التاريخ هو مسرح صراع بين حب الذات وحب الله

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء، 20 فبراير 2008 (Zenit.org). – التاريخ هو صراع بين حُبين: “حب الذات “حتى عدم الاكتراث بالله”، وحب الله “حتى عدم الاكتراث بالذات””، هذا ما قاله الأب الأقدس في تعليم الأربعاء ملخصًا نظرة القديس أغسطينوس للتاريخ في كتاب “مدينة الله”.

وأشار البابا أن “مدينة الله” (De civitate Dei) هو “كتاب هام ومصيري في نمو فكر الغرب السياسي وفي لاهوت التاريخ المسيحي”.

كُتب بين عامي 413 و 426 في 22 سفرًا وكانت المناسبة سبي روما الذي قام به الغوط عام 410.

نتيجة هذا السبي قال الكثير من الوثنيين الذين كانوا ما زالوا أحياء، مع الكثير من المسيحيين: لقد سقطت روما، لا يستطيع إله المسيحيين والرسل أن يحموا المدينة. خلال تواجد الآلهة الوثنين كانت روما “رأس العالم”، العاصمة الكبرى، ولم يكن أحد يعتقد بأنها قد تسقط في أيدي الأعداء. الآن، مع إله المسيحيين، لم تعد هذه المدينة تبدو آمنة. وعليه إله المسيحيين لم يحمها، ولذا لا يمكن أن يكون الإله الذي يجب أن يتوكل الإنسان عليه.

جاء الكتاب جوابًا على هذا الاعتراض الذي لمس بالعمق حتى قلوب المسيحيين، وأوضح أغسطينوس في كتابه “ما علينا أن ننتظر من الله وما لا يجب أن ننتظره منه، وما هي العلاقة بين البعد السياسي وبعد الإيمان، بعد الكنيسة”.

وعلق البابا على الكتاب بالقول: “ما زال هذا الكتاب اليوم أيضًا منهلاً للتعريف بالعلمانية الحقة وكفاءات الكنيسة، الرجاء الحقيقي والكبير الذي يهبنا إياه الإيمان”.

وتابع بالقول: “هذا الكتاب الكبير هو عرض لتاريخ البشرية التي تقودها العناية الإلهية، ولكنها الآن منقسمة بين حُبّين. وهذا هو المشروع الأساسي، أي فهم أغسطينوس للتاريخ، وهو صراع بين حبين: حب الذات “حتى عدم الاكتراث بالله”، وحب الله “حتى عدم الاكتراث بالذات” (De civitate Dei, XIV, 28)، ووصولاً إلى الحرية الكاملة من الذات لأجل الآخرين على ضوء الله”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير