(روبير شعيب)
الفاتيكان، 1 فبراير 2008 (Zenit.org).- توقف البابا بندكتس السادس عشر أثناء لقائه بأعضاء المجمع الحبري لعقيدة الإيمان صباح أمس الخميس على نص “مفكرة عقائدية حول بعد أبعاد التبشير”، وهو النص الذي أصدره المجمع في ديسمبر 2007، والذي يحاول الرد على “خطر النسبية الدينية والثقافية المتفشي”، من خلال التشديد على أن “الكنيسة، في زمن الحوار بين الأديان والثقافات، لا تعتزل ضرورة التبشير والعمل الإرسالي بين الشعوب، ولا تتوقف عن دعوة الناس إلى قبول الخلاص المعروض على الأمم كلها”.
وأشار الأب الأقدس المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يصرح بأن كنيسة المسيح هي “قائمة في الكنيسة الكاثوليكية” (الدستور العقائدي “نور الأمم”، 8) وشرح بأن هذا التعبير “لا يتعلق فقط بالعلاقة مع الكنائس والجماعات الكنسية المسيحية، بل يمتد أيضًا إلى العلاقات مع أديان العالم وحضاراته”.
فالمجمع عينه يصرح في بيان “الكرامة البشرية” حول الحرية الدينية بأن “هذا الدين الواحد الحق هو قائم في الكنيسة الكاثوليكية، التي أوكل إليها الرب يسوع واجب نشر هذا الدين بين كل البشر” (العدد 1).
وقال الأب الأقدس أنه لا يمكن اعتبار “الاقرار بعناصر حق وصلاح في أديان العالم والاعتراف بجدية جهودها الدينية” كحدٍ “لواجب الكنيسة الإرسالي، الذي يلزمها في إعلان المسيح باستمرار كالطريق والحق والحياة (راجع يو 14، 6)”.
كما ودعا الأب الأقدس أعضاء المجمع إلى تكريس “اهتمام خاص لمشاكل البيوأخلاقيات الصعبة والمعقدة”.
وتابع: “إن التكنولوجيات البيوطبية الحديثة، لا تهم الأطباء والباحثين المختصين فحسب، بل يتم نشرها عبر وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة، الأمر الذي يولد توقعات وتساؤلات في أقسام شاسعة من المجتمع”، وأشار إلى أن السلطة التعليمية في الكنيسة “لا تستطيع، بالطبع، ولا يترتب عليها أن تتدخل في كل جدة علمية”، ولكن ينبغي عليها أن تشدد على القيم الكبرى وأن “تعرض على المؤمنين وعلى كل ذوي الإرادة الصالحة مبادئ وتوجيهات خلقية في المسائل الهامة المستجدة”.
وذكر الأب الأقدس أن المعيارين الأساسيين للتمييز الأخلاقي في هذا المجال هما:
1- “الاحترام غير المشروط للكائن البشري كشخص، منذ الحبل به وحتى موته الطبيعي”.
2- “احترام أصالة نقل الحياة البشرية من خلال العلاقة بين الزوجين.
وأعطى الأب الأقدس أمثلة لممارسات تتعرض لكرامة الشخص البشري ولحقوقه كمحاولات التناسخ البشري، والإخصاب الاصطناعي .
وتساءل: “كيف يمكننا أن ننكر أنه يتم معاملة الأجنة لا كأشخاص بل كأشياء”، عندما يتم “انتقاء بعضهم، وإهمال وقتل واستخدام بعضهم الآخر كـ ‘مواد بيولوجية‘”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر إنما يضع على المحك مفهوم الكرامة البشرية.
وذكر البابا أن الكنيسة تشجع بكل تأكيد تطور العلوم البيوطبية “التي تفتح سبلاً علاجيًا ما زالت مجهولة حتى الآن”، ولكن من واجبها أن تنير ضمائر الجميع “لكي يحترم التطور العلمي كل البشر، والاعتراف بكرامتهم كأشخاص، لأنهم خُلقوا على صورة الله”.
وختامًا استشهد البابا ببيان “الكرامة الإنسانية”: “يجب على المؤمنين بالمسيح أن يتعمقوا في تعاليم الكنيسة المقدسة، الصادقة، لتنشئة ضميرهم. فالكنيسة الكاثوليكية وفقاً لإرادةِ المسيح هي معلمة الحقيقة، وتتمثل مهمتها في إعلان الحقيقة التي هي المسيح وفي تعليمها للآخرين بأصالة”.