجاهد للبناء والتقدم، وكل من تألم ويتألم من أجل خدمة الإنسان وتقدم الحياة، وكل من يثق في أن الله قد دعا كل إنسان “كن أمينًاً حتى الموت فلسوف أعطيك إكليل الحياة”

إنها القيامة هي إشراقة العهد الجديد المبرَم بين الله والانسان في شخص المسيح يسوع شمسِ البرّ وهذا ما يدعونا دائمًا وابدًا الى أن نقف باستعداد وفرح ومحبة مع من يستحقّ أن نفرح معه لأفراحه ونحزن لأحزانه، لأن المسيح قاسمنا هذا الهّم واعطانا نعمة الفرح والسرور وإلى أن نمدّ يدنا إلى كل انسان فقير ومحتاج ونكون قدوة لكل طفلٍ ونتعطّف على كبارنا ونتعلّم منهم خبرة الأيّام والسنين .وأن نعطي كما نحبّ أن نأخذ ونسقي أرضنا بماء الطهارة ونلّون صفحاتنا البيضاء بلون النقاء. وهذا ما يدعونا إلى أن نصغي باهتمام إلى المظلومين والمضطَهَدين وذوي القلوب الجريحة فنؤاسيهم في ما يحملون “ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله”

يأتي الينا عيد القيامة لنتنسّم منه رائحة الحياة الحقيقيّة التي أٌنعم الله بها علينا، طالما هنالك إيمان بالقيامة فهنالك الرائحة الطيّبة التي تنسّم العالم بربيع الحبّ والامان والاستقرار والعيش المشترك وتقاسم خيرات الأرض التي هي هبة الله للجميع “ففي البدء خلق الله السماوت والأرض، ورأى الله أنّ ما صنعه كلّه حسنٌ جداً”. جاء حدث القيامة ليعلن أنّ الميت حيّ وانّ ابن الإنسان قد هزم الموت بالموت ليبزغ فجرُ ثقافةٍ جديدةٍ تفوق كلّ ثقافة وفكرٍ وفلسفةٍ، ثقافةٍ محورُها وأساسُها يسوعُ المسيح معلّمُ الناصرة والنجّارُ الفقيرُ الوديعُ والمتواضع القلب، الذي صالح الجميع مع الله الآب، “صالح الارضيّين مع السمائيّين وفتح باب السماء ورأينا مجده كابنٍ وحيدٍ لأبيه ومن ملئه اخذنا نعمة فوق كلّ نعمة”.

كتب سيادة المطران يوحنا قلته في كتابه المسيح لن يغادر العالم:

لم يأت المسيح ليرحل بعد حياة قصيرة، لأنه ليس زائراً عابراً أو سائحاً صالحاً أو مؤسساً لديانة جديدة، بل تجسد المسيح وهو الله الكلمة Le Verbe Incarne. هو الله، ملء اللاهوت، هو مَن أخلى ذاته والتحف بالطبيعة البشرية، ليعيد صياغة الإنسان، وصياغة الحياة، وصياغة الألم، وصياغة الموت، نعم طُرد آدم وبنوه من الفردوس لأنهم فقدوا المعنى الحقيقي لخلقهم، والهدف الأسمى لبقائهم في الفردوس، وسقط عنهم ما يربطهم بخالقهم، الحب، والطاعة، والنقاء، ومن ثم سقط عنهم حق الحياة المتحدة بالقدوس، أو قل ببساطة استخدم بنو آدم في شخص أبي البشرية حقهم في الحرية والاختيار، ليبتعدوا عن مصدرهم وعن غايتهم، فحدث ما حدث عبر التاريخ البشري وقد سلبت منه الأنوار الإلهية وتحول البشر إلى وحوش كاسرة، يأكل القوي من كان ضعيفاً، وسجدوا للمتعة وتحولوا إلى عالم آخر من الكبرياء والعنصرية وعبادة المال والسلطة وفقدوا الطريق والحق والحياة، تحكمهم غرائزهم ويقودهم الجهل، وعاشت البشرية عصوراً طويلة تئن من هول المأساة، ولا تدري أين الخلاص، لولا رحمة الله بهم ومحبته لخليقته.

وعند ملء الزمان، يقول العلماء إن هذا الزمان هو عمر الإنسان على الأرض حتى مجئ المسيح، ولم تكن رحمة الله لترضى بمزيد من التعاسة والشقاء، ولم يكن حب الله للبشر ليرغب في امتداد الجهل والبؤس والشقاء، ومن حب الله اللا محدود، للإنسان صنع يديه، وإبداعه، ومن إرادة الله أن يشترك الإنسان في مجده وملكوته وهو هدف الخلق، وبعد استنفاد رسالة أنبياء العهد القديم، تجلت عظمة الله، في حبه، في رحمته، في حنانه، أراد أن يعيد الإنسان إلى غايته وهدف خلقه، جاء الله الكلمة، المنبثق من الذات الإلهي، قل هو الله الكلمة، قل هو الله الأبدي المطلق، قل هو ابن الله بعيداً كل البعد عن فكرة التناسل الجسدي، قل هو يسوع المسيح المولود في ذات الله منذ الأبد، ولد من الروح القدس ومن العذراء في لحظة من التاريخ سماها الوحي “ملء الزمن”.

The post بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
قيامة المسيح فرحٌ لنا وحياةٌ https://ar.zenit.org/2024/04/03/%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d9%81%d8%b1%d8%ad%d9%8c-%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9%d9%8c/ Wed, 03 Apr 2024 17:36:36 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71961 فرح القيامة

The post قيامة المسيح فرحٌ لنا وحياةٌ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عيد القيامة إنما هو عيد ثمار الفداء والحياة الجديدة ، عيد القيامة هو عيد قيامة قلوبنا من موت الخطيئة والحزن واليأس، من موت الحقد والبغض والعدواة ،إن قيامة المسيح من بين الأموات أرجعت الحياة إلى الإنسان كما أنها صالحت الإنسان مع الله وأعادت إليه قوام العلاقة القوية والصحيحة، فيسوع قد أقام البشرية من غفوتها وارتباكها وضعفها وكرّس لها معنى حياتها كأولادٍ لله أوجدهم من محبّته. وصارت القيامة  نقطة انطلاق، ومرحلة حاسمة ووُجهة سير، وعربون نعيم أبدي في حضرة الله الآب. لذا نرتل نحن فنقول : “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهبَ الحياة للذين في القبور.” أيّ قبور هذه؟ أليست قبورَ شرّ أليست قبور البُعد عن الله وتركه الاتّكال على الذات ؛ هل يوجد أشرّ من شرِّ الانفصام عن محبة الله ومعرفته وخدمته.

 فرح القيامة

عيد القيامة هو عيد البهجة. مع الكنيسة يهتف كل مسيحي: “أمس دُفنت معك، واليوم أنهض معك بقيامتك. أمسِ صُلبت معك، فأنت يا مخلصي مجِّدني معك في ملكوتك.””لتفرح السماوات بحق ولتبتهج الأرض، وليعيد العالم كل ما يرى وما لا يرى لأن المسيح السرور الأبدي قد قام..”

لنفرح لأن المسيح قد قام بعد ألم وغلب الخطيئة وغلب الموت. ففي قيامة المسيح أصبح كل شيء جميلاً ولم يعد يضيع شيء مما نفعله أو نتحمّله مع المسيح. بالقيامة صارت المصالحة مع الله.

نفرح بالقيامة مع الصدّيقين الذين كانوا يترقّبون هذا الحدث منذ فجر الخليقة، “نفرح مع العذراء مريم التي أَنْسَتْها القيامة كل ما عانته من آلام وأحزان لمشاهدة ابنها يعاني العذاب…نفرح مع النسوة حاملات الطيب القديسات اللواتي سبقن الصبح…نفرح مع الرسل القديسين الذين ذاقوا مرارة الخذلان، واعتقدوا أن رحيل المسيح هو إلى غير رجعة..نفرح مع الكنيسة، مع شعب الله المؤمن. لا توجد تعزية حقيقية لنا أو أي فرح حقيقي آخر في عالم مصيره الموت، إنما في عالم يحيا بالنعمة ونبضِ الحب. قوة المسيح تفوق بما لا يُقاس قوة الموت.

