المقابلة العامة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/pope-francis/general-audience/ The World Seen From Rome Fri, 22 Nov 2024 18:16:19 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png المقابلة العامة Archives - ZENIT - Arabic https://ar.zenit.org/category/pope-francis/general-audience/ 32 32 البابا يعلن تاريخي إعلان قداسة كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي https://ar.zenit.org/2024/11/22/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%84%d9%86-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a-%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%84%d9%88-%d8%a3/ Fri, 22 Nov 2024 18:16:19 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75044 أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني 2024

The post البابا يعلن تاريخي إعلان قداسة كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“أودّ أن أعلن أنه في العام المقبل، أثناء يوم المراهقين، سأحتفل بإعلان قداسة الطوباوي كارلو أكوتيس، وأنه في العام نفسه أيضًا، في اليوم المخصص للشبيبة، سأحتفل بإعلان قداسة الطوباوي بيير جورجيو فراساتي”، هذا ما أعلنه البابا فرنسيس أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني 2024.

في الواقع، أتى الحجاج من العالم أجمع للإصغاء إلى تعليم البابا، وصفّقوا تصفيقًا حارًا عند سماعهم الخبرين، إذ تمّ الكشف أخيرًا عن تاريخي إعلان قداسة الشابّين خلال يوبيل الرجاء.

سيتمّ إعلان قداسة كارلو أكوتيس في 27 نيسان 2025، أثناء يوبيل المراهقين الذي سينعقد في روما من 25 نيسان حتى 27 منه. توفي هذا القديس الأوّل في الألفيّة، والملقّب “بالرسول الإلكترونيّ” في العام 2006 بسرطان في الدم، بعمر ناهز 15 عامًا. كانت حياته القصيرة موجَّهَة بالكامل نحو يسوع والآخرين.

أما القديس المستقبلي الطوباويّ بيير جورجيو فراساتي فستُعلن قداسته يوم الأحد 3 آب 2025، لمناسبة يوبيل الشبيبة، الذي سينعقد في روما من 28 تموز حتى 3 آب. توفّي بسبب شلل الأطفال في تموز 1925، عن عمر ناهز 24 عامًا، وكان يولي اهتمامًا دائمًا بالفقراء والمعوزين. تجدر الإشارة إلى أنه ستتمّ إعلان قداسته بعد قرن على وفاته.

اللقاء العالميّ الأوّل لحقوق الأطفال

أعلن البابا فرنسيس أمرًا آخرًا بالغ الأهمية وهو اللقاء العالمي الأوّل لحقوق الأطفال في 3 شباط 2025 والذي سيحمل عنوان: “لنحبّه ولنحمِه”، بمشاركة خبراء وشخصيات من بلدان مختلفة.

وفسّر البابا: “إنها ستكون مناسبة لإنقاذ الملايين من الأطفال المحرومين من حقوقهم حتى اليوم وحمايتهم، ويعيشون بظروف خطيرة، يتعرّضون للاستغلال وسوء المعاملة ويعانون الفقر وعواقب الحروب المأساوية”.

The post البابا يعلن تاريخي إعلان قداسة كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عطايا الرّوح من أجل الخير العام… عطايا الله لنا https://ar.zenit.org/2024/11/21/%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%91%d9%88%d8%ad-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d9%8a%d8%a7/ Thu, 21 Nov 2024 11:13:33 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75018 النصّ الكامل لتعليم قداسة البابا فرنسيس
خلال المقابلة العامّة
يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني - ساحة القدّيس بطرس

The post عطايا الرّوح من أجل الخير العام… عطايا الله لنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرُّوح والعروس. الرُّوح القُدُس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا

14. مواهب العروس (الكنيسة)

المواهب، عطايا الرُّوح من أجل الخَيرِ العامّ

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

في دروس التّعليم المسيحيّ الثّلاثة الأخيرة، تكلّمنا على عمل الرُّوح القُدُس المقدِّس الذي يتحقّق في الأسرار، والصّلاة، وباقتداء مثال أمّ الله. لكن لنصغِ إلى ما يقوله نصّ معروف من المجمع الفاتيكاني الثّاني: “الرُّوح القدس يقدِّس شعب الله بالأسرار المقدّسة والخِدْمات، ويقوده ويزيّنه بالفضائل، وعلاوة على ذلك يوزّع على كلّ واحد مواهبه، كيفما يشاء” (راجع 1قورنتس 12، 11) (راجع نور الأمم، 12). نحن أيضًا لنا مواهبنا الخاصّة التي يُعطيها الرّوح القدس لكلّ واحد منّا.

لذلك، حان الوقت لنتكلّم على الطّريقة الثّانية لعمل الرُّوح القُدُس، وهو العمل بحسب المواهب (الكاريزما). إنّها كلمةٌ صَعبةٌ قليلًا، سأشرحُها. شيئان يساعدان على تحديد معنى الموهبة (الكاريزما). أوّلًا، الموهبة عطيّة “من أَجْلِ الخَيرِ العامّ” (1 قورنتس 12، 7)، لكي تكون مفيدة للجميع. في عبارة أخرى، ليست مخصصة بصورة عاديّة أو رئيسيّة لتقديس الشّخص نفسه، بل هي ”لخدمة“ الجماعة (راجع 1 بطرس 4، 10). ثانيًا، الموهبة تُعطى ”لشخص واحد“ أو ”لبعض الأشخاص“ بصورة خاصّة، وليس للجميع بالطّريقة نفسها. وهذا ما يميِّزها عن النّعمة المقدِّسة، والفضائل الإلهيّة، والأسرار، هذه كلّها متشابهة ومشتركة للجميع. الموهبة تُعطى لشخص أو لجماعة مؤمنين محدّدة. إنّها عطيّة يُعطيك الله إيّاها.

وهذا ما يوضّحه لنا أيضًا المجمع. النّص يقول: الرّوح القُدُس “يوزّع أيضًا على المؤمنين من كلّ درجة نِعَمًا خاصّة تجعل كلّ واحد أهلًا ومستعدًّا لتحمّل التبعات المختلفة والخدم المفيدة لتجديد الكنيسة وانتشارها، كما ورد: “لِكُلِّ واحِدٍ يوهَبُ ما يُظهِرُ الرُّوحَ لأَجْلِ الخَيرِ العامّ (1 قورنتس 12، 7)” (راجع نور الأمم، 12).

المواهب هي ”الحُلَى“ والزّينة التي يوزّعها الرُّوح القُدُس ليجعل عروس المسيح جميلة. ومن هنا، نفهم لماذا ينتهي نصّ المجمع بالتوصيّة التّالية: “فهذه المواهب، أكثرُها بهاء وإلى أشدّها بساطة، حتّى أوسعِها انتشارًا، يجب أن تُقبل بالشّكر وأن تحمل التّعزية، إذ أنّها قبل كلّ شيء قد أتت طبقًا لحاجات الكنيسة جوابًا عليها” (نور الأمم، 12).

قال البابا بندكتس السّادس عشر: “من ينظر إلى تاريخ الحقبة ما بعد المجمع يمكنه أن يلاحظ ديناميكيّة التّجدّد الحقيقيّ، الذي اتّخذ مرارًا أشكالًا غير متوقّعة في حركات مليئة بالحياة، وجعل أمرًا ملموسًا وعمليًّا، حيويّة الكنيسة المقدّسة التي لا تنضب”.

يجب علينا أن نكتشف المواهب من جديد لأنّ ذلك يعزِّز دور العلمانيّين، وخاصّة المرأة، فيُفهَم ليس فقط على أنّه أمر مؤسّسيّ واجتماعيّ، بل يُفهَم في بُعده الكتابي والرّوحيّ. العلمانيّون ليسوا الأخيرين، لا، العلمانيّون ليسوا مجرّد مُعاونين خارجيّين أو ”قوّات مساعدة“ للإكليروس، لا! بل لهم مواهب وعطايا خاصّة، يساهمون بها في رسالة الكنيسة.

ونُضيف أمرًا آخر: عندما نتكلّم على المواهب، يجب أن نزيل فورًا التباسًا أو سوء فهم، وهو أن نساوي المواهب بالمهارات والقدرات المُدهشة والاستثنائيّة. هذه عطايا عاديّة، تَكتسب قيمة خارقة العادة إن ألهمها الرُّوح القُدُس وتجسّدت في مواقف الحياة بالمحبّة. تفسير وفهم الموهبة مهمّ، لأنّ مسيحيّين كثيرين، عندما يسمعون الكلام على المواهب، يشعرون بالحزن والإحباط، لأنّهم يعتقدون أنّ لا مواهب لهم، ويشعرون بأنّهم مستبعدون أو مسيحيّون من الدّرجة الثّانية. رَدَّ القدّيس أغسطينس من قبل في زمنه على هؤلاء بمقارنة بليغة، قال لشعبه: “إن كنتَ تحب ما تملكه، هذا ليس بالشّيء القليل. وإن كنتَ تحِبّ الوَحدةَ بين الجميع، فكلّ ما فيها يملكه كلّ واحد، فتملكه أنت. العَين وحدها في الجسد لها القُدرة لأن ترى، ولكن هل ترى لنفسها فقط؟ لا، إنّها ترى من أجل اليد، ومن أجل القدم، ومن أجل جميع الأعضاء” [1].

هذا هو السّرّ الذي من أجله وَصَفَ الرّسول المحبّة بأنّها ”الطّريق الأفضل“ (راجع 1 قورنتس 12، 31): فهي تجعلني أحبّ الكنيسة، أو جماعة المؤمنين التي أعيش فيها، وفي الوَحدة، كلّ المواهب، وليس البعض منها فقط، هي ”مواهبي“، كما أنّ ”مواهبي“، حتّى لو بَدَت قليلة، هي للجميع ومن أجل خير الجميع. المحبّة تُضاعف المواهب، وتجعل موهبة الشّخص، الشّخص الواحد، موهبة الجميع. شكرًا!

*******

قِراءَةٌ مِن رسالةِ القدِّيسِ بولس الرَّسولِ الأُولَى إلى أهلِ قُورِنتُس (12، 1. 4-7. 11)

أَمَّا المَواهِبُ الرُّوحِيَّة، أَيُّها الإِخوَة، فلا أُريدُ أَن تَجهَلوا أَمْرَها. إِنَّ المَواهِبَ على أَنواع وأَمَّا الرُّوحُ فهو هو، وإِنَّ الخِدْماتِ على أَنواع وأَمَّا الرَّبُّ فهو هو، وإِنَّ الأَعمالَ على أَنواع وأَمَّا الله الَّذي يَعمَلُ كُلَّ شَيءٍ في جَميعِ النَّاسِ فهو هو. لِكُلِّ واحِدٍ يوهَبُ ما يُظهِرُ الرُّوحَ لأَجْلِ الخَيرِ العامّ. وهذا كُلُّه يَعمَلُه الرُّوحُ الواحِدُ نَفْسُه مُوَزِّعًا على كُلِّ واحِدٍ ما يُوافِقُه كما يَشاء.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ والمواهب، وقال: الرُّوحُ القُدُس يُقَدِّسُ شعبَ اللهِ بالأسرارِ المقدَّسةِ والخِدْمات، ويقودُهُ ويُزَيِّنُهُ بالفضائِل، وعلاوةً على ذلك يُوزِّعُ على كلِّ واحدٍ مواهِبَه، كيفما يشاء. المواهبُ تُعطَى للبعضِ لكن لأَجلِ الخَيرِ العامّ، وتَختَلِفُ عَن النِّعَمِ الَّتي تُعطَى للجميع. وهي مِثلُ زينةٍ يُزَيِّنُ بها المسيحُ عروسَه الكنيسة. وهي مُتَنَوِّعَة، بسيطةٌ أو ساطعةٌ أو خارقة، بحسبِ حاجاتِ الكنيسة. وعلَى المسيحيّ أنْ يَقبَلَها بشُكرٍ لأهمِّيَّةِ دَورِها في تجديدِ الكنيسةِ ورسالَتِها. المواهبُ ليست مهاراتٍ وقُدُراتٍ خاصَّةً في المؤمن: يُمكِنُ أنْ تصيرَ موهبةً مفيدةً للجميعِ بقوَّةِ الرُّوحِ القُدُس، وإنْ تجسَّدَت في مواقِفِ الحياةِ بالمحبَّة. والمحبَّةُ هي المواهب، بل تُضاعِفُ المواهب، وتَجعَلُ موهِبَةَ الشَّخصِ الواحدِ موهِبَةَ الجميع، مِن أجل خيرِ الكنيسة.

