Index

30/06/2022-19:23

ZENIT Staff

عناوين نشرة الخميس 30 حزيران 2022: مسيرة الإيمان

30/06/2022-14:41

ZENIT Staff

ماذا يقول الرّسولان بطرس وبولس للجماعة المسيحيّة اليوم؟

شهادة الرّسولَين الكبيرّين بطرس وبولس نراها حية اليوم من جديد في ليتورجيا الكنيسة. قال ملاك الرّبّ لبطرس، الذي أمر الملك هيرودس بإلقائه في السجن: “قُمْ على عَجَل” (أعمال الرّسل 12، 7)، وبولس، لخصّ حياته كلّها ورسالته الرّسوليّة بهذه الكلمة: “جاهَدتُ جِهادًا حَسَنًا” (2 طيموتاوس 4، 7). لنلقِ نظرة على هذَين الجانبَين – قُمْ على عَجَل وجاهَدتُ الجِهاد الحَسَن – ولنتساءل: ماذا يقول هاذان الرّسولان للجماعة المسيحيّة اليوم، وهي تقوم بالمسيرة السينوديّة.

أوّلًا، روى لنا سفر أعمال الرسل عن الليلة التي تحرّر فيها بطرس من قيود السجن. لمس ملاك الرّبّ جنبه وهو نائم، “فأَيقَظَه وقالَ له: قُمْ على عَجَل” (12، 7). أيقظه وطلب منه أن يقوم. هذا المشهد يعيد إلى الذاكرة الفصح، لأنّنا هنا نجد فعلَين مستخدمَين في حدث القيامة: نهض وقام. هذا يعني أنّ الملاك أيقظ بطرس من نوم الموت ودفعه ليقوم، أي أن يقوم مرة أخرى، ويخرج إلى النور، ويسمح للرّبّ يسوع أن يقوده ليجتاز عتبة جميع الأبواب المغلقة (راجع الآية 10). إنّها صورة معبّرة للكنيسة. نحن أيضًا، بكوننا تلاميذ الرّبّ يسوع وجماعة مسيحيّة، مدعوّون إلى أن نقوم سريعًا للدخول في ديناميكيّة القيامة وللسماح للرّبّ يسوع بأن يقودنا على الطرق التي يريد أن يَدُلَّنا عليها.

ما زلنا نواجه معارضات كثيرة داخليّة لا تسمح لنا بالتحرّك، معارضات كثيرة. أحيانًا، بكوننا كنيسة، يغمرنا الكسل ونفضل أن نبقى جالسين ونحن نفكّر في الأشياء القليلة الآمنة التي نملكها، بدلًا من أن ننهض لإلقاء نظرة على آفاق جديدة، نحو البحر الفسيح. وأحيانًا كثيرة نُقيَّد بالسّلاسل مثل بطرس في سجن العادات، خائفين من التغيّير ومُقيّدين بسلسلة عاداتنا. ولكن بهذه الطريقة ننزلق إلى حياة روحيّة مترديّة، ونوشك أحيانًا بالقبول بالجمود والبقاء حيث نحن، حتى في الحياة الرّعويّة، فيتلاشى حماس الرّسالة فينا، وبدلًا من أن نكون علامة على الحيويّة والإبداع، ينتهي بنا الأمر إلى إعطاء انطباع بالفتور والخمول. إذاك، تيار التّجديد والحياة الذي هو الإنجيل، كما كتب الأب دي لوباك، يصبح بين أيدينا إيمانًا “يقع في الشكليّات والعوائد، […] يصبح ديانة احتفالات وعبادات، وزخارف، وتعزية مبتذلة” […]. تصبح مسيحيّة تسلُّط إكليريكيّ، وشكليّات، ومسيحيّة انطفأت وتجمدت” (مأساة المذهب الإنسانيّ الملحد. الإنسان أمام الله، ميلانو2017، 103-104).

السّينودس الذي نحتفل به يدعونا إلى أن نصبح كنيسة تقف على أرجلها، غير منطوية على نفسها، قادرة على التطلّع إلى ما هو أبعد، وقادرة على الخروج من سجونها حتى تذهب للقاء العالم، وتفتح أبوابها بشجاعة. في تلك الليلة نفسها، كانت هناك تجربة أخرى (راجع أعمال الرّسل 12، 12-17): تلك الفتاة الخائفة، بدلًا من أن تفتح الباب، عادت لتقول بعض الأوهام إلى الجماعة. لنفتح الأبواب. الرّبّ يسوع هو الذي يدعو. نحن لسنا مثل الفتاة رَوْضَة التي تعود إلى الوراء.

كنيسة بلا سلاسل وأسوار، يشعر فيها كلّ واحد بأنّه مرحَّبٌ به ومُرافَق، ويتمّ فيها تنمية فن الإصغاء والحوار والمشاركة، تحت سلطة الرّوح القدس الواحدة. كنيسة حرّة متواضعة، ”تقوم على عجل“، لا تؤجِّل، ولا تراكم الزمن أمام تحديّات اليوم، ولا تبقى في الحرم المقدّس، بل تسمح لنفسها بأن تندفع بحماس لإعلان الإنجيل وبالرّغبة في الوصول إلى الجميع، والتّرحيب بالجميع. لا ننسَ هذه الكلمة: الجميع. الجميع! اذهبوا إلى مفترق الطرقات واحضروا الجميع، العميان والصمّ والعُرج والمرضى والصّدّيقين والخاطئين: الجميع، الجميع! يجب أن تدوّي كلمة الرّبّ يسوع هذه، أن تدوي في العقل والقلب كلمة: الجميع، ففي الكنيسة هناك مكان للجميع. وأحيانًا نصبح كنيسة ذات أبواب مفتوحة لكن لصرف الناس وإدانتهم. بالأمس قال لي واحد منكم: ”ليس هذا هو وقت الكنيسة لتصرف الناس، بل لترحّب بهم“. ”لم يأتوا إلى المأدبة…“ – لذلك اذهبوا إلى مفترق الطرقات واحضروا الجميع، الجميع! ”لكنّهم خطأة…“ – احضروا الجميع!

أعادت القراءة الثانيّة علينا كلمات بولس الذي نظر إلى كلّ حياته وقال: “جاهَدتُ جِهادًا حَسَنًا” (2 طيموتاوس 4، 7). أشار الرّسول إلى المواقف التي لا تُعد ولا تُحصى، والتي تميّزت أحيانًا بالاضطهاد والآلام، والتي لم يدخّر فيها وُسعًا ليعلن إنجيل يسوع. والآن، في نهاية حياته، رأى أنّ ”معركة“ كبيرة لا تزال جارية في التاريخ، لأنّ الكثيرين غير مستعدّين لقبول يسوع، ويفضّلون اتباع مصالحهم الخاصّة ومعلّمين آخرين. لقد واجه بولس معركته، والآن بعد أن أنهى جهاده، طلب من طيموتاوس والإخوة في الجماعة أن يواصلوا هذا العمل بالسّهر والبشارة والتّعاليم: باختصار، ليقم كلّ واحد بإتمام الرّسالة الموكولة إليه. ليقم كلّ واحد بما يُطلَب منه.

إنّها كلمة حياة لنا أيضًا. إنّها توقظ وعينا لنعلم أنّ كلّ واحد في الكنيسة مدعوٌ إلى أن يكون تلميذًا ومُرسَلًا، وإلى أن يقدّم مساهمته الخاصّة. وهنا يتبادر إلى ذهنيّ سؤالان. السّؤال الأوّل: ماذا أستطيع أن أعمل للكنيسة؟ لا تشكو من الكنيسة، بل التزم في الكنيسة. وشارك باندفاع شديد وتواضع: باندفاع شديد، لأنّه يجب ألّا نبقى متفرجّين سلبيّين، وبتواضع، لأنّ الالتزام في الجماعة يجب ألّا يعني أبدًا أن نحتلّ مركز الصّدارة، ونشعر بأنّنا الأفضل ونمنع الآخرين من الاقتراب منا. الكنيسة في المسيرة السينوديّة تعني: الجميع يشاركون، ولا أحد يضع نفسه مكان الآخرين أو فوق الآخرين. لا يوجد مسيحيّون من الدرجة الأولى والثانيّة، فالجميع مدعوّون.

