Index

23/03/2018-15:51

ندى بطرس

فلنوقظ في الإنسان البراءة والبساطة

“إنّ ثمر الروح هو الطهارة”: من هذا المبدأ انطلق الأب رانييرو كانتالاميسا بتأمّله الخامس الخاص بالصوم، والذي ألقاه على مسامع البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية في كنيسة “والدة المخلّص” في القصر الرسولي، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من فاتيكان نيوز.

وبهذه العظة، يكون واعظ الدار الرسولية قد ختم تأمّلاته حول موضوع “البسوا الرب يسوع المسيح: القداسة المسيحية بحسب القديس بولس”، متوقّفاً عند “الفجور الجنسي” الذي تطرّق إليه القديس، قائلاً إنّ “سلاح النور الذي ليس إلّا الطهارة، هو ما يواجه ذاك الفجور. أمّا الطهارة فنصل إليها إن لبسنا الرب يسوع المسيح”.

“ويضيف القديس بولس أنّه ليس مشروعاً أن يسلّم الإنسان نفسه للفجور، وليس مشروعاً أن يبيع نفسه، وذلك لسبب بسيط هو أننا لسنا لأنفسنا، بل للمسيح”.

الطهارة المسيحية ومُلك يسوع على الإنسان

وتابع كانتالاميسا شرحه قائلاً: “إذاً، الطهارة المسيحية لا تكمن في “سيطرة العقل على الغرائز”، بل في “سيطرة المسيح على الإنسان والعقل والغرائز”. وهذه السيطرة لا ترتكز على ازدراء الجسد، بل على احترام كرامته، خاصّة وأنّ الطهارة هي أسلوب حياة. والطهارة تعني طهارة الجسد والقلب والفم والعينين والنظرة. لذا، يعتبر القديس بولس الطهارة “سلاح نور”، على عكس النزعة الحالية التي تميل للانتقاص من وطأة الخطايا ضدّ الطهارة”.

اليوم، يتمّ القضاء على العائلات باستخفاف

كما وأشار الواعظ إلى أنّ المجتمع المعاصر غارق في الوثنيّة وتأليه الجنس، “بحيث أننا نحاول تبرير أيّ “انحراف”، بحجّة أنّه ليس عنفاً ولا يطال حرية الآخرين”.

“من ناحية أخرى، يتمّ القضاء على العائلات باستخفاف تام ويُقال: “أين الضرر؟ يحقّ لي بأن أكمل حياتي وأجد سعادتي”. بلا شكّ، هناك بعض الأحكام التي يجب النظر فيها… لكن هذا لا علاقة له ببعض النظريّات التي تميل إلى نكران معايير الأخلاق الجنسية”.

الفضائح اليومية

وختم الواعظ كلمته بالقول: “إن تفحّصنا ما يُدعى “بالثورة الجنسيّة”، ندرك أنّها ليست ثورة ضدّ الماضي، بل ثورة ضدّ الله، وأحياناً ضدّ الطبيعة البشريّة. لم يعد النشاط الجنسيّ مسالِماً، بل أصبح قوّة مُهدِّدة ضدّ شريعة الله تُضرّ بإرادتنا الخاصّة. والفضائح اليومية التي تضمّ حتّى رجال كهنوت تذكّر بهذا الواقع الأليم”.

ودعا واعظ الدار الرسولية إلى “استقبال نداء الروح القدس لنشهد في عالم البراءة الأساسي للمخلوقات والأشياء، ولنكسر “ثمالة الجنس” تلك، بهدف إعادة ذكرى البراءة والبساطة إلى ذهن الإنسان”.

Print Friendly, PDF & Email

23/03/2018-19:44

عدي توما

هل الإنسان هو فكرٌ وحريّة؟

ما الإنسانُ ؟

هو كائنٌ حيٌّ، رفضَ أن يكونَ شيئا من بين الأشياء. وقَبِلَ أن يعيشَ خبرة صعبة ومُضنية! ولكي يصبح الإنسان إنسانـــــا، أي يصبحُ فاعلا ومتحوّلا إلى ما يجب أن يكون: عليه أن يحيا في اندفاع ٍ يشدّه نحو خارج ذاته – أي نحو ما هو أساسيّ – فيتوصّل إلى التوفيق بين الحقيقة الساكنـــة في داخله، فيوقظها اضطرابُ الطبيعة التي هو جزءٌ منها، فيضاف ذلك الإستيقاظُ إلى هذا الكائن( لكن ليس ذلك إضافة إلى ما هو كإنسان، أو زيادة عليه، وإنّما ذلك تحقيقٌ له وإكتمال).

اعتمد القدّيس أنسلموس في فكره الفلسفيّ على أن ليس في الخبرة البشريّى أيّ صراع، ولكنـــــــه نوعٌ من الإرتياح والإسترخاء أمام الوجود. فكان يقولُ : ” أنا أفكّر في الوجود الموجود، لأنّ الفكر يتطلّب الوجود، ويلجأ إليه من دون أن يعمل فيه أيّ تحليل “.

