ZENIT – Arabic https://ar.zenit.org/ The World Seen From Rome Fri, 03 Jan 2025 06:18:47 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.7.1 https://ar.zenit.org/wp-content/uploads/sites/5/2020/07/f4ae4282-cropped-02798b16-favicon_1.png ZENIT – Arabic https://ar.zenit.org/ 32 32 عظمةُ الله في صِغَر الحياة https://ar.zenit.org/2025/01/01/%d8%b9%d8%b8%d9%85%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%90%d8%ba%d9%8e%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9/ Wed, 01 Jan 2025 11:42:58 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75532 عظة البابا فرنسيس في قداس عيد رأس السنة

The post عظمةُ الله في صِغَر الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

في بداية السّنة الجديدة التي يمنحنا إياها الله في حياتنا، حسنٌ أن نرفع نظر قلبنا إلى مريم. ولأنّها أمّ، فهي تُعيدنا إلى العلاقة مع الابن: تقودنا إلى يسوع، وتُكلّمنا عليه، وتُوصِّلُنا إليه. وهكذا، فإنّ عيد القدّيسة مريم والدة الله، يعود ويغمرنا في سِرِّ عيد الميلاد: صار الله واحدًا منّا في أحشاء مريم، ونحن الذين فتحنا الباب المقدّس لإعلان بدء اليوبيل، يُذكّرنا اليوم بأنّ “مريم هي الباب الذي منه دخل المسيح إلى هذا العالم” (القدّيس أمبروزيوس، الرّسالة 42، مجموعة المؤلّفات لآباء الكنيسة اللاتينيّة 4، VII).

لخّص بولس الرّسول هذا السِّرّ وأكّد أنّ “اللهَ أَرسَلَ ابنَه مَولودًا لِامرَأَةٍ” (غلاطية 4، 4). هذا الكلام – مَولودًا لِامرَأَةٍ – يتردّد صداه اليوم في قلوبنا، ويذكّرنا بأنّ يسوع، مخلّصنا، تجسّد وظهر في ضعف الجسد.

مَولودًا لِامرَأَةٍ. هذه العبارة تعيدنا أوّلًا إلى عيد الميلاد: الكلمة صار جسدًا. حدّد بولس الرّسول أنّه وُلِدَ لامرأة، وكأنّه شَعَرَ بالضّرورة ليذكّرنا بأنّ الله صار إنسانًا حقًّا في أحشاءٍ بشريّة. هناك تجربة، تجذب اليوم أشخاصًا كثيرين، ويمكن أيضًا أن تخدع مسيحيّين كثيرين وهي: أن نتصوّر أو أن نصنع إلهًا ”مجرّدًا“، مرتبطًا بفكرة دينيّة غامضة أو بإحساس جميل وعابر. بينما، هو وُلِدَ لامرأة، وله وجه واسم، ويدعونا إلى أن تكون لنا علاقة معه. هو يسوع المسيح، مخلّصنا، وُلِدَ لامرأة، وله جسدٌ من لحمٍ ودمّ، وجاءَ من عند الآب، ولكنّه تجسّد في أحشاء مريم العذراء. جاء من أعالي السّماء لكنّه سكن أعماق الأرض، إنّه ابن الله، ولكنّه صار ابن الإنسان. هو، صورة الله الكلّيّ القدرة، جاء في الضّعف، ومع أنّه بِلَا خطيئة، “جَعَلَه اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا” (2 قورنتس 5، 21). وُلِدَ لامرأة وهو واحدٌ منّا: ولهذا السّبب يُمكنه أن يخلّصنا.

مَولودًا لِامرَأَةٍ. هذه العبارة تكلّمنا أيضًا على إنسانيّة المسيح، لتقول لنا إنّه ظهر في ضعف الجسد. إن كان قد نزل في أحشاء امرأة، ووُلِدَ مثل المخلوقات كلّها، فإنّه يظهر في ضعف طفل. لهذا، عندما ذهب الرُّعاة ليروا بأعينهم ما بشَّرهم به الملاك، لم يجدوا علامات غير عاديّة أو مظاهر كبيرة، بل “وَجَدوا مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعًا في المِذوَد” (لوقا 2، 16). وجدوا مولودًا جديدًا أعزلَ، ضعيفًا، بحاجة إلى رعاية أمّه، وإلى الأقمطة والحليب، وإلى الملاطفة والمحبّة. قال القدّيس لويس ماريّا غرينيون دي مونتفورت (Luigi Maria Grignion de Montfort): “لم تُرِدْ الحكمة الإلهيّة أن تُعطي ذاتها مباشرة للبشر، مع أنّها كانت قادرة أن تصنع ذلك، لكنّها فضّلت أن تُعطي ذاتها بواسطة مريم العذراء القدّيسة. ولم تُرِد أن تأتي إلى العالم في سنّ إنسانٍ كامل ومستقلّ بأمره، بل مثل طفل صغير وفقير، بحاجة إلى الرّعاية والاعتماد على الأمّ” (مُؤلَّف في العبادة الحقيقيّة لسيّدتنا مريم العذراء القدّيسة، 139). وهكذا في حياة يسوع كلّها، يمكننا أن نرى اختيار الله هذا، أن يكون صغيرًا مخفيًّا، فهو لم يستسلم قط لإغراء القوّة الإلهيّة ليصنع آيات كبيرة ويفرض نفسه على الآخرين كما اقترح عليه الشّيطان، بل كشف عن محبّة الله في جمال إنسانيّته، فسكن بيننا، وشاركنا الحياة اليوميّة بمتاعبها وأحلامها، وأظهر رحمته لآلام الجسد والرّوح، وفتح أعين العميان وأنعش القلوب الضّالّة. يسوع يُبيّن لنا الله بإنسانيّته الضّعيفة، التي تهتمّ بالضّعفاء.

أيّها الإخوة والأخوات، جميلٌ أن نفكّر أنّ مريم العذراء، فتاة النّاصرة، تُعيدنا دائمًا إلى سِرِّ ابنها يسوع. إنّها تُذكّرنا بأنّ يسوع جاء في الجسد، ولذلك فإنّ المكان المميّز حيث يمكننا أن نلتقي به هو أوّلًا حياتنا، وإنسانيّتنا الضّعيفة، وإنسانيّة الذين يمرّون بجانبنا كلّ يوم. وعندما نبتهل إليها لكونها أمَّ الله، فنحن نؤكّد أنّ المسيح وُلِدَ من الآب، ووُلِدَ حقًّا من أحشاءِ امرأة. نؤكّد أنّه سيّد الزّمن ويسكن زمننا هذا، وهذه السّنة الجديدة أيضًا، بحضوره المُحِبّ. نؤكّد أنّه مخلّص العالم، ويمكننا أن نلتقي به ويجب علينا أن نبحث عنه في وَجهِ كلّ إنسان. وإن كان هو، ابن الله، قد صار صغيرًا لتحمله أمّه بين ذراعيها، وترعاه وتُرضعه، فهذا يعني أنّه يأتي اليوم أيضًا في كلّ الذين يحتاجون إلى الرّعاية نفسها: في كلّ أخت وأخ نلتقي بهما والمحتاج إلى الاهتمام والاستماع إليه والحنان.

لنُوكل بداية هذه السّنة الجديدة إلى سيّدتنا مريم العذراء، أمّ الله، لكي نتعلّم نحن أيضًا مثلها أن نجد عظمةَ الله في صِغَر الحياة، ولكي نتعلّم أن نهتمّ بكلّ مخلوق مولود من امرأة، وأن نحافظ خصوصًا على عطيّة الحياة الثّمينة، كما عملت مريم: الحياة في الأحشاء الوالديّة، حياة الأطفال، وحياة المتألّمين، وحياة الفقراء، وحياة كبار السّنّ، وحياة الوحيدِين، وحياة المُحتَضَرين. واليوم، في اليوم العالميّ للسّلام، نحن مدعوون كلّنا إلى أن نقبَلَ هذه الدّعوة التي تنبثق من قلب سيّدتنا مريم العذراء الوالديّ: أن نحرس الحياة، ونعتني بالحياة الجريحة، ونُعيد الكرامة إلى حياة كلّ ”مولود من امرأة“، هذه هي القاعدة الأساسيّة لبناء حضارة السّلام. لذلك “أطلب التزامًا ثابتًا لتعزيز احترام كرامة الحياة البشريّة، من لحظة الحمل حتّى الوفاة الطّبيعيّة، حتّى يستطيع كلّ شخص أن يحبّ حياته وينظر إلى المستقبل برجاء” (رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ الثّامن والخمسين للسّلام، 1 كانون الثّاني/يناير 2025).

سيّدتنا مريم العذراء، أمّ الله وأمّنا، تنتظرنا هناك في مغارة الميلاد. وكما أظهرت للرّعاة، تُظهر لنا أيضًا الإله الذي يفاجئنا دائمًا، والذي لا يأتي في مجد السّماوات، بل في تواضع المِذوَد. لنُوكل إليها سنة اليوبيل الجديدة هذه، ولنُسلّمها أسئلتنا وقلقنا وآلامنا وأفراحنا وكلّ ما نحمله في قلوبنا. لنُوكل إليها العالم بأكمله، حتّى يولد الرّجاء من جديد، وحتّى يُزهر السّلام أخيرًا من أجل شعوب الأرض كلّهم.

يروي لنا التّاريخ أنّه في أفسس، عندما دخل الأساقفة الكنيسة، صرخ الشّعب المؤمن وهو يحمل العصي: ”يا أُمَّ الله!“. من المؤكّد أنّ العصي كانت الوعد بما سيحدث إن لم يعلنوا عقيدة ”أُمّ الله“. اليوم ليس لدينا عصي، ولكن لدينا قلوب وأصوات الأبناء. لهذا، كلّنا معًا، لنهتف يا أُمَّ الله القدّيسة. كلّنا معًا بصوت قوي، لنهتف يا أُمَّ الله القدّيسة ثلاث مرّات: ”يا أُمَّ الله القدّيسة! يا أُمَّ الله القدّيسة! يا أُمَّ الله القدّيسة!“.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2025


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post عظمةُ الله في صِغَر الحياة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: الإصغاء في العائلة أهمّ من الفَهم https://ar.zenit.org/2024/12/30/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d8%ba%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%91-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8e/ Mon, 30 Dec 2024 09:16:03 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75523 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
يوم الأحد 29 كانون الأوّل 2024 في ساحة القدّيس بطرس

The post البابا: الإصغاء في العائلة أهمّ من الفَهم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أحد مُبارك!

نحتفل اليوم بعيد عائلة النّاصرة المقدّسة. يروي لنا الإنجيل أنّ يسوع، وهو في الثّانية عشرة من عمره، فقده مريم ويوسف، في نهاية حجّهم السّنوي إلى أورشليم، ثمّ وجدوه بعد ذلك في الهيكل يناقش العلماء (راجع لوقا 2، 41-52). لوقا الإنجيليّ يبيّن حالة مريم النّفسيّة التي قالت ليسوع: “يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن” (الآية 48). فأجابها يسوع: “ولِمَ بَحَثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي” (الآية 49).

قد تكون خبرة معتادة لعائلة تمرّ بأوقاتٍ هادئة وأُخرى صعبة. تبدو وكأنّها قصّة أزمة عائليّة في أيّامنا هذه، لمُراهقٍ صعب ووَالدَين لا يستطيعان أن يَفهَمَاه. لنتوقّف وننظر إلى هذه العائلة. هل تعلمون لماذا تُعتبر عائلة النّاصرة نموذجًا؟ لأنّها عائلة يتحاوَر أفرادها ويصغون بعضهم إلى بعض ويتكلّمون بعضهم مع بعض. الحِوار هو عنصر مهمّ في العائلة! العائلة التي لا يتواصل أفرادها في ما بينهم، لا يمكنها أن تكون عائلة سعيدة.

جميل عندما تبدأ الأمّ بالسّؤال بدل أن تبدأ باللَوم. مريم لم تتَّهِم ولم تَحكُم، بل حاولت أن تفهم كيف تتعامل مع هذا الابن المختلف بالإصغاء إليه. وعلى الرّغم من جهدها هذا، يقول الإنجيل إنّ مريم ويوسف “لَم يَفهَما ما قالَ لَهما” (الآية 50)، ما يدلّ على أنّ الإصغاء في العائلة أهمّ من الفَهم. الإصغاء هو أن نعطي أهمّيّة للآخر، ونعترف بحقّه في الحياة والتّفكير باستقلاليّة. الأبناء يحتاجون إلى ذلك. فكّروا جيّدًا أيّها الوالدون، وأصغوا إلى احتياجات أبنائكم!

الأوقات المميّزة للحوار والإصغاء في العائلة هي أوقات تناول الطّعام. جميل أن نكون معًا على المائدة ونتكلّم. فذلك يمكن أن يحلّ مشاكل كثيرة، وقبل كلّ شيء ذلك يوحّد الأجيال: الأبناء يتكلّمون مع الآباء، والأحفاد يتكلّمون مع الأجداد… يجب ألّا ننغلق أبدًا على أنفسنا، أو أسوأ من ذلك، أن ننشغل بالهاتف المحمول. أن نتكلّم ونُصغي بعضنا إلى بعض، هذا هو الحوار الذي يفيدنا ويجعلنا ننمو!

عائلة يسوع ومريم ويوسف هي عائلة مقدّسة. ومع ذلك، رأينا هنا أيضًا أنّ والدَي يسوع لم يفهماه دائمًا. يمكننا أن نفكّر في ذلك، ولا نندهش إن حصل لنا أحيانًا في العائلة أنّنا لا نفهم بعضنا بعضًا. عندما يحدث لنا ذلك، لنسأل أنفسنا: هل نصغي بعضنا إلى بعض؟ هل نواجه المشاكل بالإصغاء بعضنا إلى بعض، أم ننغلق على أنفسنا في الصّمت، وأحيانًا في الضّغينة، والكبرياء؟ هل نخصّص وقتًا للحوار؟ ما يمكننا أن نتعلّمه اليوم من العائلة المقدّسة هو الإصغاء المُتبادَل.

لنوكل أنفسنا إلى سيّدتنا مريم العذراء ولنطلب لعائلاتنا عطيّة الإصغاء.

 

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

 

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أوجّه تحيّة حارّة لكم جميعًا، سكَّانَ روما والحجّاج إلى روما. وأوجّه اليوم تحيّة خاصّة إلى العائلات الحاضرة هنا وإلى تلك التي ترافقنا من بيوتها عبر وسائل التّواصل. العائلة هي خليّة المجتمع، وهي كنز ثمين يجب سنده وحمايته!

أفكّر في العائلات العديدة في كوريا الجنوبيّة التي تشعر بالحزن اليوم بعد حادث تحطّم الطّائرة المأساوي. أشارك في الصّلاة من أجل النّاجين والموتى.

ولنصلِّ أيضًا من أجل العائلات التي تتألّم بسبب الحروب: في أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، وميانمار، وفي السّودان، في كِيفُو الشّماليّة، لنصلِّ من أجل جميع هذه العائلات التي تعيش حالة حرب.

وأتمنّى لكم جميعًا أحدًا مباركًا ونهاية سنة مطمّئنة. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: الإصغاء في العائلة أهمّ من الفَهم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن https://ar.zenit.org/2024/12/30/%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%91%d9%84-%d9%85%d8%b1%d9%91%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d9%82%d8%af%d9%91%d8%b3%d8%a7%d9%8b-%d9%81/ Mon, 30 Dec 2024 04:30:55 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75513 واحتفل بقدّاس مع السّجناء

The post لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“أردتُ أن يكون الباب الثاني الذي أفتحه، هنا في سجن”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس لدى وصوله إلى “سجن ريبيبيا” في روما، وتكلّم عن أهمية الحدث، مُذَكِّراً من أمام كنيسة السجن، “كنيسة الآب”، أنّه أراد أن “تتسنّى للجميع فرصة فتح أبواب قلوبهم على مصراعَيها وأن يفهموا أنّ الرّجاء لا يُخيّب أبداً، حتّى في أصعب الأوقات”.

في التفاصيل الأخرى التي نقلها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، ولمناسبة “يوبيل الرّجاء لعام 2025″، أوّل باب مقدّس فُتِحَ كان باب بازيليك القدّيس بطرس بتاريخ 24 كانون الأوّل 2024. ثمّ، ولأوّل مرّة على الإطلاق في تقليد اليوبيلات، فتح الحبر الأعظم باباً مقدّساً في سجن، في مبادرة تُظهر قُربه الدّائم من المُحتَجَزين.

بعد عبوره الباب بذاته، ترأس الحبر الأعظم قدّاساً في الكنيسة. وقد تأمّل في العظة التي ألقاها بالسبب التاريخي لزيارته، وشجّع السّجناء الموجودين على فتح قلوبهم مُضيفاً: “الأخوّة هي قلوب مفتوحة”، مُحذِّراً من القلوب المغلقة والقاسية لأنّها تنسى الرّقّة، ومُشجِّعاً السّجناء على عدم إبقاء قلوبهم نصف مفتوحة، خاتماً بالقول: “كلّ واحد يعرف إن كان قلبه مفتوحاً أو نصف مفتوح… الباب المقدّس الذي فتحناه للتوّ رمز لباب قلبنا”.

في النهاية، طلب البابا من السّجناء أن يُصلّوا لأجله، وأكّد لهم أنّه يصلّي على نيّتهم، فيما قدّموا له هدايا، بما فيها باب مقدّس صغير وسلّة تحتوي على الزّيت والحلوى والسّيراميك.

نُذكِّر هنا بأنّ الكاردينال بالدو رينا (النائب البابوي العام عن أبرشيّة روما) فتح يوم الأحد 29 كانون الأوّل باباً مقدّساً في كاتدرائيّته، كاتدرائيّة القدّيس يوحنا اللاتيراني – والتي احتفلت في 9 تشرين الثاني من هذه السّنة بالذكرى 1700 على تكريسها – وقد طبع فتح هذا الباب بداية اليوبيل في كلّ الأبرشيّات.

ثمّ في الأوّل من كانون الثاني 2025، أي يوم تذكار العذراء مريم والدة الإله، سيُفتَح باب بازيليك القدّيسة مريم الكبرى البابويّة.

وأخيراً، سيطبع تاريخ 5 كانون الثّاني 2025 فتح الباب المقدّس في بازيليك القدّيس بولس خارج الأسوار البابويّة، مع العِلم بأنّ هذه الأبواب الثلاثة الأخيرة ستُغلَق يوم الأحد 28 كانون الأوّل 2025.

The post لأوّل مرّة، البابا فتح باباً مقدّساً في سجن appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء https://ar.zenit.org/2024/12/30/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85%d9%8b%d8%a7-%d9%88%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d9%83%d9%84%d9%91-%d8%b4%d9%8a%d8%a1/ Mon, 30 Dec 2024 04:25:03 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75504 النصّ الكامل لكلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة الملاك
يوم الخميس 26 كانون الأوّل 2024
في ساحة القدّيس بطرس

The post البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عيد سعيد!

اليوم، مباشرة بعد عيد الميلاد، تحتفل الليتورجيا بالقدّيس إِسْطِفانُس، أوّل الشّهداء. نجد حادثة رجمه في سفر أعمال الرّسل (راجع 6، 8-12؛ 7، 54-60)، ويقدّمه لنا وهو يصلّي من أجل قاتليه، وهو مشرف على الموت. وهذا يحملنا على التّفكير: في الواقع، رغم أنّ إِسْطِفانُس كان يبدو للوهلة الأولى ضعيفًا عاجزًا أمام العنف الواقع عليه، إلّا أنّه، الرّجل الحرّ، الذي يستمرّ في الحبّ، يُحِبّ قاتليه ويقدّم حياته من أجلهم، مثل يسوع (راجع يوحنّا 10، 17-18؛ لوقا 23، 34)، يقدّم حياته لكي يتوبوا، ويَغفِر لهم الله، وينالوا عطيّة الحياة الأبديّة.

بهذه الطّريقة، يَظهَرُ لنا الشّماس إِسْطِفانُس شاهدًا على أنّ الله يريد شيئًا واحدًا: “أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاس” (1 طيموتاوس 2، 4) وألّا يَهلِك أحد (راجع يوحنّا 6، 39؛ 17، 1-26). إِسْطِفانُس هو شاهدٌ للآب – أبينا – الذي يريد الخير، وفقط الخير، لكلّ واحد من أبنائه، ودائمًا. إنّه الآب الذي لا يستبعد أحدًا، والآب الذي لا يتعب أبدًا من البحث عن كلّ واحد من أبنائه (راجع لوقا 15، 3-7)، فيقبلهم من جديد إذا عادوا إليه تائبين بعد أن ابتعدوا عنه (راجع لوقا 15، 11-32)، إنّه الآب الذي لا يتعب من أن يغفر. تذكّروا هذا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء.

لنعد إلى إِسْطِفانُس. للأسف، حتّى اليوم، هناك، في أماكن كثيرة من العالم، العديد من الرّجال والنّساء يُضطهدون، وأحيانًا حتّى الموت، بسبب الإنجيل. وما قلناه في إِسْطِفانُس هو صحيح فيهم أيضًا. فهم لا يُقتلون بسبب ضعفهم، ولا لدِفاعهم عن أيديولوجيّة، بل لأنّهم يريدون أن يُشرِكوا الجميع في عطيّة الخلاص. وهم يفعلون ذلك أوّلًا من أجل خير قاتليهم: من أجل قاتليهم… ويصلّون من أجلهم.

ترك لنا الطّوباوي كريستيان دي شيرجي (Christian de Chergé) مثالًا جميلًا جدًّا، إذ كان يسمّي قاتله ”صديق الدّقيقة الأخيرة“.

لنسأل أنفسنا الآن: هل أشعر بالرّغبة في أن يعرف الجميع الله ويخلصوا؟ هل أريد الخير حتّى لمن يجعلني أتألّم؟ هل أهتمّ وأصلّي من أجل الإخوة والأخوات الكثيرين المضطهدين بسبب الإيمان؟

لتساعدنا مريم، ملكة الشّهداء، لنكون شهودًا شجعانًا للإنجيل من أجل خلاص العالم.

صلاة الملاك

بعد صلاة الملاك

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أجدّد أطيب الأمنيات لكم جميعًا في عيد الميلاد المجيد. وصلتني في الأيام هذه رسائل ومشاعر مودة كثيرة. شكرًا. أودّ أن أشكر الجميع من كلّ قلبي: كلّ شخص، وكلّ عائلة، والرّعايا والجمعيات. شكرًا لكم جميعًا!

بدأ مساء أمس عيد الأنوار، حانوكا، الذي يحتفل به إخوتنا وأخواتنا اليهود في جميع أنحاء العالم لمدة ثمانية أيام، والذين أرسل إليهم أطيب الأمنيات بالسّلام والأخوّة.

وأحيّيكم جميعًا، سكَّانَ روما، والحجّاج القادمون من إيطاليا ومختلف البلدان! أظن أنّ العديد منكم سلكوا طريق اليوبيل المؤدّي إلى الباب المقدّس لبازيليكا القدّيس بطرس. إنّها علامة جميلة، علامة تعبِّر عن معنى حياتنا: أن نذهب لنلتقي بيسوع الذي يحبّنا ويفتح لنا قلبه للدخول إلى ملكوت المحبّة والفرح والسّلام. لقد فتحت هذا الصّباح بابًا مقدّسًا، بعد باب بازيليكا القدّيس بطرس، في سجن ريبيبيا (Rebibbia) في روما. كانت، إن صحّ التّعبير، ”كاتدرائيّة الألم والرّجاء“.

أحد الأعمال الذي يميّز اليوبيل هو إعفاء الدّيون. ولذلك، فإنّي أشجّع الجميع على دعم حملة كاريتاس الدّوليّة بعنوان ”تحويل الدّيون إلى رجاء“، لتخفيف عبء الدّيون عن البلدان المثقلة بها التي لا يمكن أن تحملها ولتعزيز التّنمية.

وترتبط مسألة الدّيون بقضيّة السّلام و”السّوق السّوداء“ للأسلحة. توقّفوا عن استعمار النّاس بالسّلاح! لنعمل من أجل نزع السّلاح، ولنعمل ضدّ الجوع، وضدّ المرض، وضدّ عمالة القاصرين. ولنصلّ، من فضلكم، من أجل السّلام في جميع أنحاء العالم! السّلام في أوكرانيا المعذّبة، وفي غزّة، وإسرائيل، وميانمار، وكيفو الشّماليّة، وفي البلدان الكثيرة التي هي في حالة حرب.

وأتمنّى لكم جميعًا يومًا واحتفالًا جميلًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: الله يغفر دائمًا ويغفر كلّ شيء appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عناوين نشرة الخميس 26 كانون الأوّل 2024: وُلد المسيح، هللويا https://ar.zenit.org/2024/12/26/%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%a1-25-%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%91%d9%84-2024-%d9%88%d9%8f/ Thu, 26 Dec 2024 19:08:57 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75485 باب قلب الله وسنة النِّعمة والرّجاء

The post عناوين نشرة الخميس 26 كانون الأوّل 2024: وُلد المسيح، هللويا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

الرّجاء المسيحيّ يتعارض مع الحياة الهادئة للّذين لا يرفعون أصواتهم ضدّ الشّرّ والظلم

باب قلب الله

أمام المغارة

بسرّ تجسّدك، الأرض صارت سماء

يوبيل الرّجاء وسرّ التجسّد

الرّجاء في اليوبيل

البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع

لتصمت الأسلحة… ليُفتَح باب الحوار والسّلام

 

The post عناوين نشرة الخميس 26 كانون الأوّل 2024: وُلد المسيح، هللويا appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع https://ar.zenit.org/2024/12/26/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9-%d9%87%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad-%d9%84%d9%84%d8%ac%d9%85/ Thu, 26 Dec 2024 12:37:22 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75500 النصّ الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس
إلى مدينة روما والعالم في مناسبة عيد الميلاد
الأربعاء 25 كانون الأوّل/ديسمبر 2024

The post البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عيد ميلاد مجيد!

في هذه الليلة تجدّد السّرّ الذي لا يتوقّف عن إدهاشنا والتأثير فينا: مريم العذراء ولدت يسوع، ابن الله، ولفّته باللفائف ووضعته في مذود. هكذا وجده رعاة بيت لحم، الذين غمرهم الفرح، بينما كانت الملائكة ترنّم: ”المجد لله والسّلام للنّاس“ (راجع لوقا 2، 6-14). السّلام للنّاس.

نعم، هذا الحدث الذي وقع منذ أكثر من ألفي سنة، يتجدّد بقوّة الرّوح القدس، روح المحبّة والحياة نفسه الذي أخصب أحشاء مريم وكوَّن يسوع من جسدها البشريّ. واليوم أيضًا، في وسط معاناة هذا الزّمن، يتجسّد كلمة الخلاص الأزليّ حقًّا من جديد، ويقول لكلّ رجل ولكلّ امرأة، ولكلّ العالم: أنا أحبّك، وأنا أغفر لك، عُد إليّ، فباب قلبي مفتوح لك!

أيّها الإخوة والأخوات، باب قلب الله مفتوح دائمًا، لِنَعُد إليه! لِنَعُد إلى القلب الذي يحبّنا ويغفر لنا! لِنَقبَل المغفرة منه، ولنتصالح معه. الله يغفر دائمًا! الله يغفر كلّ شيء. لِنَقبَل المغفرة منه.

هذا هو معنى الباب المقدّس لليوبيل، الذي فتحته الليلة الماضيّة هنا في كنيسة القدّيس بطرس: إنّه يمثّل يسوع، باب الخلاص المفتوح للجميع. يسوع هو الباب الذي فتحه الآب الرّحيم في وسط العالم، وفي وسط التّاريخ، حتّى يستطيع الجميع أن يعودوا إليه. كلّنا مثل الخراف الضّالّة، نحتاج إلى راعٍ وباب لنعود إلى بيت الآب. يسوع هو الرّاعي، ويسوع هو الباب.

أيّها الإخوة والأخوات، لا تخافوا! الباب مفتوح، ومفتوح على مصراعيه! تعالوا! لنتصالح مع الله، فنتصالح مع أنفسنا ونتمكّن من أن نتصالح في ما بيننا، حتّى مع أعدائنا. نعم، رحمة الله قادرة على كلّ شيء، وتحلّ كلّ عقدة، وتهدم كلّ جدار يفصلنا، وتذيب الكراهية وروح الانتقام. تعالوا! يسوع هو باب السّلام.

نحن نتوقّف مرارًا عند العتبة فقط، ولا نملك الشّجاعة لنتجاوزها، لأنّها تبدأ بمساءلتنا. الدّخول من الباب يتطلّب منّا أن نضحّي فنخطو خطوة، ونترك وراءنا الخلافات والانقسامات، لكي نستسلم بين ذراعَي الطّفل يسوع المفتوحة، الذي هو أمير السّلام. في عيد الميلاد هذا، بداية سنة اليوبيل، أدعو كلّ شخص، وكلّ شعب وأمّة إلى أن يتحلّوا بالشّجاعة ليعبروا الباب، ويكونوا حجّاج رجاء، ويُسكتوا الأسلحة ويتغلّبوا على الانقسامات!

لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذّبة! وليكن لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التّفاوض وأعمال الحوار واللقاء، للوصول إلى سلام عادل ودائم.

لتصمت الأسلحة في الشّرق الأوسط! ومع عيوننا مركّزة على مهد بيت لحم، أوجّه فكري إلى الجماعات المسيحيّة في فلسطين وإسرائيل، ولا سيّما إلى الجماعة العزيزة في غزّة، حيث الوضع الإنسانيّ خطير جدًّا. ليتوقّف إطلاق النّار، ولتُحرَّر الرّهائن، ولتُقدَّم المساعدة للسّكان المنهكين من الجوع والحرب. أنا قريبٌ أيضًا من الجماعة المسيحيّة في لبنان، وخاصّة في الجنوب، والجماعة المسيحيّة في سورية، في هذه اللحظة الحسّاسة كثيرًا. لتُفتَح أبواب الحوار والسّلام في كلّ المنطقة التي يمزّقها الصّراع. وأريد أن أذكر هنا أيضًا الشّعب الليبيّ، وأشجّع على البحث عن حلول تحقّق المصالحة الوطنيّة.

