"وزير خارجية" الفاتيكان: نحن واثقون من حسن ضيافة الأتراك.

روما، الثلاثاء، 28 نوفمبر 2006. ننشر في ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجراها الصحفي “جانّي كاردينالي” لصحيفة “أفينيري” التابعة لمجلس الأساقفة الإيطالي يوم الأحد 26 نوفمبر 2006، مع أمين عام الشؤون الخارجية في دولة الفاتيكان، رئيس الأساقفة “دومينيك مامبرتي”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

سيادة الأسقف، هل قامت الأخبار القادمة من تركيا بخلق حالة من الطوارئ في الفاتيكان فيما يتعلق بزيارة البابا العتيدة؟

يمكنني أن أؤكد لك أن التحضيرات لهذه الزيارة المهمة إلى تركيا تجري حسب التوقعات. أما بشأن الأخبار التي تحدثت عنها والتي يمكن أن تولد مخاوف مفهومة، فإن الكرسي الرسولي قد سبق وتصرف بمعنى أنه اختار ألا يعظمها أكثر من حجمها الطبيعي. أنا واثق أن المجتمع التركي سيظهر حسن استقباله التقليدي للضيف المهم الذي يأتي كرسول سلام وحوار…

لقد أخذت العديد من وسائل الإعلام، بعد خبر امتناع بعض السلطات عن مقابلة البابا، بالكلام عن “هروب من البابا”. هل هذا صحيح؟

سيلتقي الحبر الأعظم رئيس الجمهورية الذي دعاه إلى زيارة تركيا، ومدير الشؤون الدينية. فيما يتعلق بالشخصيات السياسية الأخرى، سنلتزم بالمعطيات التي بلغتنا، هذا ولا يبدو أنه يصدر قرار نهائي بهذا الصدد. على أي حال، يهمني أن ألفت الانتباه إلى أن لقاء الأب الأقدس مع الشخصيات السياسية، سواء تم في الفاتيكان أو خلال الزيارات الرسولية، يشكل دومًا فرصة مميزة لتبادل المواقف والتعاون من أجل خير الدولة المعنية، ومن أجل تعايش سلمي ومثمر بين الأفراد.

هل هناك موقف رسمي للكرسي الرسولي حول قضية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي؟ وما هو؟

لم يتخذ الكرسي الرسولي أي موقف “رسمي” بهذا الشأن ولكنه يهتم بالقضية ويعتبر أن المناقشات التي تستمر منذ وقت حول قبول انضمام تركيا إنما هي دلالة على أهمية المسألة الكبيرة. بالطبع، يعتبر الكرسي الرسولي انه في حال الانضمام، يتوجب على تركيا الالتزام بالبنود السياسية الصادرة عن قمة كوبنهاغن في ديسمبر 2002. وفيما يتعلق بالحريات الدينية، على تركيا الالتزام بتطبيق “التوصيات  المتعلقة بمبادئ، أولويات وشروط الشراكة من أجل انضمام تركيا” في 23 يناير 2006.

هل تم اعتبار فرضية إلغاء الرحلة قط؟

لم يبد الأب الأقدس أي تردد في قراره بزيارة تركيا وهو سعيد بالقيام بذلك في الأيام القادمة. على ضوء ما قاله هو نفسه بشأن رحلاته الرسولية، أعتقد أن الاعتبار السائد لديه إنما هو معنى هذه الزيارة بالنسبة إليه والأهداف التي يتمنى تحقيقها.

لقد دعا البطريرك برثلماوس البابا للكلام لخير الأقليات الدينية. هل سيستجيب البابا لهذا الطلب؟

أعتبر أمرًا بديهيًا الكلام عن التزام البابا بتعزيز الحرية الدينية وضمانها بالأخص على صعيد قوانين الدول… فالبابا لا يفوت فرصة لحث مستمعيه كل مرة يفسح له المجال لقناعته بأنه فقط عبر احترام أصيل لهذا الحق يمكن التعايش بعدل وسلم في الوطن الواحد وبين الدول. وأعتقد أنه سيتكلم عن هذا الموضوع خلال زيارته المقبلة انطلاقًا من الدستور التركي الذي يضمن للمواطنين الحرية الدينية وممارستها…

هل ستؤثر محاضرة رغنسبرغ الشهيرة على الزيارة سلبًا؟

بالطبع، إن ما جرى في سبتمبر الفائت سيكون له تأثير على زيارة البابا، ولكن أعتقد إيجابًا، أي أن ما جرى يجعل الزيارة أكثر أهمية وضرورة، فمن خلالها سيتمكن البابا من توضيح ما سبق وقاله حول احترامه تجاه المسلمين، إرادة الحوار – التي ليست أمرًا دوريًا – إمكانية التعاون لخدمة الإنسان وقضيته، وتخطي سوء الفهم.

ما هي دلالة هذه الزيارة؟ أهي مسكونية؟ علاقات بين الأديان؟ أو دبلوماسية؟

هي كل هذه الأشياء. لذا يجدر بنا عدم إدخال فواصل غير ضرورية. أذكر أنه بالإضافة إلى شؤون الحوار بين الأديان التي تكلمنا عنها سابقًا، سيجيب البابا على دعوة البطريرك برثلماوس الأول التي وجهها إليه غداة اعتلائه السدة البطرسية، وزيارة كنيسة شقيقة لتوطيد العلاقات المسكونية سعيًا لتحقيق الوحدة الكاملة التي كانت رغبة يسوع ليلة آلامه، والتي يعتبرها بندكتس السادس عشر كإحدى أولويات حبريته. ولا يغيب عن بالنا اللقاء مع الجماعة الكاثوليكية الحاضرة في تركيا منذ أيام التبشير الرسولي والتي تشكل جزءًا حيويًا من مواطني البلد. يذهب البابا إلى تركيا لتثبيت هذه الجماعة بالإيمان، للإعراب عن تضامن الكنيسة الجامعة معها ولتشجيعها في صعوباتها.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير