الخوري يوحنا فؤاد فهد, Author at ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/author/jeanfouadfahed/ The World Seen From Rome Tue, 24 Oct 2023 05:53:05 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png الخوري يوحنا فؤاد فهد, Author at ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/author/jeanfouadfahed/ 32 32 مَن أنا لأطرد الـ”خاطئ”؟ https://ar.zenit.org/2023/10/20/%d9%85%d9%8e%d9%86-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a3%d8%b7%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%80%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%a6%d8%9f/ Fri, 20 Oct 2023 18:36:16 +0000 https://ar.zenit.org/?p=69698 هل نقرأ فعلاً الكتاب المقدس؟

The post مَن أنا لأطرد الـ”خاطئ”؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هناك الكثير من الأشخاص المحيطين بنا، يُصرّون على طرد الخاطئ والتخلص منه بإسم الـ”عيب” وباسم الـ”حرام” وباسم الـ”إيمان”… ما يدعو للعجب! فهل نقرأ فعلا الكتاب المقدّس؟
لنقرأ ونتأمّل:
«الرَّبَّ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، يَغْفِرُ الْخَطَايَا وَيُخَلِّصُ فِي يَوْمِ الضِّيقِ» (يشوع بن سيراخ ٢: ١٣) ومهما كنّا خطأة، ومهما جعلتنا الخطيئة نشعر بالضيق، لنا الخلاص من الرب!
لذلك، عندما عرف داود الملك جسامة خطيئته، صرخ للرب:
«اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ كَعَظيمَ رَحْمَتِكَ» (مزمور ٥١: ١) لنردّد مع داود: «كعظيم رحمتك»… هذه الرحمة العظيمة جدًّا تسبق وتتخطّى الحساب… فلو يريد الرب أن يحاسبنا دون رحمة، فمن منا يمكنه أن يخرج بريئًا؟
«إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ.» (مزمور ١٣٠: ٣-٤) لذلك نفهم أن عدل الرب لا يشبه عدالة البشر: البشر يحاسبون ويُحقّقون لكشف الخطايا، يتخلصون من الخاطئ فيرتاحون إذ حقّقوا العدالة… أمّا الله فعدالته الرّحمة، يمحو الخطيئة ويعطي الحياة للخاطئ، يفصل الخطيئة عن الخاطئ ليرحمه ويحبه:
«عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ وَجَمِيعُ أَحْكَامِكَ مُسْتَقِيمَةٌ وَطُرْقُكَ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ وَحُكْمٌ» (طوبيا ٣: ٢)
لذلك، أمام شعوري بالخطيئة أقول للرّب: «حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِ فَمِكَ» (مزمور ١١٩: ٨٨) وأقول أيضًا: «لكِنَّكَ تَرْحَمُ الْجَمِيعَ، لأَنَّكَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَتَتَغَاضَى عَنْ خَطَايَا النَّاسِ لِكَيْ يَتُوبُوا» (سفر الحكمة ١١: ٢٤) فهو لا يداوي الخطيئة بالعقاب كما نفعل نحن… هو يداويها بالإصرار على الغفران والرّحمة: «حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ هُوَ الرَّبُّ» (مزمور ١١١: ٤) لأن «الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ» (مزمور ١١٦: ٥) فـ«الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ» (مزمور ١٠٣: ٨)
فالذي يقترب من الكاهن ليطلب البركة، لا يمكن لهذا الكاهن أن يرفض إعطائها بحجة الخطيئة… كلنا خطأة وبحاجة لرحمة الله… هناك الكثير من الأشخاص ليس لديهم الوعي الكافي لتقدير جسامة الخطيئة في حياتهم… هذا ليس ذنبهم! فكيف للكاهن أن يرفض إعطائهم البركة؟!
كيف نرفض مباركة الخاطئ و«الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ» (سفر الخروج ٣٤: ٦)؟!
كيف نرفض مباركة الخاطئ و«الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ» (مزمور ١٤٥: ١٧)؟!
كيف نرفض مباركة الخاطئ ونرفض بذلك إعطاءه فرصة للتّوبة، والرب يقول لنا: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ. وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ» (يوئيل٢: ١٢-١٣)؟!
كيف نرفض مباركة الخاطئ، والمسيح يسوع قال لنا: «طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ» (متى٥: ٧)؟!
لذلك قال قداسة البابا فرنسيس للكهنة: «أتوجّه إلى أخوتي الذين يسمعون الاعترافات: من فضلكم، أيّها الإخوة، اغفروا كلّ شيء، اغفروا دائمًا، دون أن توجّهوا إصبعكم كثيرًا إلى ضمائر الناس. اتركوا الناس يقولون خطاياهم وأنتم تقبلوا هذا مثل يسوع، بلطف في نظركم، وبتفهم صامت. من فضلكم، سرّ الاعتراف ليس للتعذيب، بل لمنح السّلام. اغفروا كلّ شيء، لأن الله سيغفر لكم كلّ شيء»…
فالذي يطلب مني ككاهن أن أطرد الخاطئ وأرفض مباركته، فهو يطلب مني أن أنكر المسيح وأنكر الخدمة التي أوكِلَت إليّ -أنا الخاطئ- عن غير استحقاق… إلهنا ليس مثلنا… لا ينتقم ولا يقتل، إلهنا يغفر ويرحم ويُحيي…

The post مَن أنا لأطرد الـ”خاطئ”؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
كاهن يُقدّم ذاته شهيدًا من أجل البشارة بالإنجيل في الصين https://ar.zenit.org/2023/09/22/%d9%83%d8%a7%d9%87%d9%86-%d9%8a%d9%8f%d9%82%d8%af%d9%91%d9%85-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%87-%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af%d9%8b%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9/ Fri, 22 Sep 2023 10:43:24 +0000 https://ar.zenit.org/?p=69289 تُعيّد له الكنيسة في ١١ أيلول