لكن المشاركة تعني أيضًا الاستمرار في ”الجهاد الحسن“ الذي تكلّم عليه بولس. إنّه في الحقيقة ”معركة“، لأنّ إعلان الإنجيل ليس أمرًا حياديًا، ولا يترك الأمور كما هي، ولا يقبل التنازل أمام منطق العالم، بل على العكس، إعلان الإنجيل يُشعل نار ملكوت الله حيث تسود آليات القوى البشريّة والشّرّ والعنف والفساد والظلم والتهميش. منذ أن قام يسوع المسيح من بين الأموات، لأنّه نقطة فاصلة في التاريخ، “بدأت معركة كبيرة بين الحياة والموت، وبين الأمل واليأس، وبين الاستسلام للأسوأ والنضال من أجل الأفضل، معركة لن تكون فيها فترة هدنة حتى الهزيمة النهائيّة لجميع قوى الكراهية والدمار “كارلو ماريا مارتيني، عظة عيد القيامة، 4 نيسان/أبريل 1999).

ثمّ السّؤال الثاني هو: ماذا يمكننا أن نفعل معًا، بكوننا كنيسة، لنجعل العالم الذي نعيش فيه أكثر إنسانيّة، وأكثر عدلًا، وأكثر تضامنًا، وأكثر انفتاحًا على الله والأخوّة بين الناس؟ يجب علينا بالتأكيد ألّا ننغلق على أنفسنا في دوائرنا الكنسيّة ونتسمّر في بعض مناقشاتنا العقيمة. احذروا من الوقوع في روح التسلُّط الإكليريكي، فهي ضلال. خادم أسرار الله المقدّسة الذي لدية روح التسلُّط الإكليريكي وموقف التسلُّط الإكليريكي يكون قد سلك طريقًا خاطئًا. والأسوأ من ذلك هم العلمانيّون الذين يمارسون روح التسلُّط الإكليريكي هذه. لنتنبّه من روح التسلُّط الإكليريكي المضلّلة. ولنساعد بعضنا بعضًا لنكون خميرةً في عجينة العالم. معًا يمكننا بل يجب علينا أن نقوم بأعمال رعاية واهتمام بالحياة البشريّة، وحماية الخليقة، وكرامة العمل، ومشاكل العائلات، وظروف كبار السّنّ المتروكين، وجميع المنبوذين والمرذولين. باختصار، أن نكون كنيسة تروّج لثقافة الرّعايّة والملاطفة والرّحمة للضعفاء وتكافح ضد كلّ أشكال الانحلال، بما في ذلك الانحلال في مدننا والأماكن التي نتردّد عليها، حتى يَسطع فرح الإنجيل في حياة كلّ واحد: هذه هي ”معركتنا“، وهذا هو التحّدي.

أيّها الإخوة والأخوات، اليوم، وفقًا لتقليدٍ جميل، باركت ”الباليوم“ لرؤساء الأساقفة المعيّنين جديدًا، الذين يشارك الكثير منهم في احتفالنا هذا. علامة الشّركة مع بطرس، فإنّهم مدعوّون إلى ”القيام على عجل“ وليس إلى النوم، ليكونوا حُرّاسًا متيقظّين للقطيع وإلى ”أن يجاهدوا الجهاد الحسن“، ليس وحدهم أبدًا، بل مع كلّ شعب الله المقدّس والأمين. وبكونهم رعاة صالحين، يجب أن يبقوا أمام الشّعب، وفي وسطهم وخلفهم، ولكن أن يبقوا دائمًا مع شعب الله المقدّس والأمين، لأنّهم جزء منه. ومن كلّ قلبي أحيّي وفد البطريركيّة المسكونيّة، الذي أرسله الأخ العزيز برثلماوس. شكرًا! شكرًا لحضوركم ولرسالة الأخ برثلماوس! شكرًا، شكرًا على السّير معًا، لأنّنا فقط معًا يمكننا أن نكون بذار الإنجيل وشهودًا للأخوّة.