في عيد القيامة تفرح الطبيعة بتفتح الزهور والبراعم وتكتسي الأرض باللون الأخضر، لون الحياة التي تدب الحياة من جديد بعد غفوٍ موقّت وهذا التجدّد  الذي يكسي الأرض والإنسان لا ينفي بقاء الإنسان في جذوره فالجذور والأصول لا تتغير.إن الإنسان سقط بسبب خطيئة آدم لكن هبة  الحياة التى فيه استمرّت، فجدّدها المسيح بالفداء الخلاصي.

نؤكد أن الضعف، والخطأ، والتعب في المسيرة، وتغلّب الشهوة، والتعثُّر في السير وغير ذلك لا يُفقد الإنسان أصالته بل يطمسها إلى حين. فالقيامة هي لهذا: “لنزع الإنسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور ولبس الإنسان الجديد الذي خُلِقَ على مثال الله في البرّ والقداسة” (أفسس 4/22).هذه القدرة على التجدّد الروحي هي القيامة الحقّة، هي بمعنى آخر وجود المسيح دوماً حياً في النفس رغم الانتكاسة التي قد تحصل في حياة الإنسان.

إن يسوع لم يقم، مرة واحدة، ففي كل يوم، وفي كل ساعة هو يقوم في قلب المؤمن.

هو يقوم في قلب الإنسان الذي يتوب عن الخطايا، والذي ينتصر على الألم، والذي يصفح للآخرين بالمحبة ويسامحهم غافراً لهم على مثال معلمه يسوع المسيح ” يا أبتاه إغفر لهم “. إن يسوع يقوم دائماً في قلب الإنسان الذي يعود الى صوابه ورشده وإيمانه، ويعود عن حالة البُعد والانفصال عن الله الى حضنه الأبوي. وأعظم حدث قيامة نعيشه في حياتنا هو حدث القيامة من الموت الروحي الى قيامة الحياة المتجددة في المسيح. نتمم هذا الحدث عندما نعود  الى الله ونلتمس منه ان يسكن في قلبنا وينعش حياتنا بالنعمة.

 القيامة هي الحياة مع المسيح

تعني القيامة مع المسيح الحياة مع المسيح. “إن كنّا متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا أيضاّ معه” (رومية 6/8) (2 تيمو 2/11).ويا ترى ما هي الحياة مع المسيح سوى موت الخطيئة وتثبيت النعمة في قلب الإنسان. ولكي نقوم مع المسيح علينا إذًا أن ندحرج الحجر عن باب القبر، حجر الشهوات والخطايا والفتور في الإيمان والمحبة، والطمع المفرط في حطام هذه الدنيا، والإعراض عن الخيرات الروحية التي فيها غذاء نفوسنا. وليس القبر القبر الرخامي بل القبرُ العميق الذي فيه تدفن النعمة. وقد يكون هذا القبرَ قلبُنا. وكما أن القيامة بعثت الخيرات الروحية فأُفيضت على الذين آمنوا، هكذا كل من يدحرج الحجر عن باب قلبه يُفيض المخلص خيراتِه الروحيةَ عليه.فلنهدم القبور ولنفتح القلوب ليقوم المسيح فينا. فإننا بقيامته نتقوّى ونقوم وبنعمته نتغذّى ونحيا.

القيامة هي  قيامتنا مع المسيح

إن قيامتنا للمجد والسعادة هي حقيقة إيمانية (نترجّى قيامة الموت والرجاء هو تصديق ما لا يُرى) وستكون قيامتنا كقيامة المسيح كاملة، نهائية، أبدية مجيدة. وستكون لنا نهاية كل ألم، وفرحاً أبدياً في المسيح. يا له رجاء عظيماً. ولو لم يكن لنا هذا الرجاء. فنحن أشقى الناس أجمعين” (1 كور 15/19)كما يقول القديس بولس الذي يؤكّد لنا أنْ “الآن قام المسيح من بين الأموات وهو باكورة الراقدين”. (1 كور 15/20).وسنقوم ممجدين لأن المسيح قام ممجداً وقيامته هي سبب قيامتنا ففي كل جسد يشترك الجسد مع الرأس في حياة واحدة. إن مات الرأس مات الجسد كله، وإن قام الرأس فجميع الأعضاء المتحدة به ستقوم معه. الإنسان الجديد مؤلف من الرأس والأعضاء في وحدة تامة، يتحتم عليها مصير واحد لأنه لا يوجد سوى مسيح واحد وقيامة واحدة، وهي قيامة المسيح الذي هو من الطبيعة البشرية المجدّدة بالمسيح تجديداً كاملاً في لحظة وطرفة عين” (1 كور 15/25) يستعيد أعضاء الجسد السرّي في القيامة أجسادهم. وكما قال بولس الرسول ان أجساد المؤمنين تكون كجسد المسيح الرأس الحقيقي والأول لهذا الجسد: “وعلى مثال السماوي يكون السماويون وكما لبسنا صورة الأرضي كذلك سنلبس صورة السماوي” (1 كور 15/48).وهذه الأجساد التي تقوم من القبر تكون غير قابلة للفساد وغير عرضة للانحلال. “إن المسيح من بعد أن أُقيم من بين الأموات لا يموت أيضاً.” (رو 6/9) بل يكون الجسد روحانياً، هازئاً بغلاظة الجسد ومعفى من نواميسه الثقيلة. أجمَلَ القديس بولس قيامة الأجساد بما يلي: “الزرع بفساد والقيامة بغير فساد، الزرع بهوان والقيامة بمجد، الزرع بضعف والقيامة بقوة. يزرع جسد حيواني ويقوم جسد روحاني.” (1 كور 15/42).

The post قيامة المسيح فرحٌ لنا وحياةٌ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
وهج الــقــيــامــة ونورها https://ar.zenit.org/2024/04/01/%d9%88%d9%87%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%80%d9%80%d9%82%d9%80%d9%80%d9%8a%d9%80%d9%80%d8%a7%d9%85%d9%80%d9%80%d8%a9-%d9%88%d9%86%d9%88%d8%b1%d9%87%d8%a7/ Mon, 01 Apr 2024 17:36:16 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71925 من القبر انبثقت الحياة

The post وهج الــقــيــامــة ونورها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
  في احتفالنا بالميلاد نتبادل التحية ” ولد المسيح هللويا” وفي مناسبة الاحتفال بالقيامة نتبادل التهنئة والتحية ” المسيح قام حقاً قام، ونحن شهود على ذلك”،بين التحيتين الميلادية والقيامية نجد ذواتنا مغمورين في فرح التهليل والشهادة على أن كلمة الله “صار بشراً” وقد صلب وقبر ثم قام “.
في حدث الميلاد :
ابتهج الرعاة ببشارة الملاك “أبشركم بفرحٍ عظيم يعم الشعب – وسبحت الملائكة وتغنت بنشيد المجد والسلام “المجد لله في العُلىّ وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة” وقد أشرق النور على الشعب الجالس في الظلمة وتحققت بشرى الخلاص.

في حدث الصليب:
اهتزت الأرض وتزلزلت الجبال وانشق حجاب الهيكل الى نصفين وخيم الظلام والخوف والفزع والفراغ والموت والهزيمة والانكسار ومع ذلك تحول هذا الحدث إلى مصدر النور والحكمة والتحول من خشبة عار الى علامة حب وانتصار وافتخار ونلنا قوة الله.
في حدث القيامة:
أشرق النور البهي وانهزم الموت وانكسرت شوكته “أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية” حيث تجلى الرب يسوع بنوره الكامل الذي لا ظلام فيه البتة فهو من قال عن نفسه انا نور العالم ودعانا لأن نكون نحن نور العالم وملح الأرض.

أُعلن حدثً القيامة بشكلٍ واضحٍ أنّ يسوع هو نور الحق وربّ الحياة .

 من القبر انبثقت الحياة وصار قبراً فارغاً. لقد ملأ المسيح الكون .
حقق السلام والمصالحة بين الله والبشر وصار السلام على الارض كعلامة المجد في السماء والفرح بين جميع البشر ، وصار حدث القيامة حقيقة ايمان مشترك لكل من يؤمن بضرورة الحب والسلام كرئتين يتنفّس بهما الانسان.

القيامة والعلامة الليتورجيّة:
من العلامات الليتورجيّة في احتفالنا هذا، اننا نحمل في ايدينا ايقونة القيامة وشموع مضاءة ونطوف في الكنيسة بين جموع المصلين نؤكد لهم نور قيامة المسيح الحي الحاضر القائم في وسطهم.
فهو قد قام:
1- نوراً ودعانا  أن نسير في النور ما دام لنا النور.
2- حُباً واعطانا أن نحب بعضنا بعضًا وجعل كل شيء جديداً.
3- حياةً  منتصراً على الموت واعطى أن تكون لنا حياة أفضل
4- حقاً فاصلاً بين الحق والباطل” تعرفون الحق والحق يحرركم”
5- سلامًا تركه لنا طمأنينةً وشجاعة.”سلامي اعطيكم ، سلامي أترك لكم”.
تدعونا حقيقة القيامة الى أن:
1- نحمل النور لمن هم غارقين في ظلامٍ دامس
2- نحمل المعرفة لمن ما زالوا في حياة الجهل
3- نحمل نعمة مغفرة المسيح لمن استُعبدوا للخطيئة.
4- نحمل الحب والمودة وننبذ الكراهية والعنف والقتل.
5- نحمل سراج المسيح عالياً حتى يضيء على جميع الناس.
في عيد القيامة هذا  نقول لكل من  هم مازالوا بعيدين ويحملون  سلاح الارهاب والقتل ويظنون أنهم بذلك يقدمون ذبيحة لله أنتم حقيقةً تعيشون في ظلامٍ دامس ومصيركم الهلاك الابدي في الجحيم المتقد بالنار والكبريت. إعلموا أن باب المغفرة والرحمة ما زال مفتوحاً لتسيروا في طريق النور والنعمة وترفضوا الظلمة والخطيئة. ليضء لكم المسيح دربكم .

 إهتفوا هتاف الفرح الذي يدخل الرجاء والأمل في عيش حياة أفضل وأوفر ملؤها البهجة والسرور، الأمن والاستقرار، المحبة والسلام، الغنى الكامل والبركة الإلهية التي تملأ بيتكم وتغمر أولادكم وأرزاقكم..قيامة المسيح حقيقة واقعة نعلنها لكل شخص ما زال يحمل صليبه الذي ينزف دماً حتى الموت ويعاني من الفقر والعوز والاحتياح تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة. صليب الضيق والألم والمشقة والاحتمال.

هنا نقول إنّ للصليب وجهين: وجه يعبّر عن الفرح أي كل ما له علاقة بقوة قيامة المسيح، وآخر يعبّر عن الألم أي كل ما يواجهه الانسان من ضيقات ومشقات .. وعلى المؤمن الحقيقي أن يعيش الوجهين ويختبرهما فى حياته… فالصليب بدون قيامة عار وفضيحة والقيامة فخر الصليب ومجده.

كان الموت على الصليب لعنة وقصاصًا ولكنه تحوّل، بالقيامة، إلى عربونِ الحياة الأبدية ونصرة على الموت وغلبة وخلاصًا وصعودًا من الهاوية.
صلاة ودعاء:
فيا أيها المسيح “انت هو سلام العلويين ومجد الارضيين، انت هو الحب الصافي والفرح الحقيقي. هبنا نقاوتك لتملأ قلوبنا فنطهر من كل غش ومكرُ وفعل خبيث ونقبل بعضنا بعضاً قبلة السلام.” في هذا اليوم تفرح السماء والارض جميعاً “وتفرح الكنيسة وتبتهج وندخل وليمة العرس الالهي عرس السماء عرس الفرح في الايمان بك والشهادة لك بالرغم من الشدائد والمحن والاضطهادات. نسرّ بفرح داخلي يولد في القلب والضمير المستنير بكلمة الله، بالرجاء الذي يسند قلوبنا ليحررنا من الخوف والارهاب والزوابع والعواصف التي تعصف بنا فأنت، يا يسوع، وحدك قادر على تهدئتها، أنت تطرد من داخلنا القلق والكآبة والتوتر وتزرع الهدوء والاستقرار والامان.

The post وهج الــقــيــامــة ونورها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الصليب والمحبّة https://ar.zenit.org/2024/03/30/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a8%d9%91%d8%a9/ Sat, 30 Mar 2024 04:18:04 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71865 تأمّل في الأسبوع العظيم

The post الصليب والمحبّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأبَ أنطونيوسْ مقارَ إبراهيمْ

راعيَ الأقباطِ الكاثوليكِ في لبنان

المحبة الحقيقية والصافية، الشفافة والنقية، هيَ المحبةُ التي تدخلُ القلبَ وتحترقُ بنارِ الصليبِ والالآم تماما كمحبةِ يسوع للإنسانِ على عودِ الصليبِ ” أحبنا حتى الموتِ موتَ الصليبِ ” إذا كيْ يعرفَ الإنسانُ ذاتهُ أنْ يحبَ حقيقةَ أمْ لا ؟ عليهِ أنْ يدخلَ في اختبارِ الآلامِ معَ الربِ المتألمِ على الصليبِ وتصبح المحبةُ الحقيقةُ هيَ في قمةِ الصليبِ وتعليقِ الذاتِ حبا بالآخرينَ، والمقصودُ بتعليقِ الذاتِ أيَ تعليقِ الأنانيةِ والطلباتِ والرغباتِ التي تعوقُ التقدمَ والسيرَ نحوَ الربِ في حملِ الصليبِ بشكرِ وفرحَ، وهنا تكونُ الدعوةُ إلى أنْ يكونَ الحبُ منْ دونِ قيودٍ ولا شروط وللنظرِ إلى المسيحِ القائلِ لنا ” ها أنَ أعطيتكمْ المثلَ، افعلوا أنتمْ أيضا بعضكمْ ببعضٍ، أحبوا بعضكمْ بعض كما أنا أحببتكمْ ” ، فيسوع دعانا إلى أنْ نحبَ أعداءنا، ونصلي لأجلٍ منْ أساءَ إلينا، ولنبارك مضطهدينا ، وقالَ لنا تعلموا مني أنا الوديعُ المتواضعُ القلبُ ، فهوَ قدْ أحبَ الإنسان إلى المنتهى وقدْ أحبَ بشكلٍ خاصٍ كلٌ منْ أهانهُ، وضربهُ وبصقَ عليهِ ، وجلدهُ ، لذا علينا إخوتي كيْ نشفى تماما منْ جراحنا أنْ ننظرَ إلى المسيح يسوع المسحوقِ لأجلِ آثامنا والمسحوق لأجلِ معاصينا .

 نحنُ بطبعنا البشريِ نميل إلى الأنانيةِ والكبرياءِ والبخلِ في عطاءِ الذاتِ، والشك واليأس أما هوَ فقدْ بذلَ ذاتهُ وسفك دمهِ ” هذا هوَ دمي الذي يسفكُ عنكمْ وعنْ الناسِ أجمعينَ . يعطى لمغفرةِ الخطايا وللحياةِ الأبديةِ ” .

منْ منا وقفَ أمامَ الربِ وقالَ لهُ ياربْ أختبربني واعرفْ قلبيٍ ، إفحصني ، ونجني منْ ذاتي، قليلونَ همْ منْ تميزوا بهذهِ الشجاعةِ وطلبوا بارداتهمْ أنْ يدخلوا إلى الامتحانِ ، وما أصعبَ لحظاتِ الامتحانِ كمْ هيَ قاسيةٌ ؟ وتوحي بالفشلِ والارتباكِ والاضطرابِ والانزعاجِ ، لأنَ في الامتحانِ إظهار للحقيقةِ والمقدرةِ وكشفَ عنْ الذاتِ . للنجاحِ في الامتحانِ عليكَ أنْ تستعدَ وتبني ذاتكَ منْ الداخلِ على أسسٍ قويةٍ ومتينةٍ .

 كمنَ يبني بيتهُ على الصخرةِ لذا العذراءْ مريمْ تقولُ لنا ابنوا محبتكمْ على صليبكمْ اليوميَ . المحبةُ التي بدونِ ألمٍ هيَ محبةٌ زائفةٌ .

