تأمّلات Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/تأمّلات/ The World Seen From Rome Fri, 03 May 2024 07:24:19 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png تأمّلات Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/تأمّلات/ 32 32 مريـم اول بيت قربان https://ar.zenit.org/2024/05/03/%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%80%d9%85-%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d9%86/ Fri, 03 May 2024 07:24:19 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72380 سلسلة تأملات في الشهر المريمي - اليوم الثالث

The post مريـم اول بيت قربان appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” أنا خُبز الحياة .
من يُقبل إليَّ فلن يجوع ،
ومن يؤمن بي فلن يعطش أبداً ( يوحنا ٦ : ٣٥ )

أيّتُها الأُم القدّيسة والكاملةُ الطهارة مريـم العذراء ، إنّه منتهى الحبّ ، لما قدَّم إبنكِ يسوع ذاتِهِ طعاماً لنا في العشاء السرّي ، وأَسّسَ  سر القربان المُقدّس ، سر الافخارستيا . هذا الذي أحبّنا به الله : ” ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه ” ، هذا هو الحُبّ  عندما قدّم يسوع لنا جسده ودمه غذاء أبدياً  تحت شكلي الخبز والخمر ، عندما قال : ” خذوا فكلوا ، هذا هو جسدي ” … ” اشربوا منها كُلُكم ، فهذا هو دمي ، دم العهد الجديد ، يُراق من أجل جماعة الناس لغُفران الخطايا ” ( متى ٢٦ : ٢٧ – ٢٨ ) ، فأعطى ذاته ، وضحى بنفسِهِ حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل للبشريّة ” .

نطلب منك أيّتها العذراء مريـم القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما شاركنا في الذبيحة الإلهية ، ذبيحة القداس غير الدموية ، كلما تقدّمنا من سرّ القربان، أن نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لإستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق، ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين.

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post مريـم اول بيت قربان appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم https://ar.zenit.org/2024/05/02/%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d9%81%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b0%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%83%d8%ab%d8%b1/ Thu, 02 May 2024 10:02:38 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72363 سلسلة تأملات في الشهر المريمي - اليوم الثاني

The post لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” مع مريـم نُصلّي ونتأمل “
” لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم، فمهما احببتموها لن تحبوها اكثر مما فعل يسوع ” (القديس مكسميليان كولبي)
اليوم الثاني
نتأمل في السلام الملائكي ( لوقا : ٢٦ – ٣٨ )
يتألف السلام الملائكي من ثلاثة أقسام :
أولها ما قاله الملاك مُسلِّماً على سيدتنا مريم العذراء ومُثنياً عليها.
ثانيهما ما فاهت به القديسة اليصابات  مهنئة العذراء على ما وهبت أُم ربها من النعم والمواهب والمحاسن.
وثالثها ما زادته الكنيسة أظهاراً لضعفنا واستنجاداً لمعونة الملكة القديرة. فاعترافنا بذلنا وحقارتنا مما يزيد حنان وعطف مريم القدّيسة  علينا.
” السلام عليكِ يا مريـم ” :
وقد حوت هذه الصلاة معاني سامية عذّت النفوس المستقيمة في كل آن ومكان.
وهذه خلاصتها: ” السلام عليك يا مريم الممتلئة نعمة ” ( لوقا ١ : ٢٨ )
فسلام الملاك هو سلام الثالوث الأقدس لإتمام أكبر عمل ظهر ويُظهر في العالم ومن أجل العالم ، الا وهو سر التجسد.
وندعو العذراء باسمها تبريكاً وتعظيماً.
ونثني على شخصها الذي تباركه جميع الأفواه والأجيال لإمتلائه من النعمة المبررة والنعم الفعلية والنعم الطبيعية والفائقة الطبيعة ومواهب الروح القدس.
” الرب معك “
 ليس الرب مع مريم بجوهره وحضوره وعنايته فقط ، كما في سائر المخلوقات وليس هو مع مريم كما في الأبرار المطهرين ، لكنه معها بنعمةٍ خاصة بها باتحاد وثيق وحماية خصوصية وبتدبير قواها وجميع أحوال حياتها مدى الأبد.
” مباركة أنتِ في النساء ” : فالملائكة والبشر والمخلوقات كافة يباركون مريم العذراء ويعظمون قدرها لإنها بريئة من كل عيب يلحق بأولاد آدم نفساً وجسداً.
” ومبارك ثمرة بطنك ” :  كلام تلفظت به اليصابات لما زارتها مريم في بيتها فيسوع المسيح مالك لجميع البركات لأنه إله ورب كل كمال ، وهو مبدأ جميع البركات التي يعطيها للبشر في حالة النعمة وحالة المجد.
” يا قديسة مريم ، يا والدة الله صلي ، لأجلنا نحن الخطأة ، الأن وفي ساعة موتنا ” :
 خاتمة وضعتها الكنيسة المقدسة فنفوه باسم مريم إظهاراً لتعلقنا بهذا الاسم وشغفنا به.
وأحسن لفب  تلتذ به أمنا هو لقب : ” قديسة ” .
وندعوها ايضاً باسم ” والدة الله ” دلالة على اننا نرجو منها كل شيء لقدرتها التي لا تُقهر ، وليست حمايتها لازمة لنا في الحياة فقط بل هي اكبر عون لنا في ساعة النزع والموت ايضاً ، آمين.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع https://ar.zenit.org/2024/05/02/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8f-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%83%d9%90-%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%8c-%d8%a8%d9%8e%d9%84%d9%90%d9%91%d8%ba%d9%8a-%d9%85%d9%90%d9%86-%d9%82%d9%90%d8%a8/ Thu, 02 May 2024 09:59:30 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72361 سلسلة تأمّلات لمناسبة الشهر المريمي - اليوم الأوّل

The post السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” مع مريـم نُصلّي ونتأمل “
عندما تقف أمام أيقونةِ العذراء مريم وانت تُصَلِّي بثقةٍ وخشوعٍ ، يَجِب أنْ تُردِّد : ” السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع ” . (القديس الاب بيو)
اليوم الأول :
 في الشهر المريمي المبارك نُقدّم لمريم العذراء والدتنا السماويّة باقة حُبّ وإكرام .
مع بداية شهر مايو / آيار، الشهر المريمي، الذي فيه يُكرّم العالم بأجمعه الأمّ السماوية، ويتبارى أولادها في تقديم أسمى آيات الحب والإكرام، نحن أيضاً في هذه السنة ” سنة الصلاة ” ونحن نستعد لليوبيل الكبير ٢٠٢٥ سنة لميلاد سيدنا ومخلّصنا يسوع المسيح ، نرغب في إعلان محبّتنا البنوية لها في كل يوم من أيام هذا الشهر المبارك.  ونقدّم لها باقة حُبٍ  من صلوات وتأملات في الإنجيل المُقدّس ، والمسبحة الورديّة .
مريم أم الله
ندعو مريـم ” أُمّ الله ، أو ” ثيؤتوكوس ” لعظمة ومكانة مريم كأم ليسوع المسيح إبن الله “مولوداً من إمراءة” (غلاطية ٤ : ٤) الذى أتى ليحررنـا من خطايـانـا ويجعلنـا أبناء للـه.
ولقب ” والدة الإله ” ، ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضاً فعل محبة الله في أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه، وعندما نقول عن أم انها ولدت إنساناً لا نقول انها أم الجسد فقط ، بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذي خلقه الله، هكذا تُدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس.
إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذي ظهر في الجسد كقول الرسول بولس : ” عظيم سر التقوى الذي تجّلى في الجسد ” (طيموتاوس الاولى ٣ : ١٦) فوَجبَ أن تدعى العذراء بأم الله فهي أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هي : ” أم الله ” ، وبالعكس إذا لـم تكن القديسة مريم أم الله لا يكون الإبن الـمولود منها إلهاً. إن حبل مريم بيسوع المسيح لـم ينتج عنه تكوين شخص جديد لـم يكن له وجود سابق كـما هي الحال في سائر البشر بل تكوين طبيعة بشرية إتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الـموجود منذ الأزل في جوهر واحد مع الآب والروح القدس.
فيسوع المسيح ليس إلا شخص واحد، شخص الإله الـمتجسد الذي اتخذ طبيعتنا البشرية من جسد مريم وصار بذلك إبن مريم.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
سر المعموديّة المقدّس هو ركيزةُ الحياة المسيحيّة https://ar.zenit.org/2024/04/29/%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%85%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d9%91%d8%b3-%d9%87%d9%88-%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%b2%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7/ Mon, 29 Apr 2024 17:48:13 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72323 " الولادة الجديدة بالماء والروح " ( يوحنا ٣ : ١ - ٢١ )

