حياة روحيةوصلاة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/حياة-روحيةوصلاة/ The World Seen From Rome Mon, 18 Nov 2024 11:53:54 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png حياة روحيةوصلاة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/حياة-روحيةوصلاة/ 32 32 هل الكتاب المقدّس يذكر شيئًا عن المطهر؟ https://ar.zenit.org/2024/11/18/%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d9%91%d8%b3-%d9%8a%d8%b0%d9%83%d8%b1-%d8%b4%d9%8a%d8%a6%d9%8b%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%87%d8%b1/ Mon, 18 Nov 2024 11:53:54 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74965 الكتاب المقدس والمطهر

The post هل الكتاب المقدّس يذكر شيئًا عن المطهر؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

كثيرًا ما يُطرح بين المؤمنين هذا السؤال  : ” هل الكتاب المقدّس يذكر شيئًا عن المطهر” ؟

المطهر هو مكان للألم والقصاص، حيث العدالة الإلهيّة تُطهّر الأنفس لتصبح مُستعدّةً لدخول الملكوت. إنّه مكان وسطيّ بين السّماء حيث الفرح الأبديّ، والجحيم حيث الألم الأبديّ، وهو قريبٌ من الجحيم بآلامه المبرّحة، وقريبٌ من السّماء بتقديس الأنفس المتألمّة.

فهو عقيدةٌ إيمانيّة أقرها المجمع التريدنتيني  ١٥٦٣ ، وعلّمها كلٌّ من المجامع : ليون الثاني ١٢٧٤ ، فلورنسا ١٤٣٩ ، والمجمع الفاتيكاني الثاني ١٩٦٤ . ومن يُنكر أيّ عقيدة كنسيّة يقعُ في حال الحُرم الكنسيّ!

فإذَا ، لماذا يُصلّي المؤمنون للأموات ويقيمون الجنّازات ومراسم التاسع و الأربعين والسّنة ؟ وخاصةً أولئك الذين لا يؤمنون بعقيدة المطهر ؟

إن كانت النفوس التي في السماء ليست بحاجةٍ إلى صلاتهم ، ولا النفوس التي هلكت في جهنّم للأبد التي لا تستفيد  من صلاتهم ؟

نصّ العقيدة :

– مجمع ليون الثاني :

” إن مات المؤمنون التائبون حقًّا في المحبة، قبل أن يكفرِّوا بثمارٍ لائقة بالتوبة، عمّا ارتكبوه أو أهملوه، فستُطَهَّر نفوسُهم بعد الموت بعقوباتٍ مُطهِّرة. هذا وإنّ تشفاعات المؤمنين الأحياء ستفيدهم للتّخفيف عن هذه العقوبات، وهي ذبيحة القدّاس والصّلوات والصّدقات وسائر أعمال التّقوى التي اعتاد المؤمنين أن يقوموا بها من أجل سائر المؤمنين، بحسب ما أنشأته وعلمته الكنيسة …”.

– المجمع التريدنتيني:

” إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة، وبوحيٍ من الروح القدس، وانطلاقًا من الكتاب المقدس، وتقليد الآباء القديسين القديم علّمت في المجامع المقدسة، وأخيراً في هذا المجمع المسكوني بأنّه يوجد مطهر . كما يطلُب المجمع من الأساقفة أن يبذلوا قُصارى جَهدهم، لجعل عقيدة المطهر السّليمة التي نقلها الآباء القدّيسون والمجامع المقدّسة، موضوع إيمان المؤمنين يحفظونها وتكون منتشرةً ومعلنةً في كلّ مكان.”

١ –  الكتاب المقدس وعقيدة المطهر :

أ‌. العهد القديم

” ثُمَّ أخذوا يُصَلُّونَ وَيَبْتَهِلُونَ أَنْ تُمْحَى تِلْكَ الْخَطِيئَةُ الْمُرتكبةمحواْ تاماْ ، … ثُمَّ جَمَعَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَةً، فَبَلَغَ الْمَجْمُوعُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ مِنَ الْفِضَّةِ، فَأَرْسَلَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدَّمَ بِهَا ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطِيئَةِ. وَكَانَ عمله مِنْ أَحْسَنِ الصَّنِيعِ وَأَسماهُ على حسب فكرة  قِيَامَةَ الْمَوْتَى، لأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يرجوا قِيَامَةَ الَّذِينَ سَقَطُوا ، لكَانَتْ صَلاَتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَوْتَى أمراً  سخيفاْ لا طائل تحته . و إن عدّ أنّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِالتَّقْوَى قَدِ ادُّخِرَ لَهُمْ ثَوَابٌ جَمِيلٌ، كان في هذا فكر  مُقَدَّسٌ تُقَوِيٌّ. وَلِهذَا قَدَّمَ ذبيحة التكفير  عَنِ الْاموات  لِيُحَلُّوا مِنَ الْخَطِيئَةِ.” ( سفر المكابيين الثاني ١٢ : ٤٢ – ٤٥)

يوضح هذا النّص : أنّ الصلاة والحَسنة (التّقدمة) هما من أجل غفران خطايا الّذين ماتوا بخطاياهم العرضيّة لا المميتة، ولكن كيف تغفر الخطايا بعد الموت؟

ب‌. العهد الجديد :

١ – يقول الرب يسوع : ” اما من قال كلمة على الروح القدس ، فلن يُغفر له، لا في هذه الدنيا  ولا في الآخرة ”. (متى ١٢ : ٣٢)

هذه الآية تعني أنّه توجد خطايا تغفر في هذه الدنيا، وخطايا تغفر في الحياة الأخرى. فكيف تغفر الخطايا بعد الموت، وفي أيّ مكانٍ ان لم يكن يوجد مطهر ؟

٢ – ” سارِعْ إلى إرضاء خصمكَ ما دُمتَ معه في الطريق، لئلّا يسلّمكَ الخصمُ إلى القاضي ، والقاضي إلى الشرطيّ ، فتُلقى في السّجن . الحقّ أقول لك : لن تخرج منّه حتى تؤدّي آخر فلسٍ “. (متى ٥ : ٢٥ – ٢٦)

أُطلب التوبة قبل الموت والوقوف أمام الدّيان، لأنّه متى مات الإنسان وعليه دينٌ، فإنّه يُلقى في السّجن ، والسجن هنا هو          ” المطهر ” ، ولن يخرج منه حتّى يوفي كلّ ما عليه : أي يتطهّر تمامًا من خطاياه. ذلك لأنّه : “وَلَنْ يَدْخُلَ السّماءَ شَيْءٌ نجس ، وَلاَ فاعل قبيحة ولا كذب ،بل الذين كُتبوا في سفر الحياة ، سفر الحمل ” (رؤيا القديس يوحنا ٢١ : ٢٧)

السّجن ، كما قلنا سابقا هو المطهر ، وليس جهنّم لأنّ من يدخل جهنّم لا يخرج، فهي مصيرٌ أبديٌّ. أمّا هنا فيشير إلى الخروج، وبالطبع ليس السّماء لأنّها ليست سجنًا بل هي فرحًا أبديًّا.

٣ – ” سيظهر عَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ  ، فيوم الله سيعلنه ، لأَنَّهُ في النَارٍ سيكشف ذلك اليوم ، وَهذه النَّارُ ستمتحن قيمة عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ .  فمن بَقِيَ عَمَلُه الذي بَنَاهُ عَلَى الأساس نال أُجْرَةً. ومنِ احتَرَقَ عَمَلُه كان من الناس الخاسرين ، وَلكِنْ كَمَن يخلص من خلال  النَار . (كورنتس الاولى ٣ : ١٣ – ١٥) .

ما هي أهميّة القداس الذي يقدّم على نيّة الموتى؟

ماذا يقول البابا القديس  يوحنا بولس الثاني؟ ‎

من خلال تقديم القداس إلى الرب ندرك تضامننا معهم ونشاركهم في خلاصهم من خلال هذا السر العجيب لشراكة القديسين. تعتقد الكنيسة أن صلوات المؤمنين وتقديم القداديس على نية النفوس المحتجزة في المطهر تساعدها على التحرر من عذابات المطهر ،  وكذلك الصدقات والحسنات والتبرعات  وغيرها من أعمال التقوى التي تُقدم خلاص أنفسهم ..

يتابع قداسته قائلآ :”  أشجع الذين أمنوا بالمسيح القائم من بين الأموات ، على إقامة الصلوات من أجل الأموات ، أدعوهم للصلاة لراحة أعضاء أسرهم ، ولجميع أمواتنا الذين لقوا حتفهم ، ورقدوا على رجاء القيامة . بالصلوات وتقدمة القداديس قد يحصلون على المغفرة ، وقد يسمعون دعوة الرب القاتل : ” تعالي أيتها النفس العزيزة إلى الراحة الأبدية في أحضان الخير حيث أعددت لك المسّرات الأبدية ” .

خلاصة القول في تأملنا :

الأساس هنا هو السيّد المسيح وكلّ من يبني عمله عليه ينال أجره أي أنّه سيخلص. ولكن من خسر عمله إنّما يخلص ولكن من خلال النار، أي لا بدّ أن يجتاز النّار. وهذا هو الجهد الّذي من خلاله يخلص الإنسان.

هذا ، وهناك العديد من الرؤى لقدّيسين ومتصوّفين في الكنيسة عن المطهر، أهمّهم القدّيسة فيرونيكا جولياني. نرجو مراجعة تعاليمهم للفائدة لخلاص نفوسنا .

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post هل الكتاب المقدّس يذكر شيئًا عن المطهر؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الصلاة هي العيش الآن في تلك الشركة النهائية مع الله التي تتجاوز الموت https://ar.zenit.org/2024/09/23/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87/ Mon, 23 Sep 2024 19:05:55 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74141 اختارهم مختلفون

The post الصلاة هي العيش الآن في تلك الشركة النهائية مع الله التي تتجاوز الموت appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
بقلم د. أغسطينوس  رمزي منير الفرنسيسكاني

لوقا ٦: ١٢ – ١٩

النص الإنجيلي

  1. وفي تلك الأيام ذهب إلى الجبل ليصلي، فأحيا الليل كله في الصلاة لله.
  2. ولـما طلع الصباح دعا تلاميذه، فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلا وهم:
  3. سمعان وسماه بطرس، وأندراوس أخوه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرتلماوس،
  4. ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يقال له الغيور،
  5. ويهوذا بن يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي انقلب خائنا.
  6. ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط، وهناك جمع كثير من تلاميذه، وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم، وساحل صور وصيدا،
  7. ولقد جاؤوا ليسمعوه ويبرأوا من أمراضهم. وكان الذين تخبطهم الأرواح النجسة يشفون،
  8. وكان الجمع كله يحاول أن يلمسه، لأن قوة كانت تخرج منه فتبرئهم جميعا.

النص هذا يأتي مباشرة بعد المعجزة السابعة، العمل السابع ليسوع الذي “شفاء اليد”؛ ويتحدث عن اختيار الاثني عشر، حيث يُشبه هؤلاء الاثني عشر اليد المُعالجة؛ فالعدد اثنا عشر يذكرنا بالاثني عشر سبطًا من أسباط بني إسرائيل، والاثني عشر بطريركًا، واثني عشر عمودًا في الهيكل الجديد، ويمثل الشعب الجديد الذي يعرف أخيرًا كيف يتصرف كما يفعل الله، لأنه يمتلك “يد”. يمثل هذا المجتمع الجديد، الكنيسة التي هي رسوليّة، أي مؤسّسة على هؤلاء الاثني عشر ولها خصائص هؤلاء الاثني عشر.

ثانيًا. هذا النص يأتي مباشرة قبل خطبة التطويبات، حيث يعلن يسوع أخيرًا ما هي الكلمة التي تشفينا، وهي كلمة الابن؛ وهذا يعني أن اليد المُعالجة، التي تمثل هؤلاء الناس الجدد، هذا الشعب الجديد، هي بالضبط من أولئك الأشخاص الذين يستمعون ويعيشون هذه الكلمة، وهي كلمة الابن التي تجعلنا إخوة.

سنتوقف هنا بهذا النص حول المجتمع الجديد الذي ينشئه يسوع؛ سنفهم ما هو مصدر هذا المجتمع الجديد، أي اليد المُعالجة، وما هي خصائصه.

الآية الأولى التي نعلق عليها تقدم إطارًا جغرافيًا ووقتيًا، لكنها تتجاوز ذلك؛ فهي تشير إلى الجو الذي ينشأ منه اختيار يسوع.

  1. وفي تلك الأيام ذهب إلى الجبل ليصلي، فأحيا الليل كله في الصلاة لله.

“في تلك الأيام” يسوع الذي ذهب أي خرج – ويذكر بالخروج – أين خرج؟ إلى الجبل، وهو المكان الذي صعد إليه موسى لتلقي الشريعة، لتلقي كلمة الله؛ موسى نزل حاملاً كلمة الله، وهكذا يسوع سينزل حاملاً الكلمة الجديدة، الشريعة الثانية، العهد الجديد، عهد الرحمة والغفران، الذي يمنحنا القلب الجديد (إرميا٣١ ). يسوع يخرج ويذهب نحو هذا الجبل. نراه يقضي الليل في الصلاة لله. ليل يسوع في الصلاة. إنها فجر الكنيسة، بمعنى أننا نولد من ليل يسوع. الليل هنا يعني الموت، ونتذكر أنهم قرروا، في النص السابق، التخلص منه. لكن بالنسبة له، الموت ليس هو النهاية، بل هو الخروج والصعود إلى الجبل، في علاقة حميمة مع الله والصلاة: إنها الشركة مع الله.

ماذا يعني “قضاء الليل في الصلاة”؟ في النص اليوناني، كُتب “في الصلاة لله”، لأن هناك صلوات ليست لله؛ عادةً ما نصلي لأصنامنا، لخيالاتنا، وليس لله. الصلاة هي أن تقف أمام الله بطريقة تجعلك تكون على حقيقتك، لأننا خُلقنا على صورته وشبهه. يحدث هذا في الليل، وهو الوقت الذي يتلاشى فيه كل شيء، لحظة الفراغ والعدم، ما يحدث في نهاية اليوم ونهاية الحياة، أي إما الشركة مع الله أو نهاية كل شيء.

الصلاة هي العيش الآن في تلك الشركة النهائية مع الله التي تتجاوز الموت. هنا يتم ذكر المواضيع الأساسية التي تنبع منها الكنيسة: الخروج، الجبل، العلاقة الحميمة مع الله، مواجهة الليل، الفراغ، والموت. كيف؟ من خلال الشركة مع الآب.

هذا هو المصدر، وتتفق جميع الأناجيل على وضع نشأة الكنيسة عند أقدام الصليب، حيث واجه يسوع، في شركة مع الآب، الليل. من المهم أن يكون هذا هو أصل الكنيسة، وهي تلك الشركة التي تكون أقوى من الموت، أقوى من أي ليل، هذه الشركة مع الله. الكنيسة تتكون من جماعة من الأشخاص الذين لديهم حياة جديدة، حياة انتقلت من الموت إلى الحياة، لأنهم يملكون يدًا مشفاه.

عند مراجعة الترجمة للنص الذي بين أيدينا، نجد أنه لا يقول “ الصلاة الي لله”، على الرغم من أنه يمكن افتراض ذلك بالطبع. بل حرفيا يذكر “الصلاة لله”: يسوع يتناغم مع الآب، لا يبحث عن إجابات، ولكن من خلال هذا التناغم مع الآب، يصبح الإنسان يسوع قادرًا على اتخاذ قرار يكون وفقًا لمشيئة الله، فيما يتعلق بالبشر الذين يعيش معهم، وهم التلاميذ والرسل. التناغم مع الله يعني ألا نحاول أن ننتزع منه شيئًا أو نحصل على شيء غير معلوم، بل أن نعيش في تواصل كامل معه

.13. ولـما طلع الصباح دعا تلاميذه، فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلا وهم:

من هذا الليل الذي قضاه يسوع ينبثق يوم الكنيسة، يوم الشعب الجديد الذي هو دعوة جماعية، دعوة لجمع الناس معًا. جميعهم مدعوون معًا من قِبَله. المدعوون هم التلاميذ، والتلميذ هو من يتعلم، ونحن جميعًا تلاميذ دائمًا لأننا في الحياة نتعلم كيف نعيش كأبناء وأخوة؛ لا نتوقف أبدًا عن التعلم. وبينما نتعلم أن نكون تلاميذ، يمكننا أن نصبح رسلاً، أي أننا بينما نتعلم أن نكون أبناء، نُرسَل إلى الإخوة.

في النص الموازي في إنجيل مرقس، يُقال إن يسوع جعل “هؤلاء الاثني عشر ليكونوا معه”. تعريف الاثني عشر هو أن يكونوا في رفقة يسوع، “أن يكونوا معه”. مع يسوع الذي “هو معنا”، وبه، نحن، كأبناء، نحقق طبيعتنا، ونعثر على حقيقتنا. جوهر الكنيسة هو هذه الرفقة مع الابن التي تجعلنا نكون ما نحن عليه وتدخلنا في الثالوث كأبناء. بقدر ما توجد هذه الرفقة مع يسوع، نُرسل إلى الإخوة.

يختار الاثني عشر ليكونوا معه كإخوة ويرسلهم إلى كل أنحاء العالم، لأن من يعرف الابن ويعرف الآب يحب جميع الإخوة. الدافع للذهاب إلى الجميع ليس هو التعصب، أو التبشير، أو محاولة تحقيق المزيد من الأتباع، بل هو شيء آخر: إنه حب الآب نحو الأبناء الذي جعل الابن يفهمني من خلال تقديم حياته من أجلي. بالبقاء معه، أتمتع أيضًا بنفس الحب وأذهب نحو الآخرين جميعًا، دون استثناء، مُعلنًا الحقيقة، مُشَهِّدًا لها، وهي أننا أبناء وإخوة، ومن خلال ذلك أستطيع مواجهة روح الشر الذي يخلق الانقسام بيننا. هذه هي جوهر الكنيسة وجوهر كل إنسان. كل إنسان يكون إنسانًا عندما يعرف كيف يكون مع الابن، فيصبح ابنًا، ومن ثم يصبح أخًا؛ إذا لم يكن أحد ابنًا، لا يمكنه أن يكون أخًا. هل رأيتم أحدًا ليس ابنًا باستثناء بعض الآباء الأوائل؟ نحن جميعًا أبناء، ولكن بما أننا أبناء، نكون كذلك فقط إذا قبلنا الإخوة؛ خلاف ذلك، لسنا أبناء، مما يعني أننا نحاول أن نكون آباءً.

لوقا يتناول هذا الموضوع بشكل أكثر اعتدالًا، ويشير إلى أن يسوع اختار الاثني عشر، وهو رقم له دلالة واضحة لدى اليهود لأنه يرمز إلى الاثني عشر بطريركًا، وجذور الشعب الاثني عشر، جميعهم أبناء نفس الآب وأخوة فيما بينهم. هؤلاء الاثنا عشر يمثلون الشعب بأسره، كل الأسباط الاثني عشر، ويعني أن هذا الشعب الإسرائيلي يُمثل في هؤلاء الاثني عشر الذين هم إسرائيل الجديد؛ أي أن إسرائيل الجديد يصبح نورًا لجميع الشعوب. إسرائيل هو البكر الذي يكشف لجميع الشعوب من نحن: أبناء الله.

هم اثنا عشر، قد يبدو عددًا قليلًا، ولكن الاثني عشر هو الرقم الذي يدل على الكمال، على جميع الأسباط، ومع ذلك، هم بشكل ملموس اثنا عشر فقط، عدد قليل. من المميز في عمل الله انه يتدخل ويتعامل باستخدام القليل، الذين يكونون مفتوحين للجميع. لانه يأخذ في الاعتبار حدود الأفراد، ويعمل في الأشخاص، لا في الجماهير. يمنح الله هؤلاء الأشخاص روحه، أي يفتحهم للجميع.

الكنيسة، على الرغم من أنها كانت تضم فقط اثني عشر شخصًا، كانت بالفعل مفتوحة للعالم كله. قد نكون مليار شخص، ولكننا قد لا نكون كنيسة بل طائفة، بعقلية مغلقة ترغب في السيطرة على الآخرين بدلاً من الانفتاح على الجميع. أول شيء يجب قوله هو أن هؤلاء الاثني عشر يفتحون لنا فعلاً على الجميع، وهم حلقة الوصل بيننا والواقع الأصلي الذي هو يسوع، الابن. بدونهم، كنا سنكون مفصولين عنه، لأنه لن يكون هناك من يتحدث إلينا عنه. هم بداية الشهادة التي نتلقاها، والتي، كما نتلقاها، نختبرها، وكما نختبرها، يمكننا نقلها للآخرين.

  1. سمعان وسماه بطرس، وأندراوس أخوه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرتلماوس،
  2. ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يقال له الغيور،
  3. ويهوذا بن يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي انقلب خائنا.

الشيء الذي يثير الدهشة هو المعيار الذي تم به اختيار هؤلاء الأشخاص. كيف يمكن لأحد أن يختار إخوته؟ ما هو المعيار الذي يُستخدم؟

أعتقد أنهم لم يُختاروا بناءً على معيار محدد. اختيروا بشكل عشوائي. (حتى الوالدان لا يعرفان من سيولد قبل أن يأتي, نحن أبناء نفس الآب، ونحن إخوة). هؤلاء اجتمعوا بشكل عشوائي، لم يكن يمكن تشكيل فريق أكثر فوضى من هذا. لا يمكنك الاختيار بهذه الطريقة: لم يكن أحد منهم قد درس اللاهوت، أو القانون الكنسي، أو قضى وقتًا في الدير. والأهم لم يكن أي منهم بارعًا، أو متدينًا، أو زاهدًا، أو فريسيًا، أو معلمًا للشريعة. بل هم أشخاص عاديون، صيادون، وخطاة. والأكثر من ذلك، لم يكن مجرد أشخاص عاديين، بل كانوا غير متوافقين تمامًا. تخيلوا أن تجمع بين بطرس، أندراوس، يوحنا، ويعقوب، الذين كانوا يصطادون في محيط كفرناحوم، مع متى، الذي كان جابي ضرائب لصالح الرومان، في نفس البلد. كان هو الشخص الذي يكرهه الجميع أكثر، ولكن على الأقل يمكنك اختيار شخص آخر، كما أقول. ثم تضع أيضًا سمعان القانوي، (الذي يعني الزيلوت – الغيور)، الذي كان يقتل المتعاونين مع الرومان: هذا سيقضي على متى مباشرة، بمجرد أن يراه. كيف يمكن جمع هؤلاء معًا؟ لكن الجميل في الأمر هو أنهم جميعًا مختلفون وغير متوافقين؛ يبدو كأنه استمتع بوضعهم معًا عن عمد.

ليس فقط أنهم مختلفون وغير متوافقين، بل لا يمتلكون أي صفات دينية. لديهم ميول متنوعة للغاية: واحد يتعاون مع الرومان، والآخر يقتلهم إذا استطاع؛ واحد يقف في المنتصف ويقول إنه يكره الجميع، ويريد التخلص منهم، لكنه يتحلى ببعض الحذر. جميع المواقف الممكنة والمتخيلة. وهم معًا… وهذا هو الجمال. هم معًا لأنهم إخوة، لأنهم مدعوون من قِبَل شخص آخر.

يوجد بينهم شيء مشترك، على الرغم من ذلك: الأول ينكر، والأخير يخون، والآخرون يفرون؛ شيء مشترك وهو الخطيئة المشتركة. في الإنجيل، يظهر أن لديهم شيئًا آخر مشتركًا: لا أحد منهم يفهم شيئًا، وهم صلابو الرأي، وبطرس، الذي يمثلهم، هو الأكثر صلابة منهم جميعًا. يُعتقد أن إنجيل مرقس، الذي ينتقد بطرس قليلاً، ربما كُتب انتقامًا منه، بينما من المحتمل أن تكون مذكرات بطرس نفسه التي تقول: “انظر كيف كنت…”، وأن مرقس قد نقلها. بطرس هو نموذجنا، لا يصيب الصواب أبدًا، وعندما يصيب عن طريق الخطأ، يتراجع سريعًا، ولهذا فهو يمثلنا.تم به اختيار هؤلاء الأشخاص. كيف يمكن لأحد أن يختار إخوته؟ ما هو المعيار الذي يُستخدم؟

أعتقد أنهم لم يُختاروا بناءً على معيار محدد. اختيروا بشكل عشوائي. (حتى الوالدان لا يعرفان من سيولد قبل أن يأتي, نحن أبناء نفس الآب، ونحن إخوة). هؤلاء اجتمعوا بشكل عشوائي، لم يكن يمكن تشكيل فريق أكثر فوضى من هذا. لا يمكنك الاختيار بهذه الطريقة: لم يكن أحد منهم قد درس اللاهوت، أو القانون الكنسي، أو قضى وقتًا في الدير. والأهم لم يكن أي منهم بارعًا، أو متدينًا، أو زاهدًا، أو فريسيًا، أو معلمًا للشريعة. بل هم أشخاص عاديون، صيادون، وخطاة. والأكثر من ذلك، لم يكن مجرد أشخاص عاديين، بل كانوا غير متوافقين تمامًا. تخيلوا أن تجمع بين بطرس، أندراوس، يوحنا، ويعقوب، الذين كانوا يصطادون في محيط كفرناحوم، مع متى، الذي كان جابي ضرائب لصالح الرومان، في نفس البلد. كان هو الشخص الذي يكرهه الجميع أكثر، ولكن على الأقل يمكنك اختيار شخص آخر، كما أقول. ثم تضع أيضًا سمعان القانوي، (الذي يعني الزيلوت – الغيور)، الذي كان يقتل المتعاونين مع الرومان: هذا سيقضي على متى مباشرة، بمجرد أن يراه. كيف يمكن جمع هؤلاء معًا؟ لكن الجميل في الأمر هو أنهم جميعًا مختلفون وغير متوافقين؛ يبدو كأنه استمتع بوضعهم معًا عن عمد.

ليس فقط أنهم مختلفون وغير متوافقين، بل لا يمتلكون أي صفات دينية. لديهم ميول متنوعة للغاية: واحد يتعاون مع الرومان، والآخر يقتلهم إذا استطاع؛ واحد يقف في المنتصف ويقول إنه يكره الجميع، ويريد التخلص منهم، لكنه يتحلى ببعض الحذر. جميع المواقف الممكنة والمتخيلة. وهم معًا… وهذا هو الجمال. هم معًا لأنهم إخوة، لأنهم مدعوون من قِبَل شخص آخر.