The post كاهن يُقدّم ذاته شهيدًا من أجل البشارة بالإنجيل في الصين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأب جان غابرييل بيربوار Jean-Gabriel Perboyre: سنة ١٨٤٠، في مقاطعة ووهان في الصين، كاهن من جمعية الآباء اللعزاريين يُقدّم ذاته شهيدًا من أجل البشارة بالإنجيل… إذ كانت المسيحية ممنوعة في الصين، وهو ذهب إلى هناك من فرنسا لتشديد الكنيسة المُضطهَدَة، فحوّل لباسه وتسريحة شعره إلى النمط المعروف آنذاك في تلك البلاد. قُبضَ عليه من قِبَل السلطات، وحوكم أمام الولاة، ولم يتراجع عن إيمانه، فصلبوه، وربطوا رقبته بالصليب وخنقوه ببطئ… تُعيّد له الكنيسة في ١١ أيلول.
ما لفتني في سيرته، هو هذه الصلاة التي كتبها وصلاها، والتي تعلمنا كم علينا أن نكون علامة رجاء في وسط الأزمات:
«يا رب، حوّلني…
لتكن يدايَ يَداك،
وعَينايَ عيناك،
ولِساني لسانك…
اجعل حواسي وجسدي
لا يخدمانِ إلا مجدك!
حوّلني…
لتصبح ذاكرتي، ذكائي وقلبي،
ذاكرتك وذكائك وقلبك،
لتصبح أفعالي ومشاعري
شبيهة بأفعالك ومشاعرك.
آمين.»
أعلنت الكنيسة هذا الكاهن قدّيسًا سنة ١٩٩٦. صلاته معنا. آمين.

The post كاهن يُقدّم ذاته شهيدًا من أجل البشارة بالإنجيل في الصين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
صوت الحقّ لا يُقطَع https://ar.zenit.org/2023/08/31/%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%91-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d9%8f%d9%82%d8%b7%d9%8e%d8%b9/ Thu, 31 Aug 2023 12:33:57 +0000 https://ar.zenit.org/?p=68951 تأمّل في عيد قطع رأس مار يوحنا المعمدان في 29 آب

The post صوت الحقّ لا يُقطَع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عندما نجعل من الباطل حق ومن الحق باطل…
يذكر مرقس البشير خبر استشهاد يوحنا… وفي هذا النص نقرأ الآية التالية: «لأَنَّ هِيرُودُسَ كانَ يَهَابُ يُوحَنَّا، لِعِلْمِهِ أَنَّهُ رجُلٌ بارٌّ قِدِّيس». (مرقس٦: ٢٠)
هيرودوس كان يهاب يوحنا… لأنه يعلم أن يوحنا يقول له الحقيقة كما هي: لا يحق له أن يتزوج من امرأة أخيه هيروديا…
فبدل أن يقبل هيرودوس الحقيقة من فم يوحنا ويرجع عن شروره، سمع كلام هيروديّة وقطع رأس القدّيس من أجل رقصة ابنتها!
في ذلك درس لنا:
كثيرة هي الأوقات التي نرفض فيها سماع كلمة الحق مع أننا نعلم أنها حق!
كثيرة هي الأوقات التي نقوم فيها بما هو باطل ومخالف للحق، ونحاول إظهاره على أنه خير وحق!
كثيرة هي الأوقات التي فيها نقتل (جسديا أو معنويا) الذي يحمل صوت الحق!
ماذا فعل هيرودس؟ لقد وعد سالومة بنت هيرودية بما تطلبه ولو كان نصف المملكة… علّمت هيرودية ابنتها بأن تقول لهيرودس بأنها تريد على طبق رأس يوحنا المعمدان… لقد أراد هيرودس أن يظهر على أنه الملك الذي يفي بوعده، فقتل يوحنا…
ونحن في كثير من الأحيان نتظاهر ببعض الخير الذي فينا لنغطي جريمتنا بحق الحقيقة… لو مهما حاولنا بأن نقلب الأمور، ونجعل من الباطل حق ومن الحق باطل، لن نستطيع إسكات صوت الحق حتى لو قطعنا رأسه!

The post صوت الحقّ لا يُقطَع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأحكام المُسبقة تقتل https://ar.zenit.org/2023/05/16/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8f%d8%b3%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%aa%d9%84/ Tue, 16 May 2023 09:59:10 +0000 https://ar.zenit.org/?p=67589 بما نرى في الأشخاص وليس بما يُقال عنهم

