(روبير شعيب)
روما، 7 فبراير 2008 (Zenit.org).- تحدث الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في القداس الذي افتتح به زمن الصوم في بازيليك القديسة سابينا في تلة الأفنتينو في روما عن ممارسات الصوم وبشكل خاص توقف على الصلاة.
وأشار في البدء أن زمن الصوم هو زمن “يجددنا في الرجاء” بـ “ذلك الذي جعلنا نعبر من الموت إلى الحياة”.
والصلاة تغذي الرجاء “لأنه ما من شيء يعبر أكثر من الصلاة بإيمان عن حقيقة الله في حياتنا. حتى في عزلة التجارب الصعبة، ما من شيء وما من أحد يستطيع أن يمنعني من التوجه إلى الآب “في الخفية” في قلبي، حيث هو وحده “يرى””.
وذكر البابا محطتين من حياة يسوع العامة: أيام الصحراء الأربعين، التي تقتدي بها أيام الصوم، والنزاع في بستان الجتسماني – وهما في جوهرهما وقفتا صلاة.
ووصف الأب الأقدس هاتين الصلاتين بالقول: “صلاة منفردة قلبًا لقلب مع الآب في الصحراء، وصلاة ملؤها “الكآبة المميتة” في بستان الزيتون. ولكن في الأولى كما الآخرى، يستطيع يسوع من خلال الصلاة أن يكشف خداع المجرب وينتصر عليه”.
وأضاف: “صلاة الطلب المفعمة رجاءً هي الفكرة المهيمنة في زمن الصوم، وتجعلنا نختبر الله كمرساة الرجاء الفريدة. حتى عندما تكون جماعية، تشكل صلاة شعب الله صوتًا لقلب واحد ولنفس واحدة، هي حوار حميمي بين شخصين”.
وحذّر أنه من دون بُعد الصلاة، “ينتهي الأمر بالأنا البشري إلى الانطواء على الذات، ويتعرض الضمير الذي يجب أن يكون صدى لصوت الله لخطر أن يضحي مجرد مرآة للأنا، وهكذا يضحي الحوار الباطني مناجاةً للذات فاتحًا المجال لألف نوع ونوع من التبرير الذاتي”.
وتابع شارحًا: “الصلاة هي ضمانة الانفتاح على الآخرين: من يتحرر لله ولمتطلباته، ينفتح في الوقت عينه على الآخرين، على الأخ الذي يدق على باب قلبه ويطلب الإصغاء، والانتباه، والغفران، وأحيانًا الإصلاح ولكن دومًا عبر المحبة الأخوية”.
وشدد البابا أن “الصلاة الحقة ليست أبدًا أنانية، بل هي تتمحور حول الآخر. وهي تمرن بذلك المصلي على “نشوة” المحبة، على قدرة الخروج من الذات لمجاورة القريب في الخدمة المتواضعة والمتنزهة عن المصالح”.
“الصلاة الحقة هي محرك العالم، لأنها تبقيه منفتحًا على الله. لهذا، من دون الصلاة ما من رجاء، بل مجرد وهم. ليس وجود الله هو الذي يغرّب الإنسان، بل غيابه: من دون الإله الحق، أبي ربنا يسوع المسيح، يضحي الرجاء أوهامًا تقود إلى الهرب من الواقع”.