يوجد بينهم شيء مشترك، على الرغم من ذلك: الأول ينكر، والأخير يخون، والآخرون يفرون؛ شيء مشترك وهو الخطيئة المشتركة. في الإنجيل، يظهر أن لديهم شيئًا آخر مشتركًا: لا أحد منهم يفهم شيئًا، وهم صلابو الرأي، وبطرس، الذي يمثلهم، هو الأكثر صلابة منهم جميعًا. يُعتقد أن إنجيل مرقس، الذي ينتقد بطرس قليلاً، ربما كُتب انتقامًا منه، بينما من المحتمل أن تكون مذكرات بطرس نفسه التي تقول: “انظر كيف كنت…”، وأن مرقس قد نقلها. بطرس هو نموذجنا، لا يصيب الصواب أبدًا، وعندما يصيب عن طريق الخطأ، يتراجع سريعًا، ولهذا فهو يمثلنا.

لديهم بعض الأمور المشتركة التي تكشف عن حقيقة عميقة؛ الأولى هي أنهم مختلفون، ومن المهم أن يكونوا مختلفين؛ الثانية هي أنهم لم يختاروا بعضهم البعض، ولن يختاروا بعضهم البعض أبدًا، ومع ذلك هم معًا؛ الثالثة هي أن جميعهم محدودون، بل يخطئون، وفي حدودهم وأخطائهم، سيختبرون جميعًا أنهم محبوبون مجانًا ومغفور لهم. سيتعرفون على الكرامة العظيمة التي يمتلكونها والتي لدينا، والتي ليست مجرد قشرة من التميز يمكن اكتسابها من خلال التفوق على الآخرين، بل الكرامة العظيمة هي أننا حقًا أبناء الله ونحن إخوة بيننا.

المفاجأة الكبيرة هي أن حدودنا، بدلاً من أن تكون مكانًا للصراع والانقسام، ستصبح مكانًا للتواصل، حيث يحتاج كل منا إلى الآخر. حتى بطرس سيحتاج إلى بولس الذي يوبخه. نحن مشابهون لله ليس لأن لدينا مزايا لا نهائية (فالله لديه المزيد منها ولا يحتاج إلى مزايانا)، بل لأن ما لدينا (ولا يمتلكه الله) هو حدودنا وخطايانا. من الغريب أننا مشابهون لله في هذا، لأنه بفضل حدودنا، يمكننا تحويلها إلى مكان للتواصل، والحب، والعطاء، والمغفرة. هذا ما يجعلنا مشابهين لله الذي هو حب، وتواصل، وعطاء، ومغفرة.

تُظهر لنا هذه الجماعة الجديدة كيف نعيش علاقاتنا، مع حدودنا، في تنوعنا، وفي عدم قابلية أحدنا للاندماج مع الآخر، وفي الخطأ المشترك، ولكن أيضًا في تجربة الحب المجاني المشتركة، وفي التجربة العميقة لكرامتنا وكرامة الآخر. في تنوعه، يشعر كل فرد بأنه موضوع كامل للحب مثل الآخر، وبالتالي يصبح الآخر أخاه. الأمر الكبير هو أن حدودنا، وشرنا، وخطايانا، تتحول إلى مكان للنمو، والتضامن، والتواصل، أي مكان حقيقي للتجربة البشرية والإلهية. ولحسن الحظ، لم يكونوا مثاليين.

أنت محق، في البداية قد لا يكونون قد استمتعوا بكونهم معًا، لكن مع مرور الوقت فهموا أن وجودهم معًا كان له معنى عميق. هم لم يشكلوا المجموعة بناءً على توافقهم أو اختيارهم الذاتي، بل لأنهم كانوا مدعوين من قبله. هذا ما يجعل الأمر جميلًا؛ لأنه يتجاوز مجرد كونهم مجموعة، ويأتي من دعوة يسوع لهم. هذا التواجد معًا، حيث يمكن لكل شخص أن يجد جذوره، ليس تحت سيطرة الأقوى، سواء كان زعيم القطيع، زعيم العصابة، أو الملك. ليس تحت أيديولوجية يحقق فيها الأكثر دهاءً مصالحه على حساب الآخرين الذين يضحون بحياتهم لأفكار فارغة. ليس أيضًا التواجد معًا كـ “قبيلة” ضد الآخرين، وليس التواجد معًا لأسباب اقتصادية، تحت سيطرة الأغنى، أي ليس التضامن المحدود بمصالح ضيقة، تحت سيطرة واستعباد الأقوى ضد الآخرين.

إنه التواجد مع الآخرين بحدودنا وحدودهم، وجعلها مكانًا للأخوة والتشارك: الله لم يرَه أحد، ولكن إذا كان هناك حب وأخوة، فإننا نفهم أن الله هو الآب والحب. لذلك، لا نحتاج إلى الكمال، أو البراعة، أو الألقاب الخاصة، بل نحتاج أن نكون ما نحن عليه، ولكن بطريقة مختلفة، بطريقة ملء الجرح، وهو ما سيتحقق من خلال الكلمة التي سنراها.

لننتبه أيضا ان النص يبدا بسمعان الذي ينكر إيمانه وينتهي بيهودا الإسخريوطي الذي يخون يسوع. ومع ذلك، يظل يهودا جزءاً أساسياً من الاثني عشر، مما يشير إلى أن حتى الخيانة جزء من العملية الإلهية. هذا يذكرنا بأن يسوع يسلم نفسه لنا رغم أننا نخذله، وهو ما يجعل تجربة التلاميذ، بما في ذلك يهودا، جزءاً لا يتجزأ من تأسيس الكنيسة او الجماعة.

 يهوذا نفسه الذي كان ينبغي أن يكون شخصًا موثوقًا إلى درجة أنه كان مسؤولاً عن صندوق التبرعات. عذرًا، لا يمكن إعطاء الصندوق لشخص غير أمين أو غير كفء أو غير دقيق أو متساهل، الذي قد يضيع كل شيء ويتسبب في نقص الطعام. لا، كان شخصًا جديرًا بالثقة. نحن نميل إلى معاملة يهوذا بقسوة، لكنه كان محبوبًا بالفعل، وكان مقبولًا لدى الآخرين وكذلك لدى يسوع. لأن يسوع يقبل الجميع: من الجميل أن نرى هذه السلسلة حيث يختار أولاً هذا وذاك ثم يضيف لكل واحد اسمًا.

  1. ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط، وهناك جمع كثير من تلاميذه، وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم، وساحل صور وصيدا،
  2. ولقد جاؤوا ليسمعوه ويبرأوا من أمراضهم. وكان الذين تخبطهم الأرواح النجسة يشفون،

يسوع ينزل من الجبل معهم، فهو الذي يكون “معنا”، يلتقي بنا نحن الذين لا نستطيع الصعود إلى الجبل، فينزل هو مع الاثني عشر، ومعه يتوافد جمهور كبير من الناس من كل الجهات. وما حدث بعد ذلك في التاريخ بدأ من هؤلاء الاثني عشر مع يسوع في الوسط، ثم توافد جميع الشعوب الذين وجدوا هنا مصدرهم وتعرفوا على أنفسهم في هؤلاء الاثني عشر. في حدودهم، وفي تجربة التنوع، وفي قبول الاختلافات التي لا يمكن تقليصها، وفي التجربة المشتركة لعيش الحدود كمكان للتواصل والغنى، لأن ذلك لا يستثني أحدًا. لو كان قد اختار من يمتلكون ذكاءً بمعدل اثني عشر من عشرة، من كان سيكون موجودًا؟ الرجال العظماء؟ لا، هؤلاء هم من اختارهم، ولهذا نحن جميعًا هنا. يأتي الناس من كل جهة للاستماع إليه والتعافي، ولا يزال اليوم نأتي إلى هناك للاستماع إليه (من خلال شهادة هؤلاء الاثني عشر) والتعافي، لأن هذه الكلمة تشفينا أيضًا، وهذه الكلمة هي كلمة الابن التي تجعلنا إخوة. إنها كلمة الحقيقة، لأن مرضنا الحقيقي هو الكذبة التي نحملها في داخلنا، الصورة الزائفة للإنسان والله.

  1. وكان الجمع كله يحاول أن يلمسه، لأن قوة كانت تخرج منه فتبرئهم جميعا.

نتذكر عندما استلم موسى على الكلمة من الله على جبل سيناء (خروج ١٩ – ٢٠ وما يليها)؟ لم يكن بإمكان أحد الاقتراب من الجبل، لأن من يقترب سيُرجم. لكن الآن، هو ينزل من الجبل، وكلنا نلمسه، وبدلاً من أن نُرجم، نُشفى من أمراضنا بلمسه. كيف يمكننا اليوم لمسه؟ نحن نلمس شخصاً في كلمته التي تلمس قلوبنا؛ اليوم أيضاً يمكننا لمس الله، الرب، من خلال الكلمة، لأن الكلمة لها القدرة على لمسنا داخلياً وتغيير حياتنا.

الإنسان يعيش بالكلمة التي يسمعها، والتي تلمس حياته، والتواصل الأعمق بين البشر هو دائمًا بالكلمة، إذا كانت صادقة. اليوم، من خلال هؤلاء الاثني عشر الذين يروون لنا الكلمة التي سمعوها، نلمس أيضًا الكلمة التي تشفينا. هذه الكلمة لها قوة تشفينا، إنها قوة الله، قوة الكلمة. للكلمة القدرة على خلق أو تدمير، على إعطاء الحياة أو الموت، حسب ما إذا كانت كلمة حق أو كذب، حب أو كراهية، خدمة أو سلطة. هناك كلمة تحمل قوة هائلة، قوة تمنح الحياة أو الموت، حسب كونها كلمة حق أو كلمة زيف، كلمة حب أو كلمة كراهية، كلمة خدمة أو كلمة سلطة. سنكتشف في المرة القادمة ما هي الكلمة التي تمنح الحياة، مقارنةً بالكلمة التي تعطي الموت، كما يوضحها لوقا من خلال البركات والويلات.

بكلمات بسيطة في جوهر هذا النص هو اختيار هؤلاء الأشخاص، اختيار بدون أي معيار. جميعهم مُختارون، ليسوا مختارين عشوائيًا، ولكن اختيروا بشكل يجعل كل واحد منهم مختلفًا عن الآخر بقدر الإمكان؛ بطريقة ما، بطريقة أقرب إلى العشوائية، حتى يشعر كل واحد منهم بأنه جزء من هذا الاختيار.

بهذا يصبح هذا النص هذا الاختيار مقدمة للنص التالي جميعهم باختلافهم هم مثلنا كلنا يجب عليهم سماع نص التطويبات.

The post الصلاة هي العيش الآن في تلك الشركة النهائية مع الله التي تتجاوز الموت appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية https://ar.zenit.org/2024/09/03/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%85-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/ Tue, 03 Sep 2024 19:28:15 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73858 أيّوب والألم

The post التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مقدمة :

  • في الكنيسة تعلّمنا جيمعاً وتلقينا مباديء الإيمان المسيحي, حيث غَرَسَت بداخلنا كم يكون الله محب للإنسان, وكم يكون قريب منا خاصةً في وقت الضيق, فهو يصغي جيداً إلي مُتألمي القلوب والحزاني, و قِيل لنا أنه يَعلَم ما نحتاج لهُ قبل أن نسألهُ .
  • ولكن في حقيقة الأمر كل هذا  يتصادم ويتعارض لما نختبره في حياتنا العملية .
  • لكل إنسان حياة  فريدة بالتالي يعيش خبرة فريدة, من منطلق تلك الخبرة , في الغالب كثير منّا يعيش هذه الحالة : حالة التصادم بين ما تعلمناه في الكنيسة وما توارثناه من إيمان مع كل ما نختبرة في الحياة , إذ أن نختبر عكس ما تعلمناه في الكنيسة , أن الله بعيد جداً عن الإنسان , لا يصغي له ولا يُبالي بصراخه. !!
  • فنسأل أنفُسنا أمام هذا التصادم ! لماذا لم يسمعني الله ؟ هل هو قريب ام بعيد ؟ هل هو بالأحري موجود ام غير موجود ؟ إذ كان موجود لماذا كل هذا الصمت العقيم ؟
  • أجد أخيراً أنني أمام إختيارين ! عليّ أن أختار واحدة منهم ! إما أن أتنازل عن تعاليم الكنيسة أي إيماني المسيحي ! ولكن كيف أعيش بعد ! كيف أعيش بدون الله ؟. إما أن أتنازل عن خبرتي العملية أتنازل عمّا التمسته علي أرض الواقع ! ولكن هذا يجعل مني إنسان غبي إنسان بدون عقل ( عبيط ). إذاً ماذا افعل ؟

للإجابة علي هذا التصادم : من خلال قصة من الكتاب المقدس قصة ( أيوب ) الرجل الذي عاش ملء هذا الصدام. الرجل الشجاع الذي لا يخاف الله ولكن امام صمت الله ينقد ويصارع ولا يتنازل عن شيء , لأنه يعرف جيداً بأنه لم يخطأ في شئ . فلماذا يحدث هذا في حياته !!

اولاً : القصة

الجزء الأول ( حياة أيوب , التجارب التي يمر بها وفقدانه كل شئء , وسوسة زوجته وتشجيعه علي التمرد , عظمة أيوب وصبره .

  • يبدأ سفر أيوب, بمقدمة قصيرة يُذكر فيها , وصف أيوب وكم كان إنسان عادل تقي يخاف الله, يقدم الذبائح ويقوم بأعمال البر, كل شئ علي حسب ما وُرد في شريعة موسي .
  • فجأة بدون اي تحذير, الله يسمح للشيطان بتجربة أيوب, فيخسر كل شئ. يفقد كل ما كان يمتلك من غناء وثروة يفقد حتي بنيه وبناته , يصبح من أغني الرجال وأشهرهم إلي رجل فقير لا يمتلك شئ
  • أيوب بكل صبر يتقبل تلك المأساه لم يخطأ ولم يقل في الله شيء:

  فقامَ أَيُّوبُ وشَقَّ رِداءَه وحَلَقَ شَعرَ رَأسِه وٱرتَمى إِلى الأَرضِ وسَجَدَ، وقال: عُرْيانًا خَرَجتُ مِن جَوفِ أُمّي وعُرْيانًا أَعودُ إِلَيه. الرَّبُّ أَعْطى والرَّبُّ أَخَذَ. فلْيَكُنِ ٱسمُ الرَّبِّ مُبارَكًا». في هٰذا كُلِّه لم يَخطَأْ أَيُّوب ولم يَقُلْ في اللهِ غَباو ( ايو ١” ٢٠ – ٢٣).

 

  • في المرة الأولي أيوب جُرِبَ في كل ما يمتلك فلم يقل شئ ولكنه سلّم أمره إلي الله, فيعود الله ويسمح لأيوب بأن يُجرّب في شئ آخر أكثر أهمية وأكثر صعوبة ,حيث يمرض بأمراض مؤلمة, يُصاب بقُرَح قوية جداً, لا أحد يطيق حتي أن يتحمل رائحتها أو رؤيتها. أيوب رغم كل هذا وما يعيشه من خبرة سلبية , لم يعترض ولكن بالأحرى يرد علي زوجته التي كانت تدفعه للتمرد علي الله, ” أَإِلي الآن متمسك :
  • فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أمَا زِلتَ مُتَمَسِّكًا بِاسْتِقَامَتِكَ؟ العَنِ اللهَ وَمُتْ فقال لَهَا أيُّوبُ: «تَتَكَلَّمِينَ كَالجَاهِلَاتِ! فَهَلْ نَقبَلُ الخَيْرَ مِنَ اللهَ وَلَا نَقبَلُ الشَّرَّ؟» فَفِي كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَكِبْ أيُّوبُ إثمًا فِي مَا قَالَهُ (ايو ٢ : ٨ -١٢)
  • في بداية الصراع أيوب , لم يتحدث ولكنه بالأحري يقف يتأمل في قصة حياته ويراجعها.

الجزء الثاني ( تمرد أيوب , زيارة اصدقاءه له , أيوب يطالب بقاضي يحاكم بينه وبين الله ).

 أيوب عظمته لم تكن في تحمله للألم ولكن في ثقته بنفسه بأنه لم يخطأ بشئ وكل ما يمر به ليس بعدل, يدافع عن برائته, امام أصداقاءه الثلاثه الذين بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة  يُعيّنون أنفسهم محامي الله , فيتهمون أيوب بالخطأ منطلقين من مبدأ ( إذ كنت تعاني وتتألم هذا لأنك إرتكبت من الإثم)  ” لكل عمل جزاءه:

علي أي حال , الجزء الثاني يُفتَتَح بتمرد أيوب حيث يفتح فاه ويَلعن يوم مولده : تكلم أيوب وقال :  بَعْدَ هَذَا ابتَدَأ أيُّوبُ يَتَحَدَّثُ، فَلَعَنَ يَوْمَ مَولِدِهِ،  وَقَالَ:   لَيتَهُ مُحِيَ ذَلِكَ اليَوْمُ الَّذِي وُلِدتُ فِيهِ، وَتِلْكَ اللَّيلَةُ الَّتِي قَالُوا فِيهَا حَبَلَتِ امْرأةٌ بِوَلَدٍ. 4لَيْتَ ذَلِكَ اليَوْمَ ظَلَّ مُظلِمًا، وَلَيْتَ اللهَ فِي سَمَائِهِ لَمْ يَصْنَعْهُ. لَيْتَ النُّورَ لَمْ يُشرِقْ عَلَيْ ( ايو ٣ : ١ – ٢٦)

 أيوب يريد أن يعرف لماذا يحدث هذا في حياته, وأين هو الله الذي كان يعتقد في حبه وسمع عنه أنه  قريب منه؟ ولعدله ليس مثيل ؟ وما هو المبرر لكل هذا ؟

هنا يتدخل أصدقاءه الثلاثة يرغبون في الدفاع عن الله ,

  • الصديق الأول أليفاز التيماني
  • يتهم أيوب بأنه مذنب لأن  لكل عمل جزءاه , فإذ يعاني فهذا هو جزاء لما فعله,  لذا يؤكد إلي أيوب ان كل ما انت فيه الآن هو عقاب من عند الله بسبب ذنوبك, لأنه منطقياً لا يوجد عقاب بدون ذنب.
  • فيأخذ ويقول::

 أمَّا الآنَ فَيَحْدُثُ لَكَ سُوءٌ فَيُزعِجَكَ، َقْتَرِبُ مِنْكَ فَتَضْطَرِبَ. أمَا تَثِقُ بِتَقوَاكَ؟ أمَا أسَّسْتَ رَجَاءَكَ عَلَى اسْتِقَامَتِكَ؟ َذَكَّرْ هَلْ مِنْ بَرِيءٍ هلَكَ، وَهَلْ بَادَ المُسْتَقِيمُونَ يَومًا؟ فَمَا رَأيْتُهُ هُوَ أنَّ الَّذِينَ يَحْرُثُونَ الشَّرَّ وَيَزْرَعُونَ الشَّقَاءَ، هُمُ الَّذِينَ يَحْصُدُونَهُ. وَفخَةُ اللهِ تَقْتُلُهُمْ، وَغَضَبُهُ العَاصِفُ يَلْتَهِمُهُمْ. ( ايو ٤: ٥- ١٢)

اويضا :

أيُمكِنُ أنْ يَكُونَ الإنْسَانُ أكْثَرَ صَوَابًا مِنَ اللهِ، أمْ يُمْكِنُ لِلإنْسَانِ أنْ يَكُونَ أطهَرَ مِنْ صَانِعِهِ؟ 8فَاللهُ لَا يَثِقُ بِخُدَّامِهِ،وَيَرَى أخْطَاءً حَتَّى فِي مَلَائِكَتِهِ. فَكَيْفَ بِالنَّاسِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ بُيُوتًا مِنْ طِينٍ، أسَاسَاتُهَا فِي التُّرَابِ؟ ألَا يَسْحَقُهُمُ اللهُ كَحَشَرَةٍ؟ ـ (ايو ٤  ١٧ – ٢٠ )

+   أيوب  :

أيوب يثق في براءته, ويثق في نفسه  بأن لا ذنب عليه,  لهذا بدون خوف يرفض هذا العقاب, وينقد حتي عدل الله. اذ كان حقا كل مافيه هو عقاب من الله علي شيء لم يفعله.

حيث يقول :

عَلِّمُونِي وَأنَا أصْمِتُ، وَأفهِمُونِي أيْنَ أخْطَأتُ. مَا أقوَى الكَلِمَاتُ الصَّائِبَةُ! لَكِنْ مَاذَا تُبَرهِنُ أقْوَالُكُمْ؟ أتَنْوُونَ انْتِقَادَ كَلَامِي، وَتَحْسِبُونَ كَلِمَاتِ اليَأْسِ الَّتِي أقُولُهَا مُجَرَّدَ رِيحٍ؟ حَتَّى إنَّكُمْ تُلقُونَ قُرعَةً عَلَى مَالِ اليَتِيمِ، وَتُسَاوِمُونَ عَلَى صَدِيقِكُمْ. وَالْآنَ تَمَعَّنُوا فِي وَجْهِي، فَإنِّي لَسْتُ أكذِبُ عَلَيْكُمْ. أعِيدُوا النَّظَرَ فِي مَا قُلْتُمْ وَكُفُّوا عَنْ ظُلْمِي. أعِيدُوا النَّظَرَ الآنَ لِأنَّنِي بَريءٌ. ( ايو ٦: ٢٤ – ٣٠)

أيضا يقول واثقا من براءته :

 لِهَذَا لَنْ أسْكُتَ. وَسَأتَكَلَّمُ مِنْ عَذَابِ رُوحِي. سَأشكُو مِمَّا ذُقتُهُ مِنْ مَرَارَةٍ فِي نَفْسِي. هَلْ أنَا اليَمُّ أمِ التِّنِّينُ لِتَضَعَ عَلَيَّ حَارِسًا؟ إنْ قُلْتُ سَيُعطِينِي فِرَاشِي رَاحَةً، وَيَحْمِلُ السَّرِيرُ هَمِّي عِنْدَمَا أشكُو، فَإنَّكَ تُخِيفُنِي يَا اللهُ فِي أحْلَامِي، وَتُرعِبُنِي بِالرُّؤى. فَأخْتَارُ الخَنْقَ وَالمَوْتَ عَلَى هَذِهِ الحَيَاةِ. كَرِهْتُ الحَيَاةَ، وَلَا أُرِيدُ أنْ أعِيشَ إلَى الأبَدِ. اترُكْنِي، ( ايو ٧ : ١١- ١٦)

  • الصديق الثاني بلدد الشوحي
  • يشعر أن أيوب إنتصر علي صديقه أليفاز, ولم يرضي بما قاله أيوب, حيث يتهم الله بالظلم, فيبدأ هو أيضاً في الحديث مدافعاً عن الله مؤكد اولاً إلي أيوب : أن الله عادل ولايمكن أن يظلم أحد, فإذا أنت وصلت إلي هذه الدرجة تذّكر ما فعلته في حياتك من سوء, فهذا هو جزاء مرتكبي الشر هذا هو مصير الشرير, يدعو أيوب إلي التوبة , والخضوع لله وعدم التكبر امام الله العلي. فيقول :
  • إلي متي أنـت تَنطِقُ بمثل هذا وأقوال فمك كريحٍ عاصفة ؟ ألعلّ الله يُحَرِّفُ القضاء أم القدير يُحِرِّفُ العدل ؟…… “فإن بَكَرتَ إلي الله والتمست رحمة القدير وكنت طاهراً مستقيماً, فإنه يسهرعليك ويُعيدُك إلي مَقَرِّ بِرِّكَ   فالله لا يرذُلُ الكامل ولا يأخذ بأيدي المُجرِمين إلي أن يملأ فَمَكَ ضَحِكاً وشفتيك تَهَلُّلاً…..”  أيوب (ايو ٨ : ١- ٢٢)  

+ أيوب :

 في حقيقة الأمر , أيوب من جانب  يعلم جيداً أن أمام الله لا يوجد انسان بار كامل , في نفس الوقت هو متأكد وواثق أنه لم يرتكب خطأ وواثق من براءته, حيث لا ذنب عليه. يقول ::

  • فَأجَابَ أيُّوبُ وَقَالَ: أعْلَمُ أنَّكَ عَلَى صَوَابٍ. فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإنْسَانُ أمَامَ اللهِ؟ إنْ أرَادَ اللهُ أنْ يَتَّهِمَهُ، فَلَنْ يَسْتَطِيعَ أنْ يُعطِيَهِ جَوَابًا شَافِيًا وَلَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ ألفٍ. فَاللهُ كَامِلُ الحِكْمَةِ وَالقُوَّةِ. مَنْ عَانَدَهُ وَسَلِمَ؟ هُوَ الَّذِي يُحَرِّكُ الجِبَالَ دُونَ أنْ تَعْلَمَ، وَيَقْلِبُهَا عِنْدَمَا يَغْضَبُ ( ايو ٩: ١- ٥)

أيضا يقول:

  • وَأنْتَ تَعْلَمُ أنِّي لَمْ أقتَرِفْ ذَنبًا، وَلَا مَهرَبَ مِنْكَ. َدَاكَ اللَّتَانِ شَكَّلَتَانِي وَصَنَعَتَانِي، حَاصَرَتَانِي الآنَ وَدَمَّرَتَانِي. اذكُرْ أنَّكَ صَنَعْتَنِي طِينًا، فَهَلْ تُرْجِعُنِي ثَانِيَةً إلَى تُرَابٍ ( ايو ١٠ : ٧- ١٠)
  • الصديق الثالث صوفر النعماني.
  • أيضاً هو الآخر يشعر بان إصرار أيوب علي براءته , وبإجابته علي أصدقاءه السابق ذكرهم إنتصر عليهم, فأراد هو الآخر أن يُدافع عن الله, فيتّهم أيوب: حيث يؤكد له بطريقة غير مباشرة بأن لا يوجد إنسان كامل بار أمام عيني الله العلي مضيفاً إلي كلام أصدقاءه السابق ذكرهم بأن :الإنسان بطبيعته خُلِقَ ضعيف , ومن الضعف يسقط في الشرور حتي وإن يشعر بقوته وطهارته أمام الله . حيث يقول له :
  • لَكِنْ لَيْتَ اللهَ يَتَكَلَّمُ، وَيَتَحَدَّثُ إلَيْكَ، وَيُعلِنُ أسرَارَ الحِكْمَةِ لَكَ، لِأنَّ لِكُلِّ حُجَّةٍ جَانِبَينِ. وَاعلَمْ بِأنَّ اللهَ يُعَاقِبُكَ بِأقَلَّ مِمَّا تَسْتَحِقُّ! أتَظُنُ أنَّكَ تَفْهَمُ أعْمَاقَ اللهِ، أوْ تَصِلُ إلَى المَعْرِفَةِ الكَامِلَةِ لِلقَدِيرِ؟ هِيَ أعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا عَسَاكَ تَفْعَلُ؟ وَأعمَقُ مِنَ الهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَدْرِي عَنْهَا؟ هِيَ أطوَلُ مِنَ الأرْضِ، وَأعرَضُ مِنَ البَحْرِ. إنْ مَرَّ وَأمسَكَ بِإنْسَانٍ وَقَادَهُ إلَى المَحْكَمَةِ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يُقَاوِمَهُ؟  لِأنَّ اللهَ يَعْرِفُ أُولَئِكَ البَاطِلِينَ. حِينَ يَرَى الشَّرَّ، أفَلَا يَنْتَبِهُ؟ ( ايو ١١: ٥- ١٤).

  • فأجاب أيوب وقال :
  • إنكم في الحقيقة صوت الشعب وفي موتكم تموت الحكمة. غير أن لي عقلا كما لكم لا أقصر عنكم في شيء ومن الذي يفوته مثل هذه؟ . أصبحت أضحوكة لأصدقائي وأنا أدعو إلى الله فيستجيبني. إن البار الكامل لأضحوكة.  العسر في رأي الميسورين إهانة فهي معدة لمن زلت قدمه. خيام اللصوص في سلام والطمأنينة لمسخطي الله لكل من يقبض على الله في يده .  ولكن اسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك. (ايو ١٢: ١- ٧)
  • أيضا يقول : معبرا ان انه يريد إجابة فقط من الله:
  • ذلك كله قد رأته عيني وسمعته أذني وفطنت له. وما تعلمون فإني أنا أيضا أعلمه لا أقصر عنكم في شيء. لكني إنما أخاطب القدير وأود أن أجادل الله.  أما أنتم فإنما تطلون بالكذب وطبكم لا قيمة له. من لي بأن تسكتوا فيكون لكم في ذلك حكمة. إسمعوا حججي وأصغوا إلى دعاوى شفتي (ايو ١٣- ١- ٥) .

  أيوب يرد علي أصدقاءه يوبخّهم يؤكد لهم أن كل ما تخبرون به هو علي دراية به  و يعلمه جيداً, عظمة أيوب تظهر هنا, ثقته الدائمة بنفسه بأن لا ذنب عليه, لكل عمل سيء جزاءه هو لا يرفض ذلك المنطق , ولكن هو لم يرتكب أي شىء

يقول:

  •  ما الذي لي من الآثام والخطايا؟ أعلمني معصيتي وخطيئتي.   لم تواري وجهك وتعدني عدوا لك؟  أتروغ ورقة منثورة وتطارد قشة يابسة؟ ( ايو ١٣: ٢٦) ) لهذا يريد أن يعرف لماذا لِما نزلت عليه كل هذه المصائب , يضرب ضرب الحائط بكلام أصدقاءه بل بالكعس يوبّخهم لأنهم من أصدقاء له أصبحوا متهميه ليدافعوا عن الله .

  لذا أيوب لم يقتنع بكلام أصدقاءه , تظل ثقته بنفسه و بأنه بدون ذنب حيث يقول لهم جميعاً مؤكداً:

  • حاشى لي أن أبرركم. إلى أن تفيض روحي لا أقلع عن كمالي.   تمسكت ببري فلا أرخيه لأن ضميري لا يخجل على يوم من أيامي. ( ايو ٢٧ : ٥- ٧)

 

  يريد فقط أن يعرف لماذا كل هذة المصائب تحل به, لماذا تلك الخبرة السيئة التي يمر بها,. لا ينصت بعد إلي أي إجابة من أصدقاءه حتي بعد أن تَدّخَل الصديق الرابع أليهو محاولاً أن يعطي رد, ولكن في حقيقة الأمر هو لم يضيف شيء جديد عما سبقوه. أيوب الآن يتجه إلي الله فقط منه يريد أن يعرف لماذا ما حدث له ؟ ما هو السبب ؟ ما معني كل هذا ؟ أين أنت ؟ لماذا تصمت . يقول أيوب:

  • لبست البر فكان لباسي وكان حتى حلة وتاجا لي. كنت عينا للأعمى ورجلا للأعرج وكنت أبا للمساكين أستقصي قضية من لم أعرفه وأحطم أنياب الظالم وأنزع فريسته من بين أسنانه (ايو ٢٩ : ١٤- ١٥)
  • والآن تنهال نفسي علي وأيام بؤس أخذتني. في الليل ينخر هذا عظامي من فوقي والذين يقرضونني لا ينامون. قبض الألم على لباسي بقوة وشدني كما يشدني قميصي. ألقاني في الوحل فأشبهت التراب والرماد. إليك أصرخ فما تجيبني وتوقفت فحدقت في.أصبحت لي عدوا قاسيا وبقوة يدك حملت علي. (ايو ٣٠: ١٦- ١٧)

 

+ أيوب إذاً يدخل في صراع كبير بين ما هو كان يعلمه و توارثة من إيمان ” الله هو الله عادل, يكافيء كل إنسان علي حسب أعماله, يصغي إلي صوت المتألمين, الله محب للإنسان ولا يتركه في الضيق…”

وبين ما يختبرة الآن ” يتألم و يعاني, بدون ذنب يري نفسه مدمر لا يمتلك شئ , يصرخ لله  ولكن لا يسمعه ولم يكن قريب منه, الله يصمت صمت تام وكأنه غير موجود”

+  أيوب لم يتنازل عن إيمانه بالله رغم كل ما حدث ,رغم صمت الله التام الذي يدفع أيوب لإتهامه بالعدو. ولم يتنازل عن خبرته أو يصمت. أيوب يلح و يصر , لن يتنازل عن سماع الإجابة من الله لمعرفة سبب كل هذا ؟ أيوب في الإصحاحيين التاسع والعشرون والثلاثون يراجع قصة حياته , يتذكر الماضي وكل ما فعله, ليؤكد لنفسه بأن ما يحدث في المضارع بدون وجه حق. .

+ أخيراً الله العلي بعد صمت طويل: يجيب علي أيوب الإصحاح ( 38 -39- 40 ), يكشف عن نفسه وعن وجوده  في المخلوقات, ويكشف له عن ذاته وكم يكون قريب من الإنسان , وأنه يعلم كل شئ. فمن أبدع الأذن لا يسمع ؟ وهل من شكّل العين لا يسمع ؟

أيوب في النهاية يرد ويقول  كنت قد سمعت عنك سمع الأُذن , أمّا الآن فعيني قد رأتك  (ايو ٤٢: ٢)

+ الخاتمة :

 إن لم يختبر أيوب تلك الأحداث , لم يستطيع أن يتقابل مع الله ويؤمن به إيمان بطريقة عميقة. كل ما حدث له كان هو الطريقة التي إختارها الله وبمثابة المكان الذي حدده كي يتقابل معه , حيث تدفع أيوب إلي  الخروج من الإيمان التقليدي.

+ نفس الوضع لنا جيمعاً كل أحداث حياتنا وكل خبرتنا التي نعتقد أنها في تصادم مع إيماننا هي دعوة من الله كي نتقابل معه, صمت الله في حياتنا هو الدافع الذي يجعلنا نصرخ صراخ حقيقي. الله لا يحب الإيمان السطحي ولكن يرغب في التقابل معنا, إذاً عندما تصطدم حياتنا العملية وخبرتنا مع إيماننا فنتوجه بعقولنا لنعرف ماذا يريد الله منّا ؟ الألم كان بالنسبة إلي أيوب بمثابة  المكان الذي يتقابل فيه مع الله؟ وهكذا كل إنسان منّا من خلال ما يعيشه يتقابل مع الله بطريقة مختلفة . قد تكون قصة ألم أو فشل أو شيء آخر .

الأب د اغسطينوس منير

The post التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية (1) https://ar.zenit.org/2024/08/09/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%85-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9-1/ Fri, 09 Aug 2024 16:12:28 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73713 الجزء الأوّل من المقالة

The post التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية (1) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
للأب د. اغسطينوس رمزي الفرنسيسكاني

مقدمة :

  • في الكنيسة تعلّمنا جيمعاً وتلقينا مباديء الإيمان المسيحي, حيث غَرَسَت بداخلنا كم يكون الله محب للإنسان, وكم يكون قريب منا خاصةً في وقت الضيق, فهو يصغي جيداً إلي مُتألمي القلوب والحزاني, و قِيل لنا أنه يَعلَم ما نحتاج لهُ قبل أن نسألهُ .
  • ولكن في حقيقة الأمر كل هذا  يتصادم ويتعارض لما نختبره في حياتنا العملية .
  • لكل إنسان حياة  فريدة بالتالي يعيش خبرة فريدة, من منطلق تلك الخبرة , في الغالب كثير منّا يعيش هذه الحالة : حالة التصادم بين ما تعلمناه في الكنيسة وما توارثناه من إيمان مع كل ما نختبرة في الحياة , إذ أن نختبر عكس ما تعلمناه في الكنيسة , أن الله بعيد جداً عن الإنسان , لا يصغي له ولا يُبالي بصراخه. !!
  • فنسأل أنفُسنا أمام هذا التصادم ! لماذا لم يسمعني الله ؟ هل هو قريب ام بعيد ؟ هل هو بالأحري موجود ام غير موجود ؟ إذ كان موجود لماذا كل هذا الصمت العقيم ؟
  • أجد أخيراً أنني أمام إختيارين ! عليّ أن أختار واحدة منهم ! إما أن أتنازل عن تعاليم الكنيسة أي إيماني المسيحي ! ولكن كيف أعيش بعد ! كيف أعيش بدون الله ؟. إما أن أتنازل عن خبرتي العملية أتنازل عمّا التمسته علي أرض الواقع ! ولكن هذا يجعل مني إنسان غبي إنسان بدون عقل ( عبيط ). إذاً ماذا افعل ؟

للإجابة علي هذا التصادم : من خلال قصة من الكتاب المقدس قصة ( أيوب ) الرجل الذي عاش ملء هذا الصدام. الرجل الشجاع الذي لا يخاف الله ولكن امام صمت الله ينقد ويصارع ولا يتنازل عن شيء , لأنه يعرف جيداً بأنه لم يخطأ في شئ . فلماذا يحدث هذا في حياته !!

اولاً : القصة

الجزء الأول ( حياة أيوب , التجارب التي يمر بها وفقدانه كل شئء , وسوسة زوجته وتشجيعه علي التمرد , عظمة أيوب وصبره .

  • يبدأ سفر أيوب, بمقدمة قصيرة يُذكر فيها , وصف أيوب وكم كان إنسان عادل تقي يخاف الله, يقدم الذبائح ويقوم بأعمال البر, كل شئ علي حسب ما وُرد في شريعة موسي .
  • فجأة بدون اي تحذير, الله يسمح للشيطان بتجربة أيوب, فيخسر كل شئ. يفقد كل ما كان يمتلك من غناء وثروة يفقد حتي بنيه وبناته , يصبح من أغني الرجال وأشهرهم إلي رجل فقير لا يمتلك شئ
  • أيوب بكل صبر يتقبل تلك المأساه لم يخطأ ولم يقل في الله شيء:

  فقامَ أَيُّوبُ وشَقَّ رِداءَه وحَلَقَ شَعرَ رَأسِه وٱرتَمى إِلى الأَرضِ وسَجَدَ، وقال: عُرْيانًا خَرَجتُ مِن جَوفِ أُمّي وعُرْيانًا أَعودُ إِلَيه. الرَّبُّ أَعْطى والرَّبُّ أَخَذَ. فلْيَكُنِ ٱسمُ الرَّبِّ مُبارَكًا». في هٰذا كُلِّه لم يَخطَأْ أَيُّوب ولم يَقُلْ في اللهِ غَباو ( ايو ١” ٢٠ – ٢٣).

 

  • في المرة الأولي أيوب جُرِبَ في كل ما يمتلك فلم يقل شئ ولكنه سلّم أمره إلي الله, فيعود الله ويسمح لأيوب بأن يُجرّب في شئ آخر أكثر أهمية وأكثر صعوبة ,حيث يمرض بأمراض مؤلمة, يُصاب بقُرَح قوية جداً, لا أحد يطيق حتي أن يتحمل رائحتها أو رؤيتها. أيوب رغم كل هذا وما يعيشه من خبرة سلبية , لم يعترض ولكن بالأحرى يرد علي زوجته التي كانت تدفعه للتمرد علي الله, ” أَإِلي الآن متمسك :

 

  • فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أمَا زِلتَ مُتَمَسِّكًا بِاسْتِقَامَتِكَ؟ العَنِ اللهَ وَمُتْ فقال لَهَا أيُّوبُ: «تَتَكَلَّمِينَ كَالجَاهِلَاتِ! فَهَلْ نَقبَلُ الخَيْرَ مِنَ اللهَ وَلَا نَقبَلُ الشَّرَّ؟» فَفِي كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَكِبْ أيُّوبُ إثمًا فِي مَا قَالَهُ (ايو ٢ : ٨ -١٢)
  • في بداية الصراع أيوب , لم يتحدث ولكنه بالأحري يقف يتأمل في قصة حياته ويراجعها.