لتحمل ولادة المخلص زمن رجاءٍ لعائلات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب وباء الحِصبة في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، وأيضًا لشعوب شرق البلاد وشعوب بوركينا فاسو، ومالي، والنّيجر وموزمبيق. الأزمة الإنسانيّة التي تؤثّر عليهم ناجمة أساسًا عن النّزاعات المسلّحة وآفة الإرهاب، وتفاقمت بسبب الآثار المدمّرة لتغيّر المناخ، التي تتسبّب في فقدان الأرواح البشريّة ونزوح الملايين. وأفكّر أيضًا في شعوب دول القرن الأفريقيّ وألتمس لهم عطيّة السّلام والوئام والأخوّة. ليسند ابن الله العليّ جهود المجتمع الدوليّ لتعزيز وصول المساعدات الإنسانيّة للسّكان المدنيّين في السّودان، والشّروع في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النّار.

ليحمِل إعلان عيد الميلاد العزاء لسُكّان الميانمار، الذين يتألّمون آلامًا شديدة بسبب الاشتباكات المسلّحة المستمرّة، ويُجبرون على الهروب من بيوتهم.

ليلهم الطّفل يسوع السُّلُطات السّياسيّة وكلّ الأشخاص ذوي النّوايا الحسنة في القارّة الأمريكيّة، لكي يجدوا حلولًا فعّالة قريبًا في الحقّ والعدل، لتعزيز الانسجام الاجتماعيّ، خاصّة في هاييتي، وفنزويلا وكولومبيا ونيكاراغوا، ويعملوا، خصوصًا في سنة اليوبيل هذه، لبناء الخير العام ورؤية وتأييد كرامة كلّ إنسان، متجاوزين الانقسامات السّياسيّة.

لتكن سنة اليوبيل فرصةً لهدم كلّ الجدران الفاصلة: سواء كانت أيديولوجيّة، وهي التي تَسِمُ مرارًا الحياة السّياسيّة، أو جسديّة، مثل الانقسام الذي طال أمده منذ خمسين سنة في جزيرة قبرص ومزّق نسيجها البشريّ والاجتماعيّ. آمل أن يتمكّنوا من الوصول إلى حلّ مشترك ينهي الانقسام مع احترام كامل لحقوق وكرامة جميع الجماعات القبرصيّة.

يسوع، كلمة الله الأزليّ الذي صار بشّرًا، هو الباب المفتوح على مصراعيه، ونحن مدعوّون إلى أن نعبره لنكتشف من جديد معنى حياتنا وقدسيّة كلّ حياة، ونستعيد القِيَم الأساسيّة للعائلة البشريّة. إنّه واقف على العتبة ينتظرنا. ينتظر كلّ واحد منّا، وخاصّة المستضعفين: ينتظر الأطفال، جميع الأطفال الذين يتألّمون من الحرب والجوع، وينتظر كبار السّنّ الذين يُجبرون مرارًا على العيش في ظروف العزلة والخذلان، وينتظر الذين فقدوا بيوتهم أو هربوا من أرضهم في محاولة للبحث عن مأوى آمن، وينتظر الذين فقدوا عملهم أو لا يجدون عملًا، وينتظر السّجناء، فهم أبناء الله دائمًا، رغم كلّ شيء، وينتظر المضطهدين بسبب إيمانهم.

في يوم العيد هذا، لا يَغِبْ عنا أن نشكر ونعبِّر عن تقديرنا للذين يبذلون قصارى جهدهم لعمل الخير بهدوء وأمانة: أفكّر في الوالدين والمربّين والمعلّمين، الذين تقع على عاتقهم مسؤوليّة كبيرة في تنشئة أجيال المستقبل، وأفكّر في العاملين في مجال الصّحّة، وقوات الأمن، وكلّ الذين يلتزمون في أعمال المحبّة، خاصّة المرسلين المنتشرين في العالم، الذين يحملون النّور والعزاء للكثيرين الغارقين في الصّعاب. لهم جميعًا نريد أن نقول: شكرًا!

إخوتي وأخواتي، ليكن اليوبيل فرصةً لإلغاء الدّيون، خاصّة تلك التي تُثقِلُ كاهل البلدان الفقيرة. كلّ واحد مدعوٌ إلى أن يغفر الإساءات التي أصابته، لأنّ ابن الله، الذي وُلِدَ في البرد وظلام الليل، يغفر كلّ ديوننا. جاء ليشفينا ويغفر لنا. كلّنا حجّاج رجاء، لنذهب للقائه! ولنفتح له أبواب قلبنا، كما فتح هو لنا باب قلبه على مصراعيه.

أتمنّى للجميع عيد ميلاد مجيد في الصّفاء والطّمأنينة.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post البابا: يسوع هو باب الخلاص المفتوح للجميع appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
يوبيل الرّجاء وسرّ التجسّد https://ar.zenit.org/2024/12/25/%d9%8a%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%91%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%b3%d9%91%d8%af/ Wed, 25 Dec 2024 07:07:04 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75493 التّلاقي

The post يوبيل الرّجاء وسرّ التجسّد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
في عالمنا اليوم يُطرح سؤال عن ما هو سرّ التجسّد؟ هو تجسّد الله الكلمة من العذراء مريم، وهذا الحدث الإلهي لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل يحمل في طيّاته رسالة أمل ورجاء عميقة للإنسانية، والعلاقة الوثيقة بين الرجاء وسرّ التجسّد، وكيف أنّ هذا السرّ يمثّل منبعًا لا ينضب للأمل في حياة المؤمن.

 ومصدر الرجاء المسيحي هو سرّ التجسد؛ لأنّ الله معنا، ولم يبقَ بعيدًا عن البشرية، بل دخل في حياتنا البشرية ليعيش معنا ويتألّم معنا. هذه الحقيقة وحدها تكفي لإشعال شمعة الأمل والرجاء في قلوبنا.

 من خلال سرّ التجسّد ندخل في الحياة الجديدة ومصدرها هو الروح القدس الذي نتلقاه  في سر المعمودية هو ضمانة للحياة الجديدة في المسيح. هذه الحياة الجديدة هي حياة ملؤها المحبة والسلام والفرح، وهي حياة تفتح آفاقاً جديدة للأمل.

 كلمة اليوبيل تعني القرن، لأنّ الإعلان عن هذه السنة كان يبدأ دائما بالنفخ في القرن. فقد أمر الله شعبه المختار في العهد القديم أن يعملوا أعمالهم لست سنوات متتالية، ثم يرتاحون في السنة السابعة، ويستمرّون على تكرار هذا الأمر لمدة سبع مرات، ثم يحتفلون في السنة التالية باليوبيل وهي السنة الخمسون. فما هي سنة اليوبيل؟

 في الواقع كان اليوبيل يهدف لمساعدة الشعب على عيش أخوّة ملموسة تقوم على المساعدة المتبادلة. يمكننا القول إنّ اليوبيل في الكتاب المقدس كان “يوبيل رحمة” لأنه كان يعيش في البحث الصادق عن خير الأخ المعوز.

 سنة العتق: فيها يُعْتَق العبيد، ويرجع كل واحد لأهله والأرض المرهونة لأصحابها والدائنين يعفون عن المديونين، وتقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلاً، وترجعون كلاً إلى ملكه، وتعودون كلاً إلى عشيرته (لا 25: 10). وتصبح في سنة اليوبيل للبشرية إخوة كلهم؛ ولذلك عندما نحتفل بسرّ التجسّد نصبح كلنا أخوة بيسوع المسيح كلمة الله الذي أخذ جسدنا لكي يتّحد بنا.

 سرّ التجسّد وسنة اليوبيل يدعونا إلى معايشة الحياة المسيحية على مثال سيدنا يسوع المسيح عندما نعيش الحب والغفران. وفي هذه السنة نعيش فضيلة الرجاء في مواجهة تحديات الحياة لمواجهة الألم والمعاناة، ويجد المؤمن في سرّ التجسّد قوّة لتحمّل الآلام والصبر على المحن. فالرب يسوع نفسه قد شاركنا، وهو يفهم آلامنا ويعزّي قلوبنا.

 * في مواجهة الخوف والموت: الإيمان بقيامة المسيح يقضي على الخوف من الموت. فالموت ليس نهاية المطاف، بل هو انتقال إلى حياة أبدية في حضرة الله.

 * في مواجهة الظلم والشر: على الرغم من انتشار الشر في العالم، فإننا نؤمن بالنصر النهائي للخير. فالمسيح قد قهر الشيطان، وسيأتي يوم ينتصر فيه الحق على الباطل.

كيف نعيش رجاء التجسّد؟

 * الصلاة: الصلاة هي وسيلتنا للتواصل مع الله والتعبير عن رجائنا فيه.

 * المشاركة في الأسرار: الأسرار المقدّسة، مثل القربان المقدّس، تقوّي إيماننا وتجدّد رجاءنا.

 * خدمة الآخرين: الخدمة هي تعبير عملي عن محبّتنا لله وللقريب، وهي تزيد رجاءنا بالحياة الأبدية.

 * التأمّل في كلمة الله: قراءة الكتاب المقدّس وتأمّل كلماته تغذّي إيماننا وتقوّي رجاءنا. سرّ التجسّد هو أعظم هبة من الله للإنسانية. إنه يمنحنا رجاءً أكيداً بالحياة الأبدية، ويقوّينا لمواجهة تحديات الحياة. لنجعل من هذا الرجاء نبراساً يضيء طريقنا في هذه الحياة، ونسعى جاهدين لنعيش حياة تليق بهذا الرجاء العظيم.

حدث اليوبيل الروحي العظيم، يحمل في طيّاته الكثير من المعاني العميقة التي تتلاقى بشكل وثيق مع سرّ التجسّد والرجاء المسيحي.

سنة اليوبيل: هي سنة مقدّسة في العهد القديم، يُحتفل بها كل خمسين عامًا، وتتميز بالعفو عن الديون، وإطلاق العبيد، وإعادة الأراضي إلى أصحابها الأصليين. ويرمز اليوبيل إلى تجديد العهد بين الله وشعبه، وإلى بداية حياة جديدة.

* اليوبيل والخلاص: يرتبط اليوبيل ارتباطًا وثيقًا بفكرة الخلاص والتحرر من العبودية، الخطيئة والموت.

حياة يسوع عندما دخل المجمع، دُفع إليه سفر إشعياء النبي، ففتح السفر، وقرأ كما جاء في إنجيل معلمنا لوقا البشير “فدفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. 18 روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية. 19 وأكرر بسنة الرب المقبولة” لو 17:4-19. فهذه السنة ليست للراحة، ولكن للعمل الروحي الذي يُرضي الرب من قراءة الكتاب المقدس، للصلوات والتسابيح، فهي تذكار للراحة الأولى التي كانت في الفردوس.

سرّ التجسد: هو حدث إلهي عظيم ومع محبته للبشر صار الله إنسانًا في شخص يسوع المسيح، لكي يخلّص البشرية من الخطيئة والموت. واليوبيل يدعونا أن نعيش الحب على طريقة الله المحب للبشر. ويويبل الرجاء هو الثقة الراسخة بأنّ الله سيفي بوعوده، وأنّ المسيح سيعود ثانية ليقيم السماوات والأرض الجديدة.

التجسّد واليوبيل: يمثّل التجسّد اليوبيل الأبدي، حيث حررنا المسيح من عبودية الخطيئة، وأعطانا حياة جديدة.

تلاقي اليوبيل وسرّ التجسّد

 * الرجاء في اليوبيل: عندما يحتفل الشعب اليهودي باليوبيل، كانوا يعيشون رجاءً جديدًا بحياة أفضل. والرجاء المسيحي هو أن نؤمن بيسوع المسيح، فإننا نعيش رجاءً أبديًا بالحياة الأبدية.

* اليوبيل والتجسد: كلاهما يمثّلان بداية جديدة، وفرصة للخلاص والتحرر، وعندما نعيش اليوبيل على المستوى الشخصى عندما نتوب عن خطايانا، ونبدأ حياة جديدة في المسيح، وأستقبل الطفل يسوع في قلبي.

 * بناء مجتمع أفضل: يمكننا أن نسهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية، مستوحى من قيم اليوبيل والتجسّد.

 فتح الباب المقدس في اليوبيل وسرّ التجسّد: هو تقليد كاثوليكي عريق يرتبط ارتباطاً وثيقاً باليوبيل، وهو عام من الاحتفالات الروحية والغفران. يتميّز اليوبيل بفتح باب خاص في إحدى الكنائس الرئيسية، ويرمز هذا الباب إلى باب الرجاء وفرصة جديدة للبدء -مجدداً-. وفتح باب قلوبنا لكي نستقبل الطفل يسوع كما ولد في مغارة بيت لحم.

 يرتبط هذا التقليد ارتباطاً وثيقاً بسرّ التجسّد، وذلك لأسباب عدة

 * الباب كرمز للمسيح: في الكتاب المقدس، يُرمز إلى المسيح أحياناً بالباب، حيث قال يسوع عن نفسه “أنا هو الْبَابُ. مَنْ دَخَلَ بِي يَخْلُصْ، فَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ الْمَرْعَى” (يوحنا 10: 9). وعندما ندخل من الباب المقدّس، فإننا ندخل إلى المسيح، ونشارك في حياته، ونموت معه، ونقوم معه.

 * الباب كرمز للولادة الجديدة: التجسّد هو ولادة جديدة، حيث دخل الله العالم كإنسان. وبالمثل، فإنّ المرور عبر الباب المقدّس يرمز إلى ولادة روحية جديدة، حيث يدخل المؤمن في علاقة جديدة مع الله.

 * الباب كرمز للغفران: التجسّد هو عمل خلاص، حيث مات المسيح على الصليب من أجل البشرية. وبالمثل، فإنّ اليوبيل هو وقت للعفو والغفران، حيث يمكن للمؤمنين أن يتطهّروا من خطاياهم، ويعودون إلى الله.

 * الباب كرمز للوحدة: التجسّد جمع بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية في شخص واحد، وبالمثل، فإنّ الباب المقدّس يجمع المؤمنين معاً في وحدة واحدة.

 ماذا يعني فتح الباب المقدّس للمؤمن؟

 * دعوة إلى التوبة والتجديد: إنّه دعوة إلى العودة إلى الله والتوبة عن الخطايا، والبدء بحياة جديدة في المسيح.

 * فرصة للحصول على الغفران الكامل عن الخطايا من خلال سرّ الاعتراف…

* دعوة إلى الخدمة هو دعوة إلى خدمة الله والقريب، وخاصة الفقراء والمحتاجين.

 * تذكير بالوحدة مع الكنيسة بأننا أعضاء في جسد المسيح، وأننا متّحدون مع المؤمنين جميعهم في العالم.

The post يوبيل الرّجاء وسرّ التجسّد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
أمام المغارة https://ar.zenit.org/2024/12/25/%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%a7%d8%b1%d8%a9/ Wed, 25 Dec 2024 05:59:29 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75487 مِن أقوال أبونا يعقوب الكبوشي

The post أمام المغارة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
“نقدّم إليك يا ربّ ذهب محبّتنا، وبخور صلاتنا، ومُرَّ توبتنا، كالمجوس الّذين قدّموا إليك ذهبًا، وبخورًا، ولبانًا…

نضع الذّهب عند قدميك. فقدماك يا يسوع المساكين…

ونرفع بخور صلاتنا لتمجيدك، وليس لطلب العلى والصّحّة والمال…

ونقدّم إليك المرّ، أمانتنا الحقيقيّة التي نصنعها بإرادتنا، والّتي تأتينا من الآخر، وهذه ثمينة. اقبلها جميعها منّا، لنمجّد اسمك، وليكن نور الإيمان منيرًا طريقنا، وهاديًا لنا في سبيل الخير والحقّ والحياة.”

أبونا يعقوب

      هكذا كان أبونا يعقوب يصلّي، أمام مغارة الطّفل الإله…

هكذا كان يعيش الدّهشة والذّهول أمام تنازل ابن الله… فقصّة الخلاص بدأت مع الميلاد…

يقف الكبّوشيّ أمام المغارة وقفة خشوع، ويراقب طهر ذاك المكان وقدسيّته. يتأمّل، ويرى المسيح الّذي ولد صغيرًا ليجعلنا كبارًا. تواضعه على الأرض يفتح لنا باب السّماء.

وُلد في مذودٍ لكنّه أبقى أمّه بتولًا، وُلد في المغارة، والسّماء عظمته… رقد في مذودٍ، وجعل جنود السّماء تتقاطر لعبادته. رُبط بأقمطة، همّه الوحيد حرّيّتنا، وخلاصنا من ألم الخطيئة، ومن قيود الموت.

قصّة الخلاص بدأت في المغارة، عاش المسيح بشريّتنا. تجسّد، اتّحدت الطّبيعة الإلهيّة بالطّبيعة البشريّة، اتّحدَ اللّاهوت بالنّاسوت.

كلمة الله في المغارة ساكت، لا يتكلّم. سكت كي لا يُخيف الإنسان الخاطئ، ليسمح له بالاقتراب منه بكلّ ثقة، ليلتقي به، ويعيده إلى مكانه الصّحيح، إلى حضن الحبّ والرّحمة.

 في مغارتك يا ربّ… اجتمع المتشرّد بالفقير وبالملك…

الرّبّ… طفل صغير في مذود، في مغارة فقيرة، ولكنّه فاجأ أورشليم كلّها.

وُلد في ظلام الليّل، وأنار سماء الشّرق.

ارتجف الطّفل الإله من البرد، ولكنّه جعل هيرودوس يرتجف من الخوف… خوف الطّمع والسّلطة…

ومن المغارة فاح عطر الفرح…

فرح الرّبّ وقال: “هذا هو ابني الحبيب.”

فرح الملاك وأعلن “السّلام على الأرض، والمجد بالعلى”.

فرحت مريم… وفرح يوسف.

فرح الإنسان البارّ لأنه سيُكافأ.

فرح الخاطئ لأنّه سيتنعّم بحلاوة الغفران.

فرح الثّور والحمار، فقد اقتربا من الرّبّ، ومن لهاثهما أشعراه بالدّفء.

فرحت الكنيسة… فرحت الشّموع المضاءة على المذابح، فرح البخور وملأ السّاحات صلاة، وقداسة.

فَرِحت بيوتنا.

فرحت قلوبنا المزيّنة بالنّور، وأصبحت كنجوم الميلاد، تنشر ضياء رجائها في الأماكن كلّها.

“زمن الميلاد هو زمن تحويل قوّة الخوف، إلى قوّة محبّة” (البابا فرنسيس)

  تجسّدتَ يا ربّ، لتنتشلنا من وحل الخطيئة، وتقودنا إلى فرح الخلاص.

تجسّدتَ يا ربّ، لتحوّل خوفنا إلى قوّة، وإلى حبّ، وإلى رجاء.

تجسّدتَ يا ربّ لتلمسنا، وتداوي أسقامنا وتبلسم جراحنا.

تجسّدتَ لتلتقي بنا، لأنّك تحبّنا… لتدفئ برد قلوبنا بوهج رحمتك اللّامتناهية.

“الكلمة صار بشرًا، وعاش بيننا” (يوحنّا 1: 14)

“الحال أنّه في الإنسان يسوع تجلّى اللّه نفسه نهائيًّا، يسوع هو كلمته، ومن حيث هو كلمته فإنّه الله نفسه” (البابا بندكتس السّادس عشر)

يا ربّ… نريد أن نحيا فرح العيد… أنِر بصائرنا لنحيا جماليّة التّأمّل في سرّ تَجسّدك.

عمّانوئيل… يا ربّنا أنت معنا… اجعلنا أقوياء بعزيمتنا، عندها تصبح عيوننا مشرقة وجميلة، وقلوبنا حلوة ونقيّة…

يا يسوع، بسرّ تجسّدك… يُزهر الحبُّ نورًا وحياة.

يُهدي الحبُّ الدّمع عزاء، والمَرَض شفاء، والظّلام ضياء.

بسرّ تجسّدك، الأرض صارت سماء.

وُلد المسيح… هلّلويا!

The post أمام المغارة appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
الرّجاء المسيحيّ يتعارض مع الحياة الهادئة للّذين لا يرفعون أصواتهم ضدّ الشّرّ والظلم https://ar.zenit.org/2024/12/25/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%91%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%91-%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%87/ Wed, 25 Dec 2024 05:07:58 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75482 النصّ الكامل لعظة قداسة البابا فرنسيس
في القدّاس الإلهيّ في ليلة عيد الميلاد
الثّلاثاء 24 كانون الأوّل 2024

بازيليكا القدّيس بطرس

The post الرّجاء المسيحيّ يتعارض مع الحياة الهادئة للّذين لا يرفعون أصواتهم ضدّ الشّرّ والظلم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

ملاك من عند الله، محاطًا بالنّور، أضاء الليل وحمل إلى الرّعاة البشرى السّارّة: “إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرَحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو المسيحُ الرَّبّ” (لوقا 2، 10-11). وسط دهشة الفقراء البسطاء وتسبيح الملائكة، انفتحت السّماء على الأرض: صار الله واحدًا منّا ليجعلنا مثله، نزل بيننا ليرفعنا ويضعنا بين ذراعَيْ الآب.

هذا هو رجاؤنا: الله هو ”عمانوئيل“، أي الله معنا. الكبير واللامتناهي صار صغيرًا. النّور الإلهيّ سطع في ظلمات العالم. ومجد السّماء أطلّ على الأرض؟ وكيف أطلّ؟ في تواضع طفل صغير. وإن جاء الله، حتّى حين يبدو قلبنا مذودًا فقيرًا، يمكننا أن نقول بثقة: الرّجاء لم يمُتْ، الرّجاء حيٌّ، ويملأ حياتنا إلى الأبد.

أيّها الإخوة والأخوات، مع افتتاح الباب المقدّس، بدأنا يوبيلًا جديدًا: كلّ واحد منّا يمكنه أن يدخل في سرّ هذا الإعلان المليء بالنّعمة. هذه هي الليلة التي انفتح فيها باب الرّجاء على مصراعيه على العالم. هذه هي الليلة التي يقول فيها الله لكلّ واحد: كُنْ في الرّجاء أنت أيضًا!

