البابا فرنسيس Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/pope-francis/ The World Seen From Rome Mon, 06 Jan 2025 13:53:52 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.7.1 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png البابا فرنسيس Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/pope-francis/ 32 32 البابا: الرّجاء واللّطف يجعلان العالم أجمل https://ar.zenit.org/2025/01/07/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%91%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%91%d8%b7%d9%81-%d9%8a%d8%ac%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85/ Tue, 07 Jan 2025 05:14:40 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75542 رسالة صوتيّة ضمن "فكرة اليوم" على بي بي سي

The post البابا: الرّجاء واللّطف يجعلان العالم أجمل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في رسالة صوتيّة بثّتها إذاعة بي بي سي على أنّها “فكرة النّهار” بتاريخ 28 كانون الأوّل 2024، حثّ البابا الجميع على عدم النّظر إلى المستقبل “بتشاؤم واستسلام”، بل على اختيار طريق الحبّ دائماً، ورؤية العالم “بنظرة الرّجاء اللطيفة”.

وأضاف البابا في رسالته، بحسب ما أورد الخبر القسم الإنكليزي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني: “خلال هذا اليوبيل، آمل أن نتحلّى باللّطف الذي يلمس قلب الإنجيل ويُرينا الطّريق الذي يجب اتّباعه في تصرّفاتنا. إنّ عالماً مليئاً بالرّجاء واللطف هو عالم أجمل، والمجتمع الذي يتطلّع إلى المستقبل بثقة ويُعامل النّاس باحترام وتعاطف هو مجتمع أكثر إنسانيّة”.

يمكننا أن نختار الحبّ

كما وأشار البابا فرنسيس أيضاً إلى أنّ سنة اليوبيل تدعونا لنكون حجّاج رجاء، وتُشجّع الجميع ليختاروا الحبّ في عالم مليء بالحروب والظُّلم الاجتماعي ومختلف أنواع العنف. “فلنختر الحبّ الذي يجعل قلوبنا متّقدة ومليئة بالأمل”.

وأضاف: “يمكن التعبير عن الحبّ عبر اللطافة التي بدورها تفتح القلوب على التقبّل وتساعدنا لنصبح أكثر تواضعاً. التواضع يُفسح بالمجال أمام الحوار لنتغلّب على سوء التفاهم ونختبر الامتنان”.

وهنا، اقتبس الأب الأقدس الكاتب البريطاني غلبرت كيث تشيسترتون “الذي يدعونا بحكمة إلى النّظر إلى عناصر الحياة بامتنان، وعدم اعتبارها من الأمور المُسَلَّم بها”.

ثمّ ختم البابا رسالته بتمنّي الرّجاء، وبصلاة كي تمنحنا السنة الجديدة السلام والمودّة والامتنان.

The post البابا: الرّجاء واللّطف يجعلان العالم أجمل appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الله يَجد أَلفَ طريقة ليَصل إلى الجميع وإلى كلّ واحدٍ منّا، أينما كنَّا https://ar.zenit.org/2025/01/06/%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%8e%d8%ac%d8%af-%d8%a3%d9%8e%d9%84%d9%81%d9%8e-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d9%84%d9%8a%d9%8e%d8%b5%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9/ Mon, 06 Jan 2025 13:53:52 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75544 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
يوم الأحد 5 كانون الثّاني 2025 في ساحة القدّيس بطرس

The post الله يَجد أَلفَ طريقة ليَصل إلى الجميع وإلى كلّ واحدٍ منّا، أينما كنَّا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أحد مُبارك! وأهنّئكم على شجاعتكم للوقوف هنا تحت المطر! أحد مُبارك!

إنجيل اليوم (راجع يوحنّا 1، 1-18) يكلّمنا على يسوع، الكلمة الذي صار بشرًا، ويقول: “النُورُ يُشرِقُ في الظُّلُمات، ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات” (يوحنّا 1، 5). أي إنّه يذكّرنا كَم هي قويّة محبّة الله، فهي لا تَدَع شيئًا يغلبها، لا العقبات ولا الرّفض، فيسطع نورها دائمًا وتُضيء مسيرتنا.

نرى ذلك في الميلاد، حيث تجاوز ابن الله، الذي صار بشرًا، جدرانًا كثيرة وانقساماتٍ كثيرة. واجه انغلاق العقول والقلوب في ”الكِبَار“ في زمنه، الذين كان همُّهم الدّفاع عن السُّلطة أكثر من البحث عن الله (راجع متّى 2، 3-18). وشارك حياة مريم ويوسف المتواضعة، اللذَين استقبلاه وكبِرَ في محبّتهما، وكانت إمكانيّاتهما محدودة وحياتهما صعبة وليس فيها كلّ ما يلزم. كانوا فُقراء. وقدّم نفسه، ضعيفًا وعاجزًا، في لقائه مع الرّعاة (راجع لوقا 2، 8-18)، وهُم أُناسٌ وسَمَتْ قلوبَهم مرارةُ الحياة وازدراء المجتمع لهم. ثمَّ جاء المجوس (راجع متّى 2، 1)، الذين دفعتهم رغبتهم إلى أن يعرفوه، فتحمَّلوا رحلة طويلة، ووجدوه في بيت أُناسٍ عاديّين، وفي فَقرٍ كبير.

أمام هذه الأوضاع، وتحدّياتٍ أُخرى كثيرة، التي تبدو مثل المُتناقضات، الله لا يتوقّف أبدًا: فهو يَجد أَلفَ طريقة ليَصل إلى الجميع وإلى كلّ واحدٍ منّا، أينما كنَّا، ودون حسابات أو شروط، فيفتح في أَحلَكِ ليالي الإنسانيّة نوافذَ النّور الذي لا يمكن أن يدركه الظّلام (راجع أشعيا 9، 1-6). إنّها حقيقة تعزّينا وتشجّعنا، وخاصّة في زمن مثل زمننا، في زمن صعب، نحتاج فيه حاجةً ماسّة إلى النّور والرّجاء والسّلام، وفي عالمٍ حيث يُنشئ البشر أحيانًا أوضاعًا معقّدة جدًّا، يبدو الخروج منها مستحيلًا. اليوم كلمة الله يقول لنا إنّ الأمر ليس كذلك، بل يدعونا إلى أن نقتدي بإله المحبّة، ونفتح آفاقًا من النّور حيثما أمكن، ومع كلّ شخص نلتقي به، وفي كلّ سياق، عائليّ أو اجتماعيّ أو دوليّ. ويدعونا إلى ألّا نخاف من أن نخطُوَ الخطوة الأولى، وأن نفتح نوافذ من نور، بالقرب من المتألّمين، والمغفرة، والرّأفة، والمُصالحة: هذه هي الخطوات الأولى الكثيرة التي يجب علينا أن نقوم بها لنجعل المسيرة أكثر وضوحًا وأمانًا ومُمكنةً للجميع. وهذه الدّعوة يتردّد صداها بشكلٍ خاصّ في سنة اليوبيل التي بدأت قبل قليل، وتحثّنا على أن نكون رُسُلَ رجاءٍ فنقول كلمة ”نعم“ بسيطة وعمليّة  للحياة، وللخيارات التي تحمل إلى الحياة. لِنَعمَلْ ذلك كلّنا: هذه هي طريق الخلاص!

وهكذا، مع بداية سنةٍ جديدة، يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكنني أن أفتح نافذة من نور في بيئتي وفي علاقاتي؟ أين يمكنني أن أكون بؤرة نور تسمح بمرور محبّة الله؟ ما هي الخطوة الأولى التي يجب عليّ أن أخطُوَها اليوم؟

لتساعدنا مريم، النّجمة التي تقود إلى يسوع، لنكون للجميع شهودًا مضيئين لمحبّة الآب.

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

لنواصل صلاتنا من أجل السّلام في أوكرانيا، وفي فلسطين، وإسرائيل، ولبنان، وسورية، وميانمار، والسّودان. وليعمل المجتمع الدّولي بحزم وثبات حتّى تُحترم الحقوق الإنسانيّة في الصّراعات. توقّفوا عن ضرب المدنيّين، وعن ضرب المدارس والمستشفيات، وعن ضرب أماكن العمل! لا ننسَ أنّ الحرب دائمًا هزيمة، دائمًا!

وأتمنّى لكم جميعًا أحدًا مباركًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء غدًا!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2025


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الله يَجد أَلفَ طريقة ليَصل إلى الجميع وإلى كلّ واحدٍ منّا، أينما كنَّا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
رجاء الفِداء والخلاص لكلّ مخلوق https://ar.zenit.org/2025/01/06/%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%90%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5-%d9%84%d9%83%d9%84%d9%91-%d9%85%d8%ae%d9%84%d9%88%d9%82/ Mon, 06 Jan 2025 06:09:15 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75536 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
عيد القدّيسة مريم والدة الله - واليوم العالمي الثّامن والخمسون للسّلام
يوم الأربعاء 1 كانون الثّاني 2025 في ساحة القدّيس بطرس

The post رجاء الفِداء والخلاص لكلّ مخلوق appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، سنة جديدة مباركة!

المُفاجأة والفرح في عيد الميلاد يستمرّان في إنجيل ليتورجيّا اليوم (لوقا 2، 16-21)، الذي يروي وصول الرّعاة إلى مغارة بيت لحم. في الواقع، بعد بشارة الملائكة لهم، جاء الرّعاة “مُسرعين، فوَجَدوا مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعًا في المِذوَد” (الآية 16). ملأ هذا اللقاء الجميع بالدّهشة، لأنّ الرّعاة “جعَلوا يُخبِرونَ بِما قيلَ لَهم في ذلك الطِّفْل” (الآية 17): المولود الجديد هو “المخلّص”، “المسيحُ الرَّبّ” (الآية 11)!

لنتأمّل في الذي رآه الرّعاة في بيت لحم، في الطّفل، وأيضًا في الذي لم يروه، أي في قلب مريم العذراء، الذي كان يحفظ هذه الأمور كلّها ويتأمّل فيها (راجع الآية 19).

أوّلًا، الطّفل يسوع: هذا الاسم العبريّ يعني ”الله يخلِّص“، وهذا ما سيصنعه بالتّحديد. في الواقع، جاء الرّبّ يسوع إلى العالم ليمنحنا حياته نفسها. لنفكّر في ذلك: البشر كلّهم أبناء، ولكن لا أحد منّا اختار أن يُولَد. بينما اختار الله أن يُولَد من أجلنا. يسوع هو وحي حبِّ الله الأزلي، الذي يحمل السّلام إلى العالم.

المسيح المولود الجديد يُظهر رحمة الآب، وقلب مريم صورة لهذه الرّحمة. هذا القلب هو الأذن التي سمعت بشارة رئيس الملائكة، وهو يَدُ العروس الممتدَّة نحو يوسف، وهو العناق الذي ضمَّ أليصابات في شيخوختها. في قلب سيّدتنا مريم العذراء، أمّنا، يخفق الرّجاء، يخفق رجاء الفِداء والخلاص لكلّ مخلوق.

الأمّهات! الأمّهات يحملن دائمًا أبناءهنَّ في قلوبهِنَّ. اليوم، في اليوم الأوّل من السّنة، والمكرّس للسّلام، لنفكّر في جميع الأمّهات اللواتي يفرحن في قلوبهنّ، وفي جميع الأمّهات اللواتي امتلأت قلوبهنّ بالألم، لأنّ أبناءهنّ خطفهم العنف والكبرياء والكراهية. كم هو جميلٌ السّلام! وكم هي لا إنسانيّة الحرب، التي تحطّم قلوب الأمّهات!

في ضوء هذه التأمّلات، يمكن لكلّ واحدٍ منّا أن يسأل نفسه: هل أعرف كيف أبقى صامتًا وأتأمّل في ولادة يسوع؟ وهل أحاول أن أحفظ في قلبي حدث ولادة يسوع ورسالته، رسالة الصّلاح والخلاص؟ وأنا كيف يمكنني أن أردَّ على مثل هذه العطيّة الكبيرة، بعمل مجّانيّ، بعمل سلام ومغفرة ومصالحة؟

لنصلِّ معًا إلى سيّدتنا مريم العذراء، والدة الله القدّيسة، لكي نحفظ في قلبنا فرح الإنجيل ونشهد له في العالم.

______________

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أراد القدّيس البابا بولس السّادس أن يكون اليوم الأوّل من السّنة اليوم العالميّ للسّلام. وتمتاز هذه السّنة، بسبب اليوبيل، بموضوع خاص: هو الإعفاء من الدّيون. أوّل من يغفر الدّيون هو الله، كما نطلب إليه دائمًا عندنا نصلّي صلاة ”الأبانا“ ونشير إلى خطايانا ونلتزم بدورنا أن نغفر لمن أساء إلينا. واليوبيل يطلب منّا أن نترجم هذه المغفرة على المستوى الاجتماعيّ، حتّى لا يسحق الدّين أيّ شخص أو عائلة أو شعب. ولذلك فإنّي أشجّع حكومات البلدان ذات التّقاليد المسيحيّة على أن تكون قدوة فتلغي أو تخفِّض ديون البلدان الفقيرة قدر الإمكان.

أعرب عن تقديري وامتناني لجميع الذين يعملون من أجل الحوار والمفاوضات في مناطق الصّراع العديدة. لنصلِّ حتّى يتوقّف القتال على كلّ الجبهات ويتمّ اختيار السّلام والمصالحة بشكل حاسم. أفكّر في أوكرانيا المعذّبة وغزة وإسرائيل وميانمار وكيفو والشّعوب العديدة التي تعيش حالة حرب. شاهدت فلمًا وصورًا للدّمار الذي خلّفته الحرب في برنامج ”على صورته“. أيّها الإخوة والأخوات، الحرب تدمّر، تدمّر دائمًا! الحرب دائمًا هزيمة، دائمًا.

وأتمنّى لكم جميعًا بداية سنة مباركة، مع بركة الرّبّ يسوع وسيِّدتنا مريم العذراء. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2025


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post رجاء الفِداء والخلاص لكلّ مخلوق appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عظمةُ الله في صِغَر الحياة https://ar.zenit.org/2025/01/01/%d8%b9%d8%b8%d9%85%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%90%d8%ba%d9%8e%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9/ Wed, 01 Jan 2025 11:42:58 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75532 عظة البابا فرنسيس في قداس عيد رأس السنة

The post عظمةُ الله في صِغَر الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

في بداية السّنة الجديدة التي يمنحنا إياها الله في حياتنا، حسنٌ أن نرفع نظر قلبنا إلى مريم. ولأنّها أمّ، فهي تُعيدنا إلى العلاقة مع الابن: تقودنا إلى يسوع، وتُكلّمنا عليه، وتُوصِّلُنا إليه. وهكذا، فإنّ عيد القدّيسة مريم والدة الله، يعود ويغمرنا في سِرِّ عيد الميلاد: صار الله واحدًا منّا في أحشاء مريم، ونحن الذين فتحنا الباب المقدّس لإعلان بدء اليوبيل، يُذكّرنا اليوم بأنّ “مريم هي الباب الذي منه دخل المسيح إلى هذا العالم” (القدّيس أمبروزيوس، الرّسالة 42، مجموعة المؤلّفات لآباء الكنيسة اللاتينيّة 4، VII).

لخّص بولس الرّسول هذا السِّرّ وأكّد أنّ “اللهَ أَرسَلَ ابنَه مَولودًا لِامرَأَةٍ” (غلاطية 4، 4). هذا الكلام – مَولودًا لِامرَأَةٍ – يتردّد صداه اليوم في قلوبنا، ويذكّرنا بأنّ يسوع، مخلّصنا، تجسّد وظهر في ضعف الجسد.

مَولودًا لِامرَأَةٍ. هذه العبارة تعيدنا أوّلًا إلى عيد الميلاد: الكلمة صار جسدًا. حدّد بولس الرّسول أنّه وُلِدَ لامرأة، وكأنّه شَعَرَ بالضّرورة ليذكّرنا بأنّ الله صار إنسانًا حقًّا في أحشاءٍ بشريّة. هناك تجربة، تجذب اليوم أشخاصًا كثيرين، ويمكن أيضًا أن تخدع مسيحيّين كثيرين وهي: أن نتصوّر أو أن نصنع إلهًا ”مجرّدًا“، مرتبطًا بفكرة دينيّة غامضة أو بإحساس جميل وعابر. بينما، هو وُلِدَ لامرأة، وله وجه واسم، ويدعونا إلى أن تكون لنا علاقة معه. هو يسوع المسيح، مخلّصنا، وُلِدَ لامرأة، وله جسدٌ من لحمٍ ودمّ، وجاءَ من عند الآب، ولكنّه تجسّد في أحشاء مريم العذراء. جاء من أعالي السّماء لكنّه سكن أعماق الأرض، إنّه ابن الله، ولكنّه صار ابن الإنسان. هو، صورة الله الكلّيّ القدرة، جاء في الضّعف، ومع أنّه بِلَا خطيئة، “جَعَلَه اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا” (2 قورنتس 5، 21). وُلِدَ لامرأة وهو واحدٌ منّا: ولهذا السّبب يُمكنه أن يخلّصنا.

مَولودًا لِامرَأَةٍ. هذه العبارة تكلّمنا أيضًا على إنسانيّة المسيح، لتقول لنا إنّه ظهر في ضعف الجسد. إن كان قد نزل في أحشاء امرأة، ووُلِدَ مثل المخلوقات كلّها، فإنّه يظهر في ضعف طفل. لهذا، عندما ذهب الرُّعاة ليروا بأعينهم ما بشَّرهم به الملاك، لم يجدوا علامات غير عاديّة أو مظاهر كبيرة، بل “وَجَدوا مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعًا في المِذوَد” (لوقا 2، 16). وجدوا مولودًا جديدًا أعزلَ، ضعيفًا، بحاجة إلى رعاية أمّه، وإلى الأقمطة والحليب، وإلى الملاطفة والمحبّة. قال القدّيس لويس ماريّا غرينيون دي مونتفورت (Luigi Maria Grignion de Montfort): “لم تُرِدْ الحكمة الإلهيّة أن تُعطي ذاتها مباشرة للبشر، مع أنّها كانت قادرة أن تصنع ذلك، لكنّها فضّلت أن تُعطي ذاتها بواسطة مريم العذراء القدّيسة. ولم تُرِد أن تأتي إلى العالم في سنّ إنسانٍ كامل ومستقلّ بأمره، بل مثل طفل صغير وفقير، بحاجة إلى الرّعاية والاعتماد على الأمّ” (مُؤلَّف في العبادة الحقيقيّة لسيّدتنا مريم العذراء القدّيسة، 139). وهكذا في حياة يسوع كلّها، يمكننا أن نرى اختيار الله هذا، أن يكون صغيرًا مخفيًّا، فهو لم يستسلم قط لإغراء القوّة الإلهيّة ليصنع آيات كبيرة ويفرض نفسه على الآخرين كما اقترح عليه الشّيطان، بل كشف عن محبّة الله في جمال إنسانيّته، فسكن بيننا، وشاركنا الحياة اليوميّة بمتاعبها وأحلامها، وأظهر رحمته لآلام الجسد والرّوح، وفتح أعين العميان وأنعش القلوب الضّالّة. يسوع يُبيّن لنا الله بإنسانيّته الضّعيفة، التي تهتمّ بالضّعفاء.

أيّها الإخوة والأخوات، جميلٌ أن نفكّر أنّ مريم العذراء، فتاة النّاصرة، تُعيدنا دائمًا إلى سِرِّ ابنها يسوع. إنّها تُذكّرنا بأنّ يسوع جاء في الجسد، ولذلك فإنّ المكان المميّز حيث يمكننا أن نلتقي به هو أوّلًا حياتنا، وإنسانيّتنا الضّعيفة، وإنسانيّة الذين يمرّون بجانبنا كلّ يوم. وعندما نبتهل إليها لكونها أمَّ الله، فنحن نؤكّد أنّ المسيح وُلِدَ من الآب، ووُلِدَ حقًّا من أحشاءِ امرأة. نؤكّد أنّه سيّد الزّمن ويسكن زمننا هذا، وهذه السّنة الجديدة أيضًا، بحضوره المُحِبّ. نؤكّد أنّه مخلّص العالم، ويمكننا أن نلتقي به ويجب علينا أن نبحث عنه في وَجهِ كلّ إنسان. وإن كان هو، ابن الله، قد صار صغيرًا لتحمله أمّه بين ذراعيها، وترعاه وتُرضعه، فهذا يعني أنّه يأتي اليوم أيضًا في كلّ الذين يحتاجون إلى الرّعاية نفسها: في كلّ أخت وأخ نلتقي بهما والمحتاج إلى الاهتمام والاستماع إليه والحنان.

لنُوكل بداية هذه السّنة الجديدة إلى سيّدتنا مريم العذراء، أمّ الله، لكي نتعلّم نحن أيضًا مثلها أن نجد عظمةَ الله في صِغَر الحياة، ولكي نتعلّم أن نهتمّ بكلّ مخلوق مولود من امرأة، وأن نحافظ خصوصًا على عطيّة الحياة الثّمينة، كما عملت مريم: الحياة في الأحشاء الوالديّة، حياة الأطفال، وحياة المتألّمين، وحياة الفقراء، وحياة كبار السّنّ، وحياة الوحيدِين، وحياة المُحتَضَرين. واليوم، في اليوم العالميّ للسّلام، نحن مدعوون كلّنا إلى أن نقبَلَ هذه الدّعوة التي تنبثق من قلب سيّدتنا مريم العذراء الوالديّ: أن نحرس الحياة، ونعتني بالحياة الجريحة، ونُعيد الكرامة إلى حياة كلّ ”مولود من امرأة“، هذه هي القاعدة الأساسيّة لبناء حضارة السّلام. لذلك “أطلب التزامًا ثابتًا لتعزيز احترام كرامة الحياة البشريّة، من لحظة الحمل حتّى الوفاة الطّبيعيّة، حتّى يستطيع كلّ شخص أن يحبّ حياته وينظر إلى المستقبل برجاء” (رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ الثّامن والخمسين للسّلام، 1 كانون الثّاني/يناير 2025).

سيّدتنا مريم العذراء، أمّ الله وأمّنا، تنتظرنا هناك في مغارة الميلاد. وكما أظهرت للرّعاة، تُظهر لنا أيضًا الإله الذي يفاجئنا دائمًا، والذي لا يأتي في مجد السّماوات، بل في تواضع المِذوَد. لنُوكل إليها سنة اليوبيل الجديدة هذه، ولنُسلّمها أسئلتنا وقلقنا وآلامنا وأفراحنا وكلّ ما نحمله في قلوبنا. لنُوكل إليها العالم بأكمله، حتّى يولد الرّجاء من جديد، وحتّى يُزهر السّلام أخيرًا من أجل شعوب الأرض كلّهم.

يروي لنا التّاريخ أنّه في أفسس، عندما دخل الأساقفة الكنيسة، صرخ الشّعب المؤمن وهو يحمل العصي: ”يا أُمَّ الله!“. من المؤكّد أنّ العصي كانت الوعد بما سيحدث إن لم يعلنوا عقيدة ”أُمّ الله“. اليوم ليس لدينا عصي، ولكن لدينا قلوب وأصوات الأبناء. لهذا، كلّنا معًا، لنهتف يا أُمَّ الله القدّيسة. كلّنا معًا بصوت قوي، لنهتف يا أُمَّ الله القدّيسة ثلاث مرّات: ”يا أُمَّ الله القدّيسة! يا أُمَّ الله القدّيسة! يا أُمَّ الله القدّيسة!“.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2025


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post عظمةُ الله في صِغَر الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن https://ar.zenit.org/2024/12/30/%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%91%d9%84-%d9%85%d8%b1%d9%91%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d9%82%d8%af%d9%91%d8%b3%d8%a7%d9%8b-%d9%81/ Mon, 30 Dec 2024 04:30:55 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75513 واحتفل بقدّاس مع السّجناء

The post لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“أردتُ أن يكون الباب الثاني الذي أفتحه، هنا في سجن”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس لدى وصوله إلى “سجن ريبيبيا” في روما، وتكلّم عن أهمية الحدث، مُذَكِّراً من أمام كنيسة السجن، “كنيسة الآب”، أنّه أراد أن “تتسنّى للجميع فرصة فتح أبواب قلوبهم على مصراعَيها وأن يفهموا أنّ الرّجاء لا يُخيّب أبداً، حتّى في أصعب الأوقات”.

في التفاصيل الأخرى التي نقلها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، ولمناسبة “يوبيل الرّجاء لعام 2025″، أوّل باب مقدّس فُتِحَ كان باب بازيليك القدّيس بطرس بتاريخ 24 كانون الأوّل 2024. ثمّ، ولأوّل مرّة على الإطلاق في تقليد اليوبيلات، فتح الحبر الأعظم باباً مقدّساً في سجن، في مبادرة تُظهر قُربه الدّائم من المُحتَجَزين.

بعد عبوره الباب بذاته، ترأس الحبر الأعظم قدّاساً في الكنيسة. وقد تأمّل في العظة التي ألقاها بالسبب التاريخي لزيارته، وشجّع السّجناء الموجودين على فتح قلوبهم مُضيفاً: “الأخوّة هي قلوب مفتوحة”، مُحذِّراً من القلوب المغلقة والقاسية لأنّها تنسى الرّقّة، ومُشجِّعاً السّجناء على عدم إبقاء قلوبهم نصف مفتوحة، خاتماً بالقول: “كلّ واحد يعرف إن كان قلبه مفتوحاً أو نصف مفتوح… الباب المقدّس الذي فتحناه للتوّ رمز لباب قلبنا”.

في النهاية، طلب البابا من السّجناء أن يُصلّوا لأجله، وأكّد لهم أنّه يصلّي على نيّتهم، فيما قدّموا له هدايا، بما فيها باب مقدّس صغير وسلّة تحتوي على الزّيت والحلوى والسّيراميك.

نُذكِّر هنا بأنّ الكاردينال بالدو رينا (النائب البابوي العام عن أبرشيّة روما) فتح يوم الأحد 29 كانون الأوّل باباً مقدّساً في كاتدرائيّته، كاتدرائيّة القدّيس يوحنا اللاتيراني – والتي احتفلت في 9 تشرين الثاني من هذه السّنة بالذكرى 1700 على تكريسها – وقد طبع فتح هذا الباب بداية اليوبيل في كلّ الأبرشيّات.

ثمّ في الأوّل من كانون الثاني 2025، أي يوم تذكار العذراء مريم والدة الإله، سيُفتَح باب بازيليك القدّيسة مريم الكبرى البابويّة.

وأخيراً، سيطبع تاريخ 5 كانون الثّاني 2025 فتح الباب المقدّس في بازيليك القدّيس بولس خارج الأسوار البابويّة، مع العِلم بأنّ هذه الأبواب الثلاثة الأخيرة ستُغلَق يوم الأحد 28 كانون الأوّل 2025.

The post لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء https://ar.zenit.org/2024/12/30/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85%d9%8b%d8%a7-%d9%88%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d9%83%d9%84%d9%91-%d8%b4%d9%8a%d8%a1/ Mon, 30 Dec 2024 04:25:03 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75504 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
يوم الخميس 26 كانون الأوّل 2024
في ساحة القدّيس بطرس

The post البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عيد سعيد!

اليوم، مباشرة بعد عيد الميلاد، تحتفل الليتورجيا بالقدّيس إِسْطِفانُس، أوّل الشّهداء. نجد حادثة رجمه في سفر أعمال الرّسل (راجع 6، 8-12؛ 7، 54-60)، ويقدّمه لنا وهو يصلّي من أجل قاتليه، وهو مشرف على الموت. وهذا يحملنا على التّفكير: في الواقع، رغم أنّ إِسْطِفانُس كان يبدو للوهلة الأولى ضعيفًا عاجزًا أمام العنف الواقع عليه، إلّا أنّه، الرّجل الحرّ، الذي يستمرّ في الحبّ، يُحِبّ قاتليه ويقدّم حياته من أجلهم، مثل يسوع (راجع يوحنّا 10، 17-18؛ لوقا 23، 34)، يقدّم حياته لكي يتوبوا، ويَغفِر لهم الله، وينالوا عطيّة الحياة الأبديّة.

بهذه الطّريقة، يَظهَرُ لنا الشّماس إِسْطِفانُس شاهدًا على أنّ الله يريد شيئًا واحدًا: “أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاس” (1 طيموتاوس 2، 4) وألّا يَهلِك أحد (راجع يوحنّا 6، 39؛ 17، 1-26). إِسْطِفانُس هو شاهدٌ للآب – أبينا – الذي يريد الخير، وفقط الخير، لكلّ واحد من أبنائه، ودائمًا. إنّه الآب الذي لا يستبعد أحدًا، والآب الذي لا يتعب أبدًا من البحث عن كلّ واحد من أبنائه (راجع لوقا 15، 3-7)، فيقبلهم من جديد إذا عادوا إليه تائبين بعد أن ابتعدوا عنه (راجع لوقا 15، 11-32)، إنّه الآب الذي لا يتعب من أن يغفر. تذكّروا هذا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء.

لنعد إلى إِسْطِفانُس. للأسف، حتّى اليوم، هناك، في أماكن كثيرة من العالم، العديد من الرّجال والنّساء يُضطهدون، وأحيانًا حتّى الموت، بسبب الإنجيل. وما قلناه في إِسْطِفانُس هو صحيح فيهم أيضًا. فهم لا يُقتلون بسبب ضعفهم، ولا لدِفاعهم عن أيديولوجيّة، بل لأنّهم يريدون أن يُشرِكوا الجميع في عطيّة الخلاص. وهم يفعلون ذلك أوّلًا من أجل خير قاتليهم: من أجل قاتليهم… ويصلّون من أجلهم.

ترك لنا الطّوباوي كريستيان دي شيرجي (Christian de Chergé) مثالًا جميلًا جدًّا، إذ كان يسمّي قاتله ”صديق الدّقيقة الأخيرة“.

لنسأل أنفسنا الآن: هل أشعر بالرّغبة في أن يعرف الجميع الله ويخلصوا؟ هل أريد الخير حتّى لمن يجعلني أتألّم؟ هل أهتمّ وأصلّي من أجل الإخوة والأخوات الكثيرين المضطهدين بسبب الإيمان؟

لتساعدنا مريم، ملكة الشّهداء، لنكون شهودًا شجعانًا للإنجيل من أجل خلاص العالم.

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أجدّد أطيب الأمنيات لكم جميعًا في عيد الميلاد المجيد. وصلتني في الأيام هذه رسائل ومشاعر مودة كثيرة. شكرًا. أودّ أن أشكر الجميع من كلّ قلبي: كلّ شخص، وكلّ عائلة، والرّعايا والجمعيات. شكرًا لكم جميعًا!

بدأ مساء أمس عيد الأنوار، حانوكا، الذي يحتفل به إخوتنا وأخواتنا اليهود في جميع أنحاء العالم لمدة ثمانية أيام، والذين أرسل إليهم أطيب الأمنيات بالسّلام والأخوّة.

وأحيّيكم جميعًا، سكَّانَ روما، والحجّاج القادمون من إيطاليا ومختلف البلدان! أظن أنّ العديد منكم سلكوا طريق اليوبيل المؤدّي إلى الباب المقدّس لبازيليكا القدّيس بطرس. إنّها علامة جميلة، علامة تعبِّر عن معنى حياتنا: أن نذهب لنلتقي بيسوع الذي يحبّنا ويفتح لنا قلبه للدخول إلى ملكوت المحبّة والفرح والسّلام. لقد فتحت هذا الصّباح بابًا مقدّسًا، بعد باب بازيليكا القدّيس بطرس، في سجن ريبيبيا (Rebibbia) في روما. كانت، إن صحّ التّعبير، ”كاتدرائيّة الألم والرّجاء“.

أحد الأعمال الذي يميّز اليوبيل هو إعفاء الدّيون. ولذلك، فإنّي أشجّع الجميع على دعم حملة كاريتاس الدّوليّة بعنوان ”تحويل الدّيون إلى رجاء“، لتخفيف عبء الدّيون عن البلدان المثقلة بها التي لا يمكن أن تحملها ولتعزيز التّنمية.

وترتبط مسألة الدّيون بقضيّة السّلام و”السّوق السّوداء“ للأسلحة. توقّفوا عن استعمار النّاس بالسّلاح! لنعمل من أجل نزع السّلاح، ولنعمل ضدّ الجوع، وضدّ المرض، وضدّ عمالة القاصرين. ولنصلّ، من فضلكم، من أجل السّلام في جميع أنحاء العالم! السّلام في أوكرانيا المعذّبة، وفي غزّة، وإسرائيل، وميانمار، وكيفو الشّماليّة، وفي البلدان الكثيرة التي هي في حالة حرب.

وأتمنّى لكم جميعًا يومًا واحتفالًا جميلًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع https://ar.zenit.org/2024/12/26/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d9%87%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad-%d9%84%d9%84%d8%ac%d9%85/ Thu, 26 Dec 2024 12:37:22 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75500 النصّ الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس
إلى مدينة روما والعالم في مناسبة عيد الميلاد
الأربعاء 25 كانون الأوّل/ديسمبر 2024

The post البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عيد ميلاد مجيد!

في هذه الليلة تجدّد السّرّ الذي لا يتوقّف عن إدهاشنا والتأثير فينا: مريم العذراء ولدت يسوع، ابن الله، ولفّته باللفائف ووضعته في مذود. هكذا وجده رعاة بيت لحم، الذين غمرهم الفرح، بينما كانت الملائكة ترنّم: ”المجد لله والسّلام للنّاس“ (راجع لوقا 2، 6-14). السّلام للنّاس.

نعم، هذا الحدث الذي وقع منذ أكثر من ألفي سنة، يتجدّد بقوّة الرّوح القدس، روح المحبّة والحياة نفسه الذي أخصب أحشاء مريم وكوَّن يسوع من جسدها البشريّ. واليوم أيضًا، في وسط معاناة هذا الزّمن، يتجسّد كلمة الخلاص الأزليّ حقًّا من جديد، ويقول لكلّ رجل ولكلّ امرأة، ولكلّ العالم: أنا أحبّك، وأنا أغفر لك، عُد إليّ، فباب قلبي مفتوح لك!

أيّها الإخوة والأخوات، باب قلب الله مفتوح دائمًا، لِنَعُد إليه! لِنَعُد إلى القلب الذي يحبّنا ويغفر لنا! لِنَقبَل المغفرة منه، ولنتصالح معه. الله يغفر دائمًا! الله يغفر كلّ شيء. لِنَقبَل المغفرة منه.

هذا هو معنى الباب المقدّس لليوبيل، الذي فتحته الليلة الماضيّة هنا في كنيسة القدّيس بطرس: إنّه يمثّل يسوع، باب الخلاص المفتوح للجميع. يسوع هو الباب الذي فتحه الآب الرّحيم في وسط العالم، وفي وسط التّاريخ، حتّى يستطيع الجميع أن يعودوا إليه. كلّنا مثل الخراف الضّالّة، نحتاج إلى راعٍ وباب لنعود إلى بيت الآب. يسوع هو الرّاعي، ويسوع هو الباب.

أيّها الإخوة والأخوات، لا تخافوا! الباب مفتوح، ومفتوح على مصراعيه! تعالوا! لنتصالح مع الله، فنتصالح مع أنفسنا ونتمكّن من أن نتصالح في ما بيننا، حتّى مع أعدائنا. نعم، رحمة الله قادرة على كلّ شيء، وتحلّ كلّ عقدة، وتهدم كلّ جدار يفصلنا، وتذيب الكراهية وروح الانتقام. تعالوا! يسوع هو باب السّلام.

نحن نتوقّف مرارًا عند العتبة فقط، ولا نملك الشّجاعة لنتجاوزها، لأنّها تبدأ بمساءلتنا. الدّخول من الباب يتطلّب منّا أن نضحّي فنخطو خطوة، ونترك وراءنا الخلافات والانقسامات، لكي نستسلم بين ذراعَي الطّفل يسوع المفتوحة، الذي هو أمير السّلام. في عيد الميلاد هذا، بداية سنة اليوبيل، أدعو كلّ شخص، وكلّ شعب وأمّة إلى أن يتحلّوا بالشّجاعة ليعبروا الباب، ويكونوا حجّاج رجاء، ويُسكتوا الأسلحة ويتغلّبوا على الانقسامات!

لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذّبة! وليكن لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التّفاوض وأعمال الحوار واللقاء، للوصول إلى سلام عادل ودائم.

لتصمت الأسلحة في الشّرق الأوسط! ومع عيوننا مركّزة على مهد بيت لحم، أوجّه فكري إلى الجماعات المسيحيّة في فلسطين وإسرائيل، ولا سيّما إلى الجماعة العزيزة في غزّة، حيث الوضع الإنسانيّ خطير جدًّا. ليتوقّف إطلاق النّار، ولتُحرَّر الرّهائن، ولتُقدَّم المساعدة للسّكان المنهكين من الجوع والحرب. أنا قريبٌ أيضًا من الجماعة المسيحيّة في لبنان، وخاصّة في الجنوب، والجماعة المسيحيّة في سورية، في هذه اللحظة الحسّاسة كثيرًا. لتُفتَح أبواب الحوار والسّلام في كلّ المنطقة التي يمزّقها الصّراع. وأريد أن أذكر هنا أيضًا الشّعب الليبيّ، وأشجّع على البحث عن حلول تحقّق المصالحة الوطنيّة.

لتحمل ولادة المخلص زمن رجاءٍ لعائلات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب وباء الحِصبة في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، وأيضًا لشعوب شرق البلاد وشعوب بوركينا فاسو، ومالي، والنّيجر وموزمبيق. الأزمة الإنسانيّة التي تؤثّر عليهم ناجمة أساسًا عن النّزاعات المسلّحة وآفة الإرهاب، وتفاقمت بسبب الآثار المدمّرة لتغيّر المناخ، التي تتسبّب في فقدان الأرواح البشريّة ونزوح الملايين. وأفكّر أيضًا في شعوب دول القرن الأفريقيّ وألتمس لهم عطيّة السّلام والوئام والأخوّة. ليسند ابن الله العليّ جهود المجتمع الدوليّ لتعزيز وصول المساعدات الإنسانيّة للسّكان المدنيّين في السّودان، والشّروع في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النّار.

ليحمِل إعلان عيد الميلاد العزاء لسُكّان الميانمار، الذين يتألّمون آلامًا شديدة بسبب الاشتباكات المسلّحة المستمرّة، ويُجبرون على الهروب من بيوتهم.

ليلهم الطّفل يسوع السُّلُطات السّياسيّة وكلّ الأشخاص ذوي النّوايا الحسنة في القارّة الأمريكيّة، لكي يجدوا حلولًا فعّالة قريبًا في الحقّ والعدل، لتعزيز الانسجام الاجتماعيّ، خاصّة في هاييتي، وفنزويلا وكولومبيا ونيكاراغوا، ويعملوا، خصوصًا في سنة اليوبيل هذه، لبناء الخير العام ورؤية وتأييد كرامة كلّ إنسان، متجاوزين الانقسامات السّياسيّة.

لتكن سنة اليوبيل فرصةً لهدم كلّ الجدران الفاصلة: سواء كانت أيديولوجيّة، وهي التي تَسِمُ مرارًا الحياة السّياسيّة، أو جسديّة، مثل الانقسام الذي طال أمده منذ خمسين سنة في جزيرة قبرص ومزّق نسيجها البشريّ والاجتماعيّ. آمل أن يتمكّنوا من الوصول إلى حلّ مشترك ينهي الانقسام مع احترام كامل لحقوق وكرامة جميع الجماعات القبرصيّة.

يسوع، كلمة الله الأزليّ الذي صار بشّرًا، هو الباب المفتوح على مصراعيه، ونحن مدعوّون إلى أن نعبره لنكتشف من جديد معنى حياتنا وقدسيّة كلّ حياة، ونستعيد القِيَم الأساسيّة للعائلة البشريّة. إنّه واقف على العتبة ينتظرنا. ينتظر كلّ واحد منّا، وخاصّة المستضعفين: ينتظر الأطفال، جميع الأطفال الذين يتألّمون من الحرب والجوع، وينتظر كبار السّنّ الذين يُجبرون مرارًا على العيش في ظروف العزلة والخذلان، وينتظر الذين فقدوا بيوتهم أو هربوا من أرضهم في محاولة للبحث عن مأوى آمن، وينتظر الذين فقدوا عملهم أو لا يجدون عملًا، وينتظر السّجناء، فهم أبناء الله دائمًا، رغم كلّ شيء، وينتظر المضطهدين بسبب إيمانهم.

في يوم العيد هذا، لا يَغِبْ عنا أن نشكر ونعبِّر عن تقديرنا للذين يبذلون قصارى جهدهم لعمل الخير بهدوء وأمانة: أفكّر في الوالدين والمربّين والمعلّمين، الذين تقع على عاتقهم مسؤوليّة كبيرة في تنشئة أجيال المستقبل، وأفكّر في العاملين في مجال الصّحّة، وقوات الأمن، وكلّ الذين يلتزمون في أعمال المحبّة، خاصّة المرسلين المنتشرين في العالم، الذين يحملون النّور والعزاء للكثيرين الغارقين في الصّعاب. لهم جميعًا نريد أن نقول: شكرًا!

إخوتي وأخواتي، ليكن اليوبيل فرصةً لإلغاء الدّيون، خاصّة تلك التي تُثقِلُ كاهل البلدان الفقيرة. كلّ واحد مدعوٌ إلى أن يغفر الإساءات التي أصابته، لأنّ ابن الله، الذي وُلِدَ في البرد وظلام الليل، يغفر كلّ ديوننا. جاء ليشفينا ويغفر لنا. كلّنا حجّاج رجاء، لنذهب للقائه! ولنفتح له أبواب قلبنا، كما فتح هو لنا باب قلبه على مصراعيه.

أتمنّى للجميع عيد ميلاد مجيد في الصّفاء والطّمأنينة.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
هل فكّرتم في أنّ الخلاص أتى على يد حرفيّ؟ https://ar.zenit.org/2024/12/24/%d9%87%d9%84-%d9%81%d9%83%d9%91%d8%b1%d8%aa%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5-%d8%a3%d8%aa%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%8a%d9%91/ Tue, 24 Dec 2024 04:01:49 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75465 تأمّل البابا خلال لقائه مع موظّفي الفاتيكان وعائلاتهم

The post هل فكّرتم في أنّ الخلاص أتى على يد حرفيّ؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مرّة في السنة، يستقبل البابا فرنسيس موظّفي الفاتيكان ليتلو عليهم أمنياته الميلاديّة. وهذه السنة، جرى لقاء مميّز يوم السبت 21 كاون الأوّل 2024 في قاعة بولس السادس، وقد حضره الموظّفون برفقة عائلاتهم، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.

في كلمته التي ألقاها، رحّب البابا بزوّاره مُعبِّراً عن امتنانه حيال عمل كلّ منهم لصالح الفاتيكان، ثمّ تأمّل بقِيَم العائلة وقِيَم العمل.

في ما يختصّ بقِيم العمل، شدّد البابا على رؤيته ابتسامات الموظّفين طوال السنة، حتّى وهم يكدّون في العمل، بعيداً عن الاحتفالات. وأضاف: “هناك وجهان لجمال العمل: مَن يبنون مع الآخرين، ومَن يبنون لأجل الآخرين. يسوع بنفسه أظهر لنا هذا: فهو ابن الله جعل نفسه نجّاراً يتدرّب على يد يوسف. في الناصرة، كان عاملان يبنيان خلاص العالم! هل فكّرتم في أنّ الخلاص أتى على يد حرفيّ؟ والأمر نفسه ينطبق عليكم مع عملكم اليومي وفي مهامكم، فيما تنشرون ملكوت الله حول العالم”.

أمّا النقطة الثانية، أي العائلة، فقد قال البابا إنّها تتجذّر في الزواج، وهي مكان لتوليد الحياة والاحتفال بها… ثمّ أضاف: “يجب أن يتناقل الإيمان في العائلة… أشجّعكم لتبقوا متّحدين وقريبين من بعضكم البعض، وحول الرب… كما وأشجّع الوالدَين على اللعب مع الأولاد، وأشجّع الجميع على زيارة الأجداد، وعلى الصلاة معاً. بدون صلاة، لا أحد يتقدّم. علّموا أولادكم الصّلاة. وفي هذه الأيّام، أقترح أن تجتمعوا حول المغارة وتشكروا الرب على نِعَمه، وتطلبوا المساعدة لمستقبلكم، وتجدّدوا محبّتكم لبعضكم البعض أمام الطّفل يسوع”.

The post هل فكّرتم في أنّ الخلاص أتى على يد حرفيّ؟ appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا بارك تماثيل الطّفل يسوع وتكلّم عن عطيّة الأمومة https://ar.zenit.org/2024/12/23/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%91%d9%81%d9%84-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d9%88%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%91%d9%85/ Mon, 23 Dec 2024 09:13:05 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75461 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
يوم الأحد 22 كانون الأوّل 2024

The post البابا بارك تماثيل الطّفل يسوع وتكلّم عن عطيّة الأمومة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

         أنا آسف لعدم وجودي معكم في السّاحة، ولكن حالتي تتحسّن ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

اليوم الإنجيل يقدِّم لنا مريم، بعد أن بشّرها الملاك، تذهب لزيارة أليصابات، قريبتها المتقدّمة في السّنّ، (راجع لوقا 1، 39-45)، التي كانت هي أيضًا تنتظر مولودًا. لقاؤهما هو لقاء امرأتَين سعيدتَين بعطيّة الأمومة غير العاديّة: فمريم كانت حاملًا بيسوع، مخلِّص العالم (راجع لوقا 1، 31-35)، وأليصابات، رغم تقدّمها في السّنّ، كانت تحمل في أحشائها يوحنّا، الذي سيُعِدُّ الطّريق أمام المسيح (راجع لوقا 1، 13-17).

الأسباب كثيرة لفرحهما، وقد نشعر أنّهما بعيدتان عنّا، ففيهما حدثت معجزات كبيرة لا تحدث في خبرة حياتنا العاديّة. لكن الرّسالة التي يريد الإنجيليّ أن يقدّمها لنا، أيّامًا قليلة قبل عيد الميلاد، هي رسالة مختلفة. في الواقع، التّأمّل في العلامات العجيبة لعمل الله الخلاصيّ يجب ألّا يجعلنا نشعر أبدًا بأنّنا بعيدون عنه، بل يجب أن يساعدنا لندرك حضوره ومحبّته القريبة منّا، مثلًا في عطيّة كلّ حياة، وكلّ طفل وأمّه. عطيّة الحياة. قرأت في برنامج ”على صورته“ شيئًا جميلًا حيث كُتب: لا طفلَ يأتي خطأً. بل هو عطيّة الحياة.

في السّاحة يوجد أيضًا أمّهات مع أطفالهنّ، وربّما هناك أيضًا بعض الأمّهات اللّواتي ينتظرن مولودًا. من فضلكم، لا نبقَ غير مبالين بحضورهنَّ، ولنتعلّم أن نندهش بجمالهنَّ، كما عملَتْ أليصابات ومريم. لنبارك الأمّهات ولنمجّد الله على معجزة الحياة! يعجبني – أعجبني، لأنّني الآن لا أستطيع أن أفعل ذلك – عندما كنت أذهب بالحافلة في الأبرشيّة الأخرى، كنت أرى أنّه عندما كانت امرأة حامل تنتظر طفلًا تصعد إلى الحافلة، كانوا يعطونها فورًا مكانًا للجلوس: إنها لفتة أمل واحترام!

أيّها الإخوة والأخوات، في هذه الأيّام نحن نحبُّ أن نوجِد جوًّا احتفاليًّا بالأضواء والزّينة والموسيقى الميلاديّة. لكن، لنتذكّر أن نعبِّر عن مشاعر الفرح كلّما قابلنا أُمًّا تحمل طفلها بين ذراعيها أو في أحشائها. وعندما يحدث معنا ذلك، لنصلِّ في قلوبنا ولنقُل نحن أيضًا، كما قالت أليصابات: “مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!” (لوقا 1، 42)، ولنرنِّم مثل مريم: “تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي” (لوقا 1، 46)، لكي تتبارك كلّ أمومة، وفي كلّ أمٍ في العالم لنشكر ولنمجَّد اسم الله، الذي يُوكل إلى الرّجال والنّساء القدرة على إعطاء الحياة للأطفال!

سنُبارك بعد قليل ”تماثيل الطّفل يسوع الصّغيرة“ – أحضرت أنا أيضًا تمثالي الصّغير. أهداني إياه رئيس أساقفة سانتا فيه (Santa Fé)، وقد صنعه السّكان الأصليون في الإكوادور -. سنُبارك هذه التماثيل التي أحضرتموها. ويمكننا أن نتساءل: هل أشكر الرّبّ يسوع لأنّه صار إنسانًا مثلنا، ليشاركنا في كلّ شيء في حياتنا، ما عدا الخطيئة؟ هل أمجّد الرّبّ يسوع وأباركه على كلّ طفل يُولَد؟ عندما ألتقي أمًّا حاملًا، هل أكون لطيفًا معها؟ هل أساند وأدافع عن قيمة حياة الصِّغار المقدّسة منذ لحظة تكوينهم في أحشاء أمّهاتهم؟

سيِّدتنا مريم العذراء، المباركة بين جميع النّساء، لتجعلنا قادرين على الاندهاش والشّكر أمام سِرِّ الحياة التي ستُولد.

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

لا تزال أوكرانيا المعذّبة تتعرّض لهجمات على المدن، ما يؤدّي أحيانًا إلى دمار المدارس والمستشفيات والكنائس. لتصمت الأسلحة ولتصدح ترانيم عيد الميلاد! لنصلِّ من أجل أن يكون هناك، في عيد الميلاد، وقف لإطلاق النّار على جميع جبهات الحرب، في أوكرانيا، وفي الأرض المقدّسة، وفي جميع أنحاء الشّرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. وبألم أفكّر في غزّة، وفي هذه القسوة. أفكّر في إطلاق النّار على الأطفال، وقصف المدارس والمستشفيات… كم من القسوة!

والآن سأبارك ”تماثيل الطّفل يسوع الصّغيرة“، أنا أيضًا أحضرت تمثالي الصّغير. سأبارك تماثيل الطّفل يسوع التي أحضرتموها إلى هنا، أيّها الأطفال والفتيان الأعزّاء، والتي ستضعونها بعد ذلك في مغارة الميلاد عند عودتكم إلى بيوتكم. أشكركم على هذه اللفتة البسيطة، لكنّها مهمّة. أبارككم جميعًا من كلّ قلبي، وأبارك والديكم، وأجدادكم، وعائلاتكم! ومن فضلكم، لا تنسَوْا أجدادكم! حتّى لا يبقى أحد وحيدًا في هذه الأيام.

وأتمنّى لكم جميعًا أحدًا مباركًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. ليبارككم الله. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا بارك تماثيل الطّفل يسوع وتكلّم عن عطيّة الأمومة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: تكلّموا بالخير ولا تتكلّموا بالسّوء على الآخرين https://ar.zenit.org/2024/12/23/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%91%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%91%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a8%d8%a7/ Mon, 23 Dec 2024 04:30:40 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75447 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
إلى الكوريا الرّومانيّة
في مناسبة عيد الميلاد المجيد
في 21 كانون الأوّل 2024

The post البابا: تكلّموا بالخير ولا تتكلّموا بالسّوء على الآخرين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

“بارِكوا ولا تَلعَنوا”

أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء!

أشكر من كلّ قلبي الكاردينال ري (Re) على كلامه وأمنياته. شكرًا، يا صاحب النّيافة، على مثالك في الاستعداد للخدمة ومحبّة الكنيسة.

تكلّم الكاردينال ري (Re) على الحرب. بالأمس، لم يسمحوا للبطريرك [بطريرك القدس للاتين] أن يدخل إلى غزّة كما وعدوه، وبالأمس تمّ قصف الأطفال. هذه قسوة. وهذه ليست حربًا. أردت أن أقول ذلك لأنّه يمسّ قلبي. شكرًا لك على هذه الإشارة، نيافة الكاردينال، شكرًا!

عنوان هذه الكلمة هو بارِكوا ولا تَلعَنوا”.

فكّرت هذه السّنة في موضوع لتأمّلنا يمكن أن يُفيد الحياة الجماعيّة في الكوريا وفي أقسامها المختلفة، فاخترتُ موضوعًا ينسجم جيِّدًا مع سرّ التّجسّد، وسيتّضح ذلك فورًا.

فكّرتُ في التّكلّم جيِّدًا على الآخرين وعدم التّكلّم بالسّوء عليهم. وهذا يهُمُّنا جميعًا، والبابا أيضًا – أساقفة وكهنة ومكرّسين وعلمانيين – ونحن كلّنا متساوون في هذا الأمر. لماذا؟ لأنّه يَمَسُّ إنسانيتنا.

هذا الموقف، أي التّكلّم بالخير وعدم التّكلّم بالسّوء، هو تعبير عن التّواضع. والتّواضع هو السّمة الأساسيّة للتّجسّد، ولا سيِّما في سرّ ميلاد ربّنا يسوع المسيح، الذي نستعدّ للاحتفال به. الجماعة الكنسيّة تعيش في فرح وانسجام أخويّ بقدر ما يسير أعضاؤها في طريق التّواضع، ويتخلّون عن التّفكير بالسّوء أو التّكلّم بالسّوء على الآخرين.

يقول القدّيس بولس في رسالته إلى أهل روما: “بارِكوا ولا تَلعَنوا” (رومة 12، 14). يمكننا أن نفهم هذه الدّعوة أيضًا بهذه الصّورة: “تكلّموا بالخير ولا تتكلّموا بالسّوء على الآخرين، وفي حالتنا، على الأشخاص الذين يعملون معنا في المكتب، وعلى الرّؤساء والزّملاء والجميع.

 

طريق التّواضع: شكوى الذّات

كما فعلتُ قبل نحو عشرين سنة، في مناسبة انعقاد الجمعيّة العامّة للأبرشيّة في بوينس آيرس، أقترح اليوم علينا جميعًا من أجل ممارسة طريق التّواضع هذه، أن نتدرّب على أن نشكو ذاتنا، وفقًا لتعاليم المعلِّمين الرّوحيّين القدّماء، وبشكل خاصّ دوروثيُوس (Doroteo) من غزّة. نَعم، من غزّة تحديدًا، ذلك المكان الذي صار الآن مرادفًا للموت والدّمار، ولكنّه كان مدينة قديمة جدًّا حيث ازدهرت ونمت فيه في القرون الأولى للمسيحيّة أديرة وشخصيّات لامعة من القدّيسين والمعلِّمين. كان دوروثيُوس واحدًا من هؤلاء. وعلى خطى الآباء الكبار مثل باسيليوس وإفاغريوس، شَيَّدَ دوروثيُوس الكنيسة بتعاليم ورسائل مليئة بروح الإنجيل. واليوم أيضًا، إن وضعنا أنفسنا في مدرسته، يمكننا أن نتعلّم التّواضع فنشكو أنفسنا ولا نتكلّم بالسّوء على القريب.

يقول دوروثيُوس في إحدى تعاليمه: “إن أصاب المتواضع سوء ما، رجع فورًا إلى ذاته، وحكم أنّه مستحقّ لذلك السّوء. ولا يسمح لنفسه بأن يلوم الآخرين ولا أن يلقي اللّوم على أحد مهما حصل. ببساطة يتحمّل، بدون اضطراب أو قلق، وفي هدوء تام. فالتّواضع لا يَغضَب ولا يُغضِب أحدًا” (دوروثيُوس من غزّة، أعمال روحيّة، باريس 1963، رقم 30).

ويُضيف أيضًا: “لا تسعَ لمعرفة شرّ قريبك، ولا تُغذِّ الشّكوك تجاهه. وإن أثارت شرورنا هذه الشّكوك، فحاول أن تحوِّلها إلى أفكار صالحة” (المرجع نفسه، رقم 187).

شكوى الذّات وسيلة، لكنّها ضروريّة: فهي موقف أساسيّ يمكن أن يتجذّر فيه الخيار في قول ”لا“ للفرديّة و”نعم“ للرّوح الجماعيّة، الكنسيّة. في الواقع، من يُمارس فضيلة شكوى الذّات بانتظام يصير حرًّا من الشّكوك والرّيبة، ويفسح المجال لعمل الله، الوحيد القادر على توحيد القلوب. وهكذا، إن تقدّم كلّ واحد في هذا الطّريق، يمكن أن تنشأ وتنمو جماعة فيها الجميع حُرّاس بعضهم لبعض ويسيرون معًا في التّواضع والمحبّة. عندما يرى أحدٌ عيبًا في شخص، فهو يمكنه أن يتكلّم عليه مع ثلاثة أشخاص فقط: مع الله، ومع الشّخص نفسه، وإن لم يستطع مع الشّخص نفسه، فمع مَن يمكن أن يهتمّ به في جماعة المؤمنين. وليس أكثر من ذلك.

إذًا لنتساءل: ما هو أساس هذا الأسلوب الرّوحيّ في شكوى الذّات؟ في الأساس يوجد التّنازل الدّاخلي، المتأصّل في حركة كلمة الله، (synkatabasis)، أي التّنازل. القلب المتواضع يتنازل مثل قلب يسوع، الذي نتأمّل فيه في هذه الأيام في المغارة.

أمام مأساة البشريّة التي يُثقِلُها الشّرّ كثيرًا، ماذا يفعل الله؟ هل يقف شامخًا في عدله وينزل الإدانة من فوق؟ هكذا، نوعًا ما، كان ينتظره الأنبياء حتّى يوحنّا المعمدان. لكنّ الله هو الله، وأفكاره ليست أفكارنا، وطرقه ليست طرقنا (راجع أشعيا 55، 8). قداسته إلهيّة، ولذلك يبدو لنا أنَّ فيها تناقضًا. فحركة الله العليّ هي أن يتنازل، أن يصير صغيرًا، مثل حبّة الخردل، ومثل بذرة إنسان في أحشاء امرأة. أن يصير غير مرئي. هكذا يبدأ في أن يأخذ على عاتقه الكتلة الكبيرة وغير المحتملة من خطيئة العالم.

ويقابل حركة الله هذه، في الإنسان، شكوى الذّات. وهذا ليس أوّلًا حقيقة أخلاقيّة، بل هو حدث إلهيّ، كما هو الحال دائمًا، وكما هو في الحياة المسيحيّة. إنّه عطيّة من الله، وعمل الرّوح القدس، ومن جهتنا، هو فعل تنازل مع الله، أن نجعل موقف الله موقفنا، فنجعله جزءًا منّا، ونقبله. هذا ما صنعته مريم العذراء، التي لم يكن فيها أيّ شيء تشكو به نفسها، فتركت نفسها كاملة في تنازل الله، وتجرّد الابن، ونزول الرّوح القدس. بهذا المعنى، يمكننا أن نسمّي التّواضع فضيلة إلهيّة.

شكوى الذّات يساعدنا، لكي نتنازل ونَتَّضِع، ونذهب إلى سِرِّ المصالحة. يمكن لكّل واحد أن يفكّر: متى كانت آخر مرّة اعترفت فيها عن خطاياي؟

 

نحن مبارَكون فنُبارِك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنّ تجسّد الكلمة يُثبت لنا أنّ الله لم يلعنّا بل باركنا. وأكثر من ذلك، يُبيّن لنا أنّ في الله لا توجد لعنة، بل بركة فقط ودائمًا.

نتذكّر بعض التّعابير من رسائل القدّيسة كاترينا من سيينا، مثل هذا التّعبير: “يبدو أنّه لا يريد أن يتذكّر الإساءات التي نوجّهها إليه، ولا يريد أن يُديننا إلى الأبد، بل يصنع رحمة دائمًا” (الرّسالة 15).

لكنّا نشير قبل كلّ شيء إلى القدّيس بولس، في الافتتاح المدهش لنشيد رسالته إلى أهل أفسس:

“تَبارَكَ اللهُ أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيح. فقَد بارَكَنا كُلَّ بَرَكَةٍ روحِيَّةٍ في السَّمَواتِ في المَسيح” (أفسس 1، 3).

هذا هو الأساس في قولنا للخير، في مباركتنا للغير: نحن مبارَكون، ولأنّنا مبارَكون يمكننا أن نُبارِك.

كلّنا بحاجة لأن نغمر أنفسنا في هذا السِّرّ، وإلّا فنحن نوشك أن نجفَّ، فنصير مثل القنوات الجافّة واليابسة التي لا يبقى فيها حتّى قطرة ماء. والعمل في المكاتب هنا في الكوريا يكون مرارًا جافًّا، ومع مرور الوقت يجعلنا جافّين، إن لم نُنشِّط أنفسنا بخبرات رعويّة، أو بلحظات لقاء، أو بعلاقات ودّيَّة، وبمجّانيّة. وفي ما يخصّ الخبرات الرّعويّة، أسأل خصوصًا الشّباب إن كان لهم خبرات رعويّة: إنّه أمرُ مهمّ جدًّا. ولهذا السّبب، خصوصًا، نحن بحاجة لأن نقوم بالرّياضة الرّوحيّة كلّ سنة: لكي نغمر أنفسنا في نعمة الله، بصورة كاملة. ونتشبّع من الرّوح القدس، ومن الماء الحيّ الذي فيه كلّ واحدٍ منّا، يجد الله يحبه ويريده ”منذ البداية“. عندها نعم، إن كان قلبنا مغمورًا في هذه البركة الأصليّة، إذّاك نصير قادرين أن نُبارك الجميع، حتّى الذين لا نطمئنَّ إليهم، وحتّى الذين أساءوا إلينا.

النّموذج الذي علينا أن ننظر إليه، كالعادة، هي أمّنا، سيِّدتنا مريم العذراء. إنّها المُباركَة بامتياز. هكذا حَيَّتها أليصابات عندما استقبلتها في بيتها: “مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!” (لوقا 1، 42). وهكذا نتوجّه نحن إليها في صلاة ”السّلام عليكِ يا مريم“. فيها تحقّقت ”البركة الرّوحيّة في المسيح“، قبل الزّمن بالتّأكيد ”في السّماوات“، وعلى الأرض أيضًا، في التّاريخ، عندما ”امتلأ“ الزّمن بحضور الكلمة المتجسِّد (راجع غلاطية 4، 4). هو البركة. وهو الثّمرة التي تُبارِك الأحشاء، الابن الذي يُبارِك الأمّ: “ابنَةُ ابنِكِ”، كما كتب دانتي. وهكذا، حملت مريم، المباركة، إلى العالم البركة التي هي يسوع.

يوجد لوحة، في مكتبي، وهي التّنازل (synkatabasis). في اللوحة، يَدَي سيّدتنا مريم العذراء تبدو كأنّها سلّمٌ صغيرٌ، والطّفل يسوع ينزل من على السّلم. الطّفل يحمل بيده الشّريعة، وباليدِ الأخرى يُمسك بأمّه حتّى لا يسقط. هذه هي مهمّة سيّدتنا مريم العذراء: أن تحمل الابن. وهذا ما تصنعه في قلوبنا.

 

صُنَّاع البركة

أيّها الإخوة والأخوات، ونحن ننظر إلى مريم، صورة الكنيسة ومثالها، نُدرِك البُعد الكنسي للبَرَكَة. وفي سياقنا هذا، أودّ أن ألخّصها بهذه الطّريقة: في الكنيسة، التي هي علامة وأداة بركة الله للبشريّة، نحن كلّنا مدعوّون إلى أن نصير صُنَّاع بركة. ليس فقط مُباركين، بل صُنَّاع بركة: نُعلّم، ونعيش كصُنَّاع لكي نُبارك.

يمكننا أن نتخيّل الكنيسة كأنّها نهر كبير يتفرّع إلى آلاف وآلاف الجداول والسّيول والرّوافد – على غرار حوض الأمازون – لتروي العالم كلّه ببركة الله، التي تنبع من سِرِّ المسيح الفصحيّ.

الكنيسة تبدو لنا وكأنّها تتميمٌ لمشيئة الله التي أعلنها لإبراهيم منذ اللحظة الأولى التي فيها دعاه إلى أن يغادر أرض آبائه. قال له: “وأنا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبيرة وأُبارِكُكَ […] ويَتَبارَكُ بِكَ جَميعُ عَشائِرِ الأَرض” (تكوين 12، 2-3). هذه المشيئة تقوم على تدبير الخلاص كلّه في العهد بين الله وشعبه، الذي هو ”مُختَار“ ليس بمعنى الاستبعاد، بل العكس، بالمعنى الذي نسمّيه كاثوليكيًّا وقد نقول مثل عمل ”الأسرار“ المحيي: أي أن نجعل العطيّة لنا تصل إلى الجميع بعطاء مثالي، بل عن طريق الشّهادة، أو الاستشهاد.

وهكذا، في سِرِّ التّجسّد، بارك الله كلّ رجل وامرأة يأتون إلى هذا العالم، ليس بمرسوم نازل من أعالي السّموات، بل بواسطة جسد يسوع، الحمل المبارك والمولود من مريم المباركة (راجع القدّيس أنسيلمس، خطاب 52).

أُحبّ أن أفكّر في الكوريا الرّومانيّة كأنّها ورشة عمل كبيرة فيها مهام كثيرة مختلفة، والكلّ يعملون لهدف واحد، وهو البركة، ونشر بركة الله وبركة الكنيسة الأمّ في العالم.

أفكّر خصوصًا في عمل ”الكاتب“ المخفيّ، المسمّى “minutante” – أرى البعض منهم هُنا وهم جيّدون، شكرًا! – الذي يُعِدّ في غرفته رسالةً، حتّى تصل صلاة وبركة البابا إلى شخص مريض، أو إلى أمّ، أو إلى أب، أو إلى سجين، أو إلى مُسنّ، أو إلى طفل. وما هو هذا العمل؟ أليس هو أن نكون صنَّاعًا للبركة؟ ”الكاتب“ “minutante” هو صانع البركة. قالوا لِي إن كاهنًا قدّيسًا كان يعمل منذ سنوات في أمانة سرّ الدّولة، قد علَّق على باب غرفته من الدّاخل ورقة كتب عليها: ”عملي مُتواضع، ومُهان، ومُذلّ“. إنّها رؤية سلبيّة بعض الشّيء، لكن فيها شيئًا من الحقيقة والصّلاح. أقول إنّها تُعبّر عن أسلوب العمل الأصيل في الكوريا، الذي يجب أن نفهمه بشكل إيجابيّ: التّواضع كطريق للبركة. طريق الله الذي تنازل في يسوع وجاء ليسكن حالتنا البشريّة، وهكذا باركنا.

أيّها الأعزّاء، جميلٌ أن نفكّر في أنّه من خلال العمل اليوميّ، وخاصةً المخفيّ، يمكن لكلّ واحدٍ منّا أن يُساهم في حمل بركة الله إلى العالم. لكن علينا أن نكون منطقيّين: إذ لا يمكننا أن نكتب بركات ثمّ نتكلّم بالسّوء على أخينا أو أختنا، فهذا يُفسِد البركة. وهذه هي أمنيتي لكم: ليساعدنا الرّبّ يسوع، الذي وُلِدَ من أجلنا في التّواضع، لنكون دائمًا رجالًا ونساءً يُبارِكون.

عيد ميلاد مجيد للجميع!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: تكلّموا بالخير ولا تتكلّموا بالسّوء على الآخرين appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>