The post التصادم بين الإيمان والخبرة الحياتية (1) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
يسوع الناصري وجه الإنسان الكامل (2) https://ar.zenit.org/2024/08/08/%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-2/ Thu, 08 Aug 2024 10:52:40 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73697 الجزء الثاني من المقالة

The post يسوع الناصري وجه الإنسان الكامل (2) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأب د. اغسطينوس رمزي الفرنسيسكاني

العهد الجديد

عمل الله في التاريخ يتطلب، إذن، أن يُستقبل ويُستمر بطريقة ما في عمل أولئك الذين يدعوهم: هذا ما تذكره بالفعل تقاليد الإيمان في العهد القديم. ومع ذلك، تعبر نفس هذه التقاليد عن الوعي تدريجيًا بأن تاريخ هذا الشعب يتناقض، وليس بشكل هامشي، مع معنى العهد الممنوح. الإيمان يتناقض مع الوجود الفعلي للشعب، من خلال تبني معايير وأهداف وأساليب حياة تعزز الهياكل الاجتماعية والمؤسسات غير العادلة، التي تسبب الأذى وتقود إلى الشر.

تجربة الخطيئة التي ليست هامشية، والتي ليست عرضية، والتي لا تخص شخصًا واحدًا فقط، والتي تتجاوز وتؤثر على حرية الوعي والمسؤولية للأفراد، لدرجة تجعل التفكير في أن العهد ربما لا يمكن إعادة بنائه، ليست مع ذلك الكلمة الأخيرة لإسرائيل. على أساس ذاكرة عمل الله المرئي والمُختَبَر والمفهوم، وبجانب إدراك الخطيئة، ينضج للشعب أمل يتم التعبير عنه في نبوءة العهد الجديد. إنها تمثل ذروة العهد القديم في كلمات إرميا التي ستجد تأكيدًا أيضًا في حزقيال. ” ها هي الأيام قادمة – يقول الرب – حينها سأقطع عهدًا جديدًا مع بيت إسرائيل وبيت يهوذا… سأضع شريعتي في دواخلهم، وأكتبها على قلوبهم. حينها سأكون إلههم وسيكونون هم شعبي” ( ارم ٣١: ٣١ – حز ٣٦ : ٢٥). إنها وعد بتدخل إلهي جديد ومجاني من جديد، مستقبل جديد تنفذه الله. سيتمثل الجديد في الغفران كهدية من قلب جديد، وروح جديدة: قدرة على التعرف وتقبل الإنسان لنية الله بمسؤوليته الحرة. هل سيكون من الممكن، في هذه القصة بالذات، أن يجد عمل الله استجابة واستقبالاً مخلصين من جانب الإنسان، من جانب البشر. “عودة الرب إلى صهيون”، كما هو معلن في “كتاب المراثي” للنبي إشعياء الثاني، بالمعنى نفسه انتظار المسيح، متوقعًا في هذه الشخصية مستقبلًا يتسم بالاستقبال والاستجابة المخلصة على الأرض. الشركة والتواصل مع الله، إذا كانت مقبوله حقًا، ستكون، في تاريخ البشر، محرضًا للشركة للتواصل الأخوي.

تؤكد تقاليد العهد الجديد أن التوعية بأن هذا العهد الجديد قد تم تحقيقه في يسوع المسيح، بناءً على ما رآه وفهمه تلاميذه والكنيسة التي تشكلت حولهم. في يسوع الناصري، يحدث بالضبط أن يتم عيش هبة الله، هبة الاتحاد معه، بشكل كامل ويتم تقديمها. بفضل يسوع، يُعترف بهذه الهبة ويُفهم، ويُتخذ بحرية كاملة من قبل أولئك الذين يلتزمون بها بمسؤوليتهم الشخصية. الله يحبّ ويخلّص في يسوع، ابن الناصرة. عندما يلتقون به، يدرك التلاميذ أنهم محبون، مغفور لهم، ومنقذين. ليس لأنهم أبرياء يُحبون ويخلصون، بل بفضل حبه ونعمته بالغفران. كما أعلن النبي: “سأضع داخلكم روحًا جديدة. ” (حز ٣٦: ٢٦). أن يعرف التلاميذ أنفسهم محبوبين ومخلّصين في الغفران، في يسوع المسيح، يعني بالنسبة لهم أن يكتشفوا أنفسهم ليس فقط مدعوين إلى التوبة، بل أيضًا أنهم أصبحوا قادرين على حياة داخلية جديدة، تتشكل على نمط ما فهموه من داخلية الرب. بفضل التعرف العميق على يسوع، أصبح تلاميذة تدريجياً قادرين على فهم وجودهم الحقيقي على النحو نفسه، وأصبحوا قادرين على رؤية أن العيش كما عاش هو على هذه الأرض ممكن، وهذا بالضبط هو ما يميز إكمال الحياة الإنسانية، وإكمال إنسانيتهم: حياة حقيقية، ذات معنى، مكتملة.

العهد الجديد، كما هو مذكور في أماكن عديدة من قبل أولئك الذين أصبحوا وسطاء للكلمة، هو مكتوب لأن شهادة التلاميذ الأوائل تجعل لقاء المسيح ممكنًا للآخرين. تاريخ هذه الوساطة يصبح تقليدًا حيًا، ذلك التقليد الحي الذي هو الكنيسة. لا يتعلق الأمر بتقليد كمجموعة من الأخبار وجمع التجارب (التقليد الحي) لا يعني فقط أن شخصًا ما يعرف أن لدى آخرين تجربة معينة أو يعيد بناء مسارها، بل يعني أنه من خلال الخبرة الحياتية التي يعيشها ويشرحها أولئك الذين التقوا بالله في يسوع المسيح، يأتي آخرون ليجدوا أنفسهم يواجهون الله في يسوع من الناصرة، بحيث يمكنهم أن يعيشوا هذه الوقائع للقاء وأن يشرحوها وينقلوها للآخرين أثناء تجربتهم.

رجل الناصرة

الإيمان المسيحي يعبر عن وحدة حدث يسوع المسيح بمفهوم التجسد، وآلامه وموته وقيامته، وهبة الروح. هذه هي التصورات التي تساعدنا في فهم واقع الفداء الذي قام به الله في حياة يسوع المسيح، ابتداءً من تجربة أولئك الذين التقوا يسوع الناصري مباشرةً خلال فترة وجوده المرئي والمنظور، حسبما نستطيع أن نفهمه من خلال نصوص العهد الجديد.

ماذا يعني أن نقول إنَّ في إنسانية يسوع تجلى قُرب الله الذي يحبّ ويخلّص؟ وماذا يعني أن يكون هو الوحي من الآب؟ إنَّه يعني أنَّهم، في التآلف مع يسوع، اعترفوا بالله، وفي وجه يسوع اعترفوا بوجه الآب. يعني هذا أن يتذكروا أن التلاميذ، في نفس القرب معه، اعرفوا بأنفسهم مخلصين، وأصبحوا قادرين على الاعتماد عليه وعلى الآب من خلاله، والإيمان به، والإيمان بالله. وبهذه الطريقة، فهم فهموا أنه، يسوع، هو الخلاص الذي وعد به الله، وأن فيه يتم حقًا وبشكل لا رجعة فيه كلمة الله ونيته على هذه الأرض. ومع ذلك، ما يحدث ليس فقط هذا. في يسوع، في إنسانيته، لا يتحقق فقط عرض الشركة من الله، ذلك الشرك الذي قدمه الله بالفعل ويعرضه مرة أخرى للبشر، بل يتم قبول هذا الشرك ويصبح جزءاً من التاريخ كما استقبال إنساني.

في لقائهم معه، من خلال أفعاله وكلماته، وطريقته الواقعية في التعامل مع العلاقات، يحدث أن التلاميذ يمكنهم التعرف على كيفية العيش على الأرض، في قصة واقعية، بالتواصل الكامل مع الله. بهذا المعنى، في يسوع يتجلى أيضًا وجه الإنسان. المؤمنون، التلاميذ، يمكنهم أن يتعرفوا في هذا الوجه على هويتهم كأشخاص بشر موجودين على هذه الأرض، هوية تُمنح لهم ليتحملوها بمسؤولية حرة لجعلها جزءًا من التاريخ البشري، من خلال حياتهم، وبوجودهم. نحن بحاجة إلى أن نحتفظ بالجانبين اللذين ينيران بعضهما البعض: في إنسانية يسوع، يُكشف لنا وجه الله، محبة الله المنقذة؛ في الوقت نفسه، في إنسانية يسوع، يُكشف لنا وجه الإنسان، ويُظهر بكامل معانيه. نُعطى إنسانية وفقًا لتصميم الخالق، إنسانية تمكنت بالغفران، والعهد الجديد، والخلاص الذي أعطاه في يسوع المسيح، الإنسانية التي نحن مدعوون إليها. يسوع هو للتلاميذ الذين رعاهم ورعى الخاطئ والفقير، منهم الذين هم خطاة وفقراء. اتخذ المبادرة في خلق القرب، لم ينتظر كمالهم، بل وثق بهم، وشجعهم، وأظهر لهم الصبر والرحمة، ورافق نموهم المتردد، وجعلهم دائما في موقف يمكنهم فيه أن يوسعوا ما فهموه قليلاً من قبل. قدم لهم الوقت والاهتمام والدعم والمغفرة، وأظهر قربه في سخاء الكلمة، والأفعال، وأساليب العلاقة. لنقل بعبارة مجازية كلمات العشاء الأخير عن الخبز، يمكننا أن نقول إن التلاميذ فهموا أن يسوع قد أعطاهم “الجسد”، أي وجوده الحقيقي في هشاشة العلاقات ووضوحها، كما نوردهم بغذائهم. هو سلم حياته هذه من البداية إلى النهاية، بدون ضمانات مسبقة، بدون شروط مسبقة، ليجعلهم يعيشون، ليمنحهم الحياة. من خلال هذا الأسلوب الذي أقام به العلاقات معهم ومع الآخرين، وفي المعايير التي قادت قراراته، تمكنوا من التعرف ليس فقط على وحي الآب، بل أيضًا على طريقة إنسانية للحياة تُقدم بطريقة منطقية وحقيقية وجميلة وجذابة ومرضية، مما يشجعهم بقوة . إنها تجربة لامتلاء ليس فقط مرغوبًا فيه، بل ممكنًا أيضًا. الخبز يمكن أن يرمز إلى هذه الهبة: من خلال وجود يسوع بجانبهم، فهم التلاميذ فهموا أنه بإمكانهم أن يعيشوا حقًا، معه وبفضله.

هذا الأمر كان صحيحًا ليس فقط بالنسبة للرسل الاثني عشر، بل لأي شخص حظي بنعمة لقاء يسوع والاعتراف به واستقباله. يمكننا أن نفكر، في هذا السياق، في نتائج بعض اللقاءات مع الرب التي ترويها الأناجيل. كيف يمكن، على سبيل المثال، أن يتحول حياة زكاي، العشار الكبير الذي لم يكن يبدي شكًا في ما يجب عليه فعله، والذي كان لديه معايير اختيار صارمة وكان متأكدًا جدًا منها، بحيث يعيش برفاهية ويثري نفسه في ذلك النمط من الحياة؟. كيف يمكن أن يكون حدث أنه، عندما التقى بيسوع، قرر تغيير اختياراته بشكل جذري، دون أن يطلب منه أحد ذلك؟ الإنجيلي، حين يحكي لنا عن هذا اللقاء (لوقا ١٩)، يوضح لنا بوضوح أهمية الطريقة التي أقام بها يسوع علاقة معه، وكيف أنه التقاه بطريقة إنسانية بدون أي شروط مسبقة أو نظرة عديمة الفائدة، وعرض نفسه لانتقاد الجميع وتعامل معه كصديق، رغم كونه عشارًا عامًا وخاطئًا. زكا تمكن من التعرف على هذا ليس فقط كحدث مرضٍ، بل كواقع واقتراح لحياة حقيقية، مكتملة، مقدمة كفرصة ملموسة أيضًا له. من خلال شفافيته، استمرار قرار العشار يعلن لنا كيف أن ما فهمه من معايير وجوانب الداخلية لهذا يسوع الناصري أصبح أيضًا له معنى للحياة، للحياة المكتملة: حقًا ‘يستحق’ أن يعيش مثل هذا الرجل وليس كما عاش زكا حتى ذلك الوقت.

