أنقرة، 29 نوفمبر 2006 (zenit.org) – دعا رئيس الشؤون الدينية في تركيا، البروفسور علي برداكوغلي، في الحديث الذي ألقاه للترحيب بالبابا بندكتس السادس عشر، القادة الدينين إلى توحيد جهودهم من أجل بناء سلام دائم وحل أزمة القيم التي تشرذم الإنسانية.
ففي مداخلته التي ألقاها في قاعة محاضرات رئاسة الشؤون الدينية (“ديانات”)، قبل خطاب الأب الأقدس بقليل، ذكّر البروفسور علي برداكوغلي أن “الأديان هي بالتأكيد مصدر سلام” وأن “الأنبياء، من أبرام الى موسى، ومن يسوع إلى محمد، تكلموا جميعًا عن رسالة السلام والخلاص وأخذوا على عاتقهم هذه المهمة الباهظة”.
ثم وجه نداءًا إلى ممثلي الأديان دعا فيه إلى “اتباع خطى النور وحمل رسالة السلام والخلاص العظمى إلى الإنسانية بأسرها”.
وأشار: “هكذا فقط يمكننا الوصول إلى سلام دائم وشامل”.
ثم تابع: “نسعى، نحن المسلمون، إلى حماية هذا التراث الديني والثقافي الموجود في بلادنا ونعتبره مسؤوليتنا الأساسية”.
وبرسمه صورة عن المجتمع الحالي الذي يتميز بتفشي المادية، قال رئيس الشؤون الدينية أن “الإنسان الذي يحيا منعزلاً ومكتئبًا هو إنسان معوز، وحاجته إلى الدين اليوم أكبر بكثير منها في ما مضى”.
وقال أيضًا: “بما أننا أبناء أبرام، ينبغي أن نعتبر التعدد العرقي والديني والثقافي كغنى يساعد في تعميق المعرفة المتبادلة”.
وأضاف: “لذا، فعلى عاتقنا كرؤساء دينين مسؤولية كبيرة. ولكن لا يجب أن نكتفي بتعزيز مبادئ ديننا وحسب، بل يجب أن نُفهم الآخرين أن هذا التنوع الديني، العرقي والثقافي إنما هو غنى أراده الله… وتشكل هذه القناعة، دون شك، ركيزة صحيحة لبناء السلام”.
ثم قال: “على رؤساء الأديان أن يتمتعوا بالقدرة على جمع الطاقات معًا دون انتقاد وجهة نظر الآخرين” مركزًا بهذا على ضرورة “السعي للسير سوية على أسس التبادل والتقدم عبر القيم المشتركة”.
وصرح في موقع آخر: “على رؤساء الأديان، أن يوحدوا القوى من أجل خلق ركيزة للسلام بدل التنافس في البرهان على أن دينهم أفضل من غيره “.
وأدان المسؤول المسلم “بشكل قاطع، كل أشكال العنف ضد الإنسانية من أي مصدر أتت. نحن نأتي من دين يعتبر قتل بريء كقتل الإنسانية بأسرها”.
وتابع: “نحن ضد نزعة الإسلاموفوبيا التي تسعى لإظهار الإسلام كمصدر كل هذا العنف وهذه الأعمال المشينة. إن المسلمين أجمعين يتألمون بسبب هذه التهم”.
وعلق: “إن الإذعان إلى هذه الإشاعات التي تغذي الأحكام المسبقة يؤدي بطريقة غير إرادية وربما غير مباشرة إلى مساندة مرتكبي أعمال العنف”.
وفي الوقت عينه: “إن الدماء التي تسفك في الشرق الأوسط والجهود الساعية لإظهار الأديان كسبب هذه الصراعات، تجعل مهمتنا أكثر صعوبة”.
وبالحديث عن موضوع آخر قال: “إن عالمنا المعاصر يواجه أزمة أخلاقية وإنسانية ضارية، تضر بصحتنا العقلية جميعًا”، ولكن “دياناتنا تحتوي على أجوبة وعلى أدوية ناجعة لهذه الأمراض”.
وفي هذا الإطار أشار رئيس الشؤون الدينية في تركيا أنه يمكننا من خلال توحيد جهودنا، “أن نلغي الظلم الذي تعاني منه النساء” و “أن نؤمّن بيئة سليمة ينمو فيها أطفالنا” و “أن نساعد الشباب في إبعاد وطأة المخدرات”.
وشدد قائلاً: “يمكننا تخطي كل هذه الصعوبات إذا ما تعاونا سوية”.