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. المواهبُ هي عطايا الرُّوحِ القُدُس، ليست مِن أجلِ المَنفَعَةِ الشَّخصِيَّة، بل مِن أجلِ الخَيرِ العامّ، واستمرارِ رسالةِ الكنيسة. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

_________________

[1] القدّيس أغسطينس، مؤلّفات عن القدّيس يوحنّا، 32، 8.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post عطايا الرّوح من أجل الخير العام… عطايا الله لنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
مريم والروح القدس https://ar.zenit.org/2024/11/13/%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3/ Wed, 13 Nov 2024 19:52:20 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74903 النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024

The post مريم والروح القدس appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

من بين الوسائل المختلفة التي يحقِّق بها الرّوح القُدُس عمله في تقديس الكنيسة – كلمة الله، والأسرار المقدّسة، والصّلاة – هناك وسيلة خاصّة وهي التّقوى المريميّة. في التّقليد الكاثوليكيّ يوجد هذا الشّعار، وهذا القول: ”Ad Iesum per Mariam“ أي ”إلى يسوع عن طريق مريم“. سيِّدتنا مريم العذراء تجعلنا نرى يسوع. فهي التي تفتح لنا الأبواب، دائمًا! سيِّدتنا مريم العذراء هي الأمّ التي تأخذنا بيَدِنا نحو يسوع. سيِّدتنا مريم العذراء لا تُشير أبدًا إلى نفسها، بل تُشير إلى يسوع. وهذه هي التّقوى المريميّة: إلى يسوع عن طريق يَدَيّ سيِّدتنا مريم العذراء.

القدّيس بولس يصف الجماعة المسيحيّة بأنّها “رِسالَةٌ مِنَ المسيح، أُنشِئَت عن يَدِنا، ولم تُكتَبْ بِالحِبْر، بل بِرُوحِ اللهِ الحَيّ، لا في أَلواحٍ مِن حَجَر، بل في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم” (2 قورنتس 3، 3). مريم، بكونها أوّل تلميذة وصورة للكنيسة، هي أيضًا رسالة كتَبَها روح الله الحَيّ. ولهذا، يمكن أن “يَعرِفَها ويَقرَأَها جَميعُ النَّاس” (2 قورنتس 3، 2)، حتّى الذين لا يعرفون قراءة كتب اللاهوت، وأولئك ”الصّغار“ الذين يقول لهم يسوع إنّ الله كشف لهم أسرار الملكوت المخفيّة عن الحكماء (راجع متّى 11، 25).

بقولها ”نعم“ – عندما قالت مريم للملاك: ”نعم، لتكن مشيئة الرّبّ“، فقبلت أن تكون أمًّا ليسوع -، كان الأمر كما لو أنّ مريم قالت لله: ”هأنذا، لوح للكتابة: ليَكتب الكاتب ما يشاء، ويَفعل بي ما يريد ربّ الجميع“ [1]. في ذلك الوقت، كان يُكتب على ألواح مغطّاة بالشّمع. أمّا اليوم فنقول إنّ مريم قدّمت نفسها صفحةً بيضاء ليَكتب الله عليها ما يشاء. كتب أحد كبار المفسّرين أنّ لفظة ”نعم“، التي قالتها مريم للملاك، تمثّل “قمّة كلّ سلوك ديني أمام الله، لأنّها تعبِّر بأسمى طريقة عن الاستعداد للقبول والاستعداد للعمل، والفراغ العميق الذي يقابله الامتلاء الكبير” [2].

هكذا، إذن، تُعَدُّ والدة الله أداةً للرّوح القُدُس في عمله لتقديس الكنيسة. في وسط سيل لا ينتهي من الكلام الذي قيل وكُتب عن الله، وعن الكنيسة، وعن القداسة (والتي لا يستطيع قراءتها وفهمها سوى القليلين أو لا أحد)، مريم تقترح علينا كلمتَين بسيطتَين يمكن للجميع، حتّى البسطاء، أن يقولوهما في أيّ مناسبة: ”هأنذا“ و”فليَكُن“. مريم هي التي قالت ”نعم“ لله، وبمثالها وشفاعتها تدفَعُنا أيضًا لنقول ”نعم“ له، في كلّ مرّة نجد أنفسنا أمام طاعة يجب أن نحقّقها أو محنة يجب أن نتجاوزها.

الكنيسة تجد نفسها، في كلّ عصر من تاريخها، وخصوصًا في هذا الوقت، في نفس الوضع الذي كانت فيه الجماعة المسيحيّة غداة صعود يسوع إلى السّماء. إذ عليها أن تعظ بالإنجيل لجميع الأمم، وهي في انتظار ”القدرة من العُلى“ لكي تستطيع أن تقوم بذلك. ولا ننسى أنّه في ذلك الوقت، كما نقرأ في سِفر أعمال الرّسل، كان التّلاميذ مجتمعين حول “مَريَم أُمّ يسوع” (أعمال الرّسل 1، 14).

صحيح أنّ هناك نساء أخريات كنّ مع مريم في العُلِّيَّة، لكن حضورها كان مختلفًا وفريدًا بينهنّ جميعًا. كان يوجد رباط فريد وأبديّ غير قابل للكسر بين مريم والرّوح القُدُس، وهو شخص المسيح نفسه، الذي “تجسَّدَ بقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس، ومِن مَريَمَ العَذراء”، كما نصلّي في قانون الإيمان. الإنجيليّ لوقا يشير بوضوح إلى التّطابق بين مجيء الرّوح القُدُس على مريم في البشارة وبين مجيئه على التّلاميذ في يوم العنصرة، مستخدمًا بعض التّعابير المتطابقة في الحالتَين.

القدّيس فرنسيس الأسيزي، في إحدى صلواته، يحيِّي مريم العذراء بصفتها “ابنة وخادمة الملك العلِيّ، الآب السّماوي، وأمّ الرّبّ القدوس يسوع المسيح، وعروس الرّوح القُدُس” [3]. ابنة الآب، وأمّ الابن، وعروس الرّوح القُدُس! لم يكن بإمكانه أن يصوِّر العلاقة الفريدة لمريم مع الثّالوث الأقدس بكلام أبسط.

مثل كلّ الصُّوَّر، فإنّ صورة ”عروس الرّوح القُدُس“ ينبغي ألّا نفهمها بمعنى مطلق، بل يجب فهمها بقدر ما فيها من حقيقة، وهي حقيقة جميلة جدًّا. فمريم هي العروس، لكنّها أوّلًا، تلميذة الرّوح القُدُس. فلنتعلَّم منها أن نكون طيِّعِين لإلهامات الرّوح، خاصّة عندما يُلهِمُنا ”أن ننهض بسرعة“ ونذهب لمساعدة أحد محتاج لنا، كما فعلت هي مباشرة بعد أن تركها الملاك (راجع لوقا 1، 39). شكرًا!

*******

قِراءَةٌ مِن سِفرِ أعمالِ الرُّسل (1، 12-14)

رجَعَ [التَّلاميذُ] إِلى أُورَشَليمَ مِنَ الجَبَلِ الَّذي يُقالُ لَه جَبَلُ الزَّيتون، وهُو قَريبٌ مِن أُورَشَليم على مَسيرَةِ سَبْتٍ مِنها. ولَمَّا وَصَلوا إِلَيها صَعِدوا إِلى العُلِّيَّةِ الَّتي كانوا يُقيمونَ فيها، وهُم بُطرُس ويوحَنَّا، ويَعْقوب وأَندَراوُس، وفيلِبُّس وتوما، وبَرتُلُماوُس ومَتَّى، ويَعْقوبُ بنُ حَلْفى وسِمْعانُ الغَيور، فيَهوذا بنُ يَعْقوب. وكانوا يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِد، معَ بَعضِ النِّسوَةِ ومَريَمَ أُمِّ يسوع ومعَ إخوَتِه.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ ومريمَ العذراء، وقال: الوسيطُ الحقيقيّ والوحيدُ بيننا وبينَ المسيح، والَّذي يُشِيرُ إليه يسوعُ نفسُه، هو الرُّوحُ القُدُس، الَّذي يَستَخدِمُ مريمَ العذراء كوسيلةٍ خاصَّة لِيُوصِلَنا إلى يسوع. وَصَفَ القِدُّيسُ بولس الجماعةَ المسيحيَّةَ بأنَّها رسالةٌ مكتُوبَةٌ بروحِ اللهِ الحَيّ. ومريم، بِكَونِها أوَّلَ تلميذَةٍ وصورَةٍ للكنيسة، هي أيضًا رسالةٌ كَتَبَها روحُ اللهِ الحَيّ. فعندما قالَت مريمُ ”نَعَم“ لِبشارَةِ الملاك، قَدَّمَت نفسَها للهِ صفحةً بيضاء ليَكتُبَ عليها ما يشاء. فصارَت أَداةً للرُّوحِ القُدُس في عَمَلِهِ لِتَقدِيسِ الكنيسة، ومثالًا أعلَى للطَّاعَةِ والإيمان. فرنسيس الأسيزي، في إحدَى صلواتِه، يحيِّي مريمَ العذراءِ بِصِفَتِها ابنةِ الآب، وأمِّ الابن، وعروسِ الرُّوحِ القُدُس. فمريم هي العروس، لكنَّها أوَّلًا، تِلمِيذَةُ الرُّوحِ القُدُس. وهي تُعَلِّمُنا أنْ نكونَ طيِّعِينَ لإلهاماتِ الرُّوح، خاصَّةً عندما يُلهِمُنا أنْ نَمضِيَ مُسرِعينَ لِمُساعَدَةِ أخٍ مُحتاجٍ إلينا، كما فَعَلَت هي مباشرَةً بعدَ بِشارَةِ الملاكِ لها.   

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. لِنُجَدِّدْ معًا قَولَنا ”نَعَم“ للهِ ولِمَشِيئَتِه، واثِقِينَ بِه، مِثلَ مريم. فهُوَ سَيَمنَحُنا حياةً جديدةً وأفضلَ. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

______________________

[1] Cfr Origene, Commento al Vangelo di Luca, framm. 18 (GCS 49, p. 227).

[2] H. Schürmann, Das Lukasevangelium, Friburgo in Br. 1968: trad. ital. Brescia 1983, 154.

[3] Fonti Francescane, Assisi 1986, n. 281.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post مريم والروح القدس appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الله هو الذي يصلّي فينا! ونحن نصلّي إلى الله بحضور الله فينا https://ar.zenit.org/2024/11/06/%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d8%b5%d9%84%d9%91%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%86%d8%ad%d9%86-%d9%86%d8%b5%d9%84%d9%91%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89/ Wed, 06 Nov 2024 12:32:00 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74799 النصّ الكامل لتعليم قداسة البابا فرنسيس
خلال المقابلة العامَّة
الأربعاء 6 تشرين الثّاني 2024‏ - ساحة القدّيس بطرس

The post الله هو الذي يصلّي فينا! ونحن نصلّي إلى الله بحضور الله فينا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرُّوح والعروس. الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا

12. ”الرّوح القدس يشفع لنا“

الرُّوح القُدُس والصّلاة المسيحيَّة

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

عمل الرُّوح القُدُس المقدِّس، يظهر في كلمة الله والأسرار المقدّسة، وأيضًا في الصّلاة. وفي هذا نريد أن نتأمّل اليوم.

الرّوح القدس هو في الوقت نفسه الذي يصلّي فينا وهو موضوع الصّلاة المسيحيّة. أي هو الذي يعطينا أن نصلّي، والصّلاة تعطينا إياه. نحن نصلّي لكي ننال الرّوح القدس، ونناله لكي نصلّي حقًّا، أي نصلِّي صلاةَ أبناءٍ لله لا صلاةَ عبيد.

أوّلًا، يجب علينا أن نصلّي لننال الرّوح القدس. في هذا الموضوع، يوجد في الإنجيل قولٌ واضح ومحدّد ليسوع: “فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يَهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه!” (لوقا 11، 13). كلّ واحد منّا يعرف كيف يعطي الأشياء الجيِّدة للصّغار، سواء كانوا أبناء أو أحفادًا أو أصدقاء. الصّغار يحصلون دائمًا على أشياء جيّدة منّا. وبالتّالي كيف لا يهبنا الآب روحه القدوس؟ وهذا سيمنحنا الشّجاعة للاستمرار. في العهد الجديد، نرى الرّوح القدس ينزل دائمًا في أثناءِ الصّلاة. نزل على يسوع في المعموديّة في نهر الأردن بينما “كانَ يُصَلِّي” (لوقا 3، 21)، ونزل في يوم العنصرة على التّلاميذ بينما “كانوا يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِد” (أعمال الرّسل 1، 14).

الصّلاة هي ”القدرة“ الوحيدة التي لنا على روح الله. على جبل الكرمل، كان أنبياء بعل الكذبة يصيحون لتنزل النّار من السّماء على ذبيحتهم، ولم يحدث شيء لهم. لكن عندما بدأ إيليّا يصلّي، نزلت النّار وأحرقت الذّبيحة (راجع 1 ملوك 18، 20-38). الكنيسة تتبع هذا المثال بأمانة: فهي تتضرّع دائمًا وتقول ”تعال!“ كلّما توجّهت إلى الرّوح القدس. وخاصّة في القدّاس، ليحلّ مثل النّدى ويقدّس الخبز والخمر في الذّبيحة الإفخارستيّة.

وهناك جانب آخر وهو أهمّ وفيه تشجيع أكثر لنا: الرّوح القدس هو الذي يُعطينا الصّلاة الحقيقيّة. القدّيس بولس يؤكّد بأنّ “الرُّوحَ أَيضًا يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجِب، ولكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف. والَّذي يَختَبِرُ القُلوب يَعلَمُ ما هو نُزوعُ الرُّوح فإِنَّه يَشفَعُ لِلقِدِّيسينَ بِما يُوافِقُ مَشيئَةَ الله” (رومة 8، 26-27).

صحيح، نحن لا نُحسِنُ الصّلاة. وسبب ضعفنا هذا في صلاتنا، كان يُعبَّر عنه في الماضي بكلمة واحدة تُستخدم بثلاث طرق مختلفة: اسم، ومفعول به، وحَال. من السّهل أن نتذكّر قولًا مأثورًا، حتّى لمن لا يعرف اللغة اللاتينيّة، ومن الجيّد أن نحفظه في عقلنا، لأنّه يحتوي على معنى عميق كامل: يقول القول المأثور إنّنا نحن البشر ”mali, mala, male petimus“ وتعني: نحن الخطأة (mali)، نطلب أشياء خاطئة (mala)، وبطريقة خاطئة (male). قال يسوع: “اطلُبوا أَوَّلًا مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه” (متّى 6، 33). لكن نحن نطلب ما يُزاد لنا أوّلًا، أي مصالحنا، وننسى تمامًا أن نطلب ملكوت الله.

صحيح أنّ الرّوح القدس يأتي لمساعدتنا في ضعفنا، لكنّه يصنع ما هو أكثر وأهمّ: هو يَشهدُ بأنّنا أبناء الله ويجعلنا نصرخ: “أَبَّا، يا أَبَتِ!” (رومة 8، 15؛ غلاطية 4، 6). ليست الصّلاة المسيحيّة مثل الشّخص الذي يتكلّم من أحد طرفَي الهاتف إلى الله في الطّرف الآخر، لا، بل الله هو الذي يصلّي فينا! ونحن نصلّي إلى الله بحضور الله فينا.

في الصّلاة بالتّحديد يظهر الرّوح القدس لنا مثل ”المؤيِّد“، أي المُحامِي والمُدافِع عنَّا. هو لا يتّهمنا أمام الآب، بل يُدافِع عنّا. نعم، هو يُدافِع عنّا ويُقنعنا بأنّنا خطأة (راجع يوحنّا 16، 8)، ويقوم بذلك ليجعلنا نتذوّق فرح رحمة الآب، لا ليسحقنا بشعورٍ عقيمٍ بالذّنب. وحتّى عندما يوبّخنا قلبنا على شيءٍ ما، هو يذكّرنا أنّ “اللهَ أَكبَر مِن قَلْبِنا” (1 يوحنّا 3، 20).

الرّوح القدس يشفع لأجلنا، ويعلّمنا أيضًا أن نشفع بدورنا للإخوة، ويعلّمنا صلاة الشّفاعة. هذه الصّلاة بشكلٍ خاصّ مرضيّة لدى الله لأنّها مجّانيّة ونزيهة. قال القدّيس أمبروزيوس إنّه عندما يصلّي كلّ واحدٍ من أجل الجميع، يحصل أنّ الجميع يصلّون لكلّ واحد، وتصير الصّلاة متعدّدة [1]. هكذا هي الصّلاة. وهذه مهمّة ثمينة وضّروريّة في الكنيسة، وخاصّة في هذا الوقت للتّحضير لليوبيل: أن نتّحد مع المؤيِّد الذي ”يشفع لنا جميعًا بحسب مشيئة الله“.

ليساعدنا الرّوح القُدُس في الصّلاة، فنحن في أمسّ الحاجة إليه! شكرًا.

*******

قِراءَةٌ مِن رسالَةِ القِدِّيسِبولس الرَّسولِ إلى أهلِ رُومَة (8، 26-27)

الرُّوحُ يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجِب، ولكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف. والَّذي يَختَبِرُ القُلوب يَعلَمُ ما هو نُزوعُ الرُّوح فإِنَّه يَشفَعُ لِلقِدِّيسينَ بِما يُوافِقُ مَشيئَةَ الله.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى عملِ الرُّوحِ القُدُسِ في الصَّلاةِ المسيحيَّة، وقال: الرُّوحُ القُدُس هو الَّذي يُصَلِّي فينا وهو موضوعُ صلاتِنا. نُصَلِّي لكي نَنالَ الرُّوحَ القُدُس، وعندما يَنزِلُ علينا فإنَّهُ يُساعِدُنا لكي نُصَلِّي، صلاةَ أبناءٍ للهِ لا صلاةَ عبيد. الرُّوحُ القُدُس هو الَّذي يُعلِّمُنا ويُعطِينا أنْ نُصَلِّي، فهو يَشفَعُ لنا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف. أحيانًا، نحن لا نُحسِنُ الصَّلاةَ بِسَبَبِ ضَعفِ صلاتِنا، لأنَّنا نَطلُبُ ما يَهُمُّنا ونَنسَى أنْ نَطلُبَ أوّلًا ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ. لهذا فهو يأتي لِمُساعَدَتِنا ونَجدَتِنا. والرُّوحُ القُدُس يَشهَدُ بأنَّنا أبناءُ اللهِ فَيَجعَلُنا نَصرُخُ في صلاتِنا: أَبَّا، يا أَبَتِ! فتصيرَ صلاتُنا تعبيرًا عن عَلاقَتِنا البَنَوِيَّةِ معَ الله. وهو لنا مِثلُ ”المُؤَيِّد“، أي المُحامِيَ والمُدافِعَ عنَّا. فيُبَيِّنَ لنا خطايانا لِيَقودَنا إلى رحمةِ الله. وأخيرًا الرُّوحُ القُدُس يَشفَعُ لأجلِنا، ويُعَلِّمُنا صلاةَ الشَّفاعَةِ أيضًا لكي نَشفَعَ لأجلِ الآخرين، فنكونَ كنيسةً مُتَّحِدَةً معه في صلاتِها أمامَ الله.

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. الرُّوحُ القُدُس هو الَّذي يُلهِمُنا الصَّلاةَ الحقيقيَّةَ، ويُعَلِّمُنا أنْ نُصَلِّيَ مِثلَ أبناءٍ لله، بِثِقَةٍ واستِسلام. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

_____________

 

 

[1] من قايين وهابيل، I، 39.

 


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الله هو الذي يصلّي فينا! ونحن نصلّي إلى الله بحضور الله فينا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا https://ar.zenit.org/2024/10/30/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8f%d9%91%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d9%82%d9%88%d8%af-%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%8a-4/ Wed, 30 Oct 2024 19:47:52 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74707 النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 30 تشرين الأوّل 2024

The post الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

اليوم نواصل تأمّلنا في حضور وعمل الرُّوح القُدُس بالأسرار في حياة الكنيسة.

عمل الرُّوح القُدُس المقدِّس يصل إلينا خاصّة بقناتَين: كلمة الله والأسرار المقدّسة. ومن بين جميع الأسرار المقدّسة، سِرٌّ واحد يُعتبر، بطبيعته، سرّ الرُّوح القُدُس، وهو ما أودّ أن أركّز عليه اليوم. إنّه سرّ الميرون أو التّثبيت.

في العهد الجديد، بالإضافة إلى المعموديّة بالماء، نجد ذِكْرًا لطقسٍ آخر وهو وضع الأيدي، الذي يهدف إلى منح الرّوح القُدُس بشكل مرئيّ وكاريزماتي، مع نتائج مشابهة للتي حدثت للرّسل في يوم العنصرة. يروي سفر أعمال الرّسل حادثة مهمّة في هذا الصّدد. فبعد أن عَلِموا أنّ بعض الأشخاص في السّامرة قبلوا كلمة الله، أرسلوا بطرس ويوحنّا من أورشليم إلى هناك. يقول النّصّ: “فنَزَلا وصَلَّيا مِن أَجْلِهم لِيَنالوا الرُّوحَ القُدُس، لأَنَّه لم يَكُنْ قد نَزَلَ بَعدُ على أَحدٍ مِنهم، بل كانوا قدِ اعتَمَدوا باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ فقط. فوَضَعا أَيدِيَهما علَيهم، فنالوا الرُّوحَ القُدُس” (8، 15-17).

يضاف إلى ذلك ما كتبه القدّيس بولس في الرّسالة الثّانية إلى أهل قورنتس: “إِنَّ الَّذي يُثَبِّتُنا وإِيَّاكُم لِلمسيح والَّذي مَسَحَنا هو الله، وهو الَّذي خَتَمَنا بِخَتمِه وجَعَلَ في قُلوبِنا عُربونَ الرُّوح” (1، 21-22). موضوع الرّوح القدس باعتباره ”الختم الملكيّ“ الذي به يختم المسيح خِرَافَه، هو على أساس التّعليم أنّه يمنح في هذه الرّتبة ”سمَةً لا تُمحى“.

مع مرور الوقت، صارت رتبة المسحة سرًّا مستقلًّا، واكتسبت أشكالًا ومضامين مختلفة عبر العصور وفي الطّقوس المختلفة للكنيسة. لا يتّسع المجال هنا لأن نستعرض هذه القصّة المعقّدة كثيرًا. سرّ التّثبيت، كما تفهمه الكنيسة حاليًّا، يبدو لي موصوفًا بطريقة بسيطة وواضحة في التّعليم المسيحيّ للبالغين الصّادر عن مجلس الأساقفة الإيطاليّ. يقول التّعليم: “التّثبيت هو لكلّ مؤمن وهو ما كانت عليه العنصرة لكلّ الكنيسة. […] إنّه يقوّي الاندماج بالعموديّة مع المسيح ومع الكنيسة، والتّكريس للرّسالة النّبويّة والملكيّة والكهنوتيّة. ويعطي مواهب الرُّوح القُدُس وافرة […]. لذلك، إن كانت المعموديّة هي سرّ الولادة، فإنّ الميرون (التّثبيت) هو سرّ النّموّ. لهذا هو أيضًا سرّ الشّهادة بالإيمان، لأنّ الشّهادة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنضج الحياة المسيحيّة” [1] .

المشكلة هي كيف نجعل سرّ التثبيت لا يصير عمليًّا ”مسحة أخيرة“، أي ”الوداع“ للكنيسة. يُقال إنّه ”سرّ الوداع الأخير“، لأنّه عندما يناله الشّباب فإنّهم يبتعدون عن الكنيسة، ويعودون بعد ذلك من أجل سرّ الزّواج. هكذا يقول النّاس. لكن علينا أن نعمل ليكون سرّ البداية لمشاركة فعّالة في حياة الكنيسة. قد يبدو هذا هدفًا مستحيلًا، إن نظرنا إلى الوضع الحالي في الكنيسة عمومًا، ولكن هذا لا يعني أنّنا يجب أن نتوقّف عن السّعي لتحقيقه. لن يكون الأمر كذلك بالنّسبة لكلّ الذين يتقدّمون لنيل سرّ التّثبيت، سواء كانوا شبابًا أم بالغين، ولكن من المهمّ أن يكون كذلك على الأقل لبعضهم، الذين سيصيرون بعد ذلك المنشّطين في جماعة المؤمنين.

 يمكن أن يكون من المفيد، لتحقيق هذا الهدف، الاستعانة، في التّحضير للسّرّ، بالمؤمنين العلمانيّين الذين التقوا المسيح شخصيًّا واختبروا خبرة الرُّوح الحقيقيّة. بعض الأشخاص يقولون كانت تلك مثل تفتُّح وإزهار لسّرّ التّثبيت الذي نالوه عندما كانوا شبابًا.

وهذا لا يهمّ فقط الذين سينالون سرّ التّثبيت بعد حين، بل يهمّ كلّ واحد منّا وفي كلّ وقت. ومع التّثبيت والمسحة، نلنا أيضًا، كما أكّد الرّسول، عربون الرُّوح الذي يُطلق عليه في مواضع أخرى “باكورةُ الرُّوحِ” (رومة 8، 23). علينا أن ”نستخدم“ هذا العربون، وأن نتذوَّق باكورةَ الرُّوحِ هذه، لا أن ندفن المواهب التي تلقيناها تحت الأرض.

دعا القدّيس بولس تلميذه طيموتاوُسَ إلى أن “يُذَكِّيَ هِبَةَ اللهِ الَّتي فِيه بِوَضْعِ اليَدَين” (راجع 2 طيموتاوُسَ 1، 6)، والفعل المستخدم يشير إلى صورة من ينفخ على النّار لإحياء لهيبها. هذا هدف جميل لسنة اليوبيل! أن نزيل رماد العادة وعدم الالتزام فينا، ونصير، مثل حاملي الشّعلة في الألعاب الأولمبيّة، حاملي شعلة الرُّوح. ليساعدنا الرُّوح لاتّخاذ بعض الخطوات في هذا الاتّجاه!

*******

قِراءَةٌ مِن سِفرِ أعمالِ الرُّسل (8، 14-17)

وسَمِعَ الرُّسُلُ في أُورَشَليم أَنَّ السَّامِرَةَ قَبِلَت كلِمَةَ الله، فأَرسَلوا إِلَيهم بُطرُسَ ويوحنَّا، فنَزَلا وصَلَّيا مِن أَجْلِهم لِيَنالوا الرُّوحَ القُدُس، لأَنَّه لم يَكُنْ قد نَزَلَ بَعدُ على أَحدٍ مِنهم، بل كانوا قدِ اعتَمَدوا باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ فقط. فوَضَعا أَيدِيَهما علَيهم، فنالوا الرُّوحَ القُدُس.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى عملِ الرُّوحِ القُدُسِ في سرِّ التَّثبيت، وقال: في سرِّ التَّثبيتِ ينالُ المسيحيُّ الرُّوحَ القُدُسَ كما حدثَ معَ الرُّسلِ في يوم العنصرة. ويَتَضَمَّنُ السِّرُّ أيضًا المسحةَ بالزَّيتِ المقدَّسِ وهي الخَتمُ الرُّوحيّ، السِّمَةُ الَّتي لا تُمحَى في نفوسِنا. وسِرُّ التَّثبيت يقوِّي اندماجَنا بالمعموديَّةِ معَ المسيحِ ومعَ الكنيسة، وتكريسَنا للرِّسالةِ النَّبَوِيَّةِ والمَلَكِيَّةِ والكَهنوتِيَّة. ويَمنَحُنا أيضًا مواهبَ الرُّوحِ القُدُس. المعموديَّةُ هي سرُّ الولادَة، والتَّثبيتُ هو سرُّ النُّمُوّ، والشَّهادَةُ بالإيمان، والمُشارَكَةُ الفعَّالةُ في حياةِ الكنيسة. لذلك مِن المُهِمِّ لكلِّ مُتَقَدِّمٍ مِن هذا السِّرِّ وكلِّ مسيحيّ أنْ يَلتَقِيَ بمؤمنينَ علمانيِّينَ التَقَوا بالمسيحِ شخصيًّا واختَبَرُوا خِبرَةَ الرُّوحِ الحقيقيَّةِ لكي يزدادَ بالإيمان. ومعَ التَّثبيتِ والمسحةِ ينالُ المسيحيُّ أيضًا عربونَ الرُّوحِ القُدُس، عربونَ الخلاص، فيصيرَ مَدعُوًّا إلى أنْ يَحمِلَ شُعلَةَ الرُّوحِ وأنْ يُقَدِّمَ مواهِبَهُ في الحياةِ المسيحيَّة.

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. بسرِّ التَّثبيت، الرُّوحُ القُدُس يُقَدِّسُنا، ويُقوِّينا، ويَجعَلُ مشارَكَتَنا فعَّالة في رسالةِ الكنيسة. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

______________________

[1] الحقيقة تحرّركم. التّعليم المسيحيّ للبالغين. دار نشر الفاتيكان 1995، 324.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: حيث يحلُّ الرّوح القدس، تتجدّد القدرة على العطاء https://ar.zenit.org/2024/10/23/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%ad%d9%8a%d8%ab-%d9%8a%d8%ad%d9%84%d9%8f%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%91%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3%d8%8c-%d8%aa%d8%aa%d8%ac%d8%af%d9%91%d8%af/ Wed, 23 Oct 2024 10:56:36 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74600 النصّ الكامل لتعليم قداسة البابا فرنسيس خلال المقابلة العامّة
الأربعاء 23 تشرين الأوّل 2024

The post البابا: حيث يحلُّ الرّوح القدس، تتجدّد القدرة على العطاء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرُّوح والعروس. الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا

10. الرُّوحُ القُدُس عطيّة الله

الرُّوحُ القُدُس وسرّ الزواج

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

شرحنا في المرّة السّابقة ما نعلنه، في قانون الإيمان، من إيماننا بالرّوح القدس. لكنَّ فِكرَ الكنيسة لم يتوقّف عند هذا الاعتراف القصير بالإيمان. بل استمرّ في كلّ من الشّرق والغرب، على يد آباء ومعلّمي كنيسة كبار. اليوم، نريد أن نجمع بعض الشّذرات من عقيدة الرّوح القدس التي تطوّرت في التّقليد اللاتينيّ، لنرى كيف تضيء هذه العقيدة كلّ الحياة المسيحيّة، وخاصّة سرّ الزّواج.

المُكَوِّن الرّئيسي لهذه العقيدة هو القدّيس أغسطينس. ينطلق من الوحيّ الذي يقول: “الله مَحبَّة” (1 يوحنَّا 4، 8). والمحبّة تفترض وجود شخص يُحِب، وشخص يُحَب، والمحبّة نفسها التي توحِّد بينهما. الآب هو، في الثّالوث، الذي يُحِب، وهو ينبوع وأصلّ كلّ شيء. والابن هو المحبوب، والرّوح القدس هو المحبّة التي توحدهما [1]. إله المسيحيّين إذن هو إله ”واحد“ لكنّه ليس ”متوحِّدًا“. بل هو وَحدة شرِكة ومحبَّة. على هذا الأساس، اقترح أحدٌ أن نسمّي الرّوح القدس، لا ”الشّخص الثّالث“ بصيغة المفرد في الثّالوث، بل ”الشّخص الأوّل بصيغة الجمع“. بكلمات أخرى، هو الـ”نحن“ الإلهيّ بين الآب والابن، وهو الرّباط الذي يوحِّد بين الأشخاص المختلفين [2]، وهو مبدأ الوَحدة في الكنيسة، التي هي في الأساس ”جسد واحد“ مكوَّن من عدة أشخاص.

كما قُلت، أودّ اليوم أن أتأمّل معكم بشكل خاص فيما يقوله الرّوح القدس للعائلة. مثلًا، ما علاقة الرّوح القدس بالزّواج؟ علاقة قويّة، ربما الأهمّ، وسأحاول أن أشرح السّبب! الزّواج المسيحيّ هو سرّ عطاء الذّات، الواحد يعطي ذاته للآخر، الرّجل والمرأة كلّ منهما للآخر. هذا ما أراده الخالق عندما “خَلَقَ اللهُ آدمَ على صُورَتِه […]، ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم” (تكوين 1، 27). ومن هنا، فإنّ الزّوجين هما أوّل تجسيد وأوّل وأبسط تحقيق لشَرِكة المحبّة التي هي الثّالوث الأقدس.

يجب أن يكوِّن الزّوجان أيضًا ”الشّخص الأوّل بصيغة الجمع“، أي ”نحن“. فهما الواحد أمام الآخر ”أنا“ و”أنت“، وهما معًا أمام العالم، بما فيه أبناؤهم، ”نحن“. ما أجمل أن نسمع أُمًّا تقول لأبنائها: “أَنا وأَبوكَ…”، كما قالت مريم ليسوع عندما وجدته في الهيكل وهو في الثّانية عشرة من عمره يعلّم العلماء (راجع لوقا 2، 48)، وأن نسمع أبًا يقول: “أنا وأُمُّكَ”، كما لو كانا شخصًا واحدًا. كم يحتاج البنين لهذه الوَحدة بين الوالدَين – الأبّ والأمّ معًا –، وكم يتألّمون عندما تغيب! كم يتألّم الأبناء من الوالدَين اللذين ينفصلان، كم يتألّمون!

لكن، لتحقيق هذه الدّعوة، الزّواج بحاجة إلى تأييد من الذي هو العطاء، بل هو العطاء بامتياز. حيث يحلُّ الرّوح القدس، تتجدّد القدرة على العطاء. أكّد بعض آباء الكنيسة أنّ الرّوح القدس، بكونه العطاء المتبادل بين الآب والابن في الثّالوث، هو أيضًا سبب الفرح الذي يسود بينهما. ولم يخَفْ آباء الكنيسة، وهم يتكلّمون على الرّوح القدس، أن يستخدموا صورة من العلامات الخاصّة بالحياة الزوجيّة، مثل القبلة والعِناق [3].

لم يَقُل أحدٌ إنّ هذه الوَحدة هي هدفٌ سَهل، وخاصّة في عالم اليوم، ولكن هذه هي حقيقة الأمور التي فكّر فيها الخالق، ولذلك هي في طبيعتها. بالطّبع، قد يبدو من الأسهل والأسرع أن نبني على الرّمال بدل أن نبني على الصّخر، لكنَّ المَثَل في تعليم يسوع يقول لنا ما هي النّتيجة (راجع متّى 7، 24-27). في هذه الحالة، نحن لسنا بحاجة حتّى للمَثَل، لأنّ عواقب الزّواجات التي بُنيت على الرّمال هي للأسف على مرأى من الجميع، والذين يدفعون الثّمن هم خصوصًا الأبناء. الأبناء يتألّمون من انفصال الوالدَين أو من غياب حبّهما لهم. يجب على أزواجٍ كثيرين أن يكرّروا ما قالته مريم ليسوع في قانا الجليل: “لَيسَ عِندَهم خَمْر” (يوحنّا 2، 3). الرّوح القدس هو الذي يستمرّ في العمل، على المستوى الرّوحي، المعجزة التي صنعها يسوع في تلك المناسبة، أي تحويل ماء العادة إلى فرح جديد في أن نكون معًا. ليس ذلك وهمًا تقويًّا: بل هو ما صنعه الرّوح القدس في زواجات كثيرة، عندما يقرّر الزّوجان أن يبتهلا إليه.

لذلك، لن يكون سيّئًا، إلى جانب المعلومات القانونيّة والنّفسيّة والأخلاقيّة التي تُعطى في تحضير الخُطَّاب للزّواج، أن يتمّ التّعمّق في هذا التّحضير ”الرّوحي“. يقول المَثَل الإيطالي: ”لا تضع إصبعك بين الزّوج والزّوجة“. لكن، هناك ”إصبع“ يجب أن يُوضع بين الزّوج والزّوجة، وهو بالتّحديد ”إصبع الله“، أيّ، الرّوح القدس!

*******

قِراءَةٌ مِن رسالةِ القدِّيسِ يوحنَّا الأولى (4، 7-8)

أَيُّها الأَحِبَّاء، فلْيُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا، لأَنَّ المَحبَّةَ مِنَ الله. وكُلَّ مُحِبٍّ مَولودٌ للهِ وعارِفٌ بِالله. مَن لا يُحِبُّ لم يَعرِفِ الله، لأَنَّ اللهَ مَحبَّة.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ عطيَّةِ االله وعلى سرِّ الزَّواج، وقال: الرُّوحُ القُدُس يُضيءُ الحياةَ المسيحيَّة، وخاصَّة سرَّ الزَّواج. القدِّيسُ أغسطينس يؤكِّدُ أنَّ اللهَ محبَّة، وأنَّ الرُّوحَ القُدُس هو المحبَّةُ الَّتي تُوَحِّدُ الآبَ والابن، وهو الرِّباطُ بينَ الأشخاصِ المختلفين، وهو مبدأُ الوَحدَةِ في الكنيسة. هذه الوَحدَةُ الإلهيَّةُ تَظهَرُ أيضًا في الزَّواجِ المسيحيّ، حيث يُعَبِّرُ الزَّوجانِ عنِ الشَّركةِ والوَحدَةِ وعنِ العطاءِ المتبادَلِ بينَهُما. لذلك فالزَّواجُ بحاجةٍ إلى تأيِيدٍ مِن الرُّوحِ القُدُس، لكي تَتَجَدَّدَ فيه القُدرَةُ على العطاء. هذه الوَحدَةُ ليست هدفًا سهلًا، خاصَّةً اليوم، إن بُنِيَ الزَّواجُ على الرَّملِ وليس على الصَّخر. لذلك على الزَّوجَينِ أنْ يَبتَهِلا دائمًا إلى الرُّوحِ القُدُس لكي يَستَمِرَّ في العملِ معهُما، ويَنشُرَ الفرحَ في حياتِهِما. ومِن الضُّروري، إلى جانبِ المعلوماتِ القانونيَّةِ والنَّفسيَّةِ والأخلاقيَّةِ الَّتي تُعطَى خلالَ تحضيرِ الخُطَّابِ للزَّواج، أنْ يَتِمَّ التَّعَمُّقُ معهُم في عملِ الرُّوحِ القُدُسِ في الزَّواج.

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة، وخاصَّةً القادِمينَ مِن لبنان. لِنَطلُبْ شفاعةَ القدِّيسينَ الجُدُد، الرُّهبانِ الفرنسيسكان والإخوةِ المسابكيِّين، لكي نستطيعَ نحن أيضًا أن نَتبَعَ المسيحَ في الخِدمَة، ونصيرَ شهودَ رجاءٍ للعالم. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

______________________

[1] راجع القدّيس أغسطينس، في الثّالوث الأقدس، الثّامن، 10، 14.

[2] راجع H. Mühlen، رجل صوفي، الكنيسة سرّ الرّوح القدس، 1968.

[3] راجع القدّيس هيلاريون دي بويترس، في الثّالوث، II، 1؛ القدّيس أغسطينس، في الثّالوث، VI، 10، 11.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: حيث يحلُّ الرّوح القدس، تتجدّد القدرة على العطاء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
أؤمن بالروح القدس https://ar.zenit.org/2024/10/16/%d8%a3%d8%a4%d9%85%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3/ Wed, 16 Oct 2024 19:12:29 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74519 النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 16 تشرين الأول 2024

The post أؤمن بالروح القدس appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

ننتقل في درس التّعليم المسيحيّ اليوم عن الرّوح القدس في الكتاب المقدّس والوحي إلى كيفيّة حضور الرّوح وعمله في حياة الكنيسة، وفي حياتنا المسيحيّة.

في القرون الثّلاثة الأولى، لم تشعر الكنيسة بالحاجة إلى صياغة صريحة لإيمانها بالرّوح القدس. مثلًا، ففي أقدم قانون إيمان للكنيسة، المعروف باسم ”قانون الرّسل“، بعد قولنا: ”أُوْمن بالله الآب، خالق السّماء والأرض، وبيسوع المسيح، الذي وُلِدَ، ومات، ونزل إلى الجحيم، وقام من بين الأموات، وصعد إلى السّماء“، يضاف: ”[أُوْمن] بالرّوح القدس“ دون أي توضيح إضافي.

الهرطقات هي التي دفعت الكنيسة إلى توضيح إيمانها. عندما بدأت هذه المسيرة – مع القدّيس أثناسيوس في القرن الرّابع – كانت الخبرة التي عاشتها الكنيسة لعمل الرّوح القدس المقدِّس والإلهيّ هي التي قادتها إلى اليقين بطبيعة الرّوح القدس الإلهيّة الكاملة. حدث هذا في المجمع المسكوني في القسطنطينيّة سنة 381، الذي حدَّدَ ألوهيّة الرّوح القدس بالكلمات التي ما زلنا نردّدها اليوم في قانون الإيمان: “أُوْمن بالرّوح القدس الرّبّ المحيي، المنبثق من الآب [والابن]، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجّد، النّاطق بالأنبياء”.

العبارة إنّ الرّوح القدس هو ”ربّ“ تعني أنّه مشارك في الطّبيعة الإلهيّة، وأنّه ينتمي إلى عالم الخالق، وليس إلى عالم المخلوقات. وأقوى عبارة كانت أنّه ”يُسجد له ويُمجّد“ مثل الآب والابن. هذا هو مبدأ المساواة في الكرامة، العزيز على القدّيس باسيليوس الكبير، الذي كان الشّخص الرّئيسيّ الذي وجد هذه الصّيغة.

لم يكن تحديد المجمع نقطة وصول، بل نقطة انطلاق. في الواقع، بعد أن تجاوزت الكنيسة الأسباب التّاريخيّة التي حالت دون التّأكيد بصورة أوضح لألوهيّة الرّوح القدس، تمّ ذلك في ما بعد بهدوء في عبادة الكنيسة ولاهوتها. فقد أعلن القدّيس غريغوريوس النّازيانزي، غداة المجمع، وبلا تحفظ: “إذن، هل الرّوح القدس هو الله؟ بالتّأكيد! هل هو مساوٍ لله في الجوهر؟ نعم، إن كان هو الله حقًا (صلاة 31، 5. 10).

ماذا تعني لنا، نحن المؤمنين اليوم، عقيدة الإيمان هذه التي نعلنها كلّ يوم أحد في القدّاس: أومن بالرّوح القدس؟ في الماضي، نظروا إليها بشكل رئيسيّ فيما يخصّ التّأكيد بإنّ الرّوح القدس ”مُنبَثِقِ مِنَ الآبِ“. أكملت الكنيسة اللاتينيّة سريعًا هذا التّأكيد، في قانون الإيمان في القداس، وقالت إنّ الرّوح القدس ينبثق ”أيضًا من الابن“. ولأنّ التّعبير باللغة اللاتينيّة هو “Filioque” (والابن)، نشأ النّزاع المعروف بهذا الاسم، وكان سببًا (أو ذريعة) لجدالات وانقسامات كثيرة بين الكنيسة الشّرقيّة والكنيسة الغربيّة. بالتّأكيد، لن نناقش هنا هذه المسألة، وفي جوّ الحوار السّائد اليوم بين الكنيستَين، فقدت النّزاعات القديمة حدّتها، ونأمّل اليوم بأن نصل إلى وفاق كامل متبادل، وسيكون إحدى ”الاختلافات الرّئيسيّة التي نتصالح فيها“. يروق لي أن أقول هذه العبارة: ”الاختلافات التي نتصالح فيها“. يوجد اختلافات كثيرة بين المسيحيّين: هذا من هذه المدرسة، وهذا من المدرسة الأخرى، وهذا بروتستانتيّ، وهذا… المهمّ أن نتصالح في هذه الاختلافات، وأن نسير معًا في المحبّة.

بعد تجاوز هذه العقبة، يمكننا اليوم أن نتعمّق في الصّفة الأهمّ بالنّسبة لنا والتي نُعلنها في قانون الإيمان، وهي أنّ الرّوح القدس هو ”المُحيِيِ“، أيّ مانح الحياة. ونسأل: أيَّة حياة يعطينا الرّوح القدس؟ في البداية، في الخلق، أعطت نفخة الله الحياة الطّبيعيّة لآدم، ومن تمثال من الطّين، جعله ”كائنًا حيًّا“ (راجع سفر التّكوين 2، 7). والآن، في الخلق الجديد، الرّوح القدس هو الذي يعطي المؤمنين الحياة الجديدة، حياة المسيح، الحياة الفائقة الطّبيعة، حياة أبناء لله. لذلك هتف بولس قال: “شَريعَة الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْني مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت” (رومة 8، 2).

في كلّ هذا، أين تكمن البشرى الكبرى والمعزّية لنا؟ إنّها في أنّ الحياة التي يعطينا إيّاها الرّوح القدس هي حياة أبديّة! الإيمان يحرّرنا من خوفنا بأن نعترف بأنّ كلّ شيء ينتهي هنا، وأنّه لا يوجد فداء للألم والظّلم اللذين يسودان على الأرض. كلمة أخرى للرّسول تؤكّد لنا ذلك: “فإِذا كانَ الرُّوحُ الَّذي أَقامَ يسوعَ مِن بَينِ الأَمواتِ حالًّا فيكُم، فالَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم” (رومة 8، 11).

لننمّي فينا هذا الإيمان أيضًا من أجل الذين يُحرَمونه، لا لخطإ منهم، ولا يقدرون أن يجدوا فيه معنى لحياتهم. ولا ننسَ أن نشكر المسيح الذي بموته نال لنا هذه العطيّة التي لا تُقَدَّر بثمن!

*******

مِن إنجيلِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ للقدِّيس يوحنَّا (14، 15-17)

[قالَ يسوعُ لتلاميذِه:] إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي. وَأَنا سأَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد، رُوحَ الحَقِّ الَّذي لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يَتَلَقَّاه، لأَنَّه لا يَراه ولا يَعرِفُه. أَمَّا أَنتُم فتَعلَمون أَنَّه يُقيمُ عِندَكم ويَكونُ فيكم.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يقودُ شعبَ اللهِ إلى لقاءِ يسوعَ سببِ رجائِنا، وقال: في القرونِ الثَّلاثةِ الأولى، لم تَشعُرْ الكنيسةُ بالحاجةِ إلى صياغةٍ صريحةٍ لإيمانِها بالرُّوحِ القدس. ثمَّ دَفَعَتها الهرطقاتُ إلى ذلك. ففي القرنِ الرَّابع، في المجمعِ المسكونيّ في القُسطنطينيَّة، حَدَّدَت الكنيسةُ عقيدةَ الرُّوحِ القُدُس، وصارت تُعلَنُ كلَّ يومِ أحدٍ في القدّاس. كانت الصِّيغةُ الأولى تقولُ ”المنبثقُ مِن الآب“، ثمَّ أضافَت الكنيسةُ اللاتينيَّة: ”المنبثقُ من الآبِ والابن“، ونشأَ عن ذلك نزاعٌ دام حتَّى اليوم بينَ الكنيسةِ الغربيَّةِ والشَّرقيَّة. وما زال الاختلافُ قائمًا اليوم، لكن جوَّ الحوارِ المسكونيّ بيننا خفَّفَ مِن حِدَّةِ النِّزاعِ ونأمَلُ التَّوَصُلَ يومًا إلى اتفاقٍ متبادَلٍ بين الكنيستَين الشَّرقيَّةِ والغربيَّةِ في هذا الموضوعِ وغيرِه. وأضافَ قداسَتُهُ: إنَّ الصِّفَةَ الأهمَّ في هذه العقيدةِ هي قولُنا إنَّ الرُّوحَ القُدُس ”مُحيِيِ“، أيّ مانح الحياة. في الخلق، أعطَى نفخةَ الحياةِ الأولى لآدم. والآن، يُعطي الرُّوح القُدُس المؤمنينَ الحياةَ الجديدة، حياةَ المسيح، حياةَ أبناءٍ لله. ويُعطينا الحياةَ الأبديَّة، فلا نخافُ من نهايةِ كلِّ شيءٍ في هذهِ الأرض.

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. الإيمانُ بالرُّوحِ القُدُس هو أنْ نُوكِلَ أنفُسَنا إلى مَن هو حاضِرٌ دائمًا بيننا، ويُعَزِّينا ويَسنِدُنا ويُرافِقُنا في مسيرةِ إيمانِنا. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post أؤمن بالروح القدس appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا https://ar.zenit.org/2024/10/09/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8f%d9%91%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d9%82%d9%88%d8%af-%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%8a-3/ Wed, 09 Oct 2024 17:57:55 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74402 النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 9 تشرين الأوّل 2024

The post الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

يتضمّن النّصّ التّالي أيضًا فقرات لم تُقرأ، والتي نقدّمها كما لو أنّها قُرِأت.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

في مسيرتنا في دروس التّعليم المسيحيّ في الرّوح القدس والكنيسة، يرتبط شرحنا اليوم ببعض آيات من سِفر أعمال الرسل.

حادثة نزول الرّوح القدس في العنصرة تبدأ بوصف بعض العلامات التّمهيدية – الرّيح العاصفة وألسنة النّار – وتنتهي بالتّأكيد على أنّ الرّسل: “امتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس” (أعمال الرّسل 2، 4). القدّيس لوقا – الذي كتب سفر أعمال الرّسل – يوضّح أنّ الرّوح القدس هو الذي يضمن جامعيّة الكنيسة ووَحدتها. وكان أثَرُ الامتلاء بالرّوح القدس الفوري أنّ الرّسل “أَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم” وخرجوا من العليّة ليبشِّروا الجموع بيسوع المسيح (راجع أعمال الرّسل 2، 4 وما بعدها).

بهذا، أراد لوقا تسليط الضّوء على رسالة الكنيسة الجامعة، علامةً على وَحدة جديدة بين جميع الشّعوب. نرى أنّ الرّوح يعمل من أجل الوَحدة بطريقتَين. من جهة، يدفع الكنيسة للخروج لكي تستطيع أن تستقبل عددًا أكبر من الأشخاص والشّعوب. ومن جهة أخرى، يجمعها داخليًّا لترسيخ الوَحدة الموجودة فيها. يُعلّمها أن تتوسّع في الشّموليّة وأن تجتمع معًا في الوَحدة.

الحركة الأولى – الجامعة – نرى ذلك في الفصل العاشر من أعمال الرّسل، في حدث توبة قُرنِيلِيوس. في يوم العنصرة، بشّر الرّسل بالمسيح كلّ اليهود والمتمسكين بالشّريعة الموسويّة، من أيّ شعب كانوا. وكانت هناك حاجة إلى ”عنصرة“ أخرى، مشابهة للأولى، وقد حدثت في بيت قائد المائة قُرنِيلِيوس، فدفعت الرّسل إلى توسيع آفاقهم وإزالة الحاجز الأخير بين اليهود والوثنيّين (راجع أعمال الرّسل 10-11).

إلى هذا التّوسّع العرقي، يضاف التّوسّع الجغرافي. كان بولس، كما نقرأ في سِفر أعمال الرسل (راجع 16، 6-10)، يريد أن يبشِّر بالإنجيل في منطقة جديدة من آسيا الصّغرى. لكن، كما هو مكتوب، ”الرّوح القدس منعه“. أراد أن يمرّ إلى بِتيِنيَة، ”لكن روح يسوع لم يسمح له“. ثمّ اتضح فورًا سبب هذا المنع المفاجئ من الرّوح: في الليلة التّالية، تلقى الرّسول في حلم أمرًا بأن يذهب إلى مقدونيا. وبهذا خرج الإنجيل من موطنه الأصليّ آسيا ودخل أوروبا.

الحركة الثّانية للرّوح القدس التي تصنع الوَحدة، نراها في الفصل الخامس عشر من سِفر أعمال الرّسل، في ما نسمّيه بمجمع أورشليم. كانت المشكلة: كيف نجعل الشّموليّة (الجامعيّة) التي تحقّقت لا تضرّ بوَحدة الكنيسة. الرّوح القدس لا يعمل دائمًا على الوَحدة بطرق مفاجئة وبتدخّلات عجائبيّة وحاسمة، كما حدث في العنصرة. بل يعمل ذلك أيضًا – وفي أغلب الحالات – بعمل كتوم، يحترم الأوقات والاختلافات البشريّة، من خلال الأشخاص والمؤسّسات، والصّلاة والمواجهة. يعمل بطريقة نقول اليوم إنّها سينوديّة. في الواقع، هذا ما حدث في مجمع أورشليم، بشأن مسألة فرض التزامات الشّريعة الموسويّة على المهتدين من الوثنيّين. وتمّ إعلان قرار المجمع للكنيسة كلّها بهذا الكلام المعروف: “حَسُنَ لَدى الرُّوحِ القُدُسِ ولَدَينا…” (راجع أعمال الرّسل 15، 28).

شرح القدّيس أغسطينس الوَحدة التي يعمل بها الرّوح القدس، بصورة صارت كلاسيكيّة: “مِثلَ الرّوح للجسد البشريّ، كذلك الرّوح القدس هو الرّوح لجسد المسيح الذي هو الكنيسة” [1]. هذه الصّورة تساعدنا لنفهم أمرًا مهمًّا. الرّوح القدس لا يعمل من أجل وَحدة الكنيسة من الخارج، ولا يكتفي أن يأمرنا بأن نكون متّحدين. بل هو نفسه ”رباط الوَحدة“. هو نفسه الذي يصنع الوَحدة في الكنيسة.

نختتم كالمعتاد بفكرة تساعدنا على الانتقال من الكنيسة بمجملها إلى كلّ واحدٍ منّا. وَحدة الكنيسة هي وَحدة بين الأشخاص ولا تتحقّق في اجتماع حول طاولة، بل في الحياة. كلّنا نريد الوَحدة، ونرغب فيها من أعماق قلبنا، ومع ذلك، فهي صعبة المنال، حتّى داخل الزّواج والعائلة، الاتّحاد والانسجام هما من الأمور التي يصعب تحقيقها جدًّا، والمحافظة عليها أصعب.

السّبب – الذي من أجله الوَحدة تكون صعبة بيننا – هو أنّ كلّ واحدٍ يريد أن تتحقّق الوَحدة، نعم، لكن بحسب وجهة نظره هو، وبدون أن يفكّر أنّ الآخر الذي أمامه يفكّر في الأمر نفسه، وهو أيضًا بحسب ”وجهة نظره“. بهذه الطّريقة، الوَحدة تزداد بعُدًا. وَحدة الحياة، ووَحدة العنصرة، بحسب الرّوح القدس، تتحقّق عندما نجتهد في أن نضع الله في المركز، وليس أنفسنا. ووَحدة المسيحيّين أيضًا تُبنى بهذه الطّريقة: لا بأن ننتظر أن يلتحق بنا الآخرون حيث نكون نحن، بل بأن نتحرّك كلّنا معًا نحو المسيح.

لنطلب إلى الرّوح القدس أن يساعدنا لنكون أدوات وَحدة وسلام.

*******

قِراءَةٌ مِن سِفرِ أعمالِ الرُّسل (11، 15-17)

[قالَ بطرس:] «فما إِن شَرَعتُ أَتَكَلَّمُ حَتَّى نَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهم كما نَزَلَ علَينا في البَدْء. فتَذكَّرتُ كَلِمَةَ الرَّبِّ إِذ قال: إِنَّ يوحَنَّا عَمَّدَ بالماء، وأَمَّا أَنتُم فستُعَمَّدونَ في الرُّوحِ القُدُس. فإِذا كانَ اللهُ قد وَهَبَ لَهم مِثلَ ما وهَبَ لَنا، لأَنَّنا آمنَّا بِالرَّبِّ يسوعَ المَسيح، هَل كانَ في إِمْكاني أَنا أَن أَمنَعَ الله؟».

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يقودُ شعبَ اللهِ إلى لقاءِ يسوعَ سببِ رجائِنا، وقال: الرُّوحُ القُدُس هو الَّذي يَضمَنُ جامعيَّةَ الكنيسةِ وَوَحدَتَها. نرَى ذلك في سِفرِ أعمالِ الرُّسل، عندما نَزَلَ الرُّوحُ القُدُس في العنصرةِ على الرُّسلِ لِيُثَبِّتَهُم ولِيَنطَلِقوا لِيُبَشِّرُوا الجميع. الرُّوح يعملُ مِن أجلِ الوَحدةِ بِطَريقَتَين: مِن جهة، يَدفَعُ الكنيسةَ للخروجِ لكي تستطيعَ أنْ تَستَقبِلَ عددًا أكبرَ مِن الأشخاصِ والشُّعوب، وهذا يَدِلُّ على أنَّ الكنيسةَ مَدعُوَّةٌ إلى أنْ تكونَ جامِعَةً تتخطَّى العِرقَ والمكانَ الجغرافي، كما حَدَثَ في حادِثَةِ تَوبَةِ قائدِ المائةِ قُرنِيلِيوس. ومِن جهةٍ أخرى، الرُّوحُ يَجمَعُ الكنيسةَ داخليًّا لترسيخِ الوَحدةِ فيما بينها، كما حَدَثَ في حادِثَةِ مجمعِ أورشليم. كلُّنا نريدُ الوَحدةَ ومعَ ذلكِ فهي صعبةُ المنال. السَّببُ هو أنَّ كلَّ واحدٍ يريدُ أنْ تَتَحقَّقَ الوَحدَةُ مِن وجهةِ نَظَرِه هو، بدونِ أنْ يُفَكِّرَ في الآخر. وَحدَةُ العنصرةِ الَّتي نريدُها أنْ تَتَحَقَّقَ في الكنيسةِ هي عندما نَضَعُ اللهَ في المركز، وعندما يَتَحَرَّكُ كلُّ واحدٍ منَّا نحوَه. لا نَنتَظِرُ أنْ يأتيَ إلينا الآخرون، بل نَتَحَرَّكُ كلُّنا معًا نحو المسيح.

*******

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. لِنَطلُبْ إلى الرُّوحِ القُدُس أنْ يُساعِدَنا لنكونَ أدواتِ وَحدةٍ وسلامٍ مِن أجلِ خيرِ الكنيسة. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

__________________

[1] خطابات، 267، 4.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: مع الشّيطان لا نتحاور https://ar.zenit.org/2024/09/25/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%91%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%88%d8%b1/ Wed, 25 Sep 2024 15:59:54 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74168 النصّ الكامل لتعليم قداسة البابا فرنسيس خلال المقابلة العامّة
الأربعاء 25 أيلول 2024 - ساجة القدّيس بطرس

The post البابا: مع الشّيطان لا نتحاور appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

الرُّوح والعروس. الرُّوح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا

7. سار الرُّوحُ بيسوعَ إلى البرِّيَّة

الرّوحُ القدس هو حليفُنا في معركتنا ضدّ روح الشَّرّ

يتضمّن النّصّ التّالي أيضًا فقرات لم تُقرأ، والتي نقدّمها كما لو أنّها قُرِأت.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

بعد معموديّة يسوع في نهر الأردن، يقول إنجيل متّى: “سارَ الرُّوحُ بِه إِلى البَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَه إِبليس” (متّى 4، 1). لم تكن المبادرة من الشّيطان، بل من الله. عندما ذهب يسوع إلى البرِّيّة، كان يطيع إلهام الرّوح القدس، ولم يسقط في فخ العدو، لا! وبعدما اجتاز التّجربة، عاد إلى الجليل “بِقُوَّةِ الرُّوح” (لوقا 4، 14).

في البرِّيّة، تحرّر يسوع من الشّيطان، ثمّ أظهر قدرته على تحرير الآخرين من الشّيطان. هذا ما يبيِّنه الإنجيليّون بالعديد من قصص تحرير الممسوسين. قال يسوع لمعارضيه: “إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله” (متّى 12، 28).

اليوم نشهد ظاهرة غريبة في ما يختصّ بالشّيطان. في بعض المستويات الثّقافية، يُعتقد ببساطة أنّه غير موجود. ويُعتبر رمزًا للاوعي الجماعيّ أو الاغتراب النفسي، باختصار يُعتبر رمزًا وصورة. “وأكبر حيلة للشّيطان هي إقناع النّاس بأنّه غير موجود”، كما كتب أحد الكتَّاب (شارل بودلير -Charles Baudelaire ). الشّيطان ماكر ذكيّ: يقنعنا بأنّه غير موجود وهكذا يسيطر على كلّ شيء. إنّه مخادع. ومع ذلك، فإنّ عالمنا التّكنولوجي والعلماني مليء بالسّحرة، والغيبيات، وباستحضار الأرواح، وبعِلم التنجيم، وبباعة الشّعوذة والحجابات، حتّى، للأسف، بالبدع التي تعبد الشّيطان حقًّا. عندما يُطرد الشّيطان من الباب، فكأنّه يعود ويدخل من النّافذة. وعندما يُطرَدُ من الإيمان، فإنّه يعود بالمعتقدات الخرافيّة. وإن كنت تؤمن بالخرافات، فأنت تتحاور بشكلٍ لا واعٍ مع الشّيطان. مع الشّيطان لا نتحاور.

أقوى دليل على وجود الشّيطان ليس في الخطأة أو الممسوسين، بل في القدّيسين! قد يقول قائلٌ: ”وكيف ذلك يا أبتِ؟“. نعم، هذا صحيح أنّ الشّيطان حاضر ويعمل بطرق متطرّفة و”لاإنسانيّة“ من الشّرّ والخبث التي نراها حولنا. ومع ذلك، بهذه الطّريقة، من المستحيل عمليًّا أن نصل إلى اليقين في الحالات الفرديّة، أنّه هو الذي يعمل فعلًا، لأنّه لا يمكننا أن نعرف بدقّة أين ينتهي عمله وأين يبدأ شرّنا نحن. لهذا، فإنّ الكنيسة فطنة ومتشدّدة في ممارسة صلاة التّقسيم على الأرواح الشّريرة، بخلاف ما يحدث، للأسف، في بعض الأفلام!

في حياة القدّيسين الشّيطان مضطّر لأن يأتي إلى العَلَن، ويقف ”في النّور“. جميع القدّيسين والمؤمنين الكبار، بشكل أو بآخر، يشهدون على جهادهم مع هذا الواقع الغامض، ولا يمكن بصدق أن نفترض أنّهم جميعًا كانوا واهمين أو ضحايا بسطاء للأحكام المسبقة التي في زمنهم.

يمكن أن نكسِب المعركة ضدّ روح الشّرّ، كما كسبها يسوع في البرِّيّة، وذلك بكلام الله. لاحظوا أنّ يسوع لم يحاور الشّيطان، وما حاوره أبدًا. فهو إمّا طرده أو أدانه، لكنّه لم يحاوره قط. وفي البرّيّة لم يُجب بكلامه، بل بكلام الله. أيّها الإخوة والأخوات، لا نتحاور أبدًا مع الشّيطان! وعندما يأتي إليك بالتّجارب: ”قد يكون هذا الأمر جميلًا، أو ذاك…“، توقّف! ارفع قلبك إلى الرّبّ الإله، وصلِّ إلى سيّدتنا مريم العذراء واطرده، كما علّمنا يسوع أن نطرده. ويقترح القدّيس بطرس وسيلة أخرى، لم يكن يسوع بحاجة إليها، لكن نحن بحاجة إليها، وهي السّهر: “كونوا قَنوعينَ ساهِرين. إِنَّ إِبليسَ خَصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه” (1 بطرس 5، 8). والقدّيس بولس يقول لنا: “لا تَجعَلوا لإِبليسَ سَبيلًا” (أفسس 4، 27).

بعدما هزم المسيح على الصّليب وإلى الأبد سلطان “سَيِّدِ هذا العالَم” (يوحنّا 12، 31)، قال أحد آباء الكنيسة إنّ الشّيطان صار “مقيَّدًا، مثل كلب بسِلسلة. لا يمكنه أن يعضّ أحدًا إلَّا من يقترب منه متهوّرًا… يمكنّه أن ينبح، ويمكنه أن يغوي، ولكنّه لا يمكنه أن يعض إلَّا من يريد ذلك” [1]. إن كنت جاهلًا وذهبت إلى الشّيطان وقلت له: ”كيف حالك؟“، فهو سيدمّرك. لنبقِ الشّيطان بعيدًا عنّا! مع الشّيطان لا نتحاور. يجب أن نطرده. ونُبعده. وكلّنا لدينا خبرة في كيف يقترب الشّيطان منّا مع بعض تجاربه، عن الوصايا العشر. عندما نسمع كلامه عن الوصايا العشر، لنتوقّف، ولنبعده عنّا! فنحن لا نقترب من الكلب المقيَّد بسلسلة.

مثلًا، التّكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى الموارد الإيجابيّة العديدة فيها والتي يجب أن نقدَّرها، تُقَدِّم أيضًا وسائل لا تُعد ولا تُحصى ”لتعطي فرصة للشّيطان“، فيسقط فيها الكثيرون. لنفكِّر في الإباحيّة على الإنترنت، وسوقها المزدهر، كلّنا نعلم ذلك. الشّيطان هو الذي يعمل هناك. هذه ظاهرة شائعة جدًّا، يجب على المسيحيّين أن يحذروا منها بشدّة وأن يرفضوها بقوّة. لأنّ كلّ هاتف محمول يمكنه أن يصل إلى هذه المواقع السّيّئة، وإلى لغة الشّيطان هذه: الإباحيّة على الإنترنت.

الوعي بعمل الشّيطان في التّاريخ يجب ألّا يُهبِط عزيمتنا. يجب أن تكون الفكرة الأخيرة فينا، حتّى في هذه الحالة، فكرة ثقة وأمان. فالمسيح هزم الشّيطان وأعطانا الرّوح القدس لننتصر مثله. فيمكن أن يتحوّل عمل العدو لصالحنا إن جعلناه، بمساعدة الله، يخدم لتطهيرنا. لذلك، لنطلب إلى الرّوح القدس، بكلمات نشيد ”هيَّا أروحَ الخالِق“ ولنقل: ابعد عنا العدو، وهَبنا السَّلامَ كما تَروم، نأمَن مضَرَّاتِ اللَّعين.

*******

 

مِن إنجيلِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ للقِدِّيسِ لوقا (4، 1-2. 13-14)

ورَجَعَ يسوعُ مِنَ الأُردُنّ، وهو مُمتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فكانَ يَقودُه الرُّوحُ في البرِّيَّةِ أَربَعينَ يومًا، وإِبليسُ يُجَرِّبُه. […] فلَمَّا أَنْهى إِبليسُ جمَيعَ مَا عِندَه مِن تَجرِبَة، اِنصَرَفَ عَنه إِلى أَن يَحينَ الوَقْت. وعادَ يسوعُ إِلى الجَليلِ بِقُوَّةِ الرُّوح.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يقودُ شعبَ اللهِ إلى لقاءِ يسوعَ موضوعِ رجائِنا، وقال: سارَ الرُّوحُ بيسوعَ إِلى البَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَه إِبليس. وكان يسوعُ مطيعًا لإلهامِ الرُّوحِ القُدُس، ولم يَسقُطْ في فخِّ الشَّيطان، بل خَرَجَ مُنتَصِرًا على الشَّيطان، ثمّ أظهَرَ قُدرَتَه على تحريرِ الآخرينَ منه أيضًا. وأضافَ قداسَتُه: اليومَ نَشهَدُ ظاهِرَةً غريبةً في ما يَختَصُّ بالشَّيطان. إذ تَعتَقِدُ بعضُ المُستَوياتِ الثَّقافِيَّةِ أنَّ الشَّيطانَ غيرُ موجود، وأنَّه عِبارةٌ عَن رمزٍ وصورة، رغمَ انتشارِ البِدَعِ الَّتي تَعبُدُ الشَّيطان. إنَّ أقوَى دليلٍ على وجودِ الشَّيطانِ هم القِدِّيسون، لأنَّهم يَشهَدُون على جِهادِهم في مواجَهَتِهِ في حياتِهِم الرُّوحيَّة. يُمكِنُ أنْ نَكسِبَ المَعرَكَةَ ضِدَّ روحِ الشَّرّ، كما كَسَبَها يسوعُ في البَرِّيَّة، وذلك بِقُوَّةِ كلامِ الله، وبالسَّهَرِ والحَذَرِ مِن الوقوعِ في الشَّرّ. وأخيرًا، إنْ علِمنا أنَّ الشَّيطانَ موجودٌ وهو يَعمَل، هذا يَجِبُ ألَّا يُهبِطَ عزيمَتَنا. لأنَّ السَّيِّدَ المسيح قد هزَمَهُ وأعطانا روحَهُ القُدُّوس لكي نَتَغَلَّبَ عليه وعلى تجارِبِه، نحن أيضًا.

*******

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. لِنُصَلِّ إلى الرُّوحِ القُدُس كلَّ يومٍ حتَّى يُبعِدَ عنَّا الخطيئة، ويَهَبنا السَّلامَ والطُّمأنينَةَ في حياتِنا. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024

[1] S. Cesario di Arles, Discorsi 121, 6: CC 103, p. 507.


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: مع الشّيطان لا نتحاور appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا عن زيارته إلى بابوا غينيا وتيمور الشرقية وسنغافورة: الأطفال هناك يبتسمون دائمًا، وهم كثيرون https://ar.zenit.org/2024/09/18/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%87-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%ba%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%85%d9%88/ Wed, 18 Sep 2024 16:35:41 +0000 https://ar.zenit.org/?p=74086 النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 18 أيلول 2024

The post البابا عن زيارته إلى بابوا غينيا وتيمور الشرقية وسنغافورة: الأطفال هناك يبتسمون دائمًا، وهم كثيرون appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

اليوم سأتكلّم على الزّيارة الرّسوليّة التي قُمتُ بها إلى آسيا وأوقيانيا. تُسمّى زيارة رسوليّة لأنّها ليست رحلة سياحيّة، بل هي زيارة من أجل حمل كلمة الرّبّ يسوع إلى الآخرين، ولكي يعرفوه، وأيضًا من أجل التّعرف على الشّعوب. وهذا الأمر جميل جدًّا.

في سنة 1970، كان البابا بولس السّادس هو أوّل بابا يطير نحو شروق الشّمس، حيث زار الفلبّين وأستراليا زيارة مطوَّلة، وتوقّف أيضًا في بلدان آسيويّة مختلفة وفي جزر ساموا. كانت زيارة لا تُنسى! لأنّ أوّل من خرج من الفاتيكان كان القدّيس البابا يوحنّا الثّالث والعشرون، الذي ذهب بالقطار إلى أسيزي، ثمّ قام البابا بولس السّادس بهذه الزّيارة التي لا تُنسى! حاولت أن أقتدي به في زيارتي هذه، ولكن، كوني أكبر منه ببضع سنوات، اقتصرت زيارتي على أربع دول: إندونيسيا، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشّرقية، وسنغافورة. أشكر الله الذي سمح لِي وأنا بابا مُسنّ، أن أقوم بما كنت أريد أن أقوم به عندما كنت يسوعيًّا شابًّا، لأنّي كنت أريد أن أذهب إلى هناك في رسالة!

أوّل فكر يأتيني تلقائيًّا بعد هذه الزّيارة هو أنّنا عندما نفكّر في الكنيسة، نجد أنّنا لا نزال أوروبيّين كثيرًا في رؤيتنا ونهجنا، أو كما يُقال، ”غربيّين“. في الواقع، الكنيسة أكبر بكثير، أكبر بكثير من روما ومن أوروبّا – اسمح لنفسي أن أقول ذلك – وفيها حياة أكبر في تلك البلدان! اختبرت ذلك بطريقة مؤثّرة عندما التقيت جماعات المؤمنين هناك، وأصغيت إلى شهادات الكهنة والرّاهبات والعلمانيّين، وخاصّة معلّمي التّعليم المسيحيّ – هُم الذين يحملون باستمرار إعلان البشارة -. إنّها كنائس لا تبحث عن أتباعٍ لها، بل تنمو نمُوًّا ”جاذبًا“، كما قال بندكتس السّادس عشر بحكمة.

نسبة المسيحيّين في إندونيسيا حوالي 10% والكاثوليك 3%، إنّهم أقلّيّة. والكنيسة التي التقيت بها كنيسة حيّة وديناميكيّة، وقادرة على أن تعيش وتنقل الإنجيل في ذلك البلد الذي له ثقافة نبيلة جدًّا، وتميل إلى أن تخلق الانسجام مع التّنوّع، وفي الوقت نفسه فيها أكبر حضور للمسلمين في العالم. في هذا السّياق، تأكَّدتُ بأنّ الرّحمة هي الطّريق الذي يمكن للمسيحيّين ويجب عليهم أن يسلكوه لكي يشهدوا للمسيح المخلّص وفي الوقت نفسه يلتقوا مع التّقاليد الدّينيّة والثّقافيّة الكبيرة. كان شعار الزّيارة إلى إندونيسيا ”إيمان، وأخُوَّة، ورحمة“: بهذه الكلمات يدخل الإنجيل كلّ يوم، وبشكل عمليّ، في حياة هذا الشّعب، فيقبلها ويُغنيها بنعمة يسوع الذي مات وقام من بين الأموات. هذه الكلمات هي مثل جسر، ومثل النّفق الذي يربط بين كاتدرائيّة جاكرتا وأكبر مسجد في آسيا. رأيت هناك أنّ الأخوّة هي المستقبل، والجواب على مناهضي الحضارة، وعلى المؤامرات الشّيطانيّة للكراهية والحرب.

وجدت جمال الكنيسة المُرسلة والمنطلقة نحو الخارج في بابوا غينيا الجديدة، وهي أرخبيل يمتدّ نحو المحيط الهادئ الشّاسع. المجموعات العرقيّة المختلفة هناك تتكلّم أكثر من ثمانمائة لغة: بيئة مثاليّة للرّوح القدس، الذي يحبّ أن يجعل رسالة المحبّة يتردّد صداها في سيمفونيّة اللغات. هناك، وبشكلٍ خاصّ، كان المرسلون ومعلّمو التّعليم المسيحيّ هُم الشّخصيّات الرّئيسيّة، وما زالوا. ابتهج قلبي أنّني تمكّنت من المكوث قليلًا مع المرسلين ومعلّمي التّعليم المسيحيّ الذين يخدمون في هذه الأيام، وأثّرت فيَّ أغاني وموسيقى الشّباب التي استمعت إليها: رأيت فيهم مستقبلًا جديدًا، بدون عنف قَبَلِي، وبدون تبعيّات، وبدون استعمار أيديولوجيّ واقتصاديّ، بل مستقبل الأخوّة ورعاية البيئة الطّبيعيّة الرّائعة. بابوا غينيا الجديدة يمكنها أن تكون ”مختبرًا“ لنموذج التّنمية المتكاملة هذا، الذي تحرّكه ”خميرة“ الإنجيل. لأنّه لا توجد إنسانيّة جديدة بدون رجال جدد ونساء جدد، والرّبّ وحده هو الذي يصنعهم. وأودّ أن أذكر أيضًا زيارتي إلى فانيمو (Vanimo)، حيث المرسلون هُم بين الغابة والبحر. يدخلون الغابة ليبحثوا عن القبائل المختبئة في الأعماق… كانت ذكرى جميلة.

قوة الرّسالة المسيحيّة على الصّعيدين الإنسانيّ والاجتماعيّ تظهر بشكل خاص في تاريخ تيمور الشّرقية. شاركت الكنيسة هناك في عمليّة الاستقلال مع الشّعب كلّه، ووجّهته دائمًا نحو السّلام والمصالحة. ليست أيديولوجيّة للإيمان، لا، بل الإيمان هو الذي يصير ثقافة وفي الوقت نفسه ينيرها وينقّيها ويرفعها. لهذا السّبب، أحييت في تيمور الشّرقية العلاقة المثمرة بين الإيمان والثّقافة، التي ركّز عليها القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني خلال زيارته. يجب أن ننشر ثقافة الإيمان ويجب أن نبشّر الثّقافات المختلفة بالإنجيل. الإيمان والثّقافة. وقبل كلّ شيء أذهلني جمال ذلك الشّعب: شعب يعيش في محنة لكنّه فَرِح، وشعب حكيم في الألم. شعب ليس فقط يُنجب أطفالًا كثيرين، بل يعلّمهم أن يبتسموا. لن أنسَ أبدًا ابتسامات أطفال ذلك الوطن وتلك المنطقة. الأطفال هناك يبتسمون دائمًا، وهم كثيرون. وهذا ضمان للمستقبل. باختصار، رأيت في تيمور الشّرقية شباب الكنيسة: عائلات وأطفالًا وشبابًا وإكليريكيّين كثيرين ومتطلّعين إلى الحياة المكرّسة. أودّ أن أقول ودون مبالغة، استنشقت هناك ”هواء فصل الرّبيع“!

المحطّة الأخيرة في هذه الزّيارة كانت سنغافورة. بلد مختلف تمامًا عن البلدان الثلاثة الأخرى: إنّها مدينة – دولة حديثة جدًّا، ومركز اقتصاديّ وماليّ لآسيا وخارجها. المسيحيّون هناك أقلّيّة، لكنّهم كنيسة حيّة، وملتزمة في أن تولّد الانسجام والأخوّة بين المجموعات العرقيّة والثّقافات والدّيانات المختلفة. وفي سنغافورة الغنيّة أيضًا، يوجد هناك ”الصّغار“ الذين يتبعون الإنجيل ويصيرون ملحًا ونورًا، وشهودًا لرجاء أكبر من الذي يمكن أن تضمنه المكاسب الاقتصاديّة.

أودّ أن أشكر هؤلاء الشّعوب الذين استقبلوني بدفء كثير ومحبّة كثيرة. وأشكر حكّامهم الذين ساعدوا كثيرًا من أجل هذه الزّيارة، حتّى تتمّ بانتظام، ودون مشاكل. وأشكر كلّ الذين عاونوا في ذلك. وأشكر الله على عطيّة الزّيارة هذه! وأجدّد شكري وتقديري للجميع. ليبارك الله الشّعوب التي التقيت بها وليقدها على طريق السّلام والأخوّة! تحيّة للجميع!

*******

مِن إنجيلِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ للقِدِّيس متَّى (28، 16. 18-20)

وأَمَّا التَّلاميذُ الأَحَدَ عَشَر، فذَهبوا إِلى الجَليل، إِلى الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه. […] فَدَنا يسوعُ وكَلَّمَهم قال: إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض. فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءَنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم.

كلامُ الرَّبّ

*******

Speaker:

تَكلَّمَ قَداسَةُ البابا اليَومَ علَى زيارَتِهِ الرَّسوليَّةِ إلى آسيا وأوقيانيا وقال: في إندونيسيا، رَغم أنَّ المسيحيِّينَ هُم نسبةٌ صغيرةٌ مِن السُّكان، إلَّا أنِّي وَجَدتُ كنيسةً مليئةً بالحياة، تسعَى لِنَشرِ الإيمانِ بالأُخوَّةِ والرَّحمة، في مجتمعٍ يَتَّسِمُ بالتَّنَوِعِ الدِّينيّ والثَّقافيّ. ورأَيتُ كيف يُمكِنُ للكنيسةِ أنْ تكونَ جسرًا للعيشِ معًا والتَّفاهُمِ بين مختلفِ الدِّيانات. وفي بابوا غينيا الجديدة، لاحظتُ دَورَ المُرسَلينَ ومُعَلِّمي التَّعليمِ المسيحيّ في تعزيزِ رسالةِ المحبَّةِ والأخوَّة، وكيف يُمكِنُ أنْ يكونَ هذا البلدُ نموذجًا للتَّنمِيَةِ المتكامِلَةِ بروحِ الإنجيل. وفي تَيمور الشَّرقيَّة، تأثَّرتُ بالشَّعبِ الَّذي شارَكَتهُ الكنيسةُ في عمليَّةِ استقلالِه، وَوَجَّهَتهُ دائمًا نحوَ السَّلامِ والمُصالَحَة. رأَيتُ شعبًا يعيشُ مِحنَةً لكنَّهُ فَرِح، وشعبًا حكيمًا بالألَم، ويُعَلِّمُ أبناءَه أنْ يَبتَسِمُوا، وهذا ضمانٌ للمستقبل. وفي سنغافورة، رأَيتُ كنيسةً صغيرةً ولكنَّها حيَّة، ومُلتَزِمَةٌ في أنْ تُوَلِّدَ الانسجامَ والأُخُوَّةَ بين المجموعاتِ العرقيَّةِ والثَّقافاتِ والدِّياناتِ المختلفة. رأَيتُ جماعةً مسيحيَّةً صغيرةً لكنَّها مِلحٌ ونُور، وشاهِدَةٌ للرَّجاءِ في مُجتَمَعِها. وفي النِّهاية، شَكَرَ قداسَتُهُ مِن جديدٍ السُّلُطاتِ المَدَنِيَّةَ والكنائِسَ المَحَلِّيَّةَ الَّتي استَقبَلَتهُ بحماسٍ كبير.

********

Speaker:

أُحَيِّي المُؤمِنينَ النَّاطِقينَ باللغَةِ العربِيَّة. وأُحَيِّيكُم بِشَكلٍ خَاصّ أَنتُم الفِتيانَ والشَّبابَ والطُّلابَ الَّذينَ عُدتُم إلى المدرسةِ في هذهِ الأيام. لِيُساعِدْكُم الرَّبُّ يسوع لِتُحافِظُوا على الإيمان، وتَتَغَذَّوا بالعِلمِ مِن أجلِ مُستَقبَلٍ أَفضَل، فِيهِ تَنعَمُ البشريَّةُ بالسَّلامِ والأُخُوَّةِ والطُّمأنينَة. باركَكُم الرّبُّ جَميعًا وحَماكُم دائِمًا مِن كُلِّ شَرّ!

*******

جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا عن زيارته إلى بابوا غينيا وتيمور الشرقية وسنغافورة: الأطفال هناك يبتسمون دائمًا، وهم كثيرون appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>