إنّ العلم، أي المعرفة الحقيقية، الذي يمكن التوصّل إليه بفضل الفكرة الآولى، يسمحُ لي بأن أمسكَ زمام الأشياء فأتوصّل إلى معرفة قابلة للتبادل والعطاء. وهي طريق الدخول وباب وسبيلٌ يقود الإنسان نحو ” الحضور ” إلى ذاته في إتجاه أفق ٍ يتزايد في صعوبته. فإمتلاكُ هذا النوع من العلم يساعدُ على البحث وسط هذا العالم الذي نحيا فيه، فنبلغَ الحقيقة  كشرط من شروط وجودنا في هذا العالم. إذ لا يمكن للفكر أن يتحرّر من علاقاته بهذا العالم من دون أن يعرض نفيه للضياع والهلاك والتلفْ. أن يكون الإنسان إنسانــــــــًا، يعني إذن، أن يــــصيرَ حيـــــّا وسط عالم فيه مقاييس ومساطر نحوّلها إلينا وفينا لنغيّر هذا العالم ونفسّره ولا نضيعه في وجود غير واقعيّ، لئلا يتعرّض إلى التبعثر واللهو ونسيان العلاقة بما يُشكّل كياننا نحن.

فأن يكون الإنسانُ إنسانــــــــا هو، أن يقبلَ بالنهاية ويتساءل حول ما يجبُ أن يقومَ به من سلوك : ماذا عليّ أن أفعل إزاء المستقبل القريب والبعيد؟ أن يكون الإنسان إنسانــــــــًا، يعني أن يرجو سعادة كاملة في أعماق عدم إرتياحه بوجوده الذي هو عليه، إذ عليه أن يعتادَ على الدوام أنه يكون كائن منتهٍ، ولكن فيه رغبةٌ هائلةٌ بالمطلق، هذه الرغبة تجعله يولد يومًا بعدَ يوم، ويركضُ ، ويسعى، ويخوض المغامرات والمخاطر، ومع ذلك، يعرفُ أنه يحيا حياة لمرّة واحدة فقط!.

 نرى من خلال تحليلنا في الحلقتين السابقتين لموضوعي : الوعي والحقيقة، أنّ الإنسان في أساسه: فكرٌ وحريّة

لماذا الحريّة؟                                              

يقودنا الفكرُ نحو الحقيقة، وهذه تتطلّب أن ننفصلَ عن الآنيّة. الحريّة تعني إذن: تساميًا وتجاوزا. أي، أن يعي الإنسان ذاته وحضوره في هذا العالم. فهو حاضرٌ في العالم، وحاضرٌ تجاه نفسه في آن واحد، لأنه قادرٌ بطبيعته أن يمتلك هذه الإمكانيّة بأن يكون واعيًا. كتبَ ديكارت: ” طبيعة الفكر ليس إلاّ أن يفكّر”، بحيث إنّ خبرتنا في كوننا بشرا، ليست سوى تحرّر وولوج إلى الحريّة في هذا العالم، تحت شكل ٍ عمليّ ( أي فعليّ)، وتحت شكل روحيّ في الوقت عينه. لكن هذ الامر لا يتحقق إلا بصعوبة، مع ذلك يمكنُ تجاوز الصعوبات وتلاقيها إذا ما توصّلنا إلى إيضاح  فكرة” الوعي “. فالوعي ليس شيئا، وهو غير موجود شيئيّا في هذا العالم، الوعي حالة تسمح بأن نندهش ونستغرب أمام العالم، وهي طريقة وجود الواعي تميّزه عن كلّ ما العالم.  فالوعيُ موجودٌ بمثابة قدرة، وقابليّة على طرح تساؤل جذريّ حول العالم. كما ليس الوعي، في حدّ ذاته، شيئا في شيء آخر، وإنما الوعي هو إدخالُ مسافة داخل حجاب الأشياء غير الشفّافة، فبواسطة الوعي نتراجع قليلا إلى الوراء، فنأخذ مسافة ً من الأشياء، وبهذه المسافة إذ ما قيست بشكل ٍ صحيح، تتولّد فينا حركة، في ذهاب وإيّاب، أي ينعكسُ الفكر فينا على نفسه.

المسألة إذن في حركة مزدوجة، إنفصال ٍ وإلتصاقٍ، تتشكّل بينهما الحقيقة، وعندما نقولُ ” حركة“، هنا نعني : الحريــــة. فالحريّة مرتبطةٌ بالفكر بقوّةـ  والفكرُ يقودُ نحو الحقيقة. الحريّة، في الإنثروبولوجيا الفلسفيّة، هي الجهد الذي نقومُ به، عندما نقلعُ أنفسنا من خطأ الآن والمظاهر الخادعة. والحريّة أيضا هي كلّ جهد تجاوز. فالوجود ضائعٌ لا محالة، لكن إكتشاف معنى الوجود يستعيده.

لنعطي مثلا بسيطا: عندما نقولُ هذا، نقول: لا يمكنُ للإنسان أن يكون موجودًا في خلاف ٍ مع هذا العالم، مع ذلك، بسبب طبيعته يبقى غريبًا عن هذا المكان، أي، لا يمكن أن يكون الإنسانُ موجودًا في ما ليس له فيه مكانا، ولكي نتجنّب ضياعه في مكان آخر ليس مكانا له، علينا دائمًا أن نعيد طرح السؤال وأن نتجاوزه بلا إنقطاع دون تركه تماما. هكذا، سنرى أنّ جوهر الإنسان يكمُن في أن يكون ” متعاليًا (متساميًا)، بحيث لا يعودُ هناكَ اشياء مهمّة وأخرى ثانويّة، بالعكس، كلّ لحظة من حياته تتطلّب اتخاذ موقف وتحرّر.

يتبع

Print Friendly, PDF & Email

23/03/2018-19:39

Staff Reporter

البابا: لنقترب من الإفخارستيّا وننال يسوع الذي يحوِّلنا ويجعلنا أقوى

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

يصادف اليوم، اليوم الأوَّل من فصل الرّبيع: أتمنى لكم جميعًا فصل ربيع مبارك! ولكن ماذا يحصل في الرّبيع؟ تُزهر النّبتات والأشجار. سأطرح عليكم سؤالاً: هل يمكن لنبتة أو لشجرة مريضة أن تُزهر؟ لا! هل يمكن لنبتة أو شجرة لا تُروى أن تُزهر؟ لا! وهل يمكن لنبتة أو شجرة بدون جذور أو انتُزعت جذورها أن تُزهر؟ لا! وهذه رسالة: على الحياة المسيحيّة أن تكون حياة تزهر بأعمال المحبّة وفعل الخير. لكن إن لم يكن لديك جذور فلن تُزهِر أبدًا. ومن هو جذورنا؟ يسوع! إن لم تكُن مع يسوع فلن تُزهر. إن لم تروِ حياتك بالصّلاة والأسرار فهل ستزهر أزهارًا مسيحيّةّ؟ لا! لأنَّ الصّلاة والأسرار يرويان جذورنا فتزهر عندها حياتنا. أتمنّى أن يكون فصل الرّبيع هذا بالنّسبة لكم ربيعًا مُزهرًا، وكذلك عيد الفصح أيضًا، فيزهر بالأعمال الصّالحة والفضائل وفعل الخير مع الآخرين. تذكّروا هذا القول جيدًا، إنّه قول أرجنتينيّ جميل جدًّا: “إنَّ الأزهار التي تحملها الشّجرة تأتي من جذورها المطمورة في الأرض” وبالتّالي لا تقطعوا أبدًا جذوركم مع يسوع.

نتابع الآن مع تعاليمنا حول القدّاس الإلهيّ. إنَّ الإحتفال بالقدّاس، والذي نسلِّط الضّوء في تعاليمنا على مختلف مراحله، موجَّه نحو المناولة، أي الإتّحاد بيسوع. المناولة الأسراريّة ولا المناولة الروحيّة، تلك التي يمكنك أن تقوم بها حتى وأنت في بيتك بقولك: “يا يسوع أنا أرغب في أن أنالك روحيًّا”، بل المناولة الأسراريّة، أي جسد ودم المسيح. نحتفل بالإفخارستيّا لنتغذّى بالمسيح الذي يعطينا ذاته إمّا في الكلمة وإمّا في سرِّ المذبح لكي يجعلنا شبيهين به. ويقوله الرّبّ نفسه: “مَن أَكَلَ جَسدي وشَرِبَ دَمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه” (يوحنا ٦، ٥٦). في الواقع، إنّ تصرّف يسوع الذي أعطى تلاميذه جسده ودمه في العشاء الأخير، يستمرُّ اليوم أيضًا من خلال خدمة الكاهن والشّمّاس، الخدّام العاديّين لتوزيع خبز الحياة وكأس الخلاص للإخوة.

في القدّاس، وبعد كسر الخبز المقدّس، أي جسد يسوع، يُريه الكاهن للمؤمنين ويدعوهم للمشاركة في المائدة الإفخارستيّة. نعرف الكلمات التي يتردّد صداها من المذبح المقدّس: “طوبى للمدعوّين إلى وليمة الرّبّ: هوذا حملُ اللّه، هوذا الحاملُ خطايا العالم”. هذه الدّعوة، المستوحاة من سفر الرؤيا – “طوبى لِلمَدعُوِّينَ إِلى وَليمَةِ عُرسِ الحَمَل” (رؤيا ١۹، ۹) : يقول “عرس” لأنَّ يسوع هو عريس الكنيسة – تدعونا لنختبر الإتّحاد الحميم مع المسيح ينبوع الفرح والقداسة. إنّها دعوة تُفرح وتدفعنا في الوقت عينه إلى فحص ضمير ينيره الإيمان. في الواقع إن كنّا نرى من جهة المسافة التي تفصلنا عن قداسة المسيح، نؤمن من جهة أخرى أنَّ دمه “يُراق من أجل مغفرة الخطايا”. لقد غُفر لنا جميعًا في المعموديّة، لقد غُفر لنا جميعًا وسيُغفر لنا دائمًا في كلِّ مرّة نقترب فيها من سرِّ التّوبة. لا تنسوا هذا الأمر أبدًا: يسوع يغفر على الدّوام! يسوع لا يتعب أبدًا من المغفرة! وإذ فكَّر بالقيمة الخلاصيّة لهذا الدّمّ أعلن القدّيس أمبروسيوس: “أنا الذي أُخطئ على الدّوام، يجب أن يتوفَّر لدي الدّواء دائمًا”. بهذا الإيمان نوجِّه نحن أيضًا نظرنا إلى حمل الله الذي يرفع خطايا العالم وندعوه قائلين: “يا ربّ، لستُ مستحقًّا أن تدخل تحت سقفي، لكن قلْ كلمة واحدة فتبرأ نفسي”. وهذا ما نقوله في كلِّ ذبيحة إلهيّة.

وإذا كنّا نحن من يقترب من المناولة في تطواف، – نحن نسير بتطواف نحو المذبح لنتناول – ففي الواقع إنّ المسيح هو الذي يأتي للقائنا ليجعلنا شبيهين به. نعم هناك لقاء مع يسوع! إنّ الإغتذاء من الإفخارستيّا يعني أن نسمح لما نناله بأن يحوِّلنا. يساعدنا القدّيس أغوسطينوس على فهم هذا الأمر، عندما يُخبر عن النّور الذي ناله عندما سمع المسيح يقول له: “أنا مأكل الكبار. أُنمُ وستأكُلُني. ولن تحوِّلني إليك كما تحوّل أكل جسدك، ولكنّني سأحوِّلك إليَّ”. ففي كلِّ مرّة نقترب من المناولة، نصبح شبيهين بيسوع أكثر فأكثر، ونتحوّل إليه. كما يتحوَّل الخبز والخمر إلى جسد ودمّ الرّبّ، هكذا يتحوّل أيضًا الذين ينالونهما إلى إفخارستيّا حيّة. عندما تجيب “آمين”، الكاهن الذي يوزِّع الإفخارستيا قائلاً: “جسد المسيح” فإنّك تعترف بالنّعمة والإلتزام اللذين يتطلّبهما تحوُّلك إلى جسد المسيح. لأنّك عندما تنال الإفخارستيا تصبح جسد المسيح، وهذا أمر جميل جدًّا. فيما توحِّدنا بالمسيح، إذ تنتزعنا من أنانيّتنا، تجعلنا المناولة ننفتح على الآخرين وتوحِّدنا مع جميع الذين هم واحدًا معه. هذه هي معجزة الإفخارستيّا: نصبح ما ننال!

إنَّ الكنيسة تتمنى بحرارة أن ينال المؤمنون أيضًا جسد المسيح في قرابين تقدّست في القدّاس عينه؛ وعلامة المائدة الإفخارستيّة تظهر بملء أكبر إذا مُنحت المناولة تحت الشكلين، علمًا أن العقيدة الكاثوليكيّة تُعلِّم أنّه حتى تحت شكلٍ واحد ننال المسيح بكامله. (راجع النظام العام لكتاب القدّاس الرومانيّ، أعداد ۸٥، ۲۸١- ۲۸۲). بحسب الترتيب الكنسي، يقترب المؤمن من الإفخارستيا عادة بتطواف، كما قلنا سابقًا، ويتناول واقفًا بتقوى، أو راكعًا، كما هو محدَّد من قبل مجلس الأساقفة، وينال السرَّ في فمه أو، وحيث هو مسموح، على يده، كما يُفضِّل (راجع النظام العام لكتاب القدّاس الرومانيّ، أعداد ١٦۰- ١٦١). بعد المناولة تساعدنا الصّلاة الصّامتة لنحفظ في قلوبنا العطيّة التي نلناها؛ كما يمكننا أن نُطيل فترة الصمت هذه بالحديث مع يسوع في قلبنا أو حتى من خلال مزمور أو نشيد تسبيح يساعدنا كي نكون مع الربّ (راجع النظام العام لكتاب القدّاس الرومانيّ، عدد ۸۸).