The post سر المعموديّة المقدّس هو ركيزةُ الحياة المسيحيّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
سر المعموديّة المقدّس هو ركيزةُ الحياة المسيحيّة كلّها ورتاجُ الحياة في الروح، والباب الذي يوصلُ إلى الأسرار الكنسية السبعة الأخرى.
فبالمعموديّة نُعتَقُ من الخطيئة ونولدُ ثانيةً ميلاد أبناء الله، ونصيرُ أعضاء للمسيح، ونَندمجُ في الكنيسة ونصبحُ شركاء في رسالتها.
المعموديّة هي سرّ الولادة الجديدة بالماء والرُّوح ” الحقّ الحقّ أقولُ لكَ : ما من أحدٍ يُمكِنُه أن يَدخُلَ ملكوتَ الله ، إلاَّ إذا وُلِدَ مِنَ الماء والرُّوح . فَمَولودُ الجَسَدِ يكونُ جَسَداً ، ومَولودُ الرُّوحِ يَكُونُوا روحاً ” ( يوحنا ٣ : ٥ – ٦ )
إنّ الرّوح القدس يأتي من مكان أبعد ممّا نعتقد، ثم ينقلنا الى ما هو أبعد من تفكيرنا. إنّه يأتي من قلب الله ليُلهمنا عن فيض حبّه ثمّ يُوجّهنا نحو فيض الله الذي هو الحبّ الذي ينتظرنا. “فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء، فتَسمَعُ صَوتَها، ولكنَّكَ لا تَدْري مِن أَينَ تَأتي، وإِلى أَينَ تَذهَب. تِلكَ حاَلةُ كُلِّ مَولودٍ لِلُّروح” ( يوحنا ٣ : ٨ ). حينها يصبح أقوى من العالم وأكبر من العالم. لماذا؟ لأنّ مصدره هو أسمى من العالم وهو المصدر الذي خلق العالم ثم يأتي ليزور العالم كي يضع فيه حياة جديدة والتي ستجرف كل شيء.
لماذا الولادة الجديدة تتم في المعموديّة ؟
نُطلقُ عليها اسم : ” معموديّة ” نظراً إلى الطقس الأساسي الذي يتحقّق به سرُّ
العماد .  فالتعميد هو ” التغطيس ” في الماء . ” فالتغطيس ” في الماء يرمزُ إلى دفن الشخص الراغب في العماد ، ونسميه ” الموعوظ ” أي الشخص الذي استعدَّ وتحضرَّ بالتعليم المسيحي لقبول هذا السر ، والدخول في الحياة المسيحية  ،  في موت المسيح وخروجه ، بالقيامة معه ، فيصبح ” خليقة جديدة ” ( قورنتس الثانية ٥ : ١٧ و غلاطية ٦ : ١٥ ) . ويُدعى هذا السرّ أيضًا ” غسل الميلاد الثاني والتجديد بالروح القدس الذي أفاضه علينا وافراد بيسوعَ المسيحِ مُخَلِّصِنا ” (طيطس ٣ : ٥ – ٦) لأنّه يلهمُ ويحقّق هذا الميلاد من الماء والروح الذي بدونه                 ” لا يستطيعُ أحدٌ أن يدخلَ ملكوت الله ” (يوحنا ٣ : ٥).
” هذا الغسل يُسمّى أيضًا إستنارة، لأنّ الذين يتلقّون هذا التعليم في ” الكرازة ” يستنيرُ به ذهنهم ” كما يقول القدّيس يوستينوس . فعندما يتلقّى المُعمَّد الكلمة، ” النور الحقيقي المُنير كلّ إنسان ” (يوحنا ١ : ٩) يصبح ، ” بعدما أُنيرَ ” (عبرانيين ١٠ : ٣٢)، ” إبنًا للنور والنهار ” (تسالونيقي الأولى ٥ : ٥)، بل يصبح هو نفسه ” نوراً ” (أفسس ٥ : ٨).
يقول القديس غريغوريوس النزينزي : المعموديّة هي : ” أجمل وأبهى عطيّة من عطايا الله (…) نُسمّيها عطيّة ونعمة ومسحة وإستنارة وثوب عدم الفساد وغسل الميلاد الثاني ، وختماً وكلّ ما هو أنفس النفائس . فهي عطيّة ، لأنّها تُمنَح للذين لا يأتونَ بشيء .
وهي نعمة، لأنّها تُعطى حتّى للمُذنبين . وتغطيس، لأنّ الخطيئة تُدفَن في الماء؛ ومسحة، لأنّها مقدّسة وملكيَّة (على غرار المسحاء) . وإستنارة ، لأنّها ضياء سنيّ .  وثوب، لأنّها تَستُر خِزيَنا . وغسل ، لأنّها تُطهِّر . وختم، لأنّها تَحمينا ولأنّها علامة سيادة الله ” .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post سر المعموديّة المقدّس هو ركيزةُ الحياة المسيحيّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأمّ أيقونة كتبها الله لتدرك البشريّة معنى الإنجيل https://ar.zenit.org/2024/04/19/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%91-%d8%a3%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%86%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%91/ Fri, 19 Apr 2024 17:43:06 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72210 من هي الأمّ؟

The post الأمّ أيقونة كتبها الله لتدرك البشريّة معنى الإنجيل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأم،
هي صاحب الوزنات الخمس والعشرة
(أمّ ومعلّمة وطبيبة ومربيّة ومرافقة ومرشدة لأولادها…)،
التي تتاجر دائمًا بهم،
فتفيض هذه الوزنات أضعاف وأضعاف (متى 25\14-30).
الأم،
هي الأرضة الطيبة،
التي يزرع بها الله البنين (كلمة الله لها، مشروع الله لها)،
ومن خلالها (أي عيش الأمومة المسيحيّة)،
يثمرون ستين ومئة (متى13\18-23).
الأم،
هي ذلك السامري الصالح،
(تعطي من وقتها، تضحّي براحتها، من حاجاتها تشارك أولادها، تتعب لكي يرتاحوا)
الذي لا ينتهي أبدًا من عمل المحبة (لوقا 10\25-37)
(مع كل شروق شمس، تجدّد عمل المحبة اتجاه أبنائها)
الأم،
هي ذلك الوكيل الأمين الساهر (الأم، الطبيبة، الطباخة، المعلّمة…)
الذي يعطي الطعام في حينه (الدواء، الدعم العاطفي، التشجيع…)
ويسهر على أبنائه (هي الأب في غياب والد الأطفال)
ينتظر عودة السيّد (لوقا 12\42).
الأم،
هي ذلك العبد البطّال (حبّ مجّاني من دون أي مقابل)،
الذي يمضي حياته في خدمة أسياده (الزوج والأولاد وكل زوّار بيتها…)،
ولا يخلد إلى النوم إلا من بعدهم (لوقا 17\9-10).
الأم،
هي التي من خلال أمومتها،
تحققّ قول الإنجيل:
“لَيْسَ هُنَاك حُبّ أَعْظَم،
مِنْ أَن يُبْذَل الإِنْسان نَفْسه فِي سَبِيل أَحِبّائِه” (يوحنا 15\13).
الأم،
هي التي من خلال أمومتها تحقق أمام أبنائها،
قول يوحنا المعمدان:
“لي أن أنقص وله (لهم) أن ينمو” (يوحنا 3\30)
الأم،
هي التي تجعل من أبنائها “يسوع آخر”،
لأنها تعمل على نموّهم،
“بالحكمة والقامة والنعمة، عند الله وعند الناس” (لوقا 2\52).

The post الأمّ أيقونة كتبها الله لتدرك البشريّة معنى الإنجيل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
المرأةُ وإعترافها الشجاع https://ar.zenit.org/2024/04/18/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9%d9%8f-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ac%d8%a7%d8%b9/ Thu, 18 Apr 2024 11:45:45 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72192 تأمّل في نص المرأة الزانية (يو(8/1-12)

The post المرأةُ وإعترافها الشجاع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
 مقدمة :

امام هذا الحدث العجيب نرى شخص يسوع المسيح فاتحاً باب الرجاء أمام هذه المرأة التي أمسكت في ذات الفعل وحولها الاشخاص حاملين الحجارة كي يرجموها بها حسب ما تنص عليه شريعتهم . هؤلاء النس يلتفون حولها ويقدموها ليسوع علهمّ يصطدوه بكلمة أو موقف يحرجوه فيه ولكن لم يقدورا عليه لأنه ربٌ حنونٌ ورؤفٌ طويل الأناة يحب الصديقين ويرحم الخاطئين وهو الرجاء لكل نفس خاطئة، نعم فهو رجاء لمن ليس لهم رجاء وهو نور للسالكين في ظلام الخطيئة ، ومن يتبعه لايمشي في الظلام.ودائماً هو يدعونا الى السير في النور ” سيروا في النور مادام لكم النور”

 كتبة وفريسيون والمواجهة الصعبة:

يأتي الكتبة والفريسون الى يسوع بامرأة أمسكت في ذات الفعل، في حالة زنى جاءوا بها اليه يطلبون رجمها متوقعين من يسوع بأن يمسك معهم حجراَ ليرجمها ولكنهم لمسوا فيه الرأفة واللطف والحنان تجاه كل الناس وبالاكثر تجاه الخطأة والمحزونين ومنكسرى القلوب.

اظهر يسوع ايضاً في هذا الموقف بأنه محرر النفس من عبودية الخطية والذل والهوان فحرر المرأة من عبوديتها لإبليس وزرع فيها روح الحب والفرح والانتصار وصارت قصة هذه المرأة هي قصة كل نفس اغلق في وجهها باب الحب والرحمة والحنان ارتمت عند اقدام يسوع عريس الحب الالهي  تجد عنده التنعم بسماع صوته العذب

 إمرأةٌ زانية واعتراف الشجاعة:*

أنا امرأة كأي إمرأة أخرى تعيش في هذا العالم المليء بالمتناقضات الكثيرة جارت علىّ الايام وضاقت بي المعيشة وهذا ليس معناها الفقر المادي وما دفعني لمثل هذا العمل  لم يكن فقط  احتياج للمادة وما ينتج عنها وكي اكون صريحة اكثر هذه ليست المشكلة بحد ذاتها انما الجزء الرئيسي في المشكلة نشأت في بيت فقد انتمائه للشريعه ومعها تناسى عبادة الاله الواحد وتفككت عائلتي  صار كلاٍ منا يبحث عن مصلحته فشعرت بالوحدة والانعزال فنظرت الى ذاتي ورأيت فيها جسدٍ جميل يميل له قلب الرجل وعينان جميلتان بهما اجذب الناس وعن حالتي النفيسة انحطت وانكسرت فجسلت مجدداً لأكتشف من جديد نفسي واسلوبي ومعاملتي وشاركني هنا التفكير عدو الخير وقد ساهم في طريقة تغيير مسلكي وأنتفضت على هويتي وكياني واشق طريقي نحو الارتماء في احضان من يستهوني أو يستهواه قلبي وخيل لي أنه بهذه الطريقة يمكني الخروج من حالتي دفعتني الرغبة أن اهجر البيت والمسكن الواحد مركز الاستقرار والامان الى أن اجد في كل يوم مسكن جديد ومركز جديد وبالرغم من هذا لم أشعر بالطمانينة الى أن جاء علىّ نهار وأمسكت في ذات الفعل التف حولي الجمهور وامسكني انا وترك من كان معي والسبب في ذلك حكم الشريعة القاسي الذي يحاسب المرأة على فعلها.

ولكي يثبت الجمهور صحة ما يدعيه على دفعني بالايادي والآرجل والصوت العالي القاضي بحكم الناموس يريدون أن يطبقو ما جاء فيه ونص عليه من عقاب لمن يمسك في ذات الفعل أي جريمة الزني وهو الرجم بالحجارة حتى الموت .كان هؤلاء الناس كالذئاب المفترسة والشرسة  لابل الجائعة التي تنتظر فريستها حتى تشبع رغبتها.

جاءوا بي  الى يسوع وكانوا ينون الوقوع به في فخ التعدي على الشريعة وعندما كنا نسير في الطريق باتجاهه خفت وارتبكت كثيراً لملاقاته بسبب ما قاله بعض الكتبة والفريسين عنه بأنه رجل متكبر  لايهمه احد يتخطى كل قوانين الناموس كل هذه التصورات والافكار جعلتني ارتعب من لقائه ولاسيما وهو من قال عن نفسه أنا والآب واحد وهنا انفتح امامي باب اخر للتفكير بأنه هو رب الشريعة  كان الإرتياح والقناعة باديين على ملامحهم . لم أراقبهم كثيراً على أي حال ، ربما لأني كنت خائفة ، ولم أكن راغبة في ان ينتبهوا الى وجودي ، وكلما كنا نتقرب منه كنت اشعر اكثر وأكثر بالارتباك والخوف والفزع .  لكن في الحقيقية لم يكن يهمني  ما يقوله هؤلاء عنه  وما أمره ومن هو ؟.

لقد كنت مستعبدة مكبلة بالسلاسل والقيود لسنوات عديدة ادت بي لحياة  النجاسة و الشعور الشديد بالحاجة إلى الحب.كنت أشتري رضا الناس و قبولهم لي بجسدى كان الثمن غالي جدا  وكنت أشعر بأنني أسير في طريق خاطئ لا  نهاية له ولا هداية فيه هذا من ناحية الجسد أما من ناحية النفس  فامتلكني شعور بالفراغ والوحدة علي مر السنين .