لكي نقبل هذه العطيّة، نحن مدعوّون إلى أن ننطلق في مسيرة بدهشة رعاة بيت لحم. يقول الإنجيل إنّهم “جاؤوا مُسرعين” (لوقا 2، 16)، بعد أن سمعوا بشارة الملاك. إنّها دعوة لنا لنستعيد الرّجاء المفقود، ونجدّده في داخلنا، وننشره وسط أحزان عالمنا وزمننا. لا مجال للتأخّر. هناك أحزان كثيرة في هذا الزّمن!  لنفكّر في الحروب، والأطفال الذين يُطلق عليهم الرّصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات. لا نتأخّر، ولا نبطئ، بل لنترك الخبر السّار يجذبنا.

لنذهب دون تأخّر لنرى الرّبّ يسوع الذي وُلِدَ من أجلنا، بقلب غير مُثقَل يقظ، مستعدّ للقاء، لنتمكّن بعد ذلك من تبديل كلّ مواقف حياتنا بالرّجاء. لأنّ الرّجاء المسيحيّ ليس نهاية سعيدة يمكن انتظارها بصورة غير فعّالة، بل هو وعد الله الذي يجب أن نقبله هنا والآن، في هذه الأرض التي تتألّم وتئِن. لذلك الرّجاء المسيحيّ يَطلب منّا ألّا نتأخّر، وألّا نجُرَّ خُطانا متثاقلين في عوائدنا، وألّا نبقى في الفتور الرّوحيّ والكسل. إنّه يطلب منّا – كما يقول القدّيس أغسطينس – أن نستاء من الأشياء الخاطئة ونتحلّى بالشّجاعة لتغييرها. وهو يطلب منّا أن نصير حجّاجًا يبحثون عن الحقيقة، وحالمين لا يتعبون أبدًا، ونساءً ورجالًا يسمحون لأنفسهم بأن يزعجهم حلم الله، حلم عالم جديد، حيث يسود السّلام والعدل.

لنتعلّم من مثال الرّعاة: الرّجاء الذي يولد هذه الليلة لا يحتمل كسل الخاملين أو كسل الذين نظّموا أنفسهم في راحتهم. ولا يقبل الحكمة الزّائفة لمن لا يخرج عن طريقه خوفًا من أن يلحق بها ضرر، ولا حسابات من لا يفكر إلّا في نفسه. والرّجاء المسيحيّ يتعارض مع الحياة الهادئة للذين لا يرفعون أصواتهم ضدّ الشّرّ والظلم المُرتَكَب ضدّ أشدّ النّاس فقرًا. بل العكس، الرّجاء المسيحيّ، إذ يدعونا إلى الانتظار الصّابر للملكوت الذي يَنبُتُ وينمو، يطلب منّا الشّجاعة لتحقيق هذا الوعد اليوم، بمسؤوليتنا ورحمتنا.

بالنّظر إلى كيف نهيّئ مرارًا أنفسنا في هذا العالم متكيّفين مع عقليّته ومنطقه، كتب كاهنٌ صالح هذه الصّلاة من أجل عيد الميلاد المقدّس: “يا ربّ، أطلبُ إليك بعض العذاب، وبعض القلق، وبعض النّدم. أودّ أن أجد نفسي غيرَ راضٍ في عيد الميلاد. سعيدًا، ولكن غيرَ راضٍ أيضًا. سعيدًا بما تصنعه أنت، وغيرَ راضٍ عن غياب أجوبتي. أزِل عنّا سلامنا الزّائف، وضَع في ”مذودنا“ الممتلئ دائمًا، حفنة من الأشواك. اجعل قلوبنا ترغب في شيءٍ آخر” (أليسّاندرو برونزاتو، تساعيّة عيد الميلاد).

الرّجاء المسيحيّ هو بالتّحديد ”الشّيء الآخر“ الذي يطلب منّا أن نتحرّك ”بسرعة“. في الواقع، نحن تلاميذ الرّبّ يسوع مدعوّون إلى أن نجد فيهِ من جديد رجاءنا الأكبر، لنحمله في ما بعد ومن دون تأخير، مثل حُجّاج النّور في ظلمات العالم.

أيّها الإخوة والأخوات، هذا هو اليوبيل، وهذا هو زمن الرّجاء! إنّه يدعونا إلى أن نكتشف من جديد فرح اللقاء مع الرّبّ يسوع، ويدعونا إلى التّجدّد الرّوحيّ ويجعلنا نلتزم في تغيير العالم، حتّى يصير هذا الزّمن زمن اليوبيل حقًّا: من أجل أمّنا الأرض، التي تعاني من منطق الاستغلال، ومن أجل البلدان الأشدّ فقرًا، التي تُثقلها الدّيون غير العادلة، ومن أجل كلّ الذين هُم أسرى العبوديّة القديمة والجديدة.

لجميعنا أُعطيت هذه العطيّة، وكلُّنا مُلزَمُون بهذا الالتزام في أن نحمل الرّجاء إلى حيث فُقد: حيث يُعتَدَى على الحياة، وحيث الانتظار يلقى الخيانة، وحيث الأحلام تكسَّرَت، والقلبُ حطّمه الفشل، وإلى الذين أعياهم المسير وهم عاجزون عن متابعة السّير، وإلى مرارة الوِحدة للذي يشعر بأنّه مهزوم، وإلى الألم الذي ينخر النّفس، وإلى أيّام السُّجناء الطّويلة والفارغة، وإلى غُرف الفُقراء الباردة والضّيّقة، وإلى الأماكن التي دنّستها الحرب والعنف. احملوا الرّجاء هناك، وازرعوا الرّجاء هناك.

يُفتَتَحُ اليوبيل لكي يُعطي رجاء الإنجيل للجميع، رجاء المحبّة ورجاء المغفرة.

وإذا عدنا إلى مغارة الميلاد، ونظرنا إليها، وإلى حنان الله الذي يتجلّى في وجه الطّفل يسوع، لنسأَلْ أنفسنا: “هل يوجد في قلبنا هذا الانتظار؟ هل يوجد في قلبنا هذا الرّجاء؟ […] عندما نتأمّل في لطف الله الذي يغلب شكوكنا ومخاوفنا، لنتأمّل أيضًا في عظمة الرّجاء الذي ينتظرنا. […] لِتُنِر رؤية الرّجاء هذه مسيرتنا اليوميّة” (كارلو ماريّا مارتيني، عظة عيد الميلاد، 1980).

أختي، وأخي، من أجلك يُفتَحُ في هذه الليلة ”الباب المقدّس“، باب قلب الله. يسوع، الله معنا، يولد من أجلك، ومن أجلنا، ومن أجل كلّ رجلٍ وكلّ امرأة. ومعه يُزهر الفرح، وتتغيّر الحياة، والرّجاء لا يُخَيِّب.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

The post الرّجاء المسيحيّ يتعارض مع الحياة الهادئة للّذين لا يرفعون أصواتهم ضدّ الشّرّ والظلم appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>
عناوين نشرة الثلاثاء 24 كانون الأوّل 2024: ليلة الميلاد https://ar.zenit.org/2024/12/24/%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a7%d8%a1-24-%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%91%d9%84-2024/ Tue, 24 Dec 2024 18:57:17 +0000 https://ar.zenit.org/?p=75469 نور المسيح

The post عناوين نشرة الثلاثاء 24 كانون الأوّل 2024: ليلة الميلاد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>

هل فكّرتم في أنّ الخلاص أتى على يد حرفيّ؟

العمل والعائلة

بقيتم ما أنتم عليه: مسيحيّين مع يسوع

نور المسيح

المعجزات الصغيرة في أوكرانيا

القرب من الناس

عيد الميلاد في سوريا

الاستعداد لعيد اليملاد

 

The post عناوين نشرة الثلاثاء 24 كانون الأوّل 2024: ليلة الميلاد appeared first on ZENIT - Arabic.

]]>