Index

19/01/2021-18:41

ZENIT Staff

عناوين نشرة الثلاثاء 19 كانون الثاني 2021: شارل دو فوكو سيّد الأزمة

19/01/2021-18:38

جيزل فرح طربيه

الصلاة المسيحيّة والتقنيّات اللاشخصيّة المتمحورة حول الأنا

تسلّل العصر الجديد في الكنيسة (73)

رأي الكنيسة المقدّسة في تقنيات التأمّل الشرقي الآسيوي (1)

الصلاة المسيحيّة والتقنيّات اللاشخصيّة المتمحورة حول الأنا

تتناقض روحانيّة اليوغا وتأمّل الوعي الكامل  Mindfulnessوما شابهها من تقنيات التأمّل الشرقي الآسيوي، مع الروحانيّة المسيحيّة، وهذا الأمر واضح في تعاليم الكنيسة المقدّسة. بالفعل، لقد صدر عن حاضرة الفاتيكان تعليمٌ بشأن بدعة العصر الجديدNew Age  وتقنياتها في وثيقة: “يسوع المسيح الحامل الماء الحيّ”، في 3 شباط، سنة 2003[1] وفي “الرسالة الى أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في بعض مظاهر التأمّل المسيحي” في 15ت سنة 1989[2] . شرحت هاتان الوثيقتان جوهر التأمّل المسيحي وماهيته، وحذّرت أنّه متى مارس المؤمن تقنيات التأمّل الشرقي الآسيوي يُخشى أن يعتنق معتقدات الهندوسيّة والبوذيّة المرتكزة على محوريّة الأنا والحلوليّة والتقمّص ومعتقدات أخرى تتناقض والإيمان الكاثوليكي. كما أشارت إلى محاذير الخلط بين طرق التأمّل المسيحي والتأمّل غير المسيحي. وهناك أيضًا تعليم عن اليوغا في “التعليم المسيحي الكاثوليكي للشبيبة”، اليوكات.

في الحقيقة للكنيسة الكاثوليكية رأيٌ واحد وليس عدّة آراء متناقضة بخصوص كلّ هذه التقنيات. سنعرضها باختصار مع الإشارة إلى أن هذا التعليم ينطبق أيضًا على “تأمّل الوعي الكامل”Mindfulness بما أنّه تأمّل بوذي كما سبق وأكّدنا في المقالات السابقة.

  • الرسالة إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في بعض مظاهر التأمّل المسيحي

يمكن اختصار الأفكار الرئيسة الواردة في هذه الرسالة كالتالي:

هدف الرسالة

– نظرًا لرواج طرق جديدة في الصلاة بتأثير من الحضارات الشرقيّة لدى شريحة كبيرة من المسيحيين، تهدف هذه الرسالة الموّجهة إلى الأساقفة إلى معالجة هذا الموضوع الملحّ كي لا تتناسى مختلف الكنائس الطبيعة الدّقيقة الشخصيّة والمشتركة للصلاة المسيحيّة (الفقرة1).

– في خضم الإنفتاح وعمليّة التبادل ما بين الأديان، يعتقد الكثير من المسيحيين أنّه يكسب الكثير من وحي وسائل التأمّل هذه، وأغلبهم يمارسونها إلتماسًا للعلاج. لكنّهم بالمقابل تخلّوا عن العديد من وسائل التأمّل المسيحي. فهل يمكن أن نُغني إرثنا الروحيّ المسيحيّ باتّباع طريقة جديدة في الصلاة؟ (الفقرة2).

ماهية الصلاة المسيحية

– الصلاة المسيحيّة هي حوار شخصيّ وعميق بين الإنسان والله. وهي تنبذ التقنيّات اللاشخصيّة المرتكزة على الأنا، والتي تخلق وسائل لا إراديّة تسجن المصلي في روحانيّة ذاتيّة إنغلاقيّة غير قادرة على الإنفتاح الحرّ نحو الله المتعالي. الروحانيّة المسيحيّة، والصلاة المسيحيّة، تقومان على لقاء حريتَين: حريّة الله المطلقة وحريّة الإنسان المحدودة (الفقرة 3).

– الصلاة المسيحيّة مأخوذة من الوحي الكتابي، بخاصة من العهد القديم، ومن نشيد الأناشيد والمزامير، تذكُّراً لأعمال الله العظيمة تجاه شعبه المختار (الفقرة4).

– إنّ تجسّد المسيح وموته وقيامته، في العهد الجديد، يكشف لنا عمق محبّة الله. ويقوم الروح القدس بإدخالنا في هذه الأعماق، فهو روح الحقّ المرشد الذي يذكّرنا بكل ما علّمه المسيح وعَمِلَه من أجلنا (الفقرة5).

الوحي الإلهي والصلاة

– هناك رابط بين الوحي الإلهيّ والصلاة، فالله يدعونا إلى شركة في حياته الإلهيّة. والكنيسة توصي بقراءة كلمة الله كوسيلة للصلاة، ليقوم حوار بين الله والإنسان. فنحن نحدّثه عندما نصلّي ونسمعه عندما نقرأ الوحي الإلهي (الفقرة6).

– ترتبط الصلاة المسيحيّة بحركة الثالوث وتتجلّى في صلاة الأبانا وتفترض أن تقوم الصلاة في ما يتوافق وروح الكنيسة الصحيح، وتحت إشرافها. وحتى عندما يصلّي المسيحي بشكلٍ منفرد، فهو يُدرك أنه يُصلّي باتحاد مع المسيح بواسطة الروح القدس ومع كلّ القدّيسين لخير الكنيسة (الفقرة7).

طرائق خاطئة في الصلاة

– منذ بداية المسيحيّة واجهت الكنيسة طرائق خاطئة في الصلاة، منها انحرافان اثنان هما المعرفة الكاذبة (الغنوصيّة) والمساليانيّة. ويستمرَ هذان الإنحرافان في الصلاة حتى يومنا هذا، ويؤثّران في عددٍ كبير من المسيحيين الذين يعتبرونهما علاجًا نفسيًا وروحيًا وطريقةً سريعةً للعثور على الله (الفقرة10).

– في مواجهة الغنوصيّة، يؤكِّد آباء الكنيسة أنّ المادة هي من خَلق الله، وليست شرًا، وأنّ النِّعمة هي هبة مجانيّة من الروح القدس، وليست من طبيعة النفس البشريّة، وأنّ الإستنارة الروحيّة الغنوصيّة (المعرفة الكاذبة) لا تزيد الإيمان، وأنّ علامة المعرفة الإلهيّة الحقيقيّة المحبّة المسيحيّة، التي هي بدورها ثمرة للصلاة (الفقرة 8).

– لا يمكن الحكم على صحّة الصلاة المسيحيّة استناداً إلى سموّ المعرفة الغنوصيّة، ولا بحسب المسيالينيّة التي تعتمد الخبرة النفسيّة لتأكيد حضور الروح القدس في النفس. إنّ وحدة النفس مع الروح القُدس تتحقق من خلال الأسرار الكنسيّة، ومن خلال سر صليب ربنا الذي هو محور الصلاة (الفقرة 9).

يوغا مسيحية؟؟

وتحذّر الوثيقة بشدة من خطر مزج التأمّل المسيحي بالتأمّل غير المسيحي فتقول:

– “مع انتشار طرق التأمّل الشرقيّة، نجد أنفُسنا تجاه محاولة مملوءة بالمخاطر والأغلاط، لمزج التأمُّل المسيحي بالتأمّل غير المسيحي. ويوازي البعض بين الفكر المطلَق الخالي من الصور والمبادئ، الخاص بالبوذيّة، وعظمة الله المتجسّدة في المسيح، والتي تسمو فوق أيّ حقيقة متناهية. ولا يتورّعون عن اللجوء إلى لاهوت النَّفي، الذي يُنكر وجود الله، وأنّ حقائق العالم الماديّ تشكّل دليلًا على لا نهائيّة الله. ويقترحون التخلّي عن التأمّل بالأعمال الخلاصيّة التي قام بها الله في العهدين القديم والجديد، وينكرون الإله الواحد الثالوث، إله المحبة، لينغمسوا في “الهوّة المبهمة للألوهيّة”. لذلك “يجب مراقبة هذه الإقتراحات وكلّ ما هو مشابه لها، التي تسعى إلى تطابُق التأمُّل المسيحي مع التقنيات الشرقيّة، مع التَّمييز الدَّقيق لفحواها ووسائلها، لئلا نقع في شباك تلفيقيّة ضارة” (الفقرة 12).

