الثاني عشر من فبراير
روما، الثلاثاء 12 فبراير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني عشر من فبراير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
البشر أهل اتّكال لا استقلال
البشر أهل اتّكال لا استقلال، لا يمكنهم العيش إلا من خلال الآخرين وجرّاء فعل الثقة. ولكن لا ضير أو مهانة في الإتكال عندما يكون مجبولاً بالمحبة، لأنه إذذاك لا يُسمّى تبعية، أن أنقص أنا في منافسة الآخرين على المحبة. فالإتكال المجبول بالمحبة يكوّن الذات تحديداً ويحرّرها من كل ما من شأنه أن يأسرها، لأن المحبة هي بشكل أساسي أن أقول للآخر: “أريدك أن تكون”. إنها فعل إبداع، لا بل القوّة الخلاقة الوحيدة القادرة على أن تصنع الآخر كآخر دونما حسدٍ أو خسارة للذات. البشر أهل اتكال لا استقلال. تلك هي الحقيقة الأولى بشأنهم. ولذلك، فالحبّ وحده قادر على أن يخلّصهم، لأن الحبّ وحده يحوّل التبعية حريةً. ومصير البشر أن يدمّروا خلاصهم وفداءهم ويدمّروا ذاتهم، إن حذفوا الحبّ “ليكونوا بأمان”. وبالنسبة إلى البشر، فإن الإله المصلوب هو اليقين اليقين بأن الخليقة هي تعبير محبة منذ البدء: فنحن موجودون على أساس المحبة. وبالتالي، من مقوّمات الإيمان المسيحي أن نقبل الأسرار باعتبارها في أساس الواقع، بمعنى آخر، أن نقبل المحبة، والخلق كفعل محبة، ونجعل من هذه المحبة أساساً لحياتنا.