رحلات البابا Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/رحلات-البابا/ The World Seen From Rome Thu, 19 Dec 2024 18:08:21 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.7.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png رحلات البابا Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/رحلات-البابا/ 32 32 البابا ينجو من عمليتي اغتيال في العراق https://ar.zenit.org/2024/12/19/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d9%88-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82/ Thu, 19 Dec 2024 18:08:21 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75414 هذا ما كشفت عنه سيرته الذاتية في الآونة الأخيرة

The post البابا ينجو من عمليتي اغتيال في العراق appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
نجا البابا فرنسيس من محاولتي هجوم أثناء زيارته إلى العراق في العام 2021. هذا ما كشفه في سيرته الذاتية “Spera” التي ستصدر في منتصف شهر كانون الثاني وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام الفاتيكانية ذلك في 17 كانون الأوّل.

يخبر البابا في كتابه عن ذكرى زيارته إلى العراق بشكل خاص من 5 آذار حتى 8 منه في العام 2021، وسط الصعوبات اللّوجيستيّة والأمنيّة. يكشف أنّ الاستخبارات البريطانية قد أحبطت عمليّتي اغتيال في حين أنّه كان محبّذًا عدم الذهاب إلى العراق وقتئذٍ.

وبالرغم من ازدياد المخاطر، جاب البلاد متجهًا إلى بغداد والموصل وقره قوش. كانت تحرّكاته تحت حماية مشددة بسبب وجود مجموعات جهاديّة سريّة هناك.

“شعرتُ أنه يجب عليّ الذهاب إلى أرض ابراهيم”

كتب البابا فرنسيس الذي احتفل بعيده الثامن والثمانين يوم الثلاثاء الفائت: “نصحني الجميع تقريبًا بعدم الذهاب والقيام بهذه الرحلة، وهي الأولى التي يقوم بها البابا إلى شرق أوسط دنّسه العنف المتطرّف والمجموعات الجهاديّة، إنما شعرت أنه يجب عليّ الذهاب إلى أرض إبراهيم، الجد المشترك لليهود والمسيحيين والمسلمين”.

وتابع: “أحد الانتحاريين كان امرأة مدججة بالمواد المتفجّرة والآخر كان في شاحنة. تم اعتراض كليهما وقتلهما على يد الشرطة العراقية قبل قيامهما بالعمليتين الانتحاريتين. تأثّرت كثيرًا بذلك إنما هذه كانت ثمرة الحرب المسممة”.

هذا وروى البابا أيضًا صدمته وحزنه عندما رأى مدينة الموصل مدمَّرة بالكامل: “إحدى أقدم المدن في العالم تفيض بالتاريخ والتقاليد، شهدت تناوب الحضارات المختلفة على مرّ الزمن وكانت رمزًا للتعايش السلميّ بين الثقافات المختلفة في البلد نفسه من عرب وأرمن وأكراد وتركمان ومسيحيين وسريان وكأنهم ركام، بعد ثلاث سنوات من احتلال تنظيم الدولة الإسلامية والذي جعل منها معقلاً”.

The post البابا ينجو من عمليتي اغتيال في العراق appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الزيارة الرسوليّة إلى أجاكسيو: جمال وأهمّيّة التّقوى الشّعبيّة https://ar.zenit.org/2024/12/16/%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%ac%d8%a7%d9%83%d8%b3%d9%8a%d9%88-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a3/ Mon, 16 Dec 2024 04:43:27 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75340 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
إلى المشاركين في المؤتمر عن العبادة الشّعبيّة
في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مركز المؤتمرات
في 15 كانون الأوّل 2024

The post الزيارة الرسوليّة إلى أجاكسيو: جمال وأهمّيّة التّقوى الشّعبيّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

السّيّد الكاردينال،

الإخوة الأساقفة،

الكهنة والرّهبان والرّاهبات الأعزّاء،

أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء،

يسعدني أن ألتقي بكم هنا في أجاكسيو في ختام مؤتمر التّقوى الشّعبيّة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي شارك فيه العديد من العلماء والأساقفة من فرنسا وبلدان أخرى.

الأراضي التي يغسلها البحر الأبيض المتوسط ​​دخلت التّاريخ وكانت مهدًا للعديد من الحضارات المتطوّرة حوله. نذكر، بصورة خاصّة، الحضارات اليونانيّة الرّومانيّة واليهوديّة المسيحيّة، التي تشهد على الأهمّيّة الثّقافيّة والدّينيّة والتّاريخيّة لهذه ”البحيرة“ الكبيرة الواقعة وسط القارات الثّلاث، ولهذا البحر الفريد في العالم الذي هو البحر الأبيض المتوسط.

ولا يمكننا أن ننسى أنّه في الأدب الكلاسيكي، اليوناني واللاتيني، كان البحر الأبيض المتوسط ​​في كثير من الأحيان المكان المثالي لولادة الأساطير والحكايات والرّوايات. فضلًا عن أنّ الفكر الفلسفي والفنون، جنبًا إلى جنب مع تقنيات الملاحة، سمحوا لحضارات ”بحرنا“ بتطوير ثقافة عالية، وفتح طرق مواصلات، وبناء البنى التّحتيّة والقنوات المائيّة، بل، وأكثر من ذلك، بتوفير الأنظمة القانونيّة والمؤسّسات البالغة الأهمّيّة، والتي لا تزال مبادؤها الأساسيّة صالحة وذات صلة حتّى يومنا هذا.

بين البحر الأبيض المتوسط ​​والشّرق الأدنى، نشأت خبرة دينيّة خاصّة جدًّا، مرتبطة بإله إسرائيل، الذي كشف عن نفسه للبشريّة وبدأ حوارًا متواصلًا مع شعبه، وبلغ ذروته في حضور يسوع، ابن الله، الفريد، الذي أظهر بشكل نهائي وجه الآب، وجه الله أبيه وأبينا، وأبرم معاهدة بين الله والبشريّة.

مرَّ أكثر من ألفَي سنة على تجسِّد ابن الله، ثمّ تعاقبت من بعده عصور وثقافات عديدة. في بعض لحظات التّاريخ، كان الإيمان المسيحيّ مصدر إلهام لحياة الشّعوب ومؤسّساتها السّياسيّة، بينما يبدو اليوم، وخاصّة في البلدان الأوروبيّة، أنّ البحث عن الله يتلاشى، وتزداد اللامبالاة بحضوره وكلمته. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين في تحليل هذا السيناريو، حتّى لا نقع في اعتبارات متسرعة وأحكام أيديولوجيّة، والتي، حتّى اليوم، تقيم تناقضًا أحيانًا بين الثّقافة المسيحيّة والثّقافة العلمانيّة.

عكس ذلك، من المهمّ الاعتراف بانفتاح متبادل بين هذين الأفقين: فالمؤمنون ينفتحون بمزيد من الصّفاء على إمكانيّة عيش إيمانهم، – ولا يفرضونه، – مثل الخميرة في عجينة العالم والبيئات التي يعيشون فيها. وغير المؤمنين أو الذين ابتعدوا عن الممارسة الدّينيّة ليسوا غرباء عن البحث عن الحقيقة والعدل والتّضامن، وفي كثير من الأحيان، على الرّغم من عدم انتمائهم إلى أيّ دين، فإنّهم يحملون في قلوبهم عطشًا كبيرًا، وطلبًا للمعنى يؤدّي بهم إلى طرح السّؤال عن سرِّ الحياة والبحث عن القِيَم الأساسيّة للصالح العام.

في هذا الإطار يمكننا أن نفهم جمال وأهمّيّة التّقوى الشّعبيّة (راجع القدّيس البابا بولس السّادس، الإرشاد الرّسولي، Evangelii nuntiandi، 48). فمن ناحية، تربطنا هذه التّقوى بالتجسّد، الذي هو أساس الإيمان المسيحي، ويتمّ التّعبير عنه دائمًا في ثقافة شعب ما وتاريخه ولغاته، وينتقل من خلال رموز وعوائد وطقوس وتقاليد جماعة حيّة. ومن ناحية أخرى، تجتذب التّقوى الشّعبيّة أيضًا وتُشرِك الأشخاص الذين هم على عتبة الإيمان، والذين لا يمارسون إيمانهم باهتمام كبير، لكنهم يجدون في العبادة الشّعبيّة خبرة جذورهم وعواطفهم، جنبًا إلى جنب مع المــُثُل والقِيَم التي يعتبرونها مفيدة للحياة وللمجتمع.

التّقوى الشّعبيّة، التي تعبّر عن الإيمان بحركات بسيطة ولغات رمزيّة متجذرة في ثقافة الشّعب، تكشف عن حضور الله في الجسد الحيّ للتاريخ، وتقوِّي العلاقة مع الكنيسة وتصبح في كثير من الأحيان فرصة للقاء والتّبادل الثّقافي والاحتفال. وبهذا المعنى، فإنّ ممارساتها تعطي جسدًا للعلاقة مع يسوع المسيح، ومع محتويات الإيمان. وفي هذا الصّدد، أودّ أن أذكر فكرة لبليز باسكال (Blaise Pascal)، في حوار له مع شخص وهمِيّ، أراد أن يساعده على فهم كيفيّة الوصول إلى الإيمان. قال له إنّه لا يكفي الإكثار من الأدلة على وجود الله بجهود عقليّة أخرى، بل يجب أن ننظر إلى الذين صاروا يسيرون في الطّريق، فهم بدأوا بخطواتٍ صغيرة، “استخدموا الماء المقدّس، وطلبوا إقامة قداس” على نيتهم (الأفكار، في مجموعة المؤلّفات، ميلانو، 2020، رقم 681).

وهنا شيء يجب ألّا ننساه: “في التّقوى الشّعبيّة يمكننا أن نفهم الطّريقة التي تجسَّد بها الإيمان الذي قبلناه، في ثقافة معيَّنة، واستمر في الانتقال”، ومن ثمّ، “ففي الثّقافة قوّة تبشيريّة نشطة لا يمكن الاستهانة بها: وإلّا يكون كأنّنا نتجاهل عمل الرّوح القدس” (الإرشاد الرسولي، فرح الإنجيل، 123؛ 126) الذي يعمل في شعب الله المقدّس، ويدفعه إلى الأمام في التّمييز اليوميّ. لنفكّر في الشّماس فيلبس، الفقير، الذي أخذه الرّوح يومًا ما إلى الطّريق وسمع رجلًا وثنيًّا، خادمًا لملكة الحبش، يقرأ سفر أشعيا، ولم يفهم شيئًا. فاقترب منه وقال له: ”هل تفهم ما تقرأ؟“ – أجاب الحبشي: ”لا“. فبشّره فيلبس بالإنجيل. فهذا الحبشي الذي نال الإيمان في تلك اللحظة، عندما صل إلى حيث كان هناك ماء، قال: ”قل لي فيلبس، هل تستطيع أن تعمّدني الآن، هنا؟“. ولم يقل فيلبس: ”لا، عليه أن يأخذ دورة التّحضير للعماد، وعليه أن يُحضِر العرّابين، وكلاهما متزوجان في الكنيسة. ويجب أن تفعل هذا…“. لا، بل عمّده. المعموديّة هي بالتّحديد عطيّة الإيمان التي يمنحنا إياها يسوع.

يجب أن نكون متنبِّهين حتّى لا تُستَخدَم التّقوى الشّعبيّة وتُستَغَلّ من قبل مجموعات تعتزم تعزيز هويتها الخاصّة بطريقة مشكوك فيها، فتؤدّي إلى تغذية وجهات نظر خاصّة، وبعض التّناقضات، والمواقف الإقصائيّة. كلّ هذا لا يستجيب لروح التّقوى الشّعبيّة المسيحيّة ويدعو الجميع، وخاصّة الرّعاة، إلى السّهر والتّمييز وتعزيز الاهتمام المستمرّ بالأشكال الشّعبيّة للحياة الدّينيّة.

عندما تنجح التّقوى الشّعبيّة في إيصال الإيمان المسيحيّ والقيم الثّقافيّة إلى الشّعب، فتوحِّد القلوب وتدمج الجماعة، تولد ثمرة يانعة تؤثّر في المجتمع بأكمله، وكذلك في العلاقات بين المؤسّسات السّياسيّة والاجتماعية والمدنيّة والكنيسة. فلا يبقى الإيمان أمرًا خاصًّا ينحصر في مقدس الضّمير، بل – إن كان الإيمان أمينًا تمامًا لذاته – ففيه التزام وشهادة أمام الجميع، من أجل النّمو البشري والتّقدّم الاجتماعيّ والاهتمام بالخليقة، تحت علامة المحبّة. ولهذا السّبب، من الاعتراف بالإيمان المسيحي ومن الحياة الجماعيّة التي يلهمها الإنجيل ومن الأسرار، نشأت على مَرِّ القرون أعمال تضامنيّة ومؤسّسات لا تعدّ ولا تحصى مثل المستشفيات والمدارس ومراكز المساعدة – وفي فرنسا يوجد الكثير منها! – حيث التزم المؤمنون تجاه المحتاجين وساهموا في نمو الخير العام. إنّ التّقوى الشّعبيّة، والطّوافات، وصلوات الاستسقاء، والأخويّات وأعمالها الخيريّة، وصلاة الورديّة المقدّسة الجماعيّة وغيرها من أشكال التّقوى يمكن أن تغذي هذه ”المواطنة البناءة“ للمسيحيّين.

وفي الوقت نفسه، وفي هذا المجال المشترك لعمل الخير، يمكن للمؤمنين أن يجدوا أنفسهم على طريق مشترك أيضًا مع المؤسسات العلمانيّة والمدنيّة والسّياسيّة، للعمل معًا في خدمة كلّ شخص، بدءًا من الأخيرين، من أجل نمو بشري متكامل وحماية ”جزيرة الجمال“ (Île de beauté) هذه.

من هنا، تظهر الحاجة إلى تطوير مفهوم للعلمانيّة لا جامدٍ متحجِّرٍ، بل ديناميكيً يتطوَّر، قادر على التكيّف مع الأوضاع المختلفة أو غير المتوقعة، وتعزيز التّعاون المستمرّ بين السّلطات المدنيّة والكنسيّة من أجل خير المجتمع بأكمله، وتبقى كلّ هيئة ضمن حدود صلاحياتها وفي مكانها. قال البابا بندكتس السّادس عشر، إنّ العلمانية السّليمة “تعني تحرير الدّين من ثقل السّياسة وإثراء السّياسة بمساهمات الدّين، مع المحافظة على المسافة اللازمة بينهما، تمييز واضح وتعاون ضروري بينهما. […] تضمن مثل هذه العلمانيّة السّليمة أن تعمل السّياسة دون استغلال الدّين، وأن يعيش الدّين بحريّة دون أن يصبح مثقلًا بالسّياسة التي تمليها المصلحة، وفي بعض الأحيان لا تكون متفقة مع المعتقدات الدّينية، بل قد تكون مناقضةً لها. لهذا السّبب، فإنّ العلمانيّة السّليمة (الوَحدة والتّمييز) ضروريّة، بل لا غنى عنها لكليهما” (الإرشاد الرسولي ما بعد السّينودس، الكنيسة في الشرق الأوسط، 29).

وبهذه الطّريقة، يتِمُّ إطلاق المزيد من الطّاقة والمزيد من التّعاون، دون تحيّز ودون معارضة من حيث المبدأ، في حوار مفتوح وصريح ومثمر.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، التّقوى الشّعبيّة وهي متجذرة هنا في كورسيكا، تُظهِر قِيَم الإيمان، وتعبِّر في الوقت نفسه عن وجه الشّعب وتاريخه وثقافته. في هذا التشابك، ومن دون اختلاط، يجد الحوار الدّائم صورته وهو حوار بين العالم الدّيني والعالم العلماني، بين الكنيسة والمؤسسات المدنيّة والسّياسيّة. وأنتم تسيرون منذ وقت طويل على هذا الطّريق، وأنتم فيه مثال فاضل في أوروبا. استمرّوا في ذلك! وأودّ أن أشجّع الشّباب على المزيد من الالتزام في الحياة الاجتماعيّة الثّقافيّة والسّياسيّة، بدافع المُثل العليا السّليمة والشّغف بالصّالح العام. كما أحُثّ الرّعاة والمؤمنين والسّياسيين وأصحاب المسؤوليات العامّة على البقاء دائمًا قريبين من الشّعب، يستمعون إلى احتياجاتهم، ويفهمون معاناتهم، وآمالهم، لأنّ كلّ سلطة تنمو فقط في قربها من الشّعب.

آمل أن يساعدكم هذا المؤتمر عن التّقوى الشّعبية على إعادة اكتشاف جذور إيمانكم، وأن يدفعكم إلى التزام جديد في الكنيسة وفي المجتمع المدني، في خدمة الإنجيل والخير العام لجميع المواطنين.

لترافقكم مريم، أمّ الكنيسة، وتساعدكم في مسيرتكم. شكرًا جزيلًا.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الزيارة الرسوليّة إلى أجاكسيو: جمال وأهمّيّة التّقوى الشّعبيّة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
كان يسوع ينتقل من مكان إلى مكان يعمل الخير https://ar.zenit.org/2024/11/26/%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae/ Tue, 26 Nov 2024 09:11:32 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75068 شرح شِعار وعنوان رحلة البابا إلى أجاكسيو

The post كان يسوع ينتقل من مكان إلى مكان يعمل الخير appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
تحضيراً لرحلة البابا إلى أجاكسيو خلال كانون الأوّل، نعرض عليكم شرح شِعار الرّحلة الرّسوليّة وعنوانها، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.

في الشّعار، الذي خلفيّته زرقاء وخضراء بالكامل تمثيلاً للبحر، تمّ تصميم كورسيكا في الجزء العلوي الأيسر عبر خطوط عموديّة زرقاء. ويبلغ الخط الأعلى ذروته على شكل صليب يرمز إلى الإيمان بالمسيح، ويرتبط بالخط الأصفر النّازل من الأعلى، في إشارة إلى الروح القدس. وعلى يمين الجزيرة المنمّقة، نجد بنفس اللون الأصفر – لون الضوء والكرسي الرسولي – العنوان بلغة البلد “البابا فرنسيس في كورسيكا”؛ وفي الأسفل باللون الأبيض شِعار الرحلة الرسولية “كان يسوع ينتقل من مكان إلى مكان يعمل الخير” (أع 10: 38)، وهي آية مأخوذة من سفر أعمال الرّسل، والتي، عند تطبيقها على الحدث، تُذكّر بأنّ البابا يزور كنيسة كورسيكا بصفته الراعي الذي يمرّ بين شعبه.

أمّا في الجزء السفلي، وبنفس اللون الأزرق للجزيرة، فهناك صورة ظلّية نصفيّة للعذراء ملكة كورسيكا، وجهها ويداها إلى الأعلى، فيما تبدو مغمورة في البحر إن نظرنا إلى الخلفيّة. وفي أسفل اليمين، باللون الأصفر أيضاً، يمكن أن نرى تاريخ الزيارة البابوية.

The post كان يسوع ينتقل من مكان إلى مكان يعمل الخير appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا إلى كورسيكا في 15 كانون الأوّل https://ar.zenit.org/2024/11/20/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d9%81%d9%8a-15-%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%91%d9%84/ Wed, 20 Nov 2024 20:12:53 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75007 معلومة أكّدها الكاردينال فرانسوا إكزافييه بوستيو

The post البابا إلى كورسيكا في 15 كانون الأوّل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في مقابلة حصريّة نشرتها صحيفة لا تريبون يوم الأحد 17 تشرين الثاني، أكّد الكاردينال فرانسوا إكزافييه بوستيو، أسقف أجاكسيو، مجيء البابا فرنسيس إلى كورسيكا في 15 كانون الأوّل المقبل. قبيل أيّام قليلة من عيد الميلاد، سيسافر قداسة البابا إلى جزيرة الجمال للمشاركة في مؤتمر حول التديّن الشعبي في البحر الأبيض المتوسط، المقرّر عقده يومي 14 كانون الأوّل و15 منه.

أعلن الأسقف داجاشيو الذي تمّ تعيينه كاردينال في أيلول 2023 ونال وسام جوقة الشرف في تموز الماضي: “لقد اقترحت عليه أن يأتي إلى أبرشيّتي، مطلقًا هذه الدعوة كما يفعل جميع الأساقفة”.

تُعتَبَر هذه الرحلة تاريخية. وستكون هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها البابا إلى كورسيكا، وهي منطقة ذات أغلبيّة كاثوليكية ومتجذّرة في التقاليد. وبحسب الكاردينال بوستييو، يريد الأب الأقدس أن يبقى “قريبًا من الشعب ويعبّر عن قربه منهم”.

استعادة “الحماس التبشيري” للكنيسة الكورسيكيّة

يجب أن يتضمّن برنامج الزيارة كلمة للأب الأقدس في قصر المؤتمرات في أجاكسيو أمام أساقفة إسبانيا وسردينيا وصقلية وجنوب فرنسا، إنما أيضًا أمام رجال القانون. سيعقب ذلك مأدبة غداء وقداس ختامي للمؤتمر، يترأّسه البابا نفسه. وأفاد الكاردينال الذي يشعر بالفخر والفرح إنما أيضًا بثقل المسؤولية بأنه يوجد زخم في نفوس الشبيبة الذين يعودون إلى الكنيسة ويعتمدون وينالون سرّ التثبيت، ذاكرًا بأنه يوجد أيضًا بالغون يتلقّون سرّ العماد. أنا أتمنّى أن يوقظ مجيء البابا فرنسيس الحماس للتبشير الذي سيحرّك الكنيسة وستكون مرجعيّة للمجتمع الذي يشجّع على الاحتفال أكثر بالقداس الإلهي ويدفع الجميع إلى الغوص في الله”.

The post البابا إلى كورسيكا في 15 كانون الأوّل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: حتّى في الحرب، هناك أخلاق يجب الحفاظ عليها https://ar.zenit.org/2024/10/02/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%ad%d8%aa%d9%91%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8%d8%8c-%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%83-%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a7%d9%84/ Wed, 02 Oct 2024 08:46:28 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74271 النصّ الكامل للمؤتمر الصّحفي الذي عقده البابا
في أثناء رحلة العودة من بروكسيل إلى روما
يوم الأحد 29 أيلول 2024

The post البابا: حتّى في الحرب، هناك أخلاق يجب الحفاظ عليها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

ماتيو بروني

مساء الخير جميعًا، شكرًا قداستكم على هذا الوقت الذي ترغبون في تخصيصه لنا في نهاية هذه الزّيارة القصيرة لكنّها كثيفة. ربّما تريدون أن تقولوا لنا كلمة قبل أن نبدأ بأسئلة الصّحفيّين.

البابا فرنسيس

صباح الخير! أنا جاهز للأسئلة.

مايكل ميرتين Luxemburger Wort

أيّها الأب الأقدس، أنا مايكل من Luxemburger Wort، وهي جريدة في لوكسمبورغ. كانت لوكسمبورغ البلد الأوّل في زيارتكم، والكثير من النّاس يتذكّرون إقامتكم هناك، ومن المؤكّد أنّكم فاجأتم النّاس في مقهى الإسبريسّو. أردت فقط أن أسألكم ما هي انطباعاتكم عن هذا اليوم في لوكسمبورغ، وما الذي ستأخذونه معكم إلى روما، وربّما هناك شيء آخر فاجأكم هناك؟

البابا فرنسيس

شكرًا، زيارتي إلى المقهى كانت زيارة شبابيّة، المرّة القادمة ستكون إلى مطعم بيتزا. أدهشتني لوكسمبورغ حقًّا في كونها مجتمعًا متوازنًا، وقوانينها موزونة بعناية، وثقافتها عالية أيضًا. كلّ ذلك أدهشني كثيرًا لأنّني لم أكن أعرفها. أمّا بلجيكا، فأنّا أعرفها لأنّني زرتها عدّة مرات. لكن لوكسمبورغ كانت مفاجأة لِي، بسبب توازنها واستقبالها. أعتقد أنّ الرّسالة التي يمكن أن تقدّمها لوكسمبورغ لأوروبّا هي هذه بالتّحديد… شكرًا.

ماتيو بروني

شكرًا قداسة البابا، وشكرًا للدّكتور ميرتين. السّؤال الثّاني من فاليري دوبون، من الصّحافة البلجيكيّة باللغة الفرنسيّة.

فاليري دوبون – التلفزيون البلجيكي الفرنسي الوطني RTBF

صحيح، من التلفزيون. قداسة البابا، شكرًا لكم على وقتكم. أعتذر عن صوتي، ولكن المطر أثّر عليّ قليلًا. أثارت كلماتكم عند قبر الملك بودوان بعض الاندهاش في بلجيكا.

البابا فرنسيس

أنتِ تعلمين أنّ الاندهاش هو بداية الفلسفة. وهذا أمر جيّد!

فاليري دوبون

ربّما! اعتبرها البعض تدخّلًا سياسيًّا في الحياة الدّيمقراطيّة البلجيكيّة. سؤالي هو: هل عمليّة تطويب الملك مرتبطة بمواقفه؟ وكيف يمكننا التّوفيق بين الحقّ في الحياة والدّفاع عن الحياة، وأيضًا حقّ النّساء في حياة بلا معاناة؟

البابا فرنسيس

كلّها حياة. كان الملك شجاعًا لأنّه، أمام قانون الموت، لم يوقّع، واستقال. الأمر يتطلّب شجاعة! الأمر يتطلّب سياسيّ ”لديه الجرأة“ للقيام بذلك. كانت هذه حالة خاصّة، وبقيامه بذلك، وجّه رسالة أيضًا. وقد فعل ذلك لأنّه كان قدّيسًا. هذا الرّجل قدّيس، وعمليّة التّطويب ستستمرّ، لأنّه أثبت لي ذلك.

أمّا النّساء، فلهنّ الحقّ في الحياة: حياتهنّ، وحياة أطفالهنّ. لا ننسَ أن نقول هذا: الإجهاض هو جريمة قتل. العِلم يقول إنّه في الشّهر الأوّل من الحمل تكون أعضاء الكائن البشري كلّها تكوّنت. يتمّ قتل الإنسان بالإجهاض. والأطباء الذين يشاركون في ذلك – اسمحوا لِي بهذه الكلمة – هُم قتلة. وهذا الأمر لا نقاش فيه. إنّه قتل لحياة بشريّة. والنّساء لهنّ الحقّ في حماية حياتهنّ. وسائل منع الحمل هي شيء آخر، فهذا موضوع آخر. يجب ألّا نخلط بينهما. أنا أتكلّم الآن فقط على الإجهاض. وهذا الأمر لا نقاش فيه. عُذرًا ولكنّها الحقيقة! شكرًا.

ماتيو بروني

شكرًا صاحب القداسة، وشكرًا لفاليري دوبون. السّؤال الثّالث من صحفيّة بلجيكيّة تتكلّم اللغة الفلمنكيّة، بل في الحقيقة اللغة الهولنديّة.

أندريا فريدي – التلفزيون البلجيكيّ الفلمنكيّ والهولنديّ

قداسة البابا، خلال هذه الزّيارة إلى بلجيكا أيضًا، كان لكم لقاء طويل مع مجموعة من ضحايا الاعتداءات الجنسيّة. تتكرّر مرارًا في رواياتهم صرخات اليأس في قلّة الشّفافيّة في الإجراءات، والأبواب المغلقة في وجوههم، والصّمت تُجاهَهُم، والبطء في الإجراءات التّأديبيّة، والتّستّر الذي تكلّمتم عليه اليوم، والمشكلات في التّعويضات الماليّة عن الأضرار التي لحقت بهم. في النّهاية، يبدو أنّ الأمور تتغيّر فقط عندما يتمكّنون من أن يتكلّموا معكم شخصيًّا، كما فعلتم في هذه الزّيارة. في بروكسل، قدّم لكم الضّحايا أيضًا لائحة من الطّلبات. أريد أن أسألكم كيف تعتزمون أن تتصرّفوا مع هذه الطّلبات؟ أليس من الأفضل، ربّما، إنشاء قسم خاصّ في الفاتيكان، ربّما هيئة مستقلّة، كما يطلب بعض الأساقفة، للتّعامل بشكل أفضل مع هذه الآفة في الكنيسة واستعادة ثقة المؤمنين؟

البابا فرنسيس

شكرًا. النّقطة الأخيرة: يوجد قسم في الفاتيكان. وتوجد هيئة، ورئيسها الآن هو أسقف كولومبيّ، من أجل قضايا الاعتداءات (الإساءات ضدّ القاصرين). وتوجد لجنة أنشأها الكاردينال أو ماللي (O’Mally). هذا الأمر يسير على ما يرام. نتلقّى كلّ شيء في الفاتيكان ويتمّ مناقشتها. وفي الفاتيكان أيضًا استقبلت ضحايا الاعتداءات (الإساءات ضدّ القاصرين) وقوّيت معنويّاتهم ليستمرّوا. هذا أوّلًا.

ثانيًا، استمعت لضحايا الاعتداءات (الإساءات ضدّ القاصرين). وأعتقد أنّ هذا واجبٌ عليَّ. البعض يقول: إنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ 40-42-46% من الاعتداءات تحدث في العائلة وفي الحيّ، وفقط 3% منها يحدث في الكنيسة. لا يهمّني ذلك، أنا أتعامل مع الذين هم في الكنيسة. علينا أن نتحمّل مسؤوليّة مساعدة ضحايا الاعتداءات ورعايتهم. بعضهم بحاجة إلى علاج نفسيّ، ويجب أن نساعدهم في ذلك. ويتكلّمون أيضًا على التّعويض، لأنّه يوجد تعويض عن ذلك في القانون المدنيّ. في القانون المدنيّ، أعتقد أنّ التّعويض في بلجيكا يصل إلى 50 ألف يورو: إنّه مبلغ قليل جدًّا، ولا فائدة منه. أعتقد أنّ هذا هو الرّقم، لكنّني لست متأكّدًا. علينا أن نعتني بضحايا الاعتداءات ونعاقب المُعتدين، لأنّ الاعتداء ليس خطيئة اليوم ثمّ تزول غدًا، بل هي نزعة، ومرض نفسيّ، ولذلك يجب علينا أن نعالجهم ونراقبهم. لا يمكننا أن نترك المعتدي حرًّا في الحياة الطّبيعيّة، ونُعطيه مسؤوليّات في الرّعايا والمدارس. بعض الأساقفة، قدموا للكهنة المعتدين، بعد المحاكمة والإدانة، وظائف مثل العمل في المكتبة، ولكن من دون الاتّصال بالأطفال في المدارس وفي الرّعايا. علينا أن نستمرّ في ذلك. قُلتُ للأساقفة البلجيكيّين: لا تخافوا، واستمرّوا. العار هو التّستّر على الاعتداءات (الإساءات ضدّ القاصرين). شكرًا لكِ.

ماتيو بروني

السّؤال التّالي من كورتني والش، من تلفزيون فوكس.

كورتني والش، تلفزيون فوكس

شكرًا جزيلًا على وقتكم. قرأنا هذا الصّباح أنّه تمّ وضع قنابل بوزن 900 كجم لاغتيال نصر الله. هناك أكثر من ألف نازح، وقتلى كثيرون. سؤالي هو: هل تعتقدون أنّ إسرائيل ربّما تجاوزت الحدود في لبنان وفي غزّة؟ وكيف يمكن حلّ هذه المشكلة؟ هل هناك رسالة لهؤلاء النّاس هناك؟

البابا فرنسيس

كلّ يوم أتّصل هاتفيًّا برعيّة غزّة. هناك، داخل الرّعية والمدرسة، أكثر من 600 شخص، ويخبرونني بما يحدث هناك، حتّى الفظائع التي تحدث. بالنّسبة لما ذكرتِه، لم أفهم جيّدًا كيف سارت الأمور. لكن الدّفاع عن النّفس يجب أن يكون دائمًا متناسبًا مع الهجوم. عندما لا يكون تناسبٌ، تظهر نزعة السّيطرة التي تتجاوز الأخلاق. إذا قامت دولة باستخدام قوّتها بهذه الطّريقة – أتكلّم على أيّ دولة – وعملت هذه الأمور بطريقة ”مفرطة“، فإنّ هذه التّصرّفات غير أخلاقيّة. حتّى في الحرب، هناك أخلاق يجب الحفاظ عليها. الحرب هي غير أخلاقيّة، ولكن قواعد الحرب تفرض بعض الأخلاق. وعندما لا يتمّ الالتزام بذلك، نرى – كما نقول في الأرجنتين – ”الدّمّ الفاسد“ في هذه الأمور.

ماتيو بروني

شكرًا صاحب القداسة وشكرًا لكورتني. ربّما يمكننا أن نطرح السّؤال الأخير، بما أنّ الوقت أقصر مقارنة مع الرّحلة الأخيرة: يوجد آنّا كيارا فالّي من العائلة المسيحيّة.

آنّا كيارا فالّي، العائلة المسيحيّة

شكرًا صاحب القداسة. بالأمس، بعد اللقاء في جامعة لوفان الكاثوليكيّة، صدر بيان جاء فيه: ”الجامعة تستنكر المواقف المحافظة التي عبّر عنها البابا فرنسيس في دور المرأة في المجتمع“. هُم يقولون إنّ الكلام على المرأة فقط من منظور الأمومة والخصوبة والرّعاية هو محدود قليلًا وتمييزيّ بعض الشّيء، لأنّ هذا الدّور مطلوب من الرّجال أيضًا. وفي هذا الخصوص، طرحت كلا الجامعتين مسألة السّيامات الكهنوتيّة في الكنيسة.

البابا فرنسيس

قبل كلّ شيء: تمّ تحضير هذا البيان بينما كنتُ أتكلّم. كان مُعدًّا مسبقًا، وهذا ليس أخلاقيًّا. هذا ما يتعلّق بالأخلاق. أمّا بخصوص المرأة: أنا أتكلّم دائمًا على كرامة المرأة، وهناك قلت شيئًا لا يمكنني أن أقوله على الرّجال: الكنيسة هي امرأة، إنّها عروس المسيح. أن نجعل الكنيسة والنّساء ذكورًا ليس أمرًا إنسانيًا، ولا مسيحيًّا. الأنوثة لها قوّتها الخاصّة. بل، المرأة – أقول هذا دائمًا، وقلته هناك – هي أهمّ من الرّجال، لأنّ الكنيسة هي امرأة، والكنيسة هي عروس المسيح. أرى أنّ هناك عقلًا مغلقًا لا يريد سماع هذا الكلام. المرأة مساوية للرّجل، مساوية، بل، في حياة الكنيسة، المرأة أسمى، لأنّ الكنيسة هي امرأة. أمّا بالنّسبة للخدمة، فإنّ روحانيّة المرأة أكبر من الخدمة. اللاهوتيّ الكبير [هانس أورس فون بالتازار] أجرى دراسات حول هذا الموضوع: من هو الأكبر، الخدمة البطرسيّة أم الخدمة المريميّة؟ الخدمة المريميّة أكبر لأنّها خدمة وحدة شاملة، بينما الأخرى هي خدمة قيادة وتوجيه. الأمومة في الكنيسة هي أمومة المرأة. الخدمة هي خدمة أقل بكثير، تُعطى لمرافقة المؤمنين، لكنها دائمًا داخل الأمومة. وقد درس لاهوتيّون كثيرون هذا الموضوع، وقول ذلك هو شيء حقيقي، لا أقول إنّه حديث، بل حقيقي. ليس قديمًا. النّزعة الأنثويّة المبالغ فيها التي تريد أن تقول إنّ المرأة ”ذكوريّة“، هذا لا يصحّ. النّزعة الذّكوريّة لا تصحّ، والنّزعة الأنثويّة لا تصحّ. الذي يصحّ هو الكنيسة هي امرأة وهي أكبر من الخدمة الكهنوتيّة. وهذا الأمر لا نُفكر فيه أحيانًا. شكرًا على السّؤال.

وشكرًا لكم جميعًا على هذه الرّحلة، وعلى العمل الذي قمتم به. يؤسفني أنّ الوقت ضيّق هنا. لكن شكرًا، شكرًا جزيلاً! أُصلّي من أجلكم، وأنتم صلّوا من أجلي. شكرًا.

(ذكّروا البابا بمأساة الخمسين شخصًا المفقودين في البحر قبالة جزر الكناري)

يؤلمني هؤلاء الأشخاص المفقودون في جزر الكناري. اليوم، الكثير والكثير من المهاجرين الذين يبحثون عن الحرّيّة يفقدون حياتهم في البحر أو بالقرب من البحر. لنفكّر في كروتوني: على بعد 100 متر من الشّاطئ… لنفكّر فيها. إنّه أمر يدعو إلى البكاء، يدعو إلى البكاء. شكرًا.

 

*******

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: حتّى في الحرب، هناك أخلاق يجب الحفاظ عليها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: الكثير من النّاس ما زالوا يموتون يومًا بعد يوم في الشّرق الأوسط https://ar.zenit.org/2024/10/01/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%ab%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d8%a7%d8%b3-%d9%85%d8%a7-%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%8a%d9%85%d9%88%d8%aa%d9%88/ Tue, 01 Oct 2024 05:17:06 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74259 النصّ الكامل لصلاة الملاك في ختام القداس الإلهيّ
في مدرّج الملك بودوان - بروكسل - 29 أيلول 2024

The post البابا: الكثير من النّاس ما زالوا يموتون يومًا بعد يوم في الشّرق الأوسط appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أشكر رئيس الأساقفة على كلماته اللطيفة. وأعبّر عن شُكري الصّادق لصاحبَي الجلالة الملك والملكة، وأيضًا لصاحبَي السّمو الملكيّ الدّوق الأكبر والدّوقة الكبرى للوكسمبورغ، على حضورهم واستقبالهم لِي في هذه الأيّام.

والشّكر الموصول إلى كلّ الذين عملوا على تنظيم هذه الزّيارة، بطرق كثيرة، وخاصّة لكبار السّنّ والمرضى الذين قدّموا صلواتهم.

نحتفل اليوم باليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين تحت شعار ”الله يسير مع شعبه“. ومن هذا البلد، بلجيكا، الذي كان وما زال وجهة لكثير من المهاجرين، أجدّد ندائي إلى أوروبا والمجتمع الدّولي للنظر إلى ظاهرة الهجرة كفرصة للنمو معًا في الأخوّة، وأدعو الجميع إلى أن يروا في كلّ أخ وأخت مهاجر وجه يسوع الذي صار ضيفًا وحاجًّا بيننا.

ما زلت أتابع بألم وقلق شديد اتّساع واحتدام الصّراع في لبنان. لبنان رسالة، لكنّه في الوقت الحالي رسالة معذّبة، وهذه الحرب لها آثار مدمّرة على السّكان: فالكثير من النّاس ما زالوا يموتون يومًا بعد يوم في الشّرق الأوسط. لنصلِّ من أجل الضّحايا، ومن أجل عائلاتهم، ولنصلِّ من أجل السّلام. أدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لإطلاق النّار في لبنان وغزّة وفي بقيّة فلسطين وإسرائيل. وليُطلق سراح الرّهائن وليُسمح بالمساعدات الإنسانيّة. ولا ننسَ أوكرانيا المعذّبة.

كما أشكر أيضًا العديد منكم الذين أتوا من هولندا وألمانيا وفرنسا للمشاركة في هذا اليوم: شكرًا لكم.

في هذه اللحظة أودّ أيضًا أن أقدّم لكم بشرى. عند عودتي إلى روما سأبدأ عمليّة تطويب الملك بودوان: لِيُنِرْ مثاله كرجل إيمان الحكّام. أطلب من الأساقفة البلجيكيّين أن يلتزموا ويستمرّوا في هذه الدّعوى.

لنتوجّه الآن إلى سيِّدتنا مريم العذراء لنتلُوَ معًا صلاة الملاك. هذه الصّلاة، التي كانت لها بشعبيّة كبيرة في الأجيال الماضيّة، تستحقّ أن نكتشفها من جديد: إنّها خلاصة العقيدة المسيحيّة، وتُعلِّمنا الكنيسة أن نُدرجها في وسط انشغالاتنا اليوميّة. أُسَلِّمُها إليكم، وخاصة للشّباب، وأوكلكم جميعًا إلى أمّنا الكاملة القداسة، الماثلة هنا، بجانب المذبح، التي تمثِّل كرسي الحكمة. نعم، نحن بحاجة إلى حكمة الإنجيل! لنطلبها مرارًا إلى الرّوح القدس.

وبشفاعة سيِّدتنا مريم العذراء، لنطلب إلى الله نعمة السّلام من أجل أوكرانيا المعذّبة، ومن أجل فلسطين وإسرائيل، والسّودان وميانمار وكلّ الأراضي المجروحة بسبب الحرب.

شكرًا لكم جميعًا! واستمرّوا، ”على الطّريق، مع الرّجاء“!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: الكثير من النّاس ما زالوا يموتون يومًا بعد يوم في الشّرق الأوسط appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: لا يمكن إخفاء الشّرّ https://ar.zenit.org/2024/10/01/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%a5%d8%ae%d9%81%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%91%d8%b1%d9%91/ Tue, 01 Oct 2024 04:04:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74253 النصّ الكامل لعظة قداسة البابا فرنسيس
في القداس الإلهيّ وتطويب المكرّمة خادمة الرّبّ حنّة يسوع (Anne de Jésus)
في مدرّج الملك بودوان - بروكسل - 29 أيلول 2024

The post البابا: لا يمكن إخفاء الشّرّ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

“مَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر” (مرقس 9، 42). وجَّه يسوع هذا الكلام إلى تلاميذه، وحذّر من خطر تشكيك الصّغار، أيّ من إعاقة مسيرتهم في الحياة. إنّه تحذير قويّ وشديد، علينا أن نتوقّف ونتأمّل فيه. أودّ أن أنظر فيه معكم، في ضوء النّصوص المقدّسة الأخرى أيضًا، مع ثلاث كلمات مفتاح وهي: الانفتاح، والشّركة والوَحدة، والشّهادة.

أوّلًا الانفتاح. تُكلِّمنا عليه القراءة الأولى والإنجيل، ويبيِّنان لنا عمل الرّوح القدس الحرّ، الذي ملأ بموهبة النّبوءة، في رواية الخروج، ليس فقط الشّيوخ الذين ذهبوا مع موسى إلى خيمة الاجتماع، بل أيضًا الرّجلَين اللذين بقيا في المخيّم.

هذا الأمر يجعلنا نفكّر: إن كان غيابهما في البداية عن مجموعة المختارين أمرًا مستغربًا وسبب شكّ لغيرهم، بعد موهبة الرّوح القدس الذي حلّ عليهم، على الرّغم من غيابهما، صار منعهما من ممارسة الرّسالة هو الأمر المستغرب وسبب الشّكّ. موسى، الرّجل المتواضع والحكيم، فهم ذلك، وقال بقلب وعقل منفتحين: “لَيتَ كُلَّ شَعبِ الرَّبِّ أَنبِياءُ بِإِحْلالِ الرَّبِّ روحَه علَيهم” (سفر العدد 11، 29). إنّها أمنية جميلة جدًّا!

إنّه كلامٌ حكيم يمهّد لما قاله يسوع في إنجيل اليوم (راجع مرقس 9، 38-43. 45. 47-48). جرت الحادثة في كفرناحوم: أراد التّلاميذ بدورهم أن يمنعوا رجلًا من أن يطرد الشّياطين باسم يسوع، وقالوا لأنّه “لا يَتبَعُنا” (مرقس 9، 38)، أي، ”إنّه ليس من مجموعتنا“. كانوا يفكّرون بهذه الطّريقة: ”من لا يتبعنا، ومن ليس منّا، لا يمكنه أن يصنع المعجزات، ولا حقّ له في ذلك“. لكن يسوع فاجأهم – كالعادة – ووبّخهم، ودعاهم إلى أن يذهبوا إلى أبعد من رؤاهم، وألّا يكونوا حجر عثرة أمام حرّيّة الله. قال لهم: “لا تَمنَعوه […] مَن لَم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا” (مرقس 9، 39-40).

لنفكِّر جيّدًا في هاتَين الحادثتين، حادثة موسى وحادثة يسوع، لأنّ لهما صلة بنا وبحياتنا المسيحيّة أيضًا. في الواقع، كلّنا بالمعموديّة، أُعطي لنا رسالة في الكنيسة. لكنها عطيّة، وليست لقب شرف نفاخر به. جماعة المؤمنين ليست نخبة من المميّزين، بل هي عائلة من المخَلَّصين، ونحن مدعوّون إلى أن نحمل الإنجيل إلى العالم ليس بفضل استحقاقاتنا، بل بقوّة نعمة الله، ورحمته وثقته التي يضعها فينا بمحبّة أبويّة، على الرّغم من نقائصنا وخطايانا كلّها، ويرى فينا ما لا نستطيع نحن أن نراه. لهذا السّبب يكلّمنا ويدعونا ويرافقنا بصبر يومًا بعد يوم.

ولذلك، إن أردنا أن نتعاون مع عمل الرّوح القدس الحرّ، بمحبّة مُنفتحة وباهتمام، ودون أن نكون حجر عثرة أو عائقًا لأحد بكبريائنا وتصلّبنا، فنحن بحاجة لأن نقوم برسالتنا بتواضع وشكر وفرح. علينا ألّا نستاء، بل بالأحرى أن نفرح، لأنّ آخرين أيضًا يمكنهم أن يقوموا بما نقوم به، لكي ينمو ملكوت الله ونجد أنفسنا كلّنا متّحدين يومًا ما بين ذراعي الآب.

وهذا يقودنا إلى الكلمة الثّانية: الشّركة والوَحدة. القدّيس يعقوب يكلّمنا عليها في القراءة الثّانية (راجع يعقوب 5، 1-6) بصورتَين مؤثِّرتَين: الثّروات التي فسدت (راجع الآية 3)، وصراخ الحصّادين الذي بلغ إلى أذني الرّبّ (راجع الآية 4). إنّه يذكّرنا أنّ الطّريق الوحيد للحياة هو طريق العطاء، وطريق المحبّة التي توحّدنا في المشاركة. طريق الأنانيّة يلِد فقط الانغلاقات، والجدران والعقبات – هذه هي حجر العثرة – ويقيّدنا بالأشياء ويبعدنا عن الله وعن الإخوة.

الأنانيّة، مثل كلّ ما يعيق المحبّة، هي ”حجر عثرة“ لأنّها تسحق الصّغار، وتهين كرامة الأشخاص وتخنق صُراخَ الوُضَعاءِ (راجع المزمور 9، 13). وهذا الأمر كان ينطبق على زمن القدّيس بولس، وينطبق أيضًا علينا اليوم. عندما يضعون مبادئ المصلحة الشّخصيّة ومنطق السّوق فقط أساسًا لحياة الأفراد والجماعات (راجع الإرشاد الرّسولي، فرح الإنجيل 54-58)، فإنّهم يُنشؤون عالمًا لا يوجد فيه بعد مكان لمن هو في ضيق، ولا رحمة لمن أخطأ، ولا رأفة لمن يتألّم ولم يَعُدْ قادرًا أن يتحمّل.

لنفكِّر في ما يحدث عندما يتعرّض الصّغار للإهانة والضّرب والإساءة من قبل الذين يجب أن يعتنوا بهم، ولنفكّر في جراح الألم والضّعف وقبل كلّ شيء في الضّحايا، وأيضًا في عائلاتهم وفي المجتمع. أعود بعقلي وقلبي إلى قصص بعض هؤلاء ”الصّغار“ الذين التقيتهم أوّل أمس. لقد سمعتهم، وشعرت بآلام الإساءة بهم، وأكرّر ذلك هنا: في الكنيسة يوجد مكان للجميع، وجميعنا سنُدان، ولا يوجد مكان للإساءة ضدّ القاصرين، ولا للتستر عليها. أطلب من الجميع: لا تتستروا على الإساءة ضدّ القاصرين! وأطلب من الأساقفة: لا تتستروا على الإساءة ضدّ القاصرين! أوقفوا المسيئين وساعدوهم على الشّفاء من مرض الإساءة ضدّ القاصرين. لا يمكن إخفاء الشّرّ: يجب إظهار الشّرّ إلى العَلن، حتّى يُعرف، كما فعل بعض الأشخاص الذين تعرّضوا للإساءة بشجاعة. يجب أن يظهر الشّرّ إلى العَلن. أوقفوا المسيء ضدّ القاصرين، سواء كان علماني أو علمانيّة، أو كاهنًا أو أسقفًا: فليُحاكم من يكون.

كلام الله واضحٌ: يقول إنّ ”صُراخَ الحَصَّادينَ“ و ”صُراخَ الوُضَعاءِ“ لا يمكن أن نتجاهلهما، ولا يمكن أن نمحُوَهما، وكأنّهما صوت نشاز في حفل موسيقي في عالم الرّفاهية، ولا يمكن إسكاتهما ببعض مظاهر المساعدات التي تُذِلّ الإنسان. بل بالعكس، هما صوت حيّ للرّوح القدس، ويذكّراننا أنّنا – كلّنا فقراء وخطأة – ويدعواننا إلى التّوبة. لا نضَعْ عوائق أمام صوتهما النّبويّ، ولا نُسكِتْهما بلامبالاتنا. لنصغِ إلى ما قاله يسوع في الإنجيل: لنبعد عنّا العين الشّريرة التي ترى المحتاج وتلتفت إلى الجانب الآخر! لنبعد عنّا اليَدَ الشّريرة التي تُغلق قبضتها لتخفي كنوزها وتنسحب إلى الوراء بجشعها ومالها في جيوبها! لنبعد عنّا القدم الشّريرة التي تركض بسرعة لا لتقترب من الذي يتألّم، بل ”لتتجاوزه“ وتبقى على مسافة منه! لنبعد عنّا كل ذلك! لا يمكننا أن نبني أيّ شيء صالح ومتين بهذه الطّريقة!

إن أردنا أن نزرع للمستقبل، وعلى المستوى الاجتماعيّ والاقتصاديّ أيضًا، فحسنٌ لنا أن نضع من جديد إنجيل الرّحمة أساسًا لخياراتنا. عدا ذلك، فإنّ آثار ثرائنا، مهما كانت ضخمة في الظّاهر، ستكون دائمًا مثل جبابرة بأقدام من خزف (راجع دانيال 2، 31-45). لا ننخدع: من دون المحبّة لا شيء يدوم، بل كلّ شيء يختفي، ويتفكّك، ويتركنا أسرى لحياة عابرة، وفارغة، ولا معنى لها، في عالم ضعيف، فقَدَ كلّ مصداقيته بالرّغم من كلّ الواجهات، لأنّه كان حجر عثرة للصّغار.

وهكذا نصل إلى الكلمة الثّالثة: الشّهادة. في هذا الصّدد، يمكننا أن نستلهم حياة وعمل الرّاهبة الكرمليّة حنّة يسوع (Anna di Gesù) في يوم تطويبها. كانت هذه المرأة من بين الشّخصيّات المعروفة في حركة إصلاح كبيرة في الكنيسة في زمنها، على خطى ”عملاقة الرّوح“ – تيريزا الأفيليّة – التي نشرت أفكارها في إسبانيا وفرنسا وحتّى هنا في بروكسل، وفي ما كان يُعرف آنذاك بالأراضي المنخفضة الإسبانيّة.

في زمن وُسِمَ بالشّكوك والعثرات المؤلمة، داخل الجماعة المسيحيّة وخارجها، استطاعت هي ورفيقاتها، بحياتهنّ البسيطة والفقيرة، وبالصّلاة والعمل والمحبّة، أن يُعِدن كثيرين إلى الإيمان، لدرجة أنّ أحدهم وصف تأسيس رهبنتهِنّ في هذه المدينة بأنّها ”مغناطيس روحيّ“.

اختارت ألّا تترك كتابات لها. بل انشغلت بأن تطبّق ما تعلّمته (راجع 1 قورنتس 15، 3)، وساهمت بأسلوب حياتها في نهوض الكنيسة في وقت صعبٍ جدًّا.

لنقبل إذًا بشكرٍ وعرفان جميل نموذج ”القداسة النّسائيّة“ الذي تركته لنا (راجع الإرشاد الرّسولي، افرحوا وابتهجوا 12)، وهو نموذج لطيف وقويّ في الوقت نفسه. شهادتها، مع شهادات العديد من الإخوة والأخوات الذين سبقونا، أصدقائنا ورفاق رحلتنا، ليست بعيدة عنّا. إنّها قريبة منا، بل وقد أُوكِلت إلينا لكي نجعلها أيضًا جزءًا من حياتنا، فنجدّد معها التزامنا في السّير معًا على خطى الرّبّ يسوع.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: لا يمكن إخفاء الشّرّ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
لن تنجح أيّة خطّة للتنمية إن بقيت الغطرسة والعنف والمخاصمات في ضمائرنا ومجتمعنا https://ar.zenit.org/2024/09/30/%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%a3%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%ae%d8%b7%d9%91%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%86-%d8%a8%d9%82%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%b1/ Mon, 30 Sep 2024 08:28:47 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74247 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
في اللقاء مع الطّلاب الجامعيّين
في جامعة لوفان الكاثوليكيّة بتاريخ 28 أيلول 2024

The post لن تنجح أيّة خطّة للتنمية إن بقيت الغطرسة والعنف والمخاصمات في ضمائرنا ومجتمعنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

شكرًا، السَّيِّدة رئيسة الجامعة، لكلماتك اللطيفة. أعزائي الطّلاب، أنا سعيد بأن ألتقي بكم وأصغي إلى أفكاركم. في كلماتكم هذه أشعر باندفاعٍ ورجاء، ورغبةٍ في العدل، وبحثٍ عن الحقيقة.

من بين القضايا التي ذكرتموها، أثّرت فيّ القضايا المتعلّقة بالمستقبل والقلق. نرى بوضوح مدى عنف وغطرسة الشّرّ الذي يدمّر البيئة والشّعوب. يبدو أنّه لا يعرف التّوقّف. الحرب هي التّعبير الأكثر وحشيّة له، كما الفساد وأشكال العبوديّة الحديثة. أحيانًا، هذه الشّرور تلوِّث الدّين نفسه، الذي يصير أداة للسّيطرة. وهذا تجديف. اتّحاد الإنسان بالله، الذي هو حبّ وخلاص، يصير استعبادًا. حتّى اسم الأب، الذي يوحي بالرّعاية والعناية، يصير تعبيرًا عن الاستبداد. الله أبٌ، لا سيِّد مستبدّ. وهو ابنٌ وأخ، وليس مستبدًّا. وهو روح المحبّة، وليس روح السّيطرة.

نحن المسيحيِّين نعلَم أنّ الشّرّ ليس له الكلمة الأخيرة، وأنّ أيامه معدودة، كما يُقال. هذا لا يلغي التِزامنا، بل يزيده: الرّجاء مسؤوليتنا.

والآن سأقول ثلاث كلمات: شكر، ورسالة، وأمانة.

الموقف الأوّل هو الشّكر، لأنّ هذا البيت أُعطي لنا: نحن لسنا أسيادًا له، بل ضيوف وحجّاج على الأرض. أوّل من يعتني بها هو الله: الله يعتني بنا أوّلًا، هو الذي خلق الأرض، – يقول أشعيا – ”ليس كمنطقة خواء، بل لِلسُّكْنى“ (راجع أشعيا 45، 18). والمزمور الثّامن مليء بالشّكر المندهش، ويقول: “عِندَما أَرى سَمَواتِكَ صُنعَ أَصابِعِكَ، والقَمَرَ والكَواكِبَ الَّتي ثَبَّتَّها، ما الإنْسانُ حَتَّى تَذكُرَه، وابنُ آدَمَ حَتَّى تَفتَقِدَه؟ (مزمور 8، 5-6). شكرًا لك، أيّها الأب، للسّماء المرصّعة بالنّجوم وللحياة في هذا الكون!

الموقف الثّاني هو الرّسالة: نحن في العالم لنحافظ على جماله وننمّيه من أجل خير الجميع، وخاصّة الأجيال القادمة، من أجل القريب في المستقبل. هذا هو ”برنامج الكنيسة للبيئة“. لكن لن تنجح أيّة خطّة للتنمية إن بقيت الغطرسة والعنف والمخاصمات في ضمائرنا ومجتمعنا أيضًا. من الضّروري أن نذهب إلى مصدر المسألة، وهو قلب الإنسان. من هناك يأتي أيضًا الطّابع المأساويّ المُلِحّ للموضوع الإيكولوجيّ: من لامبالاة السُّلطات المستبدّة، التي تضع دائمًا المصالح الاقتصاديّة في المقام الأوّل. طالما أنّ الوضع على هذا النّحو، ستعمل السُّلطات على إسكات كلّ نداء أو لا تقبَلَ أي نداء إلّا بقدر ما يكون مناسبًا للسّوق. وطالما أنّ السّوق يظلّ في المكان الأوّل، سيعاني بيتنا المشترك من الظّلم. فجمال العطاء يتطلّب مسؤوليّتنا: نحن ضيوف، ولسنا أسيادًا مستبدّين. وفي هذا، أعزّائي الطّلبة، اعتبروا أنّ الثّقافة هي تنمّية للعالم، وليس فقط للأفكار.

هنا تكمن تحدّيات التّنمية المتكاملة، التي تتطلّب الموقف الثّالث: الأمانة. الأمانة لله وللإنسان. هذه التّنمية، في الواقع، تشمل جميع الأشخاص في جميع جوانب حياتهم: الجسديّة، والأخلاقيّة، والثّقافيّة، والاجتماعيّة والسّياسيّة. وهي تقف عقبة في وجه جميع أشكال الظّلم والإقصاء. الكنيسة تدين هذه الإساءات، وتلتزم أوّلًا بالعمل على توبة كلّ عضو فيها، ونحن أنفسنا، وارتدادنا إلى العدالة والحقيقة. بهذا المعنى، التّنمية المتكاملة تستدعي قداستنا: إنّها دعوة إلى الحياة الصّالحة والسّعيدة للجميع.

الخيار هو إذًا بين استغلال الطّبيعة وتنميتها. انطلاقًا من طبيعتنا البشريّة – لنفكّر في عِلم تحسين النّسل البشري، والأنظمة الإلكترونيّة، والذّكاء الاصطناعيّ -. الخيار بين الاستغلال أو التنمية له صلة أيضًا بعالمنا الدّاخلي.

التّفكير في الإيكولوجيا الإنسانيّة يقودنا إلى التّطرّق إلى موضوع يهمّكم ويهمّني وكان يهمّ أسلافي قبلي: وهو دور المرأة في الكنيسة. العنف والظّلم هنا لهما وزن ثقيل، وأحكام مسبقة بحسب الإيديولوجيّات. لذلك نحتاج إلى أن نعود إلى نقطة الانطلاق: من هي المرأة ومن هي الكنيسة. الكنيسة هي شعب الله، وليست شركة متعدّدة الجنسيّات. والمرأة في شعب الله هي ابنة، وأخت، وأمّ. تمامًا كما أنا ابن، وأخ، وأب. هذه علاقات، تعبِّر عن كوننا على صورة الله، رجلًا وامرأة، معًا، وليس بشكل منفصل! في الواقع، النّساء والرّجال هم أشخاص، وليسوا أفرادًا. هم مدعوّون منذ ”البدء“ إلى أن يُحِبّوا وأن يكونوا محبوبين. الدّعوة هي رسالة. ومن هنا يأتي دورهم في المجتمع وفي الكنيسة (راجع القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني، رسالة بابويّة عامّة، كرامة المرأة، 1).

ما يميِّز المرأة، وما هو أنثوي، لا يُحدَّد بالإجماع أو بالإيديولوجيات. والكرامة مضمونة بقانون أصلي، ليس مكتوبًا على الورق، بل في الجسد. الكرامة هي قيمة لا تقدَّر بثمن، وصفة أصليّة، لا يمكن لأيّ قانون بشريّ أن يعطيها أو ينزعها. انطلاقًا من هذه الكرامة، المشتركة بين الجميع، تهتمّ الثّقافة المسيحيّة دائمًا، في سياقات مختلفة، برسالة وحياة الرّجل والمرأة وكيانهما المتبادل، الواحد للآخر، في الشّركة والوَحدة. ليس الواحد ضد الآخر، في مطالب متعارضة، بل الواحد من أجل الآخر.

لنتذّكر أنّ المرأة توجد في قلب حدث الخلاص. منذ قالت مريم ”نعم“ جاء الله نفسه إلى العالم. فالمرأة هي الاستقبال الخصب، والعناية، والتّفاني من أجل الحياة. لنفتح عيوننا على أمثلة الحبّ الكثيرة في كلّ يوم، من الصّداقة إلى العمل، ومن الدّراسة إلى المسؤوليّة الاجتماعيّة والكنسيّة، ومن الزواج إلى الأمّومة، وإلى البتوليّة من أجل ملكوت الله والخدمة.

أنتم أنفسكم هنا تنمون نساءً ورجالًا. أنتم في مسيرة، وفي مسيرة تنشئة كأشخاص. لذلك، مسيرتكم الأكاديميّة تشمل مجالات متعدّدة: البحث، والصّداقة، والخدمة الاجتماعيّة، والمسؤوليّة المدنيّة والسّياسيّة، والتعابير الفنيّة…

أفكّر في الخبرة التي تعيشونها كلّ يوم، في جامعة لوفان الكاثوليكيّة هذه، وأشارككم في ثلاثة جوانب، بسيطة وحاسمة، من تنشئتكم: كيف ندرس؟ لماذا ندرس؟ من أجل من ندرس؟

كيف ندرس: ليس هناك فقط طريقة، كما في كلّ عِلم، بل أيضًا أسلوب. يمكن لكلّ شخص أن ينمّي أسلوبه الخاصّ. في الحقيقة، الدّراسة هي دائمًا طريق إلى معرفة الذّات والآخرين. لكن هناك أيضًا أسلوب مشترك، يمكن مشاركته في الجماعة الجامعيّة. ندرس معًا: بفضل الذين درسوا قبلي – أساتذة، وزملاء متقدّمين – والذين يدرسون بجانبي، في الفصل الدراسيّ. فالثّقافة بكونها اهتمامًا بالذّات تتطلّب اهتمامًا متبادل.

ثانيًا: لماذا ندرس. هناك سبب يدفعنا وهدف يجذبنا. يجب أن يكونا صالحَين، لأنّهما يحدِّدان معنى الدّراسة، واتّجاه حياتنا. أحيانًا أدرس لأجد هذا النّوع من العمل، وأنتهي فأجد نفسيّ مقيَّدًا بهذا النّوع من العمل. فنصير ”سلعة“. لا نعيش لنعمل، بل نعمل لنعيش. من السّهل قول ذلك، لكنّه يتطلّب الالتزام حتّى نطبقه بانتظام. وهذه الكلمة ”انتظام“ مهمّة جدًّا للجميع، وبشكل خاصّ لكم أنتم الطّلاب. يجب أن تتعلَّموا أسلوب الانتظام، وأن تكونوا منتظمين.

ثالثًا: من أجل من ندرس: من أجل أنفسنا؟ من أجل أن نؤدّي حسابًا للآخرين؟ ندرس لنكون قادرين على تربية وخدمة آخرين، أوّلًا بخدمة الكفاءة وسلطة المعرفة. قبل أن نسأل أنفسنا هل الدّراسة مفيدة لشيء ما، لنهتمّ بخدمة إنسان ما. إذّاك تكون الشّهادة الجامعيّة شاهدًا على قدرتنا من أجل الخير العام.

أيّها الطّلاب الأعزّاء، يسعدني أن أشارككم هذه الأفكار. وفي أثناء قيامنا بذلك، نلاحظ أنّ هناك واقعًا أكبر يضيء لنا ويتجاوزنا: وهو الحقيقة. بدون الحقيقة، تفقد حياتنا معناها. الدّراسة لها معنى عندما تبحث عن الحقيقة، وبالبحث عنها تدرك أنَّنا خُلِقنا لنجدها. والحقيقة يمكن العثور عليها: إنّها تستقبل، وهي مستعدّة للخدمة، وتعطي بسخاء. إذا تخلّينا عن البحث معًا عن الحقيقة، تصير الدّراسة أداة سلطة، وسيطرة على الآخرين. فلا تخدم، بل تسيطر. عكس ذلك، الحقيقة تجعلنا أحرارًا (راجع يوحنّا 8، 32). هل تريدون الحرّيّة؟ كونوا باحثين وشهودًا للحقيقة! حاولوا أن تكونوا صادقين ومنطقيِّين في أبسط الخيارات اليوميّة. وهكذا، تصير هذه الجامعة، كلّ يوم، كما تريد أن تكون، أي جامعة كاثوليكيّة!

شكرًا لهذا اللقاء. أبارككم من قلبي، أنتم ومسيرة تنشئتكم. ومن فضلكم، أسألكم أن تصلّوا من أجلي. شكرًا.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post لن تنجح أيّة خطّة للتنمية إن بقيت الغطرسة والعنف والمخاصمات في ضمائرنا ومجتمعنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: كيف يمكننا أن نُوصِّل الإنجيل إلى مجتمع لم يعد يسمعه أو ابتعد عن الإيمان؟ https://ar.zenit.org/2024/09/30/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86%d9%86%d8%a7-%d8%a3%d9%86-%d9%86%d9%8f%d9%88%d8%b5%d9%90%d9%91%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d8%a5/ Mon, 30 Sep 2024 07:24:37 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74242 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
في اللقاء مع الأساقفة والكهنة والشّمامسة والمكرَّسين والمكرَّسات والإكليركيِّين والعاملين الرَّعويِّين
في بازيليكا القلب الأقدس - بروكسل - 28 أيلول 2024

The post البابا: كيف يمكننا أن نُوصِّل الإنجيل إلى مجتمع لم يعد يسمعه أو ابتعد عن الإيمان؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

يُسعدني أن أكون بينكم. أشكر المطران تيرليندن (Terlinden) على كلامه ولأنّه ذكّرنا بأولويّة إعلان الإنجيل. أشكركم جميعًا.

بلجيكا مفترق طرق، وأنتم كنيسة ”تتحرّك وتسير“. في الواقع، منذ فترة طويلة أنتم تسعون لتغيير حالة الرّعايا في المنطقة، وأن تعطوا دفعة قويّة لتنشئة العلمانيّين، وكنتم تسعون خصوصًا لأن تكونوا جماعة مؤمنين قريبة من النّاس، وترافق الأشخاص وتشهد بأعمال الرّحمة.

استنادًا إلى أسئلتكم، أودّ أن أقدّم لكم بعض الأفكار حول ثلاث كلمات: البشارة بالإنجيل، والفرح، والرّحمة.

أوّل طريق نسير فيه هو البشارة بالإنجيل. التّغيّرات في عصرنا وأزمة الإيمان التي نعيشها في الغرب دفعتنا إلى أن نرجع إلى الأساس، أيّ إلى الإنجيل، حتّى يتمّ إعلان البُشرَى السّارّة التي حملها يسوع إلى العالم للجميع من جديد، وحتّى يظهر للجميع إشعاع جمالها. الأزمة – أيّة أزمة – هي وقت أُعطي لنا لكي ننتفض، ونتساءل، ونتغيّر. إنّها فرصة ثمينة – وفي لغة الكتاب المقدّس تسمّى كايروس (kairòs) اللحظة المناسبة -، كما حدث مع إبراهيم، وموسى، والأنبياء. في الواقع، عندما نجد من حولنا الدّمار، يجب علينا أن نسأل أنفسنا دائمًا: ما هي الرّسالة التي يريد الرّبّ يسوع أن يوصِّلها إلينا؟ وماذا تُظهِر لنا الأزمة؟ لقد انتقلنا من مسيحيّة منظَّمَة في مجتمع مضياف، إلى مسيحيّة ”الأقلّيّة“، أو بالأحرى مسيحيّة الشّهادة. وهذا الأمر يتطلّب شجاعة التّوبة الكنسيّة، لإطلاق التّحوّلات الرّعويّة التي تشمل أيضًا العادات، والنّماذج، وطرق التّعبير عن الإيمان، لكي يكون الإيمان حقًّا في خدمة إعلان البشارة (راجع الإرشاد الرّسولي، فرح الإنجيل، 27).

وأودّ أن أقول لهيلموت (Helmut): هذه الشّجاعة مطلوبة من الكهنة أيضًا. ليكونوا كهنة لا يكتفون بأن يحافظوا أو يتعاملوا مع إرث الماضيّ، بل يجب أن يكونوا رُعاة مُغرَمِين بالمسيح، ومتنبِّهين لأن يسمعوا أسئلة الإنجيل – التي هي غالبًا ضمنيّة – بينما هم يسيرون مع شعب الله المقدّس، أمامه، وفي وسطه، وخلفه. وعندما نحمل الإنجيل – أفكّر في ما قالته لنا يانينكا (Yaninka) – الرّبّ يسوع يفتح قلوبنا على اللقاء مع الذين يختلفون عنّا. جميلٌ، لا بل ضروريّ أن يكون لدى الشّباب أحلام وروحانيّات مختلفة. هكذا يجب أن يكون الأمر، لأنّ المسارات الشّخصيّة أو الجماعيّة التي تقودنا إلى الهدف نفسه، وإلى اللقاء مع الرّبّ يسوع قد تكون كثيرة: وفي الكنيسة، يوجد مكان للجميع، ويجب ألّا يكون أحد صورة طبق الأصل عن الآخر. الوَحدة في الكنيسة لا تعني التّسوية (أي إزالة الفروق الشّخصيّة)، بل أن نجد الانسجام في الاختلاف! وأودّ أن أقول لأرنو (Arnaud) أيضًا: يجب أن تكون العمليّة السّينوديّة عودة إلى الإنجيل، ويجب ألّا تكون من أولويّاتها بعض الإصلاحات ”العصريّة“، بل يجب أن تتساءل: كيف يمكننا أن نُوصِّل الإنجيل إلى مجتمع لم يعد يسمعه أو ابتعد عن الإيمان؟ لنسأل أنفسنا كلّنا هذا السّؤال.

الطّريق الثّاني: الفرح. لا نتكلّم هنا على الأفراح المرتبطة بشيء مؤقّت، ولا يمكننا أن نجاري نماذج الهروب أو التّرفيه الاستهلاكيّ. إنّه فرح أكبر، يرافق الحياة ويعزّزها حتّى في اللحظات المظلمة أو المؤلمة، وهذه عطيّة تأتي من العُلى، من عند الله. هو فرح القلب الذي يدعو إليه الإنجيل: هو أن نعرف أنّنا لسنا وحدنا على طول الطّريق، وأنّه حتّى في حالات الفقر، والخطيئة، والألم، الله قريب منّا، ويعتني بنا، ولن يسمح للموت بأن تكون له الكلمة الأخيرة. جوزيف راتسنجر، قبل أن يصير بابا بوقت كثير، كتب أنّ قاعدة التّمييز هي التّالية: “حيث يغيب الفرح، وحيث تموت الفُكاهة، لا يوجد حتّى الرّوح القدس […] والعكس صحيح: الفرح هو علامة النّعمة” (إله يسوع المسيح، بريشّا -Brescia- 1978، 129). لذلك، أودّ أن أقول لكم: يجب أن يظهر في وعظكم، واحتفالاتكم، وخدمتكم وعملكم الرّسوليّ فرح القلب، لأنّ هذا الأمر يثير الأسئلة ويجذب أيضًا البعيدين. أشكر الرّاهبة الأخت أغنيس وأقول لها: الفرح هو الطّريق. عندما تبدو الأمانة صعبة، علينا أن نبيِّن – كما قلتِ – أنّها ”مسيرة نحو السّعادة“. وعندما نرى إلى أين يقود الطّريق، نكون أكثر استعدادًا لنبدأ المسيرة.

الطّريق الثّالث: الرّحمة. الإنجيل الذي نقبله ونشرك الغير فيه، الذي يُعطَى لنا ونعطيه، يقودنا إلى الفرح لأنّه يجعلنا نكتشف أنّ الله هو أبو الرّحمة، وهو يتأثّر لحالتنا، وينهضنا من سقطاتنا، ولا يحرمنا أبدًا حبَّه. لنثبِّت ذلك في قلوبنا: الله لا يحرمنا حبَّه أبدًا. ”أبتِ، حتّى لو ارتكبتُ شيئًا خطيرًا؟“. الله لا يحرمك حبَّه أبدًا. قد يبدو هذا الأمر أحيانًا ”غير عادلٍ“ أمام عمل الشّرّ، ذلك لأنّنا ننظر ببساطة بنظرة العدالة الأرضيّة التي تقول: ”من أخطأ يجب أن يدفع الثّمن“. لكن عدل الله أسمى: من أخطأ يجب عليه أن يُصلح خطأه، ولكن القلب بحاجة إلى محبّة الله الرّحيمة ليشفى. الله يُبرّرنا برحمته، أيّ يجعلنا أبرارًا، لأنّه يعطينا قلبًا جديدًا وحياةً جديدة.

لذلك أقول لِميا (Mia): شكرًا على العمل الكبير الذي تقومون به لتحويل الغضب والألم إلى مساعدة، وقرب، وشفقة. الاعتداءات تولِّد آلامًا وجراحًا فظيعة، وتؤثِّر أيضًا على مسيرة الإيمان. ونحن بحاجة إلى رحمة كثيرة، حتّى لا يبقى قلبنا قلب حجر أمام آلام الضّحايا، وحتّى نُشعِرَهم بقربنا ونقدّم لهم كلّ المساعدة الممكنة، ولكي نتعلّم منهم – كما قلتِ – أن نكون كنيسة خادمة للجميع ودون أن تُخضِع أحدًا لها. نعم، لأنّ أحد جذور العنف يكمن في إساءة استخدام السُّلطة، وعندما نستخدم مناصبنا لكي نظلم الآخرين أو نستغلَّهم.

والرّحمة – أفكّر في خدمة بيتر (Pieter) – هي كلمة مفتاح للسّجناء. أظهر يسوع لنا أنّ الله لا يبقى بعيدًا عن جراحنا ونجاساتنا. هو يعلم أنّنا يمكننا أن نخطئ كلّنا، لكن لا أحد منّا هو في حدّ ذاته خطأ. ولا أحد منّا ضائع إلى الأبد. لذلك، من الصّواب أن نتبع مسارات العدالة الأرضيّة والمسارات البشريّة والنّفسيّة والقضائيّة كلّها، لكن العقوبة يجب أن تكون أيضًا علاجًا، ويجب أن تقود إلى الشّفاء. يجب أن نساعد الأشخاص لينهضوا ويجدوا من جديد طريقهم في الحياة والمجتمع. لنتذكّر: يمكننا أن نخطئ كلّنا، لكن لا أحد منّا هو في حدّ ذاته خطأ، ولا أحد منّا ضائع إلى الأبد. الرّحمة، الرّحمة دائمًا.

أيّها الإخوة والأخوات، أشكركم. وأحيّيكم وأذكر رسمًا للفنان البلجيكيّ الشّهير ماجريت (Magritte)، بعنوان ”فعل الإيمان“. رسَمَ بابًا مغلقًا من الدّاخل، لكنّه محطّم في الوسط، ومنفتح على السّماء. إنّها ثغرة، تدعونا إلى أن نذهب إلى ما هو أبعد، وأن نوجّه نظرنا إلى الأمام وإلى الأعلى، وألّا ننغلق أبدًا على أنفسنا. إنّها صورة أتركها لكم، رمزًا لكنيسة لا تغلق أبوابها أبدًا، وتقدِّم للجميع نافذة على اللانهاية، وتعرف كيف تنظر إلى ما هو أبعد. هذه هي الكنيسة التي تبشِّر بالإنجيل، وتعيش فرح الإنجيل، وتمارس الرّحمة.

أيّها الإخوة والأخوات، سيروا معًا، أنتم والرّوح القدس، ومارسوا الرّحمة، فتكونوا بذلك كنيسة. من دون الرّوح القدس، لا يحدث أيّ عمل مسيحيّ. أمّنا سيِّدتنا مريم العذراء تعلِّمنا ذلك. لِتَقُدْكم ولْتَحرُسْكم. أبارك الجميع من كلّ قلبي. ومن فضلكم، لا تنسَوا أن تصلّوا من أجلي. شكرًا!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: كيف يمكننا أن نُوصِّل الإنجيل إلى مجتمع لم يعد يسمعه أو ابتعد عن الإيمان؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: ثروة الكنيسة وأكبر غناها هو في أضعف أعضائها https://ar.zenit.org/2024/09/30/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%ab%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%a3%d9%83%d8%a8%d8%b1-%d8%ba%d9%86%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a3/ Mon, 30 Sep 2024 06:47:50 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74238 النصّ الكامل لتحيّة قداسة البابا فرنسيس
في اللقاء في رعيّة القدّيس جيل
في 28 أيلول 2024

The post البابا: ثروة الكنيسة وأكبر غناها هو في أضعف أعضائها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

شكرًا على دعوتكم إلى طعام الفطور! جميل أن نبدأ اليوم بين الأصدقاء، وهذا هو الجوّ الذي يسود هنا في رعيّة القدّيس Gilles.

أشكر ماري-فرانسواز، وسيمون، وفرنسيس على ما قالوه، وأنا سعيد أن أرى كيف أنّ المحبّة هنا تغذّي باستمرار الشّركة والوَحدة والإبداع لدى الجميع: وفكّرتم أيضًا في ”La Biche de saint Gilles“، وأتخيّل أنّها بيرة طيِّبة جدًّا!

كما قالت ماري-فرانسواز، ”الرّحمة تشير إلى الطّريق نحو الرّجاء“، وإن نظرنا بعضنا إلى بعض بمحبّة ساعد ذلك الجميع – الجميع! – ليتوجّهوا نحو المستقبل بثقة ويبدأوا مسيرتهم كلّ يوم. هذه هي المحبّة: إنّها نار تدفئ القلوب، ولا يوجد امرأة أو رجل على وجه الأرض لا يحتاج إلى دفئها.

هذا صحيح، المشاكل التي يجب أن نواجهها ليست قليلة، كما قال لنا سيمون، وأحيانًا نصطدم مع الرّفض وسوء الفهم، كما روى لنا فرنسيس، ولكن الفرح والقوّة اللذان يأتيان من المحبّة المتبادلة هما أكبر من أيّ صعوبة، وكلّما انخرطنا في ديناميكيّات التّضامن والرّعاية المتبادلة، ندرك أنّنا نتلقّى أكثر بكثير ممّا نعطي (راجع لوقا 6، 38؛ أعمال الرّسل 20، 35).

في نهاية لقائنا، سيكون هناك تقدمة للرّعية: وهو تمثال للقدّيس لاورنسيوس، الشّماس والشّهيد من القرون الأولى، الذي اشتهر بأنّه قدَّم لمُتَّهميه الذين أرادوا منه كنوز الكنيسة، أضعف الأعضاء في الجماعة المسيحيّة التي كان ينتمي إليها، وهي جماعة روما: وهم الفقراء والمحتاجون.

لم يكن ذلك مجرّد كلام، ولم يكن حتّى استفزازًا بسيطًا. بل كانت ولا تزال الحقيقة الصّافية: ثروة الكنيسة وأكبر غناها هو في أضعف أعضائها، وإن أردنا حقًّا أن نعرف ونُظهر جمالها، سيكون حسنًا لنا أن نعطي أنفسنا كلّنا بعضنا لبعض بهذه الطّريقة، في صغرنا، وفي فقرنا، ودون ادعاءات، وبمحبّة كثيرة. علَّمنا ذلك أوّلًا الرّبّ يسوع، الذي صار فقيرًا ليغنينا بفقره (راجع 2 قورنتس 8، 9).

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، شكرًا على استقبالي بينكم، وشكرًا على المسيرة التي تسيرونها معًا. وشكرًا على طعام الفطور. أبارككم جميعًا وأصلِّي من أجلكم. وأوصيكم، أن تصلُّوا أيضًا من أجلي. شكرًا.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: ثروة الكنيسة وأكبر غناها هو في أضعف أعضائها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>