 لأنَ المحبةَ لا تطلبُ ما لنفسها المحبة تعطي وتبذلُ ذاتها وتطرحُ الخوفَ خارجا ترفقُ وتتأنى، محبة فائقة الحدودِ وتعطي دونَ قيودَ ودونَ شروطٍ ، محبةٌ مبذولةٌ لأجلِ الآخرِ ، يمكنَ في الأمرِ صعوبةً ولكنَ عيشهُ يتمُ بالتمرسِ في الصلاةِ والتأملِ والارتواءِ منْ نبعِ المحبةِ الحقيقيةِ ومنْ رحمتهِ ، وفهو قدْ قالَ لي ” أريدُ رحمةٌ لا ذبيحةً ” وفي قلبِ المحبةِ الصافيةِ ننالْ الرحمةُ والمغفرةُ ، فتعلموا أنْ ترحموا، وتغفروا، ” اغفروا يغفرُ لكمْ ” ، كونوا رحماءُ بعضكمْ تجاهَ بعضٍ ، افرحوا ولا تحزنوا روحُ اللهِ فيكمْ فتنالونَ الشفاء الحقيقي والمسامحة على جميعِ أفعالكمْ

بصلاةِ المسبحةِ يمكنكمْ المثابرةَ وعيشَ المحبةِ ونزعِ الأنانيةِ، والشهوات والرغبات والطمع والجشع والتخلق بفكرِ المسيحِ . انظروا دائما إلى يسوعْ المملوء بالحبِ والشفقةِ والرحمةِ أنتمْ يا منْ تدعونهُ وتطلبونَ منهُ قائلينَ ” ياربْ اجعلْ قلبنا مثل قلبكَ ” إذا إخوتي لاتهتموا بشيءٍ ولا تطلبوا شيئًا ولا تفكروا في شيءٍ سوى عيشِ المحبةِ كيْ نستحقَ الدخول إلى قلبِ يسوعْ الذي هوَ الرحمةُ بعينيها لنستقيَ منها ونغرفها ونغوص في أعماقها كيْ تولدَ فينا الثقةُ الكاملةُ والإيمانُ الراسخُ والثابتُ غيرُ المتزعزع.

 عندما نقولُ ” يا ربُ أننا نثقُ بكَ ” ، هلْ ننظرُ إلى أنفسنا ، ونثقُ فيهِ وفي رحمتهِ الامتناهية ؟ الربُ يريدُ منا الثقةُ الواثقةُ في ذاتها الثقةَ الكاملةَ لأنَ بها نستطيعُ أنْ نربحَ نفوسنا فهوَ قدْ أعطنا سرَ السماءِ حينما قالَ لنا ” لا تخافوا ثقوا أنا هوَ ، لا تخفُ أيها القطيعُ الصغيرُ فإنَ أباكمْ أعطاكمْ الملكوتُ ” تعالوا إليهِ وارتموا في حضنهِ وهوَ قادرٌ أنَ يشفيكمْ ، ” تعالوا إلى ياجميعْ المتعبينَ وأنا أريحكمْ ” ، إذا إخوتي المهم في بناءِ علاقةٍ صحيحةٍ معَ يسوعْ ، لابد منْ الثقةِ ، والحب، والرحمة، والإيمان والصلاة، وكشف الذات أمامهُ أيَ فحصِ الضميرِ .

 أناجيل الشفاءاتْ ، تظهرَ لنا أناسا مرضى ، يعرفونَ مرضهمْ ، وبالتالي يطلبونَ الشفاءُ ، اشفني ياربْ فإنَ عظامي قدْ جفت ، وإنَ المرارةَ في حلقي ، ومفسي اضطربتْ جدا . هلْ نحنُ متواضعينِ لمواجهةِ المنطقةِ المظلمةِ في داخلنا، ونعترفُ بمرضنا ؟ لنتجرئْ النظرِ إلى داخلنا في نواحيها المظلمةِ ، فنعترفُ أننا مرضى ، وإننا لا شيء ولا نملكُ شيئا سوى الخطيئةِ ؟ أمْ لا نبصرُ سوى الخيرِ الذي فينا لنفتخرَ بهِ ، والشرُ الذي في قريبنا لنحتقرهُ وندينهُ ، فنزيدُ ظلامنا ظلاما بفعلِ كبريائنا وقساوةِ قلوبنا ؟ كنظرة الفريسيِ لذاتهِ ونظرتهِ إلى العشارِ .

