بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 27 فبراير 2008 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الأربعاء عن ارتداد القديس أغسطينوس مشيرًا إلى أن هذا الارتداد الكبير الواحد يتضمن 3 مراحل أساسية.
بالرغم من أن هذه مسيرة ارتداده تبلغ قمتها مع الارتداد ومن ثم مع المعمودية، ولكنها لم تنته عشية فصح عام 387، عندما نال سر المعموجية. “فمسيرة ارتداد أغسطينوس تستمر بتواضع حتى نهاية حياته، لدرجة أنه يمكننا أن نقول بحق أن مختلف مراحلها – ويمكننا أن نميز بسهولة ثلاث مراحل – هي عبارة عن ارتداد كبير واحد”.
الارتداد الأول: اكتشاف حقيقة المسيح في الكاثوليكية
بالحديث عن الارتداد الأول قال البابا: “كان القديس أغسطينوس باحثًا مولعًا عن الحقيقة” و “تحققت المرحلة الأولى من مسيرة ارتداده عبر التقارب التدريجي من المسيحية”.
وذكر البابا أن أغسطينوس رغم أنه عاش “حياةً فوضوية خلال سني صباه” “شعر دومًا بجاذبية عميقة نحو المسيح، لأنه تشرب الحب نحو اسم الرب مع لبن أمه، كما يشير إلى ذلك هو نفسه”. وأدى به البحث عن الحقيقة إلى الارتداد والمعمودية”
الارتداد الثاني: تعلم البساطة والتواضع في التبشير بالإنجيل
وتحدث البابا عن الارتداد الثاني قائلاً أن مسيرة أغسطينوس “لم تنته مع عشية فصح عام 387″، فبعد حياة نسكية وتأملية تمت سيامته كاهنًا في هيبونا، رغمًا عنه، وكُرّس لخدمة المؤمنين، “متابعًا العيش مع المسيح وللمسيح، ولكن في خدمة الجميع”.
وأوضح الأب الأقدس أن هذا الأمر كان شاقًا عليه، “ولكنه فهم منذ البدء أنه فقط إذا ما عاش لأجل الآخرين، وليس فقط لأجل تأمله الخاص، يستطيع بحق أن يعيش مع المسيح ولأجل المسيح”.
“وهكذا تخلى عن حياة مكرسة فقط للتأمل، وتعلم، غالبًا بصعوبة، أن يعرض ثمار ذكائه لصالح الآخرين. تعلم أن ينقل إيمانه للناس البسطاء وأن يعيش هكذا لهؤلاء الأشخاص في تلك التي صارت مدينته” و “حمل هذا الثقل لفهمه أنه بهذا الشكل بالضبط يستطيع أن يكون أقرب إلى المسيح. أن يفهم أنه يصل إلى الآخرين عبر البساطة والتواضع، كان ارتداده الثاني والحقيقي”.
الارتداد الثالث: المسيح هو رجل التطويبات، الذي يغسلنا باستمرار من الخطايا
الارتداد ثالث هو “ذلك الذي حمله في كل يوم من حياته على طلب الغفران من الله”. “في البدء – شرح البابا – كان يعتقد أنه حالما تعمد […] كان سيتوصل إلى عيش الحياة التي تعرضها عظة الجبل: إلى الكمال الذي يهبه العماد وتثبته الافخارستيا” لكنه فهم في ما بعد أن “وحده المسيح يحقق بالكامل عظة الجبل. أما نحن فنحتاج دومًا أن يغسلنا المسيح، الذي يغسل أقدامنا، ويجددنا. نحتاج إلى توبة مستمرة”.
“حتى النهاية نحتاج إلى هذا التواضع الذي يعترف بأننا خطأة في مسيرة، لكي يهبنا الرب يده بشكل نهائي ويدخلنا في الحياة الأبدية. لقد مات أغسطينوس في موقف التواضع الأخير هذا، المعاش يومًا تلو الآخر”.
واستشهد البابا بما يقوله أغسطينوس نفسه في هذا الصدد: “لقد فهمت أن واحد فقط هو الكامل حقًا، وأن كلمات عظة الجبل تتحقق بالكلية في واحد فقط: في يسوع المسيح عينه. أما الكنيسة بأسرها – كلنا، مع الرسل – فعلينا أن نصلي كل يوم: اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا”.