The post الأحكام المُسبقة تقتل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في مثل السامري الصالح استعمل يسوع طريقة فيها من الإرتِكاز على الأحكام المُسبقة التي يحملها عالِم الشريعة تجاه الشخصيات:
«وَأَمَّا هُوَ (عالم الشريعة) فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَاَلَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا». (لوقا١٠: ٢٩-٣٧)
عالم الشريعة الذي رَوَى له يسوع المثل، كان يحمل أحكامًا مُسبَقَة تجاه الشخصيات التي ذكرها:
– الكاهن هو الشخص المُلزَم بخدمة الهيكل، وهو فعليًّا مدعو لعمل الخير في محيطه… بالتأكيد، كان عالم الشريعة الذي يسمع يسوع، يعتبر بأن هذا الكاهن سوف يساعد فورًا الجريح… ولكن الكاهن رآه، وتصرف وكأنه لا يراه…
– اللاوي هو أيضا مُلزم بخدمة الهيكل! هو أيضا مدعو لعمل الخير… وكان عالم الشريعة يعتبر بأن للكاهن عذره: إن ساعد الجريح فسوف يتأخر عن خدمة المذبح… ولكن اللاوي أيضا رآه، وابتعد عنه لأنه لا يريد المساعدة…
– السامري هو الذي اهتم بالجريح! لعالم الشريعة أحكام مسبقة هائلة تجاه السامري: هو جاحد بإيمانه، نجس، يُمنع مخالطته… الخ. لقد كان عالم الشريعة واثقا بأن السامري لن يكون أفضل من الكاهن وللاوي، ليتفاجأ بأن العكس هو الصحيح… ولكن عالم الشريعة بقي محافظًا على حكمه المسبق إذ سأله يسوع: فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ»… لم يقل ليسوع: السامري! لم يجرؤ على لفظ الكلمة…
ولكن ليسوع جواب يُدمّر كل الأحكام المسبقة في فكر عالم الشريعة إذ قال له: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا». لقد طلب يسوع أن نتمثّل بالذي يصنع الخير مهما كان… ولكنه يعلمنا أيضًا بأن نرى أعمال الآخرين قبل صورتهم… بأن نرى ما يفعله الآخرون من دون أن نستمع إلى ما يُقال عنهم… إن تمسّكنا بأحكامنا المُسبقة نستمع للآخر بهدف الإجابة، وإن تحررنا من أحكامنا المسبقة نسمع للآخَر بهدف فهمه… فلنتحرر من أحكامنا المسبقة! لنحكم بما نراه من الأشخاص وليس بما يُقال عنهم أو بما نتوقعه شخصيًّا منهم…

The post الأحكام المُسبقة تقتل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
بين الأوجاع والآلام https://ar.zenit.org/2023/04/21/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%ac%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%84%d8%a7%d9%85/ Fri, 21 Apr 2023 07:47:53 +0000 https://ar.zenit.org/?p=67208 لنعبر بفرح نحو قيامته، فنتحرر من خطايانا ونقوم من سقطاتنا

The post بين الأوجاع والآلام appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في قانون الإيمان نقول فيما يختص بيسوع المسيح: «تألم، ومات، وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما في الكتب»… سأركز في هذا المقال على كلمة «تألّم». ماذا تعني هذه الكلمة؟ لقد وجدنا على مواقع التواصل الإجتماعي عرض لمُجسّم من مادة السيليكون يُظهِر جراح «رجُل الكفن» إذ يقول التقليد أنه هو المسيح يسوع، ورأينا على شاشات التلفزة وفي الكثير من الأماكن أطبّاء يُحاضرون حول صاحب الكفن، ويشرحون ما جرى له من وجهة نظر طبية. ولكن، أمام كل ذلك، ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف علينا أن نفهم الأمور؟
في سفر أشعيا، نجد نشيدَا مميزًا يتكلم عن عبد الله المتألّم، والكنيسة تجده نبوءة واضحة وصريحة عن آلام المسيح وموته، وردت فيه الآيات التالية:
«مَن الذي آمن بما سمع منا ولِمن كُشِفت ذراع الرب؟ فإنه نبت كفرع أمامه وكأصل من أرض قاحلة لا صورة له ولا بهاء فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. مُزدَرى ومتروك من الناس رجل أوجاع وعارف بالألم ومثل من يُستر الوجه عنه مزدرى فلم نعبأ به» (أشعيا٥٣: ١-٣).
إنّ هذا العبد المتألّم لا يشعر فقط بالوَجَع الجسدي (La douleur)، إنّما كان يعيش الألم (La passion)… وجعه الجسدي سببته كراهية ووحشية جلاديه… لقد كانت الآلام تتخطى بأشواط الأوجاع الجسدية الظاهرة، التي أبعدت الجميع عنه وجعلت منظره الخارجي مُقزّزًا… ولكن، ما دفع الجميع لازدرائه، هو أنه ليس فقط «رجل أوجاع»، بل أيضًا «عارفٌ بالألم»، هو يعرف في داخله مدى الألم الذي سببته الخطيئة، خطيئة كل إنسان، ويعرف تماما آلام البشر وجراحاتهم، لذلك ابتعد عنه الجميع، لأن مَن ينظر إليه يكتشف خطيئته، وهو يرحمهم ويُعطي ذاته لخلاص البشرية… لذلك نقرأ في الآيات اللاحقة من الفصل ذاته من سفر أشعيا: «لقد حمل هو آلامنا وآحتمل أوجاعنا فحسبناه مصابا مضروبا من الله ومذللا. طُعِنَ بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب آثامنا نزل به العقاب من أجل سلامنا وبجرحه شُفينا» (أشعيا٥٣: ٤-٥) فالآلام ليست فقط أوجاع الجسد، إنّما الألم الذي سببته خطايانا، أي الألم الذي جرح قلب يسوع الفادي، وجعله يقبل الصليب بكامل حريته، ليحمل عليه كل جراحنا، نفسية كانت أم جسدية. وإن قُمنا بفحصِ ضمير، سنجد حتمًا خطايا جرحتنا وآلمَتنا وما زلنا حتى اليوم نلوم ذواتنا ونتحرر منها بنعمة الرب(إن تُبنا)، أو نلوم الآخرين عليها (إن لم نتُب). ولكن البشارة المُفرحة التي يقولها لنا الكتاب المقدس، بخاصّة النشيد الذي نتكلم عنه، هي أنّ يسوع حمل عنّا العقاب لنعيش بسلام، وحمل جراحنا لنُشفى وننطلق للحياة!
لذلك يقول أشعيا في ذات النشيد: «كلنا ضللنا كالغنم كل واحد مال إلى طريقه فألقى الرب عليه إثم كلنا. عومِل بقسوة فتواضع ولم يفتح فاه. كحمل سيق إلى الذبح كنعجة صامتة أمام الذين يجزونها ولم يفتح فاه. بالإكراه وبالقضاء أخذ فمن يفكر في مصيره؟ قد آنقطع من أرض الأحياء وبسبب معصية شعبي ضُرب حتى الموت» (أشعيا٥٣: ٦-٨)… فإن ملنا كل واحد في طريق، سنعود ونلتقي حول يسوع المتألم الذي حمل إثمَنا، وبسبب معاصينا قُتِل… لماذا فدانا يسوع على الصليب؟ ليس لشيء، سوى أن جسده العريان المهشّم وقلبه المطعون، يُجسّدان بشكل ملموس حب الله للإنسان، كل الإنسان.
لنفكر في هذا النشيد، ولننظر إلى ذلك المُجسّم ليس فقط لنكتشف كم توجع يسوع جسديًّا -وقد شرح ذلك أطبّاء كُثُر- بل لنكتشف من خلال ذلك الوجع الرهيب، ألمًا أكبر بكثير سببته وتسببه خطايانا. فإن توقفنا عند فكرة الوجع، يُصبح ذلك المُجسّم مرجعًا طبيًّا يشرح كيف يتوجع الإنسان عندما يُصلَب! ولكن، إن انطلقنا من منظر الوجع لنكتشف سر الآلام التي حملها المسيح ليشفينا من جراحنا وخطايانا، سر الآلام التي هي في الأساس عطيّة الذات حُبًّا بالإنسان، نكون قد بلغنا الهدف المنشود، إذ يُصبح هذا المُجَسّم هو دعوة لفحص الضمير… لا يجب علينا التوقف عند آلام المسيح وموته! لنعبر بفرح نحو قيامته، فنتحرر من خطايانا ونقوم من سقطاتنا، فنتقاسم المجد مع يسوع القائم من الموت وغالبُه: «فلذلك أجعل له نصيبا بين العظماء وغنيمة مع الأعزاء لأنه أسلم نفسه للموت وأُحصي مع العصاة وهو حمل خطايا الكثيربن وشفع في معاصيهم.» (أشعيا٥٣: ١٢)

The post بين الأوجاع والآلام appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عيد الدنح: عبور من الموت إلى الحياة https://ar.zenit.org/2023/01/10/%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%86%d8%ad-%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9/ Tue, 10 Jan 2023 09:29:41 +0000 https://ar.zenit.org/?p=65761 لِنَحيا حَيَاةً أبَدِيَّة لا مكانَ للموتِ فيها

The post عيد الدنح: عبور من الموت إلى الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عيد الدّنح (من كلمة دِنحُا السريانية)، أو عيد الظهور الإلهي، هُوَ الزّمن الذي نَتَعَرّف فيه على عظمة الإله المُثَلَّث الأقانيم: الآب والإبن والرُّوح القُدُس. في الليتورجيَّة البيزنطِيّة، نَجِد في طروبارية عيد الظّهور الإلهِي الكَلِمَات التَّالية: “باعتمادك يا رب في نهر الأردن ظَهَرَت السّجدة للثالوث، لأن صوت الآب تقدم لك بالشهادة، مُسمياً إياك ابنا محبوباً، والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة، فيا من ظهرت وأنرت العالم أيها المسيح الإله المجد لك”. ماذا يَعني هذا الكَلام؟
يقول يُوحَنّا في رِسالَتِهِ الأولى: “أللهُ مَحَبَّة، فَمَن يَثبُت في المَحَبَّة، يَثبُتُ في اللهِ، وَاللهُ فيه” (1يو4: 16). فالله الذي هُوَ كامل، هُوَ مَحَبَّة كامِلَة! والمَحَبَّة الكامِلَة تَفتَرِض وُجود عَنَاصِر ثلاث:
– المُحِبّ: الذي هُوَ مَصدَر الحُب.
– المَحبوب: الذي هو مَآل هذا الحُب.
– الحُب: الذي يَربِط المُحِبّ وَالمَحبوب.
مِن هُنَا نَفهَم أنَّ الآبَ هُوَ المُحِبّ، وَالإبن يَسوع المَسيح هُوَ المَحبوب، والرُّوح القُدُس هُوَ ذلك الحُبّ العَظيم الذي يَربِط بينهما في حَرَكَة رائعة:
– الله الآب سَمَّى يَسوع “إبنًا مَحبوبًا”، وَأعطاهُ كُلَّ شَيء: أعطاهُ روحَهُ…
– الإبن أنارَ العالَمَ بِكَلِمَتِهِ الإلهِيَّة، وَلأنّهُ مَحبوب، مِن أبيه، عاشَ هذا الحُبّ حَتّى مَوت الصَّليب، وَهُنَاك، عندَ لحظَة موته قال: “يا أبتَاه، بين يدَيكَ أستَودِعُ روحِي”… لَقَد رَدَّ لأبيه كُلّ شَيء، كَمَا أعطاه الآب كُلّ شَيء.
في الليتورجِيّة المارونِيَّة نَقرَأ تَرجَمَة لِنَشيد سرياني قَديم: “قَدِ اتَّخَذتُكَ يا إبن الله زادًا لي في السّفَر، وَعِندَ الجوعِ أتَنَاولُكَ يا مُنقِذَ البَشَر، تَخمُدُ النَّارَ عَنّي حِينَ تَظهَر رائحة جَسَدَكَ وَدَمّكَ المُوَقّر، سِرُّ عِمَادِكَ يَنْشُلُنِي من لُجَّةِ الغَرَق، وَأدخُلُ دارَ الحَياةِ التي لا يَعتَريهَا قَلَق”…
عِندَمَا نِلنَا سِرّ العِمَاد، أخَذنَا الرُّوح القُدُس نَفسَهُ الذي أعطاهُ الآب المُحِبّ لابنِهِ المَحبوب في نهر الأردن، وَعِندَ ساعَةِ مَوتِنَا، سَنَرُدُّ ذلِكَ الرُّوح، بَعدَمَا اتَّحَدَ جَسَدنا بِجَسَد يَسوع، وَامتَزَجَ دَمُنَا بِدَم يَسوع، لِنُصبِحَ في قلب الله، كَمَا كانَ الله ثابِتٌ فينَا… هذه هِيَ حَيَاتُنَا: رِحلَة عُبور من المَوت (الجسدي) إلى الحَياة الأبديّة في قلب المَحَبّة الكاملة: في قلب الله. والسُّؤال الذي يُطرَح عَلَينا: هل عِشنا المَحَبَّة التي دُعينا لِنَعيشها، لِنكون بِكامِل جُهوزيّتنا عندَمَا نعبر إلى بيت الآب؟
نحنُ نِلنَا الحُبّ الذي يَربط المُحِبّ والمَحبوب بالعِمَاد المُقَدَّس، وَنحنُ الذينَ زُرِعَ فينَا حُبّ الله، فَهِمنا من خلال حدث نهر الأردن أنّنا لا نَسجُد سِوَى لله المَحَبَّة: الآب والإبن والرُّوح القُدُس، فَنَموت عن العالَم الزائل، لِنَحيا حَيَاةً أبَدِيَّة لا مكانَ للموتِ فيها.

The post عيد الدنح: عبور من الموت إلى الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هيرودُس الفاسد ما زال يقتل أطفال بيت لحم https://ar.zenit.org/2023/01/03/%d9%87%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%af%d9%8f%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%af-%d9%85%d8%a7-%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a3%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d8%aa-%d9%84%d8%ad/ Tue, 03 Jan 2023 13:24:49 +0000 https://ar.zenit.org/?p=65638 صَوْتٌ سُمِعَ في الرَّامَة، بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ كَثِير. رَاحِيلُ تَبْكِي أَوْلادَهَا، وقَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُم زَالُوا مِنَ الوُجُود

The post هيرودُس الفاسد ما زال يقتل أطفال بيت لحم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
يُخبرنا القديس متّى الإنجيلي (متى٢: ١٣-١٨) عن حفلة جنون لا يُمكن قُبولها صنعها هيرودُس: سمع من المجوس بأن الملك -يسوع- قد وُلد في بيت لحم… لقد خاف على عرشه فبدأ يتملق المجوس واهمًا إياهم بأنه يُريد السجود لذلك الملك المولود… ولكن، كانت عبادته لذاته هي التي تحرّكه، وخوفه على عرشه هو الذي يُقلقه، وحب السيطرة بما فيه من فساد وبطش هو الذي يسكن فكره… لذلك: تدخل الله مع المجوس وحوّل طريقهم لإبعادهم عن هيرودس، وتدخل مع يوسف ودعاه الملاك في الحلم ليهرب بيسوع ومريم إلى مصر، ويبقوا هناك حتى وفاة هيرودُس الذي كان يبحث بدقّة عن يسوع ليقتله… في هذا التدخّل، صنع الله خيرًا، إذ حمى العائلة المقدّسة، والمجوس، وحمى هيرودُس من عبادته لذاته… لكنّ المؤلم المُبكي حصل وفاجأ الجميع: ذلك الملك الفاسد وصل لمرحلة الجنون، وفضّل قتل كل أطفال بيت لحم من سنتين وما دون، ليطمئن ويضمن بقاءه على عرشه… لم يكترث لصراخ الآباء والأمهات، ولا لصراخ الأبرياء الأطفال… نفّذ مجزرة موصوفة، فقط ليطمئن ذلك العقل الفاسد…
نعم! إنّها السُّلطة التي عبدها هيرودُس ويعبدها ملوك وحُكّام كثيرون:
– يتلاعبون بأملاك الناس،
– ‏يزوّرون كل شيء (حتّى أدوية الأطفال!)،
– ‏يقطعون المواد الغذائية عن الفقراء،
– ‏يحرقون بلادًا بأكملها،
– ‏يُدمّرون التعليم،
– ‏يحرمون الناس من أبسط الحقوق،
– ‏يُسمّـون حقوق الناس “مطالب” لتمييعها وتسييسها،
– ‏يحرمون المرضى من علاجهم،
– ‏يحجبون عن الناس كل ما يحفظ حياتهم وكراماتهم…
– ‏ينتفضون لحدث صغير وقع في إحدى بقاع الأرض بإسم الإنسانية، فيما بلادهم تغرق في ظلام الإهمال القاتل ولا حياة لمن تنادي،
– ‏ينتفضون للحق وشباب بلادهم فقدوا حقوقهم بين البطالة والدّمار والبُنوك.
وكم من هيرودُس في بلادي يلبس ثياب ملك، ورئيس، ونائب، ووزير، ورجل أعمال، ورجل دين، يقتل مجدّدًا ومِرارًا أطفال بيت لحم خوفًا على عرشه! ولكن، يورد متّى الإنجيلي آية من سِفر النّبي إرميا: «صَوْتٌ سُمِعَ في الرَّامَة، بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ كَثِير. رَاحِيلُ تَبْكِي أَوْلادَهَا، وقَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُم زَالُوا مِنَ الوُجُود» (متى٢: ١٨)
صراخ الأبرياء ونحيب الأمهات يصل فورًا إلى الله، والله يسمع ويُحاسب… ولكن، مهما كان الشرّ عظيمًا، تبقى الكلمة الأخيرة لله الذي يُعطي الحياة…
الصورة المُرفقة هي لوحة بعنوان “Le massacre des innocents” لِـ”Nicolas Poussin”…