تُختَتم الليتورجيّا الإفخارسيّة بصّلاة بعد المناولة التي بواسطتها، وباسم الجميع، يتوجّه الكاهن إلى الله لشكره لأنّه جعلنا نشاركه في مائدته وليطلب أن يحوِّل ما نلناه حياتنا. إنَّ الإفخارستيّا تقوّينا وتساعدنا لنعطي ثمار أعمال صالحة ونحيا كمسيحيّين. إنها لمعبّرة صلاة اليوم التي نطلب فيها من الرّبّ: “أن تكون لنا مشاركتنا في سرِّه دواء خلاص يشفينا من الشّرّ ويثبِّتنا في صداقته” (كتاب القدّاس الرومانيّ، أربعاء الأسبوع الخامس من زمن الصّوم). لنقترب من الإفخارستيّا وننال يسوع الذي يحوِّلنا ويجعلنا أقوى. إنَّ الرّبّ عظيم وصالح!

* * * * * *


Speaker:

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنَّ الإحتفال بالقدّاس، والذي نسلِّط الضّوء في تعاليمنا على مختلف مراحله، موجَّه نحو المناولة الأسراريّة. نحتفل بالإفخارستيّا لنتغذّى بالمسيح الذي يعطينا ذاته إمّا في الكلمة وإمّا في سرِّ المذبح لكي يجعلنا شبيهين به. بعد كسر الخبز المقدّس، يُريه الكاهن للمؤمنين ويدعوهم للمشاركة في المائدة الإفخارستيّة. وإذا كنّا نحن من يقترب من المناولة في تطواف، ففي الواقع إنّ المسيح هو الذي يأتي للقائنا ليجعلنا شبيهين به. إنّ الإغتذاء من الإفخارستيّا يعني أن نسمح لما نناله بأن يحوِّلنا. إذ كما يتحوَّل الخبز والخمر إلى جسد ودمّ الرّبّ، هكذا يتحوّل أيضًا الذين ينالونهما إلى إفخارستيّا حيّة. وبالتالي فيما توحِّدنا بالمسيح، إذ تنتزعنا من أنانيّتنا، تجعلنا المناولة ننفتح على الآخرين وتوحِّدنا مع جميع الذين هم واحدًا معه. هذه هي معجزة الإفخارستيّا: نصبح ما ننال! بعد المناولة تساعدنا الصّلاة الصّامتة لنحفظ في قلوبنا العطيّة التي نلناها. وتُختَتم الليتورجيّا الإفخارستيّة بصّلاة بعد المناولة التي بواسطتها، وباسم الجميع، يتوجّه الكاهن إلى الله لشكره لأنّه جعلنا نشاركه في مائدته وليطلب أن يحوِّل ما نلناه حياتنا.

Speaker:

أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللّغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ من الشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، في الإفخارستيا يأتي يسوع للقائنا ليجعلنا شبيهين به؛ لنسمح للرب أن يحوِّلنا إلى إفخارستيا حيّة ولنُدرك النعمة والإلتزام اللذين يتضمّنهما تحوُّلنا إلى جسد المسيح. ليُباركْكُم الربّ!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2018

 

Print Friendly, PDF & Email

23/03/2018-19:35

فيوليت حنين مستريح

تحية إلى كل الأمهات

المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام،  بمناسبة”عيد الام”، تناولت تمكين المرأة في المجتمع اللبناني ودور الهيئة الوطنيّة، دورها في العائلة، ودورها في الإعلام.

شارك فيها مدير المركز الخوري عبده أبو كسم، رئيسة جمعيّة “Breath of an Angel” السيّدة كارلا كشيشيان واكيم، كاتبة العدل، عضو الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة السيّدة رنده عبّود، الإعلاميّة ربيكا أبو ناضر، وحضور أمين عام جميعة الكتاب المقدّس الدكتور مايك باسوس، الإعلامي حبيب شلوق، سيدات من الجمعية  المذكوره،  ولفيف من المهتمين والإعلاميين.

 

أبو كسم

رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال: “يسرنا اليوم في إطار عيد الأم أن نتوجه بالتحية لكل الأمهات، ونقول لهن نحن نحبكن ونرى فيكن رافعة للمجتمع، نحن ضد مبدأ الكوتا النسائية فهذه إهانة كبيرة لها، نحن نتكلم بالمساواة بين المرأة والرجل على كافة المستويات فلها حقوق وعليها واجبات، هي فاعلة في المجتمع في بعض الميادين أكثر من الرجل، لأنها أذا أعطت أعطت من قلبها، ,إذا عملت تعمل من قلبها، هي كتلة حنان وعطاء،  فعندما نسمح لها بتفجير مواهبها فهي تعطي نتائج مذهلة في المجتمع.”