لقد أدانني الناس بسبب أعمالي وانا ايضاَ أدنت نفسي أكثر منهم .صرخوا في وجهي ولطموني  ودفعوني، وتعالت أصواتهم القوية  لدرجة لم اعد فيها قادرة على سماع أي شيء، وملأني شعور بأني واقعه في حالة الغم والحزن العميق .  وها أننا قد وصلنا الى يسوع  الذي ينتظر منه الناس ان يصدر حكم في أمري،عنده وتحت قدمية شتان الفرق بين حالتي وانا على الطريق مكبلة بالقيود والهتافات وحالة الهدوء التي سادت بشكل غير متوقع حتى تقدم احد الاشخاص منه وتكلم معه واصفاً حالتي وقائلاً ” هذه المرأة امسكت في ذات الفعل ” ويسوع بكل هدوء وكأن في هدوءه سلطان النصر والكرامة والحكم العادل والسلام سائلاً عمّا يجب أن يُفعل بي . ويظهر انه كان متأكدا من جوابهم المنطلق من حكم الشريعة الرجم بالحجارة فقد سمع ما كان متوقع  سماعه . وأنا  في هذه اللحظات كنت منكسة الرأس ووجهي الى الأرض مرتعبة ومتعبة منهكة القوى، ولكن سرعان ما انتشر الصمت و الهدوء الرهيب وخصوصاً على من جاءوا بي متشكين علىّ  ومعظمهم كان من الصدوقيين والفريسيين وقلة من عامة الشعب  الذين ساقوني بعجرفة واحتقار الى هذا المأزق وهذه المحكمة .

 المرأة أمام يسوع وموقف الأطمئنان:

أمام يسوع عاد إلىّ الهدوء وأطمئن قلبي وتملكت أعصابي وتشجعت نفسي وامتلأت جرأة حتى أرفع وجهي  قليلاً لأنظر اليه وفيه لم أرى التكبر ولا البر الذاتي ولا الى ما قالوه عنه انما رأيت فيه  الحنان والقوة والتواضع وخصوصاً لحظة إنحنائه على الارض وأخذ يكتب عليها  للحظاتٍ اتصفت بالصمت والهدوء الى وافقاً ونظر الى كل الموجودين موجهاً نظره اليهم متكلماً بتواضع وهدوء عجيبين ، حتى تردد صدى كلماته في ذهني وفي كياني : من منكم بلا خطية ، فليرمها أولاً بحجر. وبعد ان نطق بهذا انحنى ثانية وتابع الكتابة ، وكان يعلم ماذا سيحدث بعدئذٍ تجمّدت وتهت في زحمة الأفكار التي هاجمتني فجأة ، كنت غير مصدّقة لما أرى ولما يحدث أمامي وحولي عندما رأيتهم جميعاً يلقون بحجارتهم على الأرض وينسحبون  الواحد تلو الاخر ، من الكبار الى الصغار الى أن  توقف يسوع عن الكتابة وانتصب قائماً ونظر اليَّ ، انطبعت في أعماقي وفي قلبي، بتعابير واضحة  المعالم في ملامح وجهه الحنون وهذه النظرة لم ولن أنساها وسألني : “أين هم المشتكون عليك ؟ ألم يدينك أحد ؟ “كلا يا رب ! لم يبقّ أحد منهم ليدينني .

 يسوع يمنح المرأة الغفران والسلام:

“ولا انا أدينك قال يسوع ، اذهبي بسلام  ولا تخطئي فيما بعد ”  هذا هو الفرق بين حكم الشريعة القاضي بالرجم وحكم يسوع القاضي بالرحمة والحنان فيسوع هو ابن الله الحي من ملئه نلنا نعمة فوق كل كل نعمة . نظر الى اعماق النفس كم هي غالية جداً وثمنية لديه ولها قيمة لاتقدر بثمن  فهو اشتراه بدمه الثمين . نظرّ يسوع الى أفق أبعد بكثير من قوانين الشريعة التي أرغمت الانسان على خدمتها وحولت منه عبداً خاضعاً لها أما هو جعل من الشريعة ناموس حياه  بكلامه الذي هو روح وحياة . انطلق بنا يسوع من آفاق الظلمة والخطية التي كبلت روحنا واستعبدتنا جعلت منا عبيداً نعيش في الجهل وعدم والمعرفة ،الى افاق النعمة والقداسة وشريعة المحبة التي جعلتنا احراراً  لقد أحبنا وتحنن علينا .

 صلاة شكر :

شكراً لك يا  يسوع ،  فأنت بغنى نعمتك ، صالحتنا مع الآب واعدتنا الى ذاتنا ، ولمستنا  برأفتك لأنك اله الرحمة الرأفة والتعزية. ومنذ أن نظرت الى وجهك يا إلهي إطمئن قلبي وبغفرانك تجددت حياتي وسيرتي وأعدك بأني لن ولا أعود الى الخطيئة مرة اخرى فهوذا كل شيء عندي قد صار جديداً  قد  نلت الحياة الجديدة التي هي فيك يا أبو المراحم. لك المجد والشكر والعزة والتسبيح الى الابد أمين.

The post المرأةُ وإعترافها الشجاع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
تحية لزمننا الحاضر المؤسس على كلام السيد المسيح https://ar.zenit.org/2024/04/15/%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b6%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3/ Mon, 15 Apr 2024 11:04:31 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72137 السموات والارض تزولان وكلامي لا يزول