وتلفت إلى انّ التأمّل المسيحي علاقة مع الله لا ذوبان فيها:

– في المسيحيّة، هناك غيريّة أو ثنائيّة في العلاقة مع الله. فلا حلوليّة ولا ذوبان، بل تمييز بين الله الخالق، والمخلوق: “لكي نقترب من سر الوحدة مع الله، الذي سمّاه الآباء اليونانيّون تأليه الإنسان. ولمعرفة كيفيّة تحقيق هذه الوحدة، يجب أن يؤخَذ بعين الإعتبار قبل كلّ شيء أنّ الإنسان مخلوق وسيبقى كذلك إلى الأبد، حتى أنّ اندماج الأنا البشريّة مع الأنا الإلهيّة مستحيل، حتى في حالات أسمى النِّعَم” (الفقرة 14)

يتبع

[1]http://www.vatican.va/roman_curia/pontifical_councils/interelg/documents/rc_pc_interelg_doc_20030203_new-age_fr.html

[2]http://www.vatican.va/roman_curia/congregations/cfaith/documents/rc_con_cfaith_doc_19891015_meditazione-cristiana_fr.html

Print Friendly, PDF & Email

19/01/2021-18:35

ألين كنعان إيليّا

هل سيتمّ الاحتفال بقداسة الطوباويّ شارل دو فوكو قريبًا؟

قد يتمّ الاحتفال بتقديس الطوباويّ شارل دو فوكو يوم الأحد 23 أيّار 2021، لمناسبة عيد العنصرة. إنها معلومة نشرها في 10 كانون الثاني مصدر برازيليّ عن أخوّة يسوع الصغار (جماعة استوحت نظامها من الطوباويّ الفرنسيّ).

إنما عادةً ما يقوم البابا بتحديد موعد الاحتفال بالتقديس، في خلال كونسيستوار مع الكرادلة. وقد سمح البابا في 26 أيار 2020 لمجمع دعاوى القديسين بنشر هذين المرسومين المتعلّقين بشكل خاص بالمعجزات التي اجتُرحت بشفاعة شارل دو فوكو وسيزار باس اللّذين يمكن أن يتمّ الاحتفال بتقديسهما.

وُلد شارل دو فوكو في ستراسبورغ في 15 أيلول 1858. كان يتيمًا بعمر السنوات الخمسة. في أثناء وجوده في المدرسة الثانوية، فقد إيمانه، واستبدل طعم الدراسة بحياة سهلة ورفقة سعيدة…. ارتبط بصديقة، فرفض الانفصال عنها عندما تمّ إرساله إلى الجزائر فترك الجيش، ليعود وينخرط من جديد في العام 1881 عندما علِم أنّ كتيبته ستبدأ العمليّة.

بعمر الرابعة والعشرين، ترك شارل دو فوكو نهائيًا حياة العسكر. بين العامين 1882 و1884، قام برحلة استكشافية إلى المغرب. هناك، عاش خبرات روحيّة مهمّة: “لقد ولّد الإسلام في داخلي اضطرابًا. إنّ رؤية الإيمان الذي كان يتحلّى به هؤلاء الناس بحضور الله الدائم دفعني إلى رؤية أمور أهمّ من الأمور الدنيويّة”.

في ختام شهر تشرين الأوّل 1886، قابل الأب هوفلين في باريس، واعترف وتناول القربان المقدّس، ومنذ ذلك الوقت، بدأ حياة جديدة.

بعد سبعة أعوام من البحث التأمّلي (في الأراضي المقدسة وفرنسا ثمّ سوريا)، ترك الحياة الديريّة ووصل إلى الناصرة لدى راهبات الكلاريس (1897): “أمضى وقته ما بين العمل اليدويّ، وساعات طويلة من السجود للقربان والتأمّل بالكتاب المقدّس. وهنا نمت دعوته العميقة”.