وقال “على صعيد القضاء اللبناني مثلاً أصبح عدد القضاة النساء يساوي تقريباً عدد الرجال،  واليوم نحن على مفترق الإنتخابات النيابية لدينا مرشحات لا بأس، نعلم أنه ممكن أن لا يصلن كلهن، ولكن هذا دليل إعطاء دور للمرأة في المجتمع اللبناني.”

 

عبود

ثم كانت كلمة السيدة رنده عبود حول تمكين المرأة في المجتمع اللبناني ودور الهيئة الوطنيّة فقالت:

 ” نسأل اليوم ما هي الموانع التي تعيق المرأة من الوصول الى العدالة والمساواة والى حقوقها الانسانية كافة ، فعلينا ان نجد الحل لثلاثة اسئلة حول اية معارك على المرأة ان تخوض لكي تزيل هذه الموانع:

أولاً المعركة  الاولى هي المعركة  مع الذات: فهي يجب ان تكون مهتمة بالدخول الى الشأن العام، ومستعدة لذلك، واضحة بأهدافها،  وان تعمل على بناء التراكمات في حياتها ، فتخص نفسها بالعلم والثقافة والعمل الحزبي كي ما تصبح قادرة على المنافسة والانتاج والاستقلال اقتصادياً واتخاذ القرار، فلا ينظر اليها كعنصر اجتماعي ضعيف، عندها لا تكون مسألة  التحدي  بين ذكر وانثى  بل تصبح تحديا انسانيا لمن يتفوق ،  فتفوقي ايتها المراة.

ثانياً المعركة الثانية فهي مع محيطها، اذ ينظر الى المرأة في لبنان، اجتماعياً، وتاريخياً من باب الوظيفة البيولوجية لناحية الزواج وبناء العائلة والإنجاب. وهذه قيم رائعة انما يجب منحها ايضا الحرية في التعبير عن نفسها وعن احلامها وطموحاتها وتكوين هويتها، مما سيؤدي حكما الى بناء الجرأة لديها وانطلاقها وتحرير قرارها.

ثالثاً المعركة مع النظام السياسي: وربما  المعركة الثالثة والاخيرة هي الاصعب فصحيح ان المرأة والرجل متساويان في الدستور وفقا للمادة /7/ لناحية الحقوق والواجبات إلا اننا عندما نتمحص في كافة القوانين لا سيما قوانين الاحوال الشخصية والحضانة والعنف الاسري وقانون اصول المحاكمات الجزائية وقانون العمل والضمان والجنسية والحياة السياسية، نرى  اننا لا زلنا في اواخر السلَّم عالمياً لناحية حقوق المرأة وحياتها الاجتماعية والسياسية.

تابعت “من هنا ولأن سلوك الطرق القويمة يقضي حكما مأسسة العمل ضمن الأطر القانونية انشئت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بموجب القانون رقم 720/1998 كهيئة رسمية مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، وهي انفاذاً لأهدافها تسعى بشكل وازن بشخص رئيستها السيدة كلودين عون روكز والسيدات الاعضاء الى تطبيق خطة عمل ممتدة على  ثلاث سنوات.

أولها معركة سن القوانين وتنقيتها وتقويم القوانين المتعلقة بالمرأة، الأمر الذي يبقى طبعاً مرهوناً بالديمقراطية التوافقية، التي غالبا ما تذهب ضحيتها المرأة بوصفها العنصر الضعيف، لذا فان الهيئة تسعى الى اشراك المرأة في مراكز القرار السياسي إن على الصعيد النقابي او البلدي او النيابي او الوزاري كي تصبح شريكة في التشريع وتحديث القوانين  المتعلقة بقضاياها ( المراة).

ثانيا: ولان الهيئة كشريك اساسي  في تطبيق القرارات الدولية لاسيما تطبيق برنامج الامم المتحدة الانمائي لجهة تنفيذ خطة التنمية المستدامة التي تعتبر خريطة الطريق الهادفة للتصدي للتحديات العالمية  المهددة للارض و البشر خلال الخمسة عشر سنة القادمة  ومن ابرز بنودها:1) القضاء على الفقر (مليار نسمة) ؛ 2) القضاء على الجوع (ثمانماية مليون نسمة)؛ 3) ضمان التعليم؛ 4)تحقيق المساواة؛ 5) ضمان الحصول على الطاقة الحديثة 6) معالجةالتغيرات المناخية؛ 7) ضمان توافر المياه.