لقراءة الجزء الأوّل من المقالة، الرجاء الضغط على الرابط الآتي:

يسوع الناصري وجه الانسان الكامل

The post يسوع الناصري وجه الإنسان الكامل (2) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
يسوع الناصري وجه الانسان الكامل https://ar.zenit.org/2024/08/07/%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84/ Wed, 07 Aug 2024 18:43:06 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73686  إلتقاء الله في يسوع المسيح في تجربتنا الشخصية والعيش بقوة العلاقة معه، هذا هو مطلب كل مسيحي، ما يعتنقه، وهو أساس هويته

The post يسوع الناصري وجه الانسان الكامل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الأب د. اغسطينوس رمزي الفرنسيسكاني

 إلتقاء الله في يسوع المسيح في تجربتنا الشخصية والعيش بقوة العلاقة معه، هذا هو مطلب كل مسيحي، ما يعتنقه، وهو أساس هويته. عندما نعتنق المسيحية، نعلن أننا ندرك العالم، وأنفسنا، والله، وإنسانية الرب، ومعناه، بدءًا من اللقاء مع يسوع، من العلاقة التي عشناها وفهمناها معه، التي جعلتنا قادرين على التكلم به، والإيمان به. بطريقة أخرى، يمكننا أن نقول إن المسيحي هو الشخص الذي، خلال حياته، وفي سياق الظروف والمواقف المتنوعة التي يمر بها، يدرك أنه قد واجه – تقابل مع السيد يسوع المسيح شخصيًا، وخاض تجربة شخصية بأنه تم خلاصه منه. إن هذا اللقاء يصبح أساس طريقته في فهم الأمور، وتقييمها، واتخاذ القرارات، والعيش.

ومع ذلك، لنكن صادقين، لا يمكننا إلا أن نعترف بأن اللقاء نفسه مع يسوع المسيح، في طريقة حياته الواقعية على هذه الأرض (كما كان)، يمثل أيضًا فضيحة، وعثرة حتى بالنسبة لنا المؤمنين. هناك مشاكل في التناقض، ولكن هناك أيضًا صعوبات في الفهم. ندرك أن حياتنا لا يمكن أن تُشرح بشكل مناسب، أو تُروى، أو تُفسر، إلا من خلال تلك العلاقة التي نرغب في أن نفهم ونعيش من خلالها حياتنا بأكملها. لكن في الوقت نفسه، نجد أن العلاقة نفسها مع المسيح تُتنازع، سواء من الخارج أو من داخلنا: فغالباً ما نعثر على عقبات في هذه العلاقة، مع الشكوك والخوف والصعوبات والأخطاء. عملية نمو الإيمان المسيحي ليست بسيطة ولا مستقيمة . للمؤمن الذي يصبح تلميذًا من خلال وساطة تقليد الإيمان، يحدث شيء مماثل لما حدث لتلاميذ يسوع الأوائل، الذين كانوا رفاقاً له في حياته الدنيوية. إن إنسانية يسوع، كمكان لإظهار الله وهوية المؤمن، كانت لهم، وما زالت لنا، مكانًا للفضيحة والتناقض، شيء نجد صعوبة في فهمه واستيعابه.

أين وكيف يمكننا لقاء الرب ومعرفته وفهمه؟ وما هو نمط الحياة الذي يقترحه الشخص الذي يعلن أنه “يعيش في يسوع المسيح”؟ ولماذا حياة يسوع المسيح، التي يجعلها ممكنة، ما زالت، حتى بالنسبة لنا المسيحيين، “آية متناقضة”؟ هل من الممكن أن نأمل في إنسانية أفضل مما نعرفها؟ وبأي معنى نتحدث عن “جديد الإنسانية في المسيح”؟.

هذه هي الأسئلة التي يمكننا ويجب علينا أن نطرحها على النصوص الكتابية. على وجه الخصوص، تروي الأناجيل، في وصف تجربة تلاميذ يسوع، تثير أسئلة مماثلة لأسئلتنا. بينما تخبرنا عن ما فهموه من يسوع ومن أنفسهم، فهي تدعونا إلى فحص وتحويل فهمنا الضميري للإيمان الإنساني وجودة علاقتنا مع الله ومع الآخرين على هذه الأرض.

إله علاقات، شعب إخوة

 تفسيرات العهد القديم تبدأ وترتكز على أحداث الخروج وسيناء، تشير إلى تدخل إلهي يمثل في ذات الوقت الخلاص والوحي، والتواصل الذاتي من الله وتحرير الشعب، كلمة وعمل من علاقة حرة مع الإنسان. إن تدخل الله هو وعد فعّال بقربه: قرب يخلق تضامنًا إنسانيًا ويطالب بأن يُستقبل بمسؤولية من قبل الإنسان. فمن يدرك عمل الله الذي يظهر ويخلّص، يتخذ في حياته نفس النية التحريرية. يمكننا أن نتذكر الصيغة النموذجية للعهد التي تتكرر مرارا، تكاد ترن على مدى الكتاب المقدس من البداية الي النهاية، في مختلف النصوص والتقاليد في العهد القديم. عبر قوله “أنا أكون إلهكم، وأنتم تكونون شعبي”، يقدم الله ويطلب الشركة معه، ليُعيش على الأرض خلقًا للشراكة:

مُبَيِّنًا لمختلف القيم وأنواع العلاقات التي تعتبر ذات أهمية خاصة، تذكرنا النسخ المختلفة من الوصايا العشر الأخلاقية بنفس الطلب الذي يُفهم على أنه إشارة إلى إرادة الله، وإشارة إلى ما يعنيه الإقرار بالإيمان بهذا الإله الذي كشف نفسه بهذه الطريقة في التاريخ. إذا كانت نية عمله هي خلق، في العلاقة الشخصية والمجانية بين “أنا” موجهة إلى “أنت”، شعب من الأشخاص الأحرار في الشركة، فإن قبول أن نكون شعبه يعني السير محاولين خلق وحدة من الإخوة في تاريخ يعهده الله نفسه لنا، كهدية ومسؤولية.

إذا كان الحدث المؤسس لبنوة الشعب والذي يكشف أبوة الله هو تحرير العائلات المتفرقة والخاضعة لشعب استُعبدت لديه، فإن كوننا شعب الله يعني تحمل مسؤولية مشروعه الخلاصي والتحريري. قد يكون لهذا المشروع طرق عديدة ومتنوعة للتنفيذ، لكنه يجب أن يحقق دائمًا في التاريخ الفعلي نفس نية ذلك الرب الذي كشف عن نفسه، والذي حرر، والذي يعد بأن يستمر في التواجد بقربه من الإنسان على هذه الأرض. يقدم الله ويطلب الشركة معه، وهي شركة يجب أن تُعاش على الأرض بخلق تآخٍ بين الناس، من خلال التبني الجذري لنيته، والانتماء بالقلب والعقل والقوة إلى أسلوب ومعنى العهد.

-يتبع-

The post يسوع الناصري وجه الانسان الكامل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
شهر آب: الصلاة على نيّة السياسيين https://ar.zenit.org/2024/07/30/%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%a2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%8a%d9%86/ Tue, 30 Jul 2024 18:50:32 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73606 السياسة رقيّ

The post شهر آب: الصلاة على نيّة السياسيين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“السياسة هي إحدى أرقى أشكال المحبة لأنها تبحث عن الخير العام” هذا ما قاله البابا فرنسيس مقتبسًا أقوال سلفه القديس بولس السادس بحسب ما ورد على موقع أخبار الفاتيكان.

من هنا، دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى تخصيص شهر آب للصلاة على نيّة أن “يكون السياسيون في خدمة شعبهم، عاملين من أجل التنمية البشرية الشاملة والخير العام مهتمّين بمن فقدوا أعمالهم ومانحين الأولويّة لمن هم أكثر فقرًا”.

وفي رسالة الفيديو التي أعلن فيها عن نيّته لهذا الشهر، أقرّ البابا بأنّ “السياسة لا تتمتّع بسمعة طيبة، غير أنّ السياسة الحقيقية تتعارض مع “التسييس” وهي تصغي إلى ما يجري حقًا، وهي في خدمة الفقير وتهتمّ بالعاطلين عن العمل”.

وتابع: “إن نظرنا إلى السياسة بهذا الشكل فستصبح السياسة أنبل مما تبدو”. لذلك، بينما نصلّي على نيّة القادة السياسيين، يجب أن نكون ممتنين أيضًا “للعديد من السياسيين الذين يؤدون واجباتهم بإرادة الخدمة، وليس بهدف السلطة والذين يبذلون جهودهم من أجل الخير العام”.

لماذا نصلّي من أجل القادة السياسيين؟

تعليقًا على نيّة البابا لشهر آب، أبدى المدير الدولي لشبكة صلاة البابا العالمية فديريك فورنوس، اليسوعي رأيه وأشار إلى أنّنا نحن من ننتخب القادة السياسيين، لذا من واجبنا أن نساعدهم حتى يصبحوا رجالاً ونساء كما نودّ أن يكونوا ولنصلِّ من أجلهم كما يدعونا البابا فرنسيس.

هذا وتذكّر الأب فورنوس أنّ السياسيين ممكن أن يكونوا جشعين في بعض الأحيان أو متعطّشين للسلطة إلاّ أنّه يوجد العديد من القادة السياسيين “الذين يخدمون الخير العام بحقّ”.

The post شهر آب: الصلاة على نيّة السياسيين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
ثوب مريم سيّدة الكرمل https://ar.zenit.org/2024/07/29/%d8%ab%d9%88%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%85%d9%84/ Mon, 29 Jul 2024 16:34:39 +0000 https://ar.zenit.org/?p=73582 تأمّل الأحد 28 تموز 2024

The post ثوب مريم سيّدة الكرمل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
‎تحتفل الكنيسة الجامعة بعيد سيدة الكرمل، سيدة الثوب المقدس ، في ١٦يوليو / تموز من كل سنة في العالم . كما  تحتفل الأديار الكرملية والكنائس التي تحمل أسم سيدة الكرمل بتساعية
 احتفالية. كذلك الرهبانية الكرملية العلمانية، التي يتشح أبناؤها بثوب الكرمل ، تحتفل بتجديد النذور والتزام الأعضاء الجدد من خلال لبس الثوب أو النذور البسيطة والمؤبّدة .
‎نجمان مشعّان يرصّعان شعار الكرمل وعليهما يرتكز تاريخ الكرمل وروحانيت ،  وهذان النجمان هما إيليا ومريم . فمن روح ايليا تستمدُّ الرهبانيّة الكرمليّة ميزتها المرتكزة على الصلاة وعلى روح الرسال ، وفي نذوره الرهبانيّة ، يتّخذ الكرمليّ مريمَ أمّا له وشفيعة ومثالا . وانطلاقاً من ذلك، فقد تميّز رهبان الكرمل بهذه الهويّة المريمية ، مما جعل الكنيسة تعترف لهم بذاك الاسم الذي حملوه على توالي العصور، وهو : ” إخوة العذراء مريم، سيّدة الكرمل” .
‎هذا، ولئن عُرف الكرمليّون، في بادىء حياتهم النسكية ، ” بنسّاك جبل الكرمل “، كما ورد في قانونهم الأول سنة ١٢٠٩، غير أنهم سرعان ما اتخذوا لهم في سنة ١٢٢٠ تسمية تميّزهم عن سائر النسّاك، فعُرفوا “بنسّاك العذراء سيّدة الكرمل”، إلى أن أطلق عليهم الاسم الرسمي والقانوني : ” إخوة مريم سيّدة الكرمل ” ، وكان ذلك بُعيد رحيلهم من الشرق إلى بلاد أوروبا .
‎ففي جميع هذه التسميات، تمسّك الكرمليون بهويّتهم المريميّة، ولم يقبلوا بسواها بديلاً، ولا بغير مريم امّاً لهم ومثالاً. هذا ممّا دفع بالأحبار الأعظمين على منح المؤمنين إنعاماتٍ روحيةً وغفراناتٍ خاصّة لدى تسميتهم رهبان الكرمل “بإخوة العذراء مريم”.
‎فلا غرو إذا قلنا : إن الهوية المريمية كانت ميزة الرهبانيّة الكرمليّة منذ نشأتها، وبها عُرفت ، وقد تسابق البابوات والملوك على حماية ” إخوة مريم العذراء ” والدفاع عنهم، ممّا جعل النفوس التائقة إلى إكرام العذراء والتعبّد لها، تتقاطر على أبواب الأديرة ، تطلب الانتساب إلى هذه الرهبانيّة .
‎ومع أن هذه التسمية وفّرت لإخوة مريم سيّدة الكرمل كلّ دعم وإعجاب ، في صفوف المؤمنين ولدى الملوك والبابوات والمتنفّذين ، غير أنها جرّت عليهم ، من جهة أخرى، الكثير من الأحساد والخصومات والحزازات ، على يد العديد ممّن لَم يَرُق لهم هذا التميّز والاستئثار بهذه الإخوّة للعذراء .
‎إنه لمن التواتر في تاريخ الديانات أن تقيم كلّ ديانة مزاراتها وهياكلها على أنقاض هذه أو تلك من سابقاتها المندحرة أو المنقرضة. وهذا ما حصل بالفعل في تاريخ جبل الكرمل الروحي. لقد كان الكرمل في التاريخ القديم مركزاً هاماً للديانة الفينيقية (عبادة بعل وعشتاروت)، ثم انتقل الجبل إلى عبادة الإله الحقيقي (إله ابراهيم … والياس النبي). اما في العهد الجديد، فما إن ترسّخ الدين المسيحي في بلاد فلسطين حتى غدا الكرمل أول موقعٍ تركّزت عليه عبادة العذراء ، امّ يسوع .
‎هذا، وما انفكَّ الآباء القديسون وشرّاح الكتاب المقدّس ينقلون الرمز الروحي والسرّي لتلك السحابة التي ظهرت لإيليا النبي على قِمّة الكرمل. لقد رأت الكنيسة في تلك السحابة السرّية، التي انهمرت على الأرض مطراً غزيراً بعد طول انحباس ، رمزاً للعذراء مريم ، أمّ المخلص الذي هبط على الأرض يسكب عليها خيور النعمة والسعادة والحياة .
‎كان من الطبيعي إذاً، أن يشيّد نسّاك الكرمل معبدهم الأول على اسم من اتخذوها شفيعة ونموذجاً لحياتهم الرهبانيّة في الصلاة والتأمّل ، تلك التي كانت تُصغي إلى كلام الله وتشارك يسوع في مراحل حياته، يكبر بين يديهما، ثم ينطلق إلى الرسالة ويعاني الآلام والصلب … ” وهي تحفظ كلّ ذلك وتتأمّل فيه في قلبها ” .
‎فإلى هذا المعْلم التاريخي والروحي ، أي هذا المعبد المكرّس على اسم السيّدة العذراء على قمّة الكرمل ، تعود تسمية اولئك النسّاك ” بإخوة العذراء مريم ” . وعلى ذلك، فإنَّ تعبّد الكرمليّين نحو أمهم العذراء لم تقتصر على تشييد الكنائس والمعابد على اسمها، وعلى اتخاذهم إياها شفيعة ونموذجاً لحياتهم، بل كرّسوا لها أنفسهم ، وذلك في الصيغة القانونية لنذورهم بالذات ،  بحيث تكون نذور الراهب الكرملي فاسدة إن لم تشتمل صورة إبرازه النذور على تكريسه لمريم العذراء، وبذلك يصبح الراهب حقاً في عداد ” إخوة العذراء سيّدة الكرمل ” .
‎هذا كلّه يجعلنا ندرك مدى ارتباط الراهب الكرملي بأمّه العذراء مريم، من جهة، ومقدار استحسان العذراء لهذا التكرّس لها، من جهة أخرى. وما انفكّت العذراء مريم تعبّر عن حمايتها لإخوتها الكرمليّين في كلّ وقت لا سيّما زمن الاضطهادات والأخطار ،  ومن بين تلك العلامات الصارخة عن حبّها لإخوتها الكرمليّين وحمايتها لهم ” ثوب سيّدة الكرمل ” .
‎إن عبادة ثوب العذراء تتوّج تكرّس الكرملي لأمّه مريم. فكما يعترف الراهب الكرملي بمريم أختاً له وأماً ومثالاً لحياته وذلك في نذوره الرهبانيّة بالذات ، تعترف العذراء مريم بالكرملي أخاً لها، آخذة على عاتقها حمايته والدفاع عنه وسط النكبات والأخطار . والعلامة الحسّية على ذلك هي الثوب الذي أعطته العذراء القديس سمعان ستوك ، رئيس الكرمليّين العام في بلاد انكلترا ، رمزاً لحماية رهبانه من أخطار الحياة وعربوناً لخلاصهم الأبدي . لقد جاء ظهور العذراء وإعطاؤها الكرمليّين ثوبها، بمثابة ردّ منها على تكرّسهم لها بالنذور الرهبانيّة . فالثوب الكرملي هو ” ثوب مريم سيّدة الكرمل “، إنه علامة “أخوّةٍ” ورمزُ محبةِ العذراء لرهبانيتها وعنوانُ تكرّس الكرمليّين لها ولابنها يسوع .
‎فلا عجب أن ينطلق الكرمليون يبثّون محبة العذراء بين المؤمنين وينشرون عبادة ثوبها المقدّ ، ذلك لأن ” ثوب الكرمل ” يمثّل بنوع حسّي وروحيّ أصيل، مجاهرةَ المؤمن بحبّه وبتكرّسه لأمّه العذراء وحماية العذراء لمن يكرّمها؛ فتنشر عليه ثوبها إبّان المحن والأخطار وتسكب عليه غزير نعمها .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post ثوب مريم سيّدة الكرمل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا https://ar.zenit.org/2024/05/30/%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a%d9%87-%d8%aa%d8%b4%d8%aa%d8%b9%d9%84-%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%ad%d9%8f%d8%a8%d9%8b%d8%a7-%d9%88%d8%b4/ Thu, 30 May 2024 18:11:58 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72765 تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد خميس الجسد بعد عيد الثالوث الأقدس أي الخميس الثاني من العنصرة

The post خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
تحتفل الكنيسة بهذا العيد، وهي ترفع آيات الشكر، ونحن نشترك معها بهذا الفرح العظيم، بلقاء مصدر الحياة أيّ خبز الحياة الأبديّة، ونحن نعيد إحياء ذكرى العشاء الأخير وموت المسيح.

كما ان الكنيسة تهدف في إحتفالها بهذا العيد أن تغرس فينا بذرة الإيمان با إبن الله الكلمة المتجسد، الذي أخذ صورة عبد وظهر بالجسد مثلنا كإنسان، تألّم ومات لأجلنا في تجسده حلَ فينا وسكن بيننا وفي سر القربان باقي معنا يرافقنا في دربنا ومسيرتنا نحوه  .

عندما نتناوله تحت شكلي الخبز والخمر نؤمن ونعترف اننا نحتفل بذبيحة الصليب الإلهيّة  الذبيحة الخلاصيّة، فغاية الكنيسة أيضًا هي أن تُشعل في قلوبنا الشوق إلى تناول جسد الرب بحرارة الذي يوصلنا إلى السعادة الروحيّة.

 معنى العيد:  يستمد العيد معناه من عمل المسيح نفسه في عشية خميس الأسرار حيث قد أسس هو سري القربان والكهنوت وبالتالي يتجلي معنى عيد القربان في كل مرة تحتفل الكنيسة بالذبيحة الإلهية “لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز،وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى أن أجيْ ” الليتورجيا القبطية  يسوع في سر القربان يُعطى لمغفرة الخطايا ونوال الحياة الأبدية.

 كما أنّ خميس الأسرار هو العيد الرئيس للقربان المقدّس، أيّ ليلة العشاء السرِّيّ وتأسيس سرّ الكهنوت، وهي الليلة التي أعطى فيها

مفاعيل القربان في حياتنا:

القربان المقدس “سر الشكر-الإفخارستيا  هو مصدر جميع الثمار الروحيّة

“في كلّ مرّة نتقدم ونتناول (يسوع)  في سرّ القربان الأقدس، يعودُ ويولَدُ الله فينا من جديدولا سيما في الأنفس البارّة التي تخدمهُ من قلبها، وتقبله بطهارة الفكر ، إستقامة ضمير”لذا نقول ” القداسات للقديسين بالكمال والنقاوة والقداسة.

يمنحنا الإشتراك في التناول ثمرة الحياة النابعة من

  • إتحادنا بالمسيح والقرب منه.
  • إتحادنا بالآخر أو القريب ومحبته لأن المحبة علامة حياة.
  • إتحادنا بالكنيسة التي جسد المسيح وجماعة المؤمنين
  • إدراكنا بفهمٍ ووعي أنه “القربان” هو سرّ حياة الكنيسة

       ورسالتها الجوهريّة.

عند الإقتراب من التناول علينا أن نكون:

  • متسامحين لبعضنا البعض:

نقرأ في إنجيل القديس متى ما قاله يسوع وأيضًا ماذكره القديس يوحنا في رسالته الأولى “فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ أَنَّ هُناكَ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك” (مت 5: 23). “إِذا قالَ أَحَد: إِنِّي أُحِبُّ الله وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا” (1 يوحنا 4: 20).

لذا في الصلاة الليتورجيا حسب الطقوس الشرقية رتبة المصالحلة والمسامحة في بدء صلوات الأنافوا “التقدمة” قبلوا بعضكم بعضاً أو تبادلوا السلام “لِيُعْطِ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا السَلامَ قَرِيبَهُ بِمَحَبَّةِ وأمانَةٍ تُرْضي الله.

أمّا في الليتورجيا اللاتينية تتم المصالحة وتبادل السلام قبل التناول  حول فعل المصافحة هذا يقول  القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم “إنّ الرّب يسوع المسيح جاء ليبحث عنك، أنت يا من كان بعيدًا عنه، وهو يريد أن يتّحد بك، وأنت، ألا تريد أن تتّحد مع أخيك؟ “.

  • الإقتراب بخشوع وسجود:

تخصص الكنيسة اوقات للمؤمنين للسجود لامام القربان الأقدس في خشوع وصمت وهذا يُسمي حوار روحيّ مع المسيح الحاضر في القربان المقدّس.

نرفع صلاتنا:

 ندعو المسيح الذي وضع لنا هذا السر العظيم،سر التقوى، سر الخلاص في عشيّة آلامه، ونقول: “ربّ هبنا نعمة عيش حبّك في سرّ القربان الأقدس، نسجد لك بكلّ نقاء وخشوع لتصبح حياتنا بنعمة روحك القدّوس قربانة بيضاء تنير ظلمة قلوبنا، ولنولد معك كلّ يوم من جديد، أن نحيا بك وتحيا بنا قربانًا حيًّا مدى الحياة، أضئ بنور الإيمان قلوبنا، وأشعل فيها نار المحبّة”.

الأب انطونيوس مقار إبراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

The post خميس القربان فيه تشتعل قلوبنا حُبًا وشوقًا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هل قمت من قبر الخطيئة؟ https://ar.zenit.org/2024/04/01/%d9%87%d9%84-%d9%82%d9%85%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9%d8%9f/ Mon, 01 Apr 2024 17:30:45 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71923 من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

The post هل قمت من قبر الخطيئة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“المسيح قام من القبر، وتركه…

هل قمت من قبر الخطيئة؟

المسيح ترك الأكفان، والمنديل على حدة. هل تركت العادات الرّديئة، والملكات بالاعتراف الصّادق؟”

أبونا يعقوب

      يدعو الطّوباويّ أبونا يعقوب إلى عيش فرح القيامة… يدعو إلى الاشتعال بذاك النّور الّذي بهر به الرّبّ نفوسنا، من خلال قيامته، وسرّ فدائه، ومن خلال تلك الأنوار الخلاصيّة الّتي اشتعلت ضياء رحمةٍ، من قبره المقدّس، ومن خلال ذاك الحبّ الذي تجرّد، وأصبح ذبيحة فرحٍ، ورجاء.

” لو كانت أجراس الفصح تنفي المجّانيّة، لتوجّب علينا أن نصمَّ آذاننا. ولكنّ المسيحيين يصغون إليها لأنّها تنشد لهم التّجرّد المطلق، وليد الفرح.” (فرنسوا فاريون)

نرنّم فرحين” هذا هو اليوم الّذي صنعه الرّبّ ، فلنفرح، ولنتهلّل به !”

“لا يشكوَنَّ أحدٌ فقرًا، فقد ظهر الملكوت المشترك. لا يبكينَّ أحدٌ زلّاته، لأنّ الغفرانَ قد أشرق من القبر. لا يخشَ الموتَ أحدٌ، لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا.” (يوحنّا الذّهبيّ الفم)

قيامة المسيح فرح ينبض في القلوب، فينعش إيماننا الفاتر، ويحيي نفوسنا الميتة… يعتبر أبونا يعقوب أنّ الكنيسة في الزّمن الفصحيّ، تنزع عنها ثوب الحداد، وتتّشح باللّون الأبيض اللّامع، وصوتها لم يعد كالحمامة تنوح، بل تنشد نشيد العروس، لمّا وجدت حبيبها…

يدعو الكبّوشيّ إلى القيامة مع المسيح روحيًّا… مثلما قام المسيح من الموت، علينا أن نُقيمَ نفسَنا من موت الخطيئة، ونُعيدها إلى حياة النّعمة، والفضيلة…

” الله لنا إله خلاص. الرّبّ السّيّد يخرجنا من الموت. (المزامير 68/21).

المسيح حقًّا قام…

 يجب أن تكون قيامتنا حقيقيّة…

فلنقم من قبر الخطيئة… فلنكرهْها، ولنعترف بها… فنهرب من التّجارب الّتي تُعَرِّضُنا للسّقوط…

يجب أن تكون قيامتنا كاملة…

” والله الذي أقام الرّبّ من بين الأموات سيقيمنا نحن أيضًا بقدرته.” ( رسالة كورنتوس الأولى 6/14)

 هل نقوم اليوم، ونترك أكفان الخوف، والقلق ؟؟  هل نقوم، ونتخلّى عن أنانيّة إنسانيّتنا؟؟؟

     أَعِنّا يا ربّ، وساعدنا كي نسرع  إلى بلوغ ضياء رحمتك، فنشتعل من فيض أنوارك المقدّسة، عندها نستطيع أن نحيا فرح القيامة، ونقول ” حقًّا قام” ونشهد على ذلك لأنّ إيماننا اليوم، يهتف كمال فرحه… ربّنا يسوع وحدك كمال الحبّ، والحياة…

The post هل قمت من قبر الخطيئة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>