The post تحية لزمننا الحاضر المؤسس على كلام السيد المسيح appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” كلامي روحٌ وحياة ” ( يوحنا ٦ : ٦٣ ) ،
” السموات والارض تزولان وكلامي لا يزول ” ( لوقا ٢١ : ٣٣ ) .
أجمل ما تعلمناهُ من الْكِتَابِ  المقدّس أنّ الزمان ليس له مقياساً : ” السموات والارض تزولان وكلامي لا يزول ” ( لوقا ٢١ : ٣٣ ) .
فالزمن بِبعُدِهِ الماديّ وتحديده العلمي لا يعنينا . ما يهمنا اليوم ، في هذا العصر ، وفِي هذا والوقت بالذات أن نُوّكد على استمرارية سعينا واهتمامنا من أجل الانسان . وترك أبوابنا مفتوحة لكل ما يلزمه ويخدمه ، في كل وقت وزمان ومكان ، لنرفع من مستواه الروحي والإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي .
نحن بحاجة ماسة في الزمن الحاضر إلى مفاهيم جديدة تتبناها البشرية ليسود السلام والعدالة والتضامن بين الناس ويتحقق خير البشرية ، عوضاً من خير جماعات وأحزاب سياسية وعرقية وثقافية خاصة تسعى إلى مصلحتها وتهميش الأخرين .
الزمن الحاضر لا نريده زمن تعدي على الحقوق الانسانية ، وبالتالي على الضمير البشري .
بل نريده ، زمن نجاح للمفاوضات والوساطات واللجوء إلى شرعة حقوق الأُمم المتحدة ، لتكون البشرية جممعاء عائلة واحدة تجد قوتها في توزيع عادل لخيرات الأرض من أجل منفعة الخير العام ، المشترك للناس أجمعين . فنحل مشكلة فقر المليارات من الرجال والنساء ، والشباب والاطفال ، حتى لا تبقى المساواة أغنية ، كلُّ واحدٍ يغنيها على ليلاه، وشعار يُكتب في المجلات والجرائد وعلى الحيطان ، ويُنادى به عبر الإذاعات ولا أحد يطبقه فيبقى حبراً على ورق ، وصوت لا يسمعه أحد .
الزمن الحاضر لا نريده زمن أحقاد تتجزر فينا وتؤدي إلى خلق أجواء ظلم ومآس ، تدوس أبسط حقوق البشر .
بل نريده زمن حب نلتقي فيه كلنا إخوة واخوات ، أحباء وأصدقاء ، هذه وصيتي لكم : ” أحبوا بعضكم بعضا كما انا أحببتكم ” ( يوحنا ١٥ : ١٢ ) ،  بهذه الوصية تكتمل الشريعة والأنبياء ( متى ٢٢ : ٣٨ ) .
مع هذا الزمن نريد أن نطوي الماضي ، نطوي ما فرّقنا ، نطوي صفحة الإنعزالية والطوائف والمذاهب والاحزاب والزعامات التي تتناحر عقائدياً وفكرياً على هيكلية سياسية أو حزبية وتبحث عن طريقة لحفظ الشريعة ، فتدوس الناس المنبوذين والمهمشين والتعساء المنطرحين على طرقات العالم ، هؤلاء الذين ينتظرون منا لمسة حُبٍ وحنان، ونظرة عطف وإبتسامة وكلمة تشجيعية صادقة وشفافة ، وحضوراً إنسانياً مميزاً، وحده يُخلصهم من بؤسهم وفقرهم وشقائهم وتعاستهم ، بدل العظات الطويلة الرنانة والمبادئ الفضفاضة .
لا نريد هذا الزمن الحاضر أن يكون زمن القوانين والشرائع الدينية  القاسية التي قد تخسر الإنسان جوهر المخلوقات ، لتربح الرأي العام ، وتخلص صورتها المزيفة وتدافع عن كيانها الكاذب، ناسية أن الله تخلى عن نفسه وأخذ صورتنا ليُخلصنا ويُعيد لتا كرامتنا ، متبنياً واقعنا ومتحدثاً لغتنا ليصير واحِداً  منا وقريباً لنا ليحل مشاكلنا وينعم علينا بالفرح والهناء والسعادة .
هذا الزمن الذي نعيشه ، لا نُريد فيه سياسة حاقدة ملحدة ، تحرق البشر وقوداً لمصالحها . بل نريده زمن سياسة تحترق بمسؤوليها من أجل صقل قضايا الفقراء والمظلومين وخدمتهم .
نريد فيه نظاماً اقتصادياً جديداً يُشاركُ فيه الأغنياء والفقراء كنوزهم وخيراتهم حتى لا يدوم الإقتصاد الكافر الذي يقتل البشر الأبرياء ليرفع رصيد الأغنياء .
لا نريد في زمننا الحاضر ثقافة قاسية ، جافة ترتكز على المعلوماتية والكتابة المحفورة على أحجار قلوبنا القديمة ، بل نريد ثقافة سلام يستند برنامجها إلى رحمة الإنسان ومسامحته ، لبعمّ الفرح قلوب الناس وتكتب الثقافة البناءة عمل قلوب تنبض لحماً ودماءً .
تحية لزمننا الحاضر المؤسس على كلام السيد المسيح الذي قال : ” كلامي روحٌ وحياة ، ولا يزول ابداً “، وإذا وجدنا أنفسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا ، ونسينا أزمنتنا وتاريخنا العريق ، فلنعمل لكي لا نجد أيادينا فارغةً في الزمن الحقيقي ، أمام الله ، الديان العادل ، من هدية فيها سلام لإرضنا وكنيستنا وشعبنا .
فتكلم يا رب ، عبيدك على الارض يصغون إلى تعاليمك ، ليفعلون مشيئتك .
+المطران كريكور أوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post تحية لزمننا الحاضر المؤسس على كلام السيد المسيح appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الصليب المجيد https://ar.zenit.org/2024/04/09/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af/ Tue, 09 Apr 2024 18:43:09 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72036 شجرة الخلاص

The post الصليب المجيد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
يقول الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس، في الفصل الأول الإصحاح الثامن عشر بما يخص الصليب: “فإن كلمة صليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصون فهي قوة الله” يعرف الصليب على أنه أداة لتعذيب وعقاب والإعدام؛ وهي مصنوعة من عمود خشبي، يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبت في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدا المصلوب وتسمر بها أو تربط بالحبال. والصليب كلمة مهمة في الكتاب المقدس، خاصة في العهد الجديد فوردت كلمة الصليب 28 مرة وفعل الصلب 46 مرة…

لقد مات يسوع مصلوبا، فأصبح الصليب، الذي كان أداة للفداء، مع الموت، والألم، والدم، أحد الأركان الأساسية التي تساعد على كتذكيرنا بخلاصنا. إنه لم يعد عارا، بل أصبح مطلب، وعنوان للمجد، للمسيح أولا ثم للمسيحيين من بعده. يقول الكتاب “وإن كان المسيح قد صلب” (أعمال 2:23)، “وعل على خشبة” (أعمال 5:30) عن طريق متعثرة (تثنية 21:23)، فقد كان ذلك على الأرجح بسبب بغض إخوته. أما بعد أن أوضحت النبوءة هذا الحادث، فإنه يكتسب بعدا جديدا: فإنه يتمم “ما كتب عن مصير المسيح” (أعمال 13:29) من أجل ذلك فإن الروايات الإنجيلية عن موت يسوع تحوي بين طياتها إشارات كثيرة إلى المزامير. ف “كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام”. كما سيوضح ذلك القائم من بين الأموات لتلميذي عماوس: “فقال لهما: يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياء، أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟” (لوقا 24:25 – 26)…

لقد تلا بولس الرسول عن التقليد الأصلي أن “المسيح مات من أجل خطايانا كما جاء في الكتب” (1 كورينتس 15:3) إن هذا المعطى التقليدي يقدم لتأمله اللاهوتي نقطة انطلاق، إذ إنه باعترافه بأن الصليب هو الحكمة الحقيقية، لا يريد أن يعرف إلا يسوع مصلوبا. فالله تصالح مع كل الكائنات “بدم صليبه” (كولوسي 1:20)، مزيل كل الانقسامات القديمة التي كانت سببها الخطيئة، وأقام السلام والوحدة بين اليهود والأمم لكي يكونوا بعد إلا جسدا واحدا (أفسس 2:14 – 18). فيرتفع الصليب إذنا فوق الحدود الفاصلة بين تدبيري العهد القديم والعهد الجديد.

الصليب والآلام إذ إن المجمع الفاتيكاني الثاني يعلمنا في عدد 615 بأن يسوع أحل طاعته محل عصياننا: “كما جعل الكثير خطأه بمعصية إنسان واحد، كذلك بطاعة واحدة يجعل الكثير أبرارا” (رومة 5:19). فيسوع بطاعته حتى الموت أقام الخادم المتألم بديلا، ذاك الذي يقدم حياته ذبيحة تكفير، إذ كان يحمل خطايا كثير ويبرهم بحمله آثامهم. فيسوع كفر عن آثامنا ونال صفح الأب عن خطايانا. وفي العدد 616 بأن يسوع يتم ذبيحة على الصليب: المحبة إلى الغاية هي التي تجعل لذبيحة المسيح قيمتها الفدائية والتعويضية، والتكفيرية والتوفيقية. إنه قد عرفنا وأحبنا في تقديم حياته. “محبة المسيح تحثنا، إذ نعتبر أنه، إذا كان واحد قد مات عن الجميع فالجميع قد ماتوا معه” (2 كورينتس 5:14).

