روما، الخميس 21 فبراير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والعشرين من فبراير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
دخول زمن الصوم
الصوم زمن سماح تدعو فيه الكنيسة المسيحيين إلى أن يعوا بشكل أكبر عمل المسيح الفدائي وإلى أن يعيشوا معموديتهم بشكل أعمق… وطوال أيامه الأربعين، يحاول الصوم أن يتذكّر بعض الأحداث التي طبعت حياة شعب إسرائيل القديم وتاريخه، مقدّماً لنا مجدداً قيمته النموذجية… وزمن الصوم دعوة إلى العيش مجدداً مع يسوع الأيام الأربعين التي أمضاها في البرية، في الصلاة والصوم، قبل أن يباشر رسالته بين الناس… أما البرنامج الحقيقي والرئيس الذي يتمحور حوله زمن الصوم فيقوم على: الإصغاء إلى كلمة الحق، وعيش الحق والتكلم به والقيام به، الإبتعاد عن الأكاذيب التي تسمم الإنسانية وهي مدخل إلى كل الشرور. لذا، فمن الضرورة بمكان خلال هذه الأيام الأربعين أن نستمع مجدداً إلى كلمة الإنجيل، كلام الله، كلام الحق، كيما يترسخ الوعي في كل مسيحيّ، وفي كل منا، حيال الحقيقة التي أُعطيَت لنا، التي أعطانا إياها، لكي نعيشها ونكون شهوداً لها. الصوم يشددنا كيما نسمح لكلام الله أن يدخل حياتنا فنفهم بهذه الطريقة الحقيقة الأساسية حول من نكون ومن أين أتينا وإلى أين نذهب وأي طريق يفترض بنا سلوكه في الحياة. وبالتالي، فإن زمن الصوم يعرض علينا رحلة تقشفية وليتورجية، إذ تساعدنا على أن نفتح عينينا على حقيقة ضعفنا، تحثّنا على أن نفتح قلوبنا على محبة يسوع الرحيمة.