من يسجد للقربان المقدس لا يذهب إلى المطهر

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بحسب مربي الشبيبة دانيل-أنج

 بقلم روبير شعيب

 فلورنسا، الاثنين 18 فبراير 2008 (Zenit.org). – “ما من مَطهَر لمن يسجد للمسيح في سر القربان المقدس. لأني إذا ما تعرفت على يسوع في القربان المقدس وفي وجه الفقير، سأتعرف عليه فورًا في ملكوت السماوات”.

 هذا ما صرح به الكاهن البلجيكي دانيل-أنج مؤسس المدرسة الكاثوليكية العالمية للصلاة والتبشير “شباب – نور” (Jeunesse Lumière) في قداس احتفل به نهار الأحد المناسب عيد التجلي الإلهي على جبل طابور بحسب طقس الكنيسة اللاتينية في لقاء للشبيبة نظمه “رقباء فجر القيامة” في مدينة فلورنسا.

 وأشار دانيل-أنج بأن هذا الحدث هو “المرة الوحيدة التي أظهر فيها يسوع، خلال حياته الأرضية مجده، وهويته الإلهية. إنها المرة الوحيدة التي  استطعنا أن نرى فيها وجهه المجيد”.

 وتابع: “لقد تمكن يسوع من أن يقوم بأعجوبة كبيرة، وهي أن يعيش 33 سنة دون أ يكشف جسديًا عن المجد الذي كان يغمره. إنها أعجوبة العجائب: فهو المجد الصائر جسدًا، والنور بالذات. لقد تمكن أن يحبس إشعاعات مجده لكي لا تعمي العالم من بهائها، لأنه لو كان الأمر غير ذلك، لكان البشر ماتوا لدى رؤية مجده. هذه هي أعجوبة يسوع الكبرى”.

 “وألاعجوبة الأخرى هي أنه تمكن أن يعيش 30 سنة من حياته دون أن يجترح أية معجزة، بينما كانت تكفيه كلمة واحدة لكي يجعل مخلعي الناصرة يقفزون وعميانها يرون، ولكنه لم يقم بذلك”.

 “وعليه فإن ليل طابور هو اللحظة الوحيدة التي رأى فيها الرسل يسوع على ما هو عليه حقيقةً”

 لفت دانيل-أنج أن المسيح لا يظهر وحيدًا بل يرافقه ممثلون عن القديسين الذين سبقوه، “فموسى تمنى أن يرى وجه الله في سيناء، والآن تمكن من رؤيته”، و “إيليا سمع كلمته أما الآن فهو يرى وجه إلهه”.

 أما نحن، فيمثلنا الرسل الثلاثة بطرس، يعقوب ويوحنا الذين يمثلون قديسي العهد الجديد. مع بطرس، يعقوب ويوحنا، نحن على الجبل نتأمل مجده. “يظهر يسوع كالشمس الذي يأتي ليبدد كل ظلامنا”.

 وتوقف أيضًا على المفارقة مبينًا أن يسوع يتكلم عن “خروجه” أثناء التجلي، ويتنبأ قبل التجلي وبعده عن آلامه. أما في خضم آلامه، بينما كان دون بهاء، مزدرىً ومحتقرًا، فنراه يتكلم أمام رئيس الكهنة عن مجده حيث يقول: “سترون ابن الإنسان آتيًا في مجده”.

 وبالعودة إلى التجلي قال الكاهن البلجيكي بأن يسوع قد أظهر مجده لكي يبين لنا ما مجدنا المستقبلي. “التجلي هو مثل نافذة مفتوحة على المستقبل حيث يكشف الله عن ابنه. ويقول الآب لي: ‘ابني الحبيب هو أنت. أنت فرحي، أنت كل حبي. لا يمكنني أن أعيش من دونك‘. يرى الآب ابنه الحبيب في كل منا”.

 ثم قال الأب دانيل-أنج: “ما من مَطهَر لمن يسجد للمسيح في سر القربان المقدس. لأني إذا ما تعرفت على يسوع في القربان المقدس وفي وجه الفقير، سأتعرف عليه فورًا في ملكوت السماوات. أما من لم يتعرف عليه على هذه الأرض، فيحتاج إلى وقت قصير لكي تتأقلم عيناه مع إشعاع نور شمسه”.

 “الإفخارستيا تجعلنا نتجلى، وتسكب في عروقنا المجد. فبتناولنا لجسد يسوع نتقبل مجدنا المستقبلي ونتلقى منذ الآن بذر المجد، وعليه من المستحيل بيولوجيًا ألا يقوم جسدي”.

 “يتجلى يسوع من وجهه المساوي إلى وجهه الأرضي، وجه القربانة الفقيرة، لكي يحدث العكس بالنسبة لنا، فننتقل من وجه فقرنا إلى وجه المجد عندما سنراه وجهًا لوجه”.

 وختم مشيرًا إلى أنه ليس نحن فقط من سينال وجهًا وجسدًا متجليًا بل الكون بأسره سيتجلى لأنه “إذا كان الخبر والخمر يصبحان الخالق، فهذا برهان مادي ومحسوس أنه يومًا ما، سيحول الكون بأسره”، وعليه “نحن نحتفل اليوم بعيد تجلي الكون من خلال الابن”.

 لمزيد من المعلومات بشأن الأب دانيل-أنج ورقباء فجر القيامة، من الممكن مراجعة المواقع التالية:

www.scuoladievangelizzazione.it

www.jeunesse-lumiere.com

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير