رسالة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/رسالة/ The World Seen From Rome Thu, 25 Apr 2024 08:41:45 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png رسالة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/رسالة/ 32 32 البابا: مريم مهذّبة جدّاً، وعلى كلّ واحد أن يُجيبها https://ar.zenit.org/2024/04/25/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d9%87%d8%b0%d9%91%d8%a8%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%91%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d9%88%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%83%d9%84%d9%91-%d9%88%d8%a7%d8%ad/ Thu, 25 Apr 2024 08:41:45 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72271 حجّ أحد تماثيل عذراء فاطيما

The post البابا: مريم مهذّبة جدّاً، وعلى كلّ واحد أن يُجيبها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“عبر قرعة باب خفيفة ومتحفّظة، تدقّ مريم على باب قلوب المؤمنين”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس في رسالة مُسجَّلة بالإيطاليّة، وجّهها إلى الحجّاج الذين سيجتمعون في أبرشيّة تيرمولي، شارِحاً أنّ العذراء “مهذّبة جدّاً، لا تفرض نفسها: إنّها تقرع على الباب، ويجب على كلّ منّا أن يُجيبها”.

في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز”، تستقبل مدينة تيرمولي (في شرق إيطاليا) أحد تماثيل عذراء فاطيما الـ13 (الآتي من مزار سيّدة فاطيما في البرتغال)، وذلك بين 27 نيسان و5 أيار. ومن المتوقّع إقامة العديد من فترات الصلاة خلال هذا الأسبوع.

في تفاصيل أخرى، يجب أن تصل العذراء في مروحيّة تابعة للجمارك يوم السبت 27 نيسان، على أن يستقبلها أعضاء السُلطات المدنيّة والكنسيّة قبل الانضمام إلى كنيسة القدّيس تيموتاوس.

زيارة مريم

في رسالته التي صوّرها كاهن الرعيّة التي ستستقبل العذراء الحاجّة، شجّع الأب الأقدس المؤمنين على الاستجابة عندما تقرع مريم باب قلوبهم لأجل هذه “الزيارة المهمّة”. وأضاف: “مريم تدخل أبرشيّـتكم ورعيّتكم ومنازلكم وعائلاتكم. على كلّ واحد أن يستجيب، ومن الممكن القول لها: “هيا، تفضّلي” أو “لا يمكنني اليوم، عودي غداً”. إذاً، يجب التنبّه، وعندما تقرع، افتحوا الباب لها وقولوا: هيّا يا أمّي، تعرفين أفضل منّي ماذا فعلتُ وتعرفين مشاكلي…”

وتابع قائلاً: “هذا الجواب على حضور العذراء يحصل في قلب كلّ منّا، وعلينا أن نعرف كيف نُجيب”.

ثمّ حثّ البابا مؤمني أبرشيّة تيرمولي على التحلّي بالشجاعة “لأنّ الله يغفر كلّ شيء”، وأنهى شريطه بكلمة “باي باي” وبسمة.

The post البابا: مريم مهذّبة جدّاً، وعلى كلّ واحد أن يُجيبها appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
دعوة الله هي عطية ثمينة موجّهة للجميع https://ar.zenit.org/2024/04/23/%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%8a-%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d8%a9-%d8%ab%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d9%85%d9%88%d8%ac%d9%8b%d9%91%d9%87%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9/ Tue, 23 Apr 2024 06:29:33 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72232 احتفلت الكنيسة باليوم العالمي الحادي والستين يوم الأحد 21 نيسان 2024

The post دعوة الله هي عطية ثمينة موجّهة للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في 21 نيسان 2024، يوم أحد “الراعي الصالح”، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية باليوم العالميّ الحادي والستين للصلاة على نيّة الدعوات وهو يوم أسّسه البابا بولس السادس في العام 1964، في المجمع الفاتيكاني الثاني، عندما كانت الكنيسة تخوض أزمة خطيرة في الدعوات الكهنوتية.

واليوم توسّعت هذه الصلاة على نيّة الدعوات لتصل إلى كلّ المعمَّدين ونقصد بذلك دعوة العلمانيين والمكرّسين، أي أولئك الذين يرغبون في الاستجابة لدعوة المسيح والالتزام باتباعه.

إنّ دعوة الله هي عطية ثمينة موجًّهة للجميع. ويدعو هذا اليوم العالميّ إلى التأمّل والصلاة حتى يستنير كلّ فرد بحريّته الكاملة وبمعونة الروح القدس ويكتشف دعوته الخاصة.

في هذا السياق، حثّ البابا فرنسيس كلّ الكاثوليك في الرسالة التي نشرها يوم الأحد 21 نيسان على زرع الأمل وبنيان السلام، قائلاً: “هذا اليوم هو مناسبة جميلة لأنها تذكّرنا بالامتنان الذي يجب أن نشعر به للربّ على الالتزام الأمين واليومي والذي غالبًا ما يكون متخفيًا لمن اختاروا أن تشمل الدعوة حياتهم. هذا وذكر البابا كلّ الخدام والأشخاص المكرَّسين مع آباء وأمهات العائلات.

في الختام، ذكّر الأب الأقدس بأهميّة التحلّي بشجاعة الانخراط حتى يتمكّن الجميع من “اكتشاف دعوتهم في الكنيسة وفي العالم ويصبحوا حجاج أمل وصانعي سلام: “يحمل اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات ختم السينودسية: توجد العديد من المواهب ونحن مدعوون للإصغاء إلى بعضنا البعض والسير معًا لاكتشافها وتمييز ما يدعونا إليه الروح القدس لما فيه خير للجميع”.

The post دعوة الله هي عطية ثمينة موجّهة للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا إلى قناة العربيّة: لننظر كلّنا إلى المستقبل بعيون الأطفال https://ar.zenit.org/2024/04/15/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%84%d9%86%d9%86%d8%b8%d8%b1-%d9%83%d9%84%d9%91%d9%86%d8%a7-%d8%a5/ Mon, 15 Apr 2024 09:36:15 +0000 https://ar.zenit.org/?p=72134 رسالة البابا فرنسيس إلى قناة العربيّة

The post البابا إلى قناة العربيّة: لننظر كلّنا إلى المستقبل بعيون الأطفال appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الأصدقاء الأعزّاء،

أشكركم لأنّكم أتحتُم لي الفرصة كي أوجّه إليكم هذه الرّسالة في نهاية شهر رمضان. ويا له من تزامن سعيد حَدَثَ هذه السّنة بين نهاية الشّهر الفضيل لدى المسلمين والاحتفال بعيد الفصح، أهمّ أعياد المسيحيّين.

غير أنّ هذه المناسبة البهيجة، الّتي تدفعنا إلى رفع عيوننا إلى السّماء وإلى عبادة الله “الرّحيم والضّابط الكلّ” (في عصرنا، 3)، يشوبها الحزن بسبب الدّم الّذي يسيل فوق تراب الشّرق الأوسط الذي باركه الله.

أيّها الإخوة والأخوات، رفع أبونا إبراهيم طرفه إلى السّماء لينظر إلى النّجوم. وهذا يعني أنّ نور الوجود الّذي يغلّفنا ويعانقنا من فوق، يناشدنا بأن نتغلّب على ليل الكراهية. فبحسب مشيئة الخالق، من المفروض أن تستضيء الأرض بالنّجوم، لا أن تحترق هذه الأرض وتصير دمارًا وركامًا بفعل لهيب أسلحة حارقة تُشعل السّماء!

الله هو السّلام ويريد السّلام. والمؤمنون به لا يمكنهم إلّا أن ينبذوا الحرب، لأنّها لا تحلّ الصّراعات، بل تعقّدها. الحرب، ولا أتعب من تكرار ذلك، هي دائمًا هزيمة وليست سوى هزيمة: إنّها طريق لا تؤدّي إلى هدف. لا تنفتح على المستقبل، بل تُطفئ الأمل.

أشعر بالحزن بسبب الصّراع في فلسطين وإسرائيل: ليتوقَّف إطلاق النّار فورًا في قطاع غزّة،حيث تحدث كارثة إنسانيّة؛ ولتصل المساعدات إلى السّكان الفلسطينيّين الّذين يتألّمون بقسوة؛ وليُطلق سراح الرّهائن المختطفين في تشرين الأوّل/أكتوبر! كما أفكّر في سوريا المعذّبة، ولبنان، وكلّ الشّرق الأوسط: لا ندع نيران الحقد تشتعل، ولا نسمح لرياح السّباق إلى التّسلّح المخزي بأن تزيد رقعة هذه النّيران! لا نسمح للحرب بأن تنتشر! لنوقف هيمنة الشّرّ!

أفكّر في العائلات والشّباب والعمّال والمسنّين والأطفال: أنا متأكّد أنّ في قلوبهم، وفي قلوب غالبية النّاس، رغبة كبيرة في السّلام. وأمام انتشار العنف، وبينما تنهمر الدّموع من العيون، تخرج من الأفواه كلمة واحدة:” كفى“. وأقول أيضًا ”كفى!“ للذين يتحملّون المسؤوليّات الجسام ولحكام الدّول: كفى، توقّفوا! من فضلكم، أوقفوا ضجيج السّلاح وفكّروا في الأطفال، وفي كلّ الأطفال، كما تفكّرون في أبنائكم. لننظر كلّنا إلى المستقبل بعيون الأطفال. إنّهم لا يتساءلون من هو العدو الّذي يجب تدميره، بل من هم الأصدقاء الّذين يجب اللعب معهم. إنّهم بحاجة إلى بيوت ومدارس وحدائق، وليس إلى قبور وخنادق!

أيّها الأصدقاء، أومن بأنّ الصّحاري يمكن أن تُزهر: وكما في الطّبيعة، كذلك في قلوب النّاس وفي حياة الشّعوب. في صحاري الكراهية، ستنبت براعم الأمل إن عرفنا، وفقط إن عرفنا، كيف نكبر معًا، الواحد إلى جانب الآخر؛ وإن عرفنا أن نحترم معتقدات الآخرين؛ وإن عرفنا أن نعترف بحقّ كلّ شعب في الحياة وحقّ كلّ شعب في أن تكون له دولة؛ وإن عرفنا أن نعيش بسلام دون تشويه سمعة أحد. أنا أومن بذلك وأرجوه، ومعي أيضًا المسيحيّون الّذين يعيشون في الشّرق الأوسط، وسط صعاب كثيرة: أعانقهم وأشجّعهم، وأطلب أن يكون لهم دائمًا وفي كلّ مكان الحقّ والإمكانية في أن يُعلِنوا إيمانهم بحرّيّة، هذا الإيمان الّذي ينادي بالسّلام والإخاء.

أشكركم على اهتمامكم. أحيّيكم بكلّ مودّة، وأؤكّد لكم أنّني أحمل همّ الشّرق الأوسط في قلبي. أتمنّى لكلّ واحد منكم الخير والبركة من لدن الله تعالى. شكرًا!

حاضرة الفاتيكان، 12 نيسان/أبريل 2024.

فرنسيس

 

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا إلى قناة العربيّة: لننظر كلّنا إلى المستقبل بعيون الأطفال appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا https://ar.zenit.org/2024/04/01/%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84%d9%90%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%90%d9%91%d9%86%d8%a7/ Mon, 01 Apr 2024 17:21:03 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71921 ليس ههنا بل قام

The post مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

إلى إخوتي الكهنة الأحباء والراهبات الفاضلات

وأبناء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في الإسكندرية مدينة الله العظمى وبلاد الإنتشار،

وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة ،

” سلام الله الذي يفوق كل إدراكٍ يحفظ قُلوبكم واذهانكم في المسيح يسوع “

( فيليبي ٤ : ٧ ) القائم من بين الأموات  .

” المسيح قام … إنه ليس هَهُنا ”  ( لوقا ٢٤ : ٦ )

” المسيح قام … حَقَاً قام ، ونحن بأجمعنا شهود على ذلك  ” ( اعمال الرُسُل ٢ : ٣٢ ).

هذه التحية ، تحية هذا الصباح ، تحية عيد الفصح المجيد التي نتبادلها معاً عبر العصور جعلتنا نعيش حدث القيامة، سر الإيمان المسيحي القويم  .

الشموع التي  أضاءت كنائسنا هذا اليوم ، ترمز لنور المسيح الذي ينير الإنسانية قاهراً الموت وظلمة الخطيئة والشر. واليوم تدوي بقوة كلمات ملاك الرب إلى النسوة اللواتي كنّٓ يبحثن عن جسد المسيح داخل القبر. وإذ كن خائفات ونكَّسنَ وجوههن إلى الأرض، إذا برجلين قد وقفا عندهن بلباسٍ  براق وقالا لهنَّ : لماذا تطلبن الحي بين الأموات . إنه ليس ههنا لكنه قد قام ( لوقا ٢٤ : ٤ – ٦ ) . ومنذ ذاك الصباح تدوي هذه الكلمات في المعمورة كلها كإعلان فرح لم يتغيَر على مر القرون ، لا بل بقي مشحوناً بمعان جديدة.

” إنه ليس ههنا لكنه قد قام ” ( لوقا ٢٤ : ٦ ) . قام المسيح من بين الأموات. ولم يبقى سجين الموت. والقبر عاجز عن احتواء ” الحي ” الذي هو مصدر الحياة وينبوعها بالذات. ومثلما كان يونان في بطن الحوت كذلك يكون ابن البشر في قلب الأرض في يوم السبت. لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً كما كتب الإنجيلي يوحنا مضيفاً أن ابن البشر هو رب السبت أيضاً وقد أتمَّ عمل الخلق رافعاً الإنسان والكون إلى حرية مجد أبناء الله . وبعد هذا العمل الخلاصي الإلهي ، الذي لا سيستطيع الإنسان فهمه بتفكيره البشري ، قام المسيح من بين الأموات . ولهذا يعلن الملائكة اليوم : ”  أنه ليس ههنا لكنه قد قام ” . لقد سار السيد المسيح على أرض البشر وأنهى مسيرته في القبر شأن الجميع لكنه قهر الموت بالموت ، وبطريقة جديدة ، قهر الموت بواسطة المحبة . بالمحبّة وبالمحبة فقط فتح الأرض وشرَّعها نحو السماء.

يسوع شمس العدالة:

لقد أجاد القديس أوغسطينوس في تأمّله بعيد القيامة في إحدى عظاته: “أفراح يوم الفصح سببها قيامة الموتى، وولادة الذين اقتبلوا العماد ولادة جديدة. إنّ جمال هذا اليوم يفوق بكثير جمال باقي أيام السنة، لأنّ قيامة الحَمَل تُلقي عليه نوراً خارقاً للعادة. في هذا اليوم ترتفع شمس العدالة، أي المسيح في السماوات، بعد أن أعلن عن هذا الخبر المفرح لنفوس القديسين، وأخرج معه أجسادهم من جوف الأرض. إنّ أورشليم السماوية هي أشبه بمجموعة كواكب روحية، لمعت لمعاناً جديداً، عندما عاد هؤلاء الموتى إلى الحياة، ودخلوا داخل جدرانها. والكنيسة تبدو مشرقةً لأنّ جميع الذين وُلدوا بالنعمة ينشرون عليها نوراً حيّاً. والموتى القائمون من الموت كانوا شهوداً على قيامة شمس العدالة، كالذين تقبّلوا العماد بالماء والروح القدس. فلنضرب على القيثارة مع داود النبي ، ولنرتّل معاً: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح فيه ونبتهج”.

في الرجاء نِلْنا الخلاص ( بولس إلى أهل رومة ٨ : ٢٤ ):

إن قيامة المسيح، بفضل العماد الذي يجمعنا به، حررتنا من شريعة الموت والخطيئة ( بولس إلى أهل رومة ٧ : ٢ ) ، وبقيامتنا ” نشاركه في مجده أيضاً ” ( بولس إلى أهل رومة ٨ : ١٧ ) . إن نبؤة  النبي حزقيال ليوم فصح الرب   : ” هكذا قال السيد الرب، هآءنذا أفتح قبوركم وأُصعِدَكم من قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلى أرض الخلاص  ” ، هذه النبؤة تعني أن  وعد الخالق يكتمل اليوم ، حتى في زماننا الحاضر المطبوع بالخوف والقلق، لنعيش حدث القيامة الذي بدَّل الحياة وتاريخ البشرية.

اليوم ، الفقراء والمرضى والمتألمون والمضطهدون والمشردون واللاجئون ينتظرون الرجاء الحقيقي من المسيح القائم من بين الأموات  .

فليحمل الرجاء معه روح القائم من بين الأموات الأمن والراحة إلى العالم وخاصةً إلى بلاد الشرق الأوسط التي  تتوق إلى المصالحة والعدالة والنمو. وليَسُدِ فيها السلام حيث العنف يحصد ضحايا كثيرة .

ليحمل السلام للمتورطين في النزاعات والحروب في روسا وأوكرانيا ، وكاراباخ  ارتساخ ، والأراضي المقدسة وبصورةٍ خاصة غزّة المتألمة ،

نرفع اليوم صلواتنا بإيمان وحرارة وثقة ليدعو القائم من بين الاموات الجميع إلى حوار صبور ومستديم يزيل العوائق القديمة والجديدة وإلى تحاشي مشاعر الانتقام ، وإلى تربية الأجيال الناشئة على الاحترام المتبادل ، والعيش المشترك .

وليُحرِّك روح القائم من بين الأموات حيوية جديدة في التزام البلدان العظمى لتحسين الأوضاع الحياتية لملايين المواطنين ، وترسيخ دعائم المؤسسات الإنسانية  ضمن روح الوفاق والتضامن البنَّاء. ويزرع في نفوس المسؤولين عن الأمم والمنظمات الدولية الإرادة في تحقيق تعايش سلمي بين مختلف الأعراق والثقافات والديانات وإبعاد تهديد الحروب والعنف والإرهاب.

إخوتي الأحباء ،

لينشر الرب يسوع ، القائم من بين الأموات في كل مكان قوة الحياة والسلام والحرية. إن كلمات الملاك في صباح الفصح للنسوة الخائفات موجَّهة اليوم للجميع :” لا تخفنَ أنتن! … ” إنه ليس ههنا فإنه قد قام كما قال ” ( متى ٢٨ : ٥ ) .

المسيح قام من بين الأموات وبقيامته وهبنا السلام . إنه سلامنا. ولهذا الحدث العظيم بالذات ، تردد الكنيسة : المسيح قام ! فعلينا أن لا نخاف من فتح القلوب على المسيح لأن إنجيله يملأ العطش إلى السلام والسعادة الكامنتين في كل قلب بشري.

المسيح حيٌ الآن ويسير معنا كما وعدنا وقال : ” هاءَنذا معَكم طَوالَ الأيام إلى نهاية  العالم ” ( متى ٢٨ : ٢٠ ) .

المسيح قام … حَقَاً  قام

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

The post مات المسيح من أجلِنا وقام من أجل برِّنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا إلى الكاثوليك في الأراضي المقدسة: أنتم لستم وحدكم ولن نترككم وحدكم https://ar.zenit.org/2024/03/28/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%ab%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%83-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af/ Thu, 28 Mar 2024 05:28:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71837 رسالة البابا إلى المؤمنين الكاثوليك في الأرض المقدّسة

The post البابا إلى الكاثوليك في الأراضي المقدسة: أنتم لستم وحدكم ولن نترككم وحدكم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

الإخوة والأخوات الأعزّاء،

أفكّر فيكم منذ زمن، وأصلّي من أجلكم كلّ يوم. والآن، في عشيّة عيد القيامة المجيدة، المليء لكم بالآلام الكثيرة ونور القيامة ضئيل، أشعر بالحاجة إلى أن أكتب إليكم لأقول لكم إنّني أحملكم في قلبي. أنا قريبٌ منكم جميعًا، في طقوسكم المختلفة، أيّها المؤمنون الكاثوليك الأعزّاء المنتشرون في جميع أنحاء الأرض المقدّسة: ولا سيّما الّذين يُعانون، في هذه الظّروف الصّعبة، بشكل مؤلِم جدًّا من مأساة الحرب الهوجاء، والأطفال الّذين حُرِموا المستقبل، والّذين يبكون ويتألّمون، والّذين يعيشون في القلق والضّياع.

الفصح، قلب إيماننا، له معنى أبلغ لكم، أنتم الّذين تحتفلون به في الأماكن الّتي عاش فيها الرّبّ يسوع ومات وقام من بين الأموات. من دون الأرض الّتي تسكنونها منذ قرون، وحيث تريدون أن تبقوا، وهو صواب أن تبقوا، لا يوجد تاريخ خلاص ولا جغرافيّة خلاص. شكرًا على شهادتكم للإيمان، وشكرًا للمحبّة فيما بينكم، وشكرًا لأنّكم تتمسّكون بالرّجاء رغم ضياع كلّ رجاء.

أريد أن يشعر كلّ واحد منكم بمحبّتي كأب، يعرف آلامكم ومصاعبكم، وخاصّة تلك الّتي واجهتموها في الأشهر الأخيرة. ومع محبّتي، أريد أن تشعروا بمودّة جميع الكاثوليك في العالم! أسأل الرّبّ يسوع، الّذي هو حياتنا، أن يسكب، على جراحكم في النّفس والجسد، مثل السّامري الرّحيم، زيت التّعزية وخمر الرّجاء.

أفكّر فيكم، وأتذكّر الحَجّ الذي قمت بِه بينكم منذ عشر سنوات، وأُردّد كلمات القدّيس البابا بولس السّادس، أوّل خليفة لبطرس حَجَّ إلى الأرض المقدّسة، الّتي وجّهها إلى جميع المؤمنين قبل خمسين سنة: “استمرار حالة التّوتّر في الشّرق الأوسط، دون اتّخاذ خطوات حاسمة نحو السّلام، يشكّل خطرًا جسيمًا ومستمرًّا، لا يهدّد فقط هدوء وأمن السّكّان هناك- وسلام العالم أجمع – بل أيضًا بعض القِيَم العزيزة جدًّا لعدة أسباب على جزء كبير من الإنسانيّة” (الإرشاد الرّسولي، Nobis in Animo).

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لم تكن الجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة، وعلى مَرِّ القرون، حارسة لأماكن الخلاص فقط، بل شهدت باستمرار، بآلامها، لسِرِّ آلام الرّبّ يسوع. وبقدرتها على النّهوض والاستمرار، أعلنت ولا تزال تُعلن أنّ المصلوب قام من بين الأموات، وأنّه ظهر للتّلاميذ وهو يحمل علامات الآلام، وصعد إلى السّماء، وحمل إلى الآب بشريّتنا المعذّبة الّتي فداها. في هذه الأوقات المظلمة، التي فيها يبدو أنّ ظلام الجمعة العظيمة يُغَطّي أرضكم وأنحاء كثيرة جدًّا من العالم الّتي شوّهها جنون الحرب الّتي لا فائدة منها، والّتي هي دائمًا وللجميع هزيمة دمويّة، أنتم شعلة مضاءة في الليل، أنتم بذور صلاح في أرض مزّقتها الصّراعات.

أصلّي من أجلكم ومعكم: ”يا ربّ، أنت الّذي هو سلامنا (راجع أفسس 2، 14-22)، وأنت الّذي قُلت: طوبى للسّاعين إلى السّلام (راجع متّى 5، 9)، حرّر قلب الإنسان من الكراهية ومن العنف والانتقام. نحن ننظر إليك ونتبعك، أنت الّذي تغفر، وأنت الوديع ومتواضع القلب (راجع متّى 11، 29). لا تدع أحدًا يسلب الرّجاء من قلبنا فننهض ونقوم معك من جديد، ولا تجعلنا نتعب من التّأكيد على كرامة كلّ إنسان، دون تمييز في الدّين أو العِرق أو الجنسيّة، بدءًا من الأضعفين: من النّساء، والكبار المتقدّمين في السّن، والصّغار، والفقراء“.

أيّها الإخوة والأخوات، أريد أن أقول لكم: أنتم لستم وحدكم ولن نترككم وحدكم، بل سنبقى متضامنين معكم بالصّلاة وبمحبّة ناشطة، وأتمنّى أن أتمكّن من أن أرجع إليكم قريبًا حاجًّا، لكي أنظر إلى عيونكم وأعانقكم، ولكي نكسر خبز الأخوّة معًا ونتأمّل في براعم الرّجاء التي نمت من البذار الّتي نثرتموها في الألم ونَمَّوْتُموها في الصَّبر.

أعلَم أنّ رُعاتكم، والرّهبان والرّاهبات، قريبون منكم: أشكرهم من قلبي على ما عملوا وما زالوا يعملون. ليَزْدَدْ ويسطَعْ، في بوتقة الألم، ذهب الوَحدة مع الإخوة والأخوات في الجماعات المسيحيّة الأخرى، الّذين أريد أيضًا أن أؤكّد لهم على قُربي الرّوحيّ، وأن أعبِّر لهم عن تشجيعي. أحملكم جميعًا في صلاتي.

أبارككم وأسأل من أجلكم حماية سيّدتنا مريم العذراء، ابنة أرضكم. وأجدّد دعوتي إلى جميع المسيحيّين في العالم ليُظهِروا دعمهم لكم بالعمل، وليُصَلُّوا لكم دون كلل، لكي يَنعَم أخيرًا جميع سكان أرضكم العزيزة بالسّلام.

مع تحيّتي الأخويّة،

 

روما، بازيليكا القدّيس يوحنّا في اللاتران، الأسبوع المقدّس 2024.

فرنسيس

 

 

  ***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا إلى الكاثوليك في الأراضي المقدسة: أنتم لستم وحدكم ولن نترككم وحدكم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: حبّ المسيح غير مشروط بأخطائك أو بسقطاتك https://ar.zenit.org/2024/03/26/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%ad%d8%a8%d9%91-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b7-%d8%a8%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%83-%d8%a3%d9%88/ Tue, 26 Mar 2024 06:45:48 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71805 النصّ الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس إلى الشّبيبة
في الذّكرى الخامسة للإرشاد الرّسوليّ المسيح يحيا

The post البابا: حبّ المسيح غير مشروط بأخطائك أو بسقطاتك appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الشّباب الأعزّاء!

المسيح يحيا ويريدكم أحياء! إنّه يقين يملأ قلبي دائمًا بالفرح، وهو ما يدفعني إلى أن أكتب إليكم هذه الرّسالة الآن، خمس سنوات بعد نشر الإرشاد الرّسوليّ ”المسيح يحيا“، ثمرةً للجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة الذي كان موضوعه ”الشّبيبة والإيمان وتمييز الدّعوة“.

أودّ أوّلًا أن يكون كلامي باعثًا على إحياء الرّجاء فيكم. في الواقع، في السّياق الدّوليّ الحاليّ، الذي يتسّم بالصّراعات الكثيرة والآلام الكثيرة، أستطيع أن أتخيّل أنّ العديد منكم يشعرون بالإحباط. لذلك أريد أن أنطلق معكم من جديد مع هذا النّداء الذي هو أساس الرّجاء لنا وللبشريّة جمعاء: ”المسيح يحيا!“.

أقول هذا لكلّ واحد منكم بصورة خاصّة: المسيح يحيا ويحبّك إلى ما لا نهاية. وحبّه لك غير مشروط بسقطاتك أو أخطائك. هو الذي بذل حياته من أجلك، لا ينتظر أن تكون كاملًا حتّى يحبّك. أُنظر إلى ذراعَيه المفتوحَتَين على الصّليب و”اقبل منه الخلاص مرارًا وتكرارًا” [1]، وسرّ معه مثل الصّديق، واقبله في حياتك ودعه يشاركك أفراحك وآمالك، وآلام وقلق شبابك. سترى أنّ طريقك سيمتلئ بالنّور، وأنّ أثقل الأحمال أيضًا ستصير أقلّ ثقلًا، لأنّه سيكون هو معك ليحملها معك. لهذا السّبب، ابتَهِل كلّ يوم إلى الرّوح القدس الذي “يُدخِلُك أكثر فأكثر في قلب المسيح كي تزداد امتلاءً بمحبّته ونوره وقوّته” [2].

كم أتمنّى أن يصل هذا النّداء إلى كلّ واحد منكم، وأن يراه كلّ واحد بصورة حيّة وحقيقيّة في حياته ويشعر بالرّغبة في مشاركته مع أصدقائه! نَعم، لأنّكم تحملون هذه الرّسالة الكبرى: الشّهادة أمام الجميع للفرح الذي يولد من الصّداقة مع المسيح.

في بداية حبريتي، خلال اليوم العالميّ للشّبيبة في ريو دي جانيرو، قلت لكم بقوّة: ”تحرّكوا. أشعروا بأنّكم موجودون!“. واليوم أطلب منكم ذلك مرّة أخرى: أشعروا بأنّكم موجودون، اصرخوا ونادوا بهذه الحقيقة، ليس بقوّة صوتكم بل بحياتكم وقلبكم: المسيح يحيا! لكي تُدفع الكنيسة كلّها إلى أن تقوم من جديد، وتنطلق دائمًا من جديد في مسيرتها، وتحمل بشارتها إلى العالم أجمع.

في 14 نيسان/أبريل المقبل، ستكون ذكرى مرور 40 سنة بعد أوّل تجمّع كبير للشبيبة، الذي كان في إطار سنة الفداء المقدّسة، والذي كان بداية لأيام الشّبيبة العالميّة في المستقبل. وفي نهاية تلك السّنة اليوبيلية، في سنة 1984، قام القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني بتسليم الصّليب للشبيبة لكي يحملوه في جميع أنحاء العالم كعلامة وتذكير بأنّ الخلاص والفداء هو فقط في يسوع الذي مات وقام من بين الأموات. وكما تَعلَمون جيّدًا، إنّه صليب خشبيّ بدون المصلوب، لكي يذكّرنا بأنّنا نحتفل أوّلًا بانتصار القيامة، وبانتصار الحياة على الموت، ولنقول للجميع: “لِماذا تَبحَثون عنِ الحَيِّ بَينَ الأَموات؟ إِنَّه لَيسَ هٰهُنا، إنّه قام” (لوقا 24، 5 – 6). وأنتم، تأمّلوا في يسوع هكذا: حيًّا يفيض فرحًا، ومنتصرًا على الموت، وصديقًا يحبّكم ويريد أن يحيا فيكم [3].

بهذه الطّريقة فقط، في نور حضوره، ستكون ذكرى الماضيّ مثمرة وستكون لكم الشّجاعة لتعيشوا الحاضر وتواجهوا المستقبل بالرّجاء. سيكون بمقدوركم أن تلتزموا بحرّيّة بتاريخ عائلاتكم، وأجدادكم، وآبائكم، والتّقاليد الدّينيّة لبلدانكم، لتكونوا بدوركم بناة الغد، و”صانعيّ“ المستقبل.

الإرشاد الرّسوليّ ”المسيح يحيا“ هو ثمرة كنيسة تريد أن تسير معًا، وبالتّالي تصغي وتتحاور وتميِّز باستمرار إرادة الرّبّ يسوع. لهذا السّبب، منذ أكثر من خمس سنوات، في ضوء سينودس الشّبيبة، طُلب من العديد منكم، من مختلف أنحاء العالم، أن يشاركوا توقعاتهم ورغباتهم. جاء مئات الشّباب إلى روما وعملوا معًا لعدة أيام، وجمَّعوا الأفكار التي تمّ اقتراحها: وبفضل عملهم، تمكّن الأساقفة من معرفة وتعميق رؤيّة أوسع وأعمق للعالم والكنيسة. لقد كانت ”خبرة سينوديّة“ حقيقيّة، أتت بثمار كثيرة وأعدّت الطّريق أيضًا لسينودس جديد، وهو السّينودس الذي نعيشه الآن، في هذه السّنوات، في موضوع السّينوديّة. وكما نقرأ في الوثيقة الختاميّة لسنة 2018، “فإنّ مشاركة الشّباب ساهمت في ”ترسيخ“ السّينوديّة، التي هي ”بعد تأسيسيّ للكنيسة“” [4]. والآن، في هذه المرحلة الجديدة من مسيرتنا الكنسيّة، نحتاج إلى إبداعكم أكثر من أيّ وقت مضى لاستكشاف طرق جديدة، وأمينة دائمًا لجذورنا.

أيّها الشّباب الأعزّاء، أنتم الرّجاء الحيّ لكنيسة تتقدّم وتسير! ولهذا أشكركم على حضوركم ومساهمتكم في حياة جسد المسيح. ومن فضلكم: لا تجعلونا ننسى أبدًا ضجيجكم الحيّ، واندفاعكم مثل محرّك لامع سريع، وطريقة عيشكم الخاصّة بكم وإعلان فرح يسوع القائم من بين الأموات! لهذا أصلّي، وأنتم أيضًا، من فضلكم، صلّوا من أجلي.

روما، بازيليكا القدّيس يوحنّا في اللاتران، 25 آذار/مارس 2024، الإثنين المقدّس.

فرنسيس

  ***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

 


[1] الإرشاد الرّسوليّ ما بعد السّينودس، المسيح يحيا، رقم 123.

[2]  المرجع نفسه، رقم 130.

[3]راجع المرجع نفسه، رقم 126.

[4]سينودس الأساقفة، الجمعيّة العامّة العاديّة الخامسة عشرة. الشّبيبة والإيمان وتمييز الدّعوة. الوثيقة الختاميّة، 121.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: حبّ المسيح غير مشروط بأخطائك أو بسقطاتك appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
نداء البابا: فلننهض ولننطلق حجّاجاً للرّجاء https://ar.zenit.org/2024/03/20/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81%d9%84%d9%86%d9%86%d9%87%d8%b6-%d9%88%d9%84%d9%86%d9%86%d8%b7%d9%84%d9%82-%d8%ad%d8%ac%d9%91%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d9%84/ Wed, 20 Mar 2024 06:37:37 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71715 النصّ الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس
في اليوم العالمي الحادي والسّتين للصّلاة من أجل الدّعوات - 21 نيسان 2024

The post نداء البابا: فلننهض ولننطلق حجّاجاً للرّجاء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

”مدعُوُّون لتزرعوا الأمل وتبنوا السّلام“

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

يدعونا اليوم العالمي للصّلاة من أجل الدّعوات، في كلّ سنة، إلى التّأمّل في عطيّة الدّعوة الثّمينة التي يعطيها الله لكلّ واحد منّا، نحن شعبه الذي يسير، حتّى نتمكّن من المشاركة في مشروع حبِّه، ولنجسِّدَ جمال الإنجيل في حالات الحياة المختلفة. الإصغاء إلى دعوة الله ليس واجبًا مفروضًا علينا من الخارج، وليست الدّعوة مثالًا دينيًّا ننظر إليه، بل هي الطّريقة الآمنة التي نُشبِعُ بها الرّغبة في السّعادة التي نحملها في داخلنا: تتحقّق حياتنا وتكتمل عندما نكتشف مَن نحن، وما هي صفاتنا، وفي أيّ مجال يمكننا أن نستثمرها، وما هي الطّريق الذي يمكننا أن نسلكه لنصير علامةً وأداةً للمحبّة والتّرحيب والجمال والسّلام في كلّ بيئة نعيش فيها.

هذا اليوم هو إذًا فرصة جميلة لنتذكّر شاكرين أمام الله الالتزام الأمين واليومي، وقد يكون أحيانًا خفيًّا، للذين اعتنقوا دعوة تشمل حياتهم بأكملها. أفكِّر في الأمهات والآباء الذين لا ينظرون أوّلًا إلى أنفسهم ولا يتبعون أسلوب حياة سطحيّ، بل يبنون حياتهم على الاهتمام بالعلاقات، بمحبّة ومجانيّة، وينفتحون على هبة الحياة، ويضعون أنفسهم في خدمة الأبناء وتنشئتهم. وأفكِّر في الذين يقومون بعملهم بروح التّفاني والتّعاون، وفي الذين يلتزمون، في مجالات وبطرق مختلفة، لبناء عالم أكثر عدلًا، واقتصاد فيه تضامن أكثر، وفي سياسة أكثر إنصافًا، ومجتمع أكثر إنسانيّة. أفكِّر في جميع الرّجال والنّساء ذوي النّوايا الطّيّبة الذين يكرّسون أنفسهم للصّالح العام. أفكر في الأشخاص المكرَّسين الذين يقدّمون حياتهم لله في صلاة صامتة أو في العمل الرّسوليّ، وأحيانًا في أماكنَ على الحدود، ولا يدَّخرون طاقاتهم، ويتقدّمون بمواهبهم الخلّاقة ويضعونها في خدمة كلّ من يلتقونهم. وأفكِّر في الذين لَبَّوا الدّعوة إلى الكهنوت، وكرّسوا أنفسهم لإعلان الإنجيل، و”كسروا“ حياتهم مع خبز الإفخارستيا، من أجل إخوتهم، فزرعوا فيهم الأمل وأظهروا للجميع جمال ملكوت الله.

وللشّباب، وخاصّة للذين يشعرون بالبعد أو بعدم الثّقة تجاه الكنيسة، أريد أن أقول: اتركوا يسوع يجتذبكم، اطرحوا عليه أسئلتكم المهمّة، ومن خلال صفحات الإنجيل، اسمحوا لأنفسكم بأن يثير يسوع فيكم القلق، الذي يثير فيكم أزمة مفيدة. ويسوع يحترم حريتكم أكثر من كلّ موجود، فهو لا يفرض نفسه بل يقدِّم نفسه لكم: اتركوا له مكانًا في نفوسكم، وستجدون سعادتكم في اتّباعه، حتّى إذا طلب منكم أن تبذلوا حياتكم كلّها له.

 

شعب يسير

إن تنسيق المواهب والدّعوات، التي تعترف بها الجماعة المسيحيّة وترافقها، يساعدنا على فهم هويتنا فهمًا كاملًا كمسيحيّين: نحن شعب الله الذي يسير في طرقات العالم، يحرّكه الرّوح القدس، ونحن الحجارة الحيّة في جسد المسيح. كلّ واحد منا يكتشف نفسه أنّه عضو في عائلة كبرى، ابنًا للآب، وأخًا أو أختًا لكلّ إخوته وأخواته. لسنا جزرًا منغلقة على أنفسنا، بل نحن جزء من كلّ. لهذا، يحمل هذا اليوم العالميّ للصّلاة من أجل الدّعوات طابع السّينوديّة: المواهب كثيرة، وكلّنا مدعوّون إلى الإصغاء بعضنا إلى بعض، وإلى السّير معًا لنكتشف هذه المواهب ونعرف إلى أيّ منها يدعونا الرّوح من أجل خير الجميع.

وفي اللحظة التاريخيّة الحاليّة، تقودنا مسيرتنا المشتركة إلى سنة اليوبيل 2025. نحن نسير، حجَّاجًا نحمل الرّجاء، نحو السّنة المقدّسة، وإذا ما اكتشفنا دعوتنا وارتبطنا بمواهب الرّوح المختلفة، أمكننا أن نكون في العالم حاملين لحلم يسوع وشهودًا له، فنُكَوِّنَ عائلة واحدة، يوحِّدُها حبّ الله، ويشدِّدها رباط المحبّة والمشاركة والأُخُوَّة.

هذا اليوم مخصَّص للصّلاة لنطلب من الآب عطيّة الدّعوات المقدّسة لبناء ملكوته: “اسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه” (لوقا 10، 2). والصّلاة، كما نعلَم، هي إصغاء إلى الله أكثر منها كلام منّا إليه. الله يكلِّم قلوبنا ويريد أن يجدها منفتحة وصادقة وسخيّة. كلمته صار جسدًا في يسوع المسيح، الذي يكشف لنا مشيئة الآب ويبلِّغنا إياها. في هذه السّنة 2024، المخصّصة للصّلاة استعدادًا لليوبيل، نحن مدعُوُّون إلى اكتشاف هذه الهبة التي لا تُثَمَّن، والتي هي القدرة على الحوار مع الله، حوارًا من القلب إلى القلب، فنصير حجّاجًا للرّجاء، لأنّ “الصّلاة هي أوّل قوّة تسند الرّجاء. صَلّوا والرّجاء ينمو، وَتقدَّموا. أودّ أن أقول إنّ الصّلاة تفتح باب الرّجاء. الرّجاء موجود، ولكن بصلاتي أفتح له الباب” (التّعليم المسيحيّ، 20 أيّار/مايو 2020).

 

حجَّاج يحملون الرّجاء ويبنون السّلام

ولكن ماذا يعني أن تكون حاجًّا؟ من يقوم بالحجّ يسعى أوّلًا لأن يحدد لنفسه الهدف، ويحمله دائمًا في قلبه وعقله. ولكن في الوقت نفسه، للوصول إلى الهدف، لا بدّ من التّركيز على الحاضر، حتّى تعرف ماذا يجب أن تترك، وما هي الأثقال غير الضّروريّة التي يجب أن تتخلَّص منها، فتحمل الأساسيّات، وتجاهد كلّ يوم حتّى لا يغلبك ويوقفك عن المسير التّعب ولا الخوف أو عدم اليقين أو الظّلام. أن تكون حاجًّا يعني أن تنطلق كلّ يوم، وأن تبدأ من جديد كلّ يوم، وأن تجد كلّ يوم الاندفاع نفسه، والقوّة نفسها، لاجتياز مختلف مراحل الرّحلة التي تفتح أمامنا كلّ يوم، على الرّغم من التّعب والصّعوبات، آفاقًا جديدة ومشاهد مجهولة.

معنى الحجّ المسيحيّ هو هذا: نحن نسير في رحلة لاكتشاف حبّ الله، وفي الوقت نفسه، لاكتشاف أنفسنا، من خلال رحلة داخليّة، تحفِّزُها دائمًا علاقات كثيرة. إذًا، نحن حجّاج لأنّنا مدعُوُّون: مدعُوُّون إلى محبّة الله ومحبّة بعضنا البعض. ولهذا فإنَّ مسيرتنا على هذه الأرض لا تؤدّي أبدًا إلى تعب لا غاية له، أو إلى متاهة بلا هدف. على العكس، نستجيب لدعوتنا، فنسعى لاتخاذ الخطوات الممكنة نحو عالم جديد، حيث نعيش في سلام وعدل ومحبّة. نحن حجّاج الرّجاء لأنّنا نتوجَّه إلى مستقبل أفضل ونلتزم ببنائه ونحن نسير.

هذا هو، أخيرًا، الهدف لكلّ دعوة: أن نصير رجالًا ونساء نحمل الرّجاء. نحن جميعًا، أفرادًا وجماعات، في مختلف المواهب والخدمات، مدعُوُّون إلى تحقيق رجاء الإنجيل وجعله القلب في عالم مليء بالتحدِّيات التاريخيّة: التّهديد بحرب عالميّة ثالثة تدريجيّة، وجموع المهاجرين الذين يهربون من أراضيهم بحثًا عن مستقبل أفضل، والزيادة المستمرّة في عدد الفقراء، وخطر الإضرار بسلامة كوكبنا بشكل لا رجعة فيه. وإلى كلّ هذا نضيف الصّعوبات التي نواجهها في كلّ يوم، والتي قد تدفعنا أحيانًا إلى الاستسلام أو الانهزاميّة.

في عصرنا هذا، من المهمّ بالنّسبة لنا نحن المسيحيّين أن ننَمِّيَ في أنفسنا نظرة مليئة بالرّجاء، لكي نتمكّن من العمل بشكل مثمر، ونستجيب للدّعوة الموكولة إلينا، في خدمة ملكوت الله، ملكوت المحبّة، والعدل، والسّلام. ويقول لنا القدّيس بولس إنّ هذا الرّجاء “لا يُخَيِّبُ” (رومة 5، 5)، لأنّه الوعد الذي وعدنا به الرّبّ يسوع بأن يبقى معنا دائمًا وأن يُشرِكَنا في عمل الفداء الذي يريد أن يحقّقه في قلب كلّ إنسان وفي ”قلب“ الخليقة. وهذا الرّجاء يجد قوته الدّافعة في قيامة المسيح، التي “تحتوي على قوّة الحياة التي اخترقت العالم. وحيث يبدو أنّ كلّ شيء قد مات، تعود وتظهر براعم القيامة في كلّ مكان. إنّها قوّة لا مثيل لها. صحيح أنّه يبدو في كثير من الأحيان أنّ الله غير موجود: حين نرى الظّلم والشّرّ واللامبالاة والقسوة المستمرّة. ولكن من المؤكّد أيضًا أنّه في وسط الظّلام يبدأ يزهر شيء جديد، سيثمر عاجلًا أم آجلًا” (الإرشاد الرّسوليّ، فرح الإنجيل، 276). مرّة أخرى يقول الرّسول بولس إنّنا “في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص” (رومة 8، 24). إنّ الفداء الذي تمّ تحقيقه في يوم الفصح يمنح الرّجاء، رجاء أكيدًا وموثوقًا، يمكننا به مواجهة تحديّات الحاضر.

أن نكون حجَّاجَ رجاء وبناة سلام يعني إذًا أن نؤسّس حياتنا على صخرة قيامة المسيح، عالمين أنّ كلّ التزام نقوم به، في الدّعوة التي قبلناها وما زلنا نعيشها، ليست عبثًا. وعلى الرّغم من الإخفاقات والانتكاسات، فإنّ الخير الذي نزرعه ينمو بصمت، ولا شيء يمكن أن يفصلنا عن الهدف النّهائي: اللقاء مع المسيح وفرح العيش في الأخُوّة بيننا إلى الأبد. علينا أن نستبق هذه الدّعوة الأخيرة كلّ يوم: إنّ علاقة المحبّة مع الله ومع الإخوة تبدأ منذ الآن بتحقيق حلم الله، حلم الوِحدة والسّلام والأخوّة. لا ينبغي لأحد أن يشعر بأنّه مُستَبعَدٌ من هذه الدّعوة! كلّ واحد منّا، مهما كان صغيرًا، مهما كان وضع حياته، يمكنه أن يكون، بمساعدة الرّوح القدس، زارع رجاء وسلام.

 

الشّجاعة للمجازفة

من أجل كلّ هذا أقول مرّة أخرى، كما في اليوم العالميّ للشّباب في لشبونة: ”قوموا! – استيقظوا!“. لنستيقظ من النّوم، ولنخرج من اللامبالاة، ولنكسر قضبان السّجن الذي حبسنا أنفسنا فيه أحيانًا، حتّى يتمكّن كلّ واحد منّا من اكتشاف دعوته في الكنيسة وفي العالم، ويصير حاجًّا يحمل الرّجاء ويبني السّلام. لنكن شغوفين بالحياة ولنُلزِمْ أنفسنا برعاية من حولنا بمحبّة، ورعاية البيئة التي نعيش فيها. أكرّر: تشجّعوا وغامروا. الأب أوريستي بنتسي (Don Oreste Benzi) رسول المحبّة الذي لا يكلّ، والذي يقف دائمًا إلى جانب الأقلّ حظًا والذين لا حامي لهم، كان يقول: لا يوجد أحد فقيرًا لدرجة أنّه لا يملك شيئًا يعطيه، ولا يوجد أحد غنيًّا لدرجة أنّه لا يحتاج إلى شيء من غيره.

فلننهض إذًا، وننطلق حجَّاجًا للرّجاء. لأنّه، كما فعلت مريم مع القدّيسة أليصابات، يمكننا نحن أيضًا أن نحمل بشارة فرح، ونولِّد حياة جديدة، ونكون صانعيّ أخُوَّة وسلام.

 

 روما، بازيليكا القدّيس يوحنا في اللاتران، 21 نيسان/أبريل 2024، الأحد الرابع للفصح.

    

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post نداء البابا: فلننهض ولننطلق حجّاجاً للرّجاء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الفرح ينمو بقدر ما نشاركه مع غيرنا https://ar.zenit.org/2024/03/04/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%ad-%d9%8a%d9%86%d9%85%d9%88-%d8%a8%d9%82%d8%af%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%86%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83%d9%87-%d9%85%d8%b9-%d8%ba%d9%8a%d8%b1%d9%86%d8%a7/ Mon, 04 Mar 2024 07:20:08 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71491 النصّ الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس
في مناسبة اليوم العالمي الأوّل للأطفال - 25-26 أيّار 2024

The post الفرح ينمو بقدر ما نشاركه مع غيرنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الأطفال الأعزّاء،

يقترب يومكم العالميّ الأوّل: سيكون في روما يومَيّ 25 و26 أيّار/مايو القادم. ولهذا السّبب فكّرت في أن أرسل إليكم رسالة، وأنا سعيد لأنّكم ستتسلّمونها. وأشكر كلّ الذين سيعملون على إيصالها إليكم.

أوّلًا، أوجّهها إلى كلّ واحد منكم شخصيًّا، إليكِ، أيّتها الطّفلة الصّغيرة، وإليكَ، أيّها الطّفل الصّغير، لأنّك “كريمٌ” في عينَيَّ الله (أشعيا 43، 4)، كما يُعَلِّمُنا الكتاب المقدس وكما بَيَّنَ لنا ذلك يسوع مرارًا كثيرة.

وفي الوقت نفسه أوجّه هذه الرّسالة إلى جميعكم، لأنّكم جميعًا مهمّون، ولأنّكم معًا، القريبون والبعيدون، تُظهرون رغبة كلّ واحد منّا في النّمو والتّجدّد. وتذكّروننا بأنّنا جميعًا أبناءٌ وإخوة، وبأنّه لا يمكن لأحد أن يوجد بدون أن يأتي به أحدٌ إلى العالم، ولا يمكن أن ينمو بدون أن يكون له أناس يحبّهم وهم يحبّونه (راجع رسالة بابويّة عامّة، كلّنا إخوة، 95).

وهكذا أنتم جميعًا، أيّها الأطفال، أنتم فرح والديكم وعائلاتكم، وفرح الإنسانيّة والكنيسة أيضًا، حيث كلّ واحد منكم هو حلقة في سلسلة طويلة جدًّا، تمتد من الماضيّ إلى المستقبل وتغطي الأرض كلّها. لهذا السّبب أنصحكم بأن تصغوا دائمًا بانتباه إلى قصص الكبار: إلى قصص أمهاتكم وآبائكم وأجدادكم وأجداد أجدادكم! وفي الوقت نفسه، لا تنسوا الأطفال مثلكم الذين لا يزالوا صغيرين جدًّا، ويجدون أنفسهم يكافحون الأمراض والصّعاب، في المستشفى أو في البيت، أو هم ضحيّة الحرب والعنف، أو يتألّمون من الجوع والعطش، أو يعيشون في الشّوارع، أو هم مجبرون على أن يصيروا جنودًا أو أن يهربوا ويصيروا لاجئين، وينفصلون عن والدِيهم، أو لا يستطيعون الذّهاب إلى المدرسة، أو يقعون ضحيّة العصابات الإجراميّة أو المخدرات أو غيرها من أشكال العبوديّة والإساءة. باختصار، كلّ هؤلاء الأطفال الذين لا تزال طفولتهم تسرق منهم بلا رحمة حتّى اليوم. أصغوا إليهم، بل لنصغِ إليهم، لأنّهم في آلامهم يتكلّمون إلينا عن واقعهم، بعيون تطّهرها الدّموع، وفيهم الرّغبة الشّديدة في الخير التي تُولَد في قلوب الذين رأوا حقًّا كم هو سيءٌ الشّرّ.

أصدقائي الصّغار، لكي نجدّد أنفسنا والعالم، لا يكفي أن نكون معًا: من الضّروريّ أن نبقى متّحدين بيسوع. هو يعطينا شجاعةً كثيرة، وهو دائمًا قريبٌ منّا، وروحهُ يسبقنا ويرافقنا على طرق العالم. يسوع يقول لنا: “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا” (رؤيا يوحنّا 21، 5)، اخترت هذه الكلمات لتكون موضوعًا ليومكم العالمي الأوّل. هذه الكلمات تدعونا إلى أن نصير طيّعين مثل الأطفال لنفهم كلّ ما هو جديد يضعه الرّوح القدس فينا وحولنا. مع يسوع يمكننا أن نحلم بإنسانيّة جديدة ونلتزم بمجتمع أكثر أخُوَةً وانتباهًا إلى بيتنا المشترك، بدءًا بالأشياء البسيطة، مثل إلقاء التّحيّة على الآخرين، والاستئذان قبل العمل، والاعتذار، وقول كلمة شكرًا. العالم يتبدّل أوّلًا من خلال أشياء صغيرة، فلا نخجل من أن نَخطُوَ خُطَوات صغيرة فقط. بل بالأحرى صغرنا يذكّرنا بأنّنا ضعفاء وبأنّنا بحاجة بعضنا لبعض، مثل الأعضاء في الجسد الواحد (راجع رومة 12، 5؛ 1 قورنتس 12، 26).

وهناك أكثر من ذلك. في الواقع، أيّها الأطفال الأعزّاء، لا يمكننا حتّى أن نكون سعداء وحدنا، لأنّ الفرح ينمو بقدر ما نشاركه مع غيرنا: فهو يولد بالشُّكر على العطايا التي قبلناها، وبدورنا نتقاسمها مع الآخرين. عندما نحتفظ بما تلقّيناه لأنفسنا فقط، أو حتّى حين نقوم بتصرّفات غير لائقة لنحصل على هذه الهديّة أو تلك، فإنّنا في الحقيقة ننسى أنّ العطيّة الكبرى هي نحن أنفسنا، وبعضنا لبعض: نحن ”هديّة الله“. الهدايا الأخرى مفيدة، نعم، لكن فقط لنكون معًا. إن لم نستخدمها كذلك لنفرح بها معًا، سنكون دائمًا غير راضين ولن تكفينا أبدًا.

لكن، إن كنّا معًا، فكلّ شيء يختلف! فكّروا في أصدقائكم: كَم هو جميل أن تكونوا معهم، في البيت، وفي المدرسة، وفي الرّعيّة، وفي الكنيسة، وفي كلّ مكان، لتلعبوا، وتنشدوا، وتكتشفوا أشياء جديدة، وتستمتعوا معًا كلّكم، ودون أن تتركوا أحدًا وراءكم. الصّداقة جميلة جدًّا وتنمو فقط هكذا، في المشاركة والمغفرة، وبالصّبر والشّجاعة، وبالإبداع والخيال، ودون خوف ودون أحكام مُسبقة.

والآن أريد أن أقول لكم سرًّا مهمًّا: حتّى تكونوا سعداءَ حقًّا، يجب أن تصلّوا، كثيرًا، وكلّ يوم، لأنّ الصّلاة تربطنا مباشرة بالله، وتملأ قلوبنا بالنّور والدّفء، وتساعدنا على أن نعمل كلّ شيء بثقة وصفاء. يسوع أيضًا كان يصلّي دائمًا إلى الآب. وهل تعلمون كيف كان يناديه؟ كان يناديه بِلُغَتِهِ ببساطة ”أبَّا“، أيّ ”يا بابا“ (راجع مرقس 14، 36). لنناديه نحن أيضا كذلك! وسنشعر به دائمًا قريبًا منّا. يسوع نفسه وعدنا بهذا الأمر، عندما قال لنا: “فحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثَلاثَةٌ بِاسمي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم” (متّى 18، 20).

أيّها الأطفال الأعزّاء، تعلمون أنّنا سنكون في شهر أيّار/مايو كثيرين جدًّا في روما، ومعكم طبعًا، ستأتون من جميع أنحاء العالم! ولذلك، لكي نستعدّ جيّدًا، بالصّلاة، أوصيكم أن تستخدموا الكلمات نفسها التي علّمنا إيّاها يسوع: صلاة الأبانا. صلُّوها كلّ صباح وكلّ مساء، ثمّ مع عائلتكم أيضًا، ومع والدِيكم ومع إخوتكم وأخواتكم ومع أجدادكم. لكن لا تكُنْ كلمات نتلوها أو نرددها. كلا! بل علينا أن نفكّر في الكلمات التي علّمنا إيّاها يسوع. يسوع يدعونا ويريدنا أن نكون معه أشخاصًا مؤثّرين في هذا اليوم العالميّ، وبُناةً لعالمٍ جديد، أكثر إنسانيّة، وعدلًا وسلامًا.

هو، الذي وَهَبَنا نفسه على الصّليب ليجمعنا كلّنا في المحبّة، وهو، الذي غَلَبَ الموت وصالحنا مع الآب، يريد أن يُكمل عمله في الكنيسة، من خلالنا. فكّروا في ذلك، وخاصّة أنتم الذين تستعدّون للمناولة الأولى.

أيّها الأعزّاء، الله، الذي أحبّنا دائمًا (راجع إرميا 1، 5)، ينظر إلينا نظرة محبّة أكثر من محبّة الآباء ونظرة حنونة أكثر من حنان الأمّهات. هو لا ينسانا أبدًا (راجع أشعيا 49، 15)، وكلّ يوم يرافقنا ويجدّدنا بروحه.

مع مريم الكليّة القدّاسة والقدّيس يوسف، لنصلِّ بهذه الكلمات:

تعالَ أيّها الرّوح القدس،

وأظهر لنا جمالك

المُنعكس في وجوه

أطفال الأرض.

تعال يا يسوع،

يا من تجعل كلّ الأشياء جديدة،

أنت الطّريق الذي يقودنا إلى الآب،

تعال وابقَ معنا.

آمين.

 

روما، بازيليكا القدّيس يوحنّا في اللاتران، يوم 2 آذار/مارس 2024.

فرنسيس

*******

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الفرح ينمو بقدر ما نشاركه مع غيرنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
تعازي البابا بضحايا حادث في فلورنسا https://ar.zenit.org/2024/02/22/%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a8%d8%b6%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d9%84%d9%88%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7/ Thu, 22 Feb 2024 05:13:44 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71345 برقيّة مُوقّعة من الكاردينال بييترو بارولين

The post تعازي البابا بضحايا حادث في فلورنسا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
بتاريخ 16 شباط، حصل حادث في ورشة بناء سوبرماركت في فلورنسا، بعث البابا فرنسيس على إثره برقيّة عزاء بالضحايا وتشجيع للجرحى، مُوقّعة من قبل الكاردينال بييترو بارولين، ومُوجّهة إلى الكاردينال جيوسيبي بيتوري (رئيس أساقفة فلورنسا).

وفي رسالته، طلب البابا من الكاردينال أن يُعبّر لأهالي الضحايا عن قُربه وعن تعازيه وتعاطفه مع ألم المدينة برمّتها، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع زينيت.

وأراد البابا تجديد ندائه للسلامة في جميع مواقع العمل، مُتمنّياً التزاماً أكبر من قبل المسؤولين عن حماية العمّال، مع شكره كلّ مَن يشاركون في عمليّات الإنقاذ، مُؤكِّداً على صلاته ومُرسِلاً بركته الرسوليّة تعبيراً عن قُربه الروحي.

The post تعازي البابا بضحايا حادث في فلورنسا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
قَدِّسُوا صَوْماً ونادوا بإحتفال https://ar.zenit.org/2024/02/12/%d9%82%d9%8e%d8%af%d9%90%d9%91%d8%b3%d9%8f%d9%88%d8%a7-%d8%b5%d9%8e%d9%88%d9%92%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%af%d9%88%d8%a7-%d8%a8%d8%a5%d8%ad%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%84/ Mon, 12 Feb 2024 19:28:27 +0000 https://ar.zenit.org/?p=71226 رسالة الصوم للمطران كريكور أغسطينوس كوسا

The post قَدِّسُوا صَوْماً ونادوا بإحتفال appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
” قَدِّسُوا صَوْماً . ونادوا بإحتفال ” ( يوئيل ٢ : ١٥ ) .

إلى إخوتي الكهنة الأحباء والراهبات الفاضلات ،

وإلى أبنائنا الأعزاء في أبرشية الإسكندرية مدينة الله العظمى وفِي بلاد الإنتشار للأرمن الكاثوليك

وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة

” عليكم النِعمَةُ والسلام من لَدُنِ الله أبينا والرب يسوع المسيح  ( رومة ١ : ٧ ) ” وأوصيكم :

” صلوا كل حين ولا تملوا ، فالصلاة تصنع المعجزات “

أعلن قداسة البابا فرنسيس  سنة ٢٠٢٤   ” سنة الصلاة ” .استعداداً ليوبيل ” حجّاج الرجاء ” سنة ٢٠٢٥ . كل الأبرشيات المنتشرة في العالم ، مدعوة إلى تعزيز مركزية الصلاة الفردية والجماعية . لهذا ، من خلال تأملاتنا الإنجيلية هذا العام سنشترك مع كل شعب الله . لنعيش صومنا بشكل أفضل ، ولنعيد علاقتنا الروحيّة العميقة مع الرب ، من خلال الطرق العديدة للصلاة والتي نمارسها من خلال تقاليدنا الكنسية الغنية بالروحانيات ، لإن الصلاة وحدها تقربنا من الله ، وهي قوة وطريق تؤدي بنا إلى القداسة .

الصوم في الكتاب المُقدّس :

الصوم مبدأٌ روحي وممارسة مُتّبعة في العهدَيْن القديم والجديد، ومُدّته أربعين يوماً . لقد صام موسى على جبل حوريب/ سيناء لمُدّة أربعين يوماً، وإيليّا النبي صام أربعين يوماً، وأيضاً الرب يسوع المسيح صام الفترة ذاتها. والصيام في حياة موسى ، وإيليا ويسوعَ  ، كان يسبقه أو يتبعه فترة من التجربة التي تحتاج إلى قوّة روحيّة عالية لمحاربتها.

الرقم “٤٠ ” هو عدد سنوات التيهان التي عاشها الشعب في البريّة بحسب العهد القديم، عِقاباً على تمرّده وعدم ثقته بالله الحي الذي أخرجه من أرض مصر بيدٍ قويّة .

إلى ما يرمز الرماد :

يبدأ الصوم عادةً بِيَوم ” إثنين الرماد ” ، والرماد رمزٌ للتوبة واعتراف الإنسان بضعفه ، ويُذكرنا بيونان النبي حينما نادى أهل نينوى بالتوبة، إذ آمن الملك والشعب وصاموا عن الطعام، وأجبروا حتّى البهائم والحيوانات على الصوم، وجلسوا في المسوح والرماد تعبيراً عن خضوعهم للدعوة الإلهيّة وتلبيةً للتوبة المطلوبة ( سفر يونان ٣). وكذلك نادى يوئيل النبيّ الشعب قائلاً : ” قَدِّسُوا صَوْماً . نَادُوا بِإحتفال ”  (يوئيل ٢ : ١٥)، تعبيراً عن التوبة والندم على خطاياهم.

وفي إثنين الرماد، تُمارس طقوس الصلاة على الرماد ثم وضعه على رؤوس المؤمنين ، مع قول الاسقف او الكاهن للمُتقدّمين ” أذكر يا إنسان أنّك من ترابٍ وإلى ترابٍ تعود ”                     ( تكوين ٣ : ١٩). بهذه الآية مع وضع الرماد، على الإنسان المُتقدّم أن يُفكّر في ضُعفه البشريّ والرجوع تائباً إلى الله عن كلّ خطاياه، ليبدأ مسيرة الصوم بعودة صادقة إلى الله وبخلاصه الذي أتمَّهُ على الصليب ، إستعداداً للإحتفال بأسبوع الآلام والقيامة المجيدة .

أنواع الصوم :

الصوم الأوّل يعتمد على الإنقطاع عن اللحوم ومنتجات الحيوانات :

تستند الكنيسة في الصوم عن مشتقات الحيوان على قصّة آدم وحوّاء والخليقة قبل السقوط . لقد طلب الربّ من آدم وحوّاء بعدما وُضعهما في جنّة عدن أن يأكُلا من شجر الجنّة فقط ولم يعطهما تصريحاً بالأكل من الحيوانات والبهائم، رغم أنّه أعطاهما سلطاناً عليها.

إنّ الذبيحة الأولى في الكتاب المقدّس كانت في سفر التكوين الفصل الثالث ، حينما ألبس الله أبوينا الأوّلين أقمصة من جلد ليستُر عورتهما بعد السقوط ، والجلد مأخوذ من الحيوانات عادةً . لذا تنادي الكنيسة بالصوم  الانقطاع عن مشتقات الحيوان كفعل توبة واشتياق إلى حالة النقاء الأولى التي خُلق عليها آدم وحوّاء، قبل السقوط والإبتعاد عن الله. وهكذا بالعودة إلى تناول ثمار الأرض ” وشجر الجنّة ” ونُقِرّ بأنّنا أخطأنا بتمرّدنا على الله، ونُعلن استعدادنا للعودة إليه.

الصوم الثاني الانقطاع عمّا نُحبّ أو ما يُسمّى بالإماتة : وهذا الصوم شائع عموماً حيث يمتنع الإنسان عن تناول أطعمة يُحبّها كالحلويات والشكولاتة وغيرها … والبعض الآخر يصوم عن التدخين ، أو مواقع التواصل الاجتماعي أو ممارسة سيّئة يُحبّها، وذلك كنوع من إخضاع النفس وتدريبها على مقاومة الشهوات الجسديّة، وبالتالي تكريس الوقت والجهد لقراءة الكتاب المُقدّس ، والصلاة ، والذهاب إلى الكنيسة ، والاهتمام بحاجات الآخرين والتطوّع في الخدمات الخيريّة… الخ . ولهذا سُمّيت ” إماتة ”  حيث يُميت الصائم شهوته للطعام المُفضّل لديه أو الأمور المُمتعة له، ليضع تركيزه على أمورٍ أخرى للتقرب من الله وخدمته وخدمة القريب .

الصوم الثالث الانقطاع التامّ عن الطعام يوميّاً من مشرق الشمس إلى مغربها : وهذا الصوم مارسه الشعب في العهد القديم، وخصوصاً الأنبياء دانيال  وموسى وإيليّا ، وأيضاً الربّ يسوع نفسه انقطع عن الطعام كليّاً  حتى جاع ، كما كتب لنا القديس متّى الإنجيليّ ( متى ٤ : ١ – ١١ ) .

ويجد الذين يُمارسون هذا النوع من الصوم أنّه تدريبٌ للنفس والجسد والخضوع لله والتوبة له وطاعةً لكلمته. إنَّ هذا النوع من الصوم يعتمد على ترتيب شخصي أو جماعي لحاجة ما تلبيةً لقول المسيح :  ” وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ ” (متّى ١٧ : ٢١) .

الصلاة والصدقة :

بالإضافة إلى الصوم، هناك الصلاة والصدقة، حيث يُعتبر زمن الصوم وقتاً لتكريسه للصلاة وقراءة الكتاب المقدّس والتأمّل في عمل الله الخلاصي من أجلنا . وعندما نعرف مدى محبّة الله وعطاياه الكثيرة لنا، نُعطي ممّا حَرمنا منه أنفسنا طوعاً  للمحرومين بسبب الأحوال المادية الصعبة التي يمرّون بها. وبذلك نتعلّم في زمن الصوم بالتضحية وبذل الذات والمال لمن يحتاجهم، تابعين ما عمله أهل قورنتس الذين أفاضوا في العطاء بسخاء ” فأسلموا أَنْفُسَهُمْ إلى الرّبِّ أوّلاً ، ثم بعمل الإحسان ” (قورنتس الثانية ٨ : ٥).

لذا في زمن الصوم، يجب علينا أن نسأل أنفُسنا وبصراحة : ” لماذا أصوم ” ،  ” لماذا نصوم ” ؟

عندما سألوا الرّبّ يسوع : ” لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ ، وَ تَلاَمِيذُكَ لاَ يَصُومُونَ ؟ ” ، فقال لهم يسوع : ” أيَسْتَطِيعُ أهلُ الْعُرْسِ أَنْ يَحزنوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ بينَهُمْ ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ فيها يُرْفَعُ الْعَرِيسُ من بينهِمْ ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ ” (متّى ٩ : ١٤ – ١٥).

” وإذا صُمْتُمْ ” (متّى ٦: ١٦).

إذاً ، الرب يسوع علِمَ أنّ المؤمنين سيقتدون على مثاله وسيصومون للتقرّب إلى الله والإستعداد للقائه . لذلك قال : على الصائم أن يدهن رأسه ويغسل وجهه ، ” أُمّاً أنت ، فإذا صمتَ ، فادهُن رأسَكِ واغسل وجهك ، لكيلا يظهر للناس أنّكِ صائم ، بل لأبيك الذي في الخُفية ، وأبوك الذي يرى في الخُفية يُجازيك ” ( متى ٦ : ١٧ – ١٨) ، وهذا فعلٌ يمارسه العريس فَرحاً  بيومه الكبير ، فكما يفرح العريس بيوم فرحه ، هكذا يفرح الصائم بصومه، لأنّ الصوم يجعلنا نتخلّى عن شهوات الأرض ليُطلق أرواحنا للقاء المسيح بالروح القدس.

فكلّما اقتربنا من الله بالصوم والصلاة والصدقة المبنيّين على الإيمان الواثق بالمسيح المُخلّص ، ولأنّ ممارستنا المسيحيّة لا تقودنا إلى الإيمان، بل على أساس الإيمان نقترب إلى الله بالصلاة والصوم والصدقة وجميع الأعمال الصالحة ، أعمال الرحمّة والمحبّة ، تُصبح حياتنا مليئة بالفرح والسلام.

الصوم أيضاً يُعبّر عن علاقة خاصّة بالله تنعكس في حياتِنا  ، ” فأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَية يُجَازِيكَ ” (متّى ٦ : ١٨). والصوم يترافق أيضاً مع التضحية وبذل الذات والتخلّي عن الأنانيّة، لأنّ الانسان بطبعه طمّاع . فبالصوم نخرج من أنفسنا، لنلتقي بالله ومع أخينا الانسان، وهو ما يؤكّد عليه أشعيا النبي في لهجة غاضبة في الفصل ٥٨ : ١ – ١٢ :

– الشعب يعاتب الله لأنّهم صاموا، وهو لم ينظر إليهم : لقد كان صومهم بدون جدوى .

– الشعب يعاتب الله لأنّهم تذلّلوا ولم يلاحظ : لأنّ صومهم كان حُبًّاً بالظهور.

– صاموا ولم يبارك : لأنّهم امتنعوا عن الطعام، وأبقوا الخصومات والنزاعات والمشاكل

– صاموا وافترشوا المِسحِ والرماد : صاموا ظاهرياً من دون توبة حقيقيّة نابعة من القلب .

فأجابهم الله على فم إشعيا النبيّ : ” أَلَيْسَ الصوم الذي فضَّلتُه هو هذا : حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ وفَكَّ رُبُطِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً، وَتحطيم ِكُلِّ نِيرٍ . أَلَيْسَ هو أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْبائيسن المطرودين بَيْتِكَ ؟ وإِذَا رَأَيْتَ العُريان أَنْ تَكْسُوهُ ، وَأَنْ لاَ تَتَوارى عَنْ لَحْمِكَ ؟. ” (أشعيا  ٨٥ : ١- ١٢) : ).

في الصوم نتذكّر أنّنا نصوم لنُشبع قلب الله ونفرح به، ولتشبع قلوبنا بالله وبخدمة أخينا الإنسان . الصوم هو رحلة مع المسيح، نموت فيها معه عن خطايانا ، لنقوم معه إلى حياة أفضل .

إخوتي الأحباء :

من صميم القلب ، ومع الكنيسة الجامعة التي تستعد بالصلاةِ ليوبيل الرجاء الذي سنعيشه معاً السنة القادمة ٢٠٢٥ ،  اتمنى لكم جَميعاً ، كباراً وصغاراً ، مسيرة حياة رُوحيّة مشتركة وتوبةً مقبولة وصوماً مباركاً ، أساسه الجهاد الروحيّ في تنقية النفس والقلب والضمير لنستحقّ أن نتبعه على درب الآمه المجيدة ، تحت عناية الرّبّ يسوع ونظره ، بشفاعةِ العذراء مريـم أُمّنا ، وبصلوات القديس كريكور ( غريغوريوس ) المنوِّر ، والقديس اوغسطينوس ابن الدموع مُعلّم الكنيسة الجامعة، والطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان ، وآبائنا القديسين .

صدرت عن كرسينا الاسقفي في ٨ فبراير / شباط ٢٠٢٤

في عيد القديس فارطان ورفقائه شهداء الإيمان

وهي السنة العشرون لحبريتنا

The post قَدِّسُوا صَوْماً ونادوا بإحتفال appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>