The post هيرودُس الفاسد ما زال يقتل أطفال بيت لحم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
ماذا تعني كلمة “تألّم” في قانون الإيمان؟ https://ar.zenit.org/2022/10/18/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%aa%d8%a3%d9%84%d9%91%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/ Tue, 18 Oct 2022 05:51:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=64488 بين الأوجاع والآلام

The post ماذا تعني كلمة “تألّم” في قانون الإيمان؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في قانون الإيمان نقول فيما يختص بيسوع المسيح: «تألم، ومات، وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما في الكتب»… سأركز في هذا المقال على كلمة «تألّم». ماذا تعني هذه الكلمة؟ لقد وجدنا على مواقع التواصل الإجتماعي عرض لمُجسّم من مادة السيليكون يُظهِر جراح «رجُل الكفن» إذ يقول التقليد أنه هو المسيح يسوع. ولكن، عند نظرنا إلى ذلك المُجسّم، ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف علينا أن ننظُر إليه؟
في سفر أشعيا، نجد نشيدَا مميزًا يتكلم عن عبد الله المتألّم، والكنيسة تجده نبوءة واضحة وصريحة عن آلام المسيح وموته، وردت فيه الآيات التالية:
«مَن الذي آمن بما سمع منا ولِمن كُشِفت ذراع الرب؟ فإنه نبت كفرع أمامه وكأصل من أرض قاحلة لا صورة له ولا بهاء فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. مُزدَرى ومتروك من الناس رجل أوجاع وعارف بالألم ومثل من يُستر الوجه عنه مزدرى فلم نعبأ به» (أشعيا٥٣: ١-٣).
إنّ هذا العبد المتألّم لا يشعر فقط بالوَجَع الجسدي (La douleur)، إنّما كان يعيش الألم (La passion)… وجعه الجسدي سببته كراهية ووحشية جلاديه… لقد كانت الآلام تتخطى بأشواط الأوجاع الجسدية الظاهرة، التي أبعدت الجميع عنه وجعلت منظره الخارجي مُقزّزًا… ولكن، ما دفع الجميع لازدرائه، هو أنه ليس فقط «رجل أوجاع»، بل أيضًا «عارفٌ بالألم»، هو يعرف في داخله مدى الألم الذي سببته الخطيئة، خطيئة كل إنسان، ويعرف تماما آلام البشر وجراحاتهم، لذلك ابتعد عنه الجميع، لأن مَن ينظر إليه يكتشف خطيئته… لذلك نقرأ في الآيات اللاحقة من الفصل ذاته من سفر أشعيا: «لقد حمل هو آلامنا وآحتمل أوجاعنا فحسبناه مصابا مضروبا من الله ومذللا. طُعِنَ بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب آثامنا نزل به العقاب من أجل سلامنا وبجرحه شُفينا» (أشعيا٥٣: ٤-٥) فالآلام ليست فقط أوجاع الجسد، إنّما الألم الذي سببته خطايانا، أي الألم الذي جرح قلب يسوع الفادي، وجعله يقبل الصليب بكامل حريته، ليحمل عليه كل جراحنا، نفسية كانت أم جسدية. وإن قُمنا بفحصِ ضمير، سنجد حتمًا خطايا جرحتنا وآلمَتنا وما زلنا حتى اليوم نلوم ذواتنا ونتحرر منها بنعمة الرب(إن تُبنا)، أو نلوم الآخرين عليها (إن لم نتُب). ولكن البشارة المُفرحة التي يقولها لنا الكتاب المقدس، بخاصّة النشيد الذي نتكلم عنه، هي أنّ يسوع حمل عنّا العقاب لنعيش بسلام، وحمل جراحنا لنُشفى وننطلق للحياة!
لذلك يقول أشعيا في ذات النشيد: «كلنا ضللنا كالغنم كل واحد مال إلى طريقه فألقى الرب عليه إثم كلنا. عومِل بقسوة فتواضع ولم يفتح فاه. كحمل سيق إلى الذبح كنعجة صامتة أمام الذين يجزونها ولم يفتح فاه. بالإكراه وبالقضاء أخذ فمن يفكر في مصيره؟ قد آنقطع من أرض الأحياء وبسبب معصية شعبي ضُرب حتى الموت» (أشعيا٥٣: ٦-٨)… فإن ملنا كل واحد في طريق، سنعود ونلتقي حول يسوع المتألم الذي حمل إثمَنا، وبسبب معاصينا قُتِل… لماذا فدانا يسوع على الصليب؟ ليس لشيء، سوى أن جسده العريان المهشّم وقلبه المطعون، يُجسّدان بشكل ملموس حب الله للإنسان، كل الإنسان.
لنفكر في هذا النشيد، ولننظر إلى ذلك المُجسّم ليس فقط لنكتشف كم توجع يسوع جسديًّا -وقد شرح ذلك أطبّاء كُثُر- بل لنكتشف من خلال ذلك الوجع الرهيب، ألمًا أكبر بكثير سببته وتسببه خطايانا. فإن توقفنا عند فكرة الوجع، يُصبح ذلك المُجسّم مرجعًا طبيًّا يشرح كيف يتوجع الإنسان عندما يُصلَب! ولكن، إن انطلقنا من منظر الوجع لنكتشف سر الآلام التي حملها المسيح ليشفينا من جراحنا وخطايانا، نكون قد بلغنا الهدف المنشود، إذ يُصبح هذا المُجَسّم دعوة لفحص الضمير… لا يجب علينا التوقف عند آلام المسيح وموته! لنعبر بفرح نحو قيامته، فنتحرر من خطايانا ونقوم من سقطاتنا، فنتقاسم المجد مع يسوع القائم من الموت وغالبُه: «فلذلك أجعل له نصيبا بين العظماء وغنيمة مع الأعزاء لأنه أسلم نفسه للموت وأُحصي مع العصاة وهو حمل خطايا الكثيربن وشفع في معاصيهم.» (أشعيا٥٣: ١٢)

The post ماذا تعني كلمة “تألّم” في قانون الإيمان؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
من هم الشهداء المسابكيين الثلاثة؟ https://ar.zenit.org/2022/07/14/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%83%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9%d8%9f/ Thu, 14 Jul 2022 09:42:19 +0000 https://ar.zenit.org/?p=62994 الضمير المستقيم والفساد

The post من هم الشهداء المسابكيين الثلاثة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عيّدنا يوم الأحد 10 تموز  تذكار الشهداء المسابكيين الثلاثة: فرنسيس ورفائيل وعبد المعطي…
هم من العلمانيين… رجال أتقياء، عاشوا في مجتمعهم شهود للمسيح، ملتزمين بإيمان الكنيسة، ضميرهم مستقيم، عرفوا كيف يعملون بصدق وأمانة، إثنان منهم تزوجا، وأسسا عائلتان مسيحيّتان… لما اشتعلت الثورات في نواحي الشام وجبل لبنان، خاصة سنة ١٨٦٠، كانت شهرة الإخوة الثلاثة ذائعة في مدينة دمشق. في ليل ١٠ تموز ١٨٦٠، اشتدّت وطأة أعمال العنف التي بدأت تأخذ منحى طائفيًّا (عادة مؤسفة شائعة في الشرق) وانسحب جميع قناصل الدول الغربية (عادة ما زالت لديهم عندما تصب أعمال العنف والقتل والتهجير والتجويع في خانة مصالحهم)…
شعر الإخوة الثلاثة، ومعهم جميع المسيحيين في دمشق بالخطر، فذهبوا إلى كنيسة دير الفرانسيسكان (في حي باب توما- دمشق) واختبأوا فيها. دخل بعض مسببي أعمال الشغب إلى الكنيسة، وطلبوا فرنسيس مسابكي (الأكبر بين الإخوة) لأنه كان ذائع الصيت باستقامته وقدرته على لم شمل الجماعة المؤمنة، وهددوه، ووعدوه بالسلامة والمناصب له ولإخوته، إن أنكر المسيح…
أعلن فرنسيس بثقة أنه لا يخاف ممن يقتل الجسد وقال بوضوح: “أنا مسيحي، وعلى دين المسيح أموت”. لم يشفق المُهددون على شيخوخته، وضربوه بالفؤوس والسيوف في قلب الكنيسة وأمام كل الشعب حتى أسلم روحه. كذلك فعلوا بأخويه روفائيل وعبد المعطي… وقتلوا معهم في الليلة ذاتها تسعة رهبان من الفرانسيسكان، وكاهن من الكنيسة الأورتذكسية إذ قتلوه في وسط الطريق وجرّوا جثته مربوطة بحصان حتى تهشمت وتناثرت (هو “العظيم في الشهداء الخوري يوسف الحداد”، وهو آخر من أعلن قداسته المجمع الأنطاكي المقدس للكنيسة الاورتذكسية).
ما تميز به هؤلاء الإخوة هو أنهم كانوا قادرين في تلك الأيام الصعبة على:
– احتكار التجارة وجني الأرباح الطائلة من وجع الناس،
– انتهاز الفرصة وانتزاع المناصب التي كانت ستخدمهم ليزيدوا غناهم بعد انتهاء الثورة،
– انكار المسيح وحصولهم على رضى الوالي العثماني في الشام، الذي كان يريد أن يفرض قوانينه الظالمة…
لم يحتكروا، ولم ينتهزوا، ولم ينكروا… حاربوا الفساد السائد بالتزامهم بالصلاة مع الجماعة المؤمنة، ورفضوا ذلك الفساد حتى الموت…
أيها الإخوة فرنسيس ورفائيل وعبد المعطي مسابكي: كم نحن اليوم بحاجة إلى أمثالكم! تشفعوا بنا لدى المسيح.

The post من هم الشهداء المسابكيين الثلاثة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
ما هي «عبادة» قلب يسوع؟ https://ar.zenit.org/2022/07/04/%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%82%d9%84%d8%a8-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9%d8%9f/ Mon, 04 Jul 2022 05:17:51 +0000 https://ar.zenit.org/?p=62796 تأمّل في ختام شهر قلب يسوع