 1 . هلْ نبصرُ أمراضنا على ضوءِ نورْ اللهْ ( كلمةُ الحياةِ ) ، أمْ لا نبصر سوى أمراضِ الآخرينَ ؟ كالفريسيينَ

 2 . هلْ أنا متكبرٌ ، فاسعى لتجاهلِ أمراضي ، لأنها تواضعني وتزعجني ؟

3 . بعدُ أنْ أتواضعَ وأعترفُ بأمراضي العديدة ، هلْ أثقُ بالرحمةِ الإلهيةِ التي تشفي نفسي وجسديٍ وروحيٍ ؟ ” يا يسوعْ الوديعَ والمتواضعِ القلبِ ، اجعلْ قلبيٍ مثلٍ قلبكَ ” .

” أيها الدمُ والماءُ الذينَ تدفقا منْ قلبِ يسوعْ كنبعِ رحمةٍ لنا ، إننا نثقُ بكما ” ! ، إنَ اللهَ يأتي إلى دوما ، وهوَ قربي وفي .

 دائما يعطيني قلبهُ . هلْ أنا أفتحُ لهُ قلبي على مصراعيهِ وأقولُ لهُ ” افعلْ بي ما تشاءُ ” هلْ أدعهُ يعملُ في ، ما أتى منْ أجلهِ ؟

صلاتيْ ليسوعْ :

 يا ربنا وإلهنا ومخلصنا وحبيبنا يسوعْ المسيحْ ابن اللهِ الحيِ ، نرفعُ إليكَ نحنُ البشرَ كأخوةِ بعضنا لبعضِ صلاتنا المشتركةِ لأجلِ سلامةِ نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا ، ولأجلِ حفظنا في الإيمانِ الواحدِ ، ومعَ إخوتي في الإيمانِ أقولُ لكَ : أظهرَ لي عنْ عظمِ محبتكَ فكمْ أنَ بحاجةِ للغوصِ فيها أكثرُ . أقدمَ لكَ قلبي ، وأخصصهُ مكانا لسكناكَ يخرجُ منهُ كلَ روحٍ فاسدٍ وشريرٍ . أقصدُ بكلِ عزيمةٍ ثابتةٍ للإخلاصِ لحبكَ الإلهيِ وأنَ لا أعودُ لإهناتكْ مجددا بسببَ خطايايَ .

  • يا يسوعْ ، أنا ضعيفٌ وأنتَ والقويِ فامحني قوتكَ .
  • يا يسوعْ ، أنا فقيرٌ وأنتَ الغنيِ ولديكَ كلُ الكنوزِ فهبني أنْ اغتنى بكَ .
  • يا يسوعْ ، أنا مريضٌ ، وأنتَ طبيبِ الشافي والقادرِ فامنحتي الصحةُ والعافيةُ .
  • يا يسوعْ ، أنا جائعٌ ، وأنتَ خبزِ الحياةِ فأعطني نعمةَ التقدمِ منْ مائدتكَ المقدسةِ .
  • يا يسوعْ ، أنا عطشانُ وأنتَ الماءُ الحيُ فاروني بماءِ محبتكَ الذي لاينضبْ .
  • يا يسوعْ ، أنا خاطئٌ وأنتَ الغافرِ ، فاغفرْ لي خطايايَ .
  • يا يسوعْ ، أنا العبدُ وأنتَ المحررُ ، فحررني منْ عبوديتي لذاتي والاستعبادِ للآخرينَ
  • يا يسوعْ ، أنا واحدٌ منْ القطيعِ ، وأنتَ الراعي فضمنيٌ إلى حظيرتكَ .
  • يا يسوعْ ، أنا المتكبرُ ، وأنتَ المتواضعِ فهبني منْ تواضعكَ .
  • يا يسوعْ ، أنا التائهُ والضائعُ وأنتَ الطريقِ والحقِ والحياةِ فسيرني على دربكَ .

 تعالٍ الآنِ ياربنا وأملكُ على حياتنا ، فإننا نوكلُ إلى دمِ الطاهرِ وقلبكَ الأقدسِ عائلاتنا وجماعتنا ، وندعوكُ أنْ تفعلَ فينا ما يؤهلنا للاشتراكِ في الحياةِ الأبديةِ .

The post الصليب والمحبّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>