بحسب مسيرة القديس أغسطينوس في معارج البحث عن حقيقة اللوغوس
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 27 فبراير 2008 (Zenit.org). –تحدث البابا في تعليم الأربعاء في معرض كلامه عن ارتداد أغسطينوس إلى المسيحية عن دور الفلسفة في هذا الارتداد، وخصوصًا الفلسفة ذات الطابع الأفلاطوني، التي “ساهمت في تقريبه أكثر إلى المسيح مبينةً له وجود اللوغوس، العقل الخالق”.
“كانت كتب الفلسفة تدله أن هناك عقل، ينتج عنه كل العالم، ولكن لم تكن تقول له كيفية الوصول إلى اللوغوس، الذي كان يبدو له بعيدًا للغاية”.
وتابع البابا: “وحدها قراءة رسائل القديس بولس، في إيمان الكنيسة الكاثوليكية، كشفت له ملء الحق. لقد لخص أغسطينوس هذه الخبرة في إحدى أشهر صفحات “الاعترافات”: يخبر أغسطينوس أنه في حيرة أفكاره، اختلى في حديقة وسمع فجأة صوتًا طفوليًا يرنم ترنيمة لم يسمعها قط من قبل: “ tolle, lege, tolle, lege “، “خذ، اقرأ، خذ، اقرأ” (VIII, 12,29). تذكر حينها ارتداد أنطونيوس، أب الرهبان، وعاد باحتراز إلى سفر بولس الذي كان بين يديه قبل قليل، فتحه ووقع نظره على مقطع الرسالة إلى أهل روما حيث يحض الرسول على خلع أعمال الجسد وإلى ارتداء المسيح (13، 13 – 14)”.
وعلق البابا على هذه الحادثة بالقول: “لقد فهم أن تلك الكلمة في تلك اللحظة كانت موجهة إليه شخصيًا، وأنها آتية من الله من خلال الرسول وكانت تشير عليه ما يجب عليه أن يفعله في تلك اللحظة. وهكذا شعر بأن ظلمات الشك تبددت ووجد نفسه حرًا من جديد لكي يهب نفسه بالكلية إلى المسيح؛ ويعلق قائلاً: “لقد رددت إليك كل كياني” (Confessiones, VIII, 12,30). كان هذا الارتداد الأول والحاسم”.
وأوضح بندكتس السادس عشر أن البليغ الإفريقي بلغ هذه المرحلة من مسيرته “بفضل حميته للإنسان وللحقيقة، حمية قادته إلى البحث عن الله، العظيم والذي لا يُدرَك”.
وتابع: “لقد جعله الإيمان بالمسيح يفهم أن الله، الذي يبدو بعيدًا جدًا، ليس كذلك بالواقع. لقد صار الله قريبًا منا، صار واحدًا منا. بهذا المعنى، أكمل الإيمان بالمسيح بحث أغسطينوس المديد في درب الحقيقة”.
“وحده الإله الذي صار “ملموسًا”، واحدًا منا، هو إله يمكن رفع الصلاة إليه، إله يمكن العيش لأجله ومعه”.