ما من إنسان، وإن كان أقدس القديسين، كان بإمكانه أن يحمل خطايا جميع البشر، وأن يقدم نفسه ذبيحة عن الجميع. فوجود شخص الابن الإلهي في المسيح، ذلك الشخص الذي يفوق البشر وفي الوقت نفسه يشمل جميع أشخاص البشر، والذي يقيمه رأس للبشرية كلها جمعاء، الذي يجعل ذبيحته الفدائية عن الجميع ممكنة. وفي عدد 617 والمجمع التريدنتيني يعلم: “إنه بآلامه المقدسة، على خشبة الصليب، استحق لنا التبرير. وقد أبرز الطابع الفريد لذبيحة المسيح على أنها (علة خلاص أبدي) والكنيسة توقر الصليب مرنة: (السلام عليك، أيها الصليب، يا رجاءنا الوحيد!)”. وفي العدد 621 “يسوع قدم باختياره نفسه لأجل خلاصنا، هذه المتقدمة عبر عنها وحققها مسبقا في العشاء الأخير:” هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم (لوقا 22:19)…

وكم من أناس حملوا صليبهم ولم يقدروا أن يحملوه بل يسوع هو من أعانهم على حمله. فالصليب هو واقع حياتنا اليومي، من اضطهاد ومرض وكل ألمٍ. والصليب ليس مجرّد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلّق على الصدور ولكن خطة الله لفداء الإنسان من خلال موت المسيح وقيامته. وهو ليس عقاب من الله لنا بل بقوّة صليبه أصبح قوّة خلاصنا ووسيلة عبورنا نحو الله. في الصليب تحصين ضد مكائد الشرّ. في لبنان، كلِّ قمّة أو تلة يكللها الصليب المقدّس وكانت مبادرة فردية للطوباويي أبونا يعقوب الكبوشي. واعتبر الآباء والأجداد هو وسيلة قويّة للتخلص من الشرّ المتربّص بهم. والصليب هو مجيد وفخر لهم إذ إنّهم استشهدوا بكل بسالة وإيمان وحملو صليبهم وتبعوه. نرنّم له بالقول:

الصليب المجيد

صليب الرب القائم

 هو شجرة خلاصي

منها اتغذى أنمو عند جذورها.

المسيحيون الشرقيون حملوا صليبهم بكل فرحٍ، من احداث لبنان ولاحقا سوريا الجريحة إلى العراق المذبوح والمفجوع بابنائه، نراهم يحملونه ومقولة “الله بيفرجها” تصاحب كلامهم وهمومهم اليومية… المسيح تألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث، فلا مسيحية وقيامة دون صليب وألم كما احتمل السيّد الرّب… نصلي، مع المصلوب: يا رب ارحم شعب الرازح تحت الصليب.

The post الصليب المجيد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة https://ar.zenit.org/2024/04/08/%d8%a8%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%aa%d9%87-%d8%a3%d9%82%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%88%d9%87%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7/ Mon, 08 Apr 2024 09:55:49 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72007 القيامة إشراقة العهد الجديد

The post بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
نردد في الاحتفال بالقداس الالهي.بالاعتراف والإيمان ،فنقول ” آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة نعترف

تألم السيد المسيح  من جراء خطايانا، قد حملها بطاعة كاملة، ومحبة فائقة، مات كي يحيينا في الحق والقداسة والبر ويرفع عنا الظلم وينقض حاجز العدواة القديمة الذي كان يفصل بين الله والإنسان.نذكر في القداس الغريغوري ” والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها وأصلحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الاثنين واحدًا وأكملت التدبير بالجسد”.

قام بقدرة فائقة وباإمكانيات جديدة يستطيع أن يهبَ ذاته لنا، ويتحد بنا ” الكلمة صار جسدا وسكن بيننا“.

نحن بقيامة المسيح نلنا عربون الحياة والاتحاد به وصار لنا  فيه كل شيء وبالتالي كل مَن يَقبل قيامته ينال شركة الحياة فهو يصير عضوًا فيه. هذه هي الحياة الجديدة والقيامة التي أنشأت في الإنسان كياناً وقدرات ورؤية أعظم بكثير مما هو عليه الآن، فالإيمان بالمسيح والقيامة والحياة الأبدية تحتاج الى عين طاهرة ونقية، وإلى أُذن تسمع وتصغي وإلى قلب يحب ويرحم والى فكر متجدد دائماً ” تغيروا عن شكلكم، بتجديد أذهانكم رو12/2″ قلبًا نقيًا أخلق فيّ يالله مز50/10″.

المسيح القائم من الأموات الآن، هو مركز التاريخ الثابت والدائم والحقيقي وحوله تدور حوادث الإنسان كلّها. أما الحوادث التي لا تمتّ بصلة للمسيح فهي خارج التاريخ وهي تتقلص وتتلاشى وتضمحل.

كتب غبطة ابينا البطريرك ابراهيم إسحق بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية للاقباط الكاثوليك قائلاً “العام يتساءل الكثيرون في أنحاء العالم اليوم، إلى أين يمضي هذا العالم، والكوارث والمحن تحيط به في جنبات الأرض، حروب ودماء تسفك، ودموع تسيل، لاجئون هاربون وقد عجز العالم عن حلّ معضلتهم، بدع وتطرّف هنا وهناك، إنحسار واضح للقيم الروحيّة وانفلات في الأخلاق حتى ظنّ الكثيرون أن ليس للعالم غد أفضل أو مستقبل أكثر أمنًا ورقيًّا. وتأتي قيامة المسيح لتعلّمنا أن نقول لا لليأس والإحباط وانّ العالم في يد أمينة هي يد الخالق، وكم مر على هذا العالم من مآسٍ لا تحصى لكن الغلبة كانت دومًا للإيمان والرجاء والمحبة لأن المسيح داس الموت وظلامه، ومزق الخوف والشك وقام من الموت. وبقيامته أقام الإنسانية من سقطتها .

“بما أنّ الموت بإنسان، بإنسان أيضًا قيامة الأموات، فكما أنه في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع” (1كور 15 : 21 – 22 ).

قال الملاك  للنسوة “إنه ليس ههنا، لقد قام من الموت”، فلم يكن للموت سلطان على المسيح ليبقى مع الراقدين وهو القائل أنا الطريق والحق والحياة ( يو 14 : 6 ) قام وعاد ليملأ حياة الناس بالنور والنعمة، الإنسانية كافّة مدعوّة من المسيح، كأسرة واحدة، لتعيش في أمنٍ وسلام.

 ينبغي أن تسقط العداوة والكراهية والتطرّف، ويحلّ محلّ ذلك التضامن والمحبة والتسامح. أسّست قيامة المسيح بشريّة جديدة، وأكدت أن الحياةَ بعد الحياة، وإنسانيةَ الانسان الحقيقية في ات حاده بخالقه، مصدرِه ومصيرِه، وكل إنسانٍ مؤمنٍ عليه أن يقوم من ضعفه ومن سقطاته بعد أن قام المسيح من الموت ليأخذ بيد كل محتاج أو ضعيف، ووضع قيمًا روحيّة تقود الفرد والأسرة والمجتمع في طريق النور والخلاص، قيامة المسيح علّمتِ البشريةَ أنّ الحياة أقوى من الموت، وأن الإنسان يحمل رسالة من الله وأمانة، وأن كل إنسان مسؤول عن أخيه الإنسان.

إن عيد القيامة هو عيد لقيامة ضمير كل إنسان ويقظته، لنترك الأكفان جانباً، ولا نُستعبد لذكريات الألم ولا نستسلم لليأس بل لنر في قيامة المسيح الرجاء الأكيد، والأمل الحقيقي والتجديد المتّصل لشؤون الحياة كلّها. نقوم من كل حدث مؤلم، أو خبرات الفشل، وننظر إلى من تحمّل الألم والموت ثم قام لتقوم معه البشرية وتتفاءل في المستقبل وعملِ الواجب والخير. قام المسيح، دحرج الحجر، سقطت القوى الغاشمة التي كانت تظن أنها تحرس القبر.

الروح لا تُحبس، والحقّ مهما ضاق عليه الخناق سينتصر، قام المسيح فليفرح كل من يجاهد للبناء والتقدم، وكل من تألم ويتألم من أجل خدمة الإنسان وتقدم الحياة، وكل من يثق في أن الله قد دعا كل إنسان “كن أمينًاً حتى الموت فلسوف أعطيك إكليل الحياة”

إنها القيامة هي إشراقة العهد الجديد المبرَم بين الله والانسان في شخص المسيح يسوع شمسِ البرّ وهذا ما يدعونا دائمًا وابدًا الى أن نقف باستعداد وفرح ومحبة مع من يستحقّ أن نفرح معه لأفراحه ونحزن لأحزانه، لأن المسيح قاسمنا هذا الهّم واعطانا نعمة الفرح والسرور وإلى أن نمدّ يدنا إلى كل انسان فقير ومحتاج ونكون قدوة لكل طفلٍ ونتعطّف على كبارنا ونتعلّم منهم خبرة الأيّام والسنين .وأن نعطي كما نحبّ أن نأخذ ونسقي أرضنا بماء الطهارة ونلّون صفحاتنا البيضاء بلون النقاء. وهذا ما يدعونا إلى أن نصغي باهتمام إلى المظلومين والمضطَهَدين وذوي القلوب الجريحة فنؤاسيهم في ما يحملون “ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله”

يأتي الينا عيد القيامة لنتنسّم منه رائحة الحياة الحقيقيّة التي أٌنعم الله بها علينا، طالما هنالك إيمان بالقيامة فهنالك الرائحة الطيّبة التي تنسّم العالم بربيع الحبّ والامان والاستقرار والعيش المشترك وتقاسم خيرات الأرض التي هي هبة الله للجميع “ففي البدء خلق الله السماوت والأرض، ورأى الله أنّ ما صنعه كلّه حسنٌ جداً”. جاء حدث القيامة ليعلن أنّ الميت حيّ وانّ ابن الإنسان قد هزم الموت بالموت ليبزغ فجرُ ثقافةٍ جديدةٍ تفوق كلّ ثقافة وفكرٍ وفلسفةٍ، ثقافةٍ محورُها وأساسُها يسوعُ المسيح معلّمُ الناصرة والنجّارُ الفقيرُ الوديعُ والمتواضع القلب، الذي صالح الجميع مع الله الآب، “صالح الارضيّين مع السمائيّين وفتح باب السماء ورأينا مجده كابنٍ وحيدٍ لأبيه ومن ملئه اخذنا نعمة فوق كلّ نعمة”.

كتب سيادة المطران يوحنا قلته في كتابه المسيح لن يغادر العالم:

لم يأت المسيح ليرحل بعد حياة قصيرة، لأنه ليس زائراً عابراً أو سائحاً صالحاً أو مؤسساً لديانة جديدة، بل تجسد المسيح وهو الله الكلمة Le Verbe Incarne. هو الله، ملء اللاهوت، هو مَن أخلى ذاته والتحف بالطبيعة البشرية، ليعيد صياغة الإنسان، وصياغة الحياة، وصياغة الألم، وصياغة الموت، نعم طُرد آدم وبنوه من الفردوس لأنهم فقدوا المعنى الحقيقي لخلقهم، والهدف الأسمى لبقائهم في الفردوس، وسقط عنهم ما يربطهم بخالقهم، الحب، والطاعة، والنقاء، ومن ثم سقط عنهم حق الحياة المتحدة بالقدوس، أو قل ببساطة استخدم بنو آدم في شخص أبي البشرية حقهم في الحرية والاختيار، ليبتعدوا عن مصدرهم وعن غايتهم، فحدث ما حدث عبر التاريخ البشري وقد سلبت منه الأنوار الإلهية وتحول البشر إلى وحوش كاسرة، يأكل القوي من كان ضعيفاً، وسجدوا للمتعة وتحولوا إلى عالم آخر من الكبرياء والعنصرية وعبادة المال والسلطة وفقدوا الطريق والحق والحياة، تحكمهم غرائزهم ويقودهم الجهل، وعاشت البشرية عصوراً طويلة تئن من هول المأساة، ولا تدري أين الخلاص، لولا رحمة الله بهم ومحبته لخليقته.

وعند ملء الزمان، يقول العلماء إن هذا الزمان هو عمر الإنسان على الأرض حتى مجئ المسيح، ولم تكن رحمة الله لترضى بمزيد من التعاسة والشقاء، ولم يكن حب الله للبشر ليرغب في امتداد الجهل والبؤس والشقاء، ومن حب الله اللا محدود، للإنسان صنع يديه، وإبداعه، ومن إرادة الله أن يشترك الإنسان في مجده وملكوته وهو هدف الخلق، وبعد استنفاد رسالة أنبياء العهد القديم، تجلت عظمة الله، في حبه، في رحمته، في حنانه، أراد أن يعيد الإنسان إلى غايته وهدف خلقه، جاء الله الكلمة، المنبثق من الذات الإلهي، قل هو الله الكلمة، قل هو الله الأبدي المطلق، قل هو ابن الله بعيداً كل البعد عن فكرة التناسل الجسدي، قل هو يسوع المسيح المولود في ذات الله منذ الأبد، ولد من الروح القدس ومن العذراء في لحظة من التاريخ سماها الوحي “ملء الزمن”.

The post بقيامته أقامنا من سقطتنا ووهبنا الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
حدث البشارة يستمرُّ كتحقيقٍ متواصلٍ لتصميم الله الخلاصي https://ar.zenit.org/2024/04/08/%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d9%8f%d9%91-%d9%83%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8d-%d9%85%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%84%d9%8d-%d9%84/ Mon, 08 Apr 2024 09:48:36 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72005 تأمل لمناسبة عيد البشارة

The post حدث البشارة يستمرُّ كتحقيقٍ متواصلٍ لتصميم الله الخلاصي appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” السلام عليكِ يا مريم ، أيّتُها المُمتَلئةُ نعمةً ، الرّبُّ معكِ …لا تخافي ! لقد نِلتِ حُظوةً عند الله ”  ( لوقا ١ : ٢٦ – ٣٨ )

في بشارة الملاك لمريم العذراء ، إتَّخذَ الله ، بفيضٍ من محبته ، مبادرةَ الدخول في شركة إتحاد مع الجنس البشري بشخص مريم البتول المخطوبة ليوسف من الناصرة ( متى ١: ١٨ ) . فكان ” سلامُ الملاك لها ” تهنئةً بامتلائها من النعمة الإلهية . وقد كشفت الكنيسة هذا الإمتلاء ومعانيه بإعلانها عقيدة الحبل بلا دنس على لسان القديس البابا بيوس التاسع في ٨ اكتوبر / كانون الأول ١٨٥٤. فكانت التهيئة لهذه الشركة بالإعلان العقائدي: “إنّ العذراء مريم الكلّية القداسة، في اللحظة الأولى من الحبل بها في حشا أمها، حُفظتْ معصومة من دنس الخطيئة الأصلية، بنعمةٍ خاصّة وامتيازٍ من الله الكلّي القدرة ، إستباقاً لاستحقاقات يسوع المسيح ، مخلِّص الجنس البشري ” ( الدستور الرسولي :    “ Ineffabilis Deus ” ٨ كانون الأول ١٨٥٤ ) .

