حياة روحيةوصلاة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/حياة-روحيةوصلاة/ The World Seen From Rome Mon, 01 Apr 2024 17:30:45 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png حياة روحيةوصلاة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/حياة-روحيةوصلاة/ 32 32 هل قمت من قبر الخطيئة؟ https://ar.zenit.org/2024/04/01/%d9%87%d9%84-%d9%82%d9%85%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9%d8%9f/ Mon, 01 Apr 2024 17:30:45 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71923 من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

The post هل قمت من قبر الخطيئة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“المسيح قام من القبر، وتركه…

هل قمت من قبر الخطيئة؟

المسيح ترك الأكفان، والمنديل على حدة. هل تركت العادات الرّديئة، والملكات بالاعتراف الصّادق؟”

أبونا يعقوب

      يدعو الطّوباويّ أبونا يعقوب إلى عيش فرح القيامة… يدعو إلى الاشتعال بذاك النّور الّذي بهر به الرّبّ نفوسنا، من خلال قيامته، وسرّ فدائه، ومن خلال تلك الأنوار الخلاصيّة الّتي اشتعلت ضياء رحمةٍ، من قبره المقدّس، ومن خلال ذاك الحبّ الذي تجرّد، وأصبح ذبيحة فرحٍ، ورجاء.

” لو كانت أجراس الفصح تنفي المجّانيّة، لتوجّب علينا أن نصمَّ آذاننا. ولكنّ المسيحيين يصغون إليها لأنّها تنشد لهم التّجرّد المطلق، وليد الفرح.” (فرنسوا فاريون)

نرنّم فرحين” هذا هو اليوم الّذي صنعه الرّبّ ، فلنفرح، ولنتهلّل به !”

“لا يشكوَنَّ أحدٌ فقرًا، فقد ظهر الملكوت المشترك. لا يبكينَّ أحدٌ زلّاته، لأنّ الغفرانَ قد أشرق من القبر. لا يخشَ الموتَ أحدٌ، لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا.” (يوحنّا الذّهبيّ الفم)

قيامة المسيح فرح ينبض في القلوب، فينعش إيماننا الفاتر، ويحيي نفوسنا الميتة… يعتبر أبونا يعقوب أنّ الكنيسة في الزّمن الفصحيّ، تنزع عنها ثوب الحداد، وتتّشح باللّون الأبيض اللّامع، وصوتها لم يعد كالحمامة تنوح، بل تنشد نشيد العروس، لمّا وجدت حبيبها…

يدعو الكبّوشيّ إلى القيامة مع المسيح روحيًّا… مثلما قام المسيح من الموت، علينا أن نُقيمَ نفسَنا من موت الخطيئة، ونُعيدها إلى حياة النّعمة، والفضيلة…

” الله لنا إله خلاص. الرّبّ السّيّد يخرجنا من الموت. (المزامير 68/21).

المسيح حقًّا قام…

 يجب أن تكون قيامتنا حقيقيّة…

فلنقم من قبر الخطيئة… فلنكرهْها، ولنعترف بها… فنهرب من التّجارب الّتي تُعَرِّضُنا للسّقوط…

يجب أن تكون قيامتنا كاملة…

” والله الذي أقام الرّبّ من بين الأموات سيقيمنا نحن أيضًا بقدرته.” ( رسالة كورنتوس الأولى 6/14)

 هل نقوم اليوم، ونترك أكفان الخوف، والقلق ؟؟  هل نقوم، ونتخلّى عن أنانيّة إنسانيّتنا؟؟؟

     أَعِنّا يا ربّ، وساعدنا كي نسرع  إلى بلوغ ضياء رحمتك، فنشتعل من فيض أنوارك المقدّسة، عندها نستطيع أن نحيا فرح القيامة، ونقول ” حقًّا قام” ونشهد على ذلك لأنّ إيماننا اليوم، يهتف كمال فرحه… ربّنا يسوع وحدك كمال الحبّ، والحياة…

The post هل قمت من قبر الخطيئة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا https://ar.zenit.org/2024/04/01/%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84%d9%90%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%90%d9%91%d9%86%d8%a7/ Mon, 01 Apr 2024 17:21:03 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71921 ليس ههنا بل قام

The post مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

إلى إخوتي الكهنة الأحباء والراهبات الفاضلات

وأبناء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في الإسكندرية مدينة الله العظمى وبلاد الإنتشار،

وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة ،

” سلام الله الذي يفوق كل إدراكٍ يحفظ قُلوبكم واذهانكم في المسيح يسوع “

( فيليبي ٤ : ٧ ) القائم من بين الأموات  .

” المسيح قام … إنه ليس هَهُنا ”  ( لوقا ٢٤ : ٦ )

” المسيح قام … حَقَاً قام ، ونحن بأجمعنا شهود على ذلك  ” ( اعمال الرُسُل ٢ : ٣٢ ).

هذه التحية ، تحية هذا الصباح ، تحية عيد الفصح المجيد التي نتبادلها معاً عبر العصور جعلتنا نعيش حدث القيامة، سر الإيمان المسيحي القويم  .

الشموع التي  أضاءت كنائسنا هذا اليوم ، ترمز لنور المسيح الذي ينير الإنسانية قاهراً الموت وظلمة الخطيئة والشر. واليوم تدوي بقوة كلمات ملاك الرب إلى النسوة اللواتي كنّٓ يبحثن عن جسد المسيح داخل القبر. وإذ كن خائفات ونكَّسنَ وجوههن إلى الأرض، إذا برجلين قد وقفا عندهن بلباسٍ  براق وقالا لهنَّ : لماذا تطلبن الحي بين الأموات . إنه ليس ههنا لكنه قد قام ( لوقا ٢٤ : ٤ – ٦ ) . ومنذ ذاك الصباح تدوي هذه الكلمات في المعمورة كلها كإعلان فرح لم يتغيَر على مر القرون ، لا بل بقي مشحوناً بمعان جديدة.

” إنه ليس ههنا لكنه قد قام ” ( لوقا ٢٤ : ٦ ) . قام المسيح من بين الأموات. ولم يبقى سجين الموت. والقبر عاجز عن احتواء ” الحي ” الذي هو مصدر الحياة وينبوعها بالذات. ومثلما كان يونان في بطن الحوت كذلك يكون ابن البشر في قلب الأرض في يوم السبت. لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً كما كتب الإنجيلي يوحنا مضيفاً أن ابن البشر هو رب السبت أيضاً وقد أتمَّ عمل الخلق رافعاً الإنسان والكون إلى حرية مجد أبناء الله . وبعد هذا العمل الخلاصي الإلهي ، الذي لا سيستطيع الإنسان فهمه بتفكيره البشري ، قام المسيح من بين الأموات . ولهذا يعلن الملائكة اليوم : ”  أنه ليس ههنا لكنه قد قام ” . لقد سار السيد المسيح على أرض البشر وأنهى مسيرته في القبر شأن الجميع لكنه قهر الموت بالموت ، وبطريقة جديدة ، قهر الموت بواسطة المحبة . بالمحبّة وبالمحبة فقط فتح الأرض وشرَّعها نحو السماء.

يسوع شمس العدالة:

لقد أجاد القديس أوغسطينوس في تأمّله بعيد القيامة في إحدى عظاته: “أفراح يوم الفصح سببها قيامة الموتى، وولادة الذين اقتبلوا العماد ولادة جديدة. إنّ جمال هذا اليوم يفوق بكثير جمال باقي أيام السنة، لأنّ قيامة الحَمَل تُلقي عليه نوراً خارقاً للعادة. في هذا اليوم ترتفع شمس العدالة، أي المسيح في السماوات، بعد أن أعلن عن هذا الخبر المفرح لنفوس القديسين، وأخرج معه أجسادهم من جوف الأرض. إنّ أورشليم السماوية هي أشبه بمجموعة كواكب روحية، لمعت لمعاناً جديداً، عندما عاد هؤلاء الموتى إلى الحياة، ودخلوا داخل جدرانها. والكنيسة تبدو مشرقةً لأنّ جميع الذين وُلدوا بالنعمة ينشرون عليها نوراً حيّاً. والموتى القائمون من الموت كانوا شهوداً على قيامة شمس العدالة، كالذين تقبّلوا العماد بالماء والروح القدس. فلنضرب على القيثارة مع داود النبي ، ولنرتّل معاً: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح فيه ونبتهج”.

في الرجاء نِلْنا الخلاص ( بولس إلى أهل رومة ٨ : ٢٤ ):

إن قيامة المسيح، بفضل العماد الذي يجمعنا به، حررتنا من شريعة الموت والخطيئة ( بولس إلى أهل رومة ٧ : ٢ ) ، وبقيامتنا ” نشاركه في مجده أيضاً ” ( بولس إلى أهل رومة ٨ : ١٧ ) . إن نبؤة  النبي حزقيال ليوم فصح الرب   : ” هكذا قال السيد الرب، هآءنذا أفتح قبوركم وأُصعِدَكم من قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلى أرض الخلاص  ” ، هذه النبؤة تعني أن  وعد الخالق يكتمل اليوم ، حتى في زماننا الحاضر المطبوع بالخوف والقلق، لنعيش حدث القيامة الذي بدَّل الحياة وتاريخ البشرية.

اليوم ، الفقراء والمرضى والمتألمون والمضطهدون والمشردون واللاجئون ينتظرون الرجاء الحقيقي من المسيح القائم من بين الأموات  .

فليحمل الرجاء معه روح القائم من بين الأموات الأمن والراحة إلى العالم وخاصةً إلى بلاد الشرق الأوسط التي  تتوق إلى المصالحة والعدالة والنمو. وليَسُدِ فيها السلام حيث العنف يحصد ضحايا كثيرة .

ليحمل السلام للمتورطين في النزاعات والحروب في روسا وأوكرانيا ، وكاراباخ  ارتساخ ، والأراضي المقدسة وبصورةٍ خاصة غزّة المتألمة ،

نرفع اليوم صلواتنا بإيمان وحرارة وثقة ليدعو القائم من بين الاموات الجميع إلى حوار صبور ومستديم يزيل العوائق القديمة والجديدة وإلى تحاشي مشاعر الانتقام ، وإلى تربية الأجيال الناشئة على الاحترام المتبادل ، والعيش المشترك .

وليُحرِّك روح القائم من بين الأموات حيوية جديدة في التزام البلدان العظمى لتحسين الأوضاع الحياتية لملايين المواطنين ، وترسيخ دعائم المؤسسات الإنسانية  ضمن روح الوفاق والتضامن البنَّاء. ويزرع في نفوس المسؤولين عن الأمم والمنظمات الدولية الإرادة في تحقيق تعايش سلمي بين مختلف الأعراق والثقافات والديانات وإبعاد تهديد الحروب والعنف والإرهاب.

إخوتي الأحباء ،

لينشر الرب يسوع ، القائم من بين الأموات في كل مكان قوة الحياة والسلام والحرية. إن كلمات الملاك في صباح الفصح للنسوة الخائفات موجَّهة اليوم للجميع :” لا تخفنَ أنتن! … ” إنه ليس ههنا فإنه قد قام كما قال ” ( متى ٢٨ : ٥ ) .

المسيح قام من بين الأموات وبقيامته وهبنا السلام . إنه سلامنا. ولهذا الحدث العظيم بالذات ، تردد الكنيسة : المسيح قام ! فعلينا أن لا نخاف من فتح القلوب على المسيح لأن إنجيله يملأ العطش إلى السلام والسعادة الكامنتين في كل قلب بشري.

المسيح حيٌ الآن ويسير معنا كما وعدنا وقال : ” هاءَنذا معَكم طَوالَ الأيام إلى نهاية  العالم ” ( متى ٢٨ : ٢٠ ) .

المسيح قام … حَقَاً  قام

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
اَلْمَغْفِرَةُ هِيَ دَرْبُ اَلْمَحَبَّةِ اَلْحَقِيقَيةِ https://ar.zenit.org/2024/03/21/%d8%a7%d9%8e%d9%84%d9%92%d9%85%d9%8e%d8%ba%d9%92%d9%81%d9%90%d8%b1%d9%8e%d8%a9%d9%8f-%d9%87%d9%90%d9%8a%d9%8e-%d8%af%d9%8e%d8%b1%d9%92%d8%a8%d9%8f-%d8%a7%d9%8e%d9%84%d9%92%d9%85%d9%8e%d8%ad%d9%8e/ Thu, 21 Mar 2024 12:22:11 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71747 يَا أَبَتَاه اِغْفِرْ لَهُمْ

The post اَلْمَغْفِرَةُ هِيَ دَرْبُ اَلْمَحَبَّةِ اَلْحَقِيقَيةِ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
اَلْأَبُ أَنْطُونْيُوسْ مَقَارَّ إِبْرَاهِيمْ

رَاعِيَ اَلْأَقْبَاطِ اَلْكَاثُولِيكِ فِي لُبْنَانِ

اَلْحَيَاة اَلْمَسِيحِيَّة وَطَرِيقَةُ عَيْشِهَا هِيَ اَلْعُنْوَانُ اَلصَّحِيحُ لِعَيْشِ اَلْمَحَبَّةِ وَتجَسيدِهَا فِي اَلْوَاقِعِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالتَّسَامُحِ وَبِالتَّالِي إِنْ أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ وَتَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْنَا أَنْ نَعِيشَ وَصِيَّتُهُ ” وَصِيَّتِي هِيَ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضَ ” وَإِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا يَعْرِفُ اَلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي ” إِذَا أَحَبَّنَا اَللَّهُ قَدْ أَحَبَّنَا أَوَّلاً وَدَعَانَا نَحْنُ لأنِ نُحِبّ بَعْضُنَا بَعْض لَيْسَ فَقَطْ بِالْكَلَامِ وَلَا بِاللِّسَانِ إِنَّمَا بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ ، مَدْعُوُّونَ بِدَوْرِنَا لِنُحِبّ ، وَحُبُّنَا هَذَا يُؤَهِّلُنَا لِنَنَالَ اَلْمَغْفِرَةَ وَبِدَوْرِنَا أَنَّ نَغْفِرَ لِبَعْضِنَا اَلْبَعْضِ . كُلُّ مَا يَجِبُ عَلَيْنَا فِعْلُهُ اَلْيَوْمَ هُوَ أَنْ نَفْتَحَ قُلُوبُنَا كَيْ تَلْمِسَهَا مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ كَوْنَهُ هُوَ اَلْإِلَهُ اَلْمُحِبُّ وَالْغَافِرُ إِنَّهُ أَحَبَّنَا ، غَفَرَ لَنَا ، خَلَصْنَا ، إِفْتِدَانَا مَجَّانًا دَفَعَ عَنَّا دُيُونُنَا وَحَمَّلَ آثَامِنَا ، سَحْقٌ لِأَجَلِ مَعَاصِينَا هَا هُوَ اَلْيَوْمَ وَكُلُّ يَوْمٍ يَدْعُونَا إِلَى اَلْمَحَبَّةِ اَلشَّامِلَةِ فَيَقُولُ لَنَا : ” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُمْ ” .

 اَلصَّلَاةُ وَالْمَحَبَّةُ ، فِي فِكْرِ يَسُوعْ وَمَنْطِقُهُ وَجْهَانِ حَقِيقِيَّانِ لِإِنْسَانِ حَيٍّ فِي قَوْلِهِ وَفَعَلَهُ لِأَنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعْ لَا تَعْرِفُ اَلْحَوَاجِزُ وَالْحُدُودُ . إِنَّ اَلرَّبَّ يَطْلُبُ مِنَّا شَجَاعَةَ مَحَبَّةٍ دُونَ أَيْ مِقْيَاسٍ وَلَا أَيَّ شُرُوطٍ ، لِأَنَّ وَصِيَّةَ اَلْمَحَبَّةِ هِيَ أَسَاسُ وَجَوْهَرُ اَلْبُشْرَى اَلسَّارَّةِ . اَلْعُنْوَانُ اَلصَّحِيحُ لِلْحَيَاةِ اَلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ اَلْمَحَبَّةُ ، وَهَذَا مَاشِدَدْ عَلَيْهِ اَللَّهُ فِي اَلْكِتَابِ اَلْمُقَدَّسِ مُنْذُ اَلْبِدَايَةِ ” أُحَبِّبُ اَلرَّبُّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَأُحَبَّبَ قَرِيبكَ كَنَفْسِكَ ” .

 نَحْنُ أَبْنَائِهِ يُحِبُّ عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَعَ لَهُ وَيَنْبَغِي أَنْ نَعْبُدَهُ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ ” اَلسَّاجِدُونَ اَلْحَقِيقِيُّونَ يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْجُدُوا لِلَّهِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ ” . اَللَّهُ مَحَبَّةَ ” هَكَذَا أَحَبَّ اَللَّهُ اَلْعَالَمُ ” وَهُوَ اَلرَّبُّ اَلرَّاعِي لَايعُوزَنَا شَيْءٌ هُوَ رَاعِي اَلْخِرَافِ اَلَّذِي يَسْهَرُ لَيْلاً نَهَارًا عَلَى غَنَمِ مَرْعَاهُ وَرَعِيَّتِهِ ، وَإِذَا ضَلَّ أَحَدُهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ يَتْرُكُ اَلتِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ وَيَذْهَب يَبْحَثُ عَنْ اَلْخَرُوفِ اَلضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ وَعِنْدَمَا يَجِدُهُ يَحْمِلُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَيَعُودُ بِهِ إِلَى حَظِيرَةِ اَلْخِرَافِ وَيَدْعُو اَلْجَمِيعُ إِلَى اَلْفَرَحِ وَالْبَهْجَةِ وَالِانْتِصَارِ لَانَ اَلْخَرُوفُ هَذَا كَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ وَكَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ .

هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ نَحْوَ اَلْإِنْسَانِ . مُنْذُ اَلْبَدْءِ خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَوَهَبَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَلَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِ بِشَيْءِ بَلْ سُلْطَةً عَلَى جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ لِيَكُونَ سَيِّدًا حُرًّا مُسْتَقِلًّا لَا يَغْلِبُهُ أَحَدٌ لِأَنَّ اَللَّهَ رَاعِيَةً وَهُوَ مَعَهُ . اَلْإِنْسَانُ سَقَطَ مِمَّا أَغْضَبَ قَلْبُ اَللَّهِ فَطَرَدَهُ مِنْ اَلْجَنَّةِ وَلَكِنْ لَمْ يَطْرُدْهُ مِنْ قَلْبِهِ ،طَرْدُهُ لِأَنَّهُ قُدُّوسٌ وَلَا يَسْكُتُ عَنْ اَلْخَطِيئَةِ وَأُجْرَةِ اَلْخَطِيئَةِ هِيَ مَوْتٌ . وَلَكِنْ بِنَفْسِ اَلْوَقْتِ أَرَادَ خَلَاصُ اَلْإِنْسَانِ وَفِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ إِعَادَتَهُ إِلَى حِضْنِ اَلْأَبِ فَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ يَفْتَدِي أَحَدُهُمْ اَلْإِنْسَانَ ، لَا اَلْأَنْبِيَاءُ وَلَا اَلْقِدِّيسِينَ وَلَا اَلْمُلُوكُ وَلَا اَلرُّؤَسَاءُ ، لَا أَحَد اِسْتَطَاعَ أَنْ يُرْضِيَ اَلرَّبُّ وَيَكُونُ خَشَبَةَ خَلَاصٍ لِلْإِنْسَانِ . غَلَبَتْ مَحَبَّةَ اَللَّهِ قَلْبَ اَللَّهِ وَفِكْرِهِ وَكِيَانِهِ فَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ عَمَلِ اَلْخَلَاصِ بِنَفْسِهِ .

أَتَى رَبُّ اَلْكَوْنِ اَلْاُقْنُومْ اَلثَّانِيَ مِنْ اَلسَّمَاءِ فِي أَحْشَاءِ اَلطُّوبَاوِيَّةِ مَرْيَمْ لِيَكُونَ مُخْلِص اَلْعَالَمِ ، وَتَدْعُو اِسْمَهُ يَسُوعْ لِأَنَّهُ يَخْلُصُ شَعْبُهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ . صَرَخَتْ اَلْمَلَائِكَةَ وَعَلَتْ أَصْوَاتَهَا بِالتَّرَنُّمِ : اَلْمَجْدُ لِلَّهِ فِي اَلْعُلَى وَعَلَى اَلْأَرْضِ اَلسَّلَامُ وَفِي اَلنَّاسِ اَلْمَسَرَّةِ .

 هَلْ تُحِبُّنَا يَا رَبٌّ إِلَى دَرَجَةِ أَنْ تَتَنَازَلَ عَنْ عَرْشِكَ وَتَأْتِي إِلَى أَرْضِ اَللَّعْنَةِ وَتَمُوتُ أَبْشَعَ مَيِّتَةً وَعَلَى أَيْدِي اَلْبَشَرِ وَتَصَلُّبٍ عَنَّا وَعَنْ خَطَايَانَا لِيَكُونَ لَنَا فِدَاءٌ وَلِتَكُونَ لَنَا حَيَاةٌ ؟ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ : لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اَللَّهُ اَلْعَالَمُ حَتَّى بَذْلِ اِبْنِهِ اَلْوَحِيدِ لِكَيْ لَا يُهْلِكُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ اَلْحَيَاةُ اَلْأَبَدِيَّةُ . نَعِمَ مَحَبَّةَ اَللَّهِ جَعَلَتْهُ يَمُوتُ فِدَاءً لِخَطَايَانَا وَيَقُوم مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرَنَا وَلِكَيْ يُقِيمنَا وَيُجْلَسُنَا مَعَهُ فِي اَلسَّمَاوِيَّاتِ . هَلْ نَسْتَحِقُّ يَا رَبُّ مِنْكَ تِلْكَ اَلْمَحَبَّةِ ؟ أَحَبَّنَا وَنَحْنُ بَعْدِ فِي خَطَايَانَا لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ أَيْضًا : ” وَإِذْ نَحْنُ بَعْدٌ خُطَاةٍ مَاتَ اَلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا ” .

 أَيُّ حُبِّ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا أَنْ يَبْذُلَ اَللَّهُ نَفْسُهُ مِنْ أَجْلِ أَحِبَّائِهِ . اَحَبَبَتَكَمْ إِلَى اَلْمُنْتَهَى هَكَذَا يَقُولُ اَلرَّبُّ وَهَكَذَا عَلَى عُودِ اَلصَّلِيبِ بَرْهَنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا وَغَفَرَ لَنَا خَطَايَانَا وَقَامَ مُنْتَصِرًا عَلَى اَلْمَوْتِ لِكَيْ يَنْصُرَنَا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ . هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَمِقْيَاسِ مَحَبَّتِهِ لَنَا لَا حُدُودَ لَهَا . فِعْلُ اَلرَّبِّ يَسُوعْ كُلَّ شَيْءِ لَنَا وَتَرَكَ لَنَا وَصَايَاهُ لِكَيْ نَعْمَلَ بِهَا وَنَجِدُ رَاحَةً لِقُلُوبِنَا وَلِعُقُولِنَا وَيَكُون لَنَا سَلَامٌ لِأَنَّنَا نَحْنُ فِي اَلْمَسِيحِ وَيَسُوعْ حَيِّ فِينَا . لَمْ يَتْرُكْنَا يَتَامَى بَلْ جَعَلَ اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ اَلْمُرَافِقُ لَنَا فِي كُلِّ حِينِ وَهُوَ اَلَّذِي يُبَكِّتَنَا عَلَى خَطِيئَةٍ وَعَلَى بَرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَة .

مَاذَا طَلَبَ يَسُوعْ مِنَّا مِنْ نَحْوِ اَلْمَحَبَّةِ وَمَا هِيَ وَصِيَّتُهُ لَنَا ، كَتَلَامِيذِهِ وَشَعْبِهِ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ أَوْصَانَا أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا كَمَا هُوَ أَحَبَّنَا . عِنْدَمَا اِقْرَأْ هَذِهِ اَلْآيَةِ يَعْتَرِينِي اَلْخَوْفُ وَالْخَجَلُ فِي أَنَّ ، وَالِاعْتِرَافُ لَيْسَ بِالتَّقْصِيرِ فَحَسْب إِنَّمَا أَيْضًا بِكَسْرِ اَلْوَصِيَّةِ اَلَّتِي أَرَادَنَا اَللَّهُ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا .

 لِمَاذَا صَعَّبَتْ يَا رَبٌّ عَلَيْنَا اَلطَّلَبُ ؟ وَمَنْ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اَلْآخَرُ بِقَدْرِ مَحَبَّتِكَ ، أَنْتَ يَا رَبُّ مَحَبَّتِكَ بَرْهَنَتْهَا بِمَوْتِكَ عَنَّا . فَلَا أَحَدَ مِنَّا عِنْدَهُ اَلِاسْتِعْدَادُ أَنْ يَمُوتَ عَنْ مَا هُوَ بَارٌ فِي وَسَطِنَا فَكَيْفَ اَلْحَال إِذَا كُنَّا نَحْسَبُهُ شِرِّير . نَعِمَ هَذَا مَا يُرِيدُهُ اَلرَّبُّ مِنَّا وَهَذَا هُوَ مِقْيَاسُ اَلْمَحَبَّةِ لَدَيْهِ . أَحِبُّوا بَعْضَكُمْ بَعْضًا فَيَعْرِف اَلنَّاسُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي .

اَلْوَصِيَّةُ اَلثَّانِي وَاَلَّتِي لَا تُقِلُّ شَأْنًا أَيْضًا : أَحَبَّ قَرِيبُكَ كَنَفْسِكَ . اَلْكَثِيرَ مِنَّا وَأَكَادَ أَجْزِمُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَحَدٌ لَا يُحِبُّ نَفْسَهُ فَاَلْأَنَا هِيَ مَلِكَةٌ مُتَوَّجَةٌ فِي عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا فَكَيْفَ تُرِيدُنَا يَا رَبُّ أَنْ نُحِبَّ اَلْآخَرِينَ اَلْأَقْرَبِينَ أَوْ اَلْأَبْعَدِينَ كَنُفُوسِنَا اَلَّتِي لَا نُحِبُّ أَحَدًا عَلَيْهَا . هَذِهِ حَقِيقَةُ وَاَلَّذِي يَفْتَكِرُ عَكْسَ ذَلِكَ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْنَافِ اَلْآلِهَةِ أَوْ أَنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى نَفْسِهِ وَالْآخَرِينَ .

 أَمَّا اَلْوَصِيَّةُ اَلثَّالِثَةُ وَهِيَ اَصْعِبِهْمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، بَارَكُوا لَاعِنِيكُمْ ، أَحْسَنُوا إِلَى اَلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ . نَعِمَ أَمْرٌ صَعْبٌ وَلَكِنَّ يَسُوعْ كَابْنِ اَلْإِنْسَان اِسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ تِلْكَ اَلْوَصَايَا لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ كُلُّ شَيْءٍ فِي اَلْمَسِيحِ اَلَّذِي يُقَوِّينَا .

بَرْهَنَ يَسُوعْ مَحَبَّتَهُ فِي كُلِّ اَلظُّرُوفِ بَارَكَ اَلْجَمِيعَ شَفَى كُلُّ اَلَّذِينَ تَقَدَّمُوا إِلَيْهِ سَائْلِينَهْ اَلشِّفَاءِ . سَامِحْ وَغَفَرَ حَتَّى وَهُوَ فِي عِزِّ آلَامِهِ وَوَجَعُهُ وَجُرُوحُهُ اَلْجَسَدِيَّةُ وَالنَّفْسِيَّةُ وَيَكَاد يَلْفِظُ أَنْفَاسَهُ اَلْأَخِيرَةَ مِنْ اَلْوَجَعِ وَالْأَلَمِ لِيَرْفَعَ نَظَرَهُ إِلَى اَلْأَبِ صَارِخًا : اِغْفِرْ لَهُمْ يَا أَبَتَاه لِأَنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ .

مِنْ كِتَابِ اَلتَّعْلِيمِ اَلْمَسِيحِيِّ لِلْكَنِيسَةِ اَلْكَاثُولِيكِيَّةِ ” اَلْحَيَاةِ فِي اَلْمَسِيحِ “

1695 – وَالْمَسِيحِيُّونَ قَدْ أَصْبَحُوا “ هَيْكَلَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ ” ( 1 كُو 6 : 19 ) ، بَعْدُ أَنْ “ بَرَّرُوا بِاسْمِ اَلرَّبِّ يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ وَبِرُوح اَلْهَنَاء ” ( 1 كُو 6 : 11 ) ، وَقَدَّسُوا وَدَعَوْا لِيُكَوِّنُوا قِدِّيسِينَ . و “ رُوحُ اَلِابْنَ ” هَذَا يُعَلِّمُهُمْ أَنْ يَصِلُوا إِلَى اَلْأَبِ ، وَيَحْمِلَهُمْ ، بَعْدُ أَنْ أَصْبَحَ حَيَاتُهُمْ ، عَلَى أَنْ يَسْعَوْا لِيُثْمِرُوا ثِمَارَ اَلرُّوحِ بِالْمَحَبَّةِ اَلْفَاعِلَةِ . وَالرُّوحُ اَلْقُدْسَ اَلشَّافِيَ مِنْ جُرُوحِ اَلْخَطِيئَةِ يُجَدَّدنَا فِي اَلصَّمِيمِ بِتَغْيِيرٍ رُوحِيٍّ ، وَيُنِيرَنَا وَيُقَوِّينَا لِنَحْيَا حَيَاةً “ أَبْنَاءِ اَلنُّورِ ” ( أُفَّ 5 : 8 ) “ بِالصَّلَاحِ وَالْبِرِّ وَالْحَقِّ ” فِي كُلِّ شَيْءٍ ( أُفَّ 5 : 9 ) . 1696 – طَرِيقُ اَلْمَسِيحِ “ تُؤَدِّي إِلَى اَلْحَيَاةِ ” ( مَتَّىْ 7 : 14 ) ، وَالطَّرِيقُ اَلْمُخَالِفَةُ “ تُؤَدِّي إِلَى اَلْهَلَاكِ ” ( مَتَّىْ 7 : 13 ) . أَنَّ مِثْلَ اَلطَّرِيقَيْنِ اَلْوَارِدِ فِي اَلْإِنْجِيلِ مَا زَالَ قَائِمًا فِي تَعْلِيمِ اَلْكَنِيسَةِ . وَهُوَ يَعْنِي أَهَمِّيَّةَ اَلْقَرَارَاتِ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ لِخَلَاصِنَا . “ هُنَاكَ طَرِيقَانِ ، وَاحِدُهُمَا طَرِيقُ اَلْحَيَاةِ وَالْآخَرُ طَرِيقِ اَلْمَوْتِ . وَلَكِنْ بَيْنَ اَلْاِثْنَيْنِ فَارَقَا كَبِيرًا ” .

خَـــــــــاتِــــمَـــةٌ : هَذِهِ هِيَ مَقَايِيسُ مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَهَذَا مَا أَرَادَهُ مِنَّا ، رُبَّمَا وَبِالْكَادِ أَنْ نُحِبَّ مِنْ يُحِبُّنَا أَوْ أَنْ نُحِبَّ أَقْرِبَائِنَا وَلَكِنْ يَا رَبُّ أَنْ نُحِبَّ مِنْ يُضْمِرُ لَنَا اَلشَّرُّ وَالْعَدَاءُ وَنَغْفِرُ لَهُ وَنُسَامِحُهُ وَنَتَغَاضَى عَنْ مَنْ يَلْعَنُنَا أَوْ يُسِيءُ إِلَيْنَا فَيَا رَبّ هَذَا مُحْتَاجٌ إِلَى لَمْسَةِ وَنِعْمَةِ مُضَاعَفَةٍ مِنْ شَخْصِكَ . اِغْفِرْ لَنَا يَا رَبُّ عَدَمِ مَحَبَّتِنَا فِي اَلْكَثِيرِ مِنْ اَلْأَحْيَانِ لَيْسَ فَقَطْ لِمَنْ حَوْلنَا لَا بَلْ لِشَخْصِكَ أَيْضًا لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : تُحِبَّ اَلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ . رَبِّي يَسُوعْ هَذِهِ وَصِيَّتُكَ وَكَمْ نَحْنُ بَعِيدِينَ كُلَّ اَلْبُعْدِ عَنْ تِلْكَ اَلْمَحَبَّةِ اِجْعَلْ رُوحَكَ اَلْقُدُّوسُ يَعْمَلُ فِي قُلُوبِنَا يَا رَبُّ حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَعْمَلَ بِمَشِيئَتِكَ وَبِوَصَايَاكَ . لَكَ اَلْمَجْدُ إِلَى اَلْأَبَدِ . آمِينَ

The post اَلْمَغْفِرَةُ هِيَ دَرْبُ اَلْمَحَبَّةِ اَلْحَقِيقَيةِ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هل المسيحيّة تتفلسف في الحياة الروحيّة؟ (13) https://ar.zenit.org/2024/03/18/%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad%d9%8a%d9%91-10/ Mon, 18 Mar 2024 19:37:10 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71690 الجزء الثالث عشر والأخير

The post هل المسيحيّة تتفلسف في الحياة الروحيّة؟ (13) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في مقالنا السابق، تناولنا ماهية المدرسة الروحيّة الفرنسيّة. أما في مقالنا هذا سنتناول مسألة مهمّة جدًّا في كنيسة عالم اليوم ألا وهي الحياة الروحية والقداسة في قلب العالم. أخذت هذه المسألة نقاشات عديدة وتجاذب وردّ ولكن بنتيجة واحدة تدعونا الكنيسة إلى القداسة في قلب العالم وهي التي أعلنت الكثير من العلمانيين كقديسيّن. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر جينّا بيريّتا مولاّ Gianna Beretta Molla، ومؤخرًا من المشرق العربي وتحديدًا الكنيسة المارونية في سوريا الإخوة المسابكيون (عبد المعطي مسابكي، فرانسيس مسابكي، روفائيل مسابكي) هم ثلاثة إخوة قدّيسين موارنة دمشقيّين قُتلوا أثناء صلاتهم في كنيسة الفرانسيسكان بدمشق خلال مجازر عام 1860.

تعتبر مادلين دلبريل أنه من الممكن عيش الإنجيل والتبشير به من جديد في هذا العالم وذلك بشروط وذلك بسبب تعاطيها مع الناس إذ تقول: “يوجد أمكنة يهب فيها الروح لكن يوجد روح يهبّ في كلّ مكان. يوجد أناس يأخذها الله ويفصلها عن الآخرين ويضعها في مكان على حدا، لكن يوجد أشخاص باقين يتركها بين الناس ولا يسحبها من العالم، أشخاص عندها أمراض عادية، أحزان، بيت، ثياب عادية، إنهم أشخاص الحياة اليومية، نلتقي بهم في أيّ شارع، هم يحبّون بابهم الذي ينفتح على الشارع كما يحبّ إخوتهم المكرّسين باب الدير الذي أغلق عليهم نهائياً”. “نحن العائشون بالشارع، نؤمن وبقوة أن هذا العالم حيث وضعنا الله هو مكان قداستنا. نحن نؤمن إن لا شيء ينقصنا في هذا الشارع وإذا نقصنا شيء الله سيعطينا إياه. السبب الأكبر للضجّة يوجد في قلب الإنسان وليس بالضجّة الخارجيّة”.

يتمتع العالم بقيمة روحية وذلك بسبب سرّي الخلق والتجسدّ وذلك في أيّامنا المعاصرة ظهر تفكير لاهوتي يؤسس لمبدأ قداسة الحياة اليومية، يتمتّع العالم بقيمة روحيّة وذلك بسبب الخلق والتجسد، المسيح عمل مشيئة الآب في هذا العالم. فالله ليس بمنافس للإنسان إنّما يعمل مع الإنسان ومن خلال، تقول في هذا الإطار مادلين دلبريل: “لا يجب عليّ أن أعمل للمسيح بل أن أجعل المسيح يعمل من خلالي، لا يمكن حصر المسيحية ببعض الطقوس المنفصلة عن الحياة، إنه لمن الضروري تحويل حياتنا الشخصية إلى فعل عبادة مرضيّة لله”.

“أناشدكم بحنان الله أن تقدموا أشخاصكم ذبيحة حيّة مرضيّة لله فهذه هي عبادتكم الروحيّة” (رومة 12: 11). لا يكفي لكي نتقدّس أن نقدم عملنا لله، أو تخصيص بعض أوقات للصلاة أو للرياضات الروحية، أن السعي للقاء الله في بعض الأمكنة الحصرية فقط، يعرضنا لخطر فقدان المعنى الروحي لحياتنا الروحيّة. يجب أن يصير مجمل وجودنا مرضياً لله وسبب ديناميكية روحيّة وذلك بالرغم من أهمية وضرورة أوقات الصلوات والخلوات. إنسان اليوم المدعو للعمل بطريقة جديّة ومتواصلة، يجب إضفاء قيمة روحيّة على عملنا وانفتاحه على مشروع الله ألخلاصي، كل ذلك يتطلّب القيام بالعمل بكفاءة مهنيّة وقيم العدل والإنسانية والأخوّة.

في هذا الإطار يقول اللاهوتي كارل راهنر: “لقد ولّى الزمن الذي نعيش فيه التقوى خارجاً عن عالم العمل وأنسنة الكون”. باختصار أنا مدعو أن أعيش مختلف تفاصيل حياتي اليومية الغير دينية كفعل لقاء بالله، بالقدر ذاته الذي يعيش الراهب حياة الصلاة بالدير وإلاّ العالم لن بخلص..

يعتبر تيار دي شردان العالم بكونه “مكاناً لاهوتياً”، إذ يعتبر العديد من المؤمنين إن العمل الإنساني يشكل إرباكا روحياً بالرغم من النيّة الصادقة وتقديم النهار لله. الغالبية العظمى من المسيحيين تحتفظ بالفكرة التي تقول إن الوقت الذي نمضيه وراء المكتب، في المشغل، في الحقل أو في المصنع هو أمرٌ لا يمكن أن نعيش فيه فعل العبادة. يعتبرون من المستحيل وجود حياة روحيّة عميقة إلاّ للذين يمضون النهار في الصلاة والوعظ، في العالم لا يمكننا اقتطاع إلاّ بعض الدقائق لله وأغلبية الوقت تعطي لتأمين الحاجات اليوميّة”.

يعتبر دي شردان غير كافٍ تعليم المرشدين الذين ينادون بقدسية العمل الذي نتمّمه بنية مستقيمة ونقدية لمجد الله. ينصح هذا الراهب اليسوعيّ المسيحيين أن يعشقوا عملهم اليومي ويقتنعوا أنهم يسهمون في تحقيق اكتمال العالم بالمسيح. “الله لا يزيح نظرنا عن العمل، يطلبه منّا إنما يجعلنا نلتقي به من خلال العمل تصير حركة الإنسان وسيلة مشاركة في حياة الله وتتحوّل إلى مكان لاهوتي – أي في وجود الله مثال القداسة لأنه تلتقي بالله – حيث نستطيع لقاء الله”. بعد إنتهاء سلسلة المقالات هذه، حاولنا من خلالها التكلّم عن أبرز الروحانيات المسحيّة وذلك لا يعني بأننا قد حصرناها، لأن لكل مسيحي روحانيّته ولكن يمكن أن يكون هنالك نهج معيّن يمكن أن نسير به. يبقى السؤال الأبرز لكل مسيحي هل أنا في مسيرتي الروحيّة على تماهي مع إرادة ومشيئة الله؟

لقراءة الجزء السابق، أنقر هنا:

هل المسيحية تتفلسف في الحياة الروحية؟ (12)

 

The post هل المسيحيّة تتفلسف في الحياة الروحيّة؟ (13) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
المسيح يشبع جوعنا ويقوي إيماننا https://ar.zenit.org/2024/03/15/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d9%8a%d8%b4%d8%a8%d8%b9-%d8%ac%d9%88%d8%b9%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%86%d8%a7/ Fri, 15 Mar 2024 17:30:04 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71674 بدونه لا يمكن أن نجد شبعاً

The post المسيح يشبع جوعنا ويقوي إيماننا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ ٱلْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذٰلِكَ ٱلسَّمَكَ إنه يتقدم هو إلينا، ليعطينا كل ما نحتاجه،فيه نستقر ونطمئن ونجد عنده الأمان.تُذكّرنا هذه المعجزة بأخرى جرت قبلها بثلاث سنوات(لو٥ )حيث قضى التلاميذ طول الليل ولم  يصطادوا شيئاً، فطلب منهم المسيح أن يدخلوا إلى العمق ويلقوا الشبكه، فامتلأت سفينتهم حتى استدعوا آخرين ليساعدوهم. يشيرهذا الصيد على انواع سمك جيد وسمك رديء الكنيسة المنظورة بمن فيها من مؤمنين وغير مؤمنين.

جرت المعجزة بعد قيامته ، أثناء ظهوره السابع. وكان سبعة من التلاميذ قد قرروا العودة للصيد، فظهر المسيح لهم ليبارك حياتهم، وليذكّرهم اختباراتهم الروحية الماضية، وليُرجع إليهم الثقة به والثقة بنفوسهم، وليُعيد تكليفهم لخدمته وخدمة الإنجيل.

١قضوا ليلة صيد فاشلة:ولكنهم لم يكونوا وحدهم، بل كانت عينا الرب عليهم. ربما نظن في ألمنا وعذابنا وفشلنا أننا وحدنا، ولكن هو يرعانا ويسهر علينا، ويمحنا النعمة والبركة.

٢لم يعرفوا المسيح عندما جاءهم: وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلشَّاطِئِ. وَلٰكِنَّ ٱلتَّلامِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ آية٤ “المسيح بعد قيامته أخذ جسداً ممجداً «ٱلَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، ( ف٣:٢١). مريم المجدلية وتلميذا عمواس يعرفاه

3صاد التلاميذ ١٥٣ سمكة كبيرة:

يحدد الإنجيل عدد السمك والمقصود هوأن الرب يقول للتلاميذ: ستصيد شبكتكم الروحية كل أنواع الناس «فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ) أغسطينوس يقول إن عدد ١٠ يرمز للوصايا العشر، وعدد ٧ لكمال النعمة بعمل الروح القدس. فإذا جمعنا الوصايا وكمال عمل نعمة الروح القدس معاً يكون الرقم ١٧. ولو جمعنا ١+٢+٣ إلى ١٧ لكان المجموع ١٥٣.هذا يرمز إلى الكنيسة غير المنظورة، التي كل أعضائها مقدّسون

4 من نتعلم كل ما يفيد حياتنا:أدرك التلاميذ أنهم بدون المسيح لا يقدرون أن يصيدوا شيئاً. وهكذا نحن بدون المسيح يستحيل أن نصيد نفوساً. نجرِّب أن نفعل شيئاً بقدراتنا وذكائنا وترتيباتنا وإمكانياتنا وحُسْن إدارتنا فنفشل.

5المسيح يتكلم معنا : قد بادر المسيح بالكلام مع تلاميذه ونحن عندما نسلمه زمام إمورنا يأخذ المبادرة ويكلمنا  ويعطينا نعمة اختبار الحياة ويتكلم إلينا ويقودنا في طريق خلاصه

6المسيح العالِم بكل شيء:« هو يعلم يعلم بضعفنا ويضع يده تماماً على نقطة احتياجنا. ومهما كانت الحاجة فهو يعرفها من قبل أن نسأله، ينجّينا من كل ضيق وفشل، ويُعطينا بغنى نعمه النجاح والتمتع بالحياة

7المسيح المحب الحنّان:إنه عرف ما بداخل تلاميذه وكم كانوا بحاجة الى لمس حب وحنان منه وها هو يلمسنا لمسات محبة لإنسان مُتعَب!عندما نحن نفكر بلمسته هذه نجده قد دبَّر كل شيء بطريقة أفضل وأحسن مما كنا نطلب أو نفتكر!يعطينا الرب عندما نعجز، ولكنه يريد أن يُشعرنا بالإنجاز والكرامة الشخصية، فيشجّعنا لنقدّم له مما سبق أن أعطانا. وقد أدرك داود هذه الحقيقة فقال للرب: «لأَنَّ مِنْكَ ٱلْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ١أخ٢٩ )

بدونه لا يمكن أن نجد شبعاً. تلتهب قلوبنا حباً له كلما أدركنا محبته وعظمته.

يشبع المسيح جوعنا المادي، ويشبع جوعنا الروحي أيضاً، ويقوي إيماننا.

مجيء المسيح لتلاميذه على شاطئ بحر طبرية وقت الصبح يذكّرنا بمجيئه ثانية. «أَنَّهَا ٱلآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ ٱلنَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاصَنَا ٱلآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى ٱللَّيْلُ وَتَقَارَبَ ٱلنَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ ٱلظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ ٱلنُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي ٱلنَّهَارِ، لا بِٱلْبَطَرِ وَٱلسُّكْرِ، لا بِٱلْمَضَاجِعِ وَٱلْعَهَرِ، لا بِٱلْخِصَامِ وَٱلْحَسَدِ رو13:13).

صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاة

أيهّا الرب يسوع المسيح يامن ظهرت لرسلك وتلاميذك وزرعت فيهم الأمل والرجاء نتقدم بالشكر إليك على حضورك دائماً ومجيئك إلينا على الدوام ولا سيما في أوقات الفشل ،واليأس والمرض، والضيق والوحدة .إنك تأتي إلينا فلتهمنا بروحك سُبل الحياة وتعيد إلينا البسمة والفرحة والأمل ،وتهبنا الشجاعة. أرنادائماً وابداً ياربنا مجدك وإزرع فينا الثقة وأجعلنا دائماً مطمئنين لحضورك معنا وحضورنا فيك. لك المجد الى الابد آمين .

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

 

 

The post المسيح يشبع جوعنا ويقوي إيماننا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هل المسيحية تتفلسف في الحياة الروحية؟ (12) https://ar.zenit.org/2024/03/06/%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%a9%d8%9f-1/ Wed, 06 Mar 2024 19:19:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71543 الجزء الثاني عشر من سلسلة مقالات حول الفلسفة الروحية

The post هل المسيحية تتفلسف في الحياة الروحية؟ (12) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في مقالنا السابق، تناولنا ماهية الروحانية الكرملية وتاريخها. أما في هذا المقال، فسنتناول المدرسة الروحيّة الفرنسيّة. مؤسس المدرسة الروحيّة الفرنسيّة هو الكاردينال بيار دو بيريل (Pierre De Bérulle)، المولود سنة 1575  من عائلة أرستقراطية، أي من طبقة النبلاء التي يخرج منها النّواب على سبيل المثال لا الحصر، والمتوفى سنة 1641 ميلادياً في فرنسا. ترك دراسة الحقوق ليبدأ دراسة اللاهوت، وسيم كاهناً عام 1599 وعُيّن مرشد الملك. وبعدما فكّر بالدخول إلى المدرسة اليسوعية، عاد وقرّر العمل من أجل الإصلاح الكاثوليكي في فرنسا. سعى دو بيريل، وبنجاح، لإدخال راهبات الإصلاح التريزياني إلى فرنسا وأصبح في وقت لاحق زائراً رسولياً عليهم واستمر على هذه الحال حتى مماته. اعتَبر دي بيريل أن التجديد الروحي في فرنسا يمر حتماً بتجديد الكهنة. وفي العام 1611، بناءً على طلب رئيس أساقفة باريس، أسس جماعة كهنوتية اسمها “جماعة يسوع ومريم للخطابة” (Oratoire de Jesus et de Marie). يوضع أعضاء هذه الجماعة تحت سلطة الأسقف مع المحافظة على استقلالية قانونية. في العام 1627، رقّاه البابا أوربانوس الثامن إلى رتبة كاردينال وانتقل إلى ديار الآب سنة 1629 ميلادية.

         كان لهذه المدرسة تأثير على صعيد الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا إبّان القرن السابع عشر، نذكر على سبيل المثال حركة فرنسوا دي لاسال والروحانيات الكبوشية والكرملية والإغناطية والتي سبق أن عرضناهم في مقالات سابقة. ومن الأشخاص الذي تأثروا بدو بيريل هم لويس غيللوم (Louise Guillom)،  جان باتيست دي لاسال (Jean Patiste De La Salle) المذكور آنفاً، والذي أسس أخوة المدارس المسيحية كما العديد من الرهبانيات المسيحية تأثرت به. وعندما أسس دو بيريل جماعته الكهنوتية، ساعد الكهنة من أجل البقاء في جماعة تساهم نوعاً ما في استقرارهم الروحي ونظريته في أن تطوير وتثقيف الكاهن يساهمان في تثقيف الشعب.

         أما روحانية دو بيريل، فتمحورت حول التجسد بين فكر دِنِس سكوت (Denis Scott) وتوما الأكويني. من جهة، كان تجسّد المسيح سيحدث حتى لو لم يخطئ الإنسان، بحسب دِنِس سكوت، ويضيف أن الهدف منه هوى اكتمال الإنسان. في هذا السياق، تكلّم دو بيريل في فترة شبابه عن المسيح العابِد الحقيقي. من جهته، اعتبر توما الأكويني أن المسيح تجسّد لخلاصنا. فيتكلّم دو بريل عن المسيح الذي أتى لخلاصهم في العام 1620 م. وبالنسبة إلى بيريل، يتجه التجسد نحو ذبيحة الصليب والكريستولوجيا التجسدية (ميلاد المسيح) تتجه إلى الكريستولوجيا الذبائحية (صليب المسيح). بذلك، يركزّ دو بيريل على إنتروبولوجيا كهنوتية أسست لمفهوم لاهوتي حول الكهنوت أسهم بدوره في تعزية الإكليريوس، وكان هذا في فترة ما قبل المجمع التردنتيني (1545 – 1563).

يتحدث  دو بيريل عن حياة يسوع السريّة، ويشرح  أن كل ما عاشه المسيح وحدث معه بالتجسد (مثال عرس قانا الجليل وغيره) يترك حالة بشخص يسوع أي الحدث هو وجود في شعوره وفكره وذاكرته. تاريخياً هذا السرّ أصبح من الماضي، لكن بما أن إنسانية يسوع، أي شخصه متحدّث بألوهيته، فكلّ ما عاشه يسوع في إنسانيته هو أبديّ. بالتالي، المسيح حاضر وذلك بفضل ألوهيته التي هي أبدية وتجعل كل ما يتعلق بها أبدياً وبالتالي دائم الحضور. على هذا المنوال، ينطبق ذلك على أحداث حياة يسوع التي يسميها دو بيريل أسراراً. هذه الأسرار لها تأثير خلاصي في الإنسان هنا والآن وعلينا كمؤمنين الانفتاح هنا والآن على هذه الأسرار لنقطف ثمرها الخلاصي.

أخيراً، تتمحور فكرة “الكمال المسيحي” عند دو بريل على صورة العبد والمسيح الذي أخلى ذاته، فيقول: “الكمال المسيحي يكمن في التخليّ عن كلّ حبّ ذاتي يشكّل عائقاً لمحبّة الله وذلك عبر التضحية الكاملة بالذات. ويضيف أن الإنسان هو كائن مخلوق من العدم وهو موجود أصلاً في حالة عدم قبل أن يدعوه الله ولا يستمر الإنسان بالوجود إلا بفضل الله، لذا، ولكي يتمكن الإنسان من الدخول في علاقة مع الله وبالتالي في اختبار روحي، عليه أن يعود إلى حالته الأصلية أي إلى حالة العدم واللاشيء. يتحقق ذلك عبر التضحية الكاملة بالذات. ويكمل دو بريل قائلاً إننا لا نملك شيئاً سوى عدمنا وخطيئتنا تعتبر عدماً ثانياً أسوأ من الأول، أي لكي يعرف الإنسان القداسة عليه التخلي أو إفراغ ذاته من نفسه وملؤها من الله. فعندما يترك الإنسان مساحة حريّة لله في حياته، تبدأ نعمة القداسة في التفاعل بداخله وتملأ هذا الفراغ، فلا يعود الإنسان ممتلئاً من ذاته بل مستنداً على نعمة وإلهامات الله التي يبدأ بتمييزها بعد اختبار طويل وبنعمة خاصّة من الروح القدس.

يتبع

لقراءة المقالة السابقة، إضغط على الرابط التالي:

هل المسيحيّة تتفلسف في الحياة الروحيّة؟ (11)

The post هل المسيحية تتفلسف في الحياة الروحية؟ (12) appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
ماذا تعني رسالة ظهور العذراء مريـم في مدينة لورد الفرنسية للكنيسة والبشرية؟ https://ar.zenit.org/2024/02/20/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b8%d9%87%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b0%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%80%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%85/ Tue, 20 Feb 2024 09:52:10 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71336 ذكرى ظهورات العذراء في لورد في 11 شباط

The post ماذا تعني رسالة ظهور العذراء مريـم في مدينة لورد الفرنسية للكنيسة والبشرية؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الظهور الأول للعذراء :
في ١١ فبراير / شباط سنة ١٨٥٨ ظهرت العذراء مريـم في مدينة لورد بفرنسا، في مغارة كانت زريبة للخنازير، على القديسة برناديت سوبيرو، وكانت برفقة أختها وصديقتهما، وقد ذهبن لجلب الحطب من الغابة. ففيما همّت برناديت الإلتحاق  بأختها وصديقتهما ، وقبل أن تعبر القناة، إذا بها تسمع صوت ريحٍ قويّ، ولكن دون أن تهتزّ الأشجار. فرفعت رأسها وإذا بها ترى فتاةً جميلة جداً يغلّفها نورٌ جميل وكثيف، وكانت تنظر إليها وتبتسم لها… وهكذا كان هذا الظهور الأول للعذراء .
سؤال : لماذا جاءت العذراء مريم لتظهر في مغارة حقيرة وقذرة ، ومرتعاً لأوسخ الحيوانات الذين هم الخنازير وفق ما كان يُنظر إليهم في شريعة العهد القديم ؟
الجواب واضح وبسيط : كما تجسّد السيد المسيح منذ أكثر من ألفي  سنة في مغارة حقيرة ، كانت إصطبل للحيوانات ، ولكن غير نجسة، لكي يرفع طبيعتنا التي تشوّهت بسبب الخطيئة والمعصية، اليوم أيضاً، يُرسِل الله إبنته المحبوبة مريم، أمّ الله وأمّ الكنيسة، وأمّ البشر أجمعين، البريئة من دنس الخطيئة، الطاهرة، والكليّة القداسة، والدائمة البتولية، لكي تدلّنا أولاً على أنّ الله يأخذ دائماً زمام المبادرة لملاقاة أبنائه المساكين الذين خلقهم بمحبة، ويريد أيضاً أن يخلصهم ويفتديهم  بمحبة .
إنّ حالة المغارة القذرة في لورد، والتي تحوّلت إلى مرتع للخنازير، هي بالتأكيد تدلّ على حالة البشرية المفتداة بدم الإبن الوحيد على الصليب، والتي بدل أن تكون قد وصلت بعد كل هذه السنين من خلال الكنيسة وتعاليمها لتُشبه صورة الإبن الذي خُلِقَت على صورته، وهو صورة الآب السماوي أبيه وبهاء مجده، ها هي موجودة في حالٍ أبشع وأقذر من حال الخنازير الذين يتمرّغون في مستنقعاتهم ، أي إنهم غاطسون في الخطيئة على جميع أنواعها، غير آبهين لتعليم الكنيسة المؤتمنة على تعليم مؤسِّسها وفاديها يسوع المسيح، بل موجِّهين عقلهم وفكرهم وأذانهم وقلوبهم ، نحو سيد هذا العالم ، قتّال النفوس إبليس كما سماه يسوع ، الذي يريد جرّهم للعيش في الخطيئة على الدوام، ليستطيع أخذهم إلى مملكته في جهنم، حيث الصراخ والعويل والعذاب الذي لا ينتهي، كما أنذرنا الرّبّ يسوع  في إنجيله المُقدّس .
إنّ سبب مجيء العذراء مريـم النقيّة الطاهرة إلى مغارة قلوبنا القذرة هو : لتدلّنا على التشبّه بها، لإنَّ الله خلقها بإمتيازٍ عجيب وخاص ” مباركةٌ انت بين النِّساء ”  فيجب أن تكون لنا المثال والقدوة لبلوغ القداسة، هي التي بُهِتَ الروح القدس الذي حلّ عليها فهتف : ” كلّكِ جميلةّ يا خليلتي، وليس فيكِ عيب “.
لقد قالت السيدة العذراء لبرناديت سوبيرو، عندما طلبت منها هذه الأخيرة أن تكتب إسمها وماذا تريد منها ، أجابت : ” ليس من الضروري أن يُكتب خطّياً ما يجب أن أقوله لكم “.
لقد أرادت العذراء أن يَصِل كلامها إلى القلب،  إلى أعماق قلب كل أنسان، لأن القلب هو مركز الإنسان حسب الكتاب المقدّس، وبالتالي، علينا أن نفتح قلوبنا لسماع كلمة الله، وليس أعيننا لكي نقرأها دون أن تدخل في أعماق قلوبنا  . ألم يَقُل القديس لوقا الإنحيلي : ” و كانت تحفظ جميع هذه الامور ، وتتأملها في قلبِها ” ( لوقا ٢ : ١٩ ) ، تتأمل كل ما قيل عن الطفل يسوع في العهد القديم ، و أيضاً بكلامه هو  الإله الذي تأنّس في أحشائها الطاهرة .
في الظهور الثاني، طلبت السيدة العذراء من برناديت قائلة : ” هل تريدين أن تفعلي لي هذه النعمة، بأن تأتي إلى هنا أي إلى هذه المغارة لمدّة خمسة عشر يوماً متتالياً ؟
لقد دُهشت  برناديت للطريقة المهذّبة والحنونة التي خاطبتها من خلالها العذراء مريم، ولم يسبق لأحدٍ أن خاطبها من قبل بهذا الحبّ وهذا الاحترام. لقد علّمتنا العذراء مريم بطريقة كلامها، كم الإنسان هو رفيع ومحترم عند الله، لأنه خلقه على صورته ومثاله . لقد أطاعت برناديت طلب العذراء مريم، وبناءً على طلبها بدأت تأتي إلى المغارة كل يوم على مدى ١٥ يوم متتاليين.
لماذا طلبت السيدة العذراء العدد ١٥ ؟
بكل بساطة، لأنه يرمز إلى أسرار ” الوردية المقدسة ” الخمسة عشر، وكانت العذراء مريم تصلّي مع برناديت مسبحة الوردية. فعندما كانت برناديت تتلو الأبانا، كانت العذراء ترفع يديها لتصلّي معها الصلاة الربيّة ( أبانا الذي في السَّمَوات ) .
وعندما كانت برناديت تصلّي السلام الملائكي ، كانت العذراء مريم تجمع يديها لتتقبّل التضرّع المقدّم لها، والذي يمكّنها من التشفّع للذين يلجأون إليها بالصلاة. إنّ صلاة الوردية هي مختصر لحياة وبشارة وآلام وموت وقيامة وصعود يسوع المسيح، وأمه مريم المتّحدة معه في الخلاص بإرادة الآب السماوي .
لقد أتت العذراء مريـم لتذكّرنا أهمية صلاة المسبحة الوردية بكامل أسرارها : الفرح والحزن والمجد ، والجدير بالذكر أنَّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني أضاف على الاسرار الخمسة عشر  أسرا النور ، والتي تجعلنا نتأمّل في كل بيت منها بما جاء في الإنجيل عن حياة واعمال وتعاليم السيد المسيح ، مع طلب نَيْل النِعَم المتوافقة مع كل سرّ من أسرارها .
وفي أحد ظهورات العذراء مريـم ،التي بلغت ١٨ ظهوراً، طلبت أن يأتي الناس للإغتسال في النبع، الذي أصبحت مياهه صافية نقية ، بعد أن كان لونها عكراً بسبب وسخ الوحل والأعشاب، التي ترمز إلى خطايا الإنسان البعيد عن الله، كانت بذلك تنبّهنا هذه الأمّ الحنون الساهرة على سلامة وخلاص أبنائها، إلى ضرورة الذهاب إلى كرسيّ الاعتراف، لنيل سرّ الغفران على خطايانا التي لطّخت جمال أنفسنا وشوّهته، وأيضاً الإغتسال بالدم والماء الكريمَين، اللذَين تدفّقا من جنب المسيح يسوع وهو على الصليب ، وهذا يعني رمز الولادة الجديدة.
إغتسلوا في النبع، أي عودوا إلى حال القداسة والنعمة، أنقياء وأطهار.
كيف يكون ذلك ؟ فقط في سرّ التوبة والمصالحة الذي أسّسه السيد المسيح ليلة خميس الأسرار.
أخيراً، وعندما أصرّت برناديت بطلب من كاهن الرعية أن تقول لها العذراء ما هو اسمها، ومن هي ؟ ، أجابت السيدة العذراء : ” أنا الحَبَل بلا دَنس “.
لم تقُل العذراء مريـم : أنا التي حُبِلَ بي بلا دنس، بل قالت : ” أنا الحبَل بلا دنس ” . كلام لاهوتيّ عميق ، له دلالةٌ لاهوتية كبيرة، وأسرار الله لا تُكشف سوى للأطفال، أي للمتواضعين، البسطاء، الأنقياء القلوب ( متى ٥ : ٨ ) ، الدائمي العيش في الطفولة الروحية .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post ماذا تعني رسالة ظهور العذراء مريـم في مدينة لورد الفرنسية للكنيسة والبشرية؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الصلاة تُخرجنا إلى النور https://ar.zenit.org/2024/02/13/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d8%aa%d9%8f%d8%ae%d8%b1%d8%ac%d9%86%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d8%b1/ Tue, 13 Feb 2024 16:20:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71240 تملأنا فرحًا وسرورًا

The post الصلاة تُخرجنا إلى النور appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
  • اَلصَّلَاة تُخْرِجُنَا إِلَى اَلنُّورِ ،
  • تمْلَاءنَا فَرَحًا وَسُرُورْ :
  • اَلْأَبُ أَنْطُونْيُوسْ مَقَارَّ إِبْرَاهِيمْ
  •            رَاعِيَ اَلْأَقْبَاطِ اَلْكَاثُولِيكِ فِي لُبْنَانَ •

     تَمَيَّزَتْ حَيَاةَ يَسُوعْ بِالصَّلَاةِ فَكَانَ قَبِلَ كُلُّ شَيْءٍ يَنْفَرِدُ بَعِيدًا وَيُصَلِّي رَافِعًا اَلشُّكْرَ طَالِبًا اَلْبَرَكَةَ ” قَدْ بَارَكَ اَلْخَمْسُ خَبَزَاتْ وَالسَّمَكَتَيْنِ ” .

     لِذَا عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نُصَلِّيَ دَوْمًا فِي كُلِّ أَحْوَالِ حَيَاتِنَا وَلَا سِيَّمَا فِي أَوْقَاتِ اَلْحُزْنِ وَالْأَوْقَاتِ اَلَّتِي نَشْعُرُ فِيهَا بِتَعَاسَةٍ كَيْ نَخْرُجَ إِلَى حَالَةِ اَلسُّرُورِ وَالسَّعَادَةِ وَنَبْقَى فِيهَا مُسْتَمِرِّينَ دُونَ تَوَقُّفٍ أَوْ اِنْقِطَاعِ وَدُونَ تَغْيِيرٍ وَلِنُعْلَم أَنَّ اَللَّهَ يُغَيِّرُنَا وَيَنْقُلُنَا مِنْ اَلظُّلْمَةِ إِلَى اَلنُّورِ ” اَلشَّعْبِ اَلسَّالِكِ فِي اَلظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا.

    هُوَ يُعْطِينَا اَلْفَرَحُ فِي وَقْتِ اَلْحُزْنِ .

     هُوَ يُعْطِينَا اَلْقُوَّةَ فِي وَقْتِ اَلضَّعْفِ .

     هُوَ يُعْطِينَا اَلنُّورُ فِي وَقْتِ اَلظَّلَامِ .

     هُوَ يُعْطِينَا اَلرَّجَاءُ فِي وَقْتِ اَلْيَأْسِ .

    هُوَ يُعْطِينَا اَلْأَمَلُ فِي وَقْتِ اَلْبُؤْسِ .

     هُوَ يُعْطِينَا اَلتَّفَاؤُلُ فِي وَقْتِ اَلتَّشَاؤُمِ .

    هُوَ يُعْطِينَا اَلشِّفَاءُ فِي وَقْتِ اَلْمَرَضِ.

    هُوَ يُعْطِينَا اَلْحَيَاةَ فِي وَقْتِ اَلْمَوْتُ.

    هُوَ يَمْنَحُنَا اَلنِّعْمَةَ وَيَنْقُلُنَا مِنْ حالة اَلْخَطِيئَةِ .

     لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَطْلُبَهُ كُلَّ حِينِ رَافِعِينَ إِلَيْهِ أَيْدِينَا وَقُلُوبُنَا عُيُونُنَا لِيَأْخُذ مَا لَنَا يَمْنَحُنَا بِفَيْضِ مَا لَهُ ، وَيُجَدِّدَ حَيَاتَنَا إِلَى اَلْمَزِيدِ مِنْ اَلْهُدُوءِ وَالسُّكُونِ لِنَكُنْ بِالْقُرْبِ مِنْهُ وَلَا نَبْتَعِدُ عَنْهُ ، فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَّا أَكْتَرِ مِنْ قُرْبِنَا لِأَنْفُسِنَا . لِنُصَلِّيَ وَكَّلَ كِيَانًا فِي حَيَوِيَّةٍ وَنَشَاطٍ وَيَقَظَةٍ ، وَرُوحُنَا فِي اِشْتِيَاقٍ لِمُنَاجَاتِهِ دَائِمًا وَلَا نَخَفْ أَوْ نَتَرَدَّدَ وَنَقُولُ إِنَّنَا خَطَأَهُ لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ نَقْتَرِبَ هُوَ يَعْرِفُنَا وَيُعْطِينَا قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُ ، وَأَكْثَرُ مِمَّا نَسْأَلُهُ أَوْ نَطْلُبَهُ .

     اَلصَّلَاةُ تَزْرَعُ فِينَا إِيمَانَنَا بِأَنَّ مَوْضُوعَ حُبِّ اَللَّهِ ، وَتَقُودَنَا إِلَى مَعْرِفَةٍ حَقِيقِيَّةٍ لِلَّهِ فَلْنَتَقَرَّب مِنْهُ بِخُشُوعِ وَانْسِحَاقِ قَلْبٍ ” ضَارِعِينَ خَاشِعِينَ لَهُ بِكُلِّ خَوْفِ وَرِعْدَةً . لِيَفْرَح قَلْبَنَا وَلْيَتَهَلَّلُ لَسَاتَنَا وَتَرْتَاح نُفُوسَنَا فِيهِ نَأْتِي إِلَيْهِ بِفَرَحِ اَلْقَلْبِ وَرَاحَةِ اَلضَّمِيرِ هُوَ يَعْلَمُ كُلُّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ ..

    اَلصَّلَاة تُخْرِجُنَا مِنْ حَالَةِ اَلْفَرَاغِ :

     كَمْ هُوَ فَقِيرٌ هَذَا اَلْعَالَمِ فَبِسَبَبِ اَلْحُرُوبِ وَالْمَجاعَاتِ وَالْخُصُومَاتِ فَرَغَ مِنْ اَلنِّعْمَةِ اِمْتَلَأَ مِنْ اَلْخَطِيئَةِ ، وَسَادَ فِيهِ اَلشَّرُّ وَالْقَتْلُ وَالتَّهْجِيرُ .

    كَيْ نَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ اَلْكَارِثَةِ وَهَذَا اَلْفَرَاغُ اَلرَّهِيبُ عَلَيْنَا أَنْ لَا نَتَكَاسَلُ وَنَعُودُ إِلَى حَيَاةِ اَلصَّلَاةِ وَرَفْعِ اَلْقَلْبِ إِلَى اَللَّهِ اَلْخَالِقِ .

    الصَّلَاةُ وَالتَّأَمُّلُ وَالِاتِّحَادُ بِهِ فِي اَلْإِفَخَارْسْتِيا سَبِيلُنَا إِلَى اَلْخَلَاصِ وَالْهُدُوءِ ، اَلْأَمَانُ وَالسَّلَامُ .

    The post الصلاة تُخرجنا إلى النور appeared first on ZENIT - Arabic.

    ]]>
    طلبة القديسة كاترين الاسكندرانية https://ar.zenit.org/2023/11/28/%d8%b7%d9%84%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/ Tue, 28 Nov 2023 09:13:57 +0000 https://ar.zenit.org/?p=70206 أيتها القديسة كاترينا، يا فخر المسيحية، صلّي لأجلنا

    The post طلبة القديسة كاترين الاسكندرانية appeared first on ZENIT - Arabic.

    ]]>

    كيرياليسون، كريستاليسون

    يا ربنا يسوعُ المسيح، أنصت إلينا

    يا ربنا يسوعُ المسيح، استجب لنا

    أيها الآب السماوي الله، ارحمنا

    يا ابن الله مخلص العالم، ارحمنا

    أيها الروح القدس الله، ارحمنا

    أيها الثالوثُ القدوس الإله الواحد، ارحمنا

    يا قديسة مريم.. يا والدة الله، صلّي لأجلنا

    يا عذراء العذارى، صلّي لأجلنا

    أيتها القديسة كاترينا يا فخر المسيحية، صلّي لأجلنا

    يا فخر مدينة الإسكندرية، صلّي لأجلنا

    يا من ظهرت لكِ رؤية سماوية، صلّي لأجلنا

    يا من اعتمدتِ  بالسر المقدس، صلّي لأجلنا

    يا من أصغيتِ إلى عمل الروح القدس، صلّي لأجلنا

    يامن تعمقتِ في إسرار الحكمة الإلهية، صلّي لأجلنا

    يا من كنتِ مطرقة كهنة الوثنية، صلّي لأجلنا

    يا من أعلنتِ يسوع المسيح مخلصًا، صلّي لأجلنا

    يا من حملتِ نور المسيح للآخرين، صلّي لأجلنا

    يا من كنتِ شعلة الإيمان، صلّي لأجلنا

    يا من  بشرتي بالحكمة الإلهية، صلّي لأجلنا

    يا من رفضتِ تقديمًا بخورًا للإلهة الوثنية، صلّي لأجلنا

    يا من اخترتِ عريسك السماوي، صلّي لأجلنا

    يا من دافعتِ عن الإيمان الحقيقي، صلّي لأجلنا

    يا من حملتِ مواهب روح القداسة، صلّي لأجلنا

    يا من تزينتِ بزينة القداسة، صلّي لأجلنا

    يا من نشرتي عطر القداسة، صلّي لأجلنا

    يا من تحليتِ بالشجاعة من أجل المسيح، صلّي لأجلنا

    يا من سُفك دمكِ حبًا للمسيح، صلّي لأجلنا

    يا من أخذتِ اكليل الشهادة، صلّي لأجلنا

    يا من حصلتِ على بطولة انتصار القداسة، صلّي لأجلنا

    يا من حملتكِ الملائكة إلى جبل سيناء، صلّي لأجلنا

    يا من تباركَ جبل سيناء بحضوركِ، صلّي لأجلنا

    يا حمل الله الحامل خطايا العالم، أنصت إلينا

    يا حمل الله الحامل خطايا العالم، استجب لنا

    يا حمل الله الحامل خطايا العالم، ارحمنا

    كيرياليسون، كيرستاليسون، كيرياليسون

    صلاة: أيها الرب يسوع، يا من دعوتَ القديسة كاترينا الإسكندرية لتُعلن اسمك بين الوثنيين وتحلت بالشجاعة والإيمان والعفاف والقداسة في سيرتها طوال حياتها الأرضية. اجعلنا ان نستمد من قوة ايمانها لكَ، وأن تكون لنا عونًا في مسيرتنا نحو السماء، ونسلك طريق القداسة بحياتنا اليومية بالمسيح يسوع ربنا. آمين

    The post طلبة القديسة كاترين الاسكندرانية appeared first on ZENIT - Arabic.

    ]]>
    ما هو المطهر؟ وهل هو عقيدة؟ https://ar.zenit.org/2023/11/20/%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%9f-%d9%88%d9%87%d9%84-%d9%87%d9%88-%d8%b9%d9%82%d9%8a%d8%af%d8%a9%d8%9f/ Mon, 20 Nov 2023 13:04:52 +0000 https://ar.zenit.org/?p=70093 السّجن هو المطهر وليس جهنّم لأنّ من يدخل جهنّم لا يخرج منها، لأنها مصيرٌ أبديٌّ

    The post ما هو المطهر؟ وهل هو عقيدة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

    ]]>
    كثيراً ما نسمع من المؤمنين  يقولون : ” الكتاب المقدّس لا يذكر شيئاً عن المطهر ” فما هو المطهر ؟ وهل هو عقيدة ؟
     ” سارِعْ إلى إرضاء خصمكَ ما دُمتَ معه في الطريق ، لئلّا يسلّمكَ الخصمُ إلى الشرطيّ ، فتُلقى في السّجن . الحقّ أقول لك : لن تخرج منّه حتى تؤدّي آخر فلسٍ  ” .                             ( متى ٥ : ٢٥ – ٢٦ )
    ما هو المطهر ؟
    المطهر هو مكان للألم والقصاص ، حيث العدالة الإلهيّة تُطهّر الأنفس لتصبح مُستعدّةً لدخول الملكوت . إنّه مكان وسطيّ بين السّماء حيث الفرح والسعادة  ، والجحيم حيث الألم الأبديّ ، وهو قريبٌ من الجحيم بآلامه المبرّحة، وقريبٌ من السّماء بتقديس الأنفس المتألمّة.
    المطهر عقيدةٌ إيمانيّة في الكنيسة الكاثوليكية ، أقرّها المجمع التريدنتيني  ١٥٦٣ ، وعلّمها كلٌّ من المجامع : ليون الثاني ١٢٧٤، فلورنسا  ١٤٣٩ ، الفاتيكاني الثاني  ١٩٦٤ . ومن يُنكر أيّ عقيدة كنسيّة يقعُ في حال الحُرم الكنسيّ !
    إذاً  لماذا يُصلي المؤمنون  للأموات ويقيمون الجنّازات ومراسيم الثالث والسابع والتاسع والخامس عشر والاربعين والسّنة ؟
    لأولئك الذين لا يؤمنون بالمطهر نقول : إذا كانت النفوس التي في السماء ليست بحاجةٍ إلى صلاتهم ، والنفوس التي هلكت في جهنّم للأبد لا تستفيد من صلاتهم ! ؟
    نصّ العقيدة
    – مجمع ليون الثاني : ” إن مات المؤمنون التائبون حقًاً في المحبة ، قبل أن يكفرِّوا بثمارٍ لائقة بالتوبة ، عمّا ارتكبوه أو أهملوه، فستُطَهَّر نفوسُهم بعد الموت بعقوباتٍ مُطهِّرة . هذا وإنّ تشفع لهم المؤمنين الأحياء ستفيدهم للتّخفيف عن هذه العقوبات من خلال : ، ذبيحة القدّاس الإلهيّ ، والصّلوات ، والحسنات ، والصّدقات ، وسائر أعمال التّقوى التي اعتاد المؤمنين أن يقوموا بها من أجل سائر المؤمنين ، بحسب ما أنشأته الكنيسة … “.
    – المجمع التريدنتيني : ” إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة ، وبوحيٍ من الروح القدس، وانطلاقاً من الكتاب المقدس ، وتقليد الآباء القديم علّمت في المجامع المقدسة ، وأخيراً في هذا المجمع المسكوني بأنّه يوجد مطهر ، كما يطلُب المجمع من الأساقفة أن يبذلوا قُصارى جَهدهم ، لجعل عقيدة المطهر السّليمة التي نقلها الآباء القدّيسون والمجامع المقدّسة ، موضوع إيمان المؤمنين يحفظونها وتكون منتشرةً ومعلنةً في كلّ مكان ” .
    ١ – المطهر والكتاب المقدس :
    أ‌ . العهد القديم :
    الذبيحة عن الأموات :
    ” …  ثُمَّ أخذوا يُصَلُّونَ وَيَبْتَهِلُونَ أَنْ تُمْحَى تِلْكَ الْخَطِيئَةُ الْمُرتكبة  محواً تاماً  … ثم وعظَ يهوذا الباسل القومَ أن يصونوا أنفسهم من الخطيئةِ …
    ثُمَّ جَمَعَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَةً ، فَبَلَغَ الْمَجْمُوعُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ مِنَ الْفِضَّةِ ، فَأَرْسَلَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِتُقَدَّمَ بِهَا ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطِيئَةِ . وَكَانَ عَمَلهُ هذا من أَحْسَنِ الصَّنِيعِ وَأَسماه على حسب فِكرةِ قِيَامَةَ الْمَوْتَى ، لأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يرجو قِيَامَةَ الَّذِينَ سَقَطُوا . لَكَانَتْ صَلاَتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَوْتَى أمراً سخيفاً لا طائلَ تحته . وَإن عدَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِالتَّقْوَى قَدِ ادُّخِرَ لَهُمْ ثَوَابٌ جَمِيلٌ ، كان في هذا فِكرّ مُقَدَّسٌ تُقَوِيٌّ . وَلِهذَا قَدَّمَ الْكَفَّارَةَ عَنِ الْمَوْتَى لِيُحَلُّوا مِنَ الْخَطِيئَةِ ” ( سفر الكلبيين الثاني ١٢ : ٤٢ – ٤٦ ).
    يوضح هذا النّص أنّ الصلاة والحَسنة (التّقدمة) هما من أجل غفران خطايا الّذين ماتوا بخطاياهم العرضيّة لا المميتة ، ولكن كيف تغفر الخطايا بعد الموت ؟
    ب‌ . العهد الجديد :
    1- يقول الرب يسوع : ” … ومن قال كلمةً على إبن الإنسان يُغفرُ له ، أُمّاً من قال على الروح  القُدُس ، فلن يُغفر له ، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة “. ( متى ١٢ : ٣٢ )
    هذا يعني أنّه توجد خطايا تغفر في هذه الدنيا ، وخطايا تغفر في الحياة الأخرى . فكيف تغفر الخطايا بعد الموت ، وفي أيّ مكانٍ ؟
    ٢ – ” سارِعْ إلى إرضاء خصمكَ ما دُمتَ معه في الطريق ، لئلّا يسلّمكَ الخصمُ إلى الشرطيّ ، فتُلقى في السّجن . الحقّ أقول لك : لن تخرج منّه حتى تؤدّي آخر فلسٍ  ” .                       ( متى ٥ : ٢٥ – ٢٦ )
    أُطلب التوبة قبل الموت والوقوف أمام الله الدّيان العادل ، لأنّه متى مات الإنسان وعليه دينٌ ، فإنّه يُلقى في السّجن ( المطهر )، ولن يخرج منه حتّى يوفي كلّ ما عليه : أي يتطهّر تماماً  من خطاياه . ذلك لأنّه : ” وَلَنْ يَدْخُلها ( السّماءَ ) شَيْءٌ  نَجِسٌ ، وَلاَ فاعلُ قبيحةٍ ولا كَذِب ، بل الذين كُتِبوا في سِفرِ الحياة ، سفر الحمل ” (رؤيا القديس يوحنا ٢١ : ٢٧ ) .
    السّجن هو المطهر وليس جهنّم لأنّ من يدخل جهنّم لا يخرج  منها، لأنها مصيرٌ أبديٌّ . أمّا هنا فيشير إلى الخروج والتطهّر من الخطايا العرضية ، وبالطبع  السّماء ليست سجناً  بل هي فرحاً  أبديًاً .
     ٣ – سيظهرُ عَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ ، فيوم الله سيُعلِنُه ، لأنه في النار سيُكشف ذلك اليوم ، وهذه النار سَتَمْتَحِنُ قيمة عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ . فمن بَقِيَ عَمَلُه  الذي بَنَاهُ على الأساس نال أجرَهُ . ومن إحْتَرَقَ عَمَلُه كان من الحاضرين ، أُمّاً هو فَسَيَخلُص ، وَلكِنْ كَمَن يَخلُصُ من خلالِ  النَّار” . (كورنتس الأولى ٣ : ١٣ – ١٥ )
    الأساس هنا هو السيّد المسيح وكلّ من يبني عمله عليه ينال أجره أي أنّه سيخلص . ولكن من خسر عمله خلال النار يُلقى في الجحيم الأبدي ، فلا بدّ للإنسان بإيمانه وجهده وأعماله أن يجتاز النّار لتمتحنهُ ،  وهذا هو الجهد الّذي من خلاله يخلص الإنسان .
    +المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
    اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

    The post ما هو المطهر؟ وهل هو عقيدة؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

    ]]>