The post ما هي «عبادة» قلب يسوع؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مَن منّا لا يفرح بتلاوة مسبحة قلب يسوع، وترنيم ألحان الزياح «يا قلبًا فادي»، «قلب ربي»، الخ…؟ مَن مِن المؤمنين الملتزمين لا ينتظر شهر حزيران ليتلو هذه الصلوات يوميًّا؟ قليلة هي الرعايا التي لم يكن فيها «أخوية قلب يسوع»، بمجملها رجّالية، وقليلة هي الكنائس التي ليس فيها تمثال أو صورة لقلب يسوع… فما هو الأساس الكتابي، وما هي أصول هذه الـ«عبادة»؟ ولماذا وُضِعَت؟ وماذا تحمل لنا من رسالة اليوم؟
يقول الرب يسوع: «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» (متى١١: ٢٩) في هذه الآية نرى ربط فضيلتَي الوداعة والتواضع بالقلب، خصوصًا وأن القلب كان يُعتبر في تلك الأيام مكان الفكر والمنطق (وليس الدماغ كما هو الحال اليوم)… ذلك القلب الوديع والمتواضع جُرحَ بطعنة حربة عندما تمم الرب يسوع الخلاص على الصليب: «لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ» (يوحنا١٩: ٣٤)… هذا القلب الذي أحبّ حتى الموت لم يتوقف يومًا عن إعطاء الحب للجميع، حتى للغني الذي لم يقدر أن يترك كل شيء ليبادله الحب: «فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ» (مرقس١٠: ٢١)… ذلك القلب الذي يُحِب أولا، وينطلق بالحب نحو الإنسان، يطلب من الإنسان التّخلّي عن كل شيء، ليتعلم كل مؤمن أنّ ترك الخيرات الفانية لا يمكن أن يحصل إلا بارتباط وثيق بحب يسوع. ذلك الحب نفسه، هو الذي دفع يسوع الذي صُلِبَ مظلومًا أن يغفر لصالبيه: «فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا» (لوقا٢٣: ٣٤)، ذلك الحب نفسه هو الذي سمح للجنود بأن يتقاسموا حتى ثيابه، ليكون بذلك قد تخلّى عن كل شيء… في الليتورجيا المارونية، خلال أسبوع الآلام، نعبّر عن عظمة ذلك التّخلّي بالنشيد التالي: «خَجِلَ النُّور، غطّى الدّيجور عُريَ المَصلوب! من ظَلماهُ قَد أعطاهُ الثّوبَ المَسلوب!»… إذ لم يخجل الإنسان من تعرية المصلوب، خَجِلَ النور الذي صار إلى الوجود بكلمة من الله الخالق، وذهب تاركًا وراءه الظلام ستارًا يُغطّي عُريَ يسوع…
بالرغم من الغِنى الكتابي الذي يُؤسّس لعبادة القلب الأقدس، لا نجد في الشرق أية إشارة لتلك العبادة، خاصة في القرون العشرة الأولى. ولكن، كانت تسود في بعض المناطق عبادة الوجه الأقدس باستعمال أيقونة «الضابط الكل»… أمّا في الغرب، فقد بدأت تظهر تلك العبادة في بعض أديار الرهبان البنيديكتان، ولم يكن لها أي شكل رسمي في الكنيسة، بل كانت مجرّد طريقة للتعبير عن الإيمان بدوام حضور ذلك الحب الإلهي اللامتناهي…
علينا أن ننتظر حتى القرن السابع عشر… القديسة مارغريت ماري آلاكوك (Marguerite Marie A La coque) التي تكلمت (ابتداءً من سنة ١٦٧٣) عن خبرتها الروحانية الشخصية التي كانت خلاصتها: عبادة قلب يسوع المُفعَم بالحب للإنسان، تُعلّمنا أن نكون مُحبّين على مثاله… ومعها انطلقت في الكنيسة مسيرة طويلة من التأمل والصلاة، خاصة في الجماعات الرهبانية، حتى وصلت إلى العبادة التي نعرفها اليوم. لا يمكن في ذلك أن نغفل خبرة مؤسس الرهبنة اليسوعية القديس اغناطيوس دي ليولا الذي ساهم بشكل أساسي في نشر هذه العبادة، وقد وضع الرسام خوسيه دي باييز صورة -سنة ١٧٧٠- تُظهر القديسَين اغناطيوس دي ليولا ولويس دي غونزاغا وهما يتعبدان لقلب يسوع الأقدس، وقد دخلت هذه العبادة منذ ذلك الحين إلى الشرق مع إرسالية الرهبنة اليسوعية (خاصة إلى الكنيسة المارونية، التي بدأ الكثير من أبنائها بإطلاق إسم “فؤاد” على أولادهم).
سنة ١٨٥٦، عمم البابا بيوس التاسع على الكنيسة الكاثوليكية الإحتفال بعيد قلب يسوع في الأحد الثالث بعد العنصرة، تلى ذلك ثلاث إرشادات رسولية، مع البابا لاوون الثالث عشر سنة ١٨٩٩ (Annum Sacrum) والبابا بيوس الحادي عشر سنة ١٩٢٨ (Miserentissimus Redemptor) والبابا بيوس الثاني عشر سنة ١٩٥٦ (Haurietis Aquas) وقد أعلن بعدها تطويب مارغريت ماري آلاكوك، وتأسست كنيسة القلب الأقدس في مون مارتر (Mont Martre) في فرنسا، البلد الذي كرّسه رئيس أساقفة باريس حينها لقلب يسوع الأقدس… فما هي الرسالة الروحية التي يُمكن استخلاصها اليوم من هذه العبادة؟
نستخلص بأنّ عالمنا يحتاج اليوم إلى الحب المجّاني… وهذا الحب المجاني نعلنه نحن المسيحيين ونحن نشهد لقيامة يسوع الوديع والمتواضع القلب… لقد أنشأ لنا الله خلاصًا بيسوع المسيح ابنه الوحيد، فجدد خليقته البالية (الإنسان)، بيسوع رأس البشرية، آدم الجديد، وما عاد في قلبه أسف كالذي كان من قبل: «فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.» (تكوين٦: ٦). مع يسوع، الوديع والمتواضع القلب، بدأ ذلك الحب يُلهب قلوب المؤمنين، ويدعو الغير المؤمنين إلى الإيمان والخطأة إلى التّوبة، فيتجنّدون لحمل البشرى السارّة للعالم أجمع… لذلك أمام تشتت الإنسان وضعفه، يأتي يسوع ليقول: «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (لوقا١٠: ٢) فكل مسيحي عليه أن يحمل في قلبه حب يسوع للعالم ويشهد له، فيكون من الفعلة الأمناء… لذلك، ما علينا إلا أن نطلب من يسوع الوديع والمتواضع القلب أن يجعل قلبنا مثل قلبه، وننشد له ما نقوله في زياح قلب يسوع: «يا قَلبًا جَريحًا بالحربة! أضرِمنا بِسَعيرِ المَحَبّة!».

The post ما هي «عبادة» قلب يسوع؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>