سيم كاهنًا في 9 حزيران 1901 في أبرشيّة فيفيير. طالب بالعودة إلى الصحاري وتوجّه إلى الجزائر، حيث بقي هناك عامين: “أريد أن يعتاد السكّان على النظر إليّ كأخ لهم، أخ عالميّ”.

في الأوّل من كانون الأوّل 1916، سجنته مجموعة من محاربي السنوسيت، وقُتِل على يد حارسه المذعور.

تمّ تطويبه على يد البابا بندكتس السادس عشر في 13 تشرين الثاني 2005. وقد استعان به البابا فرنسيس أثناء توجيه تمنيّات للكوريا الرومانية لمناسبة عيد الميلاد في 21 كانون الأوّل الفائت، مشيرًا إلى أنّه “سيّد الأزمة”.

Print Friendly, PDF & Email

19/01/2021-13:43

الأب عماد طوال

تساؤلات حول تجربة التعليم عن بعد

على الرغم من التغييرات العديدة والمتقلبة التي مررنا بها وعلى الرغم من أن قطاع التعليم يُعد أحد أكثر القطاعات تضرراً في مجتمعنا بسبب الوباء العالمي الناجم عن فيروس كورونا الجديد لا يزال التعليم أقوى أداة للنمو والتطور الفردي والجماعي.

تقوم العديد من المؤسسات التربوية بالتعليم عن بُعد منذ بداية الجائحة أي منذ حوالي عام وستستمر تبعاً للوضع الوبائي حتى نهاية الفصل الدراسي، فماذا فعلت في البداية وتواصل القيام به لأنه ينجح؟ وماذا فعلت في البداية وكان عليها تغييره ولماذا؟ وما الذي لم تكن تفعله في البداية والذي تفعله الآن ولماذا؟.

كشف نموذج التعلُم عن بُعد عن التناقضات والتحسينات المطلوبة في مجالات التكنولوجيا، والخدمات الاجتماعية التي تقدمها المدارس، ونوعية العلاقة بين المعلم والطالب، فضلاً عن تواصل أولياء الأمور مع معلمي أبناءهم، حيث وضعت المدارس بالفعل مفاهيم تعليمية متغيرة، مما دفع المعلمين والقيادة المدرسية إلى إعادة تقييم وإعادة ابتكار الشكل الذي سيبدو عليه التعليم في المستقبل القريب.

وبالنظر إلى التجربة المباشرة التي مررنا بها جميعاً مع هذا الوباء، هناك تساؤلات عديدة حول مدى نجاح هذه التجربة وكيف سيكون استعدادنا للمرحلة المقبلة كمدرسة، أولياء أمور ووزارة التربية والتعليم، قد تكون هذه التساؤلات فرصة لنا لإعادة تصور التعليم تماماً بينما نتخلى عن النماذج البالية.

المدرسة والقيادة المدرسية:

هل استطاعت المدرسة اليوم دمج التقنيات المختلفة لتحسين العمليات التعليمية؟ هل تطورت الأدوات التكنولوجية المتوفرة في المدرسة لتصبح جزءاً لا يتجزأ من المناهج الدراسية؟ ماذا قدمت غير المتابعة على المنصات للأهل والطلاب؟ هل قدمت دورات تدريبية للمعلم حول آلية التعليم عن بُعد من أساليب ووسائل وطرق وآليات ومبادرات؟ وهل استطاع المعلم مواكبة هذه التكنولوجيا ودمجها في استراتيجيات التعليم لتعزيز جودة التعليم وتعزيز مشاركة الطلاب؟.

كان من الضروري إكساب المعلمين مستوى معين من الكفاءة اللازمة للتعلم عن بُعد للعمل بفعالية، خلاف ذلك، سيمثل هذا عائقاً نحو نجاح وفعالية التعلم، الآن وبعد عام من التعليم عن بُعد في مدارسنا، تبين مدى الحاجة إلى تعاون القيادة المدرسية مع المعلمين وأصحاب الخبرات الأكاديمية لتقديم خبرات تربوية وتعليمية هادفة، ونظراً لأن التعلم عن بُعد يختلف عن التعلم المباشر، فسيحتاج المعلمون إلى التعامل معه بطريقة مختلفة، ومع ذلك، لا يزال العديد من المعلمين يواجهون عقبات مع التعليم عن بُعد.

سيحتاج قادة المدارس إلى ضمان حصول المعلمين على فرص التطوير والتدريب التكنولوجي بحيث لا تقتصر هذه الفرص على دورات حول كيفية استخدام المنصات التعليمية المختلفة مثل (Teams, Edunation, Zoom) بل وأن تشمل هذا الدورات المهارات الأساسية أيضاً، مثل كيفية تنفيذ أفضل استراتيجيات التعلم عن بُعد والتعليم والمتمازج، وبناء علاقات إيجابية وداعمة مع الطلاب عن بُعد.

كما يتطلب التعلم عن بُعد التفاني من جانب القيادة المدرسية التي يجب أن تعمل وتتعاون مع العديد من الأفراد، لاسيما المعلمين وأولياء الأمور لضمان أن عملية التعليم والتعلم وجميع خدمات الطلاب يتم تطويرها وتخطيطها بفعالية وكفاءة، على القادة فهم البيئة الخارجية والتكيف بسرعة مع التغيير، وتوفير الفرص لتطوير القيمة والجودة في البرامج التعليمية لكل من المعلمين والطلاب فهما الروابط الحيوية في عملية التعليم والتعلم.

إن فعالية المعلم داخل المدرسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإنجاز الطلاب، فإذا أردنا التقدم لطلابنا في هذه الأوقات الصعبة، فإن الاهتمام بإحساس المعلمين بالكفاءة في المشاركة في نمط تعليمي يجعلهم أكثر قدرة على القيام به، فكلما زادت قوة إحساس الشخص بالفاعلية، زاد الجهد الذي يبذله وزادت احتمالية استمراره في مواجهة الصعوبات، لقد جعل التعليم خلال الوباء المعلمين مرهقين، فهل حاولت القيادة المدرسية أن تحافظ على تشجيع المعلمين وترقيتهم خلال هذا الوقت؟ هل ساعدتهم على تنفيذ وضمان تجربة تعليمية عالية الجودة لجميع الطلاب؟.

أولياء الأمور:

أحد الآثار الملموسة للتعلم عن بُعد هو العبء الإضافي على أولياء الأمور العاملين خاصة أولئك الذين يواجهون تحديات اقتصادية ولا يستطيعون الاستعانة بمعلم لمساعدة أطفالهم، أضف إلى ذلك أن توجيه الطلاب والتوفيق بين العمل والأولويات الأخرى كان أمراً صعباً خاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم أطفال أصغر سناً، ومثل تحدياً للآباء ممن لديهم مستوى أقل من التعليم، فكيف يمكنهم توجيه أو حتى تعليم أطفالهم في حين أنهم هم أنفسهم لا يمتلكون الكفاءات المطلوبة للقيام بذلك؟ ففي التعلم عن بُعد، تعد قدرة الآباء على مساعدة أطفالهم أمراً بالغ الأهمية، هذه حقيقة أخرى يجب أن تأخذها المدرسة في الاعتبار، فما مقدار تأهيل الأهل لهذا الأسلوب المساند؟ وهل تم عقد لقاء مع المرشد التربوي والنفسي في المدرسة لاستكشاف التحديات التي يواجهونها أولياء الأمور والطلاب؟ أو تطوير برامج تعليمية إرشادية للطلاب وأولياء الأمور؟ حيث ينبغي أن يكون هناك تركيز أكبر على الصحة النفسية فالطلاب بعد انفصالهم فجأة عن حياتهم المدرسية يواجهون صدعاً هائلاً في أنماط حياتهم الاجتماعية والأكاديمية وليس من المستغرب أن يتطلع أولياء الأمور إلى القيادة المدرسية وحتى المعلمين للحصول على مزيد من الدعم خاصة عندما يتعلق الأمر باستخدام التكنولوجيا وإنشاء قنوات اتصال واضحة مع المعلمين.

فضلاً عن ذلك أثار التعليم عن بُعد أنواعاً معينة من الغش حيث قام الآباء وأحياناً الأشقاء الأكبر سناً بالواجبات أو الاختبارات المدرسية بشكل متكرر، حيث يعتقد الآباء أنهم يساعدون أبناءهم، لكنهم لا يفعلون، فإذا علم الطلاب أن شخصاً آخر سيقدم الإجابة، فسوف يتوقعون حدوث ذلك عند عودتهم إلى المقاعد الدراسية، فكيف سيكون الأمر عند إعادة فتح المدارس، حيث سيتعين على الطلاب القيام بالعمل بأنفسهم؟ نريد أن يحب الطلاب التعلم ويفهمون كيفية التعلم وأن يكون لديهم القدرة على طرح الأسئلة، من الأفضل رؤية الطالب يحاول شيئاً ويفشل ويطلب المساعدة بدلاً من عدم المحاولة، الآباء هم قدوة، وأفضل طريقة يمكن أن يساعدوا بها هي تعليم أطفالهم تحمل مسؤولية تعلمهم.

هناك تحدِ آخر واجه أولياء الأمور وهو عدم توفر تقنيات الغرف الصفية المتطورة والمتكاملة في المنزل، ومع ذلك فرض التعلم عن بُعد مجموعة مختلفة من الأدوات التكنولوجية الضرورية للغاية، وإن لم يكن الطلاب، وبالتالي أولياء أمورهم على دراية بالتكنولوجيا فهذه معركة شاقة بالنسبة لهم، حيث من المحتمل أن بعض الطلاب وأولياء الأمور لم تتح لهم الفرصة للانخراط في التكنولوجيا التي يعتبرها معظمنا أمراً مفروغاً منه، لذلك كان هناك حاجة إلى برنامج توجيه تكنولوجيا التعلم عن بُعد لأولياء الأمور والطلاب.

وزارة التربية والتعليم:

كان هناك نقص واضح في الكوادر المؤهلة والمدربة، فإذا كان المعلمون يفتقرون إلى التدريب المناسب في طرق التعليم عن بُعد والتكنولوجيا والمناهج الدراسية، فمن الطبيعي أن يتعثروا، لذلك كانت هنالك حاجة ملحة إلى برنامج تدريب للمعلمين، والاستثمار في قدرة المعلم على الإبداع والابتكار، أضف إلى ذلك ليست كل المواد الدراسية ملائمة للتعلم عن بُعد، فهل تم العمل على تطوير المناهج وملاءمتها للتعلم عن بعد؟ وهل وفرت وزارة التربية الموارد والمعلومات لكل من المعلمين والمتعلمين؟ هل أتاحت فرصاً للتدريب وندوات للمعلمين عن بعد؟ هل حصلت المدارس (المعلمون والقادة) على مزيد من التعلم والتطوير لدعمهم للعمل عن بُعد مع طلابهم؟.

كما افتقر العديد من الطلاب والمعلمين إلى البنية التحتية لهذه التكنولوجيا الحديثة في المنزل، وقد بدت هذه المشكلة أكثر وضوحاً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية حيث يكون الإنترنت غالباً ضعيف، فهل استطاعت الوزارة أو مديريات التربية توفير مواد تعليمية مطبوعة إلى المنازل لأولئك الذين ليس لديهم إمكانية الحصول على جهاز كمبيوتر أو تعذر توصيل الإنترنت لديهم؟ هل قدمت الدعم اللازم لاستمرارية التعليم؟ هل أجرت الوزارة مسحًا للمدارس للتأكد من جاهزية المدارس للتعلم عن بعد؟.

لقد حان الوقت الآن للاستعداد للمستقبل، فلماذا لا نبدأ في تطبيق اللامركزية في التعليم وإعطاء مسؤوليات إضافية للمدارس وتمكين القيادة المدرسية والمعلمين من اتخاذ القرارات داخل المدرسة بهدف تحسين الكفاءة، وتحسين جودة التعليم؟.

هذه التساؤلات هي مجرد غيض من فيض، هناك عدد لا يحصى من القضايا التي يجب مواجهتها في التعلم عن بُعد، بعضها تقني والبعض الآخر إنساني.

ومع كل الاهتمام بإعادة فتح المدارس تحتاج القيادة المدرسية ووزارة التربية والتعليم أيضاً إلى التركيز على كيفية إعداد الطلاب للعالم بعد الوباء، حيث يعتقد بعض المعلمين والعديد من الإداريين والقادة التربويين أن التعلم المتمازج والتعلم عن بُعد مؤقت وأنه بعد مرور هذه الأزمة، يمكننا العودة إلى الوضع القديم، لا عودة إلى الوراء نحن بحاجة إلى الاستيقاظ على حقيقة أن هذه لحظة قابلة للتعليم وفرصة حتى يتعلم الطلاب كيفية الارتقاء بالمهارات طوال حياتهم من خلال مسارات تعليمية بديلة ومبتكرة.

فالتغيير يسيطر على عالمنا والتعليم هو وسيلة رئيسية لبدء وإدارة واستدامة واستقرار بيئاتنا، والأهم من ذلك الأساليب التربوية أو عمليات التعليم والتعلم التي نستخدمها لنقل المُثل والمعايير والممارسات التي نتبناها من جيل وعصر ومكان إلى الجيل التالي، وعلى الرغم من جميع التطورات والابتكارات التكنولوجية، لا يزال التعليم المباشر هو الطريقة الأكثر ثراءً وفعالية لإشراك الطالب في التعلم، علمتني تجربتي المحدودة أن التعليم نداء جميل، يعتمد على اللقاءات وجهاً لوجه وأن أي بيئة تعليمية لا توفر اتصالاً بين المعلم والطالب ستضعف جودة وفعالية العمليات التعليمية.

Print Friendly, PDF & Email

19/01/2021-13:30

ألين كنعان إيليّا

يوم مارتن لوثر كينغ: حلم لا يزال حيًا حتى اليوم

كتب البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة “يوم مارتن لوثر كينغ”، الذي يُحتفَل به في الولايات المتحدة في 18 كانون الثاني 2021: “حلم مارتن لوثر كينغ “لا يزال حيًا”.

واقتبس من رسالته العامة “جميعنا إخوة” (284)، وقد نقلت الخبر موقع أخبار الفاتيكان: “كلّ واحد منا هو مدعوّ لأن يكون صانع سلام، يوحّد بدلاً من أن يقسّم، يخنق الحقد ويفتح مسارات الحوار بدلاً من إقامة جدران جديدة”.

وأضاف: “في عالم اليوم الذي يجب أن نواجه فيه بشكل متزايد تحديات الظلم الاجتماعي والانقسامات والصراعات التي تعيق تحقيق الصالح العام، وحلم التناغم والانسجام بين كلّ شعوب مارتن لوثر، الذي تحقق من خلال الوسائل السلميّة واللاعنفيّة”.

شجّع البابا فرنسيس على أن ننظر إلى غيرنا كأقارب، بحقيقة كرامتنا المشترَكة كأولاد الله القدير. إننا بسعبنا اليوميّ نضع هذه الرؤية حيّز التنفيذ للعمل معًا من أجل إنشاء جماعة مبنيّة على العدل والمحبّة الأخويّة”.

في الختام، ذكر البركات الإلهيّة للحكمة والسلام على المشاركين في هذه الذكرى (الخدمة التذكارية للمجتمع الحبيب) الذي ختم أسبوع من الاحتفالات.

ألقى القسّ المعمداني الذي حارب التمييز العنصريّ الأمريكيّ، بمبادئ غاندي، في 28 آب 1963 خطابًا مشهورًا دخل في التاريخ، حيث أكّد في حلمه.

أقول لكم اليوم، أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والإحباطات السائدة في الوقت الحالي، لا يزال لديّ حلم. إنه حلم متجذّر بعمق في الحلم الأمريكيّ. لديّ حلم متجذّر في الحلم الأمريكي.

لديّ حلم أنّ هذه الأمّة ستنهض يومًا وتعيش المعنى الحقيقي لإيمانها: “نحن نأخذ هذه الحقائق كأمر مسلَّم به، أنّ الناس يولدون سواسية”.

لديّ حلم أنّه في يوم من الأيام على تلال جورجيا، سيتمكّن أبناء العبيد السابقين وأبناء مالكي العبيد السابقين من الجلوس معًا على طاولة الأخوّة.

لديّ حلم أنّه يومًا ما ستتحوّل دولة ميسيسيبي، أرض قاحلة خانقة من الظلم والقمع، إلى واحة من الحريّة والعدالة.

لديّ حلم أنّ أطفالي سيسكنون يومًا ما حيث لن يتمّ الحكم عليهم بسبب لون البشرة، إنما بحسب شخصيّتهم. لديّ حلم اليوم!

(…)

Print Friendly, PDF & Email

19/01/2021-10:37

ندى بطرس

مقتل كاهن في نيجيريا

في 15 كانون الثاني 2021، كان الأب جون غباكان (كاهن أبرشية مينا) يعود برفقة أخيه من زيارة لأمّه، عندما هاجم رجال مسلّحون سيّارته. وبحسب المعلومات التي جمعتها وكالة فيدس الفاتيكانيّة، اتّصل المعتدون بالأبرشيّة لطلب فدية قدرها 60 ألف دولار. إلّا أنّ جثّته وُجِدَت لاحقاً مشوّهة ومربوطة بشجرة في مكان غير بعيد عن المكان الذي اختُطف فيه. أمّا شقيقه فلا أخبار عنه، ولعلّه ما زال بين أيدي الخاطفين.

من ناحيتها، شجبت “المنظّمة المسيحيّة النيجيريّة”، على لسان نائب رئيسها، جريمة “صادِمة وأليمة” وعبّرت عن قلقها حيال ارتفاع نسبة انعدام الأمن في شمال البلاد. “اليوم، في شمال نيجيريا، يعيش العديد من الأشخاص في الخوف، ويخشى شباب كثر أن يصبحوا كهنة لأنّ حياة الأخيرين في خطر محدق. عندما يُدرك المعتدون أو اللصوص أنّ ضحيّتهم كاهن أو قسّ، تنتاب قلوبهم روح عنف لطلب فدية أكبر، وصولاً إلى قتل الضحيّة في بعض الحالات”.

كما وطالب نائب الرئيس المذكور الحكومة وقوى الأمن، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من “فاتيكان نيوز”، بمكافحة هذا الشرّ بدون تهاون، خاصّة وأنّ نداء مماثلاً كان قد أُطلِقَ منذ أسابيع من قبل رئيس أساقفة أبوجا بعد الاعتداء على مدرسة في كاتشينا وخطف 300 طالب تمّ تحريرهم بعدها: “على الحكومة فعل ما هو ضروريّ كي تتمّ السيطرة على الإرهابيّين وتوقيف المجرمين ووضع حدّ للخاطفين. هذا أقلّ ما ينتظره المواطنون من قادتهم”.

ولن ننسى هنا أن نذكر اختطاف المونسنيور شيكويه وسائقه في كانون الأوّل الماضي، وقد أطلق البابا فرنسيس نداء لتحريرهما خلال صلاة التبشير الملائكي، ليتمّ تحرير الرجلَين بعد ساعات.

Print Friendly, PDF & Email

19/01/2021-07:07

ندى بطرس

المزارعون: إدراك أهمية العائلة

“إنّ عالم المزارعين ومربّي الدواجن يتمتّع بضمير حيّ دائماً ومقتنع بأهمية العائلة”: هذا ما أشار إليه الكاردينال أنجيلو كوماستري كبير كهنة بازيليك القدّيس بطرس، لدى احتفاله بقدّاس عند مذبح الكرسي صباح البارحة في 18 كانون الثاني 2021، لمناسبة عيد القدّيس أنطونيوس الكبير، بحسب ما أورده “لوسيرفاتوري رومانو”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ رتبة تبريك الحيوانات التقليديّة لم تحصل هذه السنة، تماشياً مع التدابير الصحّية المعتمَدة لمواجهة الوباء، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.

ونُذكّر أنّ كلّ سنة تشهد وضع “إسطبل في الهواء الطلق” قرب ساحة القدّيس بطرس في عيد القدّيس أنطونيوس الكبير. وهذه المبادرة تعود لـ”منظّمة مربّي الحيوانات الإيطاليّين”. وعادة، بعد القدّاس، تُعطى البركة للأفراد وللحيوانات الأليفة التي تمّ جمعها في ساحة بيوس الثاني عشر بعد أن تكون قد مرّت في “عرض” طوال شارع Via della Conciliazione.

Print Friendly, PDF & Email