ليشفع بطرس وبولس لنا، ولمدينة روما، وللكنيسة وللعالم أجمع. آمين.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2022


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

Print Friendly, PDF & Email

30/06/2022-10:28

ندى بطرس

راسل كرو في دور الأب أمورت أشهر مُقسِّم في العالم

أعلنت شركة الإنتاج The Screen Gems أنّ تصوير فيلم “مُقسِّم البابا” The Pope’s exorcist سيبدأ في أيلول 2022 في إيرلندا، بحسب ما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.

فبعد 6 سنوات على وفاة الأب غبريال أمورت الذي كان بلا شكّ أشهر مُقسّم في العالم، سيتمّ تصوير أوّل فيلم عن حياته، على أن يتولّى دور البطولة الممثّل راسل كرو Russell Crowe الذي برز في أفلام مثل “غلادياتور” و”ثور”.

من ناحيته، قال المخرج جوليوس آفري Julius Avery: “لطالما كان هدفي العمل مع راسل. والتعاون معه في الفيلم الجديد هو حقّاً حلم يتحقّق بالنسبة إليّ”.

مع أنّه الفيلم الأوّل عن حياة كاهن كان مقسِّماً في أبرشيّة روما لأكثر من 30 سنة (وهي فترة أجرى فيها أكثر من مئة ألف تقسيم)، هناك فيلم سابق على نتفلكس حول الأب أمورت عنوانه “الشيطان والأب أمورت” أحرز نجاحاً كبيراً.

Print Friendly, PDF & Email

30/06/2022-08:50

ندى بطرس

عيد القدّيسَين بطرس وبولس: فلنفتح الأبواب، الرب هو مَن يُنادي

“فلنفتح الأبواب، الرب هو مَن يُنادي”: كان هذا تشجيع البابا الذي تمنّى “كنيسة تنهض، وكنيسة قادرة على التقدّم والخروج من سجونها للذهاب إلى لقاء العالم مع فتح أبوابها”.

ففي عظته التي ألقاها خلال القدّاس (الذي ترأسه الكاردينال جيوفاني باتيستا ري لمناسبة عيد القدّيسَين بطرس وبولس) في بازيليك القدّيس بطرس يوم الأربعاء 29 حزيران 2022، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا، دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى النهوض بسرعة والجهاد في المعركة الصالحة.

وفي بداية عظته، تطرّق الحبر الأعظم إلى فصل من أعمال الرسل حيث تحرّر الرسول بطرس من سلاسل السجن: “أيقظ الملاك بطرس وطلب منه النهوض والذهاب نحو النور مع السماح للرب بأن يُرشده. لهذه الصورة معنى كبير في الكنيسة. نحن أيضاً مدعوّون للنهوض بسرعة للدخول في سرّ القيامة ليرشدنا الرب على الطرقات التي يريد أن يدلّنا عليها”.

وتابع البابا: “إلّا أنّنا نلتقي بالعديد من أشكال المقاومة الداخليّة إذ يغلبنا الكسل ونكون مثل بطرس مسجونين في عاداتنا ومُكبَّلين، ممّا يؤدّي إلى البرودة الروحية”.

ثمّ تمنّى أسقف روما “كنيسة أخرى بلا سلاسل ولا جدران، حيث يشعر كلّ إنسان بالاستقبال والمرافقة، وحيث الحوار والمشاركة هما سُلطة الروح القدس الوحيدة؛ كنيسة حرّة ومتواضعة تنهض بسرعة ولا تتأخّر بل يُحرّكها إعلان الإنجيل والرغبة في بلوغ العالم واستقبال الجميع. غالباً ما نكون كنيسة مفتوحة الأبواب، لكن فقط لإدانة الناس”.

وفي الجزء الثاني من عظته، اقتبس البابا كلمات القدّيس بولس الذي أعاد التفكير في حياته وقال: “قد جاهدت الجهاد الحسن” (2 تم 4، 7). وشرح البابا أنّ كلمات الرسول تجعلنا نُدرك أنّنا جميعاً مدعوّون لنكون مرسَلين وأن نساهم. لكن هذا يطرح سؤالين: الأول هو: ماذا يمكنني أن أفعل للكنيسة؟ يجب ألّا أتذمّر من الكنيسة بل أن ألتزم فيها وأن أشارك فيها بشغف وتواضع. والسؤال الثاني: ماذا يمكننا أن نفعل معاً ككنيسة لجعل العالم الذي نعيش فيه أكثر إنسانيّة وعدلاً وتضامناً؟” ليُجيب: “ليس علينا الانطواء على ذواتنا والبقاء في جدالاتنا العقيمة”، داعياً إلى التنبّه للحياة البشريّة وحماية الخلق وكرامة العمل والتنبّه للمشاكل العائليّة والمُسنّين والمهمَلين والمُحتَقَرين والمنبوذين.