تابعت “ولان تحقيق كل هذه الاهداف واكثر بغية تحسين وضع حياة الانسان على هذا الكوكب، لا يمكن ان يتحقق بدون المرأة، وبدون تمكينها، اقله في الشأن الصحي والاستهلاكي والتعليمي والبيئي، خاصة وان المرأة هي  الهدف والشريك الاساسي لتحقيق خارطة الطريق، لذا فإن الهيئة الوطنية و ضمن برامجها المحققة و المستقبلية وآخرها برنامج تمكين ودعم المراة الريفية  بالتعاون مع وزارة الزراعة و مركز نوارة قامت من خلال انشاء تعاونيات لتصريف انتاجهن الزراعي والحرفي بالدعم ، مما يتيح تمكينهن اقتصادياً وانعكاس ذلك على اشراكهن في القرار داخل الاسرة. “

وقالت “واكثر ولأن محور النقاش  في الامم المتحدة منذ ما يزيد عن  30 سنة هو القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة، باعتبارها انسان شريك، قبل البحث في الجندرية / امرأة او رجل ولأن الجميع ينادي باللاعنف واللاتمييز خاصة لجهة العنف والتمييز ضد المرأة وانعكاسات ذلك على الاطفال والمجتمع والاستهلاك فان الهيئة تقوم مع الشركاء من الجمعيات الاهلية والإدارات والوزارات وتطبيقا لاتفاقية سيداو بمتابعة تنزيه القوانين لا سيما تلك المتعلق بتزويج القاصرات والعنف الاسري و قانون الجنسية  وسواها العديد من القوانين.”

وختمت “لقد حان الوقت لان يفهم هذا الرجل والمجتمع عموماً ان حقوق المرأة ليست انتفاصاً لرجوليته وعليه أن يعطيها هذه الحقوق لكي تتحقق العدالة الانسانية الشاملة.”

واكيم

تناولت السيّدة كارلا واكيم دور المرأة في العائلة فقالت:

 “بمناسبة عيد الأم ربما حصلت على هدية، باقة ورد، قُبلة من ابنك أو رسمة جميلة. ولكن أنا أريد أن أعيدك عل طريقتي الخاصة وأقول لك أنا أحترم فيكِ: قوّتك في متابعة دورك كأم  من دون أن تحصلي على يوم فرصة؛ ارادتك في تعلم كل ما يجب أن  تقومي به طباخة، معلمة، طبيبة، مديرة نشاطات أولادك …؛ قلبك الكبير اذ في الكثير من الأحيان تواجهين الانتقادات بدلاً من الشكر؛ وانّكِ لو قضيتِ الليل تبكينوتقولين لا أستطيع أن أكمل هكذا تنهضين في الصباح وتبدأين من جديد!”

تابعت “أنتِ يا سيدتي، أيتها الأم العصرية، تناضلين كل يوم لكي تؤمّني كل ما يلزم لعائلتك فهل كَثُر الضغط عليك؟ يقول جان فانيه “أجمل هدية نقوم بها للشخص الذي نُحبّه هو أن نعطيه حياتنا. ولكن أية حياة؟ حياة محترقة، مرهقة؟ لا، إذاً سألفت نظرك الآن إلى بعض الأمور التي ربما لم تخطر ببالك أن تعطيها انتباهك سوف تبدأين بالإهتمام بنفسك من الداخل والخارج.”

ونصحت بالقول “اذا انتهبنا لجسدنا ليصبح بحالةٍ جيّدة، نقول اننا لدينا الصحة والقوة للتمتع بالنزهات والرياضات والنشاطات؛ وإذا انتبهنا لعقولنا وأفكارنا يصبح لدينا سلام داخلي وفرح؛ إذا انتبهنا لعواطفنا يصبح لدينا حُبّ وتعاطف مع الجميع؛ وإذا انتبهنا لطاقتنا يصبح لدينا نعيم وسعادة.”

وختمت ” الربّ أتمّننا على حياتنا من واجبنا أن نحافظ على الأمانة كي نسطع حُبّاً ونوراً للناس من حولنا.”

 

أبو ناضر

واختتمت الندوة  بكلمة الآنسة ربيكا أبو ناضر عن دور المرأة في الإعلام فقالت:

“عندما نتحدث عن نجاح المرأة الاعلامية تخنقنا مرارة لأن الاعلام الذي بات شريكا في صناعة الرأي العام وتغيير المجتمعات ونقل الحضارات وصار مكوناً اساسياً في حياتنا المعاصرة، يشهد على طاقات جيدة لدى النساء والرجال، يحتاج الى جرعة تفعيلية ورعاية رسمية للاستفادة من هذه الطاقات ذكورية كانت أم أنثوية. فالمرأة نصف المجتمع وعلينا أن نستفبد من قدرة هذا النصف ليضاف إلى النصف الآخر.”

تابعت “لست في هذا الجمع  في حاجة إلى تعداد الأمثال لاظهار نجاح المرأة ودورها في عالم الابداع ، فالجميع  يرى المرأة في الصفوف الأمامية  ولكن مع الأسف كما في مؤسسات الدولة ولدى صنـّاع القرار في معظم المؤسسات الاعلامية، تبقى بعيدة عن اتخاذ القرار إلا في ما ندر. انها شريكة في الانتاج والتطوير والتواصل والتفاعل ولكن بعيدة عن المشاركة في الكلمة الفصل.”

أضافت “لقد باتت الأسرة في زمننا المعاصر مكونة من عنصرين فاعلين في مجال العمل، بعدما كان العمل منوطاً بالرجل دون المرأة، ولم نعد ننظر الى الأمور التقليدية من منطلقين مختلفين ذكوري وأنثوي. أصبح من المفترض علينا النظر الى مكونين أساسيين، المرأة والرجل الذين أضحت ظروف الحياة تقتضي منهما العمل معا لانعاش اسرتهم ووضع طاقاتهم الوطنية والإنسانية  في خدمة الوطن.”

أردفت “إن المسؤولية تقع في جزء منها على الاعلام كسلطة رابعة وقد أضحى عليه التركيز والاضاءة على طاقات المرأة وقدراتها كشريكة للرجل وليس فقط على جمالها وأنوثتها وتواصلها لجذب المشاهدين، وعندما صار البعض ينادي باشراك المرأة في العمل السياسي وخصوصا في الترشح للانتخابات النيابية، شعرنا-وعـــذراً من زميــــلاتي الاعلاميات المرشــــحات اللواتي اتمنى لهن النجاح والتوفيق – شعرنا أن البعض لم يتعامل مع المرأة المرشحة كطاقة وكفاءة ولها الحق في الترشح، بقدر ما كان اختيارها  كحبة فاكهة تزين قالب حلوى، ويستفاد من نجوميتها ومحبة الناس لها، وليس لدورها ونجاحها في صنع مجتمع حافل بالطاقات والنجاحات. فالمرأة لن تكون أن “كوني جميلة واصمتي”، إنما هي قوة فاعلة ومؤِثرة لها كلمة وازنة وقدرة خلاقة وسعة معرفة.”

وقالت “إنني أدعو من هذا المنبر الإعلامي الوطني والكنسي الرصين الى شركة حقيقية بين الرجل والمرأة، وآن الاوان لاختيار المرأة على كفاءتها وانجازاتها وليس عبر تصويرها كسلعة . ثمة نساء لبنانيات إعلاميات وغير إعلاميات أبدعن في حياتهن ونجحن واثبتن حضورَهن وهن مستعدات للانخراط بقوة في الشأن العام والعمل السياسي وصنع القرار والتأثير الايجابي كقيمة مضافة على القيمة الرجالية، والمطلوب تفعيل حضورِهن وطاقاتِهن لئلا يخسر الوطن نصف هذه الطاقات، ويجب أن تحافظ على شخصيتها وتخط مسيرتها في العمل الوطني، ولتطلق الاحزاب والمؤسسات ومراكز القرار يد المرأة لتكون  شهرتها ونجوميتها وابداعها وثقافتها في خدمة الوطن والمواطن.”

وختمت “لا شك في أن للمرأة تأثيراً حضورياً واضحاً على المجتمع وأظهر بعض الابحاث أن  تضاعف عدد الاعلاميات كفيل تحسين أداء وسائل الاعلام من ناحية وتقديم صورة ايجابية عن المرأة من ناحية أخرى، ولكن الأهم ابرازَها كمواطنة فاعلة وملتزمة وقادرة على المشاركة في صنع القرار  وعلى اتخاذ حقها  بيدها لأن الحق يؤخذ ولا يُعطى. ونحن نرى ختاماً أن على الجميع إظهار تعاون لإثبات ذلك.”

Print Friendly, PDF & Email

23/03/2018-08:25

ندى بطرس

البابا: كلّ واحد منّا كنز

لمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون، (والذي يُحتَفل به في 21 آذار من كلّ عام)، ذكّر البابا فرنسيس أنّ “كلّاً منّا كنز يجعله الله يكبر على طريقته”.

وقد غرّد الأب الأقدس هذه الجملة على صفحته على موقع تويتر يوم الأربعاء مضيفاً: “لا يمكن أن يتمّ إبعاد أيّ أحد، لأننا جميعاً ضعفاء”، بحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّه خلال مؤتمر “التعليم المسيحي وأصحاب الإعاقات: انتباه ضروري في حياة الكنيسة اليومية” الذي عُقد في تشرين الأول 2017، أدان البابا “النزعة لمحو الأجنّة الذين يُظهرون عيباً ما”، قائلاً: “نعرف جميعاً أشخاصاً وجدوا، ولو بصعوبة، طريق حياة غنيّة بالمعاني، حتّى مع ضعفهم، فالضُعف من جوهر الإنسان”.

كما وأكّد الحبر الأعظم أنّ “الجواب على مجتمع يحاول إخفاء أو محو أصحاب الإعاقات، هو الحبّ الحقيقي والمحترم. فبقدر ما نكون محبوبين ومقبولين ومندمجين في المجتمع للنظر إلى المستقبل بثقة، ننمّي طريق الحياة الصحيح، ونختبر الفرح الدائم”.

Print Friendly, PDF & Email