بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 12 فبراير 2008 (Zenit.org). – أعرب الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي بأن "صوم الصور" الذي يقترحه بندكتس السادس عشر في هذا الصوم المقدس إنما هو وسيلة ناجعة لإعداد النفس للإصغاء إلى كلمة الله.
جاء تعليق الأب فيديريكو لومبادري، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في افتتاحية نشرة "أوكتافا دييس" الصادرة عن المركز التلفزيوني الفاتيكني والتي تكلم فيها عن الاقتراح "الآني والمبدع جدًا" الذي عرضه البابا على كهنة أبرشية روما أثناء لقائه بهم في السابع من فبراير الجاري.
وقال لومباردي: "بالحديث عن إعلان الإنجيل في محيطنا الاجتماعي، أشار البابا إلى أننا نعيش في زمن تغمرنا بشكل فائض الكلمات والصور. وهي كثيرة وفوضوية جدًا لدرجة أنها تفقد معناها، ومن الصعب أن يرى المرء فيها معانٍ عميقة".
"وعليه نحتاج لا إلى الصوم الجسدي وحسب، بل ربما نحتاج أكثر إلى "صوم" عن الكلمات والصور، لكي نجد فسحة للصمت الداخلي الذي نستطيع فيه أن نذعن للكلمة، لكلمة الله".
وأشار الأب لومباردي إلى أن في هذا "الصوم" هو نوع من التربية والنظام وحتى التقشف في استعمال وسائل الإعلام، وذلك لتعلم حسن استعمالها من أجل الخير، وللانعتاق من عبوديتها.
كما ولفت إلى فكرة أخرى للأب الأقدس ينبه فيها إلى نهضة الفن والموسيقى المسيحية. وقال في هذا الصدد: "لا يكفي أن ننجح بالصمت في وجه اجتياح من السطحية، والبذاءة والإباحية، بل علينا أن نواجه هذا الاجتياح بشكل فعال، من خلال تغذية نظرنا وحياتنا الداخلية، ومخيلتنا وحواسنا الباطنية، بالجمال المنقّي، وبالصور الحقة".
هذا ويذكرنا البابا بأن "يسوع هو صورة الله الحقة. وعلينا أن نعتاد التأمل – بعيون الجسد وبعيون القلب – ليس فقط بصور الإنجيل، بل بكل نوع من الجمال القادر أن يحرر الروح".
وختم الأب فيديريكو لومباردي بالقول: "الصمت والجمال الحق هما في خدمة حرية الروح. علينا أن نربي إيماننا من جديد على الإصغاء والنظر: لأن الإيمان هو، بحسب قول الأب الأقدس، إصغاء وتطلع".