Print Friendly, PDF & Email

30/06/2022-07:22

ZENIT Staff

البابا: مسيرة الإيمان ليست نُزهة

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

إنجيل ليتورجيّا اليوم، في عيد القدّيسَين شفيعَي روما، ينقل لنا الكلمات التي وجّهها بطرس إلى يسوع، وهي: “أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ” (متّى 16، 16). إنّه اعتراف بالإيمان، أعلنه بطرس ليس على أساس فهمه البشريّ، بل لأنّ الله الآب أوحى به إليه (راجع الآية 17). بالنّسبة لسمعان الصيّاد، المعروف باسم بطرس، كان هذا الاعتراف بداية مسيرة: في الواقع، كان يجب أن يمرّ وقت كثير قبل أن تدخل أهميّة هذه الكلمات في حياته، وتشركها كلّها. هناك ”فترة اختبار“ للإيمان، التي سَرَت أيضًا على الرسولَين بطرس وبولس، تشبه الفترة التي اختبرها كلّ واحدٍ منّا. نحن أيضًا نؤمن أنّ يسوع هو المسيح، ابن الله الحيّ، لكنّ الأمر يتطلّب وقتًا وصبرًا والكثير من التواضع، حتّى تتوافق طريقة تفكيرنا وتصرّفنا مع الإنجيل بشكل كامل.

هذا ما اختبره الرّسول بطرس على الفور. بالتّحديد بعد أن أعلن إيمانه بيسوع، وعندما أعلن يسوع أنّه يتوجب عليه أن يتألّم ويُحكم عليه بالموت، رفض بطرس هذه الفكرة، معتبرًا إياها لا تليق بالمسيح. فشَعَرَ بأنّه مضطرّ لأن يؤنّب المعلّم، الذي وبّخه بدوره، وقال له: “إِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر” (الآية 23).

لنفكّر: ألا يحدث الأمر نفسه معنا؟ نحن نردّد قانون الإيمان ونقوله بإيمان، لكن أمام محن الحياة القاسية يبدو أنّ كلّ شيء يتأرجّح. وقد يصل بنا الأمر إلى أن نحتجّ على الرّبّ يسوع، فنقول له إنّ هذا ليس عدلًا، وإنّه يجب أن تكون هناك طرق أخرى، أكثر استقامة وأقل تعبًا. نحن نعيش عذاب المؤمن، الذي يؤمن بيسوع ويثق به، لكنّه في الوقت نفسه يشعر أنّه من الصّعب أن يتبعه، فيحاول أن يبحث عن طرق مختلفة غير طرق المعلّم. عاش القدّيس بطرس هذه المأساة الداخليّة، وكان بحاجة إلى الوقت وإلى النّضوج. ارتعب في البداية من فكرة الصّليب، لكنّه في نهاية حياته شهد للرّبّ يسوع بشجاعة، لدرجة أنّه طلب أن يُصلب ورأسه في الأسفل، – بحسب التّقليد -، حتى لا يكون مساويًا لمعلّمه.

الرّسول بولس أيضًا كان له نفس المسار، فقد مرّ هو أيضًا بنضوجٍ بطيءٍ للإيمان، واختبر لحظات من عدم التأكّد والشّك. إنّ ظهور الرّبّ يسوع القائم من بين الأموات على طريق دمشق، الذي حوّله من مضطهِد للمسيحيّين إلى مسيحيّ، يجب أن نراه على أنّه بداية مسيرة، فيها استوعب الرّسول الأزمات والفشل والعذابات المستمرّة لما سمّاه “شَوكَةٌ في الجَسَد” (2 قورنتس 12، 7). مسيرة الإيمان ليست نزهة، لأيّ واحد، لا لبطرس ولا لبولس، ولا لأيّ مسيحيّ. مسيرة الإيمان ليست نزهة، بل مسيرة مُلزِمة، وأحيانًا صعبة: حتّى بولس، بعد أن أصبح مسيحيًّا، كان عليه أن يتعلّم أن يكون مسيحيًّا حتّى النهاية، بطريقة تدريجيّة، خاصّة في لحظات المِحَن.

في ضوء خبرة الرّسولَين القدّيسَين بطرس وبولس، يمكن لكلّ واحدٍ منّا أن يسأل نفسه: عندما أُعلن إيماني بيسوع المسيح، ابن الله، هل أفعل ذلك وأنا أعي أنّني يجب أن أتعلّم دائمًا، أم أفترض أنّني قد ”فهمت كلّ شيء من قبل“؟ وأيضًا: في الصّعوبات والمِحَن، هل أشعر بالإحباط، وهل أعاتب، أم أتعلّم أن أجعلها فرصة لأنمو في الثّقة بالرّبّ يسوع؟ في الواقع – كتب بولس إلى طيموتاوس – قائًلا: إنّ يسوع حرّرنا من كلّ شرّ وحملنا إلى بَرِّ الأمان في السّماء (راجع 2 طيموتاوس 4، 18). سيّدتنا مريم العذراء، ملكة الرّسل، لتعلّمنا أن نقتدي بهما ونتقدّم يومًا بعد يوم على طريق الإيمان.

 

صلاة التبشير الملائكي

بعد صلاة التبشير الملائكي

 

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!

أحمل كلّ يوم في قلبي أوكرانيا العزيزة والمتألّمة، التي لا تزال تعاني من الهجمات البربريّة، مثل تلك التي ضربت مركز التسوّق Kremenchuk. أصّلي إلى الله حتى تنتهي هذه الحرب المجنونة، وأجدّد دعوتي إلى المثابرة، دون تعب، بالصّلاة من أجل السّلام: ليفتح الرّبّ يسوع طرق الحوار التي لا يريدها الناس أو لا يجدونها! ولا نهمل مساعدة سكان أوكرانيا الذين يتألّمون.

في الأيام الأخيرة، اندلعت عدة حرائق في روما، بسبب درجات الحرارة المرتفعة جدًّا، في حين أنّ الجفاف في الأماكن العديدة يمثّل حتى الآن مشكلة خطيرة، مما يتسبّب في أضرار جسيمة لأنشطة الإنتاج والبيئة. آمل أن يتمّ تنفيذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الحالات الطارئة ولتجنّب حالات الطوارئ في المستقبل. كلّ هذا يجب أن يجعلنا نفكّر في حماية الخليقة، وهي مسؤوليتنا، مسؤوليّة كلّ واحد منا. إنّها ليست موضة، بل مسؤولية: مستقبل الأرض بين أيدينا ويعتمد على قراراتنا!

يتمُّ اليوم هنا في الساحة توزيع العدد الأوّل من صحيفة L’Osservatore di strada، الإصدار الشهري الجديد لصحيفة L’Osservatore Romano. في هذه الصّحيفة، الأخيرون هم الشّخصيّات الرّئيسيّة: في الواقع، يشارك الفقراء والمهمشّون في العمل التّحريري، والكتابة، ومن خلال مقابلات معهم، تميّز صفحات هذا الصّحيفة، التي يتمّ تقديمها مجانًا. إن أراد أحدٌ ما أن يعطي شيئًا ما، فيمكنه أن يعطيه طواعية، لكن خذوها بحريّة لأنّه عمل جيّد يأتي من القاعدة، من الفقراء، وهي تعبير عن عمل المهمشّين.

في عيد الرّسولَين القدّيسَين بطرس وبولس، شفيعَي روما الرّئيسيَين، أعبّر عن أطيب تمنياتي لسكان روما ولجميع المقيمين في هذه المدينة، آملًا أن يجد الجميع فيها استقبالًا لائقًا وجديرًا بجمالها. روما جميلة!

كذلك أجدّد شكري لوفد بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة الذي أرسله البطريرك برثلماوس، الأخ العزيز، وأرسل له تحيّة وديّة وأخويّة.

أحيّي بمودة الحجاج القادمين للاحتفال برؤساء الأساقفة، الذين باركت لهم ”الباليوم“ هذا الصّباح.

وأتمنّى لكم جميعًا عيدًا مباركًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصلّوا من أجلي. غداءً هنيئًا وإلى اللقاء!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2022


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

Print Friendly, PDF & Email

30/06/2022-05:18

ألين كنعان إيليّا

البابا إلى كاريتاس إسبانيا: الفقراء هم المتلقّين المميّزين للإنجيل

إنّ الشعار الذي اختارته كاريتاس إسبانيا للاحتفال بذكرى تأسيسها – “75 عامًا من الحب للآخرين” – هو بالنسبة إلى البابا فرنسيس خلاصة تاريخ المنظمة، “خدمة مستمرة في الحاضر وتتطلع إلى المستقبل بأمل، وتعرف كيف تنظر إلى وجه المسيح المصلوب في العديد من الأشخاص المتألمين، وتقدّم الصداقة والمساعدة والتعزية”. أكّد الحبر الأعظم على أنّ اليوبيل هو أيضًا فرصة لتقديم الشكر والتمييز “بإرشاد الروح القدس، دروب هذه المرحلة الجديدة”.

“طريق الأخير”

اقترح البابا ثلاثة مؤشرات في رسالته. فسّر الحاجة للوصول إلى “الفقراء والمستبعدين” الذين هم “المتلقّين المميّزين للإنجيل”، مميّزي الله. وكتب البابا فرنسيس: “إنما لا يسعنا الانتظار حتى يطرقوا بابنا، بل علينا نحن أن نذهب للقائهم، والسعي إلى مصلحتهم المتكاملة وتنميتهم الكاملة، والاعتراف بكرامتهم وحقوقهم”.

طريق الرحمة

أما الاقتراح الآخر فيتعلّق بـ “أسلوب الله الذي يسعى ويقترب من الأضعف ليهتمّ به ويرعاه برأفة وحنان”. إنّ طريق الرحمة “يتطلّب موقفًا من الاهتداء المستمرّ إلى المسيح، لأنّ محبتنا لن تصبح أكثر نشاطًا وفاعلية إلاّ عندما نتبنّى مشاعر المسيح ومواقفه ونتمثّل بها”.

ثقافة الصدقة

يتعلّق المؤشر الأخير بالحاجة إلى النظر إلى الواقع مع مراعاة التغييرات التي طرأت عليه. “الحقائق الجديدة للفقر تطلب منا أن نعتني بالناس وببيتنا المشترك، وأن نكون مستعدين لاتباع دروب ثقافة اللقاء والصدقة، وربط المحلي بالعالمي، من خلال العمل مع من هم أقرب إلينا إنما بأفق واسع”.

أخيرًا، شجع الأب الأقدس كاريتاس إسبانيا على متابعة الأنشطة والمشاريع “التي تتجاوز الحدود الإقليمية، لصالح العديد من الإخوة والأخوات الذين يحتاجون إلى قربنا وحبنا وتضامننا”.

Print Friendly, PDF & Email

30/06/2022-04:46

ألين كنعان إيليّا

أوكرانيا: البابا يجدّد دعوته إلى الحوار

توجّه البابا فرنسيس إلى المؤمنين يعد صلاة التبشير الملائكي، يوم الأربعاء 29 حزيران 2022، واستنكر “الهجمات البربرية” التي تقوم بها القوات الروسية على “المركز التجاري في كريمنشوك” في أوكرانيا، وجدد دعوته بالحوار قائلاً: “ليفتح الربّ دروب الحوار التي لا يريدها الرجال ولا يستطيعون إيجادها!”

في عيد القديسين بطرس وبولس، أكّد البابا أنه “يحمل كلّ يوم في قلبه” أوكرانيا الشهيدة العزيزة التي لا تزال تجتاحها الهجمات البربرية”.

وقال: “أدعو الله أن تنتهي الحرب المجنونة قريبًا، وأجدد دعوتي بالمثابرة، من دون تعب، في الصلاة من أجل السلام”.

وفي الختام، طلب البابا منا ألاّ ننسى “مساعدة الشعب الأوكراني الذي يعاني الكثير”.

Print Friendly, PDF & Email