Index

14/12/2017-13:44

ندى بطرس

البابا: أرِني جراحك، أريد أن أشفيها

“أرِني جراحك، أريد أن أشفيها”: ذكّر البابا فرنسيس بهذه الدعوة الإلهية خلال العظة التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

مُعلِّقاً على القراءة الأولى بحسب التقويم اللاتيني من سفر إشعيا (41 : 13 – 20)، حيث يخاطب الله شعبه قائلاً “لا تخف سآتي لأساعدك”، لفت البابا إلى أنّ إلهنا يبدو أنّه يرغب في غناء تهويدة لنا. “وإلهنا قادر على ذلك، فهذا عطفه بما أنّه أب وأمّ. “ألم يقل غالباً: إن نسيت المرأة رضيعها فأنا لا أنساك؟ إنّه يحملنا في أحشائه”.

وتابع الأب الأقدس قائلاً : “عبر هذا الحوار، جعل الله نفسه صغيراً ليجعلنا نفهمه ونثق به، وكي نتمكّن من مناداته، بشجاعة بولس، “أبا”. فهو الإله الذي جعل نفسه صغيراً. وفي صغره، تبدو عظمته… وعيد الميلاد يساعدنا على فهم هذا: في ذاك المذود… نرى الإله الصغير”.

من ناحية أخرى، دعا الأب الأقدس في عظته إلى فحص ضمير وإلى التساؤل: “هل يمكنني مخاطبة الرب هكذا أو أنني أخاف؟ فليفكّر كلّ واحد منّا وليُجب”.

ثمّ أضاف الحبر الأعظم: “ما هو المكان اللاهوتي لحنان الله؟ أين يمكننا أن نجد حنان الله؟ وأين يظهر هذا الحنان؟” وهنا أجاب: “في الجرح! في جراحي وجراحك، عندما يلتقي جرحي بجرحك”.

كما ودعا أسقف روما إلى التفكير في دعوة الرب: “هيا، أرِني جراحك، أريد أن أشفيها”. واقتبس البابا جملة للقديس توما شارحاً: “ما هو أكثر شيء ألوهي؟ عدم الخوف من الأشياء الكبيرة، لكن التنبّه للأشياء الصغيرة؛ هذا ما هو ألوهي”.

Print Friendly, PDF & Email

14/12/2017-19:14

عدي توما

إنّ موقف الإنسان الخاصّ لا ينتج من مشابهته ما هو أدنى منه، أي الحيوانات، بل من مشابهته ما هو أعلى منه: الله !

الإنسان هو من بين جميع الكائنات الحيّة الكائن الوحيد الذي يمكنه أن يتساءل عن ذاته، والذي يلاقي في هذا السؤال سرّا يعجَزُ هو نفسه عن حلّه. كلّ الأجوبة عن السؤال عن سر الإنسان، مهما كانت غنيّة وعميقة، تبقى جزئيّة ما لم تتصوّر الإنسان بالنظر إلى أساسه الأخير وغايته القصوى. هذه الفقرة، كانت خاتمة الحلقة السابقة. وسنُكمِلُ  في طرحنا لـــ ” ما هو الإنسان”، الذي أدخلناه في موضوع الحريّة لما له من أهميّة.

الإنسان كائنٌ مخلوق وليس خالق. . .

عن السؤال ” ما هو الإنسان “جوابُ الكتاب المقدّس الأساسيّ هو : الإنسان خليقة الله. إنه مدينٌ لله بكيانه وبكلّ ما هو عليه. الله أرادَ له كيانه ويحفظه فيه. هو في الوجود لأنّ الله دعاه باسمه: أريد أن تكون. لذلك العملُ الأساسيّ لوجوده هو الحمدُ والثقة :

” أنت الذي كوّن كليتيّ، ونسجني في بطن أمّي، أحمدُك لأنّك أعجزتَ فأدهشت، عجيبٌ أنا، وعجيبةٌ أعمالك. نفسي أنتَ تعرفها حقّ المعرفة، لم تخف ِ عظامي عليك، حين صُنعتُ في الخفاء وطُرّزتُ في أسافل الأرض. رأتني عيناكَ جنينــــــًا، وفي  سفرك كُتِبَتْ كلّ الأيّام التي حُدّدت، جميعها صُوّرت قبل أن يوجَد أيٌّ منها. أللهمّ ما أصعبَ أفكاركَ عليّ، وما أكثرَ مجموعها ! أعدّها فتزيد على الرمال! ومتى انتهيتُ،  لا أزال معك” (مزمور 139 : 14 – 18). ما أروع هذه الكلمات. إنها كلماتٌ لا تخرجُ إلاّ من شخص ٍ أستحوذت عليه خبرة الله الحيّة، وليست مجرّد كلمات هاو ٍ يريدُ فقط أن يكتب شعرًا أو نثرًا !

من يقرأ ويتأمّل في الكلمات أعلاه، قد يصدرُ من عقله سؤالا: هل تثبتُ تلك الأقوال عن خلق الإنسان خلقـــــــًا مباشرا من الله إزاء نظريّة التطوّر المعاصرة؟ الجوابُ عن هذا السؤال هو عينه الجواب عن السؤال عن تطوّر سائر الكائنات الحيّة: إنّ قدرة الله المُبدِعة التي هي ” العلّة الآولى ” الشاملة كلّ المخلوقات لا تنفي، بل تتضمّن  ” عللا ثانية ” استقتْ من الله قدرتها على التطوّر.

الكنيسة في عقيدتها، تميّز بين نشأة الإنسان ونشأة سائر الكائنات الحيّة. ففيما تفسحُ في المجال من جهة للنقاش العلميّ الحرّ حول صدور الحياة البشريّة من كائنات حية سابقة للحياة البشريّة، تتمسّك من جهة أخرى، بخلق الروح البشريّ خلقا مباشرًأ من قبل الله ( دنتسنغر 3896). وبهذا تثبتُ أنّ الإنسان هو أكثر من حصيلة تطوّر بيولوجيّ عضويّ. إنه ليس نتيجة صدفة ٍ من صُدَف التطوّر، بل إن كلّ إنسان بمفردة، أراده الله إرادة ً فريدة وشخصيّة. كلّ إنسان هو فكرة فريدة من فِكَر الله الخلاُّق. هنا يكمن الأساس العميق لكرامة الإنسان كشخص مُنِح نفسا روحيّة. لكنّ الله، في تحقيق دعوته الخلاّقة هذه، يستخدمُ عللا ثانية. هذا يصحّ في نشأة الإنسان الأوّل من أنواع  حياة ٍ سبقت الحياة البشريّة (الأنسنة) كما يصحّ أيضا في صيرورة كلّ إنسان بمفرده في عمل الإنجاب. فالأزواجُ يُسهمونَ في نقل الحياة من محبّة الله الخالق، وهو في الوقت عينه، بمثابة المترجمين عن تلك المحبّة. إذ أنهم صورة الله.

 بمَ تقومُ كرامة الإنسان ؟ ما التميّز بين خلق الإنسان وخلق سائر الكائنات الحيّة؟؟

يميّز الكتاب المقدّس بين خلق الإنسان وخلق سائر الكائنات الحيّة. هذا  ما يظهرُ من خلال رواية الخلق الثانية التي هي الأقدم والتي، فيما تشير بإيجاز إلى خلق سائر الخلائق، تتوسّع في خلق الإنسان وتضعه في وسط المخلوقات الأخرى. الإنسان (آدم) أخِذ من الأرض (أدَمه)؛ ولكنّ نسمة الحياة التي فيه إنّما نفخها الله مباشرة في أنفه ( تكوين 2 : 7).  والرواية الآولى والأحدث تعدّ خلق الإنســــان ” ذروة الخليقة ” . فتروي هذا الحدث بإحتفال ٍ خاصّ وتسمّي تميّز الإنسان من سائر الخلائق ” صورة ” الله في الإنسان.

” ….  صورة الله خلقه، ذكرًا وانثى خلقهم … ” ( تكوين 1 ). فيمَ تقومُ تلك الصورة الإلهيّة في الإنسان؟

هناكَ أجوبةٌ كثيرة أعطيَت: الإنسان يتميّز من سائر الكائنات الحيّة بشكله المنتَصِبْ، الذي هو علامة تساميه . الإنسان أقيمَ سيّد الأرض وسائر الكائنات الحيّة؛ فهي أعطيَت له لمنفعته وأوكلتْ إليه لعنايته، وهو مدعوّ إلى أن يمثّل سيادة الله بمثابــــــة  ” وكيـــــــل الله ” في العالم. (حك 2 : 23). كلّ هذه المعاني تتضمّن أمورًا صحيحة. والأهمّ في هذا كله هو : إنّ موقف الإنسان الخاصّ لا ينتج، في نظر الكتاب المقدّس، من مشابهته ما هو أدنى منه، أي الحيوانات، بل من مشابهته ما هو أعلى منه، من مشابهته  الله. من بين كلّ الكائنات الحيّة، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتلاءَم مع الله، الذي يستطيعُ أن يصغي إلى الله ويجيبه. الإنسان مخلوقٌ بمثابة ” عامل مع الله “، ومدعوّ إلى الشركة مع الله. ويتمتّع بإنسانيّة حقيقيّة بقدر ما يلتفت إلى الله ويعترف بسيادة الله. معنى كيانه وملؤه هما في تمجيد الله؛ ومن خلال هذا التمجيد يمنح صوتا للخلائق التي لا صوتَ لها. هنا تنتُج  كرامة الإنسان وحريّته. وبما أننا نتكلّم، في موضوعنا، عن الحريّة، فهذا المفهوم للإنسان يدخلُ في سرّ الحريّة التي وهبها الله للإنسان، كونه أوّلا: على صورته، وكونه، ثانيًا، كمثاله. والصورة هي صورة: عقل – حب – حريّة. وأمّا المثال، فهو دعوةٌ للإكتمال ومسيرة للأمام. هي النموّ التدريجيّ للإنسانيّة. ماذا يكتملُ فيّ؟! يكتملُ العقل، والحبّ والحريّة، كوني خلاّقا وعلّة ثانية مُعطاة  لي من قِبل الله الخالق.

يتبع

Print Friendly, PDF & Email

14/12/2017-19:09

فيكتوريا كيروز عطيه

علينا أن نفكّر بالله ولأجل الله

علينا أن نفكّر بالله ولأجل الله

أن نحبّ الله ولأجل الله

أن نريد ما يريد الله، ولا شيء إلّا ما يريده، ونتمّمه متى يريده ولأنّه يريده…

                                                الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ

“وأمّا إليصابات، فلمّا حان وقت ولادتها وضعت ابنًا. فسمع جيرانها وأقاربها بأنّ الرّبّ رحمها رحمةً عظيمة” لوقا 1/57-58

إنّه وقتٌ يحدّده الرّبّ… لكلّ منّا حصّة حبّ في نبض فؤاده…

إنّها إرادة الرّبّ الفاعلة فينا خيرًا… إنّها هديّة  الحبّ الإلهي…

وهذا ما عبّر عنه أبونا يعقوب ….هدفه الأسمى كان الوصول إلى قلب يسوع، مصدر الحبّ وينبوعه.

لم يلهُ أبونا يعقوب بما هو ثانويّ، لم يهرول خلف ما هو زائل، لم يتعثّر بما يبعده عن محبّة الرّبّ، بل وضع في فكره، وفي قلبه، وأمام عينيه، أمنيته المرجوّة ، وهي إرضاء الله وتميم إرادته وتحقيق مجده…

كان على ثقةٍ كبرى، أنّ الرّبّ عندما يضع يده مع إنسان ، يبلغ هذا الأخير قمّة النّجاح والفرح…كان شجاعًا باتّكاله على العناية الإلهيّة، ومؤمنًا بتوقيتٍ خلاصيّ يعدّه له الرّبّ، لأنّه كان يريد الوصول إلى فرح السّماء…

الرّب رحوم…الرّبّ لم يخيّب أمل أحد… وهذا ما عاشه ذكريا وإليصابات …حقّق الرّبّ وعده …وملأ الفرح  تلك القلوب النّابضة، والمنتظرة فرح الرّجاء والخلاص…

ونحن ، في يوميّاتنا ، هل نُجيد فرح الانتظار… ؟؟؟ هل نصغي إلى صوت الرّبّ ، وننتظر مفاجأة عنايته بنا…؟؟؟

نعيش عدم الصّبر ، نتسابق مع الظّروف، والأحداث، مهرولين نحو غاياتٍ، نظنّها تخبّئ بين ثناياها سرورًا نظنّه يريحنا؟؟؟؟؟

ليتنا نتمتّع بقدسيّة إيمانٍ، تجعلنا نضع على الرّبّ كلّ اتّكالنا،  لأنّه سيقودنا إلى كمال الحبّ…

Print Friendly, PDF & Email

14/12/2017-12:37

ندى بطرس

حوار بين الأديان حول أنوار هانوكا

ضمن إطار الحوار الديني مع اليهودية، تمّ يوم الثلاثاء 12 كانون الأول إشعال أوّل نور لعيد هانوكا اليهودي في مكتبة المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، والذي تنبثق عنه اللجنة الحبرية للعلاقات الدينية مع اليهودية.

وقد حصل هذا الحدث، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت بناء على بيان صادر عن السفارة، بحضور سفير إسرائيل لدى الكرسي الرسولي السيّد أورن دايفد والكاردينال السويسري كيرت كوش (رئيس الدائرتين الحبريّتين)، والحاخام دانيال بوليش رئيس اللجنة اليهودية الدولية للحوار بين الأديان؛ مع العلم أنّ مبادرة مماثلة حصلت خلال حبرية البابا يوحنا بولس الثاني في حدائق الفاتيكان.

من الجدير بالذكر هنا أنّ الاحتفال بالعيد اليهودي يدوم ثمانية أيام وهو يبدأ عشيّة اليوم الأول، والذي صادف هذه السنة مساء الثلاثاء 12 كانون الأول، على أن يمتدّ لغاية 20 منه.

أمّا نور هانوكا فهو شمعدان العيد المؤلّف من 8 شموع، مع “الشاماش” أي الشمعة التي تشعل الأخريات، بمعدّل نور جديد كلّ يوم. كما وأنّ الشمعدان يجب أن يوضع في مكان بارز يمكن رؤيته من الخارج، أو حتّى خارج المنزل إن كان محميّاً من الهواء، في حين أنّ النور يرمز إلى إشعاع التوراة، وانتصار الروح على القوّة. إنّه عيد عائلي يحتفل به الأفراد بثقتهم بالله.

Print Friendly, PDF & Email