(مر16: 14)

سعادة السفير،

السيدات والسادة أعضاء البعثة الديبلوماسية الفرنسية في لبنان،

أيّها الأصدقاء

1. يسرّنا أن نحتفل بالذبيحة الإلهية على نوايا فرنسا، مع إخوتي الأساقفة وكهنة الدائرة البطريركية. إنّ هذا اللقاء، في إطار عيد القيامة، هو تقليد نجدّده كلّ سنة لنؤكّد، ونقوّي ونرسّخ علاقتنا بالقيم المشتركة التي تجمعنا. إنّ لقاء اثنين الفصح هذا يدلّنا على ينبوع هذا التجدّد المشترك. أودّ أن أتوقّف معكم عند رسالتين لقيامة المسيح.

2. الرسالة الأولى هي أن قيامة الرب تعطينا اندفاع رجاء لنحسّن حياتنا الشخصية وحياة المجتمع حيث نعيش.

إنّنا بإيماننا وعملنا نستطيع أن ندحرج كلّ حجر يغلق آفاقنا وإمكانات تحسين الحياة العائلية والاجتماعية والسياسية. لأنّ المسيح حيّ فينا. فقد أعلن الملاك للنسوة اللواتي أسرعن إلى القبر: لماذا تبحثْن عن الحيّ بين الأموات؟ (لو24: 5-6). هذا الإعلان المُفرح يخلّصنا من كلّ خوف ويأس، لنجابه مختلف الشرور التي ترهقنا.

3. الرسالة الثانية هي طلب: أين نجد المسيح القائم من القبر؟ حتى الذين كانوا يعيشون مع يسوع لم يصدّقوا مريم المجدلية التي ظهر لها أمام القبر، كما لم يصدّقوا التلميذَين وقد ظهر لهما وهما على الطريق. إلّا أنّه عندما تراءى للأحد عشر وهم على الطعام، آمنوا. "أن نكون على المائدة" يوم الأحد، يعني، حسب الإنجيل وأعمال الرسل، الطعام الإفخارستي. فالمسيح هو الحيّ الحاضر في الإفخارستيا، ويعطينا موعدًا كّل أحد. هو هنا في ذبيحة روحية من أجل خطايانا، وفي مأدبة فصحية للمشاركة في جسده ودمه، ومنهما نأخذ العطايا السماوية التي ترسّخ اتّحادنا مع المسيح، والوحدة بين البشر، والانفتاح على الفقراء والمحتاجين، والالتزام بالسلام والعدالة.

4. نصلّي للمسيح القائم من القبر من أجل أن يحلّ الرجاء مكان تجربة اليأس، والإيمان مكان الشّك. نصلّي من أجل استقرار لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. نصلّي من أجل أن تخمد الحرب في سوريا، والعراق، واليمن، ومن أجل حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يؤمّن سلامًا عادلًا، شاملًا ودائمًا. نصلّي من أجل عودة النازحين السوريّين والعراقيين إلى بيوتهم وأرضهم، بكرامة واحترام لحقّهم في المواطنة. لنصلِّ خاصّة على نوايا فرنسا من أجل ازدهارها، ومن أجل السلام، وأن تبقى رائدة للقيم الإنسانية، الأخلاقية والثقافية.

استجبْ يا ربّ صلاتنا، آمين.