” الحظوة التي وجدتها عند الله ” ( لوقا ١ : ٣٠ ) فهي :

أنّ ابن الله يدخل أحشاء العذراء مريـم  جنيناً بقوة الروح القدس ، فيصبح اتحادُها الروحيُّ بالله إتحاداً عضوياً .  هكذا تصبح مريم لكلّ إنسان مؤمن ولكلّ مؤمنة النموذج والمثال لهذا الإتحاد . إنّ مبادرة الله الأولى بعصمة مريم من خطيئة آدم الأصلية ، والثانية بدعوتها لتكونَ أمَّ ابنه المتجسِّد ،  فعلا ًًحبّ كبير ، ومريم بدورها بادلت الحبّ بالحبّ عندما أجابت الملاك : ” أنا أمة الرب ، فليكُن  لي بحسب قولِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) . فتقبّلت بكلّ قلبها إرادة الله الخلاصية ، وكرّست ذاتها بكلّيتها لشخص ابنها ورسالته ، وأضحت بنعمة الله القدير شريكة الفداء . ذلك أنّها حافظت على الإتحاد بابنها حتى الصليب ، حيث وقفت منتصبة ، متألّمة مع ابنها الوحيد آلاماً مبرّحة ، مشتركة بذبيحته بقلبٍ والدي ، حتى سلّمها مِن على الصليب الأمومة لكلّ إنسان، بل للكنيسة وللبشرية جمعاء بشخص يوحنا الرسول : ” يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنّا هذه أمك ” ( يوحنا ١٩ : ٢٦ – ٢٧ ) . هكذا اتّضح سرُّ الألم البشري الذي تُولد منه ثمارٌ جديدة ، فيبقى على كلّ واحد منا ، كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني : ” أن يكتب صفحة خاصّة به في إنجيل الألم الخلاصي ” .

من آلام المسيح وموته وُلدت الكنيسة :

كما تُولد السنبلة من حبّة القمح التي تقع في الأرض وتموت ” إنَّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تَمُتْ تَبقَ وحدها . وإذا ماتت أخرجت ثَمراً كثيراً ” ( يوحنا ١٢ : ٢٤). هكذا وُلدتِ الكنيسة عندما جرى دمٌ وماء من صدر يسوع المطعون بالحربة ، وهو ميتٌ على الصليب . فكان الماء رمز المعمودية التي بها نولد ونصبح أبناءً لله وأخوةً بعضنا لبعض ، والخمر رمز دم المسيح الذي يشير إلى محبته العظمى . ففي ذبيحة القداس يغسل الربُّ يسوع بدمه خطايا التائبين ، وفي وليمة جسده ودمه يعطي الحياة للعالم. الكنيسة هي أداة الشركة وعلامتها : فهي من جهة جماعة المؤمنين المتّحدين بالله ، ومن جهة ثانية جماعة المتّحدين بعضهم ببعض وبكلّ الناس . إلى هذه الكنيسة ننتمي ، لنكون جماعة المحبة .

مريم الأمّ البتول ليسوع التاريخي ، أصبحت بآلامها على أقدام الصليب ، أمّاً بتولاً للمسيح الكلّي الذي هو الكنيسة ، وأصبحت صورتها ومثالها . فالكنيسة أمّ وبتول تلدنا بالكلمة والمعمودية أبناءً لله ، بالإبن الوحيد وإخوة بعضنا لبعض . الكلّ بفيضٍ من محبة الله لنا بالمسيح ، وبجوابِ الحبّ منّا الذي نعيشه مع الله وجميع الناس .

البشارة مسيرةُ وعد بالإنتصار على الخطيئة :

ويُعلِّمنا حدثُ البشارة لمريم ” فلمّا تمَّ  الزمان ، أُرسلُ الله ابنَهُ مَولوداً لإمرأةٍ ، مَولوداً في حُكمْمِ الشريعة ، ليفتدي الذين هم في حُكْمِ الشريعة ” ( غلاطية ٤ : ٤ – ٥ ) أنّ الله هو سيدُ تاريخ البشر، يسهرُ عليه ويقودُه بحبِّه وحكمته ، لكي يكونَ تاريخَ خلاصٍ للبشرية جمعاء . البشارة لمريم تُشكّل فيه نقطة وصول وإنطلاق .

أما نقطة الوصول فهي بعد مسيرة الوعد بالإنتصار على الخطيئة والشرّ ، طيلة العهدِ القديم .  وهو وعدٌ قطعه الله لحواء المرأة الأولى بعد سقطتها وإغواء الحيّة ” الشيطان ” لها ، إذ قال للحيّة : ” أجعل عداوة بينكِ وبين المرأة، وبين نسلكِ ونسلها، فهو يسحق رأسكِ، وأنت ترصدين عقبه ” ( تكوين ٣: ١٥ ) . فتحقَّق الوعدُ بالبشارة لمريم التي هي المرأة الجديدة البريئة من خطيئة آدم وحواء ، ومن أي خطيئة شخصية . ونسلها هو يسوع المسيح فادي الإنسان والمفتدون به . والحيّة هي الشيطان ” ابو الكذب ” ” أنتم أولادُ أَبِيكُم إبليس ، تُرِيدُون إتمامَ  أَبِيكُم إبليس ” ( يوحنا ٨ : ٤٤ ) وكلّ الذين أغواهم وساروا في طريق الخطيئة والشرّ، وينهجون نهجه باعتماد الكذب والتضليل .

أما نقطة الإنطلاق فهي العهد المسيحاني الجديد، عهد النعمة والإنتصار على الخطيئة والموت الذي بدأه يسوع المسيح ، ابن مريم بالجسد وابن الله منذ الأزل ، مذ تَكوَّن في أحشاءِ  مريم يوم البشارة . وهكذا دخل الله ، بالمسيح وعمل الروح القدس ، في قلب الأسرة البشرية وتاريخها ، جاعلاً من هذا التاريخ تحقيقاً لتصميمه الخلاصي ، بالتعاون مع كلِّ إنسان ، ولاسيما الذين أصبحوا بالمعمودية أعضاءً في جسده السرّيِّ الذي هو الكنيسة . إنّ الكنيسة ، بعنصرَيها الإلهي والبشري ، كما  يُسمّيها القديس أغسطينوس ” المسيح الكلّي ” ، مؤتمنة على تحقيقِ تصميمِ الخلاص بواسطة كلِّ واحدٍ من أعضائها،  لخيرِ جميع الشعوبِ والأمم ، مُدركةً أنّ طريقَها شاقٌ إذ ” تسيرُ على حدِّ قول القديس أوغسطينوس :  بين اضطهاداتِ العالم وتعزياتِ الله ” .

من كلِّ ذلك أنَّ نُدرِكُ أن حدثَ البشارة لا ينتهي في الماضي ، بل يستمرُّ كتحقيقٍ متواصلٍ لتصميم الله الخلاصي ، عِبرَ كلِّ إنسان ، ولاسيما المسيحيين أعضاءِ جسدِ المسيح . فيتغيَّر فقط الزمانُ والمكانُ والأشخاص . ويبقى على كلِّ إنسان أن يكتشفَ ، بالصلاة والتأمّل وإلهامات الروح القدس ، دورَه في تصميم الخلاص الذي ينتظرُه اللهُ منه .

+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا                                                                                                                                                                                                              اسقف الاسكندرية  للأرمن الكاثوليك

The post حدث البشارة يستمرُّ كتحقيقٍ متواصلٍ لتصميم الله الخلاصي appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>